اساس البلاعة للزمحشري
ج1و2و3. كتاب : أساس البلاغة
المؤلف
: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري
مقدمة
المؤلف
بسم
الله الرحمن الرحيموبه أستعين، والصلاة والسلام على النبي الكريم.
قال
جار الله العلامة أستاذ الدنيا، شيخ العرب والعجم، فخر خوارزم، أبو القاسم محمود
بن عمر الزمخشري، رضي الله تعالى عنه: خير منطوق به أمام كل كلام، وأفضل مثدر به
كل كتاب، حمد الله تعالى ومدحه بما تمدح به في كتابه الكريم، وقرآنه المجيد: من
صفاته المجراة على اسمه لا على جهة الإيضاح والتفصلة، ولا على سبيل الإبانة
والتفرقة، إذ ليس بالمشارك في اسمه المبارك: " رب السموات والأرض وما بينهما
فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً " . وإنما هي تماجيد لذاته المكونة لجميع
الذوات، لا استعانة ثم بالأسباب ولا استظهار بالأدوات.
وأولى
ما قفى به حمد الله تعالى الصلاة على النبي العرب المستل من سلالة عدنان، المفضل
باللسان، الذي استخزنه الله الفصاحة والبيان، وعلى عترته وصحابته مداره العرب
وفحولها، وغرر بني معد وحجولها.
هذا،
ولما أنزل الله تعالى كتابه مختصاً من بين الكتب السماوية بصفة البلاغة التي تقطعت
عليها أعناق العتاق السبق، وونت عنها خطا الجياد القرح، كان الموفق من العلماء
الأعلام، أنصار ملة الإسلام، الذابين عن بيضة الحنيفية البيضاء، المبرهنين على ما
كان من العرب العرباء، حين تحدوا به من الإعراض عن المعارضة بأسلات ألسنتهم،
والفزع إلى المقارعة بأسنة أسلهم، من كانت مطامح نظره، ومطارح فكره، الجهات التي
توصل إلى تبين مراسم البلغاء، والعثور على مناظم الفصحاء، والمخايرة بين متداولات
لفاظهم، ومتعاورات أقوالهم، والمغايرة بين ما انتقوا منها وانتخلوا، وما انتفوا
عنه فلم يتقبلوا، وما استركوا واستنزلوا، وما استفصحوا واستجزلوا، والنظر فيما كان
الناظر فيه على وجوه الإعجاز أوقف، وبأسراره ولطائفه أعرف، حتى يكون صدر يقينه
أثلج، وسهم احتجاجه أفلج، وحتى يقال: هو من علم البيان حظي، وفهمه فيه جاحظي، وإلى
هذا الصوب ذهب عبد الله الفقير إليه محمود بن عمر الزمخشري، عفا الله تعالى عنه،
في تصنيف كتاب أساس البلاغة، وهو كتاب لم تزل نعام القلوب إليه زفافة، ورباح
الآمال حوله هفافة، وعيون الأفاضل نحوه روامق، وألسنتهم بتمنيه نواطق، فليت له
العربية وما فصح من لغاتها، وملح من بلاغاتها، وما سمع من الأعراب في بواديها، ومن
خطباء الحلل في نواديها، ومن قراضبة تجد في أكلائها ومراتعها، ومن سماسرة تهامة في
أسواقها ومجمعها، وما تراجزت به السقاة على أفواه قلبها، وتساجعت به الرعاة على
شفاه علبها، وما تقارضته شعراء قيس وتميم في ساعات المماتنة، وما تزاملت به سفراء
ثقيف وهذيل في أيام المفاتنة؛ وما طولع في بطون الكتب ومنون الدفاتر من روائع ألفاظ
مفتنة، وجوامع كلم في أحشائها مجتنة.
ومن
خصائص هذا الكتاب تخير ما وقع في عبارات المبدعين وانطوى تحت استعمالات المفلقين،
أو ما جاز وقوعه فيها، وانطواؤه تحتها، من التراكيب التي تملح وتحسن، ولا تنقيض
عنها الألسن، لجريها رسلات على الأسلات، ومرورها عذبات على العذبات.
ومنها
التوقيف على مناهج التركيب والتأليف، وتعريف مدارج الترتيب والترصيف، بسوق الكلمات
متناسقة لا مرسلة بدداً، ومتناظمة لا طرائق قددا، مع الاستكثار من نوابع الكلم
الهادية إلى مراشد حر المنطق. الدالة على ضالة المنطبق المفلق.
ومنها
تأسيس قوانين فصل الخطاب والكلام الفصيح، بإفراد المجاز عن الحقيقة والكناية عن
التصريح.
فمن
حصل هذه الخصائص وكان له حظ من الإعراب الذي هو ميزان أوضاع العربية ومقياسها،
ومعيار حكمة المواضع وقسطاسها، وأصاب ذرواً من علم المعاني، وحظى برش من علم
البيان، وكانت له قبل ذلك كله فريحة صحيحة وسليقة سليمة، فحل نثره، وجزل شعره، ولم
يطل عليه أن يناهز المقدمين، ويخاطر المقرمين.
وقد
رتب الكتاب على أشهر ترتيب متداولاً، وأسهله متناولاً، يهجم فيه الطالب على طلبته
موضوعة على طرف التمام وحبل الذراع، من غير أن يحتاج في التنفير عنها إلى الإيجاف
والإيضاع؛ وإلى النظر فيما لا يوصل إلا بإعمال الفكر إليه، وفيما دقق النظر فيه
الخليل وسيبويه، والله تعالى الموفق إلى إفادة أفاضل المسلمين، ولما يتصل برضا رب
العالمين.
كتاب
الهمزة
أ
ب ب
اطلب
الأمر في إبانه، وخذه بربانه، أي أوله، وأنشد ابنُ الأعرابي:
قد
هرمتني قبل إبان الهرم ... وهي إذا قلت كلي قالت نعم
صحيحة
المعدة من كل سقم ... لو أكلت فيلين لم تخش البشم
وأبَّ
للمسير إذا تهيّأ له وتجهز. قال الأعشى:
صرمت
ولم أصرمكم وكصارم ... أخ قد طوى كشحاً وأب ليذهبا
ونقول:
فلان راع له الحب، وطاع له الأب، أي زكا زرعه واتسع مرعاه.
أ
ب دلا أفعله أبد الآباد، وأبد الأبيد، وأبد الآبدين. ونقول: رزقك الله عمراً طويل
الآباد، بعيد الآماد، وأبدت الدواب وتأبدت: توحشت، وهي أوابد ومتأبدات. وفرس قيد
الأوابد وهي نفر الوحوش. وقد تأبد المنزل: سكنته الأوابد. وتأبد فلان: توحش. وطيور
أوابد خلاف القواطع.
ومن
المجاز: فلان مولع بأوابد الكلام وهي غرائبه، وبأوابد الشعر وهي التي لا تشاكل
جودة. قال الفرزدق:
لن
تدركوا كرمي بلؤم أبيكم ... وأوابدي بتنحل الأشعار
وقال
النابغة:
نبئت
زرعة والسفاهة كاسمها ... يهدي إليّ أوابد الأشعار
وجئتنا
بآبدة ما نعرفها.
أ
ب رشاة مأبورة: أكلت الإبرة في علفها. وعن مالك بن دينار مثل المؤمن كمثل الشاة
المأبورة. ويقال: أشد من وخز الإبر. وأبر النخل وأبره. وتأبر النخل: قبل الإبار. وتقول: إذا رفق الأبار، سحق
الجبار.
ومن
المجاز: إبرة القرن لطرفه. قال ابن الرقاع:
تزجي
أغن كأن إبرة روقه ... قلم أصاب من الدواة مدادها
وإبرة
المرفق لطرفه، وإبرة العقرب والنحلة لشوكتها. وتقول: لا بدّ مع الرطب من سلاء النخل،
ومع العسل من إبر النحل. وقد أبرته العقرب بمئبرها والجمع مآبر. ومنه: إنه لذو
مآبر في الناس كما قالوا: دبت بينهم العقارب إذا مشت بينهم النمائم. وقال النابغة:
وذلك
من قول أتاك أقوله ... ومن دس أعداء إليك المآبرا
وأبرني
فلان إذا اغتابك وآذاك. وتقول: خبئت منهم المخابر، فمشت بينهم المآبر.
أ
ب ستقول أبسوه وحبسوه أي قهروه.
أ
ب شما عنده إلا أباشة وهباشة وأشابة أي أخلاط.
أ
ب ضكأنه في الإباض، من فرط الانقباض، وهو حبل يشد به رسغ البعير أي عضده، وقد
أبضته فهو مأبوض. وقد تقبض، كأنما تأبض، وهو تشنج في رجلي الفرس ونساه وهو مدح له
وطعنه في مأبضه وهو باطن الركبة.
أ
ب طرفع السوط حتى برقت إبطه. وتأبط السيف: جعله تحت إبطه، والسيف عطافي وإباطي أي
ما أجعله على عطفي وتحت إبطي.
قال
المتنخل: شربت بجمه وصدرت عنه وأبيض صارم ذكر إباطي.
ومن
المجاز: نزل بإبط الرمل وهو مسقطه، وبإبط الجبل، وهو سفحه. وضرب آباط المفازة.
وتقول:
ضرب آباط الأمور ومغابنها واستشف ضمائرها وبواطنها.
أ
ب قعبد آبق وعبيد أباق. وتقول: الحر إلى الخير سابق، والعبد من مواطنه آبق. وتقول:
في رقابهم الرباق، ومن شأنهم الإباق.
أ
ب للفلان أثلة مال مؤثلة: غنم مغنمة وإبل مؤبلة. وتأبل إبلاً وتغنم غنماً: اتخذها. وهذه إبل أبل أي مهملة. وفلان حسن
الإبالة والإبالة أي السياسة والقيام على ماله، لأن مال العرب الإبل. ومنها: آبل
من حنيف الحناتم.
ومن
المجاز: تأبل فلان إذا ترك النكاح ولم يقرب النساء، من أبلت الإبل وتأبلت إذا
اجترأت بالرطب عن الماء. ومنه قيل للراهب: أبيل، وقد أبل أبالة فهو أبيل، كما
تقول: فقه فقاهة فهو فقيه. وتقول: فلانة لو أبصرها الأبيل، لضاق به السبيل.
أ
ب نقضيب كثير الأبن وهي العقد.
ومن
المجاز: بينهم أبن أي عداوات وإحن، وفي حسبه أبن أي عيوب. ومنه الحديث: لا تؤبن
فيه الحرم يقال أبنه إذا عابه. وأبنه: مدحه وعد محاسنه، وهو من باب التفزيع. وقد
غلب في مدح النادب. تقول: لم يزل يقرظ أحياكم، ويؤبن موتاكم.
أ
ب هلا يؤبه له، وما أبهتُ له. وما عليه أبهة الملك أي بهجته وعظمته. وفلان يتأبه
علينا أي يتعظم، وتأبّه عن كذا: تنزه وتعظم.
أ
ب وتقول: البر مع الأبوة، والعقوق مع البنوة. وأبوته أبوة صدق أي آباؤه. وأبوت
فلاناً وأممته: كنت له أباً وأماً. قال:
تؤمهم
وتأبوهم جميعاً ... كما قد السيور من الأديم
وأنه
ليأبو يتيماً أي يغذوه ويربيه فعل الآباء. وتأبيت فلاناً وتأممت فلانة كما تقول
تبنيته.
أ
ب ىأبى الله إلا أن يكون كذا. وأبى عليَّ وتأبى: امتنع. وهو أبيُّ الضيم وآبي
الضيم: له نفس أبية وفيه عبية. ونوق أواب: يأبين الفحل. وأصابه أباء بالضم إذا كان
يأبى الطعام. تقول: فلانٌ إن شهد الطعان فالحمية والإباء، وإن حضر الطعام فالحمية
والأباء.
ومن
المجاز: لا أبا لك، ولا أبا لغيرك، ولا أبا لشانئك، يقولونه في الحث، حتى أمر
بعضهم لجفائه بقوله: أمطر علينا الغيث لا أبا لكا ويقال: لعمر أ بيك ولعمر أبي
سواك. قال الكميتُ:
إني
لعمر أبي سوا ... ك من الصنائع والذخائر
وهو
أبو الأضياف. ومن أبو مثواك؟ وهو أبو الرؤيس وأبو العمامة: للكبير الرأس والعمامة.
أ
ت بتزوجها وهي في إتب وهو ثوب يشق فتلقيه الجارية في عنقها. قال الكميت:
وقد
لقيت ظباء الإنس غادية ... من كل أحور بالمكّيّ مؤتتب
ومن
المجاز: هذا غلام قد تأتب السلاح أي لبسه. وتأتب القوس: إذا أخرج منكبيه من حمالة
القوس فصارت على كتفيه.
أ
ت متقول ما حضرت المأتم، وإنما حضرت المأثم وهو جماعة النساء، من الأتم وهو القطع
والفتق، كما قيل فئة وقطيع، وقد غلب على جماعتهن في المصائب.
أ
ت ىأتى إليه إحساناً إذا فعله. ووعد الله مأتي. وأتيت الأمر من مأتاه ومأتاته أي
من وجهه. قال:
وحاجة
بت على صماتها ... أتيتها وحدي من مأتاتها
وأتى
عليهم الدهر: أفناهم. وأتى امرأته. واستأتت الناقة: اغتلمت وطلبت أن تؤتى. ويقال: ما أتيتنا حتى استأتيناك إذا
استبطئوه. وطريق ميتاءٌ مفعالٌ من الإتيان، كقولهم دارٌ محلال. تقول: الموت طريق
ميتاء، وهو لكل حيّ ميداء، أي غابة. وهو أتيٌّ فينا وأتاويَّ أي غريبٌ. وسيلٌ
أتيُّ، وأتاوي: أتى من حيث لا يدرى. وتقول: فلان كريم المواتاة، جميل المواساه.
وهذا أمر لا يواتيني. وتأتي له إمره إذا تسهلت له طريقته. قال:
تأتي
له الدهر حتى انجبر
وتأتيت
لهذا الأمر: ترفقت له، وقيل تهيأت. وتأتيت له بسهم حتى أصبته إذا تفصدت له. وأتى
للسيل: سهل له سبيله. وفتح الماء فأتّ له إلى أرضك. وكثر إتاء أرضه أي ريعها. ونخل
ذو إتاء، ولبن ذو إتاء أي ذو زبدٍ كثير. قال عمرو ابن الإطنابة:
وبعض
القول ليس له عناج ... كمخض الماء ليس له إتاء
وأدى
إتاوة أرضه أي خراجها، وضربت عليهم الإتاوة وهي الجباية. قال جابر بن حنيّ التغلبي:
وفي
كل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم
وشكم
فاه بالإتاوة أي بالرشوة.
أ
ث رفيه أثر السيف وآثاره. قال:
أداعيك
ما مستصحبات على السري ... حسان وما آثارها بحسان
وجاء
على أثره وإثره، وكان هذا إثر ذاك أي بعده. وما تأثر إلي أثراً إذا لم يصطنعك
بشيء. ووجدت ذلك في الأثر أي السنة، وفلان من حملة الآثار. وفرس أثير: عظيم أثر
الحافر. وحديث مأثور يأثره أي يرويه قرن عن قرن. ومنه السيف المأثور: للقديم
المتوارث كابراً عن كابر، وقيل الذي له أثر أي فرند. يقال: ما أحسن أثر هذا السيف وإثره! ولهم مآثر أي
مساع يأثرونها عن آبائهم.
وسمنت
الناقة على أثارةٍ من شحم وهي البقية منه. وعن ابن الأعرابي: أغضبني فلان على
أثارة غضب أي على أثر غضب كان قبل ذلك. وهم على أثارة من علم أي بقية منه يأثرونها
عن الأولين، وتقول: إذا أثرت فأعلم آثر، وإن عثرت فأسلم عاثر. وعن النضر: أثرت أن
أفعل كذا بوزن علمت، وآثرت أن أقول الحق، وهو أثيري أي الذي أوثره وأقدمه، وله
عندي أثرة: وهو ذو أثرة عند الأمير. واستأثر عليك بكذا، واستأثر الله تعالى بفلان إذا
مات مرجواً له الرحمة.
وإذا
استأثر الله بشيء فآله عنه. وفي الحديث: " سترون بعدي أثرة " أي يستأثر
أمراء الجور بالفيء. وافعل هذا آثراً ما وآثر ذي أثير أي أولاً قال الحارث بن
مرارة الحنظلي:
رأتني
قد بللت برأس طرف ... طويل الشخص آثر ذي أثير
أ
ث فالأثفية ذات وجهين، تكون فعلوة وأفعولة. تقول أثفت القدر وثفيتها، وتأثفت القدر.
ومن
المجاز: تأثفوه: اجتمعوا حوله، قال النابغة يخاطب النعمان:
لا
تقذفني بركن لا كفاء له ... وإن تأثفك الأعداء بالرفد
وتأثفنا
بالمكان: ألفناه فلم نبرحه. وتأثف القوم على الأمر: تألبوا عليه، وهم عليه أثفية
واحدة. وفلان مرجوم بأثافي الشر. ورماه بثالثة الأثافي. وبقيت منهم أثفية خشناء أي
جماعة كثيفة. ورجل مثفى: ماتت له ثلاث أزواج، وامرأة مثفاة. وأنشد اليزيدي:
نكحت
مثفاة شهيراً جمالها ... وأعلم أن الموت لا بد واقع
وكنت
مثفى ليت شعري من الذي ... هو اليوم مفجوع ومن هو فاجع
ويقال: لا تثف قدرك لهذا الأمر أي لا تنتدب له،
ولا تثفّي لهذا الأمر قدري أي لا أندب لمثله. وثفيت قدرة لكذا إذا جعلته عدة له.
وأنشد أبو زيد:
أأعقل
قتلي العيص عيص شواحط ... وذلك أمرٌ لا تثفّى له قدري
أ
ث لالأثلة السمرة، وقيل شجرة من العضاه طويلة مستقيمة الخشبة تعمل منها القصاع
والأقداح، فوقعت مجازاً في قولهم تحت أثلته إذا تنقصه، وفلان لا تنحت أثلته. قال
الأعشى:
ألست
منتهياً عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطت الإبل
ولفلان
أثلة مال أي أصل مال. ثم قالوا: أثلت مالاً وتأثلته، وشرف مؤثل وأثيل. وقد أثل
أثالة، حتى سمي المجد بالأثال بالفتح. تقول: له أثال، كأنه أثال، أي مجد كأنه
الجبل.
أ
ث متقول: فلان من الحياء يتلثم، ومن اللمم يتأثم أي يتحرج. وتقول: كانوا يفزعون من
الأنام أشد ما يفزعون من الأثام، وهو وبال الإثم، قال:
لقد
فعلت هذي النوى بي فعلة ... أصاب النوى قبل الممات أثامها
أ
ج جأجج النار فتأججت وأجت، وللنار أجيج، واشتدت أجة المصيف. وتقول: هجير أجاج،
للشمس فيه مجاج، وهو لعاب الشمس. وماء أجاج: يحرق بملوحته.
ومن
المجاز: مرّ يؤج في سيره إذا كان له حفيف كحفيف اللهب، وقد أج أجة الظليم. وسمعت
أجة القوم: حفيف مشيهم واضطرابهم.
أ
ج دالحمد لله الذي أجدني بعد ضعف وأوجدني بعد فقر أي قواني، من قولهم: ناقة أجد ومؤجدة القرا، وبناء وعقد مؤجد،
وإنه لمؤجد الأنياب والأظافر، وثوب مؤجد النسج.
أ
ج رأجرك الله على ما فعلت، وأنت مأجور عليه. ومنه قوله تعالى: " على أن
تأجرني ثماني حجج " أي تجعلها أجري على التزويج، يريد المهر، من قوله تعالى:
" وآتوهن أجورهن " كأنه قال: على أن تمهرني عمل هذه المدة، وأجر فلان
ولده إذا ماتوا فكانوا له أجراً وآجرني فلان داره فاستأجرتها، وهو مؤجر ولا تقل
مؤاجر فإنه خطأ وقبيح، وليس آجر هذا فاعل ولكن أفعل، وإنما الذي هو فاعل قولك: آجر
الأجير مؤاجرة، كقولك شاهره وعاومه، وكما يقال: عامله وعاقده. وتقول: طلب الأجرة،
فأعطاه الآجرة.
أ
ج لضربت له أجلاً، وتقول: ابن آدم قصير الأجل، طويل الأمل؛ يؤثر العاجل، ويذر
الآجل. وتقول: أجلن عيون الآجال، فأصبن النفوس بالآجال. وتأجلت الصوار: اجتمعت.
أ
ج مالموت لا تنجو منه الأسد في الآجام، والملوك في الآطام، وداوم على طعام واحد
حتى أجمه أي كرهه.
أ
ج ننقول: يفسد الرجل المجون، كما يفسد الماء الأجون.
أ
ح نتقول: إن الإحن، تجُر المحن. وبينهما مضاغنة عظيمة، ومؤاحنة قديمة.
أ
خ ذما أنت إلا أخاذ نباذ: لمن يأخذ الشيء حريصاً عليه ثم ينبذه سريعاً، وفلان أخيذ
في يد العدو. وهو أسير فتنه، وأخيذ محنه. وذهبوا ومن أخذ أخذهم، ولو كنت منا لأخذت
بأخذنا أي بطريقتنا وشكلنا. ولفلانة أخذة تؤخذ بها الناس أي رقية، وهو مؤخذ عن
النساء. وفي الحديث: " أؤخذ جملي " وهو يصطاد الناس بأخذ، والأخذة
الرقية.
أ
خ رجاءوا عن آخرهم. والنهار يحر عن آخر فآخر، والناس يرذلون عن آخر فآخر والستر
مثل آخرة الرحل. ومضى قدماً وتأخر أخراً. وجاءوا في أخريات الناس. ولا أكلمه آخر
الدهر وأخرى المنون، ونظر إليّ بمؤخر عينه. وجئت أخيراً وبأخرة. وبعته بيعاً بأخرة
أي بنظرة معنى ووزناً. وهي نخلة مئخار من نخل مآخير.
ومن
الكناية: أبعد الله الآخر أي من غاب عنا وبعد، والغرض الدعاء للحضور.
أ
خ وإخوان الوداد، أقرب من إخوة الولاد.
ومن
المجاز: بين السماحة والحماسة تآخٍ، ولقيته بأخي الشر أي بخير، وبأخي الخير أي
بشر. وله عند الأمير آخية ثابتة. وشددت له آخية لا يحلها المهر الأرن. وشد الله
بينكما أواخي الإخاء، وحل أواري الرياء.
أ
د بهو من آدب الناس، وقد أدب فلان وأرب. وتقول: الأدب مأدبه، ما لأحد فيها مأربه. وأدبهم على الأمر: جمعهم عليه يأدبهم.
يقال: إيدب جيرانك لتشاورهم. قال:
وكيف
قتالي مشعراً يأدبونكم ... على الحق أن لا تأشبوه بباطل
وتقول:
أدبهم عليه، وندبهم إليه. وإذا انتقر الآدب، نقره الجادب.
ومن
المجاز: جاش أدب البحر إذا كثر ماؤه.
أ
د دبقيت منه في داهية إده، ولقيت منه كل شده.
أ
د ماستأدمني فأدمته وآدمته. وطعام أديم: مأدوم. ومنه: سمنكم هريق في أديمكم.
ومن
المجاز: فلان مؤدم مبشر للين في خشونة. وليس تحت أديم السماء أكرم منه، وأتيته شد
الضحى ورأد الضحى وأديم الضحى، بمعنىً. وظل أديم النهار صائماً، وأديم الليل
قائماً، أي كله. قال بشر يصف إبلا:
فباتت
ليلة وأديم يوم ... على المتهى يجز لها الثغام
وقال
معقل بن عوف بن سبيع:
فباتوا
حلونا حرساً وباتت ... أديم الليل لا يعذفن عوداً
وفلان
إدام قومه وأدم بني أبيه: لثمالهم وقوامهم ومن يصلح أمورهم. وهو أدمة قومه: لسيدهم
ومقدمهم. وأتدم العود إذا جرى فيه الماء.
ومن
الكناية: ليس بين الدراهم والأدم مثله، يريدون بين العراق واليمن، لأن تبايع
أهلهما بالدراهم والأدم قال أوس ن حجر:
وما
عدلت نفسي بنفسك سيداً ... سمعت به بين الدراهم والأدم
أ
د ىأخذ للحرب أداته، حتى قهر عداته. وفلان مؤد على هذا الأمر أي قوي عليه، من
قولهم: شاك مؤد للكامل الأداة. وهو آدى للأمانة منك.
ومن
المجاز قول الراعي:
غدت
برعال من قطا في حلوقه ... أداوي لطاف الطي موثقة العقد
أراد
الحواصل.
أ
ذ ناطلب لي شاة أذناء قرناء. وحدثته فأذن لي أحسن الأذن، وآذنته بالأمر فأذن به
" فأذنوا بحرب من الله ورسوله " . وتأذن بالشر إذا تقدم فيه وحذره وأنذر
به. وإذا نادى منادي السلطان بشيء فقد تأذن به. وتأذنت لأفعلن كذا أي سأفعله لا
محالة " وإذ تأذن ربك " . واستأذنت عليه فحجبني الآذن.
ومن
المجاز: فلان أذن من الآذان إذا كان سمعة، وهي أذن وهما أذن، وخذ بأذن الكوز وهي
عروته. والأكواب كيزان لا آذان لها. ومضت فيه أذنا السهم، قال الطرماح:
توهن
فيه المضرحية بعدما ... مضت فيه أذنا بلقعي وعامل
وأنشدني
بعض الحجازيين:
وبتنا
بقرواحية لا ذرا لها ... من الريح إلا أن نلوذ بكور
فلا
الصبح يأتينا ولا الليل ينقضي ... ولا الريح مأذون لها بسكور
وجاء
فلان ناشراً أذنيه أي طامعاً. وجاء لابساً أذنيه أي متغافلاً. وفي المثل: أنا أعرف الأرنب وأذنيها أي أعرفه ولا
يخفى عليّ كما لا تخفى عليّ الأرنب. وتقول: سيماه بالخير مؤذنه، والنفس بصلاحه موقنه.
وقد آذن النبات إذا أراد أن يهيج أي نادى بإدباره.
أ
ذ ىأعوذ بالله من جارة بذيه، تغادي وتراوح بأذيه. وتقول: اركب الآذي، تشرب الماذي.
أ
ر بفي مثل: مأربة لا حفاوة. ويقولون: ألحق بمآربك من الأرض أي اذهب إلى حيث شئت.
ولبعضهم:
في
ماء مأرب للظماء مآرب
وما
آربك إلى هذا الأمر؟ وما لي فيه أرب. وفلان مالك لإربه. وهو من غير أولي الإربة من الرجال. وفلان أرب وذو
إرب وهو الدهاء. ومنه: الأربي الداهية. وهو آرب من صاحبه. وهو يؤارب أخاه. ويقال: مؤاربة
الأريب جهل وعناء. وأرب الشاة: عضها وقطعها إرباً إرباً. وجذم فتساقطت آرابه.
وتأربت العقدة:
توثقت،
وأربتها: وثقتها.
ومن
المجاز: تأرب علينا فلان تعسر.
أ
ر ثأرث نارك أوقدها. وما توقد به من روثة أو نحوها يسمى الأرثة والإراث.
ومن
المجاز: أرث بين القوم: أفسد، وأوقد نار الفتنة.
أ
ر جفغمني أرج اللطيمة وأريجها، وأرج الطيب وتأرج، وبيت أرج بالطيب.
أ
ر ز
لا
يزال فلان يأرز إلى وطنه أي حيثما ذهب رجع إليه. وفلان إذا سئل أرز أي تقبض. وما
بلغ أعلى الجبل إلا آرزاً أي منقبضاً عن الانبساط في مشيه من شدة إعيائه. وشجرة
آرزة: ثابتة، وإن هذه الدابة لآرزة الفقار.
ومن
المجاز: بتنا بليلة آرزة: يأرز من فيها لشدة بردها، يقال أرزت أصابعه من البرد.
قال:
وقد
أرزت من بردهن الأنامل
أ
ر شتقول: أجل من الحرش، أن يجرح ويؤخذ بالأرش.
أ
ر ضهو آمن من الأرض، وأشد من الأرض. وتأرض فلان: لزم الأرض فلم يبرح. وتقول: فلان إن رأى مطمعاً تعرض، وإن أصاب
مطعماً تأرض، وأتانا ابن أرض أي غريباً. ونزلنا بعروض عريضه، وأرض أريضه. وهو أريض
للخير: خليق له. قال حميد الأرقط:
منا
حماة المأزق العضوض ... كل أريب للعلى أريض
وهو
أفسد من الأرضة، وخشبة مأروضة، وقد أرضت أرضاً " دابة الأرض تأكل منسأته " .
ومن
المجاز: فرس بعيد ما بين سمائه وأرضه إذا كان نهداً. ويقال: من أطاعني كنت له
أرضاً، يراد التواضع. وفلان إن ضرب فأرض أي لا يبالي بالضرب.
أ
ر قأصابه أرق، وأرقني الهم. وتقول: له جفن مؤرق، ودمع مرقوق.
أ
ر كأفديك من مستاكه، بعود أراكه. وكأنهن ظباء أوارك. وتقول: هم متكئون على
الأرائك، مع بيض كالترائك.
أ
ر متقول: نفس ذات أكرومه، من أطيب أرومه. وتقول: رأيت حسّادك العرم، يحرقون عليك
الأرم.
أ
ر نفيه أرن أي مرح، ومهر أرن. ويوم أرونان وأروناني: شديد. قال:
وظل
لنسوة النعمان منا ... على سفوان يوم أروناني
أ
ر ىتقول: أعطش إليك فما أروى، وأنت كبارح الأروى. وتقول: تدنيها روية الشعف،
وكأنها أروية الشعف. وتقول: خيره كالأرى، وشره كالشرى؛ وهو عمل النحل العسل. يقال:
أرت النحل تأرى أرياً، فسمي به العسل كما سمي المكسوب كسباً.
ومن
المجاز: تسمية المطر أرى الجنوب في قول زهير:
يشمن
بروقه ويرش أرى ال ... جنوب على حواجبها العماء
وقولهم:
إن بينهم أرى عداوة وهو ما يتولد منها من الشر.
أ
ز رشد به أزره، ومعه من يؤامره ويؤازره. وأردت كذا فآزرني عليه فلان إذا ظاهرك
وعاونك. وإنه لحسن الإزرة، ولكل قوم من العرب إزرة يأتزرونها.
ومن
المجاز: الزرع يؤازره بعضه بعضاً إذا تلاحق والتف، وتأزر النبت تأزراً. وأنشد ثعلب:
تأزر
فيه النبت حتى تخايلت ... رباه وحتى ما ترى الشاء نوما
وشد
للأمر مئزره إذا تشمر له. قال في صفة الحمار:
شد
على أمر الورود مئزره
وقال
الفرزدق:
فقلت
لها ألما تعرفيني ... إذا شدت محافظتي الإزارا
وعم
الحيا فتعممت به الآكام، وتأزرت به الأهضام. وفلان عفيف المئزر والأزار. قالت خرنق:
والطيبون
معاقد الأزر
وتقول: هو عفيف الإزار، خفيف من الأوزار. وفي
الحديث: " العظمة ردائي والكبرياء إزاري " وتأزير الحائط: تقويته بحويط
يلزق به، ويسمى الإزار والردء. ونصره نصراً مؤزراً. ويسمى أهل الديوان ما يكتب في
آخر الكتاب من نسخة عمل أو فصل في بعض المهمات الإزار، وأزر الكتاب تأزيراً، وكتب
لي كتاباً مصدراً بكذا مؤزراً بكذا. وشاة مؤزرة كأنما أزرت بسواد، ويقال لها
الإزار. وفرس آزر بوزن آدر: أبيض العجز، فإن نزل البياض إلى الفخذين فهو مسرول،
وخيل أزر.
أ
ز زأزت البرمة ولها أزيز وهو صوت نشيشها. وهالني أزيز الرعد، وصدعني أزيز الرحا
وهزيزها. وأزه على كذا: أغراه به وحمله عليه بإزعاج. وهو يأتز من كذا: يمتعض منه
وينزعج.
ومن
المجاز: لجوفه أزيز.
أ
ز فأزف الرحيل:
دنا
وعجل. ومنه: أقبل يمشي الأزفى بوزن الجمزى، وكأنه من الوزيف والهمزة عن واو.
وساءني أزوف رحيلهم، وأزف رحيلهم. وأشتى بنو فلان فتآزفوا إذا تطانبوا متدانين.
والآزفة القيامة لأزوفها. قال هدبة:
وبادرها
قصر العشية قرمها ... ذرى البيت يغشاه من القر آزف
ومن
المجاز: في عيشه أزف أي ضيق، كما يقال: أمره قريب ومتقارب، ورجل متآزف: قصير
لتقارب خلقه. والمزادة المتآزفة: الصغيرة.
أ
ز قثبتوا في المأزق المتضايق، وهم ثبت في المآزق.
أ
ز ل
هم
في أزل: ضيق من العيش. وتقول: قل نزلهم، وطال أزلهم، وأزلوا، حتى هزلوا، أي حبسوا
وضيق عليهم، وقولهم: كان في الأزل قادراً عالماً وعلمه أزلي وله الأزلية، مصنوع
ليس من كلام العرب، وكأنهم نظروا في ذلك إلى لفظ لم أزل.
أ
ز مأزم الفرس على فأس اللجام: عض عليه وأمسكه، وفرس أزوم، وأخذ مالي فأزم عليه،
ومنه قيل للحمية الأزم. وتقول العرب: أصل كل داء البردة، وأصل كل دواء الأزم.
ويقال للمحتمي الآزم. ورجل أزوم: قليل الرزء من الطعام.
ومن
المجاز: أزم الدهر علينا، وأزمتنا أزمة، وسنة آزمة وأزوم، وسنون أوازم، وأصابتهم
أزمة، وتتابعت عليهم الأزمات. وأزم بالضيعة وعليها إذا حافظ. وقال:
جذام
سيوف الله في كل موطن ... إذا أزمت يوم اللقاء أزام
وإن
قصرت يوماً أكف قبيلة ... على المجد نالته أكف جذام
أي
إذا عضت كريهة عضوض. والتقينا في مأزم الطريق أي في مضيقه. قال ساعدة:
ومقامهن
إذا حبسن بمأزم ... ضيق ألف وصدهن الأخشب
أ
ز ىيقال: جلس إزاءه وبإزائه أي بحذائه. ثم قالوا على سبيل المجاز هو حافظ ماله
وأزاؤه: للقيم به. قال:
إزاء
معاش ما تحل إزارها ... من الكيس فيها سورة وهي قاعد
ويقال:
بنو فلان يؤازون بني فلان أي يقاومونهم في كونهم إزاء للحرب، وفلان لا يؤازيه أحدٌ.
أ
س دفي أرض بني فلان مأسدة، وأكثر المآسد في بلاد اليمن.
ومن
المجاز: استأسد عليه أي صار كالأسد في جرأته. واستأسد النبت: طال وجن وذهب كل
مذهب. قال أبو النجم:
مستأسد
ذبانه في غيطل
وآسد
الكلب بالصيد: أغراه به. وآسد بين الكلاب: هارش بينها. وآسد بين القوم: أفسد.
أ
س ريقال: حلّ إساره فأطلقه وهو القد الذي يؤسر به، وليس بعد الإسار إلا القتل أي
بعد الأسر. واستأسر للعدو. وتقول: من تزوج فهو طليق قد استأسر، ومن طلق فهو بغاث
قد استنسر. وبه أسر من البول وقد أخذه الأسر. وفي أدعيتهم: أبى لك الله أسراً.
وعولج فلا بعود أسر، وهو الذي يوضع على بطن المأسور فيبرأ. وتقول العامة: عود يسر
وهو خطأ إلا أن يقصدو به التفاؤل. وقد أسر فلان. وهم رهطي وأسرتي. وتقول: ما لك
أسرة، إذا نزلت بك عسره.
ومن
المجاز: شد الله تعالى أسره أي قوى إحكام خلقه، من قولهم: ما أحسن ما أسر قتبه،
وهو أن يربط طرفي عرقوبي القنب برباط، وكذلك ربط أحناء السرج بالسيور.
أ
س سبنى بيته على أساسه الأول، وقلعه من أسه.
ومن
المجاز: مازال فلان مجنوناً على آست الدهر، وأس الدهر أي على وجهه، وفلان أساس
أمره الكذب. ومن لم يؤسس ملكه بالعدل فقد هدمه.
أ
س ف" يا أسفى على يوسف " وآسفني ما قلت: أغضبني وأحزنني.
ومن
المجاز: أرض أسيفة: لا تموج بالنبات.
أ
س لعنده غربال من الأسل وهو نبات دقيق الأغصان تتخذ من الغرابيل بالعراق الواحدة
أسلة. وقيل للرماح الأسل على التشبيه، ولمستدق اللسان والذراع الأسلة. وقال أعرابي
لآخر: كيف كانت مطرتكم أأسلت أم عظمت؟ يريد أبلغت أسلة الذراع أم عظمها، فقال: ما
بلغت الضرائر وهي جمع ضرة الإبهام. وأسلت السلاح: حددته وجعلته كالأسل. قال مزاحم
العقيلي:
يباري
سديساها إذا ما تلمجت ... شباً مثل إبزيم السلاح المؤسل
وتقول
أسلات ألسنتهم، أمضى من أسنة أسلهم. ومنه: أسل خده أسالة فهو أسيل، وكف أسيلة
الأصابع. وكل سبط مسترسل أسيل. وتستحب في خد الفرس الأسالة وهي دليل الكرم، تقول:
تنبيء أسالة خده، عن أصالة جده.
أ
س مأجرأ من أسامة.
أ
س نماء آسن، وتقول: بعض الوسن شبيه بالأسن، وهو الغشي من ريح البئر. أسن المائح
فهو آسن.
أ
س وأسوت الجرح أسواً وأساً. قال الأعشى: عنده البر والتقى وأسا الشق وحمل لمضلع
الأثقال وهو آسٍ من قوم أساة، وآسية من نساء أواس. ويقولون للخافضة الآسية. وفي
فلان إسوة، وهو خليق بأن يؤتسى به. وآسيته بمالي مؤاساة، وأسيت المصاب فتأسى.
وتقول: إن الأسى، تدفع الأسى.
ومن
المجاز: أسوت بين القوم: أصلحت. وملك ثابت الأواسي وهي الأساطين الواحدة آسية.
أ
ش بغيضة أشبة. والأشب شدة النفاف الشجر حتى لا مجاز فيه، ومنه الحديث: " بيني
وبينك أشب
" .
ومن
المجاز: عدد أشب: مختلط. وفي مثل: " عيصك منك وإن كان أشباً " . وتأشبوا
واتشبوا: تجمعوا من هنا وهنا. وجمع مؤتشب ومؤتشب: غير صريح. قال:
رجراجة
لم تك مما يؤتشب
وعنده
أشابة من الناس وأشابة من المال: تخاليط من حرام وحلال، وهم أشابات وأشائب. قال
النابغة:
وثقت
لهم بالنصر إذ قيل قد غزت ... قبائل من غسان غير أشائب
وأشب
الشر بينهم: اشتبك، وأشّبته بينهم.
أ
ش رفلان بطر أشر، وقوم أشارى جمع أشران. وثغر مؤشر، وفي ثغرها أشر وهو حسنه وتحزيز
أطرافه.
ومن
المجاز: وصف البرق بالأشر إذا تردد في لمعانه، ووصف النبات به إذا مضى في غلوائه.
قال نصيب الأصغر:
إن
العروق إذا استسربها الثرى ... أشر النبات بها وطاب المزرع
أ
ش ىليس الإبل كالشاء، ولا العيدان كالأشاء وهي صغار النخل الواحدة أشاءة.
أ
ص دآصدت الباب وأوصدته: أغلقته. وباب مؤصد وقدر مؤصدة: مطبقة. وتقول: هو بالشر
مرصد، وباب الخير عنه مؤصد.
أ
ص رهو أوفى من أن يخيس بالعهد، أو ينقض الإصر، ولا إصر بيني وبينهم، وبينهم آصار
يرعونها أي عهود ومواثيق. قال طرفة:
أيا
بن الحواصن والحاصنات ... أتنقض إصرك حالاً فحالا
وحمل
عنهم الإصر أي الثقل " ولا تحمل علينا إصراً " وقال النابغة:
يا
مانع الضيم أن يغشى سراتهم ... والحامل الإصر عنهم بعدما غرقوا
وليس
بيني وبينه آصرة رحم وهي العاطفة. وقطع الله آصرة ما بيننا، وما تأصرك عليّ آصرة.
وتقول: عطف علي بغير آصرة ونظر في أمري بعين باصره. وفلان إصار بيتي إلى إصار بيته
وهو الطنب. وهو جاري مطانبي ومؤاصري ومكاسري ومقاصري بمعنًى. ومضى فلان إلى المأصر
وهو مفعل من الإصر، أو فاعل من المصر بمعنى الحاجز. ولعن الله أهل المآصر أو
المواصر.
أ
ص لقعد في أصل الجبل وأصل الحائط. وفلان لا أصل له ولا فصل أي لا نسب له ولا لسان.
وأصلت الشيء تأصيلاً وإنه لأصيل الرأي وأصيل العقل، وقد أصل أصالةً. وإن النخل
بأرضنا لأصيل أي هو بها لا يزال باقياً لا يفنى. وسمعت أهل الطائف يقولون: لفلان أصيلة
أي أرض تليذة يعيش بها. وجاءوا بأصيلتهم أي بأجمعهم. وقد استأصلت هذه الشجرة: نبتت
وثبت أصلها. واستأصل الله شأفتهم: قطع دابرهم. ويقال: أصله علماً يأصله أصلاً
بمعنى قتله علماً، وهو إما من الأصل بمعنى أصاب أصله وحقيقته، وإما من الأصلة وهي
حية قتالة تثب على الإنسان فتهلكه. ولقيته أصيلاً وأصلاً وأصيلالاً وأصيلاناً أي
عشياً. ولقيته مؤصلاً أي داخلاً في الأصيل.
أ
ض ضما كان سبب شرادهم وارفضاضهم، إلا الثقة بمصادهم وإضاضهم، وهو المجأ. قال:
لأنعتن
نعامة ميفاضاً ... خرجاء ظلّت تبتغي الإضاضا
أ
ض اعليه درع كالأضاة وهي الغدير، وعليهم دروع كالأضاء. وخرجوا لابسين الأضا، رامين
بجمر الغضا.
أ
ط رأطر العود أطر القوس إذا عطفه، ورأيت في يده مأطورةً أي قوساً. وتأطَّر القنا
في ظهورهم وانأطر: انثنى. قال المغيرة بن حبناء:
وأنتم
أناس تقمصون من القنا ... إذا مار في أكتافكم وتأطرا
وقال
آخر:
نضرب
بالسيف إذا الرمح انأطر
وتأطرت
المرأة: تثنت في مشيها. قال:
وتشتاقها
جاراتها فيزرنها ... وتعتل عن إتيانهن فتعذر
وإن
هي لم تفصد لهن أتينها ... نواعم بيضاً مشيهن التأطر
وقص
شاربك حتى يبدو الإطار وهو ما أحاط بالشفة، وكل محيط بالشيء فهو إطاره، كإطار
الدف، وإطار المنخل.
ومن
المجاز: أطرت فلاناً على مودتك. وبنو فلان إطار لبني فلان إذا حلوا حولهم. قال بشر:
وحل
الحي حي بني نمير ... قراضبة ونحن لهم إطار
أ
ط طلا آتيك ما أطت الإبل أي حنت. وشجاني أطيط الركاب، ويا حبذا نقيض الرحال وأطيط
المحامل. وفي الحديث: " ليأتين على باب الجنة نومان وله أطيط " .
ومن
المجاز: أطت بك الرحم أي ؤقت وحنت. وقال الأغلب:
قد
عرفتني سرحتي وأطت ... وقد شمطت بعدها واشمطت
ونزلت
ببني فلان فإذا هم أهل أطيط وصهيل أي أهل إبل وخيل.
أ
ط ل
خيل
لحق الآطال والأباطل، تقول: هم أهل العواتق العياطل، والعتاق اللحق الأياطل.
أ
ط مما هو إلا أطم من آطام المدينة وهي حصونها. ويقال: آطام مؤطمة أي مرفعة.
ومن
المجاز: تأطم السيل: ارتفعت أمواجه. وتأطمت النار: ارتفع لهبها. وتأطم عليّ فلان:
تطاول في غضبه.
أ
ف خركب يأفوخ فلان إذا غلبه وفضله. وضرب يأفوخ الليل إذا سرى في أوله.
أ
ف فأفاً له وتفاً، وكلمه فتأفف به، واستمره فتأفف من مرارته.
أ
ف قفلان جوال في الآفاق، وهو أفقي وأفقي، وما في آفاق السماء طرة سحاب، وعجت رائحة
البخور في آفاق البيت. وفلان فائق آفق أي غالب في فضله، وقد أفق على أصحابه
وأفقهم. قال الكميت:
الفاتقون
الراتقو ... ن الآفقون على المعاشر
وقال
أبو النجم:
بين
أب ضخم وخال أفق
وفرس
أفق بوزن واحد الآفاق: رائعة. تقول: رأيت آفقاً على أفق. وشربت الإبل حتى امتدت أفقها
أي جلودها، جمع أفيق.
أ
ف كأفكه عن رأيه: صرفه، وفلان مأفوك عن الخير. قال عروة بن أذينة:
إن
تك عن أحسن الصنيعة مأ ... فوكاً ففي آخرين قد أفكوا
ورأيت
أن أفعل كذا فأفكت عن رأيي. وأتفكت الأرض بأهلها: انقلبت. وإذا كثرت المؤتفكات زكت
الأرض، وهي الرياح المختلفات المهاب. ورجل أفاك: كذاب. وما أبين إفكه! ورماه
بالأفيكة. ويقول المفتري عليه يا للأفيكة. وقال ابن ميادة:
رجال
يقولون الأفائك بيننا ... كذاك يقول الكاشحون الأفائكا
ومن
المجاز: أرض مأفوكة: مجدودة من المطر والنبات. وسنة آفكة: مجدبة. وسنون أوافك.
أ
ف لنجوم أفل وأفول. وفلان كعبه سافل، ونجمه آفل. والقرم من الأفيل أي الكبير من
الصغير. وتقول: ما الشيوخ كالأطفال، ولا البزل كالإفال.
أ
ف نفلان مأفون: منزوف العقل، وفي عقله أفن، من أفنت الناقة إذا استنزف الحالب
لبنها.
أ
ق طتلاحموا في مأقط الخرب. وتقول: فلان من عمله الأقط، لا من حملة المأقط.
أ
ق نتقول: ليت بيتي بعض الأقن، في بعض القنن. والأقنة شبه حفرة في أعلى الجبل ضيقة
الرأس قعرها قدر قامة أو قامتين.
أ
ك فرايتهم على الهوان معكفه، كأنهم حمر مؤكفه.
أ
ك لرب أكلة منعت أكلات. وكان لقمان من الأكلة. وجعلت كذا لفلان أكلة ومأكلة. وما
ذقت عنده أكالاً بالفتح أي طعاماً. وتأكلت السن والعود: وقع فيهما أكال. ووقعت في
رجله آكلة. وفلان أكيلي. وبليت منه بأكيل سوء. وأكل بستانك دائم أي ثمره. وما
أطعمني أكلة واحدة أي لقمة أو قرصاً.
ومن
المجاز: فلان أكل غنمي وشربها، وأكل مالي وشربه أي أطعمه الناس، وجرحه بآكلة اللحم
وهي السكين. وأكلت أظفاره الحجارة. قال أوس بن حجر:
وقد
أكلت أظفاره الصخر كلما ... تعنى عليه طول مرقًى توصلاً
وفلان
ذو أكلة وإكلة وهي الغيبة. وهو يأكل الناس: يغتابهم. وآكل بين القوم: أفسد. وأكلت النار الحطب. وأتكلت النار:
اشتد لهبها كأنما يأكل بعضها بعضاً. وتأكل السيف: توهج من شدة البريق. وكذلك تأكل
الإثمد والفضة المذابة ونحوهما مما له بصيص. قال أوس:
إذا
سل من جفن تأكل إثره ... على مثل مصحاة اللجين تأكلا
ولعن
رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله. ومأكول حمير خير من آكلها أي
رعيتها خير من واليها. وهو من ذوي الآكال أي من السادات الذين يأكلون المرباع
ونحوه. وأكلتك فلاناً: أمكنتك منه. ولما قال الممزق.
فإن
كنت مأكولاً فكن خير آكل ... وإلا فأدركني ولما أمزق
قال
النعمان: لا آكلك ولا أؤكلك غيري. وفلان يستأكل القوم: يأكل أموالهم. وهذا حديث
يأكل الأحاديث. وفي " كتاب العين " الواو في مرئيٍّ أكلتها الياء، لأن
أصله مرءوي. وأكلني موضع كذا من جسدي. وتأكل جسده، وبه إكلة بوزن جلسة وأكال،
وأكلة بوزن تبعة أي حكة، وهم أكلة رأس أي قليل. وانقطع أكله إذا مات. وهذا ثوب ذو
أكل: صفيق كشير الغزل. وطلب أعرابي من تاجر ثوباً، فقال: أعطني ثوباً له أكل. وإنه لعظيم الأكل من الدنيا:
إذا كان حظيظاً. وأكل البعير روقه إذا هرم وتحاتّت أسنانه. وهو الماجُّ لأنه يمج
الماء مجاً. وعقدت لفلان حبلاً
فسلم ولم يؤكل.
أ
ك م
امرأة
عظيمة المآكم. والمأكمتان اللحمتان الوثيرتان من العجز من الأكمة وهي التل.
ومن
المجاز: لا تبل على أكمه، ولا تفش سرك إلى أمه.
أ
ل بصاروا عليه ألباً واحداً إذا اجتمعوا على عداوته، وتألبوا عليه: تجمعوا، وألبوا عليه إذا استنجدوا عليه
غيرهم. قال مالك الخناعي:
طرحت
بذي الخبتين صفني وقربتي ... وقد ألبوا حولي وقل المسارب
أ
ل ت" وما آلتناهم من عملهم " . وتقول ما في مزاودهم ألت، ولا في مزايدهم
أمت.
أ
ل سفلان لا يدالس، ولا يؤالس؛ أي لا يدامج. واللهم إنا نعوذ بك من الألس، والألق
أي من الخيانة والكذب.
أ
ل فهو إلفي، وأليفي. وهم ألاّفي، وألفائي. ولو تألف فلان وحشياً لألف. قال:
ولو
تألف موشياً أكارعه ... من وحش شوط بأدنى دلهاً ألفا
وهذا
من أوالف الطير أي من دواجنها. وهذه الطير قد ألفت هذا المكان. وهذه ألف مؤلفة أي
مكملة. وفلان من المؤلفين أي من أصحاب الألوف. وقد ألف فلان: صارت إبله ألفاً.
أ
ل قتألق البرق وأتلق. وبه أولق أي جنون. وما هي إلا إلفة وهي الذئبة. وكأنه ألوقة
وهي الزبد بالرطب. قال:
وإني
لمن سالمتم لألوقة ... وإني لمن عاديتم سم أسودا
وقال:
حديثك
أشهى عندنا من ألوقة ... تعجلها طيان شهوان للطعم
ويقال: لوقة بطرح الهمزة. ولوق الطعام: لينه. وفي
الحديث: " ولا آكل إلا مالوق لي " . وتقول: فلان لا يألك إلا الملوق، ولا يشرب
إلا المروق.
أ
ل كألكني إلى فلان، واحمل اليد ألوكي، ومألكتي، وهي الرسالة. قال:
ألكني
إليها عمرك الله يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديا
ومن
يستألك لي إليه أي من يحمل رسالتي. وجاء فلان فاستألك ألوكته.
أ
ل ل" لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً " أي قرابة. وعجب ربكم من ألكم وقنوطكم
أي من جؤاركم بالفتح. يقال: ألّ في دعائه يؤلّ ألاً، وأللاً، وأليلاً: إذا جأر.
وبات له أليل، كأنه أبيل؛ ومر وفي يده ألة أي حربة. ومنها قولهم: أذن مؤللة أي محددة. وأله: طعنه
بالأة. ومنه قول الأعرابية في خاطبها: أل وغل.
أ
ل مهو ألم ومتألم وضربه فآلمه، ومسه بضرب أليم، وبه ألم شديد، وهو مجوع مؤلم.
أ
ل هفلان يتأله: يتعبد. وهو عابد متأله.
أ
ل واستجمر بالألوة وهي العود. وهو لا يألو، ولا يأتلي أن يفعل كذا. ويقول الرجل:
ما ألوت عن الجهد في حاجتك، فيقال له: بل أشد الألو. وآلى الرجل، وأتلى ليفعلن،
وتألى على الله: إذا حلف ليغفرن الله له. وعلى ألية في ذلك. وعجبت من الألى فعلوا كذا. وكبش أليان ونعجة
أليانة.
أ
م تاستوت الأرض فما بها أمت، وامتلأ السقاء فلم يبق فيه أمت.
أ
م دضرب له أمداً، وهو بعيد الآماد.
أ
م رإنه لأمور بالمعروف نهو عن المنكر.
وأمرت
فلاناً أمره أي أمرته بما ينبغي له من الخير. قال بشر بن سلوة:
ولقد
أمرت أخاك عمراً أمره ... فعصى وضيعه بذات العجرم
وقال
دريد:
أمرتهمو
أرمي بمنعرج اللوى
أي
ما ينبغي لي أن أقوله. وأمر إمر أي عجب.
وأتمرت
ما أمرتني به: امتثلت. وفلان مؤتمر: مستبد. يقال: فلان لا يأتمر رشداً أي لا يأتي
برشد من ذات نفسه. قال:
ويعدو
على المرء ما يأتمر
وتقول
أمرته فأتمر. وأبى أن يأمر أي استبد ولم يمتثل. وتآمر القوم وأتمروا مثل تشاوروا
واشتوروا. ومرني بمعنى أشر عليّ. قال بعض فتّاكهم:
ألم
تر أني لا أقول لصاحب ... إذا قال مرني أنت ما شئت فافعل
ولكنني
أفري له فأريحه ... ببزلاء تنجيه من الشك فيصل
وتقول: فلان بعيد من المثمر، قريب من المئبر؛ وهو
المشورة: مفعل من المؤامرة. والمئبر النميمة. وهو أميري أي مؤامري. وفلانة مطيعة لأميرها أي لزوجها. ورجل إمرة: يقول لكل أحد مرني بأمرك. وأمر
علينا فلان فنعم المؤمر. وتأمر علينا فحسنت إمرته. ولك على أمرة مطاعة أي تأمرني
مرة واحدة فأطيعك. واجعله في تأمورك، ولقد علم تأمورك ذاك، وهو تفعول من الأمر وهو
القلب والنفس، لأنها الأمارة. وما في الدار تأمور أي أحد. وقل بنو فلان بعد ما
أمروا أي كثروا وأمرهم الله تعالى. وتقول العرب: الشر أمر. وفي مثل " من قل
ذل، ومن أمر فل " وتقول: إن ماله لأمر، وعهدي به وهو زمر. ويقولون: ألقى الله
في مالك الأمرة وهي البركة والزيادة. وأمر فلان أمارة إذا نصب علماً قال:
إذا
طلعت شمس النهار فإنها ... أمارة تسليمي عليك فسلمي
ومن
المجاز: مهرة مأمورة: كثيرة التاج، كأنها أمرت بذلك. وقيل لها: كوني نثوراً فكانت.
وما في الركية تأمور أي ماء، وهذا كما قيل له النفس. قال:
أتجعل
النفس التي تدير ... في جلد شاة ثم لا تسير
أ
م ستقول أصبح سالماً وأمس، كأن لم تغن بالأمس.
أ
م علا يكونن أحدكم إمعةً.
أ
م لفلان بحر المؤمل، بدر المتأمل.
أ
م ممالك إلا أمك وإن كانت أمة. وفداه بأميه: بأمه وخالته أو جدته. وهو أمي، وفيه
أمية.
وأمة
محمد خير الأمم. وخرجوا يؤمون البلد. وذهبوا آمة مكة: تلقاءها؛ وهو إمامهم، وهم
أئمتهم؛ وهو أحقّ بإمامة المسجد. وبإمة المسجد؛ وهو يؤم قومه، وهم يأتمون به. وما
طلبت إلا شيئاً أمماً. وما الذي ركبته بأمم: بشيء هين قريب. وأخذته من أمم: من كثب.
ومن
المجاز: من أم مثواك؟ وبلغت الشجة أم الدماغ وهي الجلدة التي تجمعه. وشجة آمة
ومأمومة. ورجل أميم، وقد أممته بالعصا. وما أشبه مجلسك بأم النجوم وهي المجرة
لكثرة كواكبها. وهو من أمهات الخير: من أصوله ومعادنه. وقوم البناء على الإمام وهو
الزبق. وأنشد التوزي:
وخلقته
حتى إذا تم واستوى ... كمخة ساق أو كمتن إمام
قرنت
بحقويه ثلاثاً فلم يزغ ... عن القصد حتى بصرت بدمام
أي
دميت من البصيرة بما دمه أي لطخه، يعني أنه نفذ في الرمية فتلطخ بالدم. وحفظ الصبي إمامه. وأم فلان أمراً حسنا:
قصده وأراده. وهو أمة وحده.
أ
م نأمنته وآمننيه غيري، وهو في أمن منه وأمنة، وهو مؤتمن على كذا. وقد ائتمنته
عليه. " فليؤد الذي أؤتمن أمانته " . وبلغه مأمنه. واستأمن الحربي: استجار ودخل دار الإسلام مستأمناً. وهؤلاء
قوم مستأمنة. ويقول الأمير للخائف: لك الأمان أي قد آمنتك. " وما أنت بمؤمن
لنا " أي بمصدق. وما أومن بشيء مما يقول أي ما أصدق وما أثق. وما أومن أن أجد
صحابة، يقوله ناوي السفر أي ما أثق أن أظفر بمن أرافقه. وفلان أمنة أي يأمن كل أحد
ويثق به، ويأمنه الناس ولا يخافون غائلته. وأمن على دعائه. وتقول: رأيت جماعة مؤمنين:
داعين لك مؤمنين.
ومن
المجاز: فرس أمين القوى، وناقة أمون: قوية مأمون فتورها، جعل الأمن لها وهو
لصاحبها، كقولهم: ضبوث وحلوب. وأعطيت فلاناً من آمن مالي أي من أعزه عليّ وأنفسه
لأنه إذا عز عليه لم يعقره فهو في أمن منه. " أنا جعلنا حرماً آمناً "
ذا أمن.
أ
م ىيا أمة الله كما تقول: يا عبد الله، والنساء إماء الله. وتقول المرأة: أنا أمية
الله، ويا رب اغفر لأميتك الضعيفة ولأمياتك الضعاف. وكانت حرة فتأمت.
أ
ن بلا ينفع فيه تأنيب، ولا تأديب. وكم أنبوه وأذبوه، وعوتب فيه أمه وأبوه. وتقول:
بلد عبق الجناب، كأنما ضمخ بالأناب وهو المسك. وأنشد الفراء:
يعبق
داريّ الأناب الأدكن ... منه بجلد طييب لم يدرن
أ
ن ثامرأة مئناث، وقد آنثت. وهذه امرأة أنثى للكاملة من النساء، كما يقال: رجل ذكر
للكامل.
ومن
المجاز: رجل محنث مؤنث. وسيف أنيث ومئناث ومئناثة. ونزع أنثييه ثم ضربه تحت أنثييه
وهما أذناه، والأنوثة فيهما من جهة تأنيث الاسم. ويقال: أنثت في أمرك تأنيثاً: لنت
ولم تشدد. وأرض أنيثة: بينة الأناثة، دميثة: بينة الدماثة.
أ
ن ح
البخيل
أنوح، على ماله ينوح؛ وهو الذي يأنح إذا سئل أي يزفر. وفي الحديث: " رأى
رجلاً يأنح ببطنه " . وأنشد النضر:
يهمون
لا يسطيع أحمال ثقلهم ... أنوح ولا جاذ قصير القوائم
أ
ن سلقيت الأناسي، فلا مثل له ولا سيّ. وأنست به واستأنست به وأنست إليه وأستأنست
إليه. قال الطرماح:
كل
مستأنس إلى الموت قد خا ... ض إليه بالسيف كل مخاض
وقال
آخر:
إذا
غاب عنها بعلها لم أكن لها ... زءوراً ولم تأنس إليّ كلابها
ولي
به أنس وأنسة. وإذا جاء الليل استأنس كل وحشي واستوحش كل إنسيّ. وهذه جارية آنسة
من جوار أوانس وهي الطيبة النفس المحبوب قربها وحديثها. وفلان جليسي وأنيسي. وما
بالدار أنيس وهو من يؤنس به. وأين الأنس المقيم؟ وعهدت بها مأنساً، ومكان مأنوس:
فيه أنس كقولك مأهول: فيه أهل. قال جرير:
حي
الهدملة من ذات المواعيس ... فالحنو أصبح قفراً غير مأنوس
وكلب
أنوس: نقيض عقور، وكلاب أنس: غير عقر. وآنست ناراً، وآنست فزعاً، وآنست منه رشداً.
واستأنس له وتأنس: تسمع. والبازي يتأنس إذا جلى ونظر رافعاً رأسه طامحاً بطرفه.
ومن
المجاز: هو ابن إنس فلان لخليله الخاصّ به. ويقال: كيف ترى ابن إنسك. وإنسك أي نفسك. وباتت
الأنيسة أنيسته أي النار، ويقال لها: المؤنسة. ولبس المؤنسات أي الأسلحة لأنهنّ
يؤنسنه ويطامن قلبه.
وتخيرت
من كتابه سويداوات القلوب، وأناسيّ العيون. وكتب بإنسيّ القلم. وإنسيّ الدابة ووحشيها فيهما اختلاف.
أ
ن ضلحم أنيض: فيه نهوءة. وقد أنض أناضة.
أ
ن فأرغم أنوفهم، وآنفهم. ونفست عن أنفيه أي منخريه. قال مزاحم:
يسوف
بأنفيه النقاع كأنه ... عن البقل من فرط النشاط كعيم
وامرأة
أنوف: طيبة الأنف. وتزوج أعرابي فقال: وجدتها رصوفاً، رشوفاً، أنوفاً.
ومن
المشتق منه: فيهم أنفة وأنف، وقد أنف من كذا. ألا ترى أنهم قالوا الأنف في الأنف.
والمؤمن كالجمل الأنف وهو الذي أوجعت أنفه الخزامة.
ومن
المجاز: هو أنف قومه، وهم أنف الناس. قال الحطيئة:
ويحرم
سر جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع
وجارية
أنف: لم تطمث. وقال طريح الثقفي:
أيام
سلمى غريرة أنف ... كأنها خوط بانة رؤد
وأتيته
آنفاً. ومضت آنفة الشباب. وهو يتأنف الإخوان أي يطلبهم آنفين لم يعاشروا أحداً.
واستأنف الشيء وأتنفه. ونصل مؤنف: محدد. وفلان يتبع أنفه أي يتشمم. قال:
وجاء
كمثل الرأل يتبع أنفه ... لخفيه من وقع الصخور قعاقع
أ
ن قهو شبه الأنوق، في القدر والموق. وهذا شيء أنيق وآنق ومونق. ورأيت له حسناً
وأنقاً، وبهاءً ورونقاً. وقد آنقني بحسنه. وقد أنقت به أي أعجبت، ولي به أنق.
وتأنق في الروضة: وقع فيها متتبعاً لما يونقه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: إذا
وقعت في آل حم، وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهنّ. وعن محمد بن عمير: ما من عاشية أشد
أنقاً ولا أبعد شبعاً من طالب العلم. أراد بالأنق التأنق.
ومن
المجاز: تأنق في عمله وفي كلامه: إذا فعل فعل المتأنق في الرياض، من تتبع الآنق
والأحسن.
أ
ن ملو رزقنا الله عدل سلطانه، لأنام أنامه في ظل أمانه.
أ
ن نأنّ المريض إلى عواده. وما له حانة ولا آنة وهما الناقة والشاة. وفلان مئنة
للخير ومعساة: من إن وعسى أي هو موضع لأن يقال فيه: إنه لخير وعسى أن يفعل خيراً.
وتقول: فلان للخير مئنة، وللفضل مظنة. وقال ابن الزبير لفضالة بن شريك: لعن الله
ناقة حملتني إليك، فقال: إن وراكبها. وقال:
فقلت
سلام قلن إن ومثله ... عليك فقد غاب اللذون تراقب
يعني
الوشاة. ولا أفعل ذلك ما أن في السماء نجم، وما أن في الفرات قطرة أي ما ثبت أنه
في السماء نجم، وإنما جاز ذلك في هذا الكلام لأن حكم الأمثال حكم الشعر.
أ
ن ىانتظرنا إنى الطعام أي إدراكه. وبلغت البرمة إناها. " غير ناظرين إناه
" . يقال أنى الطعام أنًى، وحميم آن، وعين آنية: قد انتهى حرهما. وهو يقوم
آناء الليل أي ساعاته. وأما أنى لك وألم يأن لك أن تفعل. وإنه لذو أناة ورفق. قال النابغة:
الرفق
يمن والأناة سعادة ... فتأن في رفق تلاق نجاحا
وامرأة
أناة: فتور، ونساء أنوات. وتأنّى في الأمر واستأنى. يقال تأن في أمرك، واتئد. قال
حارثة بن بدر:
استأن
تظفر في أمورك كلها ... وإذا عزمت على الهوى فتوكل
واستأنى
في الطعام: انتظر إدراكه. واستأنيت فلاناً: لم أعجله. واستأنى به: رفق به. ويستأني
بالجراحة: ينتظر مآل أمرها. قال ابن مقبل:
وقوم
بأيديهم رماح ردينة ... شوارع تستأني دماً أو تسلف
تنتظره
أو تتعجله. وآنيت الأمر: أخرته عن وقته. يقال: لا تؤن فرصتك. وقال الحطيئة:
وآنيت
العشاء إلى سهيل ... أو الشعرى فطال بي الأناء
أ
ه بأخذ للسفر أهبته وتأهب له. وبنو فلان جاعوا حتى أكلوا الأهب. وكاد يخرج من
إهابه في عدوه. قال أبو نواس في طردياته:
تراه
في الحضر إذا هاهابه ... كأنما يخرج من إهابه
أ
ه لرجعوا إلى أهاليهم. وفلان أهل لكذا وقد استأهل لذلك وهو مستأهل له، سمعت أهل
الحجاز يستعملونه استعمالاً واسعاً. ومكان آهل ومأهول. وأهل فلان أهولاً، وتأهل:
تزوج، ورجل آهل. وفي الحديث: " أنه أعطى العزب حظاً وأعطى الآهل حظين "
. وآهلك الله في الجنة إيهالاً: زوجك " ووشكان ذا إهالة " وهي الودك،
وكل من الأدهان يؤتدم به كالخل والزيت ونحوهما، واستأهلها: أكلها. قال حاتم:
قلت
كلي يا ميّ واستأهلي ... فإن ما أنفقت من ماليه
وثريدة
مأهولة. تقول: حبذا دار مأهولة، وثريدة مأهولة.
أ
و بتهنئك أوبة الغائب. وفلان أواه أواب تواب أي رجاع إلى التوبة. وآبت الشمس:
غابت. وفي الحديث: " شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى آبت الشمس ملأ الله قلوبهم
ناراً " . وغابت الشمس في مآبها أي في مغربها. وآب بيده إلى سيفه ليستله،
وإلى سهمه ليرمي به، وإلى قوسه لينزع فيها. وأوّبوا تأويباً: ساروا النهار كلّه. ولهم إسآد وتأويب. وما أعجب
أوب يديها أي رجعهما في السير. ويقال للمسرع في سيره: الأوب أوب نعامة. وقال كعب:
كأن
أوب ذراعيها إذا عرقت ... وقد تلفع بالقور العساقيل
أوب
يدي فاقد شمطاء معولة ... ناحت وجاوبها نكد مثاكيل
وهذا
كلام ليس له آيبة ولا رائحة أي مرجوع وفائدة. وأبت بني فلان وتأوبتهم: جئتهم
ليلاً. قال امرؤ القيس:
تأوبني
الداء القديم فغلسا ... أحاذر أن يرتد دائي فأنكسا
وابك
ما رابك دعاء سوء. وتقول لمن أمرته بخطة فعصاك ثم وقع فيما يكره آبك أي آبك ما
تكره. قال رجل من بني عقيل:
أخبرتين
يا قلب أنك ذو غرًى ... بليلي فذق ما كنت قبل تقول
فآبك
هلا والليالي بغرة ... تلم وفي الأيام عنك غفول
وجاءوا
من كل أوب أي من كل وجه ومرجع. ورمينا أوباً أو أوبين وهو الرشق، وهما شاطئا
للوادي وأوباه. وكنت على صوب فلان وأوبه أي على طريقته ووجهه. وما يدرى في أي أوب
هو. ومازال هذا أوبه أي طريقته وعادته.
أ
و دآده الحمل أي أثقله. وآدت الخيل الأرض بكثرتها. وآد العود: اعتمد عليه فثناه،
وانآد: انعطف. وتقول: رجعت
منه بالداهية النآد، وبالصلب المنآد. وأود الشيء وتأود وفيه أود أي عوج.
ومن
المجاز: آدني هذا الأمر: بلغ مني المجهود والمشقة. وآد الفيء انثنى ورجع، وآد
العشي. قال المرقش:
والعدو
بين المجلسين إذا ... آد العشي وتنادى العم
أ
و رلحني أوار النار، وأوار الشمس ومررت بتنور فلفحني بأواره.
ومن
المجاز: كاد يغشي عليه من الأوار وهو العطش، كما قيل له الحرة. قال:
ظللنا
نخبط الظلماء ظهراً ... لديه والمطيُّ به أوار
جوعهم
حتى أظلمت أبصارهم، فكأنهم ظهراً في ليل مظلم. ورجل أواري: شديد العطش.
أ
و سآسه أوساً وإياساً، كقولك عاضه عوضاً وعياضاً. تقول: بئس الإياس، بلال من إياس؛
أراد بلال بن أبي بردة، وإياس بن معاوية ابن قرة. واستآسني فأسته. قال الجعدي:
ثلاثة
أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المستآسا
أ
و قألقى عليه أوقه، وركب فوقه أي ثقله.
أ
و ل
آل
الرعية يؤولها إيالة حسنة، وهو حسن الإيالة، وأتالها وهو مؤتال لقومه مقتال عليهم
أي سائسٌ محتكم. قال زياد في خطبته: قد ألنا وإيل علينا أي سسنا وسسنا، وهو مثل في
التجارب. قال الكميت:
وقد
طالما يا آل مروان ألتم ... بلا دمس أمر العريب ولا غمل
وهو
آيل مالٍ. وأول القرآن وتأوله. وهذا متأول حسن: لطيف التأويل جداً. قال عبد الله
ابن رواحة رضي الله تعالى عنه:
نحن
ضربناكم على تنزيله ... فاليوم نضربكم على تأويله
ضرباً
يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
وتقول
جمل أول وناقة أولة إذا تقدما الإبل. ويقال أول الحكم إلى أهله: رده إليهم. وفي
الدعاء للمضل: أول الله عليك أي رد عليك ضالتك. وخرج في أوائل الليل وأولياته.
ومن
المجاز: فلان يؤول إلى كرم، ومالك تؤول إلى كتفيك إذا انضم إليهما واجتمع. وطبخت
الدواء حتى آل المنان منه إلى من واحد. وتقول: لا تعول على الحسب تعويلاً، فتقوى الله
أحسن تأويلا أي عاقبة.
وتأملته
فتأولت فيه الخير أي توسمته وتحريته. وحمل على الآلة الحدباء وهي النعش.
أ
و مفي جوفه أوامٌ وأوارٌ وهو حرارة العطش. ودعا جرير إلى مهاجاته رجلاً من كليب،
فقال الكليبي: إن نسائي بآمتهنّ ولم تدع الشعراء في نسائك مترقعاً. يعني أن نساءه
سليمات من الهجاء فلا أعرضهن له، ونساؤك مهجوات. يقال: فلانة بآمتها أي بعذرتها.
أ
و نهو يفعل ذلك آونة بعد آونة، وأنا آتية آونة بعد آونة. وعن النضر: الآن آنك إن
فعلت. وامش على الأون وهو الرويد من المشي عن الأصمعي. وأن على نفسك أي ارفق. وعن
بعض العرب: أونوا في سيركم شيئاً. ويقال: على رسلك وأونك وهونك. قال:
غير
يا بنت الجنيد لوني ... مر الليالي واختلاف الجون
وسفر
كان قليل الأون
وبيننا
وبين مكة ثلاث ليال أوائن وآئناتٍ. وكان في إيوان كسرى، والإيوان والإوان بيت مؤزج
غير مسدود الوجه، وكل سناد لشيء فهو إوان له.
أ
و هتأوه من خشية الله تعالى. وفلان متأله متأوه.
أ
و ياللهم آوني إلى ظل كرمك وعفوك. وتقول: أنا أهوي إلى معاقلك هوياً، وآوي إلى
ظلالك أوياً. وما لفلان امرأة تؤويه. وقال ابن عباس للأنصار رضي الله عنهم:
بالإيواء والنصر ألا جلستم. وأنتم مأوى المحاويج. وتألبوا عليّ وتآووا، ثم شنعوا
عليّ وتعاووا. وأويت عن كذا إذا تركته، وأيوت لفلان: رثيت له أيةً ومأويةً. قال:
ولو
أنني استأويته ما أوى ليا
وتقول:
وجدني يتيماً فآوى، وشهرني وأنا أخمل من ابن آوى.
أ
ي درجل أيد وذو أيد، ورفع الله السماء بأيده، وكان ابن الحنفية أيداً. وقال الجعدي:
أيد
الكاهل جلد بازل ... أخلف البازل عاماً أو بزل
وقد
آد وتأيد. قال امرؤ القيس يصف النخل:
فأثت
أعاليه وآدت أصوله ... ومالت بقنوان من البسر أحمرا
وأيد
الحائط بإياد. وكر علي إيادي العسكر وهما جناحاه. قال العجاج:
بذي
إيادين لهام لو دسر ... بركنه أركان دمخ لانقعر
وأتى
بعنقفير مؤيد.
ومن
المجاز: إنه لأيد الغداء والعشاء إذا كان حاضراً كثيراً، وقد آدت ضيافته. قال يصف
امرأة مضيافة:
رأيتك
للزوار كالمشرب الذي ... إذا عطشوا يوماً فمن شاء أوردا
جذامية
آدت لها عجوة القرى ... وتخلط بالمأقوط حيساً مجعداً
أ
ي ضآض سواد شعره بياضاً، وفعل ذلك أيضاً.
أ
ي كفلان فرع من أيكة المجد. وتقول: كذب صاحب مليكه، كما كذب أصحاب الأيكه.
أ
ي مالحرب مأيمة ميتمة. وتركوا النساء أيامى، والأولاد يتامى. وفي المثل: " كل ذات بعل ستئيم
" وقد آمت أيمة وتأيمت، ورجل أيم: طالت عزوبته. وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتعوذ من الأيمة. قال:
ما
للسرندي أطال الله أيمته ... خلى أباه بغبر البيد وادلجا
وتأيم
الرجل. قال:
فإن
تنكحي أنكح وإن تتأيمي ... يد الدهر ما لم تنكحي أتأيم
وتقول:
هي أيم، ما لها قيم. وأيم امرأته: جعلها أيماً. وأنشد ابو عمرو:
يضرب
رأس البطل المدجج ... بصارم مؤيم مزوج
وأنشد:
وعرسك
أيمتها والبني ... ن أيتمت والغزو من بالكا
أ
ي نآن وقتك بمعنى حان. وأما آن لك أن تفعل. ووجفت الإبل على الأين أي على الإعياء.
وتقول: أين منها الأين؟ وقال:
أقول
للمرار والمهاجر ... إنا ورب القلص الضوامر
أي
أعيينا من الأين. ومن أين لك هذا؟ وأيان ترجع بمعنى متى.
أ
ي هأيهت به إذا صحت به. وإيه حديثاً: استرادة. وإيهاً لا تحدث: كف. قال ذو الرمة:
وقفنا
فقلنا إيه عن أم سالم ... وكيف بتكليم الديار البلاقع
أ
ي يما هي بدار تئية أي تمكث. يقال أييت بالمكان وتأييت به. قال زهير:
وعلمت
أن ليست بدار تئية ... فكصفقة بالكف كان رقادي
وكأنما
ألقت عليه الشمس أياتها أي شعاعها.
كتاب
الباء
ب
أ ب أهو ابن بجدتها، وبؤبؤها. قال رجل من قريش:
ومن
يبت والهموم قادحة ... في صدره بالزناد لم ينم
جربت
ذا الجهر أنت بؤبؤه ... لست بعيابة ولا برم
وفلان
في بؤبؤ المجد أي في مصاصه. وهو أعز علي من بؤبؤ عيني وهو إنسانها.
ب
أ رالفاسق من ابتأر، والفويسق من ابتهر. يقال: ابتأرت الجارية إذا قال فعلت بها
وهو صادق، وابتهرتها إذا قال ذلك وهو كاذب. وأنشد الكميت:
قبيح
بمثلي نعت الفتا ... ة إما ابتهاراً وإما ابتئارا
ب
أ سفلان ذو بأس، وشجاع بئيس، وقد بؤس. وبؤس بعد غناه: افتقر فهو بائس. ووقع في البؤس والبأساء. وفي أمر بئيس:
شديد. وابتأس بذلك إذا اكتأب واستكان من الكآبة " فلا تبتئس بما كانوا يعملون
" . قال حسان:
ما
يقسم الله أقبل غير مبتئس ... منه واقعد كريماً ناعم البال
ب
أ لهو ضئيل بئيل، وقد ضؤل وبؤل، وما به تعب من الضؤولة والبؤولة.
ب
أ وهو يبأى على أصحابه بأواً شديداً إذا زهي عليهم وافتخر. وإن فيه لبأواً وزهواً.
قال حاتم:
فما
زادنا بأواً على ذي قرابة ... غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر
وأنشد
الأصمعي:
متى
تبأى بقومك في معد ... يقل تصديقك العلماء جير
ب
ت تبتّ عليه القضاء وبت النية: جزمها. وساق دابته حتى بتها، وبته السفر. وسكران ما يبت، وهذه صدقة بتة بتلة. وخذ
بتاتك أي زادك. وأنا على بتات الأمر إذا أشرف عليه. قال أبو محمد الفقعسي:
وحاجة
كنت على بتاتها
وسار
حتى انبت أي انقطع. وانبت الرجل: انقطع ماؤه من الكبر. قال:
لقد
وجدت رثية من الكبر ... عند القيام وانبتاتاً بالسحر
ب
ت رما هم م إلا كالحمر البتر. وليته أعارنا أبتريه وهما عبده وعيره لقلة خيرهما.
وطلعت البتيراء وهي الشمس في أول النهار، وخطب زياد خطبته البتراء وهي التي ما حمد
فيها ولا صلى. ورجل أباتر: قاطع رحم. قال أبو الربيس:
شديد
وكاء الوطب ضب ضغينة ... على قطع ذي القربى أحد أباتر
ب
ت كبتك الحبل، وسيف باتك وبتوك. وخرج إلى تبوك، ومعه سيف بتوك. وانفلت منه الطائر
وفي يده بتكة من ريشه. قال زهير:
حتى
إذا ما هوت كف الغلام لها ... طارت وفي كفه من ريشها بتك
ب
ت لتبتل إلى الله، وهو متنسك متبتل. وبتل عملك لله: أخلصه من الرياء والسمعة
وأفرده عن ذلك. وبتل العمرة: أوجبها وحدها، وعمرة بتلاء. وامرأة مبتلة: لم يتراكب
لحمها كأن اللحم بتل عنها. وخضر مبتل وبتيل. تقول: لها ثغر مرتل، وخضر مبتل. وقال
ابن الطثرية:
عقيلية
أما ملاث إزارها ... قد عص وأما خصرها فبتيل
وطلقها
بتة بتلة. وقيل لمريم عليها السلام العذراء البتول، لانقطاعها عن الأزواج. ثم قيل لفاطمة تشبيهاً بها في المنزلة عند
الله: البتول.
ب
ث ثبثوا الخيل في الغارة، وبث كلاه على الصيد، وخلق الله الخلق فبثهم في الأرض.
وبث المتاع في نواحي البيت إذا بسطه، وبثت البسط " وزرابي مبثوثة " وتمر
بث ومنبث: متفرق غير مكنوز، وانبث الجراد في الأرض.
ومن
المجاز: بثثته ما في نفسي ابثه، وابثثته إياه، وباثثته سري وباطن أمري إذا أطلعته
عليه. قال ذو الرمة:
وأسقيه
حتى كاد مما أبثه ... تكلمني أحجاره وملاعبه
وكطانت
بيننا مباثة ومنافثة. وبث الخبر في البلد وبثثه وبثبثه، وقد انبث هذا الخبر. وسمعت
من يقول: الروح في القلب على سبيل الركز، وفي غيره على سبيل الانبثاث.
ب
ث رخرجت به بثرة فعصرها فنغرت عليه. وبجلده بثر شتى وبثور، وبثر جلده وتبثر. وله
من المال كثير بثير.
ب
ث قانبثق عليهم الماء إذا خرق الشط أو كسر السكر فجرى من غير فجر، وبثقته أنا
أبثقه بثقاً، وقد سدوا البثق والبثق وهو المكان المكسور، فعل بمعنى مفعول، أو
تسمية بالمصدر كالضرب والصيد. وهؤلاء أهل الوثوق في سد البثوق.
ومن
المجاز: انبثق عليهم بنو فلان إذا أقبلوا عليهم ولم يظنوا بهم، وانبثق علينا فلان
بالشر، وانبعق بكلام السوء.
ب
ث نأخصبت الأرض، وصارت بثنية وعسلا وهي حنطة موصوفة. سمعت شامياً يصفها بالحمرة
ويقول: قمح الشام أنواعك منه البثني، والكيون، والحسين، والهويدي، والناقونسي،
والشيلوني، والسوادي. وقيل هي الزبدة. وسميت المرأة بثينة كما سميت زبيدة.
ب
ج جضربه فشجه، وطعنه فبجه، إذا وسع الطعنة. ورجل أبج العين كقولهم: مضروج العين
إذا اتسع شقها. قال ذو الرمة:
ومختلق
للملك أبيض فدغم ... أشم أبج العين كالقمر البدر
وامرأة
زجاء، بجاء. وفلان فجفاج، بجباج، أي نفاج مهدار. وتقول العرب: أقصر من بجابجك
قليلاً.
ومن
المجاز: قولهم للماشية: قد بجها الكلأ إذا فتق خواصرها سمناً. قال:
فجاءت
كأن القسور الجون بجها ... عاليجه والثامر المتناوح
وانبجت
ماشيتك عن الكلأ.
ب
ج حأنا متبجح بمكان فلان وبجح به وقد بجحني ذلك. والنساء يتباجحن فيما بينهن إذا
تباهين وتفاخرن وعدت كل واحدة حظوتها. ولقيت منه المناجح والمباجح.
ب
ج داشتمل ببجاده، واحتبى بنجاده، وهو كساء مخطط، ومنه ذو البجادين. وهو عالم ببجدة
أمرك أي بحقيقته، وما ثبت منه عند خابره. من بجد بالمكان إذا أقام وثبت فلم يبرح.
يقال: أصبح فلان باجداً بأرضه إذا كان لابداً بها لا يريم. ويقال للخريت: هو ابن
بجدتها.
ب
ج رلقيت منه البجاري أي الدواهي. قال:
تزبدها
حداء يعلم أنه ... هو الكاذب الآتي الأمور البجاريا
وجاء
فلان بأمر بجر. قال:
تعجبت
من أم حصان رأيتها ... لها ولد من زوجها وهي عاقر
فقلت
لها بجراً فقالت مجيبتي ... أتعجب من هذا ولي زوج آخر
ومن
المجاز: ألقيت إليه عجري وبجري إذا أطلعته على معائبك لثقتك به. وأصل العجر العروق
المتعقدة الناتئة، والبجر ما تعقد منها على البطن خاصة. وتقول: صرر بجر، وأكياس عجر. أنشد سيبويه:
يمرّون
بالدهنا خفافاً عيابهم ... ويخرجن من دارين بجر الحقائب
ب
ج سإنبجس الماء من السحاب والعين: انفجر، وتبجش: تفجر. قال العجاج:
وكيف
غربي دالج يتبجسا ... وانبجست عيناه من فرط الأسا
وسحائب
بجس، وبجسها الله. قال ابن مقبل:
له
قائد دهم الرباب وخلفه ... روايا يبجسن الغمام الكنهورا
وأتانا
بثريد يتبجس ويتضاغى، وذلك من كثرة الودك. وبه قرحة يبجسها الظفر.
ب
ج لبجله في أعينهم: عظمه، وفلان مبجل في قومه، وجئت بأمر بجيل، وبخير بجيل. قال
زهير:
هم
الخير البجيل لمن بغاه ... وهم جمر الغضا لمن اصطلاها
وفصد
أبجل الفرس أو البعير وهو كالأكحل من الإنسان. وبجل بمعنى حسبي. قال لبيد:
بجل
الآن من العيش بجل
ب
ح تعربي بحت: خالص. وبرد بحت محت: صادق. ومسك بحت وظلم بحت. وقدم إليه قفاراً
بحتاً: لا أدم معه. وباحته الود: خالصه إياه. وباحت الشراب: شربه صرفاً لم يمزجه،
وباحت الماء: شربه على غير ثفل. وباحت دابته بالضريع. قال مالك بن عوف الغامدي:
ألا
منعت ثمالة بطن وج ... بجرد لم تباحت بالضريع
أي
لم تعلف الضريع وحده، يعني أنها مقربة مكرمة بحسن التعهد. وباحت القتال: جد فيه
ولم يشبه بهوادة.
ب
ح حفي صوته بحة، ورجل أبح الصوت.
ومن
المجاز: وصف الجماد بذلك كالعود وغيره إذا غلظ صوته وأشبه البحة، نحو قول خفاف في
صفة القداح:
قروا
أضيافهم ربحاً ببح ... يعيش بفضلهن الحي سمر
وقول
آخر في صفة العظم:
وعاذلة
باتت بليل تلومني ... وفي كفها كسر أبح رذوم
وقوله:
وأبح
جندي وثاقبة ... سبكت كثاقبة من الجمر
الجندي
منسوب إلى أجناد الشام، والثاقبة السبيكة من الذهب. وتبحبح في الأمر: توسع فيه، من
بحبوحة الدار وهي وسطها. وتبحبحت العرب في لغاتها: اتسعت فيها.
ب
ح رهو من البحارة، وهم الذين يتبحرون في البحر. وبحر أذن الناقة: شقها طولاً وهي
البحيرة.
ومن
المجاز: استبحر المكان: اتسع وصار كالبحر في سعته. وتبحر في العلم واستبحر فيه.
واستبحر الخطيب: اتسع له القول، وفي مديحك يستبحر الشاعر. قال الطرماح:
بمثل
ثنائك يحلو المديح ... وتستبحر الألسن المادحه
و
" إن وجدناه لبحراً " وصف بالبحر لسعة جريه. قال العجاج:
بحر
الأجاري حنيك مسهل
محتنك
قوي. وماء بحر، وصف به لملوحته. وقد أبحر المشرب العذب. قال ذو الرمة:
بأرض
هجان الترب وسمية الثرى ... غداة نأت عنها الملوحة والبحر
ودم
بحراني: أسود، نسب إلى بحر الرحم وهو عمقه. وامرأة بحرية: عظيمة البطن، شبهت بأهل
البحرين وهم مطاحيل عظام البطون. قال الطرماح:
ولم
تنتطق بحرية من مجاشع ... عليه ولم يدعم له جانب المهد
ب
خ ترجل مبخوت وبخيت: مجدود.
ب
خ خبخ لك: كلمة مدح وإعجاب بالشيء وقد تشدد. قال:
بخ
لك بخ لبحر خضم
وتكرر
فيقال: بخ بخ. قال أعشى همدان في عبد الرحمن بن الأشعث:
بين
الأشج وبين قيس باذخ ... بخ بخ لوالده وللمولود
فقال
الحجاج: والله لا تبخبخ علي بعدها، فقتله. وأما قول العجاج:
في
حسب بخ وعز أقعسا
فوصف
بهذا الصوت مبالغة في كون حسبه ممدحاً معجباً به، كما يقال: رجل أفة لمن يتأفف به.
ب
خ رثياب مبخرة: مطيبة. وتبخر بالبخور، وفلان يتبخر ويتبختر. ويقال: بخرت لنا:
طيبت، وبخرت علينا: نتنت، وأردنا أن تبخر لنا فبخرت علينا. وبه بخر شديد. وفي كلام
الدؤلي: لا يصلح للخلافة من لا يصبر على سرار الشيوخ البخر.
ب
خ سبخس الكيال مكياله. وفي المثل: " تحسبها حمقاء وهي باخس " . وبخس
الناس: مكسهم، وضرب عليهم بخساً فاحشاً. قال:
وفي
كل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ بخس درهم
ولا
تبخس أخاك حقه. وباعه بثمن بخس أي مبخوس. ومنه بخس المخ وتبخس إذا دخل في السلامى
والعين وهو آخر ما يبقى.
ب
خ صعين مبخوصة: عوراء، وبخصت عينه، وبخصها: عورها، وبعينه بخص ولخص هما لحمتان:
البخص بالجفن الأسفل، واللخص بالأعلى، وبخصت عينه ولخصت.
ب
خ عبخع الشاة: بلغ بذبحها القفا.
ومن
المجاز: بخعه الوجد إذا بلغ منه المجهود. قال ذو الرمة أنشده سيبويه:
ألا
أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديه المقادر
وبخعت
له نفسي ونصحي: جهدتهما له. وأهل اليمن أبخع طاعة. وبخع أرضه بالزراعة: نهكها ولم يجمها. وبخع لي بحقي إذا أقر
إقرار مذعن بالغ جهده في الإذعان به.
ب
خ قبخق عينه مثل بخصها، وبخقت: عورت فهي مبخوقة وباخقة، وبه بخق وهو أقبح العور
وأكثره غمصاً. قال رؤبة:
كسر
من عينيه تقويم الفوق ... وما بعينيه عواوير البخق
وفي
الحديث: " في العين إذا بخقت مائة دينار " .
ب
خ لفلان لم يبخل ولم يبخل، وما كانت منه بخلة قط. قال عدي:
وللبخلة
الأولى لمن كان باخلاً ... أعف ومن يبخل يلم ويزهد
وفلان
أصيل في اللؤم بخال، ماله عم كريم ولا خال. ويقال: لا يكاد يفلح النخيل، إذا أبرها
البخيل. وقيل لرجل: بفلان خبل، وبأخيه بخل. فقال: الخبل أهون من البخل، والمبخل
فداء للمخبل.
ومن
المجاز: قول أبي النجم:
والضامنين
عثرات الدهر ... إذا السماء بخلت بالفطر
ب
خ ن ق
برزن
على وجوههن البخانق، وفي أعناقهن المخانق. وتبخنقت المرأة: تبرقعت. وأملت علي أم
هبة أم مثواي بالطائف في كتاب استكتبتنيه إلى ابنتها بمكة خفرة تقول: لكم يا عمتي
أشكو إليك حر العرى في وجهي، فأرسلي إلي من مخاضب حنائكم ما اتبخنق به. والمبخنق
من الخيل الذي أخذت غرته لحييه إلى أصول أذنيه.
ب
د أبدأ الله الخلق وابتدأه، وكان ذلك في بدء الإسلام ومبتدإ الأمر. وافعل هذا بدأ
وباديء بدء وبادىء بدىء. وافعله بدأً ما تريد أول شيء. وهاتها من ذي تبدئت أي أعد
الكلمة أو القصة من أولها. وأبدأ في الأمر وأعاد، والله المبديء المعيد، وفلان ما
يبدىء وما يعيد إذا لم يكن له حيلة. قال عبيد:
أقفر
من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدى ولا يعيد
وفعله
عوداً وبدأً وعوداً على بدء، وفي عودته وبدأته. واكتريت للبدأة بكذا، وللرجعة بكذا
وأنت في بدأتك أحسن حالاً منك في مرجعك. وأمر بديء: عجيب. وبدءوا بفلان: قدموه. ومنه: هو بدء بني فلان
لسيدهم ومقدمهم، وهم بدأة قومهم لخيارهم. قال سويد بن أبي كاهل:
أبت
لي عبس أن أسام دنية ... وسعد وذبيان الهجان وعامر
وحي
كرام بدأة من هوازن ... لهم في الملمات الأنوف الفواخر
وخذ
أبداء الجزور وبدوءها وهي خير أعضائها.
قال
نهشل بن حرى:
ترك
البدوء من الجزور لأهلها ... وأحال ينقي مخة العرقوب
وبدأ
يفعل كذا نحو أنشأ يفعل. وأبدأت من أرض إلى أخرى، ومن أين أبدأت وبئر بدىء: حديدة
الحفر ليست بعادية. وفعل هذا باديء الرأي.
ب
د دأبد ضبعيك في السجود: جافهما. وأبدهم العطاء: أعطي كل واحد بدته أي نصيبه. أنشد
الكسائي:
لما
التقيت عميراً في كتيبته ... عاينت كأس المنايا بيننا بددا
وليت
جبهة خيلي شطر خيلهم ... وواجهونا بأسد قاتلوا أسدا
ويا
جارية أبديهم تمرة تمرة، قالته أم سلمة لما كثر السؤال. وعن عمر بن عبد العزيز أنه
أبد بصره عند موته وقال: إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جن، ثم قبض. ويقال للفارس:
ضم باديك وهما باطنا الفخذين. وكان الزبير حسن الباد على السرج، أريد حسن ركبته
وقيل لأعرابية: علام تمنعين زوجك القضة، فإنه يعتل بك؟ قالت: كذب والله، إنّي
لأطأطيء الوساد، وأرخي الباد، تريد أنها لا تضم فخذيها. والسبعان يتبادان الرجل
إذا أتياه من جانبيه. والضاربان يتبادان المضروب، والتوءمان يتبادان أمهما: يرتضعان
ثدييها. وتبدد الحلي صدر الجارية أخذ جانبيه. وباديته بكذا: عارضته مبادة وبداداً،
وبايعته مبادة. وتبادوا في الحرب: تبارزوا وأخذوا أقرانهم. وبدد ماله. وتفرقوا بداد.
واستبد برأيه: انفرد. واستبد بأميره إذا غلب على رأيه، فهو لا يسمع إلا منه.
ومن
المجاز: استبد الأمر بفلان، إذا غلبه فلم يقدر على ضبطه. قال الأخطل:
ثم
استبد بسلمى نية قذف ... وسير منقضب الأقران مغيار
هو
واليها الذي إذا عزم على أمر أمضاه ولم يثنه عنه شيء واستبد بهم إذا ذهبوا. قال
الأخطل:
كأنني
شارب يوم استبد بهم ... من قرقف ضمنتها حمص أو جدر
ومن
الكناية: سمعت مرشد بن معضاد الخفاجي يقول: خرجت أبدد، كنى بذلك عن البول.
ب
د ربدر إلى الخير، وبادره الغاية وإلى الغاية. قال:
فبادرها
ولجات الخمر
وفلان
يبادر في أكل مال اليتيم بلوغه بداراً. وتبادروا الباع وابتدروها. وهو مخشي
البادرة، وأنا أخاف بادرته وهي ما تبدر منه عند حدته. وتقول: فلان حار النوادر،
حاد البوادر. وأصابته بادرة السهم وهي طرفه من قبل النصل، واحمرت بوادر الخيل وهي
اللحمات بين المناكب والأعناق. قال خراش بن عمرو:
وجاءت
الخيل محمراً بوادرها ... زوراً وزلت يد الرامي عن الفوق
وفلان
يهب البدور، وينهب البدور، وهي البدر، وأبدر القوم: طلع عليهم البد، كما يقال:
أقمروا وأشرقوا: من الشرق بمعنى الشمس.
ب
د عأبدع الشيء وابتدعه: اخترعه، وابتدع فلان هذه الركية، وسقاء بديع: جديد. ويقال أبدعت الركاب إذا كلت.
وحقيقته أنها جاءت بأمر حادث بديع. وأبدع بالراكب: إذا كلت راحلته، كما يقال: انقطع
به، وانكسر إذا انكسرت سفينته.
ومن
المجاز: أبدعت حجتك إذا ضعفت، وأبدع بي فلان إذا لم يكن عند ظنك به في أمر وثقت به
في كفايته وإصلاحه.
ب
د لأبدله بخوفه أمناً وبدله مثله. وبدل الشيء: غيّره. وتبدلت الدار بإنسها وحشاً.
واستبدلته وبادلته بالسلعة إذا أعطيته شروى ما أخذته منه. وتبادلا ثوبيهما. وهذا
بدل منه وبديل منه، وهم أبدال منهم وبدلاء. وهذا بديل ما له عديل، ورب بدل شر من
بدل وهو وجع العظام. أنشد أبو عمرو لابن نعيم:
وتمدرت
نفسي لذاك ولم أزل ... بدلاً نهاري كله حتى الأصل
وهو
من الأبدال أي الزهاد.
ب
د نبدنت لما بدنت أي سمنت لما أسننت، يقال: بدن الرجل وبدن بدناً وبدانة فهو بدين
وبادن. وبادنني فلان فبدنته أي كنت أبدن منه. ورجل مبدان: مبطان سمين، ضخم البطن.
وتقول: أراك أضعف السنة، وأنت في قد البدنة. وخرجت وعليها بدنة أي بقيرة.
ب
د هبدهه أمر: فجئه. وبدهني بكذا بدأني به. وهو ذو بديهة، وأجاب على البديهة، وله
بدائع وبدائه، وهذا معلوم في بدائه العقول، وبادهني أمر كذا، وابتده الخطبة، وبنو
فلان يتبادهون الخطب، ولحقه في بداهة جريه.
ب
د ولقد بدوت يا فلان أي نزلت البادية وصرت بدوياً، ومالك والبداوة؟ وتبدى الحضري.
ويقال: أين الناس فتقول: قد بدوا أي خرجوا إلى البدو. وكانت لهم غنيمات يبدون
إليها. وفعل كذا ثم بدا له، وبدا له في هذا الأمر بداء وهو ذو بدوات. وكلفني من
بدواتك أي من حوائجك التي تبدو لك. وركي مبد: بارز ماؤه، ونقيضه ركي غامد.
ب
د يباداه بارزه، وكاشفت الرجل وباديته وجاليته بمعنًى. وباد بين الرجلين: قايس
بينهما وباين.
ومن
الكناية: أبدى الرجل قضى حاجته.
ب
ذ أفلان بذيء اللسان، وقد بذؤ علي وبذأ بذاءة وبذاء. وبذىء فلان: عيب وازدرى.
وسألته عن رجل فبذأه. وقد أبذأت يا رجل أي جئت بالبذاء، كما تقول أفحشت وأقدعت. وباذأني
فلان فبذأني. وبينهم مباذأة: مفاحشة. قال ابن مقبل:
هل
كنت إلا مجناً تتقون به ... قد لاح في عرض من باذاكم علبي
ومن
المجاز: بذأت عيني فلاناً: ازدرته ولم تقبله. ووصفت لي أرض بني فلان فأبصرتها فما
بذأتها عيني.
ب
ذ خجبل باذخ: عال، وجبال بواذخ.
ومن
المجاز: عز باذخ، وشرف شامخ. وتبذخ فلان: تطاول، وهو بذاخ، وفيه بذخ. وجمل بذاخ
الهدير. قال جرير في مرثية الفرزدق:
عماد
تميم كلها ولسانها ... وناطقها البذاخ في كل منطق
ب
ذ ذرجل باذ الهيئة وبذها، وجاء في هيئة بذة وحال بذة وفيه بذاذة. وبذ فلان أصحابه:
غلبهم، قال النابغة الجعدي:
يبذ
الجياد بتقريبه ... ويأوي إلى حضر ملهب
ب
ذ ربذر الحب في الأرض، وبذر الله الخلق في الأرض: فرقهم، وتبذر من يدي كذا: تفرق.
ورجل بذر: يبذر ماله، ووصفت زوجها فقالت: لا سمح بذر، ولا بخيل حكر، وفلان هيذارة
ببذارة: أي مهذار مبذر.
ومن
المجاز: إن هؤلاء لبذر سوء أي نسل سوء. ومال مبذور: كثير مبارك فيه. وبذرت الأرض:
أخرجت نباتها متفرقاً. وأرض أنيثة مبذار النبات: لذات الريع. ولو بذرت فلاناً
لوجدته رجلاً أي لو جربته وقسمت أحواله. وفلان من المذاييع البذر، جمع بذور وهو الذي
يفشي الأسرار. وقد بذر بذارة.
ب
ذ لهم مباذيل للمعروف. قال قدامة بن موسى:
مباذيل
للمولى محاشيد للقرى ... وفي الروع عند النائبات أسود
وخرج
علينا في مباذله وفي ثياب بذلته. والرجل يتبذل في منزله، وفلان ماله مصون وعرضه
مبتذل. وابتذل نفسه في كذا إذا امتهنها. قال:
ومن
يبتذل عينيه في الناس لا يزل ... يرى حاجة محجوبة لا ينالها
وهذا
كلام ومثل مبتذل أي ملهوج بذكره مستعمل. وسألته فأعطاني بذل يمينه أي ما قدر عليه.
ومن
المجاز: لهذا الفرس صون وبذل أي يصون بعض جريه ويبذل بعضه لا يخرجه كله دفعة، وذلك
محمود. ومنه قولهم: صونه خير من بذله أي باطنه خير من ظاهره.
ب
ذ مثوب ذو بذم إذا كان كثير الغزل صفيقاً.
ومن
المجاز: فلان ماله بذم إذا لم يكن له رأي وحزم. قال:
كريم
عروق النبعتين مظفر ... ويغضب مما منه ذو البذم يغضب
ب
ر أ
اللهم
أبرأ إليك من الحول والقوة. وهو بريء الساحة مما قذف به، وأنا الخلاء البراء منه.
وقد بارأت شريكي: فاصلته، وتبارأنا. وتقول: أسعد الناس البراء، كما أن أسعد
الليالي البراء وهي آخر ليلة من الشهر. قال:
إن
سعيداً لا يكون غسّاً ... كما البراء لا يكون نحساً
وأبرأت
الرجل: علته بريئاً من حلق لي عليه. وبرأته: صححت براءته " فبرأه الله مما قالوا
" . واستبرأت الشيء: طلبت آخره لأقط الشبهة عني. واستبرأت أرض بني فلان فما
وجدت فيها ضالتي. وأستبرأ من بوله إذا استنزه. وفلان باريء من علته. وتقول: حق على
الباريء من اعتلاله، أن يؤدي شكر الباري على إبلاله.
ب
ر تفلان يشرب المبرد بالمبرت أي الماء البارد بالطبرزذ.
ب
ر ثحبذا تلك البراث الحمر، والدماث العفر، وهي الأراضي السهلة اللينة.
ب
ر جامرأة زجاء، برجاء. ورأيت برجاً في برج أي نسوة في عيونهن برج في قصر. وتقول: لها وجه مسرج، وعليها ثوب مبرج،
وهو الذي عليه تصاوير كبروج السور. وخرجن متبرجات، متفرجات.
ب
ر حلا يبرح يفعل كذا، وبرح مكانه وأبرحته أنا. وبرح بي فلان: ألح عليّ بالأذى
والمشقة، وأنا مبرح بي من قبله. وبه تباريح الشوق وبرحاء الحمى، وبرح به الهم،
وضربه ضرباً مبرحاً، وأبرح فلان رجلاً! وأبرح فارساً! إذا فضلته وتعجبت منه. قال
العباس بن مرادس:
وقرة
يحميهم إذا ما تبددوا ... ويطعنهم شزراً فأبرحت فارساً
وأبرحت
كرماً، وأبرحت لؤماً؛ وهذا الأمر أبرح من ذاك. قال جران العود:
خذا
حذراً يا جارتي فإنني ... رأيت جران العود قد كاد يصلح
ألاقي
الخنا والبرح من أم جابر ... وما كنت ألقى من رزينة أبرح
وريح
بارح: شديدة. ولقيت منه برحاً بارحاً، ولقيت منه بنات برح. وبرح الله عنك أي كشف
البرح ونفس عنك، وجرى له البارح أي الطائر الأشأم. ويقال للرامي: برحى أم مرحى. وهي كلمة تقال عند الخطأ،
ومرحى عند الإصابة. ونزلوا بالراح وهي الأرض الواسعة. وجاء بالكفر براحاً، وبالشر
صراحاً. ودلكت براح: غابت الشمس.
ومن
المجاز: هذه فعلة بارحة: لم تقع على قصد وصواب، وقتلة بارحة: شزر، أخذت من الطائر البارح. وفي المثل: "
برح الخفاء " أي وضح الأمر وزالت خفيته.
ب
ر دمنع البرد البرد وهو النوم. وبردت فؤادك بشربة، واسقني ما أبرد به كبدي. قال:
وعطل
قلوصى في الركاب فإنها ... ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا
وبرد
عني بالبرود وهو الدواء الذي يبرد العين. وخبر مبرود: مبلول بالماء البارد، واسمه
البريد تطعمه المرأة للسمنة. تقول: نفخ فيها الثريد، والبريد، حتى آضت كما تريد.
وباتت كيزانهم على البرادة. وهم يتبردون بالماء ويبتردون. قال الراهب المكي:
إذا
وجدت أوار الحب في كبدي ... عمدت نحو سقاء القوم أبترد
هبني
بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لنيران حب حشوة تقد
وأصل
كل داء البردة وهي التخمة لأنها تبرد الطبيعة فلا تنضج الطعام بحرارتها. وأبردوا بالظهر، وجاءوا مبردين، وسحاب
برد، وبرد بنو فلان، وأرض مبرودة كمثلوجة. ولا أفعل ذلك ما نسم البردان والأبردان
وهما الغداة والعشي. ولها ساق كأنها بردية. وأبردت إليه بريداً وهو الرسول
المستعجل، وأعوذ بالله من قعقعة البريد. وسارت بينهم البرد، وهذا بريد منصب وهو ما
بين المنزلين.
وفلان
يسحب البرود، وكان يشتمل بالبردة.
ومن
المجاز: برد لي على فلان حق، وما برد لك على فلان. وإن أصحابك لا يبالون ما بردوا
عليك أي ما أوجبوا وأثبتوا. وبرد فلان أسيراً في أيديهم إذا بقي سلماً لا يفدى.
وضربته حتى برد وحتى جمد. وبرد ظهر فرسك ساعة: رفهه عن الركوب. قال الراعي:
فبرد
متنيها وغمض ساعة ...
وطافت
قليلاً حوله وهو مطرق
وبرد
مضجعه إذا سافر. ولا تبرد عن ظالمك: لا تخفف عنه بدعائك عليه، لقوله صلى الله عليه
وسمل: " لا تسبخي عنه " . وبرد مخه وبردت عظامه إذا هزل وضعف. وقد جاءنا فلان بارداً مخه. قال ذو الرمة:
لدي
كل مثل الجفن يهوي بآله ... بقايا مصاص العتق والمخ بارد
وفلان
بارد العظام وصاحبه حار العظام: للهزيل والسمين. ورعب فبرد مكانه إذا دهش. وبرد
الموت عليه: بان أثره. قال أبو زبيد يصف ميتاً:
بادياً
ناجذاه قد برد المو ... ت على مصطلاه أي برود
وعيش
بارد: ناعم. قال:
قليلة
لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد
وسلب
الصهباء بردتها أي جريالها. قال:
كأس
ترى بردتها مثل الدم ... تدب بين لحمه والأعظم
من
آخر الليل دبيب الأرقم
وقال
الأعشى:
وشمول
تحسب العين إذا ... صفقت بردتها نور الذبح
شبه
ما يعلوها من لونها بالبردة التي يشتمل بها. وجعل لسانه عليه مبرداً إذا آذاه
وأخذه بلسانه. قال حاتم:
أعاذل
لا آلوك إلا خليقتي ... فلا تجعل فوقي لسانك مبرداً
أي
لا أدخر عنك شيئاً إلا خليقتي. واستبردت عليه لساني: أرسلته عليه كالمبرد. ووقع بينهما قد برود يمنية إذا تخاصما حتى
تشاقا ثيابهما الغالية، وهو مثل في شدة الخصومة.
ب
ر ذأثقل من البرذون وأضر من الحرذون، وهو من الأحناش، وهو من الأحناش، وقيل من
السباع وبرذن الجواد إذا صير برذوناً. قال القلاخ
لله
در جياد أنت سائسها ... برذنتها وبها التحجيل والغرر
ولقيت
فلاناً مجيداً وأخاه مبرذناً أي راكب جواد وبرذون. وسألته حاجة فبرذن عنها أي ثقل.
قال:
إليكم
إليكم إن مركض غايتي ... يبرذن فيه البحزج المتجاذع أي يعيا ويثقل عن المشي.
ب
ر رهو بر بوالديه، وبار بهما. ويقال: صدقت وبررت " ولا يعرف هراً من بر " وحج مبرور، وبر
حجك، وبر الله حجك. وبرت يمينه، وأبرها صاحبها: أمضاها على الصدق. ولو أقسم على
الله لأبره. ونزلوا بالبرية. وجلست براً وخرجت براً إذا جلس خارج الدار أو خرج إلى
ظاهر البلد. وافتح الباب الراني و " من أصلح جوانبه، أصلح الله برانيه "
ويقال: أريد جواً، ويريد براً أي أريد خفية وهو يريد علانية. وقد أبر فلان وأبحر
أي هو مسفار قد ركب البر والبحر. وأبر على خصمه. وجواد مبر، وهو أقصر من برة.
وأطعمنا ابن برة وهو الخبز.
ومن
المجاز: فلان يبر ربه أي يطيعه. قال:
لا
هم لولا أن بكراً دونكا ... يبرك الناس ويفجرونكا
وبرت
بي السلعة إذا نفقت وربحت فيها. قال الأعشى:
ورجى
برها عاماً فعاما
ب
ر زأبرز الكتاب وغيره وبرزه " وبرزت الجحيم " كشف الغطاء عنها. وبارزه
في الحرب برازاً ومبارزة وقد برزت برازة. قال العجاج:
برز
وذو العفافة البرزيُّ
وذهب
إبريز: خالص. وتقول: ميز الخبث من الإبريز، والناكصين من أولى التبريز.
ومن
الكناية: خرج إلى البراز، وتبرز.
ب
ر سطار له لغام كبالبرس المندوف، وأطيب من الزبد بالبرسيان، وهو ضرب من التمر.
يقال: تمرة برسيانة. وبرسم فلان، وهو مبرسم، وبه برسام.
ب
ر شفي أذنه طرش، وفي جلده برش، وهو نقط بيض. وقيل لجذيمة: الأبرش، كناية عن الأبرص.
ب
ر صكثرت الأبارص في أرضهم، وهو جمع سام أبرص، ويقال: سوام أبرص. قال:
والله
لو كنت لهذا خالصاً ... لكنت عبداً يأكل الأبارصا
له
بصيص وبريص أي بريق.
ومن
المجاز: بت لا يؤنسني إلا الأبرص وهو القمر. وأرض برصاء وهي العارية من النبات.
وتبرصت الإبل الأرض: لم تدع فيها رعياً. وبرص رأسه: حلقه تبريصاً.
ب
ر ضما بقي في الحوض إلا برض أي ماء قليل. وما فيه إلا شفافة لا تفضل عن التبرض وهو
الترشف، وأن يؤخذ قليلاً قليلاً. قال:
لعمرك
إنني وطلاب سلمى ... لكالمتبرض الثمد الظنونا
وأطلعت
الأرض بارضها وهو أول نباتها.
ومن
المجاز: تبرض فلان حاجته: أخذها شيئاً بعد شيء. وفلان يتبرض بالقليل: يتبلغ به.
وبرض لي من ماله: رضخ. وبقيت من ماله براضة.
ب
ر ط لرأس مبرطل: طويل من البرطيل وهو الحجر المستطيل: قال بيهس:
وقد
ركبتم صماء معضلة ... تفري البراطيل تفلق الحجرا
ومنه
ألقمه البرطيل وهو الرشوة. وإن البراطيل، تنصر الأباطيل. وبرطل فلان: رشى.
ب
ر ع
برع
الجبل وفرعه: علاه. وكل مشرف بارع، وفارع. وبرع أصحابه في علمه. وما رأيت أبرع منه
ولا أبدع منه، وكانت رابعة امرأة بارعة. وقال:
محت
الأقارب والأكفاء بارعة ... من المكارم لا تمتاحها القلب
وفعل
ذلك تبرعاً من غير طلب إليه، كأنه يتكلف البراعة فيه والكرم.
ب
ر قبرقت السماء ورعدت وأبرقت وأرعدت. ونشأت بارقة. ونزلنا في برقة من البرق
والبراق وفي أبرق من الأبارق وفي برقاء من البرقاوات. وجبل أبرق. وناقة بروق: تلمع بذنبها من غير لقاح.
ويقال للوعد الكاذب: لمع البروق بالذنب. وأشكر من بروقة، وأقصف من بروقة. وبرق
طعامه بزيت. وما في ثريده إلا برقة وبرق وتباريق من زيت؛ وبرق بصره. وكلمته فبرق
أي تحير. وأبرقت فلانة عن وجهها: كشفت. وأبرق بسيفه: لمع به.
ومن
المجاز: فلان يبرق لي ويرعد إذا تهدد.
ورأيت
في يده بارقة وهي السيوف. وحدثته فأرسل برقاويه أي عينيه لبرق لونيهما. قال:
ومنحدر
من رأس برقاء حطه ... مخافة بين من حبيب مزايل
وبرق
عينيه: فتحهما جداً ولمعهما. وأبرقت لي فلانة وأرعدت إذا تحسنت لك وتعرضت.
ب
ر ق شوهو أبو براقش للمتلون. قال:
كأبي
براقش كل لو ... ن لونه يتخيل
ونقشه
وبرقشه: زينه. وتبرقش فلان: تزين. وتبرقشت: تلونت.
ب
ر كبارك الله فيه وبارك له وبارك عليه وباركه. وبرك على الطعام، وبرك فيه إذا دعا
له بالبركة، وطعام بريك، وما أبرك هذا وأيمنه وابترك الصيقل إذا مال على المدوس.
وابترك الفرس في عدوه: اعتمد فيه واجتهد، وفرس مستقدم البركة. وفي بستانه بركة
مصهرجة وفيه برك تفيض.
ومن
المجاز: حكّت الحرب بركها بهم. قال:
فأقعصتهم
وحكت بركها بهم ... وأعطت النهب هيان بن بيان
ووضع
عليهم الدهر بركه. قال الجعدي:
وضع
الدهر عليهم بركه ... فأراه لم يغادر غير فل
وابترك
في عرض فلان يقصبه إذا وقع فيه. ووصف أعرابي أرضاً خصبة، فقال: تركت كلأها كأنه
نعامة باركة. وابتركوا في الحرب: جثوا على الركب.
ب
ر مأنا برم بهذا الأمر، وقد برمت به. وخيط مبرم. وفلان برم، ما فيه كرم. وفي
الحديث: " أأبرام بنو المغيرة " .
ومن
المجاز: أبرم الأمر وأمر مبرم، وبرم فلان بحجته إذا لم تحضره. قال:
يخبر
طرفانا بما في قلوبنا ... إذا برمت بالمنطق الشفتان
كأنما
مل الحجة أو المنطق فتركه. وهو برم اللسان: للعي. وأمر سحيل ومبرم. قال زهير:
يميناً
لنعم السيدان وجدتما ... على كل حال من سحيل ومبرم
وقال
رؤبة:
بات
يصادي أمره أمبرمه ... أعصمه أم السحيل أعصمه
والأصل
الخيط السحيل، وهو ما كان طاقاً واحداً، والمبرم طاقان يفتلان حتى يصيرا واحداً.
ب
ر ننزلنا به فأطعمنا الخبز الفرني، والنمر البرني. ورأيت عنده براني العسل جمع
برنية.
ب
ر هأقمت عنده برهة من الدهر، وأقام عندنا بريه بريهة: يريد مصغر إبراهيم على
الترخيم حكي عن الفراء. وأبره فلان: جاء بالبرهان، وبرهن مولد. والبرهان بيان الحجة وإيضاحها من البرهرهة
وهي البيضاء من الجواري، كما اشتق السلطان من السليط لإضاءته. وتقول: لا تشبه
العدلية بالمشبهه، وافصل بين إبراهيم وأبرهه.
ب
ر يما عندي قلم بري أي مبري، وأرفع براية القلم. قال المتنخل:
وصراء
البراية عود نبيع ... كوقف العاج عاتكة اللياط
وبفيه
البري وحمىً خيبرا، وشر ما يرى.
ومن
المجاز: بريت الناقة بالسير، وبرآها السفر، وناقة ذات براية: بها بقية بعد بري
السفر إياها. وإنك لذو براية: لمن فيه بقية بعد السفر. وفلان يباري الريح جوداً،
وأعطته الدنيا برتها إذا تمكن منها وحظي بها.
ب
ز خبه بزخ وهو شبه القعس. ورجل أبزخ وارمأة بزخاء. ومشى بزخاً ومشى فلان متبازخاً كمشية
العجوز إذا تكلفت إقامة صلبها فتقاعس كاهلها وانحنى ثبجها.
ومن
المجاز: تبازخ عن الأمر: تقاعس عنه. ورأى أعرابي عيداناً فقال: أراهن بزخاً عوجاً.
ب
ز ربزر برمتك وألق فيها الأبزار والأبازير. وتقول: اللحم المبزر أشهى والنفس عليه
أشره، وإلا فهو بجزر السباع أشبه.
ومن
المجاز: مثل لا تخفي عليه أبازيرك أي زياداتك في القول ووشاياتك. وقد بزر فلان
كلامه وتوبله، ومنه قيل للرجل المريب: البازور. قال:
أما
بنو يشكر لا در درهم ... ولا سقوا فهم قوم بوازير
ب
ز زخرجوا عليهم الخزوز والبزوز وهي الثياب الجياد. وأشبه أمرأً بعض بزه. وغزا في بزة كاملة وهي السلاح، وتقلد بزاً
حسناً وهو السيف. قال:
ولا
بكهام بزه عن عدوه
وإنه
لذو بزة حسنة وهي الهيئة واللباس، وبزه ثوبه وابتزه: سلبه، وابتزت من ثيابها:
جردت. قال امرؤ القيس:
إذا
ما الضجيع ابتزها من ثيابها ... تميل عليه هونة غير متفال
ومن
عز بز. وجيء به عزاً وبزاً، بمعنى لا محالة. ورجعت الخلافة بزيزي أي تبز بزاً ولا
تؤخذ بالاستحقاق.
ومن
المجاز: قول الجعدي:
وتبتز
يعفور الصريم كناسه ... فتخرجه منه وإن كان مظهراً
أي
بحفيف سيرها ينفر الوحشي من كنه وقت الظهر.
ب
ز عغلام بزيع: ظريف ذكي، وجارية بزيعة. وفيه براعة وبزاعة وهي من صفة الأجداث، وقد
تبزع الغلام: تظرف.
ب
ز غبزغ البيطار الدابة بزغاً، وبزغها تبزيغاً إذا شق أشعرها بمبزغه. وبزغ الناب
إذا شق اللحم فخرج. ألا ترى إلى قولهم: شق الناب وفطر، ومنه بزغت الشمس وبزغ القمر
ونجوم بوازغ.
ب
ز لبزل ناب البعير مثل شق وفطر. وبزل الشراب من المبزل: أساله منه وهو شبه طبي في
الدن ونحوه يسيل منه. وقد تبزل الشراب: سال من المبزل. وجمل بازل، وقد بزل بزولاً،
وإبل بزل وبوازل.
ومن
المجاز: بزل الأمر والرأي: استحكم، وأمر بازل. وتقول: خطب بازل لا يكفيه إلا رأي
قارح. وإنه لذو بزلاء أي ذو صريمة محكمة. وهو نهاض ببزلاء أي بخطة عظيمة. قال:
إني
إذا شغلت قوماً فروجهم ... رحب المسالك نهاض ببزلاء
وقال:
من
أمر ذي بدوات لا تزال له ... بزلاء يعيا بها الجثامة اللبد
وقال
زهير:
سعى
ساعياً غيظ بن مرة بعدما ... تبزل ما بين العشيرة بالدم
وبزل
القضاء كما يقال فصله، وفتحه. وتقول: نزلت بي نازله، وما عندي بازله: أي بلغة تبزل
حاجتي أي تقضيها وتفصلها.
ب
ز يفلان يتحين كالحازي، ثم ينقض كالبازي.
ب
س أبسأ فلان بهذا الأمر إذا ألفه ومرن عليه. ولقد بسيء بكرمك، وأنس بحسن خلقك، فدم
عليه. وناقة بسوء: لا تمنع الحالب لإلفها إياه.
ب
س رهو بسراً أطيب منه رطباً، وقد أبسرت النخلة.
ومن
المجاز: ابتسر الحاجة: طلبها قبل وقتها. وابتسر الفحل الناقة: ضربها من غير ضبعة،
وابتسر الجارية وابتكرها واختضرها: افتضها قبل الإدراك. وغلام بسر وجارية بسرة:
غضا الشباب. ويقولون صبحته والشمس حمراء بسرة: لما يصف شعاعها. قال البعيث:
فصبحه
والشمس حمراء بسرة ... بسائفة الأنقاء موت مغلس
وإن
خرجت بك بثرة فلا تبسرها أي لا تفقأها، وهي بسرة غضة.
ب
س سبست الجبال: فتتت كالدقيق والسويق، ومنه قيل للسويق الملتوت: البسيسة. وأبس الحالب بالناقة: مسحها وسكنها
بلسانه. ولا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة. وجيء به من حسك وبسك. وتقول أكلت ابني وائل
البسوس، كما يأكل الحب السوس.
ومن
المجاز: بس عليه عقاربه إذا أرسل عليه نمائمه. وجاء بالترهات البسابس أي بالأباطيل.
ب
س طبسط الثوب والفراش إذا نشره.
ومن
المجاز: بسط رجله وقبضها، وإنه ليبسطني ما بسطك ويقبضني ما قبضك أي يسرني ويطيب
نفسي ما سرك ويسوءني ما ساءك. وبسط عليهم العذاب. وزاده الله بسطة في العلم
والجسم: أي فضلاً وبسطني الله عليه: فضلني، ونحن في بساط واسعة. قال العديل ن
الفرخ:
ودون
يد الحجاج من أن تنالني ... بساط لأيدي الناعجات عريض
ومكان
بسيط: واسع. وفلان بسيط الباع واللسان، وقد بسط بساطة. وبسط إلينا يده ولسانه بما
نحب أو بما نكره. وبلاد باسطة. قال:
وذاك
الذي شبهت عسكر طاهر ... إذا ما بدا بالباسطات الجفاجف
الجفجف
الغليظ من الأرض.
وحفر
قامة باسطة وبسطة وهو أن يمد يده رافعها. وفرش لي فراشاً لا يبسطني، وهذا فراش
يبسطك إذا كان واسعاً لا يقبضه. وفلان مركبه المبسوطة وهي الرحالة البعيدة ما بين
الحنوين، ووردنا بعد خمس باسط وانبسط إليه، وباسطه، وبينهما مباسطة. ويده بسط
بالعطاء. وفي الحديث: " يد الله بسطان " ، وما على البسيطة مثله وذهب في
بسيطة، غير مصروفة، كما تقول ذهب في الأرض.
ب
س قبسقت النخلة ونخلة باسقة ولفلان البواسق.
ومن
المجاز: بسق على أصحابه: طالهم وفضلهم. ويقولون: لا تبسق علينا أي لا تطول. وفلان
سوابق، وعلي بواسق.
ب
س لفيه بسالة وما أبسله ولقد بسل وتبسل إذا تشجع، وأسد باسل. وله وجه باسر باسل:
شديد العبوس. وأبسله للهلكة: أسلمه. وأبسل بعمله: أفضح. واستبسل للموت إذا استسلم.
وأنشد الكسائي:
إذا
جاء ساع لهم فاجر ... تجهمنا قبل أن ينزلا
وأوعدنا
قبل عير وما ... جرى كي نذل ونستبسلا
ويقولون
عند الدعاء على الرجل: آمين وبسلاً أي وأبسله الله ولحاه. وهذا بسل: محرم.
ومن
المجاز: نبيذ باسل: شديد، وغضب باسل، ويوم باسل. قال الأخطل:
فهو
فداء أمير المؤمنين إذا ... أبدى النواجذ يوم باسل ذكر
ب
س مهو أغر بسام. وأول مراتب الضحك التبسم، ومتى جئته فهو متبسم. وكان ابتسامتها
ومضة برق. وهن غر المباسم.
ومن
المجاز: تبسم البرق وتبسم الطلح: تفلقت أطرافه. ويقال: والله ما بسمت فيه أي ما
ذقته.
ب
ش ربشرته بكذا وبشرته وأبشرته، فبشر وأبشر وبشر واستبشر وتبشر وتباشروا به،
وتتابعت البشارات والبشائر، وجاء البشراء، وهو حسن البشر، واستقبلني ببشره. وبشر
الأديم وأبشره: قشر وجهه.
ومن
المجاز: فلان مؤدم مبشر. وما أحسن بشرة الأرض وهي ما يخرج من نباتها فيلبسها.
وطلعت تباشير الصبح وهي أوائله التي تبشر به، كأنها جمع تبشير وهو مصدر بشر. وفيه
مخايل الرشد وتباشيره. ورأى الناس في النخل التباشير وهي البواكير. وهبت المبشرات
وهي الرياح التي تبشر بالغيث. وباشر الأمر: حضره بنفسه. وباشره النعيم. قال عمر بن
أبي ربيعة:
لها
وجه يضيء كضوء بدر ... عتيق اللون باشره النعيم
والفعل
ضربان: مباشر ومتولد.
ب
ش شلقيته فبش بي، وهش لي. وما رأيت أبش منه باللاقي. وأقر ضيفك بوجه البشاشة، ثم
بالبرمة النشاشة.
ومن
الكناية: بش لي فلان بخير إذا أعطاك، لأن العطاء تلو البشاشة.
ب
ش عطعام بشع: فيه حفوف ومرارة كطعم الإهليلج، وقد أبشعني الطعام واستبشعته. وامرأة
بشعة الفم إذا تركت التخلل والاستياك فتغيرت ريحه.
ومن
المجاز: رجل بشع الخلق وبشع المنظر إذا كان لا يحلى بالعين. وعود بشع: ذو أبن.
ونحت متن العود حتى ذهب بشعه. وقد بشع الوادي بالناس إذا ضاق بهم، فاستبشعوا
المقام فيه.
ب
ش مبشم الفصيل من اللبن والرجل من الطعام إذا اتخم. وفي كلام الحسن: وأنت تتجشأ من
الشبع بشماً. واستاكت بفرع بشامة، وتقول ما أهل الشام إلا كشجر البشامك دهنه من
أطيب الأفواه، وعوده مطيبة الأفواه.
ومن
المجاز: بشم من كذا إذا سئم منه.
ب
ص رأبصر الشيء، وبصر به وقد بصر بعمله إذا صار عالماً به وهو بصير به وذو بصر
وبصارة، وهو من البصراء بالتجارة. وبصرته كذا وبصرته به إذا علمته إياه، وتبصر لي
فلاناً. قال امرؤ القيس:
تبصر
خليلي هل ترى من ظعائن
وهو
مستبصر في دينه وعمله. وعمى الأبصار أهون من عمى البصائر. وبصر فلان وكوف. قال ابن
أحمر:
أخبر
من لاقيت أني مبصر ... وكائن ترى مثلي من الناس بصرا
وما
في البصرتين مثله، وهما البصرة والكوفة. وما أثخن بصر هذا الثوب! وهذا ثوب ماله
بصر. وبصر كل سماء مسيرة خمسمائة عام وهو الثخن والغلظ.
ومن
المجاز: هذه آية مبصرة. وأبصر الطريق: استبان ووضح. ورتبت في بستاني مبصراً أي
ناظراً وهو الحافظ. وأريته لمحاً باصراً أي أمراً مفزعاً، وأرأني الزمان لمحاً
باصراً. واجعلني بصيرة عليهم أي رقيباً وشاهداً، كقولك: عيناً عليهم. وأما لك
بصيرة في هذا أي عيرة. قال قس:
في
الذاهبين الأولي ... ن من القرون لنا بصائر
وله
فراسة ذات بصيرة وذات بصائر وهي الصادقة. ورأيت عليك ذات البصائر. قال الكميت:
ورأوا
عليك ومنك في ال ... مهد النهى ذات البصائر
وأتيته
بين سمع الأرض وبصرها أي بأرض خلاء ما يبصرني ولا يسمع بي إلا هي. وبصرته بالسيف:
ضربته فبصر بحاله وعرف قدره. قال:
فلما
التقينا بصر السيف رأسه ... فأصبح منبوذاً على ظهر صفصف
وهو
من معنى قوله:
أرجأته
عني فأبصر قصده ... وكويته فوق النواظر من عل
ب
ص صله بصيص أي بريق. ورماه بالبصاصة وهي العين. وتقول: طرقته في السنة الحصاصة وهي
العين. وتقول: طرقته في السنة الحصاصه، فما رمقني بذنب البصاصة. وبصص الجرو وبصر:
فتح عينيه.
ومن
المجاز: بصص النور إذا تفتح. وبصبص عندي بذنبه إذا تملق.
ب
ص قبصق في وجهه إذا استخف به. وهو أبيض كأنه بصاقة القمر وهي حجر أبيض يتلألأ.
وبصقة مني أفضل منك.
ب
ص لجئت أعرى من المغزل ورجعت أكسى من البصل. وقد تبصل الشيء إذا تضاعف تضاعف قشر
البصلة: وبصلت الرجل من ثيابه جردته.
ومن
المجاز: خرجوا كأنهم الأصل، وعلى رءوسهم البصل أي البيض، والأصل جمع أصلة وهي حية
خبيثة.
ب
ض ضالأصمعي: أبيض بض ولهق بمعنى واحد وهو الشديد البياض. وقال ابن دريد: هو الناصع اللون في سمن. وقال المبرد هو
الرقيق البشرة الذي يؤثر فيه كل شيء. وامرأة غضة بضة وبضيضة، وقد بضضت بضاضة
بالكسر. قال:
يترك
ذا اللون البضيض أسودا
وقال
النابغة:
محطوطة
المتنين غير مفاضة ... نفج الحقيبة بضة المتجرد
وبض
الحجر: رشح بقليل من الماء بضيضاً. وما وقع العام إلا بضيضة وإلا بضائض، والبضاضة
منه. كأن البشرة لرقتها تبض بما وراءها.
ومن
المجاز: ما يبض حجره إذا لم يند بخير. وما بض له بشيء من المعروف. قال رؤبة:
لو
كان خرزاً في الكلى ما بضا
وما
عندي منه إلا بضيضة.
ب
ض عبضع من الشاة بضعة إذا قطع قطعة، وبضع الخشبة. قال أوس في صفة القوس:
ومبضوعة
من رأس فرع شظية ... بطود تراه بالسحاب مكللا
وفلان
جيد البضعة إذا كان لحيماً، كقولك جيد الكدنة. وهو خاظى البضيع أي سمين. وعندي بضعة عشر من الرجال، وبضع عشرة من
النساء الذكور بالتاء، والإناث بطرحها، على سنن حكم العدد. وأقمت عنده بضع سنين
وهو ما بين الثلاث والعشر. وشجة باضعة وهي التي تبلغ اللجم. وسمعت للسيوف بضعه، وللسياط خضعه، أي
صوت قطع وصوت وقع. وهذه بضاعة مزجاة. وتقول: قد نعشت ضائعنا، ونفقت بضائعنا. وقال:
إحمل
عليها إنها بضائع ... وما أضاع الله هو ضائع
وأبضعته
كذا إذا جعلته بضاعة له. واستبضعت كذا. إذا جعلته بضاعة لك. قال زميل:
فإنك
واستبضاعك الشعر نحونا ... كمستبضع تمراً إلى أهل خيبرا
ويقولون:
هو باضع الحي لمن يحمل بضائعهم.
ومن
المجاز: من رضع معك رضعه، فهو منك بضعه، أي هو بعضك.
ومن
الكناية: بضع المرأة بضعاً وباضعها بضاعاً وملك بضعها إذا عقد عليها. وبضعت من الماء: رويت لأنك تقطع الشرب عند
الريّ. يقال: حتى متى تكرع، ولا تبضع. وبضعت من فلان إذا سئمت من تكرير النصح عليه
فقطعته.
ب
ط أأبطأ علي فلان، وبطؤ في مشيته، وتباطأ في أمره، وتباطأ عني، وفيه بطء، وما كنت بطيئاً
ولقد بطؤت، وفرس بطيء من خيل بطاء، وما أبطأ بك عنا؟ وما بطأ بك، وما بطأك؟. قال
عمر بن أبي ربيعة:
فقمت
أمشي وقامت وهي فاترة ... كشارب الراح بطا مشيه السكر
واستبطأته،
واستبطأت عطاءه، وكتب إليّ كتاب استزادة واستبطاء، وكتب إليّ يستزيدني ويستبطئني.
ب
ط حبطحه على وجهه فانبطح.
ونظر
حويص إلى قبر عامر بن الطفيل، فقال: هو في طول بطحتي. أراد في طول قدي منبطحاً على
الأرض وهي من البطح كما أن القامة من القيام. تقول للرجل: كيف بيتك؟ فيقول: قامة
في بطحة، يريد سمكه وسعته. وحبذا بطحاء مكة! وهو من أهل الأبطح. وأنشد:
لنا
نبعة فرعها في السماء ... ومغرسها سرة الأبطح
وهم
قريش البطاح والأباطح. قال:
قريش
البطاح لا قريش الظواهر
وبطاح
بطح: واسعة عريضة. وتبطح السيل: اتسع مجراه. قال ذو الرمة
ولازال
من نوء السماك عليكما ... ونوء الثريا وابل متبطح
وتبطح
فلان: تبوأ الأبطح. قال:
هلاّ
سألت عن الذين تبطحوا ... كرم البطاح وخير سرة وادي
ب
ط خأبطخ القوم، وأقثئوا: كثرا عندهم. وظر الليث إلى قوم يأكلون بطيخاً، فقال:
لما
رأيت المبطخين أبطخوا ... فأكلوا منه ومنه لطخوا
ورأيته
يدور بين المطابخ، والمباطخ. وتبطخ: أكل البطيخ. وتقول: التبطح، خير من التبطخ، أي
النزول بمكة خير منه بخوارزم.
ب
ط رفيه طرب وبطر وهو مجاوزة الحد في المرح وخفة النشاط والزعل. ورجل أشر بطر،
وأبطره الغني. وفقر مخطر، خير من غنى مبطر. وما أمطرت، حتى أبطرت، يعني السماء.
وإن الخصب يبطر الناس، كما قال:
قوم
إذا اخضرت نعالهم ... يتناهقون تناهق الحمر
وامرأة
بطيرة: شديدة البطر. وبيطر الدابة ببطرة و " أشهر من راية البيطار " والدنيا فحبة:
يوماً عند عطار، ويوماً عند بيطار. وعهدي به وهو لدوابنا مبيطر، فهو اليوم علينا
مسيطر.
ومن
المجاز: لا يبطرن جهل فلان حلمك أي لا يجعله بطراً خفيفاً. ولا تبطرن صاحبك ذرعه
أي لا تقلق إمكانه ولا تستفزه بأن تكلفه غير المطاق، وذرعه من بدل الاشتمال. وبطر
فلان نعمة الله:
استخفها
فكفرها، ولم يسترجحها فيشكرها، ومنه بطرت معيشتها وذهب دمه بطراً أي مبطوراً
مستخفاً حيث لم يقتص به. وهو بهذا الأمر عالم بيطار. قال عمر بن أبي ربيعة:
ودعاني
ما قال فيها عتيق ... وهو بالحسن عالم بيطار
ب
ط شبطش به بطشة شديدة، وأصابته يد باطشة.
ومن
المجاز: فلان يبطش في العلم بباع بسيط. وبطشت بهم أهوال الدنيا. وسلكوا أرضاً
بعيدة المسالك، قريبة المهالك، وقذوا بمباطشها، وما أنقذوا من معاطشها. وجاءت
الركاب تبطش بالأحمال أي ترجف بها. وبطش من الحمى: أفاق منها.
ب
ط طبط القرحة بالمبط وهو المبضع، وعنده بطة من السليط.
ب
ط لهو باطل بين البطلان. وبطال بين البطالة بالكسر. وقد بطل بالفتح. وبطل بين البطالة
بالفتح، وقد بطل بالضم. ويقال: لبطل الرجل هذا في التعجب من البطل، ولبطل القول
هذا في التعجب من الباطل. وقال فلان قولاً بطلاً، وساق كلمات خطلاً؛ من الخطل،
وأعوذ بالله من البطلة وهم الشياطين. وأبطل فلان: جاء بالباطل. وجاء بالأضاليل والأباطيل. ولقد تبطل
ولدك، وشر الفتيان المتبطل المتعطل. وبطله فلان، وكانت فلانة شجاعة بطلة. وذهب دمه
بطلاً.
ب
ط نألقت الدجاجة ذا بطنها. ونثرت المرأة للزوج بطنها إذا أكثرت الولد. وبطنه وظهره: ضربهما منه. وقد بطن فلان
إذا اعتل بطنه. وهو مبطون وبطين ومبطان ومبطن أي عليل البطن وعظيمه وأكول وخميص.
وأبطن البعير: شد بطانه.
وباطنت
صاحبي: شددته معه. وبطن ثوبه بطانة حسنة، وبطائن ثيابهم الديباج. وهم أهل باطنة الكوفة، وإخوانهم أهل
ضاحيتها.
ومن
المجاز: رش سهمك بظهران، ولا ترشه ببطنان؛ وهو في بطنان الشباب أي في وسطه.
والبحبوحة بطنان الجنة. قال الراعي:
فإن
يود ربعي الشباب فقد أرى ... ببطنانه قدام سرب أوانقه
أي
يونقني السرب وأونقه. وطلع البطين وهو بطن الحمل. قال:
وقاء
عليه الليث أفلاذ كبده ... وكهله قلد من البطن مردم
ونزلوا
بطن الوادي، وهم في بطن مكة. وبطنه من أكرم بطون العرب. واستبطن الشيء: دخل بطنه، كما يستبطن العرق اللحم.
واستبطن أمره: عرف باطنه. وتبطن الكلأ: جول فيه وتوسطه. قالت الخنساء:
فجاء
يبشر أصحابه ... تبطنت يا قوم غيثاً خصيباً
وتبطن
الجاية: جعلها بطانة له. قال امرؤ القيس:
ولم
أتبطن كاعباً ذات خلخال
وفلان
مجرب قد بطن الأمور، كأنه ضرب بطونها عرفاناً بحقائقها.
ويقال: أنت أبطن بهذا الأمر خبره، وأطول له عشره.
وهو بطانتي وهم بطانتي، وأهل بطانتي. وإذا اكتريت، فاشترط العلاوة والبطانة وهي ما
يجعل تحت العكم من قربة ونحوها. ونزت به البطنة أي أبطره الغنى. وفلان عريض البطان
أي غني. وشأو بطين: بعيد.
قال زهير:
فبصبص
بين أداني الغضى ... وبين عنيزة شأواً بطيناً
وتباطن
المكان: تباعد.
ب
ظ ر
هو
أبظر وبه بظارة وهي هنة نائتة في وسط الشفة العليا تكون لبعض الناس.
وفي
حديث عليّ رضي الله عنه: " ما تقول فيها أيها العبد الأبظر " وفي
شتائمهم: علجة بظراء. وأمصه
الله بظر أمه، وبظرمه إذا قال له ذلك. وهو مبظرم ومتبظرم. ويقول الحجام للرجل:
تبظرم، فيرفع بطرف لسانه شفته العليا حتى يجف شاربه. ورد خاتمك إلى بظره، وهو
موضعه من الخنصر.
ب
ع ثبعث الله الرسول إلى عباده، وابتعثه. ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير
مبعوث، ومبتعث. وفي حديث المبعث كذا. وبعثه من منامه، وبعثه على الأمر. وتواصوا بالخير
وتباعثوا عليه. وبعثه لكذا فانبعث له. و " كره الله انبعاثهم فثبطهم " وفلان كسلان لا
ينبعث. وبعث الشيء وبعثره: أثاره. قال:
فبعثها
تقص الإكام
وفلان
يكره الانبعاث، كأنما بعث ليوم بعاث وهو يوم بين الأوس والخزرج. ويوم البعث: يوم
يبعثنا الله تعالى من القبور. ورجل بعث: لا يزال ينبعث من نومه. قال حميد بن ثور:
يهوي
بأشعث قد وهى سرباله ... بعث تؤرقه الهموم فيسهر
وضرب
البعث عليهم. وخرج في البعوث وهم الجنود يبعثون إلى الثغور.
ب
ع ث طداري من البطحاء في أوسطها، وفي سرتها وبعثطها.
ب
ع جبعج بطنه.
ومن
المجاز: بعج أرضه: شقها. وبعجه حب فلانة إذا أبلغ إليه. وبعجت له بطني إذا أفشيت
إليه سرك. قال الشماخ:
بعجت
إليه البطن ثم انتصحته ... وما كل من يفشي إليه بناصح
أي
استنصحته. وبعجت الأرض عذاة طيبة التربة: توسطتها.
وقال
أعرابي: أرض بعجتها العذوات، وحفتها الفلوات؛ فلا يملولح ماؤها، ولا يمعر جنابها.
وبعجت الأرض آباراً: حفرت فيها آبار كثيرة. وفي الحديث: " إذا رأيت مكة بعجت
كظائم وساوى بناؤها رءوس الجبال فاعلم أن الساعة قد أظلت " . وتبعج السحاب: انفرج عن الودق. قال العجاج:
حيث
استهل المزن أو تبعجا
وانبعجت
دفعة من مطر، وانبعج علي بالكلام، ودفقت مباعج الوادي وبواعجه وهي متسعاته التي يتبعج
فيها السيل.
ب
ع دأما بعد فقد كان كذا. وأتيته بعيدات بين إذا أتيته بعد حين. وأنشد أبو زيد:
وأشعث
منقد القميص أتيته ... بعيدات بين لاهدان ولا نكس
وتنح
غير باعد وغير بعد أي غير صاغر. ولا تبعد، وإن بعدت عني فلا بعدت. وتقول: بعداً وسحقاً، وقبحاً ومحقاً. وهو محسن
إلى الأباعد دون الأقارب. قال:
من
الناس من يغشى الأباعد نفعه ... ويشقى به حتى الممات أقاربه
فإن
يك خير فالبعيد يناله ... وإن يك شر فابن عمك صاحبه
وفلان
يستجر الحديث من أباعد أطرافه. وأبعد الله الأبعد و " مثل العالم كمثل الحمة
يأتيها البعداء ويتركها القرباء " وأبعد في السوم. وأبعط فيه إذا أشط. وإن
قلت كذا لم أبعده ولم أستبعده. وقلت قولاً بعيداً، وما أبعده من الصواب. وباعدني
وتباعد مني وابتعد وتبعد. قال عمر بن أبي ربيعة:
اذهب
فديتك غير مبتعد ... لا كان هذا آخر العهد
وكانوا
متقاربين فتباعدوا. ويقال: إذا لم تكن من قربان الأمير فكن من بعدانه لا يصبك شره،
جمع قريب وبعيد، كذليل، وذلان. وفلان بعيد الهمة وذو بعدة. قال الشنفري:
وأعدم
أحياناً وأغنى وإنما ... ينال الغنى ذو البعدة المتبدل
الذي
يبتذل نفسه في الأسفار والمتاعب.
ب
ع رفلان لا يفت بعره، ولا يبت شعره. وهو أون عليّ من بعرة يرمى بها كلب، وأصله من
فعل المعتدة بعد وفاة زوجها. وياقل منه بعرت المعتدة فهي باعرة إذا انقضت عدتها أي
رمت بالبعرة. يقال بعرته إذا رميته بها. وصرعتني بعير لي، وحلبت بعيري: تريد
الناقة. قال:
لا
تشتري لبن البعير وعندنا ... عرق الزجاجة واكف التهتان
ويقولون:
كلا هذين البعيرين ناقة. وتقول: إن هذا الداعر، مازال ينحو الأباعر، وينثل المباعر.
ب
ع ضبعض الشر أهون من بعض. ويقال للرجل من القوم: من فعل كذا؟ فيقول: أحدنا أو
بعضنا يريد نفسه. ومنه قول لبيد:
تراك
أمكنة إذا لم أرضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها
يريد
نفيه. وهذه جارية حسانة يشبه بعضها بعضاً. وأخذوا ماله فبعضوه تبعيضاً إذا فرقوه.
وبعض الشاة وبعضها. وأبعض القوم فهم مبعضون: كثر في أرضهم البعوض. وليلة مبعوضة وبعضة. وسمع بعض هذيل يقول:
باتت علينا ليلة بعضة كادت تأكلنا.
ومن
المجاز: كلفتني مخ البعوض أي الأمر الشديد.
ب
ع قبعق البئر: حفرها. ومبعق المفازة متسعها. قال جندل الطهوي:
للريح
في مبعقها المجهول ... مساحف مياسة الذيول
مبنوقة
في عرضها بطول
وفلان
يبعق اللقاح للأضياف: ينحرها.
ومن
المجاز: تبعق المطر وانبعق وهو انفتاحه بشدة. وانبعق فلان بالجود والكرم. وانبعق
عليهم الخوف: فاجأهم. قال أبو دؤاد:
بينما
المرء آمن راعه را ... ئع خوف لم يخش منه انبعاقه
ب
ع لالنساء ما يعلوهن، إلا بعولهن. وبعل فلان بعولة حسنة. قال:
يا
رب بعل ساء ما كان بعل
أي
ساء ما قام بالبعولة. وامرأة حسنة التبعل. وهو يباعل أهله أي يلاعبها. وبينهما مباعلة وملاعبة، وهما يتباعلان،
وهم يتباعلون، وهذه أيام أكل وشرب وبعال. وبعل بالأمر إذا عيّ به. وامرأة بعلة: لا
تحسن اللبس.
ومن
المجاز: هذا بعل النخل لفحلها. ومن بعل هذه الدابة؟ لربها.
ب
غ تبغته الأمر وباغته، وجاءه بغتة، ولا رأى للمبغوت، والمبغوت مبهوت.
ب
غ ثصفر أبغث، والبغث الغبرة، وهو من أباغث الطير. وشاة بغثاء وغثم بغث: فيها سواد
وبياض.
ومن
المجاز: خرج فلان في البغثاء والغثراء وهم أخلاط الناس. وتقول: هم من بغثاء الخيل،
وغثاء السيل. وفي مثل: " إن البغاث بأرضنا تستنسر " .
ب
غ ضهو من أهل البغض والبغضة والمبغضة والبغضاء. قال ساعدة بن جؤية:
ومن
العوادي أن تقيك ببغضة ... وتقاذف منها وأنك ترقب
وتقول: هو حقيق بالبغضاء، قذأة يجل عن الإغضاء.
وهو بغيض من البغضاء وقد بغض بغاضة، وقد أبضغته وباغضته، وبينهما مباغضة، وما رأيت
أشد تباغضاً منهما، ولم يزالا متباغضين، وحبب الله إلي زيداً وبغض إليَ عمراً،
وتحبب إلي فلان وتبغض إليّ أخوه.
ومن
المجاز: يقولون: أنعم الله بك عيناً، وأبغض بعدوك عيناً. وبغض حده إذا عثر.
ب
غ لالبغل نغل، وهو لذلك أهل. وفلانة أعقر من بغلة. وطريق فيه أبوال البغال إذا كان
صعباً.
ومن
المجاز: يقول أهل مصر: اشترى فلان بغلة حسناء، يريدون الجارية. وفي بيت فلان بغال
كثير. واستريت من بغال اليمن، ولكن بغالي الثمن. ونكح فلان في بني فلان فبغل
أولادهم أي هجنهم. وبغلت في المشي: بلدت وأعييت. وبغل بغولة إذا بلد. وهو من الثور
أبغل، ومن الحمار أنغل.
ب
غ مللظبية والناقة بغام، وهو أرخم صوتها، وهي تبغم ولدها فهي باغمة وهو مبغوم،
وظباء بواغم وتبغمت. ومررت بروضة يتباغم فيها الظباء. ومررته بغزلان يتباغمن.
ومن
المجاز: امرأة بغوم: رخيمة الصوت. وباغمها مباغمة وهو أن يغازلها بكلام رقيق.
وكانت بيننا مباغمة ومفاغمة. وهي الملائمة.
ب
غ يبغيته وابتغيته، وطال بي البغاء فما وجدته. وفلان بغيتي: أي طلبتي وظنتي. وعند
فلان بغيتي. وابغني ضالتي: اطلبها لي. وأبغني ضالتي: أعني على طلبها. قال رؤبة:
واذكر
بخير وابغني ما يبتغى
أي
اصنع بي ما يحب أن يصنع. وخرجوا بغياناً لضوالهم. وبغت فلانة بغاء وهي بغي: طلوب
للرجال وهن بغايا. ومنه قيل للإماء البغايا، لأنهن كن يباغين في الجاهلية. يقال:
قامت البغايا على رءوسهم وقال الأعشى:
والبغايا
يركضن أكسية الإض ... ريح والشرعي ذا الأذيال
وخرجت
أمة فلان تباغي، وهو ابن بغية وغية بمعنى. وإنك لعالم ولا تباغ أي لا تصبك عين
فتباغيك بسوء. وروي ولا تبغ ولا تباغ بالرفع، من تبيغ الدم أي لا تبيغت بك عين
فتؤذيك، كما يتبيغ الدم فيؤذى. وأقبلت البغايا وهي الطلائع. وبغى علينا فلان: خرج علينا طالباً أذاناً وظلمنا.
وهي الفئة الباغية وهم البغاة وأهل البغي والفساد. وقد تباغوا: تظالموا.
ومن
المجاز: بغي الجرح: ترامى إلى الفساد. وبغت السماء: ألح مطرها. ودفعنا بغي السماء خلفنا.
ويقال للفرس إنه لذو بغي في عدوه أي ذو مرح، وفرس باغ.
ب
ق ر
بقر
بطنه، وتبقر في العلم والمال: توسع. وهو باقر وباقرة: بقر عن العلوم وفتش عنها.
وتبقر بالكلام: تفتق به. وفتنة باقرة.
ومن
المجاز: جاء فلان يجر بقرة. وعلى فلان بقرة من عيال وكرش من عيال، وفلان في بقرة
من الناس، والمراد الكثرة والاجتماع. كما يقال: لفلان قنطار من ذهب وهو ملء مسك
البقرة. لما استكثروا ما يسع جلد البقرة ضربوها مثلاً في الكثرة.
ب
ق عنادى الله تعالى موسى عليه السلام في البقعة المباركة، ونزلوا في بقاع طيبة.
وفي الثوب يقع لم يصبها الصبغ. وبقع الصباغ الثوب إذا لم يبهم الصبغ فبقيت فيه
لمع. وبقع الساقي ثوبه: إذا انتضح عليه الماء فابتلت منه بقع، وقد تبقعت ثيابه.
وغراب أبقع: فيه بقع من سواد وبياض. وكلاب بقع وهو من بقع الكلاب. ومنه ابتقع لونه.
ومن
المجاز: سنة بقعاء وعام أبقع: لعام الجدب. وتشاتما فتقاذفا بما أقى ابن بقيع وهو
الكلب، وما أبقاه هو بقايا الجيف، أي قذف كل واحد صاحبه بالقاذورات. وهو باقعة من البواقع:
للكيس الداهي من الرجال. شبه بالطائر الذي يرد البقع وهي المستنقعات دون المشارع
خوف القناص. وفلا حسن البقعة عند الأمير أي المكان والنزلة.
ب
ق لأبقلت الأرض إذا اخضرت بالنبات، وبلد باقل وبقل. قال عمرو بن قميئة:
يهب
المخاض على غواربها ... زبد الفحول معانها بقل
وتبقلت
الإبل وابتقلت. قال أبو النجم:
تبقلت
في أول التبقل ... بين رماحي مالك ونهشل
وبقلها
راعيها. وأبقل الشجر: خرج وقت الربيع في أعراضه شبه أعناق الجراد، ويقال حينئذ:
صار الشجر بقلة واحدة. وفلان لا يعرف البواقيل، من الشواقيل، فالباقول الكوب
والشاقول عصا قدر ذراع في رأسها زج، يشد إليها المساح حبله، ثم يرزها في الأرض،
ويتضبطها حتى يمد الحبل.
ومن
المجاز: بقل وجه الغلام وبقل. وبقل ناب البعير: نجم. قال أبو وجزة:
فسل
أسباب شوق من لبانتها ... بباقل الناب كالقرقور وساج
ب
ق يما بقيت منهم باقية، ولا وقتهم من الله واقية. وما لفلان مبقى أي بقاء. وأين للإنسان المبقى؟ وأين للناس المباقي؟
وعليهم بواقي الخراج. واستبقى الأمير الجاني واستحياه إذا عفا عنه فلم يقتله.
واستبقى أخاه إذا عفا عن زلله لتبقى مودته. قال النابغة:
ولست
بمستبق أخاً لا تلمسه ... على شعث، أي الرجال المهذب؟
وتبقاه
بمعنى استبقاه. وفي مثل: " لا ينفعك من زاد تبق، ولا مما هو واقع توق " . وأبقى عليه بقيا
وبقية، وهم مباق على قومهم. قال النابغة:
وأخبرتهم
أبقوا على الأصل إذ علوا ... على أنهم قدماً مباقٍ على الأصل
ومالي
عليه بقيا وبقية، ومالي عليه رعوى ولا بقوى، قال لبيد:
فما
بقيا على تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال
وقال:
وما
صد عني خالد من بقية ... ولكن أتت دوني الأسود الهواصر
وقال:
كلفني
حبي للدراهم ... وقلة البقوى على المغارم
خدمة
من لست له بخادم
ويقولون:
أنشدك الله والبقيا أي أسألك بالله أن تبقي عليّ. وبقينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم: انتظرناه. وابن المؤذن: انتظره.
ومن
المجاز: ركبوا المبقيات، وجنبوا المنقيات، وهي الخيل التي لا يخرجن ما عندهن من
الجري فهن أحرى أن لا يلغبن. قال بشر بن أبي حازم:
لدن
غدوة حتى أتى الليل دونهم ... وأدرك جري المبقيات لغوبها
وناقة
مبقية: لا تعطي الدركلة. قال النضر: هي التي لا تستفرغ غزراً، تحلب نصف العلبة،
ليست بصاحبة إثراع المحلب. فإذا نضبت الإبل وبكأت كانت على حالها ذات بقية.
والمنقيات السمان ذوات النقي.
ب
ك أناقة بكىء: قليلة اللبن، وقد بكؤت.
ومن
المجاز: بكؤت العين: قل ماؤها وركي بكي، وبكؤت عيني وعيون بكاء: قل دمعها، وألسنة
بكاء: قل كلامها، وأيد بكاء: قل عطاؤها. تقول: عيونهم بكاء، ما بهم بكاء. وقد أبكأ
فلان: صار ذا بكء وقلة خير. قال رؤبة:
هل
لك في ذي شيبة مجاهد ... على عيال في زمان جاحد
يرجوك
إذ أبكأ كل رافد
ونحن
معاشر الأنبياء فينا بكء أي قلة كلام.
ب
ك ت
بكته
بالحجة وبكته: غلبه. تقول: بكته حتى أسكته. وبكته: قرعه على الأر وألزمه ما عيّ
بالجواب عنه. وبكته بالعصا: ضربه.
ب
ك ربكر المسافر وأبكر وبكر وابتكر وتبكر: خرج في البكرة. قال ذو الرمة:
خوص
برى أشرافها التبكر ... قبل انصداع الفجر والتهجر
وباكره:
بكر إليه. وتقول: المباكرة مباركة. وأتيته باكراً وبكرة وبكراً.
ومن
المجاز: بكر بالصلاة إذا صلاها في أول وقتها. وفي الحديث: " لا يزال الناس بخير
ما بكروا بصلاة المغرب " وبكر إلى صلاة الجمعة: خرج إليها في أول وقتها.
وابتكر الشيء: أخذ أوله. وابتكر الفاكهة: أكل باكورتها وهي أول ما يدرك منها.
وابتكر الجارية: اقتضها. وابتكر الخطبة: سمع أولها. ونخلة باكر وبكور: تبكر
بحملها. وغيث باكر وبكور: وقع في أول الوسمي. وسحابة مدلاج بكور. قال:
جرر
السيل بها عثنونه ... وتهادتاها مداليج بكر
وضربة
بكر: لا تثنى. وكانت ضربات علي أبكاراً. وأشد الناس بكر ابن بكرين. وما هذا الأمر
منك ببكر ولا ثني أي بأول ولا ثان. وكرم بكر: حمل أول حمله، وكروم أبكار. وحاجة
كبر وهي أول حاجة رفعت. قال ذو الرمة:
وقوف
لدى الأبواب طلاب حاجة ... عواناً من الحاجات أو حاجة بكراً
ونار
بكر: لم تقتبس من نار. وعسل أبكار: عملته أبكار النحل، وقيل الجواري الأبكار
يلينه. وجاءوا على بكرة أبيهم أي جميعاً. والأصل حديث الدهيم.
ب
ك عبكعه بالسيف والعصا: ضربه ضرباً شديداً.
ومن
المجاز: كلمته فبكعني بجواب خشن، وخشيت أن تبكعني بما أكره.
ب
ك كتباكت الإبل على الحوض: تزاحمت. وتقول: تباكوا، فتداكوا. وسميت بكة لأنها كانت
تبك أعناق الجبابرة، إذا ألحدوا فيها بظلم لم يناظروا أي لم ينتظر بهم. وتقول أحمق
باك، من هو في الحق شاك.
ب
ك متلكم فلان فتبكم عليه إذا أريج عليه.
ب
ك يبكى على الميت وبكاه وبكى له وبكي عليه وبكاه. وفعلت به ما أبكاه وبكاه. قال:
سمية
قومي ولا تعجزي ... وبكي النساء على حمزة
واستبكيته
فبكى، وباكيته فبكيته: كنت أبكى منه. قال جرير:
الشمس
طالعة ليست بكاسفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
وفي
الحديث: " لكن حمزة لا بواكي له " وهو من البكائين.
ومن
المجاز: بكت السحابة في أرضهم " فما بكت عليهم السماء والأرض " .
ب
ل جانبلج الفجر وتبلج. ولقيته عند البلجة، وسريت الدلجة والبلجة حتى وصلت. قال:
أغدو
عليها وأشد أزري ... ببلجة قبل طلوع الفجر
ورجل
أبلج: بين البلج والبلجة. قال:
أبلج
بين حاجبيه نوره ... إذا تغدى رفعت ستوره
وما
أحسن بلجته! ومن المجاز: صباح أبلج. قال العجاج:
حتى
بدت أعناق صبح أبلجا ... تسور في أعجاز ليل أدعجا
والحق
أبلج وقد أبلج الحق إبلاجاً.
ويقال
للرجل الطلق الوجه ذي الكرم والمعروف: هو أبلج وإن كان أقرن. وبلجت به الصدور
فرحاً إذا انشرحت، تقول: ثلج به صدري وبلج، بعدما حر وحرج.
ب
ل حطلبت منه حقي فبلح أي عجز عن الأداء. وجرى الفرس حتى بلح إذا انقطع. وتقول هو
آنس من الملح، وأيمن من البلح، وهو طائر أعظم من النسر محترق الريش لا تقع منه
ريشة في ريش طائر إلا أحرقته، واسمه بالفارسية هماي أي ميمون وهو أقدر اللواحم على
كسر العظام وابتلاعها. ويقال: مر البلح فمسحني تمثاله أي وقع على ظله. وما أحسن
بلح هذه النخلة! وقد أبلحت.
ب
ل دوضعت الناقة بلدتها وهي صدرها إذا بركت. قال ذو الرمة:
أنيخت
فألقت بلدة فوق بلدة ... قليل بها الأصوات إلا بغامها
ويقال:
تجلد فلان ثم تبلد. وأبلد من ثور. وبلد بعد نشاطه إذا فتر ونكس. قال:
جرى
طلقاً حتى إذا قيل سابق ... تداركه أعراق سوء فبلدا
وهو
أذل من بيضة البلد، وأعز من بيضة البلد.
ومن
المجاز: إن لم تفعل كذا فهي بلدة بيني وبينك، يريد القطيعة أي أباعدك حتى تفصل
بيننا بلدة من البلاد. ويقال للمتلهف: تبلد. وضرب بلدته على بلدته أي صفحة راحته
على صدره. قال كثير:
وأجمعن
بيناً عاجلاً وتركنني ... بفيفا خزيم واقفاً أتبلد
وتبلدت
الجبال: تقاصرت في رأي العين من ظلمة الليل. قال:
إذا
لم ينازع جاهل القوم ذا النهى ... وبلدت الأعلام بالليل كالأكم
ب
ل سناقة مبلاس: لا ترغو من شدة الضبعة، وقد أبلست. ومنه: أبلس فلان فهو مبلس إذا
سكت من يأس " وهم فيه مبلسون " . وتقول: حب البلس أنساني حب البلسان،
وهو التين.
ب
ل طأحلت عليه بسوطي فلزق ببلاط الأرض وهو ما صلب من متنهاومستواها. ومنه بلط داره
إذا فرشها بصخر أو آجر، وما أحسن بلاط صحنك! ورأيت داره مصهرجة مبلطة. وأرض الكعبة
مبلطة بالرخام. وقال كثير:
وكنتم
تزينون البلاط ففارقت ... عشية بنتم زينها وجمالها
ونزلوا
فتبالطوا أي تجالدوا، ولا تكون المبالطة إلا على الأرض. ويقال: ما خالطه، حتى
بالطه. وإذا هفا صبيك فبلط له، والتبليط أن يضرب فرع أذنه بطرف سبابته، يقال: بلط
له وبلط أذنه.
ومن
المجاز: إنها لحسنة البلاط إذا جردت، وهو متجردها. واعترضهم اللصوص فأبلطوهم إذا
تركوهم على ظهر الغبيراء لم يبقوا لهم شيئاً. ومشيت حتى انقطع بلوطي.
ب
ل عوهو واسع المبلع والبلعوم، وأعوذ بالله من قلة المطاعم، وسعة البلاعم. وفلان
مبلع هبلع للأكول. وبلع الشيب في رأسه: ظهر وارتفع.
ومن
المجاز: أبلغني ريقي: أي أهلني حتى أقول أو أفعل: وقلت لبعض شيوخي: أبلغني ريقي
فقال: قد أبلعتك الرافدين. وقدر بلوع: كبيرة تبلع ما يلقى فيها. قال ابن هرمة:
وقرب
طاهينا بلوعاً كأنها ... لدى الكسر مطلي المغابن أخشف
أجرب
غطى الجرب جلده وذهب فيه كل مذهب، من خشف في الأرض إذا ذهب فيها.
ب
ل غأبلغه سلامى وبلغه. بولغت ببلاغ الله: بتبليغه. قال الكميت:
فهل
تبلغنيهم على نأي دارهم ... نعم ببلاغ الله وجناه ذعلب
وبلغ
في العلم المبالغ. وبلغ الصبي. وبلغ الله به فهو مبلوغ به. وبلغ مني ما قلت، وبلغ
منه البلغين. وأبلغت إلى فلان: فعلت به ما بلغ به الأذى والمكروه البليغ. واللهم
سمعاً لا بلغاً. وتبالغ فيه المرض والهم إذا تناهى. وتبلغ بالقليل: اكتفى به، وما
هي إلا بلغة أتبلغ بها. وتبلغت به العلة: اشتدت. وبلغ الرجل بلاغة فهو بليغ وهذا قول بليغ. وتبالغ
في كلامه: تعاطى البلاغة وليس من أهلها، وما هو ببليغ ولكن يتبالغ، وبلغ الفارس:
مد يده بعنان فرسه ليزيد في عدوه. ووصل رشاءه بتبلغة وهو حبيل يوصل به حتى يبلغ
الماء وهو الدرك، ولا بد لأرشيتكم من تبالغ.
ب
ل قأنهر من الأبلق. وأبلق الباب ثم أصفقه أي فتحه ثم رده. والناسك في ملقه، أعظم
من الملك في بلقه، أي في فسطاطه. قال امرؤ القيس:
فليأت
وسط قبابه بلقي ... وليأت وسط خميسه رجلي
ب
ل ق عدار بلقع وديار بلاقع، ونزلنا ببلقعة ملساء.
ب
ل لفي صدره غله، وما في لسانه بله. وما في سقائه بلال وهو ما يبل به. ويقال: اضربوا في الأرض أميالاً، تجدوا
بلالاً؛ وما فيه بلالة، ولا علالة. وريح بليل: باردة مع مطر. وبل من مرضه وأبل
واستبل. وكثيراً ما كان يتمثل سيبويه بقوله:
إذا
بل من داء به ظن أنه ... نجا وبه الداء الذي هو قاتله
وبللت
به: ظفرت. قال طرفة:
منيعاً
إذا بلت بقائمه يدي
وهو
حل بل. وفي صدره بلبال وبلابل. وتقول: متى أخطرتك بالبال، وقعت في البلبال.
ومن
المجاز: بلو أرحامكم، ونحوه ند رحمك، وضحت ودك. قال:
نضحت
أديم الود بيني وبينكم
وبلك
الله بابن. وما أحسن بلة لسانه إذا كان واقعاً على مخارج الحروف. وفلان بزيع
المنطق بليل الريق. ولم أر أبل منه ريقاً. ولا تبلك عند بالة أي لا يصيبك خير.
وابتل فلان وتبلل: حسنت حاله بعد الهزال. وطويته على بلته إذا احتملته على فساده،
وأصله السقاء يطوى وهو مبتل فيعفن. قال:
ولقد
طويتكم على بللاتكم ... وعلمت ما فيكم من الأذراب
ب
ل مالمال بيني وبينك شق الأبلمة وهي خوصة المقل. قال:
أتونا
ثائرين فلن يؤبوا ... بأبلمة تشد على بزيم
أي
على دستجة بقلٍ.
ب
ل هخير أولادنا الأبله العقول، وخير النساء البلهاء الخجول. قال:
ولقد
لهوت بطفلة مبالة ... بلهاء تطلعني على أسرارها
وتباله
فلان. قال عمر بن أبي ربيعة:
تبالهن
بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امرؤ باغ أكل وأوضعا
وتقول:
هذا ما أظهره لك بله ما أضمره أي دع ما أضمره فهو خير مما أظهره.
ومن
المجاز: هو في شباب أبله وعيش أبله، يراد غفل صاحبهما عن الطوارق. قال رؤبة:
بعد
غداني الشباب الأبله
ومنه: هو في بلهنية من عيشه. تقول: لازلت ملقى
بتهنيه، مبقى في بلهنيه. وجمل أبله وناقة بلهاء: لا تنحاش من ثقل كأنها حمقاء.
وفلان يتبله في المفازة أي يتعسف من غير هداية ولا مسئلة.
ب
ل وبلوته فكان خير مبلو وتقول: اللهم لا تبلنا إلا بالذي هو أحسن. وقد بلي بكذا
وابتلي به. وبلي فلان: أصابته بلية. قال:
بليت
وفقدان الحبيب بلية ... وكم من كريم يبتلى ثم يصبر
وأصابته
بلوى. ونزلت بلاء على الكفار.
وفي
الحديث: " أعوذ بالله من جهد البلاء، إلا بلاء فيه علاء " أي علو منزلة عند
الله. وهما يتباريان ويتباليان أي يتخابران. ومنه قولهم: لا أباليه: أي لا أخابره
لقلة اكتراثي له، وهو أفصح من لا أبالي به. قال زهير:
لقد
باليت مظعن أم أوفى ... ولكن أم أوفى لا تبالي
وقيل: هو قلب لا أباوله من البال أي لا أخطره
ببالي ولا ألقي إليه بالاً. ولذلك قالوا: لا أباليه بالة، وقيل: أصلها بالية.
وناقة بلو سفر: قد بلاها السفر أو أبلاها. وقولهم: أبليته عذراً إذا بينته له
بياناً لا لوم عليك بعده، حقيقته جعلته بالياً لعذري أي خابراً له عالماً بكنهه.
وكذلك أبليته يميناً. قال جرير:
فأبلى
أمير المؤمنين أمانة ... وأبلاه صدقاً في الأمور الشدائد
ومنه
أبلى في الحرب بلاء حسناً إذا أظهر بأسه حتى بلاه الناس وخبروه. وكان له يوم كذا
بلاء وأبلى الله العبد بلاء حسناً أو سيئاً. والله يبلي ويولي، كما تقول: عرفك
الله بركاته. وابتليت الأمر: تعرفته. قال:
تسائل
أماء الرفاق وتبتلي ... ومن دون ما يهوين باب وحاجب
يريد
أنه محبوس.
ومن
المجاز: بلوت الشيء: شممته. قال يصف الماء الآجن القديم:
بأصفر
ورد آل حتى كأنما ... يسوف به البالي عصارة خردل
ب
ن دهو كثير البنود أي كثير الحيل والدواهي. وأقبل العدو مع الجنود والبنود وهي
أعلام الروم تحت كل بند عشرة آلاف.
ب
ن ققميص واسع البنائق وهي الدخاريص، وقيل اللبن. قال ذو الرمة:
على
كل كهل أزعكي ويافع ... من اللؤم سربال جديد البنائق
وتقول
إذا خطت البنيقة، فخطها بنيقه. وبنق الكتاب: ذره. وإذا فرغت من قراءة الكتاب فبنقه
ولا تدعه غير مبنق.
ومن
المجاز: جعبة مبنقة: زيد في أعلاها شبه بنيقة لتتسع. وطريق مبنق: واسع. ومفازة
مبنوقة بأخرى: موصولة بها.
ب
ن نشممت منه بنة طيبة. وأجد في هذا الثوب بنة تفاح أو سفرجل. وأجد بنة الغزل منك
أي أنت حائك. وفيها بنة مرابض الغنم. ومنها قيل للروضة: البنانة لطيب البنة وأبنت
ديارهم: عادت فيها بنة النعم. قال الجعدي:
أقاموا
بها حتى أبنت ديارهم ... على غير دين ضارب بجران
وما
زاد عليه بنانةً أي إصبعاً واحدةً. قال:
لا
هم كرمت بني كنانه ... ليس لحي فوقهم بنانه
ومن
المجاز: أبنوا بالمكان: أقاموا به، وأصله ما يحدث فيه من بنة نعمهم، ثم كثر حتى
قيل لكل إقامة إبنان. وقيل: ابنت السحابة إذا دامت أياماً.
ب
ن يبنى بيتاً أحسن بناء وبنيان، وهذا بناء حسن وبنيان حسن " كأنهم بنيان مرصوص
" سمي المبني بالمصدر. وبناؤك من أحسن الأبنية. وبنيت بنية عجيبة. ورأيت البنى فما رأيت أعجب منها. وبنى
القصور. قال:
ألم
تر حوشباً أمسى يبنّى ... قصوراً نفعها لبني بقيله
يؤمل
أن يعمر عمر نوح ... وأمر الله يحدث كل ليله
وفلان
يباني فلاناً: يباريه في البناء. وابتنى لسكناه داراً وأبنيته بيتاً. وفي مثل
" المعزى تبهي، ولا تبني " . وقال:
لو
وصل الغيث أبنين أمراً ... كانت له قبة سحق بجاد
وحلف
بالبنية وهي الكعبة. وتبناه وبنى زيد عمرا: دعي ابناً له.
ومن
المجاز: بنى على أهله: دخل عليها. وأوصله أن العرس كان يبني على أهله خباءً،
وقالوا: بنى بأهله، كقولهم: أعرس بها. واستبنى فلان وابتنى إذا أعرس. قال:
أرى
كل ذي أهل يقيم ويبتني ... مقيماً وما استبنيت إلاّ على ظهر
تزوّج
وهو مسافر على ظهر راحلته. وبنى مكرمة وابتناها، وهو من بناة المكارم. قال:
بناة
مكارمٍ وأساة كلم ... دماؤهم من الكلب الشفاء
وملعون
من هدم بنيان الله أي ما ركبه وسواه. وبني فلان على الحزم. وقال زهير:
قوم
هم ولدوا أبي ولهم ... لصب الحجاز بنوا على الحزم
وقال
الراعي أنشده سيبويه:
بنيت
مرافقهن فوق مزلة ... لا يستطيع بها القراد مقيلا
المزلة
الجنب. وبنى الأكل فلاناً وبناه إذا سمنه. قال:
بنى
السويق لحمة واللت ... كما بنى بحت العراق القت
وجمل
مبني: سمين. وبنى له المرعى سناماً تامكاً. وبنى كلاماً وشعراً، وهذا كلام حسن
المباني. وبنى على كلامه: احتذاه. وهذا البيت مبني على بيت كذا. وكل شيء صنعته فقد
بنيته. وطرحوا له بناء ومبناة وهي النطع، لأنه كان يتخذ منه القباب. وألقى فلان
بوانيه إذا أقام. والبواني أضلاع الصدر كما يقال: ألقى كلكله وبركه. وبنى البيت
على بوانيه أي على قواعده. واستبنت الدار: تهدمت وطلبت البناء. وطلع ابن ذكاء وهو
الصبح. وسادوا بنات الماء وهي الغرانيق، وكأن الثريا ابن ماء محلق. وهو ابن جلا:
للرجل المشهور. وأنا ابن ليلها، وابن ليلتها: لصاحب الأمر الكبير. وإنه لابن
أقوال: للكلاميّ. وهو ابن أحذار: للحذر. قال:
أبلغ
زياداً وخير القول أصدقه ... وإن تكبس أو كان ابن أحذار
وهو
ابن أديم وأديمين: للغرب المتخذ من ذلك. وكأنه ابن الفلاة وابن البلاد وابن
البليدة وهو الحرباء. وكأنه ابن الطود وهو الصدى. قال:
دعوت
خليداً دعوة فكأنما ... دعوت به ابن الطود أو هو أسرع
وخذ
بابني ملاطيه: هما عضداه، والملاطان الجنبان. وهذه من بنات فكري. وغلبتني بنات
الصدر وهي الهموم. وبنات ليله صوادق وهي أحلامه. وأصابته بنات الدهر وبنات المسند
وهي النوائب. ووقعت بنات السحابة بأرضهم وهي البرد. قال:
كأن
ثناياها بنات صحابة ... سقاهن شؤبوب من الغيث باكر
هن
هو المفعول الثاني. وكثرت في البئر بنات المعى وهي البعر. وكأن أصابعها بنات النقا
وهي اليساريع. ونزلت به بنات بئس وهي الدواهي. وسمعت منه بنات غير وهي الأكاذيب.
قال:
إذا
ما جئت جاء بنات غير ... وإن وليت أسرعن الذهابا
وهو
يحب بنات الليل وبنات المثال أي النساء، والمثال الفراش. وفلان يتوسد أذرع بنات
الليل وهي المنى. وهي من بنات طارق أي من بنات الملوك. وقد ملك بنات صهال وبنا
شحاج أي الخيل والبغال. وهو يصيد بنات الدوّ وبنات صعدة وبنات أخدر أي حمر الوحش.
وحياني بابن المسرة وهو الريحان. وأبصرت ابن المزنة وهو الهلال. وأسهرني ابن طامر
وهو البرغوث. وذهبوا في بنيات الطريق.
ب
ه تبهته بكذا وباهته به، وبينهما مباهتة. ومن عادته أن يباحت ويباهت. ولا تباهتوا،
ولا تماقتوا. ورماه بالبهيتة وهي البهتان، ويا للبهيتة. ورآه فبهت بنظر إليه نظر
المتعجب، وكلمته فبقي مبهوتاً. قال:
وما
هي إلاّ أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب
ب
ه جنبات بهيج، وروضة ذات بهجة وهي الحسن والنضارة. وأبهجه الأمر: سره، فبهج به
وابتهج، وهو بهج به ومبتهج. قال النابغة:
كمضيئة
صدفية غواصها ... بهج متى يرها يهل ويسجد
وجئتهم
فتباهشوا إليّ، وتباهجوا بي. وأبهجت الأرض: بهج نباتها. وامرأة مبهاج: ذات بهجة
غالبة، ونساء مباهيج. قال ابن مقبل:
وبيض
مباهج كأن خدودها ... خدود مهاً آلفن من عالج هجلاً
وباهجه
مباهجة إذا باهاه.
ومن
المجاز: رأيت ناقة لها سنام مبهاج، ونوقاً لها أسنمة مباهيج أي سمان لأن البهجة من
السمن.
ب
ه ربهره: غلبه. وبهراً له: دعاء عليه بأن يغلب. قال ابن ميادة:
فبهراً
لقومي إذ يبيعون مهجتي ... بجارية بهراً لهم بعدها بهراً
ويقولون:
بهراً له ما أسخاه، كما يقولون: تعساً له جميماً. وسرينا حتى ابهار الليل إذا
انتصف من بهرة الشيء وهو وسطه.
ومن
المجاز: قمر باهر وهو الذي بهر ضوءه ضوء الكواكب. وطاول الرجل صاحبه فبهره أي
طاله. وبهره الحمل أو العدو فانبهر، وعلاه البهر فهو مبهور وبهير ومنبهر. وبهرت
السيف فما حاك فيه أي أكرهته في الضرب. ومازال يراجعه الألم حتى قطع أبهره أي
أهلكه، وهو عرق مستبطن الصلب إذا انقطع لم يبق صاحبه. قال بشر بن أبي حازم:
على
كل ذي ميعة سابح ... يقطع ذو أبهريه الحزاما
أي
بطنه.
ب
ه ر جدرهم بهرج ومبهرج: رديء الفضة.
ومن
المجاز: كلام بهرج، وعمل بهرج. وكذلك كل موصوف بالرداءة. ودم بهرج: هدر. وبهرج بهم الطريق إذا أخذ بهم في غير
المحجة. وماء مبهرج: مهمل للواردة. قال ثعلبة ابن أوس الكلابي:
فلو
كنت ثوباً كنت سبعاً وأربعاً ... ولو كنت ماء كنت ماء له نخل
مبهرجةً
للواردين حياضه ... وليس له أهل فيمنعه الأهل
ب
ه زبهزته عني: دفعته. وهو باهز، لاكز. وهم بنو بهزة أي أولاد علة.
ب
ه سهو في حمق بيهس، وفي جرأة بيهس. الأول نعامة، والثاني أسامة.
ب
ه شأتينا بني فلان فبهشوا إلينا إذا أقبلوا إليهم مسرورين ضاحكين: وبهش إليه الذئب
والحية إذا أقبل عليه يقصده. وأنت كالباهش الناهش. وأنت كالحية تبهش، ثم تنهش.
وفلان من أهل البهش أي من أهل الحجاز، لأن البهش وهو المقل الرطب ينهت به.
ب
ه ظبهظه الحمل: أثقله.
ومن
المجاز: بهظني هذا الأمر، وهذا أمر باهظ. قال:
تألى
علينا لا تجوز وقد دنا ... من الماء ورد يبهظ الماء باكر
أي
لا نشرب. قال:
كلي
هدب الأرطى فقد منع الغضا ... وجوزي بأملاح فقد منع العذب
وأجازه:
سقاه.
ب
ه قفي جلده توليع البهق، وهو من قولهم للشديد البياض: أمهق وأبهق.
ب
ه لأبهل الناقة: تركها عن الحلب؛ وناقة باهل: غير مصرورة يحلبها من شاء. وأبهل الوالي الرعية. واستبهلهم: تركهم
يركبون ما شاءوا لا يأخذ على أيديهم. وأبهل عبده: خلاه وإرادته ومالك بهللاً
سبهللاً أي مخلًّى فارغاً. ومنه بهله: لعنه، وعليه بهلة الله. وباهلت فلاناً مباهلة إذا دعوتما
باللعن على الظالم منكما. وتباهلا، وابتهلا: التعنا " ثم نبتهل فنجعل لعنة
الله على الكاذبين " وهو بهلول وهم بهاليل وهو الحي الكريم. قال:
كم
فيهم من فارس ذي مصدق ... عند اللقاء سميدع بهلول
وقال
حسان:
بهاليل
منهم جعفر وابن أمه ... عليّ ومنهم أحمد المتخير
ومن
المجاز: رجل باهل: متردد بغير عمل. وراع باهل: يمشي بغير عصاً. وابتهل إلى الله:
تضرع واجتهد في الدعاء اجتهاد المبتهلين. وقال لبيد:
في
قروم سادة من قومه ... نظر الدهر إليهم فابتهل
فاجتهد
في إهلاكهم.
ب
ه مأبهم الباب أغلقه. أنشد سيبويه:
الفارجي
باب الأمير المبهم
واللون
البهيم: ما لا شية فيه أي لون كان إلا الشهبة. يقال ليل بهيم، وليال دهم بهم.
وفلان بهمة من البهم: للشجاع الذي يستبهم على أقرانه مأتاه. وقيل: سمي بالبهمة
التي هي الصخرة المصمتة المبهمة.
ومن
المجاز: أمر مبهم: لا مأتي له. وأبهم فلان عليّ الأمر وكلام مبهم: لا يعرف له وجه
واستبهم عليه الأمر: استغلق. واستبهم على الرجل: أرتج عليه. وصوت بهيم: لا ترجيع
فيه.
ب
ه نامرأة بهنانة وهنانة: فاترة مكسال. قال:
بهنانة
تستعير القوم أعينهم ... حتى ترد إلى ذي النيقة البصرا
ب
ه يشيء بهي إذا علا العين حسنه وروعته، وقد بهو الشيء وبهيَ. وقد ملأ عيني بهاؤه.
وفلان يفتخر بكذا ويبتهي به، ولي به افتخار وابتهاء. قال أبو النجم:
ليس
المحاذر أن يعد قديمه ... والمبتهي بقديمه بسواء
وتقول:
باهيته فبهوته. وكيف تباهيه، ولا تضاهيه. وتباهوا به، وأنا أتباهى به. وقعدوا في
البهو وهو مقدم البيوت.
ومن
المجاز: حلب اللبن فعلاه البهاء، يريد وبيص الرغوة. وفي قول امرىء القيس:
وبهو
هواء تحت صلب كأنه ... من الهضبة الخلقاء زحلوق ملعب
أراد
الجوف. وكل فجو يستعار لها البهو.
ب
و أبوأك الله مبوأ صدق. وتبوأ فلان منزلاً طيباً. ونزلوا في مباءتهم وباءتهم.
وأناخوا إبلهم في مباءتها وهي معطنها. وبنو فلان تبوء عليهم إبل كثيرة أي تروح.
وأباء الله عليكم نعماً لا يسعها المراح. وبوأت الرمح نحوه: سددته. قال:
بوأته
الرمح شرراً ثم قلت له ... هذي المروءة لا لعب الزحاليق
وهم
أكفاء سواء، ودماؤهم بواء. وباء فلان بفلان: صار كفاً له. وأبأت فلاناً بفلان:
قتله به. قال:
إن
يقتلوا منا الوليد فإننا ... أبأنا به قتلى تذل المعاطسا
وباء
بدمه: أقر به على نفسه واحتمله. وباء بحقي عليه وبذنبه. وباءوا بغضب من الله.
ومن
المجاز: الناس في هذا الأمر بواء أي سواء. وكلمناهم فأجابوا عن بواء واحد إذا لم
يختلف جوابهم. وفلان طسب الباءة: للعفيف الفرج، جعل طيب الباءة، وهي المباءة
والمنزل مجازاً عن ذلك. وهو رحب المباءة: للسخي الواسع المعروف. وقرأ فلان كتاب الباءة إذا كان نكاحاً.
ب
و بيقال: هذا ليس من بابتك أي مما يصلح لك. وفلان من أهون باباته الكذب وهي أنواع
خبثه. قال ابن مقبل:
بني
عامر ما تأمرون بشاعر ... تخير بابات الكتاب هجائياً
أي
اختار من وجوه الكتاب هجائي. وتبوب فلان: اتخذ بواباً. وبوب المصف كتابه وكتاب
مبوب، وتراجم أبواب سيبويه عظيمة النفع.
ب
و جتبوج البرق.
ب
و حباح السر: ظهر. يقال: باح ما كتمت، وباح الرجل بسره، وأعوذ بالله من بوح السر،
وكشف الستر، وبح باسمك ولا تكن عنه. وأباح الأمر: أظهره. ومن لك بكتم المسك
الفاتح، والسر البائح. ونشأ فلان في ساحتك، وباحتك، وهي العرصة. وعربة باحة العرب.
وفي
مثل: ابنك ابن بوحك، يشرب من صبوحك، وهو جمع باحة كساحة وسوح أي الذي ولد في
عراصك. وأبحتك الشيء. وأوقعوا بهم فاستباحوا مالهم، وفلان يستبيح أموال الناس كما
تقول يستحلها. وعن أبي عبيدة: استباحوهم سلبوهم باحتهم. قال جرير:
سار
القصائد واستبحن مجاشعاً ... ما بين مصر إلى جنوب وبار
ب
و خباخت النار وأباخها مطفئها. وباخ الحر: سكن، وأباخه الله.
ومن
المجاز: عدا فلان حتى باخ، وشاخ حتى باخ. وبينهم حرب ما يبوخ سعيرها. وباخ غضبه.
وباخ عنه الورد: فترت عنه الحمى. وأباخ النائرة بينهم.
ب
و رفلان له نوره، وعليك بوره، أي هلاكه. وقوم بور. وأحلوا دار البوار، ونزلت بوار
على الكفار. قال أبو مكعت الأسدي:
قتلت
فكان تظالما وتباغياً ... إن التظالم في الصديق بوار
لو
كان أول ما أتيت تهارشت ... أولاد عرج عليك عند وجار
جعلها
علماً للضباع فاجتمع التعريف والتأنيث. وبنو فلان بادوا وباروا، وأبادهم الله
وأبارهم.
وهو
حائر بائر. وإنه لفي حور وبور. وبرت الناقة فأنا أبورها إذا أدنيتها من الفحل تنظر
أحائل هي أم حامل. ويقال لذلك الفحل المبور.
ومن
المجاز: بارت البياعات: كسدت، وسوق بائرة. وبارت الأيم إذا لم يرغب فيها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ
من بوار الأيم. وبارت الأرض إذا لم تزرع، وأرض بوار وأرضون بور. وبر لي ما عند
فلان واخبر.
ب
و سباس له الأرض بوساً. وتقول: اليوم بساطك مبوس، وغداً أنت محبوس. وتقول: أيها
البائس، ما أنت إلا البائس.
ب
و شجاءوا في هوش وبوش، وهو الجمع والكثرة، وقد بوشوا:
ب
و صباصني فلان إذا فاتك. ويقول من تستعجله في تحميلكه أمراً لا تدعه يتمهل في
الروية: لا تعجل عليّ ولا تبصني.
وفي
المثل: البوص بالنوص أي النجاة بالفرار. وقيل في رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" وما كان إلاّ سابقاً وهو سائقٌ وما كان إلا بائصاً وهو نائص " . وسار القوم خمساً
بائصاً. واشترى جارية كالقلوص، عريضة البوص، وهو العجز. وكان أبو الدقيش يقول: بوصها لين شحمة عجزها
وامرأة بوصاء، وهو من البوص لأنه يربو فيستقدم.
ب
و عباع الثوب يبوعه إذا قدره بباعه، نحو ذرعه إذا قدره بذراعه. وتقول: كم بوع ثوبك
وكم ذرع ثوبك وباع البعير والفرس وتبوع إذا مد باعه في سيره. وفرس طيع بيع: بعيد
الخطو. قال العباس بن مرداس:
على
متن جرداء السراة نبيلة ... كعالية المران بيعة القدر
ومر
يتبوع. وناقة بائعة، ونوق بوائع. وما بيعت هذه الثياب حتى بيعت.
ومن
المجاز: لفلان سابقة وباع. وقال العجاج:
إذا
الكرام ابتدروا الباع بدر
وتبوع
للمساعي: مد باعه. قال الطرماح:
يماني
تبوع للمساعي ... يداه وكل ذي حسب يماني
ب
و غارتفعت بوغاء الطيب أي ريحه. وأصلها ما يثور من الغبار ودقاق التراب. قال:
لعمرك
لولا هاشم ما تعفرت ... ببغدان في بوغائها القدمان
ب
و قأصابته بائقة وبوائق. وهو كثير البوائق أي الشرور. و " لا يدخل الجنة من
لا يأمن جاره بوائقه " . وفلان يعمل البوائق وهي عظام الذنوب.
ومن
المجاز: فلان ينفخ في البوق إذا نطق بالكذب والباطل وما لا طائل تحته. وجاء
بالبوق، ونطق بوقاً أي باطلاً. قال حسان:
إلا
الذي نطقوا بوقاً ولم يكن
وتبوق
فلان: تكذب. قال رويشد:
فمن
قائل يأتي بمثل مقالتي ... من القول قول صادق وتبوق
وتبوق
الوباء في الماشية: فشا فيها وانتشر كأنما نفخ فيها. وقال أبو النجم:
إذا
زفى أبواقه ترسلا
أي
رفع أصواته.
ب
و نبينهما بون بعيد.
ب
و وفلان أخدع من البو، وأنكد من اللو.
ب
ي تماله بيت ليلة وبيته ليلة. وفلان لا يستبيت أي لا يملك البيتة. وتبيت الطعام:
أكلته عند المضجع، وشر الطعام المتبيت. وبيته العدو، ومن عادته البيات. وبيت
الأمر: دبره ليلاً " إذ يبيتون ما لا يرضى من القول " وهذا أمر قد بيت
بليل. وخفت بيوت أمر. قال جرير
أعد
لبيوت الهموم إذا سرت ... جمالية حرفاً وميساً مفرداً
وبت
عنده في مبيت صدق، وبيتوتة طيبة. وأباتك الله إباتة حسنة، وبيتك الله في عافية.
وفلان من أهل البيوتات، وهو من بيت كريم. وقلت أبياتاً من الشعر وبيوتاً. ولي في
هذا المعنى أبيات. وكم من أبا بيت ملاح للعرب.
ومن
المجاز: قال بدوي لآخر: هل لك بيت أي امرأة. وقال:
مالي
إذا أنزعها صأيت ... أكبر غيرني أم بيت
وقال:
هنيئاً
لأرباب البيوت بيوتهم ... سوى بعل جمل لا هنيئاً له جمل
وبات
فلان إذا تزوج. وبني فلان عليه بيتاً إذا أعرس. وتزوجت فلانة على بيت أي على فرش
يكفي البيت.
ب
ي دنزلنا بالبيداء، وقطعنا بيداً عن بيد. وأبادهم الله فبادوا. وفي الحديث: "
بعث الله جبريل فقال يا بيداء بيدي بهم فيخسف بهم " وصاد عيراً وبيدانة. وهو
كثير المال بيد أنه بخيل.
ب
ي شأعجب من فارة البيش، تغتذي بالسموم وتعيش.
ب
ي ضاجتمع للمرأة الأبيضان الشحم والشباب، وهو لا يشرب إلا الأبيضين. قال:
ولكنه
يأتي لي الحول كاملاً ... وما لي إلاّ الأبيضين شراب
يريد
بالأبيضين اللبن والماء. وما رأيته مد أبيضان أي يومان. ودجاجة بيوض ودجاج بيض
وغراب بائض.
ومن
المجاز: فلان يحوط بيضة الإسلام وبيضة قومه. وباض بني فلان وابتاضهم: دخل في
بيضتهم. وأوقعوا بهم فابتاضوهم أي استأصلوا بيضتهم. وباضت الأرض: أنبتت الكمأة وهي
بيض الأرض وبه فسر المثل: " هو أذل من بيضة البلد " وباض الحر. اشتد. وأتيته في بيضة القيظ وبيضاء القيظ،
وهي صميمه بين طلوع سهيل والدبران. قال الشماخ:
طوى
ظمأها في بيضة القيظ بعدما ... جرت في عنان الشعريين الأماعز
وبايضني
فلان: جاهرني، من بياض النهار. وفرس ذو بيض وهي نفخ وغدد تحدث في أشاعره. يقال
باضت يداه ورجلاه. قال:
وقد
كان عمرو يزعم الناس شاعراً ... فباضت يدا عمرو بن عمرو وثلبا
أي
صار ثلباً وهو الهرم كعود، وهي بيضة الخدر ومن بيضات الحجال. وفي مثل " كانت بيضة العقر
" للمرة الأخيرة. ولا يزايل سوادي بياضك أي شخصي شخصك. وبيض الإناء: ملأه وفرغه. وعن بعض العرب: ما بقي
لهم صميل إلا بيض أي سقاء يابس إلا ملي. وفي مثل " سد ابن بيض الطريق " .
ب
ي ع
باعه
الشيء وباعه منه. وباع عليه القاضي ضيعته " ولا يبيع أحدكم على بيع أخيه " . وهذا المتاع لا
يبتاع، ونعم المتاع وبئس المبتاع. واستباعه عبده " والبيعان بالخيار "
أي البائع والمشتري. ولفلان بيوع وبياعات كثيرة أي سلع. وما أرخص هذا البيع، وهذه
البياعة يريد السلعة. وبايعت فلاناً وشاريته وتبايعنا. وبايعه على الطاعة وتبايعوا
عليها. وهذه بيعة مربحة. وأتيناه للبياع والمبايعة والبيعة وهو من أهل البيعة أي
نصراني.
ومن
المجاز: باع فلان على بيعك، وحل بواديك أي قام مقامك. وما باع على بيعك أحد أي لم يساوك
في المنزلة. وتزوج يزيد بن معاوية أم مسكين بنت عمرو بن عاصم على أم هاشم، فقال:
مالك
أم هاشم تبكين ... من قدر حل بكم تضجين
باعت
على بيعك أم مسكين ... ميمونة من نسوة ميامين
وجارية
بائع: نافقة كأنها تبيع نفسها. كما يقال ناقة تاجرة. وأنشد:
وإنك
لولا ذروة في ثنية ... وناب لمقلاق الوشاحين بائع
يقول:
لولا أنه ذرأ نابي أي سقط من السن لرغبت فيك. وباعه من السلطان: وشى به. وأنشد رجل
من بني أسد:
طوال
اللحى من آل سعد بن مالك ... يواشون بي والحرب يشرى وقودها
أكلهم
لا بارك الله فيهم ... معد لبيعي حجة يستجيدها
وباع
دنياه بآخرته: استبدلها.
ب
ي غتبيغ به الدم: ثار به.
ب
ي نبان عنه بيناً وبينونة. وباينه مباينة. ولقيته غداة البين. وبئر بيون: بعيدة
القعر. قال:
إنك
لو دعوتني ودوني ... زوراء ذات منزع بيون
لقلت
لبيه لمن يدعوني
وطول
بائن، ونخلة بائنة: طويلة. قال العباس ابن مرداس:
فرط
العنان كأن ملجمها ... في رأس بائنة من النخل
ورجل
أبين المرفق: أبد، ورجال بين المرافق. وبان مرفق الناقة عن جنبها. قال الطرماح:
بأفتل
عن سعدانة الزور بائن
وقوس
بائن: بان وترها عن كبدها. وبينهما بين وهي الأرض قدر مد البصر. وعليك بذاك البين
فانزله. وبينا نحن كذلك إذ جاء فلان. وبينما نتحدث إذ طلع. وبان لي الشيء وتبين
وبين، وأبان واستبان، وبينته وأبنته وتبينته واستبنته. وجاء ببيان ذلك وبينته أي بحجته. ومن بينات الكرم
التواضع. ورجل بين: فصيح ذو بيان. وما أبينه، وما رأيت أبين منه، وقوم أبيناء.
وتقول لحالبي الناقة:
من
البائن ومن المستعلي. قال:
يبشر
مستعلياً بائن ... من الحاليين بأن لا غراراً
البائن
من عن يمينها. وهذه مباين الحق ومواضحه، وظهرت أمارات الخير وتبايينه. وتبين في
أمرك: تثبت وتأن.
ب
ي يحيّاك الله وبيّاك.
كتاب
التاء
ت
أ قإناء متأق شديد الامتلاء، وقد تئق.
ومن
المجاز: تئق الرجل: امتلأ غضباً. وفي المثل " أنت تئق، وأنا مئق، فكيف نتفق
" وفرس تئق: ممتلىء جرياً. وأتأق القوس: ملأها نزعاً وأغرق السهم. وعن بعض
العرب هو أن لا يدع لها موترها متنفساً من شدة ما وترها، وربما أصبحت وقد انقطع
وترها.
ت
ب بأوسعه سباً، وأسمعه تباً. وتبب القوم: دعا عليهم بالتب " وما زادوهم غير
تتبيب
" .
ومن
المجاز: تب الرجل إذا شاخ، وكنت شاباً، فصرت تاباً، شبه فقد الشباب بالتباب.
وأشابة أنت أم تابة واستتب الطريق: ذل وانقاد، كما يقال: طريق معبد. واستتب له
الأمر. ويجوز أن يقال للاستقامة والتمام: الاستتباب أي طلب التباب، لأن التباب
يتبع التمام. قال:
أودى
السرى بقتاله ومراسه ... شهراً موارد مستتب معمل
يريد
الطريق.
ت
ب تما أودعت تابوتي شيئاً ففقدته أي ما أودعت صدري علماً فعدمته. وأنشد أبو حاتم:
تجاوب
الصوت بترنموتها ... وتخرج الحية من تابونها
ت
ب رأدركه التبار، وقد تبر وتبره الله. والحر بتبر، وهو بصبر. والعين تضرب من التبر.
ت
ب عتبجه تبعاً. قال مصرف بن الأعلم العقيلي:
فلعمر
عاذلتي على تبع الصبا ... إني بحب الغانيات لمولع
وأتبع
أثره وأتبعه زاده. وأتبع القوم: سبقوه فلحقهم. يقال: تبعتهم فأتبعتهم أي تلوتهم
فلحقتهم. وقيل: أتبعه إذا تبعه يريد به شراً كما أتبع فرعون موسى. وهو تابعه وتبيعه، وهو له تبع وهم له تبع،
لأنه مصدر وهم أتباعه وتباعه. وهذا أصل وغيره توابع. وهو طلبها وتبعها: للزير الذي لا يترك اتباعها. وبقرة متبع: معها تبيعها وهو عجلها
المدرك: وخادم متبع: معها تبيعها أي ولدها. وهو تابعه وهي تابعتها: للخادم
والخادمة. ولكل شاعر تابعة وهو رثيه. وتابعه على كذا: وافقه عليه: وما وجدت لي على فلان
تبيعاً أي متابعاً ناصراً لي عليه " ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً "
ولي قبل فلان تبعة وتباعة وهي الظلامة. وهو يتتبع مساوي فلان، ويتتبع مداق الأمور.
وهو يتابع بين الأعمال: يوالي بينها. وصام صوماً متتابعاً. ورميته بسهمين تباعاً. وتابعني بمال له عليّ: طالبني به، وهو
تبيعي. واسمأل التبع: ارتفع الظل. وطلع التابع والتوبيع والتبع أي الدبران. وهبت
تبوع الشمس والنكيباء وهي ريوحة تهب مع طلوع الشمس من قبل القبول نكداء لا نشء
معها، فالعرب تكرهها.
قال:
وهبت
حرجف منها بليل ... تبوع الشمس عاجفة المهار
ومن
المجاز: تبعت النحل تبعها وهو يعسوبها الأعظم. وتبعت الأغصان الريح. قال ابن مقبل:
إذا
ظلت العيس الخوامس والقطا ... معاً في هدال يتبع الريح مائله
وفلان
متتابع العمل إذا كان غير متفاوت فيه. وفرس متتابع: معتدل الأعضاء متناصفها.
وتتابع الفرس إذا جرى جرياً مستوياً لا يرفع بعض أعضائه. وغصن متتابع: معتدل. قال
حميد:
ترى
طرفيه يعسلان كلاهما ... كما اهتز عود النبعة المتتابع
وتابع
المرعى الإبل فتتابعت: سوى خلقها وسمنها. قال أبو وجرة:
حرف
مليكية كالفحل تابعها ... في خصب عامين إفراق وتهميل
أفرقت
الناقة: فارقها ولدها فسمنت وقيل حالت.
وفلان
يتابع الحديث إذا أحسن سياقه، ومنه حديث أبي واقد الليثي: " تابعنا الأعمال
فلم نجد أبلغ في طلب الآخرة من الزهد في الدنيا " . ومن أتبع على مليءٍ
فليتبع أي من أحيل فليحتل. وقرأ ابن عباس آية لم يعرفها ابن عمر، فقال: "
أتبع يا بن عباس، فقال: أتبعك على أبي بن كعب " .
ت
ب للي عندهم تبل وهو الوغم في القلب. وبينهم تبول وذحول. قال المقدام التميمي:
أبى
الله أن الغدر منكم وأنكم ... بني مالك لا تدركون لكم تبلاً
وتقول:
لم يزل إضمار التبول، سبب إظهار الحبول، وهي الدواهي. وتبلني فلان: أصابني بالتبل.
وتوبل قدره: ألقى فيها التوابل. قال لبيد:
فسافت
قديماً عهده بأنيسه ... كما خالط الخل العتيق التوابلا
وفي
مثل " أهون من تبالة على الحجاج و " ما حللت بطن تبالة لتحرم الأضياف " .
ومن
المجاز: تبلته فلانة إذا هيمته كأنما أصابته بتبل، وقلب متبول. قال كعب:
بانت
سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول
وتبلهم
الدهر وأتبلهم. ودهر خابل تابل. وقزح كلامه وتوبله.
ت
ب نأقل من تبنة في لبنة. وكان نتباً فصار تبناً. وخرج وعليه رداء تبني. والجواد
ملبون، والبرذون متبون. قال ابن عضاة:
هل
الكودن المتبون كالطرف صانه ... جلال وحبلان من القضب أخضرا
وهي
الحبال التي تباع بمكة. ورأيت تبّاناً، يلبس تباناً، وهي سراويل صغيرة. وتبنه: ألبسه إياه، ويجوز بيع التبن
بالتبن متفاضلاً، التبن القدح الكبير الذي يروي عشرين.
ت
ج رفلان يتجر في البز ويتجر، وقد تجر تجارة رابحة. وتاجرت فلاناً فكانت أربح متاجرة. وما أتجر فلاناً
وتجر العراق وتجاره كثير. وبلد متجر وبلاد متاجر: يتجر إليها.
ومن
المجاز: عليكم بتجارة الآخرة، وصفقته في متجر الحمد رابحة. وناقة تاجرة: حسنة
نافقة، ونوق تواجر. قال:
إذا
قومت سدت خلال فروجها ... قلاص كنخل الخزرجي تواجر
وقال:
بزاخية
ألوت بليف كأنها ... عفاء قلاص طار عنها تواجر
وقال
الأفوه الأودي:
وقومي
إذا كحل على الناس صرخت ... ولاذت بأذراء البيوت التواجر
وكان
اتياماً كل جلس غزيرة ... أهانوا لها الأموال والعرض وافر
الاتِّيام
اتخاذ التيمة، وكذلك كل سلعة تنفق. تقول: عليك بالسلع التواجر.
ت
ح تفي الحديث: " حتى تهلك الوعول وتظهر التحوت " أي السفلة.
ت
ح مزانه من الثناء الأهتميّ، بأبهى من البرد الأنجمي.
ت
خ ذاتخذه خليلاً.
ت
خ م" ملعون من غير تخوم الأرض " . قال:
يا
بني التخوم لا تظلموها ... إن ظلم التخوم ذو عقال
وبلاد
عمان تتاخم بلاد الشحر. وبلادنا متاخمة لبلادهم أي محادة.
ومن
المجاز: فلان طيب التخوم أي طيب العروق. وقد جعلت سرك على تخوم قلبي: لا أغفله.
واجعل لي فيما أمرتني تخوماً انتهى إليه لا أجاوزه. قال عدي:
جاعل
همك التخوم فما أح ... فل قول الوشاة والأنذال
ت
ر بأرض طيبة التربة. ووطئت كل تربة في أرض العرب، فوجدت تربة أطيب الترب، وهي واد
على مسيرة أربع ليال من الطائف ورأيت ناساً من أهلها، وكان عندنا بمكة التربي
المؤتى بعض مزامير آل داود. وترب الكتاب وأتربه. ولحم ترب: عفر بالتراب. وبارح
ترب: يأتى بالسافياء. وبينهما ما بين الجرباء والترباء وهما السماء والأرض.
ولأضربنه حتى بعض بالترباء. ورأى أعرابي عيوناً ينظر إلى إبله وهو يفوق فواقاً من
شدة عجبه بها، فقال: فق بلحم حرباء، لا يلحم ترباء، أي أكلت لحم الحرباء ولا أكلت
لحم ناقة تسقط فتنحر فيترب لحمها. وترب فلان بعد ما أترب أي افتقر بعد الغنى، وهما
تربان، وهم وهن أتراب.
وتاربت
الجارية الجارية: خادنتها. وقال كثير:
تتارب
بيضاً إذا استلعبت ... كأدم الظباء ترف الكباتا
ومن
المجاز: تربت يداك إذا دعوت كانك تقول: خبت وخسرت.
ت
ر حما الدنيا إلا فرح وترح. وما من فرحة، إلا وبعدها ترحة. وأترحه وترحه: أحزنه، وترحته المتارح. وعيش مترح: شديد.
ورجل ترح: قليل الخير يترح سائله. قال أبو وجزة:
يحبون
فياض الندي متفضلاً ... إذا الترح المناع لم يتفضل
ت
ر رجارية تارة، وفي بدنها ترارة، وهي امتلاؤه من اللحم وريّ العظم. وقصبة تارة،
وغلام تار طار. وترت النواة من المرضاخ: ندرت. وضرب يده بالسيف فاترها، وضربها
فترت. والغلام بتر القلة بالمقلاة.
وفي
مثل " ضعف عصور، وقعل أترور " وهو الغلام الصغير. وقبض على يده يترتره.
والحرب فيها التراتر أي الشدائد. قال هذيل الأشجعي:
وحتى
تقولوا بعد ما يشمت العدا ... بكم إن أصل الحرب فيها التراتر
ومن
المجاز: لأقيمنه على التر.
ت
ر زهو صلب تارز، وإن عجيبكم لتارز، وأترزت المرأة عجبتها. وقد ترزت كلاها من
الهزال: يبست. وقال الشماخ:
فليسل
التلاد غير قوس وأسهم ... كأن الذي يرمي من الوحش تارز
أي
ميت يابس.
ت
ر سرجل تارس وتراس: ذو ترس.
تقول:
لا يستوي الراجل والفارس، والأكشف والتارس. واترس وتترس.
ومن
المجاز: تسترت بك من الحدثان، وتترست من نبال الزمان. وهو مترسة لك. وأخذت إيلي
سلاحها، وتترست بترستها إذا سمنت وحسنت، ومنعت بذلك صاحبها من العقر. وغاب ترس الشمس. وواجهنا ترساً من الأرض،
وهو القاع الأملس المستدير. قال ابن ميادة:
سفين
تراب الأرض حتى أبدنه ... وواجهن ترساً من متون صحاري
ت
ر صأترص الشيء وترصه: أحكمه. قال:
ترص
أفواقها وقومها ... أنيل عدوان كلها صنعا
وميزان
مترص وتريص: عدل لا يحيف، وقد ترص تراصه. وأترص ميزانك فإنه شائل.
ت
ر عأترع الكأس: ملأها، وجفان مترعات، وكوز ترع، وصف بالمصدر: من ترع الإناء ترعاً.
وسد الترعة، وهي مفتح الماء إلى الحوض أو إلى الأرض أو إلى الجدول من النهر. وتسرع
إلينا بالشر وتترع.
ومن
المجاز: فتح ترعة الدار وهي بابها. وحجبني التراع أي البواب. تقول: جاء القراع،
فرده التراع. وقال:
يخيرني
تراعه بين حلقة ... أزوم إذا عضت وكيل مضبب
ت
رفقال: أترفته النعمة: أبطرته. وأترف فلان وهو مترف. وأعوذ بالله من الإتراف،
والإسراف. واستترفوا: تعفرتوا وطغوا. ولم أزل معهم في ترفة أي في نعمة.
ت
ر ق
بلغت
الروح التراقي إذا شارف الموت. وتقول: لو ملأه إلى عرقوته، لترقت روحه إلى ترقوته.
وضربته فترقيته أي أصبت ترقوته.
ت
ر كتركه ترك ظبي ظله. وترك فلان مالاً وعيالاً. وأخرجوا الثلث من تركته. وتاركه البيع وغيره، وتتاركوا الأمر فيما
بينهم. وقال فيه فما اتَّرك. ومن بذل نفسه فما اترك ولا مترك. وفتل الحبل حتى تركه
شديداً. وتركته حزر السباع. وتقول: تراك تراك، صحبة الأتراك. ورعوا الكلأ وتركوا
منه ترائك أي بقايا. وفلانة تريكة: متروكة لا تتزوج. ولا بارك الله عليه ولا تارك
ولا دارك. ورأيت على الأريكه، تركية كالتريكه، وهي بيضة النعامة. ورأيت نساء كالسبائك
والترائك، لينات العرائك؛ متكئات على الأرائك.
ت
ر هجاء بالترهات البسائس، وهي القفار البيد، استعيرت للأباطيل والأقاويل الخالية
من الطائل. قال ابن مقبل:
وما
ذكره دهماء بعد مزارها ... بنجران إلا الترهات الصحاصح
وقال
معاوية:
تطاول
ليلى واعترتني وساوسني ... لآت أتى بالترهات البسابس
ت
ع باستخراج المعمى متعبة للخواطر. وهذا أمر لو حمل المصاعب، للقيت منه المتاعب.
وأتعب القوم: تعبت دوابهم.
ومن
المجاز: أمر تعب. وأتعب العظم: أعنت. قال ذو الرمة:
إذا
ما رآها رأية هيض قلبه ... بها كانهياض المتعب المتهشم
وعظم
متعب. وسمع بعض الفصحاء يقول لغلامه: أتعب العتاد وهاته أي املأ القدح الكبير إلى
أصباره. وبنو فلان يشربون الماء المتعب، وهو المعتصر من الثرى.
ت
ع ستعس فلان بالفتح، والكسر غير فصيح، وتعساً له وتعسه الله وأتعسه. قال:
غداة
هزمنا جمعهم بمتالع ... فآبوا بإتعاس على شر طائر
وتقول:
أضرع الله خده، وأتعس جده. وهو منحوس متعوس. وهذا الأمر متعسة منحسة.
ومن
المجاز: جد تاعس ناعس.
ت
ف ثرفضوا رفثهم، وقضوا تفثهم.
ت
ف حفلان تحفته تفاحة. وقد أتحفك، من أتفحك.
ومن
المجاز: ضربه على تفاحتيه وهما رأسا الفخذين في الوركين. ولطمن بالعناب التفاح أي
بالبنان الحدود.
ت
ف لفلان تفل إذا لم يتطيب وعادته التفل. وامرأة تفلة ومتفال، وقوم سفلة تفلة. وفي
الحديث: " فليخرجن تفلات " . وأتفلت الشمس رائحته، والشمس متفلة. وتقول: لو مس صوار المسك ببنانه، لأتفل
رياه بصنانه. وذاق ماء البحر فتفله أي مجه كراهة له. قال ذو الرمة:
ومن
جوف ماء عرمض الحول فوقه ... متى يحس منه مائح القوم يتفل
وتفل
في عينه، وتفل عليه الراقي، وقذف عليه التفال وهو البصاق. قال ابن مقبل يصف القروم:
تعرض
تصرف أنيابها ... ويقذفن فوق اللحاء التفالا
جمع
لحى.
ت
ف هشيء تافه وتفه: قليل خسيس. وفي صفة القرآن: " لا يتفه ولا يتشان " . وقد تفه عطاء فلان.
وأعطى رجل أعرابياً، فقال: قد أتفهت أي أقللت.
ت
ق نإذا عملت عملاً فأتقنه. ورجل متقن، وتقن، وفلان تقن من الأتقان: موصوف بالإتقان
أي حاذق في عمله. وإنه لأرمى من ابن تقن. والفصاحة من تقنه أي من سوسه.
ت
ك كفلان يستتك بالحرير، من التكة.
ت
ل باتلأب الطريق: اطرد واستقام، ومروا فاتلأب بهم الطريق. قال الحطيئة:
ألا
طرقتنا بعد ما هجدوا هند ... وقد سرن خمساً واتلأب بنا نجد
واتلأب
أمرهم وهذا قياس متلئب.
ت
ل عرجل أتلع: طويل العنق، وامرأة تلعاء، وجيد تليع. قال الأصمعي قال الأعشى:
يوم
تبدى لنا قتيلة عن جي ... د تليع تزينه الأطواق
وأتلعت
الظبية: سمت بجيدها. قال ذو الرمة:
كما
أتلعت من تحت أرطاة رملة ... إلى نبأة الصوت الظباء الكوانس
وأتلعت
فلانة فنظرت إذا أطلعت رأسها. وإنه ليتتالع في مشيته إذا مد عنقه ورفع رأسه.
وأعشبت التلاع، ونزلنا بتلعة كذا، والتلعة مكرم للنبات.
ومن
المجاز: " ما يوثق بسيل تلعته " : مثل للكاذب. وتلع النهار وأتلع:
ارتفع. قال:
وكأنهم
في الآل إذا تلع الضحى ... سفن تعوم قد ألبست أجلالاً
ت
ل فالسلف تلف، وأتلف ماله، وهو متلاف مخلاف. قال:
فأتلف
وأخلف إنما المال عارة ... وكله مع الدهر الذي هو آكله
ووقعوا
في متلفة، وفي متالف.
ت
ل لتله للجبين. وتل الشيء في يده: وضعه فيها وله تليل كجدع السحوق أي عنق. وتلتله:
أزعجه. وهو يتلتل الأقران. ولقوا منه التلاتل.
ت
ل وما زلت أتلوه حتى أتليته أي سبقته وجعلته يتلوني. وناقة متلية: يتلوها ولدها،
ونوق متليات، ومتال. وغربت توالي النجوم. وتقول: توالت عليّ الأوالي، وللتوالي
عليّ توالي. وهو تلو فلان أي تاليه. وفلان يصلي ويتلي إذا أتبع المكتوبة النافلة.
قال البعيث:
على
متن عاديّ كأن أرومه ... رجال يتلون الصلاة خشوع
أي
يتبعون الصلاة الصلاة لا يفترون، والأروم الأعلام. وتلوت القرآن والقرآن خير
متلوّ. وهذه تلاوه، ما عليها طلاوة. وتلا زيد، وعمرو يتاليه أي يراسله، وهو رسيله
ومتاليه.
ومن
المجاز: ذهبت تلية الشباب أي بقيته، لأنها آخره الذي يتلو ما تقدم منه. وعليك تلية
من الدين. قال ابن مقبل:
يا
حر أمست تليات الصبا ذهبت ... فلست منها على عين ولا أثر
وفلان
بقية الكرام، وتلية الأحرار. وأتلي فلان على فلان: أتبع عليه أي أحيل. والتلاء
الحوالة. قال زهير:
جوار
شاهد عدل عليكم ... وسيان الكفالة والتلاء
وأتليت
فلاناً سهماً إذا أعطيته سهم الجوار، ومعناه جعلته تلوه وصاحبه. واستتلى فلان: طلب
سهم الجوار.
ومن
الكناية: تلوت الإبل: طردتها لأن الطارد يتبع المطرود. قال ذو الرمة:
يتلو
نحائص أشباهاً محملجة ... صحر السراويل في أحشائها قبب
وروي
يقلو. ويقال للحادي التالي، كما يقال له القالي.
ت
م رأعط أخاك تمره، فإن أبى فجمره. وعليك بالتمران والسمنان. وأتمرت النخلة. وتمرني
فلان: أطعمني التمر. وعن أبي الجراح: ما نعجز عن ضيف في بدونا إن ذبحنا له وإلا
تمرناه ولبناه. وقال:
إذا
نحن لم نقر المضاف ذبيحة ... تمرناه تمراً أو لبناه راغياً
أي
لبناً له رغوة. وفلان تامر، مثمر، تمار، تمري: أي ذو تمر، مكثر منه، بياع تمر، محب
له.
ومن
المجاز: تمر اللحم: قدده ولحم متمر وقد تتمر. وقال الأبيرد بن المعذر:
لعبد
العصا ما كان أهلاً لذلكم ... تقدد لحمي عندكم وتتمرا
ونفسه
تمرة بكذا أي طيبة. ودعني إن نفسي ليست بتمرة. ووجد عنده تمرة الغراب أي ما أرضاه.
وبارك الله فيه وملح وأتمر. قال:
فلعمر
نعمتي التي لم تجزها ... ولعمر طعنتك التي لم تتمر
أي
لم يبارك فيها.
ت
م كتمك السنام: ارتفع، وسنام تامك.
ومن
المجاز: بناء تامك. وتقول: شرفك تامك، وإقبالك سامك. وقد تمك فيه الحسن، وإنه
لتامك الجمال. وأتمك الربيع سنامه. وقال الكميت:
إلى
الذي أتمك المعروف أسنمة ... معروفة كان فيها قبله جبب
ت
م متم تماماً وأتمه وتممه واستتمه واستتم نعمة الله بالشكر. وذهبت فلانة إلى
جارتها تستتمها أي تطلب منها تمة وهي ما تتم به نسجها من صوف أو شعر أو وبر. قال
أبو دؤاد في صفة الإبل:
فهي
كالبيض في الأداحي ما يو ... هب منها لمستتم عصام
لعزتها
على أهلها. وهذه الدراهم تمام المائة وتتمتها. وقد تممت المائة تتمة. ورجل تميم
وامرأة تميمة: تاماً الخلق وثيقاه. واجتمعوا فتتاموا عشرة. وجعلته لك تماً أي
بتمامه. قال طفيل:
عوازب
لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تر ناراً تم حول مجرم
وأبى
قائلها إلا تما أي تماماص ومضيا فيها. وأحيا ليل التمام والتمام وهو أطول ليلة في
السنة. قال امرؤ القيس:
فبت
أكابد ليل الثما ... م والقلب من خشية مقشعر
وهذه
ليلة الثمام والتمام: لليلة تمام القمر. وولدت لتمام وتمام. وألقت ولدها لغير تمام
وتمام. وقد أتمت فهي متم كما تقول: مقرب.
ومدن
للتي دنا نتاجها. قال:
زفير
المتم بالمشيأ طرقت ... بكاهله فما يريم الملافيا
وصبي
متمم: علقت عليه التمائم. وتممت عنه العين أتمها تماً أي دفعتها عنه بتعليق
التميمة عليه. وفي الحديث: " من علق تميمة فلا أتم الله له " .
ومن
المجاز: تم على الجريح إذا أجهز عليه. وتم على أمره: مضى عليه. وتم على أمرك، وتم
إلى مقصدك، وتم تمامه.
ت
م ه ل
اتمهل
الرجل: طال واعتدل، وإنه لمتمهل القوام. قال أبو تمام:
إن
الأشاء إذا أصاب مشذب ... منه اتمهل ذري وأث أسافلا
واتمهلت
الروضة: طال نباتها أخذت حروف المهل مع التاء فبنى منها رباعي فيه معنى السبق في
البسوق. وتقول: تمهل في المجد، واتمهل في الشرف.
ت
ن أتنأ بالبلد وتنخ بمعنًى، وهو تانيء ببلده، وهو من تناء تلك الكورة إذا كان أصله
منها. ويقال: أمن تنائها أنت أم من طرائها.
وقال
أبو النجم:
والله
من شاء برزق كرما ... وهو الذي أروى بوادي زمزما
ثناءها
والراكب المعمما
وتنأ
ضيفنا شهرا. قال أبو نخيلة
إذا
لقيت ابن قشير هانيا ... لقيت من بهراء شيخاً وانيا
شيخا
يظل الحجج الثمانيا ... ضيفاً ولا تلقاه إلا تانيا
ومن
المجاز: تنأ على أمر كذا إذا قرّ عليه لازماً لا يفارقه.
ت
ن فقطعوا تنوفة ذات أهوال. وذكرته وبيننا تنائف.
ت
ن مانكسفت الشمس فآضت كأنها تنومة.
ت
ن نهو سنة وتنه أي تربه، وهما سنان وتنان. وتقول: ما هما تنان، ولكن تنينان.
والتنين حية عظيمة يزعمون أن السحابة تحملها فتلقيها على يأجوج ومأجوج فيأكلونها.
ت
ه روقعوا في تيهور من الرمل وهو الذي ينهار ولا يتماسك.
ت
ه مأتهموا وتاهموا: أتوا تهامة ونزلوها، وهم متهمون ومتاهمون. وتقول: نحن تهم وهم
شأم. وإذا هبطوا الحجاز أتهموه أي استوخموه.
ت
و بتاب العبد إلى الله من ذنبه، وتاب الله على عبده، والله تواب، وإلى الله
المتاب. واستتاب الحاكم فلاناً: عرض عليه التوبة، والمرتد يستتاب. وأدرك فلان زمن التوبة أي الإسلام، لأنه
يتاب فيه من الشرك. قال الجعدي:
دار
حي كانت لهم زمن التو ... بة لا عزل ولا أكفال
ت
و جعقد عليه التاج، وملك متوج، وتوجوه فتتوج. وفي صفة العرب: العمائم تيجانها،
والسيوف سيجانها. وتقول: خرج تحته الأعوجي، وعلى يده التوجي أي الصقر المنسوب إلى
توج، من قرى فارس. قال الشمردل اليربوعي:
أحم
من توج محض حسبه ... ممكن على الشمال مركبه
ت
و رفعل ذلك تارات وتارة بعد أخرى، وهذه شر تاراتك. ومنها قولهم: تاورته بمعنى
عاودته: " وكان رسول الله صلى الله يتوضأ بالتور " وهو إناء صغير، وهو
مذكر عند أهل اللغة. ومررت بباب العمرة على امرأة تقول لجارتها: أعيريني تويرتك، وسمي بذلك لأنه يتعاور
ويردد، أو سمي بالتور وهو الرسول الذي يتردد ويدور بين العشاق. قال:
والتور
فيما بيننا معمل ... يرضى به المأتي والمرسل
ومأخذه
من التارة، لأنه تارة عند هذا وتارة عند هذا.
ت
و قتاقت نفسي إلى كذا، وإن نفسي لتتوق إلى معالي الأمور، وهي تواقة إليها، وأنا
تائق إليك.
ومن
المجاز: تاق إلى الغاية: أسرع إليها وخف. وتاقت عينه بالدموع: بدرت بها. وتق إليّ:
أسرع.
ت
و مصبي ذو تومتين ومتوم: مقرط بدرتين. وقيل: التومة حبة من فضة شبه الدرة. وقيل:
القرط. قال المسيب بن علس:
عانية
صرف معتقة ... يسعى بها ذو تومة لبق
وقال
أبو النجم:
يا
دجل قد كنت زماناً محرما ... ما كنت تعطين الفقير درهما
وتغرقين
الشيخ والمتوما ... وتمنعين السنبل المحزما
كان
خالد القسريّ قد سدّها فزرع في أرضها. ويقال للصدفة أم تومة، علم لها، ولذلك لم
تصرف كابن داية.
ومن
المجاز: قول ذي الرمة:
وحتى
أتى يوم يكاد من اللظى ... به التوم في أفحوصه يتصيح
يتشقق،
أراد البيض فسماه توماً على الاستعارة.
ت
و هتوهه بمعنى تيهه. وفي شتائمهم: يا متوه، ويا مروع، وما بال ذلك المتوه يفعل
كذا؟
ت
و وفتل الحبل والخيط تواً واحداً أي طاقاً واحداً لا قوى له. وكان تواً، فصار
زواً، أي زوجاً معه آخر. وفي الحديث: " الطواف تو والاستجمار تو " .
ت
و يتويّ ماله توي: ذهب لا يرجى، ومال تاو، وأتوي ماله. وفي مثل " أتوى من دين " .
ت
ي ح
وقع
فلان في مهلكة فأتيح له من أنقذه. وتاح له من خلصه وأتاح الله لعبده كذا: قدره. وفرس تياح ومتيح وتيحان: يعترض في
مشيه ويميل على قطريه. ورجل تيحان: عريض، وقلب متيح. قال الراعي:
أفي
أثر الأظعان عينك تلمح ... نعم لات هنا إن قلبك متيح
ت
ي ربحر متلاطم التيار وهو الموج. قال عدي:
عف
المكاسب ما تكدي خساسته ... كالبحر يقذف بالتيار تيارا
وخساسته:
علالته.
ومن
المجاز: فرس تيار: يموج في عدوه كما قيل بحر. قال عدي:
وإذا
استقبل اتلأب منيفاً ... رهل الصدر مفرغاً تيارا
وقطع
عرقاً تيّاراً: سريع الجرية. ورجل تيّار تيّاه: يطمح طموح الموج من تيهه.
ت
ي سعنز تيساء إذا كان قرناها طويلين كقرني التيس.
ومن
المجاز: تتايس الماء: تناطحت أمواجه. وتايس قرنه: مارسه. وبينهم متايسة وتياس.
وتيّس البعير وخيسه: ذلَّله. " وتيسي جعار " أي كوني كالتيس في حمقه يا
ضبع، مثل في الأحمق. " وعنز استتيست " مثل في ذليل عز. ويقال للنكاح: هو من متيوساء بني حمان.
ت
ي عفلان يتتايع في الأمور: يرمي بنفسه فيها من غير تثبت، وتتايع الناس في الشر:
تهافتوا فيه. ومالكم تتابعتم وتتايعتم؟
ت
ي مهو تيم الله أي عبد الله. وتيمه: عبده.
ومن
المجاز: تامت فلانة قلبه وتيمته، وهو متيم وقرأت شعر المتيمين. قال لقيط بن زرارة:
تامت
فؤادك لو تجزيك ما صنعت ... إحدى نساء بني ذهل بن شهباناً
وعن
ابن الأعرابيّ: تيمت قلبه: علقته، من التيمة وهي التميمة. وقيل ضللته، من التيماء
وهي المفازة المضلة.
ت
ي نأرض متانة: كثيرة التين.
ت
ي هتاه في أمره: تحير، وتيهته. وأرض متيهة: يتاه فيها. ووقعوا في تيه وتيهاء. وتاه علينا
فلان: تكبر، وهو يتيه على قومه. وكان في الفضل تيه عظيم. وقيل له: ته ما شئت فلا
يصلح التيه لغيرك. ورجل تيهان وتيهان: جسور يركب رأسه في الأمور. وجمل تيهان وناقة
تيهانة. قال الخيبريّ:
تقدمها
تيهانة جسور
كتاب
الثاء
ث
أ بتثاءب الرجل، وكره التثاؤب للمصلي. وفي مثل: " أعدى من الثؤباء " .
وقال عتبة بن مرداس:
فما
قمت حتى راعني ثؤباؤها ... وصوت مناد للصلاة مكبر
وهو
من ثئب الرجل إذا استرخى وكسل.
ث
أ جلا بد للنعاج، من الثؤاج؛ وهو الثغاء، ثأجت النعجة. ولهم الصاهل والشاحج،
والخائر والثائج. قال الكميت:
رأيه
فيهم كرأي ذوي الثل ... ة في الثائجات جنح الظلام
ث
أ دمكان ثئد وليلة ثئدة وذات ثأد وهو الندى. ومنه قولهم: يا بن الثأداء وهي الأمة،
كما يقال: يا بن الرطبة. وإذا استضعف رأى الرجل قيل إنه لابن ثأداء.
ومن
المجاز: أقمت فلاناً على ثأد إذا أقلقه، لأن المكان الندي لا يقر عليه. ويقال
لأثئدن مبركك، ولأدعن نومك توثاباُ. وفخذ ثئدة: ناعمة، عبر عن النعمة بالرطوبة.
ث
أ رثأرت فلاناً بحميمي إذا قتلته به. وثأرت حميمي وبحميمي إذا قتلت قاتله، فعدوّك
مثئور وحميمك مثئور به. قال قيس بن الخطيم:
ثأرت
عدياً والخطيم فلم أضع ... وصية أشياخ جعلت إزاءها
وقال
كبشة:
فإن
أنتم لم تأثروا بأخيكم ... فمشوا بآذان النعام المصلم
وثأري
عند فلان. أي ذحلي، وأنا أطلب ثأري عنده. قال الفرزدق:
وقوفاً
بها صحبي عليّ كأنني ... بها سلم في كف صاحبه ثأر
وفلان
ثأري أي الذي عنده ذحلي وهو قاتل حميمه. قال:
قتلت
به ثأري وأدركت ثؤرتي ... إذا ما تناسى ذحله كل غيهب
ويقال
للثائر أيضاً: ثأر، فكل واحد من الطالب والمطلوب ثأر صاحبه، وكل واحد منهما يقول
فلان ثأري، أحدهما كالصيد والثاني كالعدل. ويجوز أن يكون الذي بمعنى الثائر
محذوفاً من الثائر، كالشاك واللاث من الشائك واللائث، فلا تهمز ألفه كما لا تهمز
ألفاهما لأنها ألف فاعل.
وأدرك
فلان ثأراً منيماً وأصاب الثأر المنيم إذا قتل نبيلاً فيه وفاء لطلبته. وجمع الثأر
الذي هو معنًى فقيل: يا لثارات الحسين، أريد: تعالين يا ثاراته أي يا ذحوله فهو أوان
طلبكن. قال حسان:
إني
لمنهم وإن غابوا وإن شهدوا ... حتى الممات وما سميت حسانا
لتسمعن
وشيكاً في دياركم ... الله أكبر يا ثارات عثماناً
وأثأإرت
من فلان إذا أخذت ثأرك. واستثأر ولي القتيل إذا استغاث ليثأر بمقتوله. قال:
إذا
جاءهم مستثئر كان نصره ... دعاء ألا طيروا بكل وأي نهد
ومن
المجاز: لا ثأرت فلاناً يداه أي لا نفعتاه، مستعار من ثأرت حميمي إذا قتلت به.
ث
أ طالشمس تغرب في ثأطة أي في حمأة. وفي مثل " ثأطة مدت بماء " لفاسد
يقرن بمثله، لأن الحمأة إذا صب عليها ماء زادت فسادا.
ومن
المجاز: ثئط اللحم: فسد، مستعار من فساد الثأطة.
ث
أ لتثألل جسده: خرجت به الثآليل، وقد ثؤلل الرجل.
ث
أيفلان يرأب الثأي أي يصلح الفساد، من ثئي الخرز إذا انخزم، وأثأته الخارزة. وقد
عظم الثأي بينهم إذا وقعت بينهم جراحات وقتل.
ث
ب تفلان ثابت القدم من رجال ثبت. ورجل ثبت الجنان وثبت الغدر إذا لم يزل في خصام
أو قتال. وفارس ثبت وثبيت. قال العجاج:
ثبت
إذا ما صيح بالقوم وقر
ورجل
ثبت وثبيت: عاقل متماسك، وقيل: هو القليل السقط في جميع خصاله، وقد ثبت ثباتة.
وفلان له ثبت عند الحملة أي ثبات. قال:
وعندهم
مصادق من وقائعنا ... فما لهم لدي حملاتنا ثبت
وهو
ثبت من الأثبات إذا كان حجة لثقته في روايته. ووجدت فلاناً من الثقات، والأعلام
الأثبات. وتثبت في الأمر واستثبت فيه إذا تأنى. ورجل ثبت في الأمور: متثبت. وتثبت
الشيء واستثبته. وضرب الوتد في الحائط فأثبته فيه.
ومن
المجاز: أثبتوه: حبسوه. وضربوه حتى أثبتوه أي أثخنوه. وأثبتته الجراحات وأثبته
السقم إذا لم يقدر على الحراك. وبه ثبات لا ينجو منه. ونظرت إليه فما أثبته ببصري.
وأثبت اسمه في الديوان: كتبه. وأثبت الشيء معرفة إذا قتله علماً. وثبت لبدك وأثبت
الله لبدك: دعاء بدوام الأمر.
ث
ب جلبجه فكسر ثبجه أي ضربه. يقال: لبجه بالعصا. والبج ما بين الكاهل إلى الظهر.
ورجل أثبج: ناتيء الثبج. وتثبج الراعي بالعصا: جعلها على ظهره وجعل يديه من ورائها.
وفي
مثلٍ " عارض فلان في قومه ثبجاً " هو رجل من اليمن خاف بعض الملوك
فصالحه عن نفسه وأهله دون قومه، فضرب مثلاً لمن لا يهمه أمر قومه. ورجل مثبج: مضطرب الخلق في وطولٍ. وثبج
الكلام: لم يأت به على وجهه. وثبج الخط: لم يبينه، وهذا خط مثبج.
ومن
المجاز: تسنمت الحمر أثباج الآكام. قال الراعي:
إذا
الرمل قدم أثباجه ... أبان لراكبها المخصر
لراكب
الناقة يعني نفسه، أي تبين له موضع اختصار الطريق لمعرفته بالطرق. وركب ثبج البحر.
ومضى ثبج من الليل. والتقم لقماً مثل أثباج القطا وهي أوساطها. وقال ذو ا لرمة:
بحرعٍ
كأثباج القطا التتابع
ث
ب رثابر على الأمر مثابرة: داوم عليه. وهو مثابر على التعلم: مواظب. وثبره الله:
أهلكه هلاكاً دائماُ لا ينتعش بعده، ومن ثم يدعو أهل النار: واثبوراه. وما ثبرك عن
حاجتك: ما ثبطك؟ وهذا مثبر فلانة: لمكان ولادتها، حيث يثبرها النفاس. وهذا مثبر
الناقة: لمنتجها. قال الطرماح:
بجاوية
لم تستدر حول مثبر ... ولم يتخون درها ضب آفن
يعني
لم تلد ولم تحلب. ويقال: لا أفعل ورب الأثبرة الغبر، وهو جمع ثبير وهي أربعة.
ث
ب طثبطه عن الأمر: ريثه فتثبط، وما ثبطك عن ذلك؟ وغلام ثبط وجارية ثبطة: فيهما كسل
وثقل. قال:
وفوق
متنيه غلام ثقف ... لا ثبط القبض ولا ألف
وفرس
ثبط: ثقيل النزو على الحجر.
ث
ب ونفروا إلى العدو ثبات وثبين أي جماعات متفرقة. وعنده أثبية من الخيل وأثابي.
قال حميد الأرقط:
قد
أغتدي والصبح محمر الطرر ... بسحق الميعة ميال العذر
كأنه
يوم الرهان المحتضر ... دون أثابي من الخيل زمر
ضار
غدا ينفض صئبان المطر
ومن
المجاز: قولهم ما يعدله عندي مال مثبّى، ولا ولد عربي؛ أي مجموع مجعول ثبات. وثبى
الله لك النعم: ساقها إليك ثبات. قال الحارث ابن ثعلبة الأزدي:
أثني
على الله إما كنت في بلد ... حسن الثناء بما ثبى لي النعما
وثبى
على الرجل: أثنى عليه ثناء كثيراً كأنما أورد عليه ثبات منه.
ث
ج ج
ثج
الماء والدم يثجه ثجاً، وسحاب ثجاج، وثج الماء بنفسه يثج بالكسر ثجيجاً. يقال:
اكتظ الوادي بثجيجه. قال حذافة بن غانم:
بنوها
دياراً رحبة وسقوا بها ... سحابا تثج الماء من ثبج البحر
وقال
عبيد:
حلت
عزاليه الجنو ... ب فثج واهية خروقه
ومن
المجاز: خطيب مثج مسح. وفلان غيثه ثجاج، وبحره عجاج.
ث
ج رطعنوهم في الثغر والثجر. والثجرة وسط النحر. وتقول أخذ سلافة العصير، وترك
حثالة الثجير؛ وهو الثفل.
ومن
المجاز: أقاموا في ثجرة الوادي أي في وسطه.
ث
ج لرجل أنجل عثجل، والثجل عظم البطن واسترخاؤه. واطلبها لي خمصاء نجلاء، لا خوصاء
ثجلاء.
ومن
المجاز: حلة ثجلاء، ومزادة ثجلاء: واسعة. قال أبو النجم:
تمشي
من الردة مشي الحفّل ... مشيَ الروايا بالمزاد الأثجل
الردة،
من قولهم شاة مرد إذا أضرعت. وطعنّا أثجل الليل إذا سروا في وسطه. قال العجاج:
وأطعن
الأثجل بعد الأثجل ... من حومة الليل بهادي جملي
وقال
أبو النجم:
حتى
إذا الليل تولّى أثجله
ث
ج مأثجمت السماء ثم أنجمت أي أمطرت بسرعة ثم أقلعت.
ث
خ نثخن الشيء: كثف وغلظ، ثخناً وثخانة وثخونة، وثوب ثخين، وهذا ثوب له ثخن وبصر.
ومن
المجاز: أثخنته الجراحات، وتركه مثخناً وقيداً، وأثخن في العدوّ: بالغ في قتلهم
وغلظ. وأثخن في الأرض: أكثر القتل، وأثخن في الأمر: بالغ فيه. وأثخنته معرفة، ورصنته معرفة إذا قتلته علماً.
وأثخنه قوله: بلغ منه.
وامرأة
مثخنة: ضخمة. واستثخن مني الإعياء والمرض: غلباني واستثخن مني النوم: غلبني. وفلان
رزين ثخين الحلم. وهو أعزل ثخين، ومؤد ثخين.
ث
د قسحاب وادق ثادق: منصب.
ث
د يامرأة ثدياء: عظيمة الثديين، ونساء ثدي. وكأن هذه اليديه، يد ذي الثدية؛ وهو
رأس الخوارج. واجعله في الثدية وهيوعاء يتعلقه الفارس قدر جمع الكف يجعل فيه الريش
والعقب.
ومن
المجاز: قد ارتضع فلان ثديّ الكرم.
ث
ر ب" لا تثريب عليكم " . وقال تبع:
فعفوت
عنهم عفو غير مثرب ... وتركتهم لعقاب يوم سرمد
ث
ر دثردت الخبز أثرده وهو أن تفته ثم تبله بمرق وتشرفه في وسط الصحفة وتجعل له
وقبة، وهو الثريد، والثريدة، والثردة. يقال: جاء بثريدة كربضة الأرنب، وهن الثرد،
والثرد، والثرائد. وقال:
ألا
يا خبز يا ابنة أثردان ... أبي الحلقوم دونك أن يناما
ومن
المجاز: في شفتيك تثريد أي تشقيق.
وثردت
ذبيحتك إذا كانت مديته كالة ففت ولم يفر.
ث
ر رسحابة ثرة، وعين ثرة: غزيرة، وقد ثرت تثر بالكسير، وثرت السحابة ماءها تثره
بالضم. قال عنترة:
جادت
عليها كل عين ثرة ... فتركن كل قرارة كالدرهم
أراد
بالعين السحابة الناشئة من عين القبلة. ورجل ثرثار: مهذار.
ومن
المجاز: ناقة ثرة وثرور: واسعة الأحاليل، كثيرة الدر. وطعنة ثرة وثرور. وفرس ثر:
مسح. قال:
وقد
أغدو على الفتيا ... ن بالمنجرد الثر
وفي
كفي كالملح ... وفي متنيه كالذر
به
أختلس الضرب ... ة تثني أول الشر
ث
ر مرجل أثرم، وامرأة ثرماء، وبه ثرم وهو سقوط الثنية. وثرمت الرجل وأثرمته فثرم،
وثرمت ثنيته فثرمت، وانثرمت.
ث
ر يشهر ثري، وشهر تري، وشهر مرعي أي تكون الأرض ندية أولاً، ثم ترى الخضرة، ثم
يطول النبات حتى يصلح للراعية. وثرى المطر التراب يثريه، وهو مثري، ونريَ التراب
فهو ثرٍ، وثريت التراب: نديته، وثريت السويق.
ومن
المجاز: أثرى الرجل نحو أترب أي صار ذا ثرىً وذا تراب، والمراد كثرة المال. ورجل مثر وذو ثروة وثراء، ومنه ثرى القوم
يثرون إذا كثر عددهم. وهم في ثروة وثراء. قال ابن مقبل:
وثروة
من رجال لو رأيتهم ... لقلت إحدى حراج الحر من أقر
و
" التقى الثريان
" مثل في سرعة تواد الرجلين؛ وأصله أن يسقط الغيث الجود فيلتقي نداه وندى
الأرض العتيق تحتها. ولا توبس الثرى بيني وبينك أي لا تقاطعني. قال جرير:
فلا
توبسوا بيني وبينكم الثرى ... فإن الذي بيني وبينكم مثري
وبدا
ثرى الماء من الفرس إذا ندي بالعرق. قال طفيل:
يذدن
ذياد الخامسات وقد بدا ... ثرى الماء من أعطافها يتحلب
ويقال:
إني أرى ثرى الغضب في وجهه. قال:
وإني
لتراك الضغينة قد بدا ... ثراها من المولى فما استثيرها
وإن
فلاناً لقريب الثرى، بعيد النبط: لمن يعطي بلسانه ولا يفي بما يقول. وبلغت ثرى
فلان إذا أدركت ما تطلب منه. وثريت بك إذا فرحت به وسررت. قال كثير:
وإني
لأثرى أن أراكم بغبطة ... وإني أبا بكر بكم لجميل
وهو
ابن بجدتها، وابن ثراها. وفلان ما يثريه شيء، وما يثرى فيه أي ما ينجع فيه لقساوته.
ث
ط طرجل ثط وأثط، ورجال ثط، وفيه ثطط، وهو خفة اللحية. تقول: إذا خلوت من الشطط،
فلا تبال بالثطط. ورجل ثط الحاجبين، وامرأة ثطة الحاجبين. قال:
ولا
ألقى ثطة الحاجبي ... ن محرفة الساق ظمأى القدم
فلما
يجتمع الثطا والثطط وهو الحملق لأن الثط الغالب عليهم الدهاء. ومرّ رسول الله صلى
الله عليه وسلم بجارية ترقص صبياً لها وهي تقول:
ذؤال
يا بن القرم يا ذؤالة ... تمشي الثطا وتجلس الهبنقعة
أي
تمشي مشي الأحمق. ورجل ثط بوزن عمٍ، وهو مقلوب عن ثئطٍ. يقال: فلان ثئط بين الثأط،
من قولهم: " ثأطة مدت بماء " .
ث
ع بثعب الماء: فجره فانثعب، ومنه مثعب السطح، ومثعب الحوض. وتقول: أقبلت أعناق
السيل الزاعب، فأصلحوا خراطيم المثاعب. وسيل أثعوب. وسالت الثعبان، كما انساب
الثعبان؛ جمع ثعب وهو المسيل. قال:
وما
ثعب باتت تطرده الصبا ... بسراء واد منجد غير أتهما
ومن
المجاز: صاح به فانثعب إليه إذا وثب يجري إليه. وشد أثعوب. قال:
لها
إذا حر الحرار واللوب ... قوائم عوج وشد أثعوب
وقال
أبو دؤادك
وكل
قائمة تهوي لوجهتها ... لها أتي كفرغ الدلو أثعوب
وكلاهما
من باب الاستعارة إلا أن الطريق مختلف. وثعب عليهم الغارة: شنها، وثعب البعير
شقشقته: أخرجها. قال:
يثعب
رقشاء كلون الأرقم.
ث
ع دعشب ثعد معد، كأسؤق نساء بني سعد، أي غض ناعم.
ث
ع لبأسنانه ثعل وهو زيادة سن، أو دخول سن تحت سن مع اختلاف المنابت. ورجل أثعل،
وامرأة ثعلاء، وقوم ثعل. والثعل اسم السن الزائدة، وكذلك الطبي الزائد. قال ابن
همام السلولي:
وذموا
لنا الدنيا وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدر لها ثعل
ومنه
قولهم: ورد مثعل إذا كثر وازدحم. وتقلو: تعاله، يا أروغ من ثعاله. وإن دعوت على
أبناء رجل اسمه عمر أو زفر فقل: أتيح لكم يا بني فعل، رام من بني ثعل. قال امرؤ
القيس:
رب
رام من بني ثعل ... مثلج كفيه في قتره
ث
ع ل بوتمكن فيه تمكن الثعلب في الجبة أي رأس الرمح في أسفل السنان.
ث
غ برضاب كالثغب وهو الماء المستنقع في صخرة أو صلابة من الأرض. ويقال لذوب الجمد
الثغب.
ث
غ رله صبيان مثغر ومثغور، فالمثغر الذي أنبت ثغره، والمثغور الذي أسقط ثغره. ويقال
للمكسور الثغر مثغور أيضاً. يقال ثغر فلان. وعن ابن دريد اثغر الصبي: أسقط ثغره.
وطعنه قال: يثغرته، وهم الطعانون في الثغرز ولقوهم فثغروهم إذا سدّوا عليهم المخرج
فلا يدرون أين يأخذون. وثغرت من الحائط شيئاً أي كسرت، وكل شيء ثلمته فقد ثغرته.
ومن
المجاز: أمسى الناس ثغوراً أي متفرقين ضيعا. وفلان يسد الثغر، وكل فرجة يقال لها
ثغرة. وهو يخترق ثغر المجد أي طرفه ومسالكه.
ث
غ مكأن رأسه ثغامة وهي شجرة بيضاء الزهر والثمر كأن جماعتها هامة شيخ. وأثغم
الوادي: كثر ثغامه.
ومن
المجاز: أثغم رأس الرجل إذا ابيض.
ث
غ يتجاوب في أفنيتهم الثغاء والرغاء، وما لفلان ثاغية ولا راغية أي شاة ولا ناقة.
وأتيته فما أثغى، ولا أرغى أي ما أعطى شاة ولا ناقة. قال:
أبا
مالك أوقدت نارك للقرى ... وأرغبت إذ أثغي الموالي في حبلي
ث
ف رأثفر الدابة، ودابة مثفار: يرمي بسرجه إلى مؤخره.
ومن
المجاز: استثفرت المستحاضة: تلجمت. واستثفر المصارع: رد طرف ثوبه إلى خلفه فغرزه
في حجزته. واستثفر الكلب بذنبه. قال:
تعدو
الذئاب على من لا كلاب له وتتقي مربض المستثفر الحامي
وقيل:
كان أبو جهل مثفاراً وكذب قائله. وأثفره: ساقه من ورائه. وأثفروه بيعة سوء: ألزقوه
باسته.
ث
ف ر قأقل جدً من الثقاريق، وصول المال بالتفاريق؛ جمع ثفروق وهو علاقة قمع التمرة.
ث
ف ليقال في الماء والمرق والدواء وغيرها: علا صفوه، ورسب ثفله؛ وهو خثارته. وأثفل
الشيء إذا رسب ثفله في أسفله. وبت راكب ثفال، قائد جرور، وهو الجمل الثقيل البطيء.
ولأعركنك عرك الرحا بثفالها، وهو نطع أو غيره يبسط تحتها عند الطحن، وهو في محل
الحال، كأنه قال: عرك الرحا مطحوناً بها.
ومن
المجاز: وجدت بني فلان مثافلين أي مبتلغين بالثفل، وأهل البدو يسمون ما سوى اللبن:
من التمر والحب ونحوهما ثفلاً، وتلك أشد الحال عندهم. وليس الثفل كالمحض أي ليس
الذي يأكل الثفل كشارب المحض. وبها رحاً من الناس وثفال أي جماعة نزول. وتبرذعت
فلاناً وتثفلته إذا علوته أي جعلته تحتي بمنزلة البرذعة والثفال. وتثفل استه إذا
قعد.
ث
ف نخوَّى البعير على ثفناته إذا برك.
ومن
المجاز: قولهم لعلي بن عبد الله ذو الثفنات. وثافنته: جالسته. وثافنته على كذا:
أعنته عليه. وثفنت يده: أكنبت ومجلت.
ث
ق بثقب الشيء بالمثقب، وثقب القداح عينه ليخرج الماء النازل. وثقب اللألُ الدر،
ودر مثقب، وعنده درعذاري: لم يثقبن.
وحن
كما حن اليراع المثقب
وثقبن
البراقع لعيونهن قال المثقب العبدي:
أرين
محاسناً وكنن أخرى ... وثقبن الوصاوص للعيون
وبه
سمي المثقب. وثقب الحلم الجلد فتثقب وهذا إهاب متثقب، وفيه ثقب، وثقبة، وثقوب،
وثقب.
ومن
المجاز: كوكب ثاقب ودرِّىء: شديد الإضاءة والتلألؤ، كأنه يثقب الظلمة فينفذ فيها
ويدرؤها، وقد ثقب ثقوباً، وكذلك السراج والنار. وثقبتهما، وأثقبتهما، وأثقب نارك
بثقوب، وهو ما تثقب به من حراق وبعر ونحوهما. ورجل ثقيب، وامرأة ثقيبة مشبهان للهب
النار في شدة حمرتهما، وفيهما ثقابة. وحسب ثاقب: شهير. ورجل ثاقب الرأي إذا كان
جزلاً نظاراً. وأتتني عنك عين ثاقبة أي خبر يقين. وثقب الطائر إذا حلق كأنه يثقب
السكاك. وثقب الشيب في اللحية: أخذ في نواحيها.
ويقال:
ثقبه الشيب إذا وخطه. وهو طلاع المثاقب أي الثنايا، الواحد مثقب لأنه ينفذ في
الجبل فكأنه يثقبه. ومنه قيل لطريق العراق إلى مكة: المثقب. يقال: سلكوا المثقب أي
مضوا إلى مكة وثب غزر الناقة، وناقة ثاقب. وعن أبي زيد يقال: إن الفلانة لثقيب،
وهي الغزيرة تحالب غزار الإبل فتغزرهن، وقد ثقبت ثقابة أي للغزر فيها منافذ، ونوق
ثقب، ومنه: ثقب عود العرفج وثقب إذا جرى فيه الماء وأورق.
ث
ق فثقف القناة، وعض بها الثقاف. وطلبناه فثقفناه في مكان كذا أي أدركناه. وثقفت
العلم أو الصناعة في أوحى مدة: إذا أسرعت أخذه. وغلام ثقف لقف، وثقف لقف، وقد ثقف ثقافة.
وثاقفه مثاقفة لاعبه بالسلاح وهي محاولى إصابة الغرة في المسايفة ونحوها. وفلان من
أهل المثاقفة، وهو مثاقف: حسن الثقافة بالسيف بالكسر. ولقد تثاقفوا فكان فلان أثقفهم. وخل ثقيف وثقّيف.
وفي كتاب العين: ثقيف، وقد ثقف ثقافة.
ومن
المجاز: أدبه وثقفه. ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئاً. وهل تهذبت وتثقفت إلاّ
على يدك.
ث
ق لثقل الشيء ثقلاً، وثقل الحمل على ظهره، وأثقله الحمل، ورجل مثقل: حمل فوق
طاقته. وحملت الدابة ثقلها، والدواب أثقالها اي أحمالها. ولفلان ثقل كثير أي متاع
وحشم. وارتحلوا بثقلهم وأثقالهم وثقلتهم بكسر القاف. وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم مبعوثاً إلى الثقلين. وأثقلت الحامل، وامرأة مثقل. وتثاقل عن الأمر. وأثاقل
إلى الدنيا: أخلد إليها. ووطئه وطأة المتثاقل، وهو المتحامل على الشيء بوطئه.
وثقلت الشيء أثقله: إذا رزنته. ودينار ثاقل: راجح. وهذه الكفة أثقل من الأخرى.
ومن
المجاز: ثقل سمعي، وثقل علي كلامك، وأنت ثقيل على جلسائك، وما أنت إلا ثقيل الظل
بارد النسيم، وأنت والله من الثقلاء، وأنت مستثقل: يستثقلك الناس. وأثقله المرض،
ومريض ثاقل قال لبيد:
رأيت
التقى والحمد خير تجارة ... رباحاً إذا ما المرء أصبح ثاقلاُ
ووجدت
ثقلة في جسدي، ووهناً في عظامي. وأخذتني ثقلة وهي النعسة الغالبة، واستثقل في
نومه، وهو مستثقل كالميت " وأخرجت الأرض أثقالها " أي ما في بطنها من كنوز
وأموات. وقد استعار الثقل للبيض منم قال وهو ثعلبة المازني:
فتذكّرا
ثقلاً رثيداً بعدما ... ألقت ذكاء يمينها في كافر
جعله
ثقل الهلق والنعامة مجازاً. ويقول العالم لغلامه: هات ثقلي، يريد كتبه وأقلامه.
ولكل صاحب صناعة ثقل.
ث
ق وهل من بقية في ثقية هي تصغير الثقوة بضم الثاء وهي السكرجة، وجمعها ثقوات،
كخطوة وخطوات.
ث
ك لثكلتك الثواكل، وهي ثاكل بولدها، وثكلى، وهن ثكالى، وأثكلها الله ولدها،
وأثكلته، وهي مثكلة إياه. ويقال: أثكلت: صارت ذات ثكل، فهي مثكلة، ونساء مثاكل.
وامرأة مثكال: كثيرة الثكل. ونساء الغزاة مثاكيل. قال ذو الرمة:
ومستشحجات
بالفراق كأنها ... مثاكيل من صيابة النوب نوح
ومن
المجاز: قصيدة مثكلة وهي التي ذكر فيها الثكل.
ث
ك مخل عن ثكم الطريق وهو وضحه.
ث
ل بما ثلبت مسلماً قط. ومالك تثلب الناس، وتثلم أعراضهم؟ وما اشتهى الثلب، إلا من
أشبه الكلب. وما عرفت في فلان مثلبة. وفلان مثلوب، وذو مثالب. وما أنت إلا مثلب أي
عادتك الثلب. وبعير ثلب: هرم، ورمح ثلب: خوار. وقد ثلب ثلباً.
ومن
المجاز: ما هو إلا ثلب أي شيخ هرم. استعيرت للرجل صفة الجمل. تقول رأيت ثلباً على
ثلب، بيده ثلب.
ث
ل ثحبل مثلوث: فتل على ثلاث قوًى. ومزادة مثلوثة: عملت من ثلاثة جلود. قال:
هل
لكم في سلعة نبيلهْ ... مزادة مثلوثة ثقيلهْ
وقال
أبو دؤاد:
فكأن
العين من مثلوثة ... نضح الماء كلاها فهمل
وما
مثلوث: أخذ ثلثه. تقول: ثلثت التركة.
وأرض
مثلوثة: كربت ثلاث مرات، ومثنية: كربت مرتين، وقد ثنيتها وثلثتها. وفلان يثني ولا
يثلث أي يعد من الخلفاء اثنين وهما الشيخان، ويبطل غيرهما وفلان يثلث ولا يربع أي
يعد منهم ثلاثة ويبطل الرابع. وهذا شيخ لا يثني ولا يثلث أي لا يقدر في المرة
الثانية ولا الثالثة أن ينهض. وهو يسقى نخلة الثلث بالكسر أي مرة في ثلاثة أيام.
وهؤلاء بكرها، وثنيها، وثلثها أي ولدها الأول والثاني والثالث وكذلك إلى العشرة.
وثوب ثلاثي: طوله ثلاث أذرع. وناقة ثلوث: تملأ ثلاثة آنية في حلبة، وهي التي يبس
ثلاثة من أخلافها. ويقال: خلف بناقته: صر خلفاً واحداً من أخلافها، وشطر بها: صر
خلفين، وثلث بها: صر ثلاثة، وأجمع بها: صر جمعها.
ومن
المجاز: التقت عرى ذي ثلاثها إذا ضمرت. قال الممزق:
وقد
ضمرت حتى التقى من نسوعها ... عرى ذي ثلاث لم تكن قبل تلتقي
يريد
عرى وضينها، وذلك أن له ثلاث عرى في طرفيه ووسطه، وانطوى ذو ثلاثها إذا لحق بطنها،
والثلاث: الخرصيان. والجلد، والكرش. قال الطرماح:
طواها
السرى حتى انطوى ذو ثلاثها ... إلى أبهري درماء شعب السناسن
وروى: حتى ارتقى ذو ثلاثها أي ولدها، والثلاث
السلى، والسابياء، والرحم أي صعد إلى الظهر، وعليه ذو ثلاث أي كساء عمل من صوف
ثلاث من الغنم. قال:
وأبردنا
لهفي عليها وندم ... من خير ما يعمل من صوف الغنم
ذات
ثلاث لونها لون الحمم ... صوف اللقاع والبيهم والفحم
وهي
أعلام لشاءٍ.
ث
ل جوقعت الثلوج في بلادهم، وثلجتنا السماء تثلُج وتثلِج، وثُلِجنا العام ثلجاً
كثيراً، وأثلج عامنا، وأثلج الناس بمكان كذا، وثلجت الأرض فهي مثلوجة.
ومن
المجاز: ثلج فؤاده، وهو مثلوج الفؤاد. قال كعب بن لؤي:
لئن
كنت مثلوج الفؤاد لقد بدا ... لجميع لؤي منك ذلة ذي غمض
وهو
الأحمق البليد، وهو كما يقال: ماء القلب، قال:
إنك
يا جهضم ماء القلب
لأن
الذكي يوصف بالأشتعال والتوقد، ولفظ الذكاء شاهد لذلك، وثلجت فؤاده بالخير فثلج.
وثلجت نفسه بكذا: بردت وسرت، تثلج ثلجاً، وثلجت تثلج وتثلج ثلوجاً، وأثلجت تثلج.
والحمد لله على بلج الحق وثلج اليقين. وأثلجت صدري بخبرك. قال:
فقرّت
بهم عيني وأفنيت جمعهم ... وأثلجت لما أن قتلتهم صدري
وحفر
حتى أثلج إذا باشر برد الثرى وقرب من الماء. وأثلجت الركية: بلغ حفرها الندى،
وأنبطت إذا بلغ حفرها الماء. وأثلجت عنه الحمّى وثلجت: أقلعت. وأثلج ماء البئر:
انقطع. ونصل ثلاجي، وحديدة ثلاجية: شديدة البياض.
ث
ل طما ثرطه ثرطاً، ولكن ثلط عليه ثلطاً، الثرط الزراية والعيب.
ث
ل غثلغ رأسه وفلغه: شدخه. ورطب مثلغ: سقط من النخلة فانشدخ، وتناثرت الثمار فثلغت.
ث
ل للا يفرق بين الثلة، وبين هذه الثلة؛ الثلة جماعة الغنم، والثلة جماعة الناس.
قال:
آليت
بالله ربي لا أسالمهم ... حتى يسالم رب الثلة الذيب
وبنو
فلان مثلون: أصحاب غنم. وكساء جيد الثلة أي الصوف، سمِّي باسم ما هو منه كتسمية
المطر بالسماء. وفي الحديث في ماشية اليتيم: " للوصيّ أن يصيب من ثلتها
ورسلها
" .
وفي
المثل " خرقاء وجدت ثلة " . وقد أثل فلان: كثر عنده الصوف. وثللت عرش
البيت وهو سقفه: هدمته، وبيت مثلول.
ومن
المجاز: ثل عرشه إذا ذهب قوام أمره. وفلان كثير الثلة إذا كان أشعر البدن. قال:
وأنت
في الحي قليل العلة ... ضخم الكراديس كثير الثلة
ذو
سبلات ولحىً عثولة
ث
ل مثلمت الحائط ثلماً وثلمته، وحائط مثلوم ومثلم، وقد انثلم وتثلم، وفيه ثلمة
وثلم، وحوض ونؤىً أثلم، وقد ثلم ثلماً. ويقال: في السيف ثلم، وفي الإناء ثلم. قال
النابغة:
رماد
ككحل العين ما إن أبينه ... ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع
ومن
المجاز: هذا مما يكلم الدين، ويثلم اليقين. وموت فلان ثلمة في الإسلام لا تسد. وقد
انثلموا عليه، وانثلوا، وانثالوا، وانهالوا، وانهدّوا، وانصبوا.
ث
م دلو كنتم ماء لكنتم ثمداً أي قليلاً. وقال الأصمعي: هو ماء المطر يبقى محقوناً
تحت رمل، فإذا كشف عنه أدته الأرض. وتركناهم يمصون الثماد. وقال بشر يصف خيلاً:
يبارين
الأسنة مصغيات ... كما يتفارط الثمد الحمام
وثمد
الماء يثمد فهو ثامد، وأثمد العين: كحلها بالإثمد.
ومن
المجاز: أصبح فلان مثموداً: فني ماء صلبه، والنساء ثمدنه. ورجل مثمود: ثكر عليه
السؤال حتى أنفدوا ما عنده، وأصبح الناس يثمدونه. قال زياد بن منقذ:
غمر
الندى لا يكاد الحي يثمده ... إلا غدا وهو سامي الطرف يبتسم
وقال
آخر:
قعوداً
لدى أبوابهم يثمدونهم ... رمى الله في تلك الأكف الكوانع
أي
الضوارع للمسألة. وقد استثمدني فلان فثمدته أي استعطاني وأعطيته. وثمدت الناقة
بالحلب: اشتففتها.
ث
م رشجر مثمر، وله ثمر وثمر وثماروثمرة حسنة، واشتريت ثمرة بستانه.
ومن
المجاز: دق الجلاد ثمرة سوطه، وسوط عظيم الثمرة وهي العقدة في طرفه. قال:
وإذا
الركاب تكلفتها عطفت ... تمر السياط قطوفها ووساعها
وفي
الحديث: " تكون في آخر الزمان فتنة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف " .
وقطفت ثمرة فلان إذا طهر وهي قلفته، وقطفت ثمارهم. قال:
مازال
عصياننا لله يسلمنا ... حتى دفعنا إلى يحيى ودينار
إلى
عليجين لم تقطف ثمارهما ... قد طال ما سجد للشمس والنار
وفلان
خصن بثمرة قلبه: بمودته. قال الكميت:
خلائق
أنزلتك بقاع مجد ... وأعطتك الثمار بها القلوب
وقال
ابن مقبل:
لفتاة
جعفيٍّ ليالي تجتني ... ثمر القلوب بجيد آدم خاذل
وفي
السماء ثمرة وثمر: لطخ من سحاب. وضربني بثمرة لسانه: بعذبتها إذا لسنك. " وكان له ثمر "
أي مال، وانظر ثمر مالك ونماءه، ومال ثمر: مبارك فيه، وأثمر القوم، وثمروا ثموراً:
كثر مالهم، وثمر ماله يثمر: كثر، وفلان مجدود ما يثمر له مال، وثمر ماله تثميرا.
وإن لبنك لحسن الثمر، وهو ما يرى عليه إذا مخض من أمثال الحصف في الجلد، ولبن
مثمر، وقد ثمر تثميراً، وأثمر إثماراً، وشرب الثميرة وهي اللبن المثمر، والعرب
تقول: لقّانا الله مضيره، وأسقانا ثميره. وقال ابن مقبل:
وكنا
اجتنبنا مرة ثمر الصبا ... فلم يبق منه الدهر إلا تذكرا
ث
م لشرب حتى ثمل، وهو نشوان ثمل. قال الأعشى:
أقول
للركب في درنا وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
وأثملهم
الشراب. وأنا لا أشرب إلا على ثميلة وهي بقية العلف في البطن. وما بقي من الماء
إلا ثمل وهو الثمد. وشرب ثمالة اللبن وهو رغوته، وأثمل اللبن وثمل إذا رغا. وسقاء
السم المثمل وهو المنقع. وثمل السم: ترك في الإنقاع أياماً حتى اختمر وهو الثمال.
وهو ثمال قومه أي قوامهم وغياثهم، وقد ثملهم يثملهم.
ومن
المجاز: رنحه ثمل الكرى. قال:
وفتية
أرقتهم من مهجع ... والنوم أحلى عندهم من العسل
فنهضوا
مائلة عماتهم ... كأنهم من الكلال والثمل
شرب
تساقوا قرقفا حمصية ... كرت عليهم عللا بعد نهل
وأثملة
النعاس، وهو ثمل مما غلبه الوسن. ووطب ثمل: ملآن ثقيل. وأصبحت نفسي ثملة غائية أي
مسترخية خبيثة. وثمل الحمام، وحمام مثمل، وهو المطرب الذي يكاد يثمل من يسمع صوته.
ث
م مكنا أهل ثمه ورمه أي أهل إصلاح شأنه والاهتمام بأمره، ثم الشيء يثمه، ورمه يرمه
إذ جمعه واصلحه. وفلان لا يملك ثماً ولا رماً. وفلان مثم مقم إذا كان يكتب كل شيء..
ومن
المجاز: هو لك على طرف الثمام، وعلى ظهر العس إذا كان هين المتناول. وتكلم فما
تثمثم ولا تلعثم أي ما توقف.
ث
م نثمنتهم أثمنهم: كنت ثامنهم بالكسر، وبالضم أخذت ثمن أموالهم. وكانوا سبعة
فأثمنوا أي صاروا ثمانية، وأخذت فلانة ثمينها من تركة زوجها. قال:
ألا
لا تعينيني على البخل وابتغى ... ثمينك إن مرت عليّ شعوب
وقال:
فإنّي
لست منك ولست مني ... إذا ما طار من مالي الثمين
وإبل
ثوامن: من الثمن بمعنى الظء. وكساء ذو ثمان: عمل من ثمان جزات. قال الراعي:
سيكفيك
المرحل ذو ثمان ... حصيف تبرمين له جفالا
ومتاع
ثمين: كثير الثمن، وسلعة ثمينة، وقد ثمنت ثمانة. وتقول: هذا المتاع الثمين، لك منه
الثمين. وأثمنت الرجل بمتاعه، وأثمنت له: أعطيته ثمنه. وأثمنت البيع: سميت له ثمناً. قال عدي:
لا
يثمن البيع ولا يحمل الرد ... قال: ولا يعطي به قلب خوص
وثمن
هذا المتاع: بين ثمنه، كما تقول: قومه. وضع بين يدي البائع الثمن والمثمن أو
المثمن.
ث
ن نفرس وافى الثنة وهي الشعر المشرف على مؤخر رسغ الدابة، ويحمد وفوره. قال امرؤ
القيس:
لها
ثنن كخوافي العقا ... ب سود يفين إذا تزبئر
من
وفى شعره، ويكره أن يكون أمرط.
وفي
مثل: " بلغت الدماء الثنن " وطعنه في ثنته وهي ما بين السرة والعانة،
وهي مراق البطن.
ومن
المجاز: كنا في ثنة من الكلإ وغنة، مستعارة من ثنة الفرس، والغنة من الروضة الغناء.
ث
ن يدمه في ثني ثوبه. وكل شيء ثني بعضه على بعض أطواقاً. فكل طاق من ذلك ثني. حتى
يقال: اثناء الحية لمطاويها. وتشبه الثريا بأثناء الوشاح. قال امرؤ القيس:
إذا
ما الثريا في السماء تعرضت ... تعرض أثناء الوشاح المفصل
وأخذوا
في ثني الجبل والوادي أي في منعطفه. وليس هذا من فعلاته ببكر ولا ثني. وقبض بنثي الحبل وهو ما فضل في كفه إذا
قبض عليه. وعقل البعير بثنايين، وهو أن يعقل يديه جميعاً بطرفي حبل. وعقد المثناة
في الخشاش والمثاني في الأخشة وهي طرف الزمام، وثنى العود فانثنى، وتثنى الغصن
وقوام الجارية، وثنى وسادته فجلس عليها، وثنى رجله فنزل. وهما بدء قومهما وثنيانهم
أي أولهم في السادة والذي يليه. ونحر الجزّار الناقة وأخذ الثنيا، وهي ما يستثنيه
لنفسه من الرأس والأطراف، وأبيعك هذه الشاة ولي ثنياها. وهذه هبة ليس فيها منوية
وثنيا أي استثناء. وهو ثنيتي من القوم أي خاصتي، وهؤلاء ثناياي. قال ذو الرمة:
تئن
إذا ما النسع بعد اعوجاجها ... تحدر في حيزومها وتصعدوا
أنين
الفتى المسلول أبصر حوله ... على جهد حال من ثناياه عوداً
ومن
المجاز: ثنيت فلاناً على وجهه إذا رجعته إلى حيث جاء، وثنى عنانه عنّي، ولوى عذاره
إذا أعرض، وجاء ثانياً من عنانه إذا جاء ظافراً ببغيته. وفلان تثنى به الخناصر أي
يبدأ به. ولا تثنى به الخناصر أي لا يؤبه به. وعرفت ذلك في أثناء كلامه. وثنى فلان
رجله أي جلس. وهو طلاع الثنايا أي ركاب الميثاق. وتثنّى في صدري كذا أي تردد.
ث
ه ل
ثهلان
ذو الهضبات ما يتحلحل مثل للوقور. وكان كهلان بن سبأ، أرزن من ثهلان وأجاز.
ث
و بتفرّق عنه اصحابه ثم ثابوا إليه، والبيت مثابة للناس. والخطّاب يراسلونها
ويثاوبونها أي يعاودونها. وثوب في الدعاء، وثوب بركعتين: تطوع بهما بعد كل صلاة.
وأثابه الله وثوبه " هل ثوب الكفار " وجزاك الله المثوبة الحسنى.
ومن
المجاز: ثاب إليه عقله وحلمه. وجمت مثابة البئر وهي مجتمع مائها، وهذه بئر لها
ثائب أي ماء يعود بعد الترح. وقو لهم ثائب إذا وفدوا جماعة إثر جماعة. قال الجعدي:
ترى
المعشر الكلف الوجوه إذا انتدوا ... لهم ثائب كالبحر لم يتصرم
ومنه
ثاب له مال إذا كثر واجتمع. وثاب الغبار إذا سطع وثكر. وثوب فلان بعد خصاصة. وثاب
الحوض: امتلأ. وثاب إليه جسمه بعد الهزال إذا سمن، وأثاب الله جسمه، وقد أثاب فلان
إذا ثاب إليه جسمه. وجمت مثابة جهله إذا استحكم جهله. ونشأت مستثابات الرياح، وهي ذوات اليمن والبركة
التي يرجى خيرها. قال كثير:
إذا
مستثابات الرياح تنسمت ... ومر بسفساف التراب عقيمها
سميّ
خير الرياح ثواباً، كما سمي خير النحل وهو العسل ثواباً، يقال: أحلى من الثواب.
وذهب مال فلان فاستثاب مالاً أي استرجع، ويقول الرجل لصاحبه: استثبت بمالك، أي ذهب مالي فاسترجعته بما أعطيتني.
وفلان نقي الثوب، بريّ من العيب؛ وعكسه دنس الثياب. ولله ثوبا فلان، كما تقول: لله
بلاده تريد نفسه. قال الراعي:
فأومأت
إيماء خفياً لحبتر ... فلله ثوبا حبتر أيما فتى
وقالت
ليلى الأخيلية:
رموها
بأثواب خفاف فلا ترى ... لها شبهاً إلا النعام المنفّرا
واسلل
ثيابك من ثيابي أي اعتزلني وفارقني قال امرؤ القيس:
وإن
كنت قد ساءتك مني خليقة ... فسل ثيابي من ثيابك تنسل
وتعلق
بثياب الله أي بأستار الكعبة.
ث
و رثار العسكر من مركزه، وثار القطا من مجاثمه، والتقوا فثار هؤلاء في وجوه هؤلاء.
ويقال: كيف الدبا فتقول: ثائر ونافر. وأثرت الصيد والأسد، واستثرته: هيجته. قال:
أثار
الليث في رعيس غيل ... له الويلات مما يستثير
وأثار
الأرض، وثور السفر. وثاوره وساوره: واثبه. وهو ثور القوم: لسيدهم، وبه كني عمرو
ابن معد يكرب.
ومن
المجاز: ثارت بينهم الفتنة والشر، وثارت به الحصبة، وثور عليه شراً. وسقط ثور
الشفق، وهو ما ظهر منه وانتشر. وثار بالمحموم الثور وهو ما يخرج بفيه من البثر.
ورأيته ثائر الرأس: شعثاً. وثارت نفسه: جاشت، وثار ثائره، وفار فائره إذا اشتعل
غضباً، وثار الدم في وجهه، ورأيته ثائراً فريص رقبته. وثار الدخان والغبار.
ث
و لشاة ثولاء: مجنونة. قال:
نلقى
الأمان على حياض محمد ... ثولاء مخرفة وذئب أطلس
وانثالوا
عليه، وتثولوا: اجتمعوا.
ث
و معندي سيف ثومته من فضة أي قبيعته
ث
و يثوي بالمكان وأثوى: أقام. وفلان أكرم مثواي، وطال بي الثواء، وهو أبو مثواي،
وهي أم مثواي: لمن أنت نازل به. قال:
أفي
كل يوم أم مثوىً تسوسني ... تنفض أثوابي وتسألني ما اسمي
وأنزلني
فلان فأثواني إثواء حسناً، وثواني تثوية حسنة. قال:
أثوى
فأحسن في الثواء وقضيت ... حاجاتنا من عند أروع ماجد
وأنا
ثوي فلان أي ضيفه. وهذه ثوية فلان اي امرأته التي يثوي إليها. ويقال للغريب إذا
أقام ببلدة: هو ثاويها. وأراح غنمه إلى الثاية والثوية وهي مأوى الغنم، وهذه ثايات
القوم وثايهم بغير همز: حظائرهم كراي وراياتٍ. ويقال للمقبور: قد ثويَ.
كتاب
الجيم
ج
أ أدفعه يجؤجؤه وهو عظم الصدر، وقيل وسطه، وعليك بجأجىء الطير. قال:
كعقيلة
الأدحيّ بات يحفها ... ريش النعام وزال عنها الجؤجؤ
ومن
المجاز: شقت السفينة الماء بجؤجؤها. وحيززومها.
ج
أ بحمار جأب: صلب شديد، وظبية وبقرة جابة المدري: شديدة القرن. قال طرفة يصف ظبية
ذات غزال:
جابة
المدري خذول مغزل ... تنفض الضّال وأفنان السمر
ج
أ رجأر العجل، وجأر الداعي إلى الله: ضج ورفع صوته " إذا هم يجأرون "
وبات له جؤار، وهو جأار بالليل. قال:
جأر
ساعات النيام لربه
ومن
المجاز: جأر النبات: طال وارتفع، كما يقال: صاحت الشجرة إذا طالت، وجأرت أرض بني
فلان: ارتفع نباتها، وعشب جار: غمر. قال:
عفراء
حفت برمال عفر ... وكللت بالأقحوان الجأر
وغيث
جؤر بوزن جعل: غزير يجأر عنه النبات.
ج
أ زفلان جئز شئز أي شرق قلق. وتقول: يا ماء إن أجأزت، فكم أجزت، من أجاز الغصة.
ج
أ شفلان رابط الجأش، وواهي الجأش وقد ربط لذلك الأمر جأشاً. والجأش والجؤشوش الصدر.
ج
أ وكتيبة جأواء: كدراء اللون في حمرة وهو لون صدإ الحديد. قال:
غشيته
وهو في جأواء باسلة ... عضباً أصاب سواء الرأس فانفلقا
وتقول:
جاء في كتيبة جأواء، ثم لوى ذنبه مع لأواء.
ج
ب بجب الرجل، فهو مجبوب، بين الجباب بالكسر إذا استؤصلت مذاكيره. وجبوا النخل:
أبروه، وهو زمن الجباب بالفتح. وبعير أجب: لا سنام له. وناقة جباء. قال النابغة:
ونأخذ
بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام
ويقال: سمع المسبة، فركب المجبة؛ وهي لقم الطريق.
وعن بعض العلماء: من رضي بما سمع منا، وإلا فليلتحم المجبة " وألقوه في غيابة
الجب " . ولبسوا جباب الخز. واندس في جبته كما يندس الثعلب في جبته. وضربت
على بابه الجباجب أي الطبول، جمع جبجبة بالضم وهي في الأصل زبل لطاف من جلود.
ويقال للكروش الجباجب، جمع جبجبة بالفتح. يقال: تجبجبوا أي اتخذوا جباجب، والتقينا
بالجباجب، وهي علم لمنحر منًى: لأن الكروش تلقى فيها. وارمأة جباء: صغيرة الثديين،
استعارة من الناقة الجباء. ومنه حديث الأشتر: أنه قال لعلي رضي الله عنه صبيحة
بنائه بالنهشلية " كيف وجد أمير المؤمنين أهله فقال كالخير من امرأة قباء
جباء " . وجبت فلانة النساء حسناً: بذتهن حتى قطعتهن عن المفاخرة، يقال
جابتهن فجبتهن، وجابه في القرى فجبه، إذا كان أحسن قرىً منه، وقد تجابوا.
ج
ب تهو شر من أصحاب السبت، ومن المؤمنين بالجبت.
ج
ب ذتقول: جبذه ثم نبذه.
ج
ب رجبر المجبر يده فجبرت. قال العجاج:
قد
جبر الدين إلا له فجبر
ومسح
على الجبائر، وليس الجبائر، وهي الأسورة، وقيل الدماليج، والواحدة فيهما جبارة
وجبيرة. وذهب دمه جبارا، و " جرح العجماء جبار " وهو جبار من الجبابرة،
وقد تجبر، وويل لجبار الأرض من جبار السماء. وفيه جبرية، وقوم جبرية، وفيهم جبرية.
وهو كذا ذراعاً بذراع الجبّار أي بذراع الملك.
وفي
الحديث: " دعوها فإنها جبارة " وما كانت نبوة إلا تناسخها ملك جبرية أي
إلا تجبر الملوك بعدها.
ومن
المجاز: نخلة جبارة: طويلة تفوت اليد، وهي دون السحوق. وناقة جبار: عظيمة، بغير
تاء. وقد فسر قوله تعالى: " قوماً جبارين " بعظام الأجرام. وقلب جبار:
لا يقبل موعظة وطلع الجبار أي الجوزاء لأنها في صورة ملك متوج على كرسي. وقلبي إلى
جابر بن حبة وهو الخبز. قال:
فلا
تلوميني ولومي جابراً ... فجابر كلفني الهواجرا
وجبر
الله يتمه، وجبرت الفقير: أغنيته، شبه فقره بانكسار عظمه. وفي الدعاء: اللهم
اجبرنا. وجبرت فلاناً فاجتبر أي نعشته فانتعش. قال:
من
عال منا بعدها فلا اجتبر
واستجبرته
إذا بالغت في تعهده، وفلان جابر لي مستجبر. وقال الراعي:
أعبد
بن حار للدموع البوادر ... وللجد أمسى عظمه في الجبائر
أي
عثر فتكسر حتى احتاج إلى المجبر، وهو من المجاز الحسن.
ج
ب سفلان جبس من الأجباس، وهو الدنيء الجبان. قال:
ماض
إذا الأجباس بعد الكرى ... تناكحت أزواج أحلامها
ج
ب لجبله الله على الكرم: خلقه، وهو مجبول عليه، وأجن الله جباله أي قبر خلقه من
الجنن. وجبلة فلان على كذا، وهو من الجبلة الأولين " ولقد أضل منكم جبلاً
كثيراً " وأجبل القوم وتجبلوا: صاروا في الجبال.
ومن
المجاز: امرأة بجلة: عظيمة
الخلق. وناقة جبلة السنام: تامكته. ورجل جبل الوجه، وجبل الرأس: غليظهما. وسيف جبل
ومجبال: لم يرقق. قال:
صافي
الحديدة لا ناب ولا جبل
وامرأة
مجبال: غليظة الخلق. ويقال للثوب المحكم: إنه لجيد الجبلة. وأجبل الحافر: بلغ الصلابة وإن لم تكن جبلاً. وأجبل
الشاعر: أفحم. وسألناهم فأجبلوا إذا لم ينولوا. قال الكميت:
فبان
وأبقى لنا من بنيه ... لهاميم سادوا ولم يجبلوا
وطلب
حاجة فأجبل أي أخفق. وأجبل القوم لم ينفذ حديدهم.
ج
ب نرجل جبان، ورجال جبناء، وفي حديث خالدك " فلا نامت أعين الجبناء "
وامرأة جبان، ونساء جبانات. قال كثير:
أخاضت
إلي الليل خود غريرة ... جبان السري لم تنتطق عن تفضل
كقولهم: امرأة جواد، ويقال جبانة. سمع بعض العرب
يقول: الضبع جبانة لا تقبل على الصفير، إذا صفر بها فرت. وأجبنت فلاناً وأبخلته:
وجدته كذلك. وعن عمرو بن معد يكرب: قاتلناكم فما أجبناكم، وجبنته: نسبته إلى
الجبن. وخرجوا إلى الجبانة والجبان وهي الصحراء. قال أبو النجم:
يهوي
بروقين ما ضلا فرائصها ... حتى تجدلن بالجبان واختضبا
أي
ما أخطأ فرائص الكلاب. ورجل صلت الجبين. وتجبن اللبن وتكبد: صار كالجبن والكبد.
ومن
المجاز: فلان شجاع القلب، جبان الوجه أي حييّ.
ج
ب هجبهة ذات بهجة. ورجل أجبه: عريض الجبهة. وجبهته: ضربت جبهته.
ومن
المجاز: هو جبهة قومه، كما يقال وجههم، وجاءني جبهة بني فلان: لسرواتهم، وجاءت
جبهة الخيل: لخيارها. قال بعض بني فزارة:
وليت
جبهة خيلي شطر خيلهم ... وواجهونا بأسد قابلوا أسدا
وجبهه: لقيه بما يكره. ولقيت منه جبهة أي مذلة
وأذًى. وجبهنا الماء: وردناه ولا آلة سقي، فلم يكن منا إلا النظر إلى وجه الماء،
ومنه جبهنا الشتاء: جاءنا ولم نتهيأ له.
ج
ب يجبي الخراج جباية: جمعه " تجبى إليه ثمرات كل شيء " وجبى الماء في الحوض. واسقوني من جبي
حوضكم. ولفلان قدر كالخابية، وجفنة كالجابية؛ وجفان كالجوابي. وجبى تجبية، إذا
ركع. وفلان لا يجبّي: لا يصلي.
ومن
المجاز: فلان يجتبي جبي المجد أي يقوم بالمجد ويجمعه لنفسه. قال ذو الرمة:
وما
زلت تسمو بالمعالي وتجتبي ... جبى المجد مذ شدت عليك المآزر
واجتباه:
اختاره، مستعار منه لأن من جمع شيئاً لنفسه فقد اختصه واصطفاه، وهو من جبوة الله
وصفوته.
ج
ث ثفلان صغير الجثة وهي شخصه قاعداً، ولهم همم دقاق إلى جثث ضخام. وجثه واجتثه:
استأصله " اجتثت من فوق الأرض " وشجر مجتث: لا أصل له في الأرض.
ج
ث لشعر جثل: كثير لين، وقد جثل جثولة وجثالة قال الأعشى:
وأثيث
جثل النبات تروي ... ه لعوب غريرة مفناق
ولحية
جثلة، وللفرس ناصية جثلة، ولمة جثلة. قال الكميت:
إذ
لمتي جثلة أكفئها ... يضحك منها الغواني العجب
واجثأل
الطائر: نفش ريشه من البرد. قال:
جاء
الشتاء واجثأل القبر ... وطلعت شمس عليها مغفر
وجعلت
عين الحرور تسكر
ومن
المجاز: نبات جثل، وشجرة جثلة الأفنان. واجثأل النبات: طال والتف.
ج
ث مجثم الطائر، وهذا مجثمه. ونهى عن المجثمة وهي المصبورة. وجاء بثريدة كجثمان
القطاة. ورأيت ترماً مثل جثمان الجزور.
ومن
المجاز: فلان جثامة: لا ينهض للمكارم.
ج
ث وجثا على ركبتيه جثواً، ورأيته جاثياً بين يديه " وترى كل أمة جاثية " ورأيتهم جثياً
عنده. وفي الحديث: " أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله تعالى يوم القيامة
" وتجاثوا على الركب، وجاثى خصمه مجاثاة. وصار فلان جثوة من تراب. قال طرفة:
ترى
جثوتين من تراب عليهما ... صفائح صم من صفيح منضد
ج
ح ج حسيد جحجاح: مسارع إلى المكارم، من قول بعض هذيل: غلامي بشعب كذا يخبط ويجحجح
أي يسرع فيه، وقوم جحاجح وجحاجحة. قال ابن الزبعري:
ماذا
ببدر فالعقن ... قل من مرازبة جحاجح
وجحجحت
فلانة بولدها: جاءت به جحجاحاً. وجحجح عن الأمر: كف ونكص. يقال: حملوا ثم جحجحوا.
ج
ح دجحده حقه وبحقه، جحداً وجحوداً. وما أنت إلا جاحد جحد أي قليل الخير، وفيك جحد
وجحد كعدم وعدم، وقد جحد فلان وأجحد. قال الفرزدق:
لبيضاء
من أهل المدينة لم تذق ... يبيساً ولم تتبع حمولة مجحد
وقلة
الخير على معنيين: الشح والفقر. ويقال: قد جحد عامنا، وعام جحد.
ج
ح رجحرت الضباب، وانجحرت: دخلت في جحرتها. قال:
ولا
ترى الضب بها ينجحر
وأجحرها
المطر.
ومن
المجاز: حصني جحرك. ومنه قول عائشة رضي الله عنها: " إذا حاضت المرأة حرم الجحران
" أي اجتمع الاثنان في الحرمة بعد ما كانت الحرمة في أحدهما. ودخلوا في مجاحرهم أي في مكامنهم، وأجحرهم
الفزع وأجحرت السنة الناس: أدخلتهم في المضايق، ولذلك سميت جحرة. يقال: أقحمتهم الجحرة. وقال
الحطيئة:
وجدتكم
لم تجبروا عظم مغرم ... ولا تنحرون النيب في الجحرات
وجحرت
عينه: غارت. وجحر الربيع: احتبس. وأنشد أبو زيد:
لنعم
القوم في الأزمات قومي ... بنو كعب إذا جحر الربيع
كهول
معقل الطرداء فيهم ... وفتيان غطارفة فروع
ج
ح شفلان يرتبط الجحاش.
ومن
المجاز: هو جحيش وحده، وعبير وحده، في ذم المستبد برأيه، والمستأثر بكسبه. وجاحش عن خيط رقبته إذا دافع عن نفسه وفي
مثل: " الجحش لما بذلك الأعيار " وقد يستعار للمهر والغزال، ويشتق منه
للصبي. قال المعترض الظفري:
قلنا
مخلداً وابني حراق ... وآخر جحوشاً فوق الفطيم
ج
ح ظعين جاحظة: ناتئة الحدقة، وقد جحظت جحوظاً، وقوم جحظ، وجحظ إلي بصره. ومنه عمرو
بن بحر الجاحظ. وتجاحظ فلان في كلامه.
ومن
المجاز: لأجحظن إليك أثر يدك أي لأرينك سوء عملك. وجحظ إليه عمله إذا عرف إساءته.
ج
ح فأجحف بهم الدهر، واجتحفهم: استأصلهم. وأجحف بهم فلان: كلفهم ما لا يطاق. وسنة
مجحفة، وموت جحاف، وسيل جحاف وجراف. وتجاحفوا في القتال: تناوشوا بالسيوف. وتجاحف الفتيان بالكرة بينهم.
ودلوا جحوف: تأخذ الماء.
وإنه
ليجحف الزبد بالتمر. قال جرير:
ودعا
الزبير فما تحركت الحبى ... لو سمتهم جحف الخزير لثاروا
ج
ح ف لوجاءوا في جحفل عظيم، والتفت عليهم الجحافل.
ج
ح منار جاحمة: شديدة الحر مضطرمة، ومكان جاحم، ومنه قيل لعيني الأسد: جحمتاه
تزران، لتوقدهما.
ومن
المجاز: اصطلى فلان بجاحم الحربفبرد أي فتر وسكنت حفيظته. قال:
الباغي
الحرب يسعى نحوها ترعاً ... حتى إذا ذاق منها جاحماً بردا
ج
د بجدب المكان جدوبة، وجدب وأجدب، نحو خصب وأخصب. ومكان جدب وجديب، وأرض جدبة
وجديبة، وبلد مجدب وبلاد مجادب. وفلان ربيع في المجادب. قال حرام بن وابصة:
ألا
مات أهل الحلم والباع والندى ... ربيع اليتامى صوبه في المجادب
وأجدب
القوم: أصابهم الجدب، وأجدبت السنة، ومرت عليهم سنو جدب، وسنون جدبات. وأجدبنا أرض بني فلان: وجدناها جدبة.
وجادبت الإبل العام إذا لم تصادف إلا الدرين لجدوبته. وإبل مجادبة ومجاديب. وجدب
عمر رضي الله عنه السمر بعد العتمة أي ذمه وعابه. ودعا رجل عتبة بن غزوان إلى
منزله، فقال: امض في رشد الله وصحبته فما أتجدب أن اصحبك أي لا أتذمم.
ومن
المجاز: نزلنا ببني فلان فأجدبناهم إذا لم يجدوا عندهم قزّي وإن كانوا مخصبين. وعن
الحسن:
" أجدب قلوب وأخصب ألسنة " . ورحل فلان جديب. وفي نوابغ الكلم: من كان
آدب، كان رحله أجدب.
ج
د ثغيّبوه في الجدث أي في القبر. وتقول: شرد الأحداث، نزول الأجداث.
ج
د حجدح السويق واللبن بالمجدح وهو عود في رأسه عودان معترضان يخاض به حتى يختلط.
وخفق المجدح: أي الدبران، ونوءه غزير. يقولون: أرسلت السماء مجاديح الغيث. وفي
حديث عمر رضي الله تعالى عنه: " لقد استسقيت بمجاديح السماء " أراد الاستغفار.
ج
د درجل مجدود وجد: ذو جد، وهو أجد من فلان، ويقال: أغطي فلان جداً، فلو بال لجد ببوله أي لكان الجد
في بوله أيضاً. وجد في عيني: عظم. وسلك الجدد. وقد أجددت فسر، ومشى على الجادة،
وامشوا على الجواد. وجد في الأمر وأجد، وأجد المسير. وأجاد أنت أم هازل؟ وأجدك
تفعل كذا. وأرض جداء: لا ماء بها. وشاة جداء وجدود: لا لبن بها. وعلى ظهره جدة، وفي
السماء جدة، وهي الطريقة. ولا أفعل ماكر الجديدان والأجدّان. وهذا زمن الجداد
والحداد، وأجد النخل. وملحفة جديد، وأجد ثوباً واستجده بمعنى.
ومن
المجاز: جد به الأمر، وجد جده، وهو على جد أمر. وركب جدةً من الأمر أي طريقة ورأى
رأياً. وهذه نخل جاد مائه وسق أي تجدها، كما تقول: ناقة حالبة علبتين، وتحلب
علبتين.
ج
د رناداه من وراء الجدار. وللحجر ثلاثة أسام: الحجر والحطيم والجدر، وهو أصل الجدار، سمي بذلك:
لأن جداره مستوطيء. وهو جدير بكذا. وما كنت جديراً به. قال زهير:
بخيل
عليها جنة عبقرية ... جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا
ولقد
جرد به، وما أجرده بالخير، وهو أجدر به. وجدر الصبي، وجدر، وهو مجدور الوجه، ومجدر.
ج
د عجدع أنفه وأذنه فهو مجدوع، وإذا لزم النعت، قيل: هو أجدع، وهي جدعاء، وبه جدع.
ولا يقال: جدع، ولكن جدع، كما لا يقال في الأقطع: قطع، ولكن قطع. وما أقبح جدعته وهي موضع الجدع، كالصلعة
والقطعة. وجدعه إذا قال له: جدعاً لك. وحبشي مجدع.
ومن
المجاز: جدع الصبي: أسيء غذاره وقطع، فهو جدع، وبه جدع. قال أبو زبيد:
ثم
استفاها فلم يقطع فطامهما ... عن التضبب لا غيل ولا جدع
أي
انهمكا في الرضاع، من استفاه الرجل إذا كثر أكله، والتضبب السمن وجدعت غذاءه.
وقال: جدعوا وليدهم، وأجدعوه. وجدع القحط النبات. قال ابن مقبل:
وغيث
مريع لم يجدع نباته ... ولته أهاليل السماكين معشب
وأجحفت
بهم جداع وهي السنة، لأنها تجدع النبات وتذل الناس. وجادع صاحبه: شاره وشاتمه
بجدعاً لك. وتركت البلاد تجادع أفاعيها أي تتآكل أشرارها وتتعادى. ويقال: جدعه وشراه إذا لقاه شراً وسخرية،
كمن يجدع أذن عبده ويبيعه.
ج
د فجدف الملاح السفينة إذا دفعها بالمجداف. قال أعشى همدان:
لمن
الظعائن سيرهن تزحف ... عوم السفين إذا تقاعس تجدف
وخفق
الطائر بمدافيه أي بجناحيه، وجدف بهما: ردهما إلى خلفه في طيرانه كما يفعل الملاح
بمجدافيه.
ج
د لجدل الحبل: فتله، وزمام مجدوزل وهو الجديل. تقول: كأن في الجديل، إحدى بنات جديل.
وطعنه فجدله: ألقاه على الجدالة وهي الأرض. قال:
قد
أركب الآلة بعد الآلة ... وأترك العاجز بالجدالة
وتقول:
إن وقفن فمجادل، وإن مررن فأجادل: إن وقفن فقصور وإن مررن فصقور. قال الأعشى:
في
مجدل شد بنيانه ... يزل عنه ظفر الطائر
وكان
فلان جدالاً فصار تماراً، وهو بائع الجدال وهو البلح، سمي لاشتداده، أو بائع
الحمام في الجديلة وهي الشريجة. وشاد قصره بصم الجندل، وبصم الجنادل، الواحدة
جندلة، والنون مزيدة، والوزن فنعلة من الجدل.
ومن
المجاز: امرأة مجدولة الخلق: قضيفة. ودرع مجدولة وجدلاء: محكمة وعمل على جديلته أي
على شاكلته التي جدل عليها. وركب جديلته أي عزيمة رأيه. واستقام جدول القوم إذا انتظم
أمرهم، كالدول إذا اطرد وتنابع جريه. ونظر أعرابي إلى قافلة الحاج متتابعة، فقال:
أما الحاج فقد استقام جدولهم.
ج
د يوقع الجدا وهو المطر العام. وأجداه أعطاه، وهو عظيم الجدا والجدوى. قال العجاج:
ما
بال رياً لا نرى جدواها ... نلقى هوى رياً ولا نلقاها
وجدا
علينا فلان: أفضل. وجدوته، واجتديته، واستجديته: سألته. قال:
جدوت
أناساً موسرين فما جدوا ... ألا الله أجدوه إذا كنت جادياً
وقوم
جداة، ومجتدية، ومستجدية. وفلان سخي جدي. وما يجدي عليك وقل جداء عنك وهو الغناء.
قال:
لقل
جداء على مالك ... إذا الحرب شبت بأجذالها
وتقول:
أكل الجداء، قليل الجداء. وتقول ثلاثة في اثنين، جداء ذلك ستة أي مبلغه. ولها جيد
جداية وهي الغزالة. قال جميل:
بجيد
جداية وبعين أحوى ... تراعى بين أكثبة مهاها
وأوثر
جديتي سرجك لا يعقر، وهما ما يبطن به الدفتان من لبد محشو، وكذلك جديتا الرحل
والجمع جديٌ وجديات. قال مسكين الدارمي:
ما
مس رحلي العنكبوت ولا ... جدياته من وضعه غبر
ويقال
لهما: الجديتان، والعوام تسميهما: الجديدتين. ويقال جدا عليه شؤمه إذا جر عليه وهو
من باب التعكيس، كقوله تعالى: " فبشره بعذاب أليم " قال ابن شعاء الفزاري:
رعى
طرفها الواشون حتى تبينوا ... هواها وقد يجدو على النفس شؤمها
ولا
أفعل ذلك جدا الدهر أي أبداً. قال الأعشى:
رواح
العشي وسير الغدو ... جدا الدهر حتى تلاقي الخيارا
وتضمخ
بالجادي وهو الزعفران، نسب إلى الجادية وهي من أعمال البلقاء. سمعت من يقول:
أرضالبلقاء تلد الزعفران.
ج
ذ بجذب الحبل وغيره، واجتذبه إذا مده، وجاذبه الثوب وتجاذبوه.
ومن
المجاز: جذب المهر عن أمه: فطمه. قال أبو النجم:
ثم
جذبناه فطاماً نفصله
وجذبت
المرأة صبيها. وخطبت فلانة فجذبت خاطبها أي ردته، كأنخها جاذبته فجذبته أي غلبته
فبان منها مغلوباً. وناقة فلان تجذب لبنها إذا حلبت أي تسرقه. وجذب فلان الحبل
بيننا إذا قاطع. وجذبت الماء نفساً أو نفسين. وتجذب الراعي اللبن، وناقة جاذب: مدت
وقت حملها إلى أحد عشر شهراً. وجذب الشهر: مضت عامته. وانجذبوا في السير، وانجذب
بهم السير إذا ساروا مسيراً بعيداص. ومنه: وقعوا في وادي جذبات، وما أعطاه جذبة غزل أي
شيئاً. وتجاذبوا أطراف الكلام، وكانت بينهم مجاذبات ثم اتفقوا.
ج
ذ ذجذ الحبل، وعطاء غير مجذوذ وجعله جذاذاً، وسقاهم الجذيذ، والشراب اللذيذ؛ وهو
السويق.
ج
ذ رنزلت المحبة في جذر قلبه أي في أصله. وغلظ جذر لسانه. وما أغلظ جذر قرن هذا
الثور. قال زهير:
وسامعتين
تعرف العتق فيهما ... إلى جذر مدلوك الكعوب محدد
وما
جذر هذا العدد وما جداؤه أي أصله ومبلغه: إذا ضربت ثلاثة في ثلاثة، فالجذر الثلاثة،
والجداء التسعة. وجذرت الشيء جذراً: استأصلته.
ج
ذ عصلب في جذع نخلة وهي ساقها، وبه سمي سهم السقف جذعاً. وأجذع المهر: صار جذعاً.
ولا تستوي الجذعان والثنيان. والخروف المتجاذع: الداني من الإجذاع.
ومن
المجاز: فلان في هذا الأمر جذع إذا أخذ فيه حديثاً. وأهلكهم الأزلم الجذع أي
الدهر. قال:
يا
بشر لو لم أكن منكم بمنزلة ... ألقى عليّ يديه الأزلم الجذع
وطفئت
حرب بين قوم فقال أحدهم: إن شئتم أعدناها جذعة. ويقال: فر له الأمر جذعاً إذا
عاوده من الرأس. وغرق الآل جذعان الجبال.
ج
ذ لانتصب كالجذل وهو أصل الشجرة. وهو جذل بكذا، وجذلان، ونفسه جذلى بذلك، وهو شديد
الجذل به، وقد ابتهج بالأمر واجتذل.
ومن
المجاز: إنه لجذل حكاك، وأنا جذيلها المحكك. قال:
لاقت
على الماء جذيلاً واتدا
وعاد
الشيء إلى جذله أي إلى أصله. وفلان جذل مال إذا كان قائماً به. واشتق منه على طريق
المجاز: قد جذل الحرباء، واستجذل إذا انتصب. وبات فلان جاذلاً على ظهر دابته، وبات
يستجذل على ظهرها إذا نام منصباً لا يضطرب. وقد جذل للقوم يخاصمهم. وتجاذلوا في
الحرب.
ج
ذ مجذم الحبل فانجذم وهو سرعة القطع. ورأيت في يده جذمة حبل: قطعة منه. وشالت الجذم وهي
بقايا السياط بعد ذهاب أطرافها. قال ساعدة بن جؤية:
يوشونهن
إذا ما حثهم فزع ... تحت السنور بالأعقاب والجذم
وعض
من نابه على جذم. ومن نسي القرآن لقي الله وهو أجذم أي مقطوع اليد. قال المتلمس:
وما
كنت إلاّ مثل قاطع كفّه ... بكفّ له أخرى فأصبح أجذما
وقال
عويف القوافي:
ولم
أر قتلى لم تدع لي بعدها ... يدين فما أرجو من العيش أجذما
وقيل
مجذوم، وقوم جذم ومجاذيم. ويقال: ما الذي جذم يده فانجذمت، وما الذي أجذمها فجذمت،
وهي جذماء. وأجذم في سيره: أسرع.
ومن
المجاز: انجذم الحبل بينهما إذا تصارما. ونوًى جذوم: قطوع بين الأحبة. وأجذم عن الأمر: أقلع. ورجل مجذام ومجذامة
للذي يواد، فإذا أحس ما ساءه أسرع الصرم. ورأيت عنده جذمة من الناس: فئة. ونعل
جذماء: منقطعة القبال، وقد جدمت.
ج
ذ وجذا القراد في جنب البعير، وظلفة الإكاف في جنب الحمار إذا ثبت وارتكز. ومنه
جذوة الشجرة: أصلها. قال ابن مقبل:
باتت
حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوار ولا دعر
وأتى
بجذوة من نار، وهي عود في رأسه نار. و " مثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على
الأرض " أي الثابتة. وأجذوذى على الرحل لا يفارقه إذا لزمه. قال أبو الغريب
النضريّ:
ألست
بمجذوذ على الرحل دائباً ... فمالك إلا ما رزقت نصيب
ورأيتهم
يتجاذون الحجر: يتشاولونه. وأثقل من مجذي ابن ركانة، وهو الربيعة. والحمام يتجذى
للحمامة، وهو أن يمسح الأرض بذنبه إذا هدر.
ومن
المجاز: فلان جذوة شر.
ج
ر أما كان جريئاً، ولقد جرؤ جراءة، وهو جريء المقدم. وكان الحجاج شديد الجرأة على
الله. وجرأتك عليّ حتى اجترأت، وتجرّأت، واستجرأت. وما كنت أظن أن مثلك يستجريء
على مثلي. وهو أجرأ من أسامة.
ج
ر بأعدى من الجرب، عند العرب؛ ورجل جرب وأجرب، وامرأة جربة وجرباء، وقوم جرب
وجربى، وإبل جربى. وأجرب فلان: جربت إبله.
وفي
مثل: " لا إله لمجرب " قالوا: كأنه بريء من إلهه لكثرة حلفه به كاذباً
أنه لا هناء عنده إذا طلب إليه. ورجل مجرب ومجرب: ذو تجارب، قد جرب وجرب. وله جريب
من الحب، وهو مكيال أربعة أقفزة، وما يبذر فيه هذا القدر من الأرض يقال له: جريب،
كما قيل للبغل وللمسافة التي يسير فيها: بريد. وهو أنتن من ريح الجورب. قال:
أثني
عليّ بما علمت فإنني ... مثن عليك بمثل ريح الجورب
وجاءوا
في أيديهم جرب، وفي أرجلهم جوارب. ولهم موازجة وجواربة.
ومن
المجاز: نزلوا بأرض جرباء: مقحوطة. وتقول: إذا أصحت الجرباء، وهبت الجربياء؛ فقد
كشر البرد عن أنيابه، وابيضت لعم الدنيا به؛ وهي السماء. شبهت نجومها بآثار الجرب. وتالب عليه الأجربان،
وهما عبس وذبيان؛ تحوموا لفوتهم كما تتحامى الجرب. قال حسان:
وفي
عضادته اليمنى بنو أسد ... والأجربان بنو عبس وذبيان
وتقول:
اطو جرابها بالحجارة، وما أصلب جرابها، وإنها لمستقيمة الجراب تريد جوف البئر، شبه
بالجراب. قال:
يضرب
أقطار الدلا جرابها
جمع
الدلاة وهي الدلو. وأنشد بعض العرب:
هذي
دلاتي أيما دلاتي ... قاتلتي وملؤها حياتي
وعن
ابن الأعرابي: سيف أجرب إذا كثف الصدأ عليه حتى يحمر فلا ينقلع عنه إلا بالمسحل.
وأنشد:
من
القلعيات لا محدث ... كليل ولا طبع أجرب
وقال
أبو النجم:
وصارمات
في الأكف قضباً ... تخالهن في الأكف شهبا
كل
سريحي صموت أجربا
فأراد
بالجرب الشطب، كما قيل: الجرباء للشهب. وبأجفانه جرب، وهو شبه الصدإ يركب بواطنها.
ج
ر ث مهو من جرثومة صدق. وفلان من جرثومة العرب.
ج
ر جخاتم مرج، وسوار جرج؛ وهو القلق. وسكين جرج النصاب.
ج
ر حبه جرح، وجروح، وجراح، وجراحة، وجراحات، وجرائح؛ وهو جريح، وهم جرحى، وجاءوا
مجرحين مكلمين.
ومن
المجاز: جرحه بلسانه: سبه، وجرحه بأنياب وأضراس إذا شتموه وعابوه. وبئس ما جرحت
يداك، واجترحت يداك أي عملتا وأثرتا، وهو مستعار من تأثير الجارح، ومنه جوارح
الإنسان وهي عوامله من يديه ورجليه، وجوارح الصيد. وجرح القاضي الشاهد، ويقال
للمشهود عليه: هل معك جرحة وهي ما تجرح به الشهادة.
وكان
يقول حاكم المدينة للخصم إذا أراد أن يوجه عليه القضاء: قد أقصصتك الجرحة، فإن كان
عندك ما تجرح به الحجة التي توجهت عليك فهلمها أي أمكنتك من أن تقص ما تجرح به
البهنة.
واستجرح
فلان: استحق أن يجرح.
وعن
عبد الملك بن مروان " وعظتكم فلم تزدادوا على الموعظة إلا استجراحاً "
وعن ابن عون:
" استجرحت هذه الأحاديث " أي استحقت أن ترد لكثرتها وقلة الصحيح منها.
ج
ر دجرده من ثيابه، فمتجرد، وانجرد، وهي بضة المتجرد، والمجرد أيضاً، وفلانة حسنة
الجردة.
ومن
المجاز: جرد السيف من غمده، وسيف مجرد، كقولهمسيف عريان. ورجل أجرد: لا شعر على
جسده. " وأهل الجنة جرد مرد مكحلون " وفرس أجرد، وخيل جرد. ومكان أجرد،
وأرض جرداء: منجردة عن النبات، وقد جردت جرداً، ونزلنا في جرد: في فضاء بلا نبات،
وهي تسمية بالمصدر، وجردنا القحط. وناقة جرود: أكول، ورجل جارود: يجرد الخير
بشؤمه، وجردهم اعلجارود، وجردتهم الجارودة أي العام أو السنة. وجرد الجراد الأرض،
وبه سمي الجراد. وقيل للجرادة: اللحاسة. ومضى عليهم عام أجرد وجريد، وسنة جرداء:
كاملة منجردة من النقصان. وما رأيته منذ أجردان، وجريدان أي نهاران كاملان. وتجرد
لأمر كذا، وتجرد للعبادة، وجرد للقيام بكذا. وتجدرت السنبلة من لفائفها: خرجت.
وانجرد بنا السير: امتد بنا من غير ليٍّ على شيء. وما أنت بمنجرد السلك أي لست
بمشهور. ولبن أجرد: لا رغوة عليه. وضربه بجريدة أي سعفة جردت من الخوص. وجاءت
جريدة من الخيل وهي التي جردت من معظم الخيل لوجه، وقيل: الخالية من الرجالة
والسقاط. وياقل:
تنق
إبلاً جريدة أي خياراً. وما عليه إلا بردة جرد، وقد جردت، لأنها إذا خلقت انتقض
زئبرها واملاست. قال:
وجعلت
أسعد للرماح دريئة ... هبلتك أمسك أي جرد ترقع
وفي
مثل " ما أدري أي الجراد عاره " أي أيّ شيء ذهب به. وأشأم من جرادة وهي
قينة كانت بمكة.
ج
ر ذأرض جرذة كما تقول: فئرة.
ومن
المجاز: جرذ الفرس، وأصابه الجرذ وهو أن ينتفخ عصب قوائمه، شبهت تلك النفخ بالجرذان.
ومنه قولهم: جرذ الشجرة: شدّبها، كأنه أزال جرذها أي عيبها، أو أبنها التي هي
كالجرذان. ومنه: رجل مجرذ ومنجذ قد هذبته الأمور وشذبته. ومنالكناية: أكثر الله جرذان بيتك أي ملاه طعاماً.
ج
ر ررأيت مجرّ ذيله، وجرروا أذيالهم. وأجره الرمح إذا طعنه وتركه فيه يجره. وجر على
نفسه جريرة، وكثرت جرائرهم وجرائمهم. وكظم البعير جرته. ولا أفعل ذلك ما اختلفت الجرة
والدرة. وفعلته من جراك. وكثرت بنصيبين الطيارات والجرارات وهي عقارب صفر صغار.
واجتررته فأكلته. وجرجر العود: تضور. وجرجر الشراب في جوفه: جرعه جرعاً متداركاً له صوت. وفي الحديث: "
فكأنما يجرجر في جوفه نار جهنم " .
ومن
المجاز: داره يجر الجبل أي بأسفله، كما يقال: بذيل الجبل. وإنه ليجر جيشاً كثيراً،
وجيش جرار: يجر عتاد الحرب. قال:
ستندم
إذ يأتي عليك رعيلنا ... بأرعن جرار كثير صواهله
والإبل
الجارة: العوامل، لأنها تجر الأثقال، أو تجر بالأزمة. ولا جارة لي في هذا أي لا
منفعة تجرني إليه وتدعوني. وأجر لسانه: منعه من الكلام، واصله من إجرار الفصيل،
وهو أن يشق لسانه ويشد عليه عود لئلا يرتضع، لأنه يجر العود بلسانه. وأجررت فلاناً
رسنه: تركته وشأنه. وأجررته الدين إذا أخرته. وأجرني أغاني إذا غناك صوتاً ثم
أردفه أصواتاً متتابعة. قال:
فلما
قضى مني القضاء أجرني ... أغاني لا يعيا بها المترنم
وكان
ذلك عام كذا وهلم جرا إلى اليوم. وفلان يجر الإبل على أفواهها إذا سارها سيراً
ليناً وهي تأكل. قال:
لطالما
جررتكن جراً ... حتى نوى الأعجف واستمرا
فاليوم
لا آلو الركاب شراً
أي
سمن الأعجف وثابت إليه نفسه. وأصابتنا السماء بجار الضبع، وهو السيل الذي يخرجها
من وجارها. وهذا مطر جار الضبع، ومطرة جارة الضبع. وجرت الخيل الأرض بسنابكها إذا
خذتها. وجرت الحامل، فهي جرور إذا زادت على وقت حملها. واستجررت لفلان: انقدت له. وألقاه في جريته أي
أكله وهي الحوصلة. وفرس جرور ضد قوود. وبئر جرور، ومتوح، ونزوع أي يسنى منها،
ويستقي على البكرة، وينزع بالأيدي.
وفي
مثل " سطى مجر، ترطب هجر " أي يا مجرة. وفي الحديث: " خلوا بين جرير والجرير " وهو زمام من
أدم، وكان ينازع على زمام ناقته عليه السلام وهو مثل في التخلية.
ج
ر زجرزه الزمان: اجتاحه. قال تبع:
لا
تسقني بيديك إن لم ألقها ... جرزاً كأن أشاءها مجروز
وأرض
مجروزة، وقد جرزت: قطع نباتها. وأرض جرز، وأرضون أجراز، وسنون أجراز: جدبة. ومفازة
مجراز. قال الراعي:
وغبراء
مجراز يبيت دليلها ... مشيحاً عليها للفراقد راعياً
وسيف
جراز. و " لن ترضى شانئة إلا بجرزة " مثل في العداوة، وأن المبغض لا
يرضى إلا باستئصال من ببغضه. وضربه بالجرز، وخرجوا بأيديهم الجرزة. وجاء بجرزة من
قت، وبجرز منه وهي الحزمة.
ومن
المجاز: رجل جروز: أكول لا يدع على المائدة شيئاً. وامرأة جارز: عاقر.
ج
ر سما سمعنا له جرساً ولا همساً وهما الخفي من الصوت، وسمعت جرس الطير وهو صوت
مناقيرها إذا نقرت، وأجرس الطائر، وأجرس لإبلك: ارفع جرسك بالحداء. قال:
تنجو
إذا ما الحاديان أجرسا ... تسير فيها القوم خمساً أملسا
وجرس
الكلام: نغم به. والحروف كلها مجروسة إلا أحرف اللين. وفلان مجرس لي أي موضع
للكلام معه. قال:
أنت
لي مجرس إذا ... ما نبا كل مجرس
وجرس
بالقوم: صوت بهم. وأجرسني السبع: سمع جرسي. وجرست النحل نور الشجر: أكلته، ولها
عند ذلك جرس وهي جوارس. قال أبو ذؤيب:
تظل
على الثمراء منها جوارس ... مراضيع صهب الريش زغب رقابها
ومن
المجاز: رجل مضرس مجرس أي عضته الأمور بأضراسها وأكلته حتى عرفته. وأجرس الحلي
والجرس، واجرس به صاحبه. قال العجاج:
تسمع
للحلي إذا ما وسوسا ... والتج في أجيادها وأجرسا
زفزفة
الريح الحصاد اليبسا
ج
ر شجرش الملح والحب جرشاً: لم ينعم طحنه ودقه، وملح جريش. وجرش الرأس بالمشط: حكه
حتى يهيج هبريته، ويقال للمشاطة: الجراشة، وكذلك ما يتحات من الخشب.
ج
ر ضجرض بريقه جرضاً: غصّ به. وجرض ريقه وجرعه بمعنىً. يقال: فلان يجرض عليك ريقه
غيظاً.
وفي
مثل " حال الجريض دون القريض " قال أبو الدقيش: الجريض الغصة، والقريض الجرة،
أي منعت الغصة من الاجترار. وأفلت فلان جريضاً أي مشرفاً على الهلاك قد بلغت نفسه
حلقه فجرض بها، كقولهم: " أفلت بجريعة الذقن " وكقول الهذلي:
نجا
سالم والنفس منه بشدقه ... ولم ينإلاّ جفن سيفٍ ومئزرا
وكقوله
تعالى: " كلاّ إذا بلغت التّراقي " . " فلولا إذا بلغت الحلقوم " . فالجريض في "
حال الجريض " بمعنى الريق المجروض، أو اسم غير مصدر بمعنى الغصة، وفي "
أفلت جريضاً " بمعنى الجرض، كالسقيم والسقم، وينصره جمعه على جرضى كمرضى. قال
رؤبة:
أصبح
أعداء تميم مرضى ... ماتوا جوًى والمفلتون جرضي
وعن
النضر أي أفلتك ولم يكد، فجرضت عليه ريقك، وأنشد البيت، فجعله فعيلاً بمعنى مفعول،
مجروض عليه، وجمعه فعلى، كجريح وجرى، ولا يساعد عليه القرآن والشعر، والقول ما
قدمته.
ج
ر عجرعت الماء، واجترعته بمرة، وتجرعته شيئاً بعد شيء، وما سقاني إلا جرعة،
وجريعة، وجرعاً. وبتنا بالأجرع، وبالجرعاء، ونزلوا بالأجارع وهي أرضون حزنة يعلوها
رمل.
ومن
المجاز: تجرع الغيظ. وقال:
والحرب
يكفيك من أنفاسها جرع
و
" أفلت بجريعة الذقن " .
ج
ر فجرف الشيء واجترفه: ذهب به كله. وجرف الطين والزبل عن وجه الأرض: سحاه
بالمجرفة. وتجرفته السيول، وسيل جراف.
ومن
المجاز: فلان يبني على جرف هار، لا يدري ما ليل من نهار. وجرف الدهر ماله، وعام
وطاعون جارف، وفيه شؤم جارف.
ج
ر لسمعت من يقول: اللبن دم سلبته الطبيعة جرياله أي حمرته. وسئل الأعشى عن قوله:
وسبيئة
مما تعتق بابل ... كدم الذبيح سلبتها جريالها
فقال:
شربتها حمراء، وبلتها صفراء.
ج
ر مجرم النخل، وجرم صوف الغنم، وهو زمن الجرام. وهذه نخلة كثيرة الجريم أي التمر.
وهب لنا جرامة نخلك وهو ما يترك على الكرب. قال الأعشى:
فلو
كنتم تمراً لكنتم جرامة ... ولو كنتم نبلاً لكنتم معاقصا
وتجرم
العام، والشتاء، والصيف: تصرم. وجرمناه: قطعناه وأتممناه، وعام مجرم. وأقمت عنده تم عام مجرم. ويقول أهل
الحجاز: أعطيته كذا جريماً من التمر، وهو مد النبي صلى الله عليه وسلم. وجرم فلان،
وأجرم، وهو جارم على نفسه وقومه. قال:
وإن
جار لهم جرمت يداه ... وحلوه البلاء عن النعيم
كفوه
ما جنى حدباً عليه ... بطول الباع والحسب العميم
ومالي
في هذا جرم، وأخذ فلان بجريمته، وهم أهل الجرائم، وهذا جريمة أهله، وجارمتهم
وجارحتهم أي كاسبهم. والعقاب جريمة فرخها. ولا جرم لأحسنن إليك. ورجل جريم: عظيم الجرم، وامرأة جريمة،
وجلة جريم. ورمي عليه بأجرامه. وما عرفته إلا بجرم صوته أي بجهارته. وهذه بلاد جرم
وبلاد صرد أي حر وبرد. وجمع جراميزه إذا تقبض ثم وثب عليه.
ج
ر نجرن التمر في الجرين أي في المربد.
ومن
المجاز: ضرب الإسلام بجرانه أي ثبت واستقر، وهو من المجاز المنقول من الكناية من
قولهم: ضرب البعير بجرانه، وألقى جرانه إذا برك. ويقال: ألقى فلان على هذا الأمر
جرانه إذا وطن عليه نفسه.
ج
ر وكلبة ذات جراء وأجر. وولد كل سبع جروه. وذئبة مجرٍ ومجريةٌ. ويقال للأسد أبو
أشبال، وأبو أجرٍ. قال زهير:
ولأنت
أشجع حين تتجه ال ... أبطال من ليث أبي أجر
ونهر
سريع الجرية، وما أجرى نهركم، وعيناه تستجريان الدموع. قال امرؤ القيس:
متى
تر داراً من سعاد تقف بها ... وتستجر عيناك الدموع فتدمعا
وجارية
بينة الجراء والجراء. وكان ذلك في أيام جرائها. وهو جري بين الجراية والجراية وهي
الوكالة. وجريت فلاناً، واستجريته.
ومن
المجاز: " أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجر زغب " وهي الضغابيس. وياقل جرو البطيخ، والرمان، والحنظل:
للصغير منها. و " ضرب على الأمر جروته " إذا وطن عليه نفسه، وكان أصله أن قانصاً
كانت له كلبة يصيد بها، فضربها على الصيد فقيل " ضرب عليه جروته " فسير
مثلاً. قال:
فضربت
جروتها وقلت لها اصبري ... وشددت من ضيق المقام إزاري
وضرب
عنه جروته إذا طاب عنه نفساً.
ج
ر يوالشمس تجري، والريح تجري. وجرت الخيل، وأجروا الخيل. وجاراه في كذا مجاراة،
وتجاروا. وفرس ذو أجاري، وغمر الجراء. وأخبرني عن مجاري أمورك. وأجرى إليه ألف دينار، وأجرى عليهم الرزق.
واستجراه في خدمته. وسميت الجارية لأنها تستجرى في الخدمة. وتقول: عمل على هجيراه،
وجرى على إجرياه، وهي طريقته وعادته التي يجري عليها وفي الحديث " ولا
يستجرينكم الشيطان
" أي لا يستتبعنكم حتى تكونوا منه بمنزلة الوكلاء من الموكل.
ج
ز أجزأت الماشية بارطب من الماء، واجتزأت، وتجزأت، وهن جازئات وجوازيء.
قال
الشماخ:
إذا
الأرطى توسد أبرديه ... خدود جوازيء بالرمل عين
وقد
اجتزأت بالقليل عن الكثير، وتجزأت، وهو من الجزء. وجزأت الشيء تجزئة، وشيء مجزأ:
مبعض. وتجزأ المال: تفرق. وجزأت الشيء بالتخفيف: نقصت منه جزءاً، ومنه المجزوء من
الشعر. وأجزأني كذا: كفاني، وهذا مجزيء، وتقول تميم: البدنة تجزيء عن سبعة، وأهل الحجاز تجزي. وبهما
قريء " لا تجزي نفس
" وأجزأت عنك مجزأ فلان أي أغنيت. وأجزأت السكين: جعلت له جزأة وهي الحلقة التي
ينقذها السيلان من نصابه.
ومن
المجاز: أجزأت الروضة إذا التفت وحسن نبتها، لأنها حينئذ تجزيء الراعية، وروضة
مجزئة. وبعير مجزيء: قوي سمين، لأنه يجزيء الراكب والحامل، وإبل مجازيء.
ج
ز رجزر لهم الجزار: نحر لهم جزوراً، واجتزروا: جزر لهم، وهم نحارون للجزر. وأخذ
الجازر جزارته وهي حقه، كما يقال: أخذ العامل عمالته، وهي الأطراف والعنق. "
وإياكم وهذه المجازر
" . وذبح جزرة وهي الشاة، وقد أجزرتك بعيراً أو شاة: دفعته إليك لتجزره.
ومن
المجاز: جزر الماء عن الأرض: انفرج وحسر. قال أبو ذؤيب:
حتى
إذا جزرت مياه زرانه ... وبأيّ حزملاوة يتقطع
ومنه
الجزر والمد، والجزيرة والجزائر. ويقال جزيرة العرب: لأرضها ومحلتها، لأن بحر فارس
وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أحدقت بها.
ج
ز زجز الشعر، والزرع، والنخل، وهذا زمن الجزاز. ويقال: جزوا ضأنهم وحلقوا معزهم،
وهذه جزازة الضائنة، وحلاقة الماعزة. وأعطني جزازة أديمك وهي سقاطته إذا قطع. ولمن
هذه الجزوزة وهي الغنم تجز أصوافها، كالقتو به والركوبة لما يقتب ويركب. وعندي
جزيزة من الصوف وجزة وجزائز وجزز. وأجز الشعر والنبات.
ومن
المجاز: عندي بطاقات وجزازات وهي الوريقات التي تعلق فيها الفوائد. تقول: كم لي من الحزازات، على تلك الجزازات.
ويقال للحياني: هو عاض على جزة.
وفي
مثل " ما أعرفني من أين يجز الظهر " . ويقال: ما هكذا يجز الظهر.
ج
ز عجزع الوادي: قطعه عرضاً. قال امرؤ القيس:
وآخر
منهم جازع تجد كبكب
وهم
بجزع الوادي وهو منقطعه. ونزلوا بين أجراعٍ وأجزاع. وتجزع الشيء: تقطع وتفرق. قال
الراعي:
ومن
فارس لم يحرم السيف حظه ... إذا رمحه في الدارعين تجزعا
ومنه
الجزع الظفاري لأن لونه قد تجزع إلى بياض وسواد. قال امرؤ القيس:
كأنّ
عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب
ويقال: فلان ينظم الجزع بالليل لحدة بصره. ومالي
من اللحم إلاّ مزعه، ومن الماء إلاّ جزعه؛ وهي أقل من نصف السقاء. وجزع البسر،
وجزع، وبسر مجزع ومجزع: قد أرطب بعضه وبعضه غض أي صار كالجزع في اختلاف لونه أو
صير. وفي الحديث " كان يسبح بالنوى المجزع " وهو الذي حكك حتى صار ذا
لونين، ومنه لحم مجزع: فيه بياض وحمرة. ودابة مجزع: فيها اختلاف ألوان. ووتر مجزع:
لم يحسنوا إغارته فاختلفت قواه. وجزع فلان أي ساعة مجزع.
ومن
المجاز: مضت صبة من الليل وجزعة وهي ساعة من أوله.
ج
ز فباعه كذا وابتاعه منه جزافاً وبالجزاف. وجازفه في البيع مجازفة وجزافاً.
واجتزفت هذا الشيء: أخذته جزافاً. وبيع جزيف: مجتزف.
ج
ز لحطب جزل، وأنشد ثعلب:
فويهاً
لقدرك ويهاً لها ... إذا اختير في المحل جزل الحطب
لأن
اللحم غث يبطىء نضجه. وأنشد سيبويه:
متى
تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا
وضرب
الصيد فجزله جزلتين أي قطعتين. وأعطاه جزلة من رغيف، وعنده حمامة بجواز لها.
ومن
المجاز: رجل جزل: ذو عقل ورأي، وقد جزل، وما أبين الجزالة فيه، وقد استجزلت رأيك
في هذا الأمر. وهو جزل العطاء، وله عطاء جزل وجزيل، وأجزل عطيته، وأجزل له في
العطاء. وإن فعلت كذا فلك الذكر الجميل، والثواب الجزيل. وامرأة جزلة: ذات أرداف.
وإن قيل لك: فلان جزل الرأي فأردت إنكاره فقل: بل جزل الرأي أي فاسده، من الجزل في
الغارب وهو حدوث دبرة فيه تهجم على الجوف فتهلكه.
ج
ز مجزمت ما بيني وبينه: قطعته، وجزم اليمين: قطعها البتة. وجزم على كذا: عزم عليه.
وأمرته أمراً جزماً، وحلف يميناً جزماً. وتقول: هذا حكم جزم، وقضاء حتم. وقلم جزم: مستوى
القط لا حرف له. و
" التكبير جزم والسلام جزم " وهو ترك الإفراط في الهمز والمدّ.
ج
ز يالله يجزيك عني ويجازيك. قال لبيد:
وإذا
جوزيت قرضاً فاجزه ... إنما يجزي الفتى ليس الجمل
وكما
تجازي تجازي. وأحسن إليه فجزاء خيراً إذا دعا له بالمجازاة. وهذا رجل جازيك من رجل
أي كافيك. وهذا لا يجزي عنك أي لا يقضي، ومنه جزية أهل الذمة لأنها تقضي عنهم.
يقال: أدّوا جزيتهم وجزاهم. واشترى من دهقان أراضاً على أن يكفيه جزيتها أي خراجها.
ومن
المجاز: جزتك الجوازي أي أفعالك أي وجدت جزاء ما فعلت. قال:
جزتك
الجوازي عن صديقك نضرة ... وأدناك ربي في الرفيق المقرب
أو
ألطاف الله وأسباب رحمته. قال الحطيئة:
من
يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
أو
أراد جمع جازية بمعنى الجزاء.
ج
س أجسأت مفاصله جسوءاً، وجست تجسو جسواً وهو يبس وصلابة. وفي عنق الدابة جسأة وهي
يبس المعطف، ودابة جاسئة القوائم:
يابستها
لا تكاد تنعطف ... وأرض جاسئة وجبل
جاسيء
وجاسٍ. قال ابن الرقاع:
يتعاوران
من الغبار ملاءة ... بيضاء مخملة هما نسجاها
تطوى
إذا هبطا مكاناً جاسياً ... وإذا السنابك أسهلت نشراها
ولهم
قلوب قاسية، كأنها صخور جاسية. ويد جاسئة من العمل، وقد جسأت منه وبسأت به.
ج
س ددم جاسد وجسيد: جامد يابس. ودم كلون الجساد وهو الزعفران. ولبسن المجاسد وهي
الشعر، جمع مجسد أو مجسد، وعليها مجسد مجسد أي شعار مزعفر. ولا تخرجن إلى المساجد
في المجاسد.
ج
س ررجل جسور، وفيه جسارة، وقد جسر على عدوه، ولا يجسر أن يفعل كذا، وإن فلاناً
يشجع أصحابه ويجسرهم، وتجاسرت على كذا: تجرأت عليه، وإنك لقيل التجاسر علينا.
وناقة جسرة: قوية جريئة على السفر.
قال
الأعشى:
قطعت
إذا خب ريعانها ... بدوسرة جسرة كالفدن
وقال
امرؤ القيس:
فدعها
وسل الهم عنك بجسرة ... ذمول إذا صام النهار وهجرا
وجارية
جسرة السواعد، وجسرة المخدم: ممتلئتها. وأرادوا العبور، فعقدوا الجسور.
ومن
المجاز: رحم الله امرأ جعل طاعته جسراً إلى نجاته. وجسرت الركاب المفازة
واجتسرتها: عبرتها عبور الجسر. قال ذو الرمة:
فلا
وصل إلا أن تقارب بيننا ... قلائص يجسرن الفلاة بنا جسرا
واجتسرت
السفينة البحر: عبرته. قال أمية ابن أبي الصلت في وصف سفينة نوح عليه السلام
فهي
تجري فيه وتجتسر البح ... ر بأقلاعها كقدح المغالي
وفي
حديث عوج " فوقع على نيل مصر فجسرهم سنة " أي صار لهم جسراً. والخيل
تجاسر بالكماة: تمضي بها وتعبر. قال:
تجاسر
بالكمآة إلى ضراح ... عليها الخط والحلق الحصين
وقال
الطرماح
قوداً
تجاسر بالحدو ... ج بشاطيء الشرف المقابل
ج
س سجس الطبيب يده، ومجسته حارة. وجس الشاة: غبطها. وكيف ترى مجستها فتقول: دالة
على السمن.
وفي
مثل " أفواهها مجاسها " أي إذا رأيتها تجيد الأكل أولاً فكأنما جسستها.
ومن
المجاز: جسوه بأعينهم، وفلان واسع المجس، كما تقول: رحيب الذراع، وفي ضده ضيق
المجس، وإنّ في مجستك لضيقاً. وتجسسوا الأخبار وهو من جواسيس العدو. واجتست الإبل البارض: التمسته بأفواهها.
ج
س مرجل جسيم، وفيه جسامة. وتقول: رجال جسام، ووجوه وسام، وما فيهم حسام.
ومن
المجاز: أمر جسيم، وهو من جسام الأمور وجسيمات الخطوب. وتجسمت الأمر: ركبت جسيمه
ومعظمه. وفلان يتجشم المجاشم، ويتجسم المعاظم. قال الراعي:
رأيت
الكلب كلب بني كليب ... تجسم حول دجلة ثم هابا
وتجسموا
من العشيرة رجلاً فأرسلوه أي اختاروا أكبرهم. وتجسموا من الإبل ناقة فانحروها.
وتجسم في عيني كذا: تصور. وتجسم فلان من الكرم، وكأنه كرم قد تجسم.
ج
ش أ" تجشأ لقمان من غير شبع " مثل فيمن يتحلّى بغير ما هو فيه. وتقول: ما بك إلا الغداء والعشاء، والكظة
والجشاء. وجشأت نفسه من شدة الفزع والغم إذا نهضت إليه وارتفعت. قال عمرو بن الإطنابة:
أقول
لها إذا جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
وتقول:
إذا رأى طرة من الخرب نشأت، جاشت نفسه وجشأت.
ومن
المجاز: جشأت الأرض: أخرجت جميع نباتها، كما يقال: قاءت الأرض أكلها، وجشأت الرياض
برياها، وجشأت البلاد بأهلها: لفظتها. وجشأت علينا النعم: طرأت. وجشأ البحر بأمواجه.
ج
ش رجشروا دوابهم، وجشروها: رعوها قريباً من البيوت. ومنه حديث ابن مسعود " لا
يغرنكم جشركم من صلاتكم فإنّما هي من كوفتكم " ونعم جشر، وهو جشار أنعامنا.
وأصبح بنو فلان جشراً إذا باتوا مع النعم لا يروحون إلى بيوتهم. وجشر المال عن
أهله: خرج إلى الرعي.
ومن
المجاز: جشر الرجل عن أهله إذا سافر. وجشر الصبح: خرج، ولاح أبلق جاشر. واصطبحوا الجاشرية وهي الشربة مع جشور
الصبح نسيت إلى الصبح الجاشر. قال:
إذا
ما شربنا الجاشرية لم نبل ... أميراً وإن كان الأمير من الأزد
ج
ش شجش الحب: لم ينعم طحنه، وأعرني مجشتك وهي رحاً صغيرة يجش بها. واسقني جشيشة وهي
السويق. ورجل أجش الصوت: جهيره، وفي صوته جشة. وفرس أجش وعد أجش.
ج
ش عقبح الله الجزع والجشع وهو الحرص الشديد. وفلان جشع على الطعام. وهو من جشعه،
يأكل الطعام على بشعه. وفلان مطعمه بشع، وهو عليه جشع.
ج
ش مجشمت الأمر، وتجشمته: تكلفته على مشقة. وألقى عليه جشمه أي كلفته وثقله، وروي
بضم الجيم. وقال العجاج:
يدق
إبزيم الحزام جشمه
أراد
جوفه المنتفخ، سماه جشماً لثقله. وجشمتك ما أتعبك. وقال المرقش:
ألم
تر أن المرء يجذم كفه ... ويجشم من أجل الصديق المجاشما
ج
ع بنكبوا الجعاب، وسكبوا النشاب. ومعه جعبة فيها بنات الموت. وهو جعاب حسن
الجعابة، وقد جعب لي فأحسن.
ج
ع دشعر جعد، وقد جعد جعودة، ورجل جعد الشعر، وقوم جعاد، وجعد شعره تجعيداً. قال:
قد
يتمتني طفلة أملود ... بفاحم زينه التجعيد
ومن
المجاز: ثرًى جعد، ونبات جعد. ورجل جعد الأصابع، وجعد البنان: للبخيل. وأما قولهم: جعد للجواد فمن للكناية عن
كونه عربياً سخياً، لأن العرب موصوفون بالجعودة. قال:
هل
يروين ذودك نزع معد ... وساقيان سبط وجعد
أي
عجمي وعهربي، لأنهما لا يتفاهمان فلا يشتغلان بالكلام عن السقي. وزبد جعد: متراكم.
قال ذو الرمة:
تنجو
إذا جعلت تدمى أخشتها ... واعتم بالزيد الجعد الخراطم
ورجل
جعد القفا: لئيم الحسب. قال:
امسح
من الدرمك عندي فاكاً ... إني أراك رجلاً كذاكا
جعد
القفا قصيرة رجلاكا
وقدم
جعدة: قصيرة. وقال شريح لرجل: إنك لسبط الشهادة، قال: إنها لم تجعد عني.
ج
ع رفي مثل " أعيث من جعار " وهي الضبع، سميت لكثرة جعرها وهو نجو السباع. تقول: رمي الجمل ببعره، والذئب بجعره.
وكوى دابته في جاعرتيه وهما مضربا ذنبه.
ج
ع لجعل الله الظلمات والنور: خلقهما. وجعل الشمس سراجاً: صيرها كذلك. وجعل يفعل
كذا. وأنزل القدر بالجعال والجعالة وهي الخرقة. وأعطى العامل جعله وجعالته وجعيلته
أي أجره. وأعطى العمال جعالاتهم وجعائلهم. وقسموا الجعالات وهي ما يتجاعله الناس بينهم عند
البعث والأمر، يحزبهم من السلطان. وأجعلت لفلان فعمل لي كذا أي بينت له جعلاً.
وفلان يجاعل فلاناً:
يصانعه
برشوة. وقد أجعلت الكلبة أي اشتهت الفحل، وكلبة مجعل. وكأنهم الجعلان يدفعن النتن
بآنافها.
ومن
المجاز: سدك به جعله إذا لزمه أمر مكروه. وتقول: مررت بجعل، يرمي بشعل؛ أي بأسود
يأتي بحجج زهر.
ج
ف أذهب الزبد جفاء أي مدفوعاً مرمياً به، قد جفأه الوادي إلى جنباته. ويقال: جفأت القدر بزبدها. ومر جفاء من العسكر
إلى البيات أي جماعة معتزلة من معظمه. وتقول سامه جفاء، ونبذه جفاء إذا عزله عن
صحبته.
ج
ف رفرس مجفر الجنبين: منتفجهما، وقد أجفر جنباه. قال امرؤ القيس:
بمجفرة
حرف كأن قتودها ... على أبلق الكشحين ليس بمغرب
أي
ليس بلقه بإغراب وهو المتسلخ بياضاً حتى يحمرّ. وفرس عظيم الجفرة وهي وسطه. وذبح
لهم جفرة وهي الماعزة الجذعة، والذكر جفر لإجفار جنبيه. وحفروا جفراً: بئراً واسعة
لم يطووها. وتقول: أكب فلان على حفره، حتى انكب في جفره. وجفر الفحل عن الإبل،
وربض الكبش عن الغنم إذا امتنع عن الضراب، وفحل جافر. والشمس مجفرة مبخرة. وتقول:
يملأ الجفير، قبل أن يقع النفير؛ وهو الواسع من الكنائن.
ومن
المجاز: غلام جفر: وقد استجفر إذا اتسع جفره أي جوفه وأكل. وفلان منهدم الجفر: لا
رأي له. وإن جفرك إليّ لهارٌّ أي شرك إليّ متسرع.
ج
ف فجفف أهل الحرب: صنعوا التجافيف.
ومن
المجاز: فلان لا يجف لبده إذا لم يفتر عن سعيه. والبس للفقر تجفافاً أي استعدّ له.
ج
ف لجفل القوم، وأجفلوا، وانجفلوا، وتجفلوا: أسرعوا في الهزيمة والهرب، وأتوهم
فجفلوهم عن مراكزهم، وجفل القناص الوحش عن مراعيها. ووقعت في الناس جفلة إذا خافوا
فانجفلوا. ورجل أجفيل: جبان فرور، وظليم إجفيل. وهم يدعون الجفلى وهي الدعوة
العامة، يجفلون إليها.
ومن
المجاز: ريح جافل، وجافلة، وجفول: سريعة الهبوب. وأجفل الغيم: أقشع، وانجفل الليل
والظل: ذهب. وانجفل الخبز في التنور: لم يلتزق بسطحه فسقط. وإنه لجافل الشعر، وقد
جفل شعره إذا ثار شعثاً وتنصب. وتجفل الديك: تنفش عرفه.
ج
ف نبنو فلان يقرون في الجفان. وجفنوا: صنعوا جفاناً، وجفن فلان لفلان، وأتنا نجفن
لك. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه " انكسرت قلوص من إبل الصدقة فجفنها
" وتجفن فلان:
انتسب
إلى آل جفنة. وشرب فلان ماء الجفن وهو الكرم، والجفنة الكرمة. وتحالفوا على القتال ففضوا أجفانهم، وغضوا أجفانهم
أي كسروا غمودهم.
ومن
المجاز: أنت الجفنة الغراء: للجواد المضياف. قال يرثيه:
يا
جفنة كإزاء الحوض قد كفئت ... ومنطقاً مثل وشي اليمنة الحبرهْ
ولب
الخبز ما بين جفنيه وهما وجهاه.
ج
ف و
جفاني
فلان: فعل بي ما ساءني واستجفيته. والأدب صناعة مجفو أهلها. وجفت المرأة ولدها فلم
تتعاهده. وثوب جاف: غليظ، وقد جفا ثوبه. وهو من جفاة العرب. وجفا السرج عن ظهر
الفرس، وجنب النائم عن الفراش وتجافى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع "
وأجفاه صاحبه وجافاه. قال:
وتشتكي
لو أننا نشكيها ... غمز حوايا قلما نجفيها
وجافى
عضديه.
ومن
المجاز: أصابته جفوة الزمان وجفاوته.
ج
ل بجلب الشيء واجتلبه، والجالب مرزوق. واشتر من الجلب، وعبد جليب. وطارت جلبة
الجرح، وجلب الجراح أي قشورها. وأجلب عليهم، وما هذه الجلبة، وما هذا الجلب
واللجب، وأدنت عليها من جلبابها، وتجلببت، وجلببتها.
ومن
المجاز: جلبته جوالب الدهر، وهذا مما يجلب الأحزان، ولكل قضاء جالب، ولكل در حالب.
ج
ل حرجل أجلح، وبرأسه جلحة.
ومن
المجاز: هودج أجلح: لا قبة له. وتيس وثور أجلح، وعنز وبقرة جلحاء: بلا قرن. وقرية
جلحاء: لا حصن لها. وهضبة جلحاء ملساء. ويوم أجلح وأصلع: شديد. قال:
قد
لاحها يوم سموم ملهاب ... أجلح ما لشمسه من جلباب
وجالحني
فلان وجلح عليّ: كاشفني بالعداوة، ولا تجلح علينا يا فلان، وجلح فلان تجليح الذئب.
وفلان وقع مجلح. وفي وجهه تجيح وهو الإقدام على الشر وتكشيف العداوة وتصريحها.
وقال العجاج:
وقول
لا تهلكن وقول ... جلح ولا تحصر ومن لا يحتل
يضعف
ويقتل بالليالي القتل
أي
صمم.
ج
ل دجلده بالسياط. وجلد الكتاب: ألبسه الجلد. وجلد البعير: كشطه عنه. وأريد دابة من
دواب رجلك، وكسوة من ثياب جلدك. وجالدوهم بالسيوف: ضاربوهم. واستحر بينهم الجلاد والمجالدة، وتجالدوا
واجتلدوا. وجلدت به الأرض: صرعته: قال العباس بن مرداس:
إذا
حملت سلاحي فوق مشرفة ... من الجياد تردى العير مجلودا
وجلدت
الأرض: من الجليد، وأرض مجلودة. وهو عظيم الأجلاد والتجاليد وهي جسه وأعضاؤه. ورجل
جلد وجليد، وفيه جلد، ومجلود، وتجلد للشامتين.
ومن
المجاز: جلدته على هذا الأمر: أجبرته عليه. وإن فلاناً ليجلد بخير أي يظن به الخير.
ج
ل زما أعطاه جلاز سوط، وهو ما يجلز به أي يعصب من عقب وغيره، وكذلك جلاز نصاب
السكين والقوس. وقيل الجلازة أخص من الجلاز، كما أن العصابة أخص من العصاب، والجمع
جلائز. قال الشماخ:
مطل
بزرق لا يداوي رميها ... وصفراء من نبع عليها الجلائز
والجلز
شدة العصب، ومنه رجل مجلوز الخلق: معصوبة. وهو جلواز من الجلاوزة وهم الشرط.
ونقول: المراوزة، أكثرهم جلاوزه. وعن بعض العرب: لا تنكحن حنانةً ولا منّانةً ولا
ذات جلاوزة، أي امرأة تحن إلى زوجها الأول ولا ذات مويلٍ تتطاول به عليك ولا ذات
أولاد. وسمّي الجلواز لجلوزته، وهي شدة سعيه وذفيفه بين يدي أميره.
ج
ل سهو حسن الجلسة، وهذا جليسه وجلسه ومجالسه. ولا تجالس، من لا تجانس. وتجالسوا
فتآنسوا. ورأيتهم مجلساً أي جالسين. قال ذو الرمة:
لهم
مجلس صهب السبال أذلة ... سواسية أحرارها وعبيدها
ورآني
قائماً فاستجلسني. وجلس القوم: أنجدوا، ورأيتهم يعدون جالسين أي منجدين و " أعطى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بلال بن الحارث معادن القبلية: جلسيّها وغوريّها " وقال دريد:
حرام
عليها أن ترى في حياتها ... كمثل أبي جعد فغوري أو اجلسي
وناقة
جلس: مشرفة. وكأنه كسرى مع جلسائه في جلّسانه، وهو قبة كانت له ينثر عليه من كوًى
في أعلاها الورد، تعريب " كلشان " .
ومن
المجاز: قول الشمّاخ:
فأضحت
على ماء العذيب وعينها ... كوقب الصفا جلسيها قد تغوّرا
أي
غار ما كان مرتفعا منها. وجلست الرخمة: جثمت. وفلان جليس نفسه إذا كان من أهل
العزلة.
ج
ل فجلفت ظفره عن إصبعه: استأصلته، وهو أبلغ من جرفت. وجلفت السنون أموالهم،
وتعرقتهم الجلائف، وأصابتهم جليفة عظيمة وهي السنة. قال العجير:
وإذا
تعرقت الجلائف ماله ... خلطت صحيحتنا إلى جربائه
وتقول: من استؤصل بالجلائف استوصل بالخلائف. وجلف
الطين عن رأس الدن. وأطل جلفة قلمك وهي من مبراه إلى سنه، سميت بالمرّة من الجلف.
يقال: جلفته بالسيف جلفة إذا بضعت من لحمه بضعة. وعندي جلف شاة وهي المسلوخة، جلف
رأسها وقوائمها. وأعرابي جلف: جاف.
ج
ل لجل في عيني، وجلّ عن كذا. وهذه ناقة تجل عن الإعياء. قال:
بناجية
تجل عن الكلال
وأجللت
فلاناً: وجدته جليلاً. وأنا أجلك عن هذا. وماله دق ولا جل، ولا دقيقة ولا جليلة.
وأتيته فما أدقني ولا أجلني. وما أجلني ولا أحشاني أي ما أعطاني من الجلة ولا
الحاشية. وأخذ جله، وكبره، وعظمه بمعنى. وهذا شيء جلل أي هين. قال:
ألا
كل شيء سواه جلل
وقوم
أجلة. وإبل جلة. قال امرؤ القيس:
ألا
إن لم تكن إبل فمعزى ... كأن قرون جلتها العصيّ
وجلت
هذه الناقة: أسنت. وفلان يتجال علينا: يتعاظم. وهو من إخواني وصدقاني وجلاني. وأنا
أتجاله أي أعظمه. وركب فلان الجلّى، وركبوا الجلل، كالكبرى والكبر. وقرأ مجلة
لقمان أي صحيفته. وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إذا أنشد شعر أمية قال: مجلة
ابن أبي الصلت. وعن ابن الأعرابي: قلت لأعرابي: ما المجلة وكانت في يده كراسة
فقال: التي في يدك، وأنشد لرجل من بني يربوع:
هل
تعرف الدار عفت بالعرفة ... فبطن قوَّ فأعالي الجلّة
مثل
الكتاب لاح في المجلة
وجلله: غطاه، وتجلل بثوبه: تغطى به. وحصان مجلل.
وسحاب مجلجل مجلل أي راعد مطبق بالمطر. وجلجل الياسر القداح: حركها. واستعمل فلان
على الجالية والجالة وهم الذين ينهضون من أرض إلى أرض، يقال: جلّ عن البلد جلولاً
بمعنى جلا عنه.
ومن
المجاز: تجلله الهم والمرض. قال النمر:
وثارت
إلينا بالصعيد كأنما ... تجللها من نافض الورد أفكل
واستقر
ذلك في جلجلان قلبه أي في سويدائه. وهذا كلام خرج من جلجلان القلب إلى قمع الأذن
وهو في الأصل السمسم. وفلان يعلق الجلجل في عنقه إذا خاطر بنفسه وأعلمها للأمر.
ج
ل مجلم الصوف والشعر بالجلم: جزّه. وما هو إلا جلمد من الجلامد.
ج
ل هنزلوا بجلهتي الوادي وهما جهتاه.
ج
ل يجليت فلانة على زوجها أحسن جلوة، فاجتلاها وتجلاّها، وأعطى العروس جلوتها
وجلوتها وهي ما يعطيها عند الزفاف. ويقال: ما جلوتك؟ فتقول: وصيف. ونظرت إلى مجاليها. وجلا الصقل السيف
والمرآة جلاء. ومرآة مجلوة. وسيفي عند الجلاء. وهذا دواء يجلو البصر. وجلا لي
الشيء وانجلى وتجلّى، وجلاّه لي فلان. وجلوا عن بلادهم جلاءً. ووقع عليهم الجلاء.
وأجليناهم عنها وجلوناهم.
ويقال
للقوم إذا كانوا مقبلين على شيء محدقين به ثم انكشفوا عنه: قد أفرجوا عنه وأجلوا
عنه. يقال: أجلوا عن قتيل. ورجل أجلى الجبين، وبه جلاً.
ومن
المجاز: هو ابن جلا: للرجل المشهور أي ابن رجل قد وضح أمره وشهر. وما جلاؤك؟ أي ما
اسمك. وما أقمت عنده إلا جلاء يوم واحد أي بياضه. وانجلت عنه الهموم. وقد أجلوا
الهموم بكذا. وجلا الله عنك المرض. وهذا أمر جلي غير خفيّ. وأخبرني عن جلية الأمر
وهي ما ظهر من حقيقته.
ج
م حجمح الفرس براكبه: اعترّه على رأسه وذهب جرياً غالباً لا يملكه. وتقول: هذه
دابة سمحه، ما بها جمحة ولا رمحه. وفرس جموح، وبه جماح وجموح.
ومن
المجاز: جمحت المرأة إلى أهلها: ذهبت إليهم من غير إذن بعلها. وفلان جموح وجامح:
راكب لهواه. قال:
خلعت
عذاري جامحاً ما يردني ... عن البيض أمثال الدمى زجر زاجر
" لولوا إليه وهم يجمحون " أي يجرون جري الخيل الجامحة. وجمحت
السفينة: تركت قصدها. وجمحت المفازة بالقوم: طوحت بهم من بعدها. قال ذو الرمة:
وربّ
مفازةٍ قذفٍ جموحٍ ... تغول منحّب القرب اغتيالا
أي
جادّه يقال: نحب في سيره وعمله: جد فيه واجتهد اجتهاد الناذر. ألا ترى إلى قولهم:
سار فلان على نحب. وجمح بفلان مراده إذا لم ينله.
ج
م دأنقش وعدك في الجلمد، ولا تنقشه في الجمد.
===========================
ج2. كتاب : أساس البلاغة
المؤلف
: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري
ومن
المجاز: جمد لي عليه حق وذاب أي وجب، وأحمدته عليه: أوجبته. وسنة جماد، وأرض جماد.
لا حياً فيهما. وناقة جماد: لا لبن بها. ورجلٌ جامد الكف، وجماد الكف، ومجمد:
بخيل. وأجمد القوم: بخلوا وقل خيرهم، ومن ثم قيل للبرم: المجمد، وجمدت يده. وهو جامد العين، وجماد العين،
وجمودها، وله عين جمود:
قليلة
الدمع. ومازلت أضربه حتى جمد. وسيف جماد: يجمد من يضرب به. قال:
لسمعتم
من ثم وقع سيوفنا ... ضرباً بكل مهند جماد
ولك
جامد هذا المال وذائبه. وحماد له: دعاء على البخيل بجمود الحال، ونقيضه حماد له.
قال المتلمس:
جماد
لها جماد ولا تقولي ... لها أبداً إذا ذكرت حماد
وروي
بالعكس، الأول بالحاء والثاني بالجيم، وأنه يدعو لها، ونهى أن تدعو عليها.
ج
م رلها ساق كالجمارة وهي شحمة النخلة. وجمر النخلة تجميراً: قطع جمارها. وجمرت المرأة شعرها: جمعته وعقدته على
قفاها. وشعر مجمر: ملبد. وجمر الأمير الغزاة: حبسهم في الثغر وفي نحر العدو ولا
يقفلهم. قال سهم بن حنظلة الغنويّ:
معاوي
إما أن تجهّز أهلنا ... إلينا وإمّا أن نزور الأهاليا
ورُوي:
وإما أن نؤوب معاويا.
أجمرتنا
تجمير كسرى جنوده ... ومنيتنا حتى نسينا الأمانيا
وجمر
ثيابه. واستجمر بالعود. واستجمر المستطيب. وحافر ومنسم مجمر: نكبته الجمار حتى صلب
واشتد، وقيل هو المجموع المدار. وتجمر بنو فلان: تجمعوا. وجمرات القبائل ثلاث
كجمرات المناسك، طفئت منها ثنتان: ضبة بن أد لمحالفتها الررباب، والحارث بن كعب
لمحالفتها مذحج، وبقيت نمير بن عامر. قال الفرزدق:
وإذا
كلاب بني المراغة ربضت ... خطرت ورائي دارمي وجمارى
أراد
بني ضبة وهم أخواله وسمى أمهم المراغة وهي الموضع الذي تتمرغ فيه الدواب، يعني أن
الحمير تتمرغ بها كما تتمرغ بالأتان. وذبحوا فجمروا أي ألقوا اللحم على الجمر،
ولحم مجمر. وجمر الحاج، وهو يوم التجمير.
ومن
المجاز: الجمر في كبدي والجمار في خلاخلهن.
ومن
مجاز المجاز: قول أبي صخر الهذليّ:
إذا
عطفت خلاخلهن غصت ... مجمارات بردي خدال
شبه
أسؤق البرديّ الغضة بشحم النخل فسماه جماراً ثم استعاره لأسؤق النساء.
ج
م زفي الحديث " كانوا يأمرون الذين يحملون الجنازة بالجمز " : وهو سير
فوق العنق وهو الجمزي، يقال: هو يعدو الجمزي. وتقول إذا ركبت الجمازة، فلا تنس الجنازة.
ج
م سماء جامد وودك جامس، وقد جمس الودك على يده.
ج
م شظل يجمشها جمشاً ويجمشها تجميشاً وهو ان يقرصها ويغازلها، من الجمش وهو الحلب بأطراف
الأصابع، ورجل جماش: غزيل وامرأة جماشة. وركب جميش حليق، واطلى بالنورة فجمشت شعره.
ج
م عما جاءني إلا جميعة منهم، وكنت في مجمع من الناس. وهذا الكلام أولج في المسامع،
وأجول في المجامع. ومعه جمع غير جماع وهم الأشابة. قال أبو قيس بن الأسلت:
ثم
تجلت ولنا غاية ... من بين جمع غير جماع
وفي
الحديث " كان في جبل تهامة جماع قد غصبوا المارة " وهم كجماع الثريا وهي
كواكبها المجتمعة. قال ذو الرمة:
ونهب
كجماع الثريا حويته ... بأجرد محتوت الصفاقين خيفق
وتفتحت
جماعات الثمر. وقدر جامعة وجماع: تجمع الشاة. هذا الباب جماع الأبواب. وعن الحسن
" اتقوا هذه الأهواء التي جماعها الضلالة ومعادها النار " وفلان جماع
لبني فلان: يأوون إليه ويجتمعون عنده. واشترى فلان دابة جامعاً أي يصلح للسرج
والإكاف. وجمعتهم جامعة أي أمر من الأمور التي يجتمع لها. قال الفرزدق:
أولئك
آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير الجوامع
" وإذا كانوا معه على أمر جامع " وأخرج في جامعة وهي الغل. وقال:
كأيدي
الأسارى أثقلتها الجوامع
ورأيتهم
أجمعين، وجاءوا بأجمعهم، وهو يعمل نهاره أجمع، وليلته جمعاء، ورأيتهن جمع. وهو
جميع الرأي وجميع الأمر. قال ذو الرمة:
حداها
جميع الأمر مجلوذ السري ... حداء إذا ما استأنسته يهولها
يريد
الحمار. وحي جميع. ورجل مجتمع: استوت لحيته وبلغ غاية شبابه. وكنت في جامع البصرة.
وجمع القوم شهدوا الجمعة. وأدام الله جمعة بينكما كما تقول ألفة بينكما. وأجمعوا
الأمر وأجمعوا عليه. وفلانة بجمعٍ أي عذراء. وضربه بجمع كفه. واستجمع لفلان أمره.
واستجمع السيل. واستجمع الفرس جرياً. قال يصف السراب:
ومستجمع
جرباً وليس ببارحٍ ... تباريه في ضاحي المتان سواعده
أي
مجاريه. واستجمع الوادي إذا لم يبق منه موضع إلاّ سال. وعن بعض العرب: الرمة وفلج لا يستجمعان إنما يسيلان في
نواحيهما وأضواجهما. واستجمع القوم: ذهبوا كلهم. وجمعوا لبني فلان إذا حشدوا لقتالهم
" إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم " وأجمعت القدر غلياً. قال امرؤ القيس:
ونحشّ
تحت القدر نوقدها ... بغضاً الغريف فأجمعت تغلي
ومن
الكناية: فلانة قد جمعت الثياب أي كبرت، لأنها تلبس الدرع والخمار والملحفة.
ومن
المجاز: أمر بني فلان بجمع أي مكتوم، استعير من قولهم: فلانة بجمع، يقال: أمركم
بجمع فلا تفشوه.
ج
م لفلان يعامل الناس بالجميل. وجامل صاحبه مجاملة، وعليك بالمداراة والمجاملة مع
الناس. وتقول: إذا لم يجملك مالك، لم يجد عليك جمالك. وأجمل في الطلب إذا لم يحرص.
وإذا أصبت بنائبة فتجمل أي تصبر. وجمالك يا هذا، قال أبو ذؤيب:
جمالك
أيها القلب القريح
أي
صبرك. وأجمل الحساب والكلام ثم فصله وبينه. وتعلم حساب الجمل. وأخذ الشيء جملةً.
وجمل الشحم: أذابه.
واجتمل
وتجمل: أكل الجميل وهو الودك. واجتمل إذا استوكف إهالة الشحم على الخبز وهو يعيده
إلى النار. وقالت أعرابية لبنتها: تجملي وتعففي أي كلي الجميل واشربي العفافة أي
بقية اللبن في الضرع. وتقول: خذ الجميل وأعطني الجمالة وهي الصهارة. واستجمل
البعير: صار جملاً، ولا يسمّى جملاً إلا إذا بزل، وناقة جمالية: في خلق الجمل، ألا
ترى إلى قوله: كأنها جمل وهم ضخم. ورجل جمالي: عظيم الخلق ضخم.
ومن
المجاز: اتخذ الليل جملاً.
ج
م معدد جم، وأحبك حباً جماً، وجاءوا جماً غفيراً، والجماء الغفير. وجم المال وماء البئر
جموماً، وجمت الركية: اجتمع ماؤها. واستق من جمة البئر، ومجمها، ومستجمها وهي
مجتمع مائها، وهذه بئر واسعة المجم. وأعطاه جمام المكوك وجمام القدح بالثلاث وقال
يعقوب: لا يكون الضم إلا في المكيال وحده. ووردت الماء زرقاً جمامه، جمع جمة.
والفرس في جمامه بالفتح لا غير، وجم الفرس وأجمه صاحبه. وأجم لسانه من الكلام ،
وإناء جمان. وحلق جمته. وجممت الجارية ولممت: صارت لها جمة ولمة، وجارية مجممة
وملممة. وجممت المكيال: ملأته. وبئر جموم: كثيرة الماء. ورعت الماشية الجميم وهو ما غطى الأرض من النبات. وثور أجم: لا قرن له، وشاة جماء. وجمجم في
صدره شيئاً: أخفاه. والتقوا يضربون الجماجم.
ومن
المجاز: فرس جموم الشد. قال النمر ابن تولب يصف فرساً:
جموم
الشد شائلة الذناني ... تخال بياض غرتها سراجا
وفلان
واسع المجم وضيق المحجم، كما يقال: واسع العطن وضيقه، وأصله مجم البئر. قال:
رب
ابن عم ليس بابن عم ... داني الأذاة ضيق المجم
وقال:
عرضنا
فقلنا هسلام عليكم ... فأنكرها ضيق المجم غيور
أبدل
من ألف لام التعريف هاء. ورجل أجم: لا رمح معه. وبيت أجم: لا رمح فيه. قال أوس:
ويلمهم
معشراً جماً بيوتهم ... من الرماح وفي المعروف تنكير
هو
كقولهم حاف من النعل، وأقرع من الشعر. وسطح أجم: لا سترة له. وحصن أجم: لا شرف له،
وقرية جماء. وفي الحديث: " تبنى المساجد جماً والقرى شرفاً " وحذف جمة
الجزرة ثم أكلها. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: " ألي كان يستجم مثابة سفهه
" من استجم البئر إذا تركها حتى يجم ماؤها. وسقاني في جمجمة وفي قحف يعني في
قدح.
ج
م نكمن جلب الجمان، إلى عمان؛ وهو حب من فضة يعمل على شكل اللؤلؤ، وقد يسمى به
اللؤلؤ. كما قال:
كجمانة
البحري جاء بها ... غواصها من لجة البحر
ج
م ه رهذا قول الجمهور، وشهد ذلك الجماهير. وجمهر الأشياء: جمعها. قال ذو الرمة:
أبي
عز قومي أن تخاف ظعائني ... صباحاً وأضعاف العديد المجمهر
ج
ن أ
جنأ
عليه جنوءاً إذا انكب عليه. قال:
جنوء
العائدات على وسادي
وأرادوا
أن يضربوه فتجانأت عليه أقيه بنفسي. وبه جنأ أي حدب، ورجل أجنأ الظهر، والظليم
أجنأ.
ج
ن برجل جنب وقوم جنب " وإن كنتم جنباً فاطّهّروا " وأجنب وتجنّب واجتنب،
وجار جنب وهو الذي جاورك من قوم آخرين، لي من أهل الدار ولا من أهل النسب، وهؤلاء
قوم أجناب. قالت الخنساء:
يا
عين فيضي بدمع منك تسكابا ... وابكي أخاك إذا جاورت أجنابا
ولا
تحرمني عن جنابة أي من أجل بعد نسب وغربة، ومعناه لا يصدر حرماتك عنها كقوله
تعالى: " وما فعلته عن أمري " قال علقمة:
فلا
تحرمني نائلاً عن جنابة ... فإني امرؤ وسط القباب غريب
وأنا
في جناب فلان أي في فنائه ومحلته. ومشوا جانبيه وجنابيه وجنابتيه وجنبتيه. قال كعب
ابن زهير:
يسعى
الوشاة جنابيها وقولهم ... إنك يا بن أبي سلمى لمقتول
ونزلوا
في جنبات الوادي. وقعد جنبة إذا اعتزل القوم. وتقول: طاب الكرام، وجانب اللئام.
ولج فلان في جناب قبيح أي في مجانبة أهله. وجنبت الدابة أجنبها جنباً بالتحريك. وفي
الحديث " لا جنب في الإسلام " وهو أن يجنب المسابق فرساً فإذا دنا من
الغاية انتقل عليه ليسبق. وأعطاه الجنب: انقاد له. وفلان تقاد الجنائب بين يديه،
وهو يركب نجيبه، ويقود جنبيه. وجانبه: مشى إلى جنبه، وهو جنيبه. وفرس طوع الجناب:
سلس القياد. وأصحب جنبيه إذا طاوعه. وهو أجنبي مني وأجنب. وجنبته الشر فاجتنبه،
وجنبته إياه فتجنبه. وقيل للترس: المجنب، لأنه يجنب صاحبه أي يقيه ما يكره كأنه آلة
لذلك. وكان في إحدى المجنبتين وهما جناحا العسكر. وجنبت الريح: هبت جنوباً. وجنب
القوم: أضابتهم، وسحابة
مجنوبة. وأجنبوا: دخلوا فيها. والمجنوب في سبيل الله شهيد، وذات الجنب داء
الصناديد.
ومن
المجاز: اتق الله الذي لا جنيبة له أي لا عديل له. وأطاعت جنيبته إذا انقاد. قال
ابن مقبل:
فإما
تريني قد أطاعت جنيبتي ... وخيط رأسي بعد ما كان أوفرا
أي
وافراً. وفرطت في جنب الله أي في جانبه وفي حقه. ورجل لين الجانب: سهل المعاملة
سلس. قال:
لين
الجانب في أقربه ... وعلى الأعداء سم كالذعف
وتقول:
المسلمون جانب، والكفار جانب. وهو أجنبي من هذا الأمر أي لا تعلق له به ولا معرفة.
وفلان رحب الجناب وخصيب الجناب: سخي.
ج
ن حجنحوا للسلم، وجنحوا إليه وجنحت الشمس للغروب، وجنح الليل: مال للذهاب أو
المجيء. ويقال جنح الأصيل. قال النمر:
قطعت
بسمحة كالفحل عجل ... مواشكة إذا جنح الأصيل
وجنحت
السفينة: بلغت ماء رقيقاً فلصقت بالأرض لا تمضي. وجنح الطائر: كسر جناحيه للوقوع.
قال النابغة:
إذا
ما غزوا بالجيش أبصرت فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب
جوانح
قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أول غالب
والجبال
جنوح على الأرض. قال النابغة:
يقولون
حصن ثم تأبى نفوسهم ... وكيف بحصن والجبال جنوح
ولم
تلفظ الموتى القبور ولم تغب ... نجوم السماء والأديم صحيح
وهذغ
أمر تنقض منه الجوانح وهي أضلاع الصدر. واجتنح على الشيء: انكب عليه ومال. قال ابن
الرقاع يصف ثور الوحش:
يبيت
يحفر وجه الأرض مجنحاً ... إذا اطمأن قليلاً قام فانتفلا
وقال
القطامي يصف سفينة:
جوفاء
مطلية قاراً إذا اجتنحت ... بها غواربه قحمنها قحما
وأتيته
عند مجتنح الأصيل. وما عليك جناح.
ومن
المجاز: خفض له جناحه، وهو مقصوص الجناح: للعاجز. وسال جناحا الوادي أي جانباه.
وكسروا جناحي العسكر. وركب جناحي نعامة إذا جد في الأمر وعجل. وأنا في جناح فلان
أي في ذراه وظله. وهو في جناح طائر إذا وصف بالقلق والدهش. وقدم إلينا ثريدة لها جناحان من عراق، ومجنحة بالعراق.
ج
ن دجند الجنود:
جمعها،
و " الأرواح جنود مجندة " ، والريح من جنود الله تعالى. وهو من أجناد
الشام وهي خمس كور: دمشق، وحمص والأردن وقنسرين، وفلسطين. كانت الأجناد تحشد منها
فسميت بذلك. والنسبة ترد إلى الواحد فيقال جندي، وأما الجندي فمنسوب إلى الجند باليمن.
قال عمرو بن شمر:
ولا
من سليم وساداتها ... ولا من تميم وأهل الجند
وتجند
فلان: اتخذ جنداً.
ج
ن سالناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. وهو مجانس لهذا، وهما متجانسان. ومع التجانس
التآنس. وكيف يؤانسك، من لا يجانسك.
ج
ن فجنف في الوصية، وجنف علينا في الحكم، وهو من أهل الحيف والجنف. ورجل أجنف:
متزاور مائل في أحد شقيه، وفي خلقه جنف. وتجانف لكذا وتجانف عنه. قال الله تعالى:
" غير متجانف لإثم " وقال الأعشى:
تجانف
من أهل اليمامة ناقتي ... وما عدلت عن أهلها لسوائكا
ج
ن نجنه: ستره فاجتن. واستجن مجنة: استتر بها، واجتن الولد في البطن، وأجنته
الحامل. وحبذا مجن ابن أبي ربيعة. وتقول: كأنهم الجان، وكأن وجوههم المجان. وجن
عليه الليل، وواراه جنان الليل أي ظلمته. وفلان ظضيف الجنان وهو القلب، وأعوذ
بالله من خور الجبان، ومن ضعف الجنان. وهو يتجنن عليّ ويتجان.
ومن
المجاز: جنت الأرض بالنبات، وجن الذباب بالروض: ترنم سروراً به. قال ابن أحمر:
وجن
الخاز باز به جنوناً
ونخلة
مجنونة: شديدة الطول، ونخل مجانين. قال:
يا
رب أرسل خارف المساكين ... عجاجة رافعة العشانين
تحت
تمر السحق المجانين
وقال
رؤبة:
يدعن
ترب الأرض مجنون الصيق
الصيقة
الغبار. وبقل مجنون. قال الحكم الخضري:
كوماً
تظاهرنيها وتربعت ... بقلاً بعيهم والحمى مجنونا
وكان
ذلك في جن صباه وجن شبابه، ولقيته بجن نشاطه، كأن ثم جنا تسول له النزغات. واتق الناقة في جن ضراسها وهو سوء خلقها
عند النتاج. وقال:
أجن
الصبا أم طائر البين شفني ... بذات الصفا تنعابه ومحاجله
ولا
جن بكذا أي لا خفاء به. قال سويد:
ولا
جن بالبغضاء والنظر الشزر
وجن
جنونه. وقال أبو النجم:
وقد
حملنا الشحم كل محمل ... وقام جنيّ السنام الأميل
ج
ن يهات جناة من جناك، وهذه شجرة طيبة الجناة. وثمر جني: جني آنفاً. وأجنى الشجر:
حان أن يجنى ثمره. وأجنيته الثمر: مكنته من اجتنائه. وأجنت الأرض وأخلت: صار فيها
الجنى والخلى. وأجنى الله الماشية: أنبت لها الجنى. وجنى على أهله: جر عليهم.
وتجنى على أخيه ما لم يجن.
ومن
المجاز: اجتنى العسل. وتقول العرب: جنيت الجراد وصدت ماء المطر، وقد وقع لي:
قطف
الحلم من شماريخ رضوي ... وجنى اللين من قنا الخيزران
ج
ه دجهد نفسه، ورجل مجهود، وجاء مجهوداً قد لفظ لجامه، وأصابه جهد: مشقة. قال رؤبة:
أشكو
إليك شدة المعيش ... وجهد أعوام نتفن ريشي
نتف
الحبارى عن قرا رهيش
وأقسم
بالله جهد القسيم، وحلف جهد اليمين، واجتهد في الأمر، وجاهد العدو. وجهد الرجل:
ألح عليه في السؤال. وبلغ جهده ومجهوده أي طاقته، ولأبلغن جهيداي في هذا الأمر،
تصغير جهاد على الترخيم. وجهاداك أن تفعل كذا أي جهدك وغايتك.
ومن
المجاز: سقاه لبناً مجهوداً وهو الذي أخرج زبده: وقيل هو الذي أكثر ماؤه، يقال: لا
يجهد ماؤك لبنك ومرقتك، ومرقة مجهودة، ومرعى جهيد: جهده المال، وأرض جهيدة الكلإ.
وجهد جهده، واجتهد رأيه. وأجهد فيه الشيب: كثر وانتشر. قال عديّ:
لا
تواتيك إذ صحوت وإذ أج ... هد في العارضين منك القتير
وغرثان
جاهد: شهوان يجهد الطعام لا يترك منه شيئاً.
ج
ه رجهر الشيء إذا ظهر وأجهرته أنا، وأجهر فلان ما في صدره، ورأيته جهرة أي عياناً.
وجهر بكذا: أعلنه. وقد جهر بكلامه وقراءته: رفع بهما صوته. وجهر صوته جهارة، وهو
جهير الصوت، وصوت جهوري، ورج جهور وجهوري. وجهور الحديث بعدما هينمه أي أظهره بعد
ما أسره. وخطيب مجهر بخطبته. وجاهرتهم بالأمر جهاراً أي عالنتهم به علاناً، ورأيته
فجهرته، واجتهرته. واستجهرته: رأيته عظيم المرآة. قال:
إن
سراجاً لكريم مفخره ... تحلى به العين إذا ما تجهره
وجهرني
فلان: راعني بجماله وهيئته. وجهرت الجيش واجتهرتهم: كثروا في عيني، وجيش مجتهر
وجهور. ورأيت جهره، فعرفت سره. قال القطامي:
شنئتك
إذ أبصرت جهرك سيئاً ... وما غيب الأقوام تابعة الجهر
أي
مغيباتهم ومخابرهم تابعة لهيئتهم. وما أحسن جهره، وأسوأ جهره. وفلان جهير بين
الجهارة إذا كان ذا جهرة ومنظر تجتهره الأعين. قال أعرابي في الرشيد:
جهير
الرواء جهير الكلام ... جهير العطاس جهير النغم
ويخطو
على الأين خطو الظليم ... ويعلو الرجال بخلق عمم
وفلان
مشتهر مجتهر. وهو جهير للخير: خليق، وهم هراء للمعروف. قال الأخطل:
جهراء
للمعروف حين تراهم ... حلماء غير تنابل أشرار
ورجل
أجهر وامرأة جهراء: تسدر عينهما في الشمس. وأرض جهراء: عراء لا يسترها شيء. وتقول:
جهرت لنا جهراء، ووطئنا أعرية جهراوات. وفلان عفيف السريرة والجهيرة. قال:
لا
يتبع الجارات ريبة طرفه ... ويتابع الإحسان للجيران
عف
السريرة، والجهيرة مثلها ... فإذا اشتضيم أراك فسق طعان
وجهرنا
بني فلان صبحناهم.
ج
ه شجهشت نفسه مثل جاشت إذا نهضت إليه وهم بالبكاء، وأجهشت. قال الطرماح:
لما
رأيتهم حرائق أجهشت ... نفسي وقلت لهم ألا لا تبعدوا
ولما
رأوني جهشوا إليّ أي نهضوا فزعين. وتقول: جهش، ثم بهش. وما كانت بهشه، إلاّ وبعدها
جهشه؛ هي العبرة.
ج
ه ضأجهشه عن كذا: أعجله عنه. وصاد الجارح فأجهضناه عن صيده وغلبناه عليه. وأنهضوهم عن أماكنهم وأجهضوهم. وأجهضت
الناقة: أسقطت، وحوار جهيض ومجهض. قال أبو النجم:
يتركن
في المشتبه الداوي ... كل جهيض ميت أو حي
ج
ه لفلان جهول، وقد جهل بالأمر. وجهل حق فلان. وهو يجهل على قومه: يتسافه عليهم.
قال:
ألا
لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وفي
مثل: " كفى بالشك جهلاً " وكان ذلك في الجاهلية الجهلاء وهي القديمة.
وجهل صاحبه: رماه بالجهل. واستجهله: عده جاهلاً. وتجاهل: أرى من نفسه أنه جاهل. وجاهله: سافهه. ورأيت منهما مجامله، ثم
انقلبت مجاهله. " والولد مجهلة " . وفلاة مجهل: لا علم بها، خلاف معلم.
وساروا في مجاهل الأرض ومعاميها. وتقول: كم قطعت من مجهل، ووردت من منهل.
ومن
المجاز: استجهلت الريح الغصن: حركته. وقال النابغة:
دعاك
الهوى واستجهلتك المنازل ... وكيف تصابي المرء والشيب شامل
أي
استخفتك.
وفي
مثل: " نزو الفرار استجهل الفرار " وجهلت القدر: اشتد غليانها، نقيض
تحلمت. قال ابن أحمر:
ودهيم
تصاديها الولائد جلة ... إذا جهلت أجوافها لم تحلم
وناقة
مجهولة: لم تحلب قط، وقيل: لم تحمل. وناقة مجهال: تخف في سيرها.
قال
ابن مقبل:
مجهال
رأد الضحى حتى تورعها ... كما تورع عن تهذائه الخرفا
ج
ه موجه جهم: غليظ كثير اللحم ضيق الخلقة. قال المخبل السعدي:
وتريك
وجهاً كالصحيفة لا ... ظمآن مختلج ولا جهم
وهو
الباسر الكريه، وقد جهم جهومة وجهامة، ورجل جهم الوجه، ويوصف به الأسد. وتجهمت الرجل وجهمته إذا استقلته بوجه
مكفهر، وقيل هو أن تغلظ له في القول. يقال: تجهمني بما أكره وجهمني به. قال:
فلا
تجهميني أم عمرو فإننا ... بنا داء ظبي لم تخنه عوامله
وخرج
في جهمة الليل وهي قريب من السحر. قال الجعدي:
وقهوة
صهباء باكرتها ... مجهمة والديك لم ينعب
واجتهموا:
ساروا في الجهمة. وتقول: فلان غراره كهام، ومدراره جهام.
ومن
المجاز: الدهر يتجهم الكرام. وتجهمني أملي إذا لم يصبه.
ج
ه ن" وعند جهينة الخبر اليقين " . وتقول: فلان كنيف الأسرار، وجهينة
الأخبار. وحسبناك جهينة، فوجدناك جهيله.
ج
ه وأجهت السماء: أصحت، والسماء مجهية. وبيت أجهى، ودار جهواء، وسمعت من العرب: بيت
جهوان، وقياس مؤنثه جهوى، كسكرى في سكران. وقيل للعنز: قد أقبل القرّ فما سلاحك،
قالت: مالي سلاح إلا لآست جهوى، والذنب ألوى، فأين المأوى؛ أي مكشوفة.
ج
ه ج هجهجهوا بالسبع، وهجهجوا به: صاحوا به وزجروه.
ج
و بجاب الثوب واجتابه: قطعه. وجاب القميص: قور جيبه، وجوب القمص. وجاب الصخرة:
خرقها " جابوا الصخر بالواد " وأجابه إلى كذا واستجابه واستجاب له. قال:
فلم
يستجبه عند ذاك مجيب
واستجاب
الله دعاءه. وتجاوبت القمريتان. و " أساء سمعاً فأساء جابة " أي إجابة
كالطاعة والطاقة.
ومن
المجاز: جاب الفلاة واجتابها، وجاب الظلام. قال يصف ناقة:
باتت
تجوب أدرع الظلام
وهل
عندك جائبة خبر؟ وهي المغلغلة التي جابت البلاد، وعند فلان جوائب الأخبار. قال أبو
زبيد:
فاصدقوني
وقد خبرتم وقد ثا ... بت إليكم جوائب الأنباء
وكلام
فلان متناسب متجاوب، ولا يتجاوب أول كلامك وآخره. وأرض سهلة إذا أصابها اليسير من
الغيث، أجابت بالكثير من النبت. قال العجاج:
تكسو
الشراسيف إلى المجدل ... قرون جثل وارد مجثل
مغدودن
يجيب غسل الغسل ... يسقى السعيط في رفاض الصندل
ج
و حاجتاحتهم السنة، ونزلت بهم جائحة من الجوائح. وتقول: رفع الحوائج، أشد من نزول
الجوائح.
ج
و دجاد فلان جوداً، وجادت السماء جوداً، وجاد المتاع جودة، وجاد الفرس جودة. وجيد
الرجل جواداً: عطش. ورجل جواد من قوم أجواد وأجاويد وجود. قال:
ففيهن
فضل قد عرفنا مكانه ... فهن به جود وأنتم به بخل
وروض
مجود: ممطور، وأصابته تجاويد من المطر. ومتاع جيد وأمتعة جياد. واستجدت الشيء
وتجودته: تخيرته وطلبت أن يكون جيداً. وتجود في صنعته: تنوق فيها. وأجاد الشيء وجوده، وأحسن فيما فعل وأجاد،
وصانع مجيد ومجواد. وعن النضر: أنشدني رجل رجزاً فقلت: أجاد والله، فقال: إنه كان مجواداً. وهم مجاويد. وأجدتك ثوباً: أعطيتكه جيداً. وهم
يتجاودون الحديث: ينظرون أيهم أجود حديثاً. وجود في عدوه وعدا عدواً جواداً. وسرنا
عقبة جواداً وعقبتين جوادين، وعقباً أجواداً وجياداً أي بعيدة طويلة. وفرس جواد من
خيل جياد. وأجاد فلان: صار له
فرس جواد، وهو مجيد من قوم مجاويد. قال:
وأبرح
ما أدام الله قومي ... بحمد الله منتطقاً مجيداً
وأجادت
فلانة: ولدت ولداً جواداً. وبت مجوداً أي عطشان.
ومن
المجاز: إني لأجاد إلى لقائك، وإنه ليجاد إلى فلانة: يشتاق إليها كما تقول: يظمأ.
وإنما قيل: جيد، ذهاباً إلى التفاؤل كقولهم للمهلكة مفازة. وفلان جيد: عطش. وجيد: غيث. ويجود بنفسه أي يسوق.
وقال لبيد:
ومجود
من صبابات الكرى ... عاطف النمرق صدق المبتذل
أي
إذا ابتذل في السفر وجد صلباً.
ج
و رنعوذ بالله من الجور، ومن الحور بعد الكور. وقوم جارة وجورة. وجورت فلاناً:
نقيض عدلته. وجار علينا فلان، وجار عن القصد. وطراف مجور: مقوض. وجوروا بيوتهم: قوضوها. وطعنه فجوره، وهو
من الجور: الميل. والله جارك أي مجيرك، واللهم أجرني من عذابك. وهو حسن الجوار وهم
جيرتي، وتجاوروا واجتوروا. ومن استجارك فأجره. وكان ابن عباس رضي الله عنهما ينام
بين جارتيه.
ومن
المجاز: عنده من المال الجور أي الكثير المتجاوز للعادة، ومنه قولهم: غرب جائر
وقربة جائرة: للواسعة الضخمة. ويقال للأرض إذا طال نبتها وارتفع: جارت أرض بني
فلان. وسيل جور: مفرط الكثرة. يقال: هذا سيل جور لا يرد على أدراجه. قال:
فلا
سقاها الوابل الجورا ... إلهها ولا وقاها العرّا
وتجور
خباء الليل إذا انجلى ظلامه. قال ابن أحمر يصف الليل:
وقلت
له لما قضى جل ما قضى ... وطار خباء فوقنا فتجورا
ج
و زقطعوا جوز الفلاة وأجواز الفلا. قال:
باتت
تنوش الحوض نوشاً من علا ... نوشاً به تقطع أجواز الفلا
ومضى
جوز الليل وهو الوسط، وشاة جوزاء: بيضاء الوسط، وبها سميت الجوزاء. وأنمّ من جوز.
وأرض مجازة: كثيرة الجوز. وجزت المكان وأجزته، وجاوزته وتجاوزته. قال امرؤ القيس:
فلما
أجزنا ساحة الحيّ وانتحى ... بنا بطن خبت ذي خفاف عقنقل
وأعانك
الله على إجازة الصراط. وهو مجاز القوم ومجازتهم، وعبرنا مجازة النهر وهي الجسر.
وجاز البيع والنكاح وأجازه القاضي. وهذا مما لا يجوزه العقل. وجاز بي العقبة
وأجازنيها. وأجازه بجائزة سنية وبجوائز، وأصله من أجازه ماء يجوز به الطريق أي
سقاه، واسم ذلك الماء الجواز. ويقال استجزته ماء لأرضي أو لماشيتي فأجازني، وسقاه
جوازاً لأرضه. قال:
يا
قيم الماء فدتك نفسي ... عجل جوازي وأقل حبسي
وخذ
جوازك، وخذوا أجوزتكم وهو صك المسافر لئلا يتعرض له. وتجاوز عن المسيء وتجاوز عن
ذنبه. واللهم اعف عنا وتجاوز عنا وتجوز عنا. وتجوز في الصلاة وغيرها: ترخص فيها.
وتجوز في أخذ الدراهم إذا جوزها ولم يردها.
ج
و سجاسوا خلال الديار: داروا فيها بالعيث والفساد. وجاء فلان يجوس الناس أي
يتخطاهم.
ج
و شضرب جوشه وجوشنه أي صدره. وخرجوا عليهم الجواشن وهي الدروع جمع جوشن.
ومن
المجاز: مضى جوش من الليل وجوشن منه أي صدر. قال الطرماح:
وصلوا
العشيّ إلى الجوا ... شن والغدو إلى الأصائل
ج
و عأجاعه وجوعه، وتجوع للدواء. وفلان مستجيع: لا تراه الدهر إلا وهو جائع. وهذا عام مجاعة، وأصابتهم مجاوع ومخامص.
قال بعض بني عقيل:
فإنك
ما سليت نفساً شحيحة ... عن المال في الدنيا بمثل المجاوع
وفلان
من موضع كذا على قدر مجاع الشبعان، وعلى قدر معطش الريان، أي على قد ما يجوع
الشبعان سائراً حتى يصل إليه. وفي الحديث " حتى إذا كان من ديار شبام على قدر
مجاع الشبعان " هو اسم قبيلة سموا بجبل لهمدان. قال الأعشى:
قد
نال أهل شبام فضل سؤدده ... وعاد يسمو إلى الجرباء واطلعا
ومن
المجاز: جاع وشاحها: للحمصانة. وفلان جائع القدر، وأجاع قدره. قال:
وإذا
هاجت شمال أطعموا ... في قدور مشبعات لم تجع
وإني
لأجوع إلى أهلي وأعطش، وإنك لجائع إلى فلان عطشان، قال بعض الهذليين:
وإني
لأمضي الهم عنها تعجّلا ... وقلبي إلى اسماء ظمآن جائع
ج
و ففي جوفه داء. وشيء أجوف، وقناة جوفاء: خلاف أصم وصماء، وقصب جوف، وفرس مجوف
بلقاً: بلغ البلق جوفه. قال:
ومجوف
بلقاً ملكت عنانه ... يعدو على خمس قوائمه زكا
وجافه
الطعن والدواء: وصل إلى جوفه، وأجافه الطاعن، وطعنه جائفة. واجتاف الوحشي كناسه
وتجوّفه: دخل جوفه. ونزلوا جوفاً من أجواف الأرض وهو المكان الواسعالمطمئن.
ومن
المجاز: رجل أجوف ومجوف: جبان لا فؤاد له، وقوم جوف. قال حسان:
ألا
أبلغ أبا سفيان عني ... فأنت مجوف نخب هواء
وقال:
حار
بن كعب ألا أحلام تزجركم ... عنّا وأنتم من الجوف الجماخير
وأجيفوا
الأبواب: ردوها وأغلقوها. وأهلك الناس الأجوفان: البطن والفرج.
ج
و قجوقت القوم: جمعتهم. وتجوق فلان: جمع جوقاً من الناس. ورأيت منهم جوقاً، يساقون
سوقاً، وقيل هو دخيل.
ج
و لجال الفرس في الميدان جولاناً، وجالوا في الحرب جولة، وكانت لهم جولة. وجول في البلاد وطوف، وهو جوالة جوابة،
وكانت بينهما مجاولة ومطاردة. قال العباس بن مرداس:
بكل
الحجاز قد ضربنا كتيبة ... تجاولنا عن أرضها ونجيلها
وتجاولوا
في الحرب. قال النابغة:
والخيل
تعلم أنا في تجاولنا ... يوم الحفاظ أولو بؤسي وإنعام
وأجال
القداح. وخذ ما جال على غربالك، وخذ جوالة غربالك. واستهجالت الريح السحاب.
واستجالت الخيل ما مرت به. واجتالتهم الشياطين: صرفتهم عن هداهم إلى ضلالتها،
وأخذتهم بأن يجولوا معها واختارتهم لأنفسها. وفي الحديث: " خلق الله عباده حنفاء فاجتالتهم الشياطين
" وقال الأعشى:
تراها
كأحقب ذي جدتين ... يجمع جوناً ويجتالها
وبرزت
في مجولها وهو ثوب تلبسه الفتاة قبل التخدير تجول فيه.
ومن
المجاز: ماله جول ولا معقول أي رأى وتماسك، وأصله جانب البئر. يقال: انهدم جول
البئر وجالها. وأجالوا الرأي فيما بينهم. ويجول في صدري أن أفعل كذا، ولم يبق له
مجال في هذا الأمر. وامرأة جائلة الوشاحين: هيفاء، وقد جال وشاحاها. وفي قلبه
جولان الهموم وهو ما يجول فيه. قال:
أقاذف
جولان الهموم كأنني ... شبوب أصابته حبالة صياد
واستجلنا
الجهام أي رأينا الجائل في الأفق هو الجهام لا غير أي لم ينشأ غيره.
ج
و نشيء جون: أسود فيه حمرة، وأشياء جون. قال العجاج:
واجتبن
جوناً كعصار الزفت
يريد
العرق. وقال:
في
جونة كقفدان العطار
شبه
الجونة وهي الشقشقة بالجنة وهي السفط.
ويقال:
القطا ضربان: جوني وكدري، والواحدة جونية وكدرية. قال زهير:
جونية
كحصاة القسم مرتعها ... بالسّيّ ما تنبت القفعاء والحسك
ج
و يجويت عن كذا، وأصابني جوّي وهو داء في الجوف لا يستمرأ منه الطعام، واجتويت
الطعام واستجويته. واجتوينا أرضكم: لم يوافقنا غذارها. وفي الحديث: " دخل العرنيون
المدينة فاجتووها " ونزلنا في جواء بني فلان وهي فجوة في محلتهم وسط البيوت،
وقيل هو جمع الجو وهو الهجل. وأقمت في جو اليمامة أي في وسطها.
ومن
المجاز: اجتوى القوم إذا أبغضهم. قال:
لقد
جعلت أكبادنا تجثويكم ... كمتا تجتوي سوق العضاه الكرازنا
وماء
جوي: منتن، ومياه جوىً لأنه وصف بالمصدر. قال:
ثم
كان المزاج ماء سماء ... لا جوًى آجنٌ ولا مطروق
ج
ي ءجئته، وجئت إليه، وجاء بخير كثير، وما اء بك؟ وجئتنا جيئة مباركة، وجاءكم
الغيث. قال أبو زيد: وقد يدعون الهمزة فيقولون: جايجي، والناس يجون. وأجاءه إلى مكان كذا: ألجأه إليه. ولو
جاوزت هذا المكان جايأت الغيث أي وافقته. وجايأ بين ناحيتي جرحه.
ومن
المجاز: جاء ربك. وأجاءتني إليك الحاجة، وجاءت بي الضرورة. وأجاءت ثوبها على
خديها: حدرته عليهما. وأجاءت على قدميها: أرسلت فضول ثيابها. قال لبيد:
إذا
بكر النساء مردفات ... حواسر لا تجيء على الخدام
ويقال:
سالت جائية القرحة، وهي ما يجيء من مدتها.
ج
ي درجل أجيد، وامرأة جيداء، وبها جيد، ونساء غيد جيد، ويقال: أقبلت أجياد الخيل.
ج
ي شجاشت القدر واستجاشت: غلت. وكأن صدره مرجل جياش. وجيش فلان: جمع جيشاً. واستجاش
الأمير من مكان كذا: طلب الجيوش.
ومن
المجاز: جاش البحر بالأمواج. وإن صدره ليجيش عليّ بالغلّ. وجاشت إليه نفسه. قال ذو
الرمة:
تجيش
إليّ النفس في كل دمنة ... لمىً ويرتاح الفؤاد المشوّق
وجاشت
الحرب بينهم. قال:
تجيش
علينا قدرهم فنديمها ... ونهنؤها عنا إذا حميها غلا
وفرس
جياش العنان. قال حسان:
تعادى
بنا أفراسنا كل شطبة ... عنود وجياش العنان مناقل
ج
ي ضجاضوا عن العدو جيضة منكرة: نقروا. وقال القطاميّ:
وترى
لجيضتهن عند رحيلنا ... وهلاً كأن بهنّ جنة أولق
يريد
نفرة الإبل.
ج
ي فجيفت الميتة: صارت جيفة وأنتنت. والمؤمن أهون عن الفجار، من جيفة الحمار.
ومن
المجاز: قولهم للكسالى والجبناء: ما هؤلاء الجيف، وماهم إلا جيف.
ج
ي لعنده من الناس أجيال أي أصناف: جيل من الترك، وجيل من الخزر.
كتاب
الحاء
ح
ب أهو من أحباء الملك، وأحبائه أي قرابينه وخواصه، الواحد حبأ بوزن رشإ. قال:
فما
كان إلا الدفن حتى تفرقت ... إلى غيره أحباؤه ومواكبه
وهو
يختص بحبائه، معشر أحبائه.
ح
ب بأحببته، وهو حبيب إليّ، وأحبب إليّ بفلان. وحبب الله إليه الإيمان، وحببه إليّ
إحسانه. وهو يتحبب إلى الناس، وهو محبب إليهم: متحبب. وفلان يحاب فلاناً ويصادقه،
وهما يتحابان، وفرق بين معد تحاب. وأوتي فلان محاب القلوب. واستحبوا الكفر على
الإيمان: آثروه. وحب إليّ بسكنى مكة، وحبذا جوار الله، حب بمعنى حبب. قال:
وحب
إلينا أن تكون المقدما
وحب
إليّ بأن تزورني. قال:
وحب
بها مقتولة حين تقتل
واجعله
في حبة قلبك وهي سويداؤه، وأصابت فلانة حبة قلبه. قال الأعشى:
فرميت
غفلة عينه عن شاته ... فأصبت حبة قلبها وطحالها
وطفا
الحباب على الشراب، والحبب وهي ففاقيعه كأنها القوارير. وشرب حتى تحبب أي انتفخ
كالحب، ونظيره: حتى أوّن أي صار كالأون وهو الجوالق. قال ربيعة بن مقروم:
وفتيان
صدق قد صبحت سلافة ... إذا الديك في جوش من الليل طربا
ومسحوطة
بالماء ينزو حبابها ... إذا المسمع الغريد منها تحببا
ومن
المجاز: قوله:
تخال
الحباب المرتقي فوق نورها ... إلى سوق أعلاها جماناً مبذرا
أراد
قطرات الطل، سماها حباباً استعارة، ثم شبهها بالجمان. وفلان بغيض إلى كل صاحب، لا يوقد
إلا نار الحباحب؛ وهي مثل في النكد وعدم النفع.
ح
ب ر
هو
حبر من الأحبار. وهو من أهل المحابر. وذهب حبره وسبره أي حسنه وهيئته، وجاءت الإبل
حسنة الأحبار والأسبار. ويجلده حبار الضرب، وبيده حبار العمل، وانظر إلى حبار عمله
وهو الأثر. قال:
لا
تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها
وحبره
الله: سره " فهم في روضة يحبرون " وهو محبور: مسرور، وكل حبرة بعدها
عبرة. وحبرت أسنانه
اصفرت، وبأسنانه حبرة وحبر بوزن بيلز. وأنشد المازني:
ولست
بسعديّ على فيه حبرة ... ولست بعبدي حقيبته التمر
وقال
ابن أحمر:
تجلو
بأخضر من نعمان ذا أشر ... كعارض البرق لم يستشرب الحبرا
وفلان
يلبس الحبير والحبرة، وحبرات اليمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها
ويلبسها. وحبر الشعر والكلام، وكان مهلهل يحبر شعره، وهو كلام محبر. " ومات فلان كمد
الحبارى
" .
ومن
المجاز: لبس حبير الحبور، واستوى على سرير السرور.
ح
ب سحبسته فاحتبس، واحتبسته: اختصصته لنفسي. واللص في الحبس والمحبس، واللصوص في
المحابس. وأحبست فرساً في سبيل الله وخيلاً، وهو حبيس، وهن حبس. وبفلان حبسة وهي ثقل يمنع من البيان، فإن
كان الثقل من العجمة فهو خكلة.
ومن
المجاز: جعل أمواله حبساً على الخيرات.
ح
ب شاجتمعت قريش والأحابيش، وهي فرق مجتمعة من قبائل شتى، حلفاء لقريش، تحالفوا عند
جبل يسمى حبشياً. ويقال: عندي أحبوش منهم أي جماعة. قال العجاج:
كأن
صيران المها الأخلاط ... بالرمل أحبوش من الأنباط
وقد
تحبشوا أي اجتمعوا. قال كعب بن مالك:
وجئنا
إلى موج من البحر وسطه ... أحابيش منهم حاسر ومقنع
وهو
حبشي من الحبش والحبش والحبوش والحبشان والحبشة والأحبوش والأحابيش. وناقة حبشية:
سوداء.
ح
ب ضسهم حابض: ساقط بين يدي الرامي. تقول: أنبض فأحبض، وما به حبض ولا نبض أي حراك.
وكتب شبة بن عقال إلى الفرزدق: إن كان بك حبض أو نبض من شعر، فإن بني جعفر قد
مزقوا أباك.
ح
ب طحبط بطنه: انتفخ حبطاً بالتحريك. وفرس حبط القصيري: مجفر. وحبط جلده من السياط.
ومن
المجاز: حبط عمله حبوطاً وحبطاً بالسكون، وأحبط الله عمله. وتقول: إن عمل عملاً
صالحاً أتبعه ما يحبطه، وإن أصعد كلماً طيباً أرسل خلفه ما يهبطه؛ استعير من حبط
بطون الماشية إذا أكلت الخضر فاستوبلته وهلكت به. ومنه حبط دم القتيل: هدر وبطل.
ح
ب قحبقت العنز حبقاً وحباقاً، وما يساوي حبقة عنز. وفي مثل " لا تحبق يها
عناق حولية " وتقول: رائحة الحبق، فائحة العبق؛ وهو الفوذنج البري.
ومن
المجاز: ظلوا يحبقون على فلان إذا سبوه وجهلوا عليه، وقد تحابقوا عليه، وفلان حبقة
من قوم حبقات، بوزن شجرة، وهو السفيه الجاهل.
ح
ب ك" والسماء ذات الحبك " وللريح في الماء والرمل حبك وحبائك وحبيك أي طرائق،
الواحد حبيكة وحباك، وما أحسن ما حبكتها الرياح: قال زهير يصف غديراً:
مكلل
بأصول النجم تنسجه ... ريح خريق لضاحي مائه حبك
وكساء
محبك: مخطط. وكأن خطه وشيٌ محبوك، وذهب مسبوك؛ وللشعر الجعد حبك. وقال:
هم
يضربون حبيك البيض إذ لحقوا ... لا ينكصون إذا ما استلحموا وحموا
وما
أملح حباك هذه الحمامة وهو الخط الأسود على جناحها، وجود حباك الثوب أي كفافهن
وحبكت الثوب: كففته، وحبكت الحبل: شددته، وبناء محبك: موثق. وحبكت العقدة: وثقتها.
وفرس محبوك الفرا. قال الأعشى:
على
كل محبوك السراة كأنه ... عقاب هوت من مرقب وتعلت
واحتبك
بالإزار: احترم به، " وكانت عائشة رضي الله تعالى عنها تحتبك فوق القميص بإزار
في الصلاة " . وهم في أم حبو كرى وهي الداهية سميت لشدتها وقوتها، والراء
مضمومة إلى حروف حبك. وتقول: وقعوا في أم حبو كرى، فسلم يحبوا كرى.
ح
ب لنصب حبالته وحبائله. وحبل الصيد واحتبله: أخذه. وكأنها كفة حابل. وهي حبلى بينة
الحبل، وهنّ حبالى، وأحبلها زوجها، وكان ذلك في محبل فلان أي حين حبلت به أمه.
ومن
المجاز: جازوا حبى زرود وهما رملتان مستطيلتان. أنشد الزمخشري بنفسه، قال أنشدتهما
بزرود:
زرود
بحبليها الطويلين قصرت ... حبال القوى من ركبها وركابها
زرود
زرود للقوى ما مشت بها ... أولات القوى إلا انثنت لا قوى بها
ونزلوا
في حبال الدهناء. وهو أقرب إليه من حبل الوريد، وهو على حبل ذراعك أي ممكن لك
مستطاع. وكانت بينهم حبال فقطعوها أي عهود ووصل. وهو يحطب في حبل فلان إذا أعانه
ونصره. وإنّه لواسع الحبل وضيق الحبل، يعنون الخلق. وإنه لحبالة للإبل: ضابط لها
لا تنفلت منه. وفلان نصب حبائله، وبث غوائلهح واحتبله الموت. واحتبلته فلانة
وحبلته: شغفته. وهو محتبل مختبل، ومحبول مخبول. وفرس طويل. المحتبل، تراد أرساغه،
وأصله في الطائر إذا احتبل. وكأنه حبيل براح وهو الأسد، كأنما حبل عن البراح، لأنه
لا يبرح مكانه لجرأته. وحبلت العين القذى إذا لزمته ولم ترم به. وحبل فلان من
الشراب إذا امتلأ، وبه حبل منه، وهو أحبل وحبلان وحبل الزرع إذا اكتنز السنبل
بالحب، واللؤلؤ حبل للصدفن والخمر حبل للزجاجة، وكل شيء صار في شيء فالصائر حبل
للمصير فيه. وله حبلة تغل صيعاناً وهي الكرمة، شبهت قضبان الكرم بالحبال، فقيل
للكرمة الحبلة بزيادة التاء، وقد تفتح الباء، وأما الحبلة بالضم فثمر العضاه.
ح
ب نرجل أحبن: منتفخ البطن خلقة أو من داء، وبه حبن، وقد أحبنه كثرة أكله أو داء اعتراه
وخرجت به حبون وهي دماميل مقيحة، الواحد حبن. ولتهنيء أم حبين العافية، وهي دويبة
يقال لها حبينة، " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبلال أم حبين
" لخروج بطنه.
ح
ب وحبا الصبي يحبو إذا زحف، والبعير المعقول يحبو إذا زحف. ولو عرفوا فضله لأتوه
ولو حبواً. واحتبى بنجاده، وحل حبوته، وأطلقوا حباهم. وحباه العطاء وبالعطاء. وهو
مكرم محبو، وهو حباء كريم، وهذه حبوة جزيلة، وبنو فلان إذا عقدوا الحبى، أطلقوا
الحبى أي العطايا. وحاباه في البيع محاباة.
ومن
المجاز: سهم حاب، وهو الذي يزلج على الأرض ثم يصيب الهدف، وسهام مقرطسات وحواب.
وحبوت للخمسين: دنوت منها، كما تقول العرب ناطحت الخمسين وناهزتها. وسقاكم الحبيّ
وهو السحاب المسف قال امرؤ القيس:
كلمع
اليدين في حبي مكلل
وسبحان
من ينشىء الحبي ويخرج الخبي. وحبا الرمل: عرض وأشرف. قال امرؤ القيس:
فلما
حبا وادي القرى من ورائنا
أي
جاوزناه. وفرس حابى الشراسيف أي مشرف الأضلاع.
ح
ت تحت الورق عن الشجرة فانحتّ، وتحاتّ. وحت المني والدم عن الثوب. " حتيه ثم
اقرصيه " وتحاتت أسنانه: تناثرت. وما في يدي منه حتاتة.
ومن
المجاز: حت الله ماله.
وتركوهم حتاً بتاً، وحتاً فتاً: أهلكوهم. وحت القوم عن الشيء ردهم عنه. وفرس حت:
سريع كأنه يحت الجري حتاً. قال سلامة بن جندل:
من
كل حت إذا ما ابتل ملبده ... صافي الأديم أسيل الخد يعبوب
وحت
البراية أي سريع البقية التي أبقاها منه السفر بعد بريه، ومثله قوله: حته مائة
درهم، ومائة سوط: عجلها له.
ح
ت دهو كريم المحتد، وهو في محتد صدق، وقوم كرام المحاتد، مستندون إلى المجد الواتد.
ح
ت رفلان إذا أنفق أقتر، وإذا أطعم أحتر؛ أي أقل وأوتح قال الشنفري:
وأم
عيال قد شهدت تقوتهم ... إذا أطعمتهم أحترت وأقلت
يريد
رئيس القوم وقائدهم ومن يعولهم في السفر.
ح
ت فمات حتف أنفه. وتقول: المرء يسعى ويطوف، وعاقبته الحتوف؛ قيل هو مصدر بمعنى
الحتف، وهو قضاء الموت، ويدل عليه قول الأسود:
إن
المنية والحتوف كلاهما ... يهوي المخارم يرقبان سوادي
وهو
أيضاً جمع حتف. ويقال: حية حتفة، كما قيل امرأة عدلة. وقال أمية بن أبي الصلت:
والحية
الحتفة الرقضاء أخرجها ... من حجرها أمنات الله والقسم
ح
ت محتم الله الأمر: أوجبه. وغراب البين يحتم بالفراق، ولذلك قيل له الحاتم. وحتم
الحاتم بكذا أي حكم الحاكم. وتقول: هذا حتم مقضيّ، وحكم مرضيّ. وقال الطرماح:
وإذا
النفوس جشأن وقر خالداً ... ثبت اليقين بحتمه المقدار
أي
استيقانه بأن ما حتم الله كائن. وهذا أخ حتم، كقولك: ابن عم لح. وأنت لي بمنزلة
الولد الحتم وهو ولد الصلب. قال الهذلي:
فوالله
لا أنساك ما عشت ليلة ... صفيّي من الإخوان والولد الحتم
ومعناه
الولد الحق المحتوم الذي لا يشك في صحة نسبه.
ح
ت نهو حتنه أي مثله، وهما حتنان سيّان، وقد تحاتنا في الرمي.
ح
ث ثحثه على الأمر واحتثه وحثحثه، وفلان محثوث على الخير. وحث دابته وحثحثها بالسوط
والزجر. قال تأبط شراً:
كأنما
حثحثوا حصاً قوادمه ... أو أم خشف بذي شث وطباق
وحثحث
الميل في العين: حركه. وفرس حثيث السير، ومضى حثيثاً. وما جعلت في عيني حثاثاً أي
غماضاً، والتقوى أفضل ما تحاث الناس عليه، وتداعوا إليه.
ح
ث لهومن حثالة الناس أي من رذالتهم. وحثالة الطعام ما سقط منه إذا نقّي. ويقال للرديء من كل شيء: حثالته. وتقول:
ما بقي من الناس إلا حثاله، لا يبالي بهم الله باله.
ح
ث يحثي له ثلاث حثيات من تمر.
ومن
المجاز: حثي في وجهه الرماد إذا حجله. وحثي في وجهه التراب إذا سبقه. قال:
جواد
حثي في وجه كل جواد
وقال
أبو النجم:
حثي
في وجوه الشك ترباً لمزمع ... يقطع أقران الأمور الخوالج
وهي
التي تخلجه عن رأيه، يعني خلف الشك لرأي مزمع، وعزم قويٍّ.
ح
ج بحجبه عن كذا، والأخوة تحجب الأم عن الثلث، وهو محجوب عن الخير. وضرب الحجاب على
النساء، وله دعوات تخرق الحجب أي تبلغ العرش، وما لدعو المظلوم دون الله حجاب.
وفلان يحجب الأمير أي هو حاجبه، وإليه الخاتم والحجابة، وقد استحجب المأمون بشراً،
وهو حسن الحجبة، وهم حجبة البيت، وملك محجوب، ونحتجب، وقد احتجب عن الناس. وفرس
مشرف الحجب، والحجبات. والحجبة رأس الورك.
ومن
المجاز: بدا حاجب الشمس وهو حرفها، شبه بحاجب الإنسان. قال:
تراءت
لنا كالشمس بين غمامة ... بدا حاجب منها وضنت بحاجب
ولاحت
حواجب الصبح: أوائله. قال عبد الرحمن بن سيحان المحاربي:
حتى
إذا الصبح لاحت لي حواجبه ... أدبرت أسحب نحو القوم أثوابي
ونظرت
أعرابية إلى رجل يأكل وسط الرغيف، فقالت عليك بحواجب الرغيف. واحتجبت الشمس في
السحاب. واقعد في ظل الحجاب أي في ظل الجبل. وهتك الخوف حجاب قلبه وهو جلدة تحجب
بين الفؤاد والبطن، وهذا خوف يهتك حجب القلوب.
ح
ج جإحتج على خصمه بحجة شهباء، وبحجج شهب. وحاج خصمه فحجه، وفلان خصمه محجوةج، وكانت
بينهما محاجة وملاجة. وسلك المحجة، وعليكم بالمناهج النيرة، والمحاج الواضحة.
وأقمت عنده حجة كاملة، وثلاث حجج كوامل. وحجوا مكة، وهم حجاج عمار كالسفار
للمسافرين، و " هؤلاء الداج وليسوا بالحاج " . والحجيج لهم عجيج. وفلان تحجه الرفاق أي تقصده. قال:
يحجون
سب الزبرقان المزعفرا
وحج
الجراحة بالمحجاج وهو المسبار.
ومن
المجاز: بدا حجاج الشمس، كما يقال حاجبها. قال ابن مقبل:
فأمست
بأذناب الراخ فأعجلت ... برماً حجاج الشمس أن يترجلا
ومروا
بين حجاجي الجبل وهما جانباه. قال:
عجنا
إليك فراراً من محجلة ... عصم القوائم أمثال الزنابير
كأن
أصواتها والريح ساكرة ... بين الحجاجين أصوات الطنابير
كان
فراره من البعوض.
ح
ج رنشأت في حجر فلان، وصليت في حجر الكعبة، وهذه حجر منجبة من حجور منجبات وهي
الرمكة. قال:
إذا
خرس الفحل وسط الحجور ... وصاح الكلاب وعق الولد
قال
الجاحظ: معناه أنّ الفحل الحصان، إذا عاين الجيش وبوارق السيوف، لم يلتفت لفت
الحجور، ونبحت الكلاب أربابها لتغير هيئاتهم، وعقت الأمهات أولادهن، وشغلهن الرعب
عنهم. وفي ذلك عبرة لذي حجر وهو اللب. وهذا حجر عليك: حرام. وحجر عليه القاضي حجراً. واستقينا من الحاجر وهو
منهبط يمسك الماء. وفلان من أهل الحاجر وهو مكان بطريق مكة. وقعد حجرة أي ناحية،
وأحاطوا بحجرتي العسكر وهما جانباه. وحجر حول العين بكية. وعوذ بالله منك وحجر،
وأعوذ بك من الشيطان وأحتجر بك منه. وارأة بيضاء المحاجر، وبدا محجرها من النقاب. ولهم محاجر وحدائق وهي مواضع فيها رعيٌ
كثير وماء. قال الشماخ:
تذكرن
من وادي طوالة مشرباً ... روياً وقد قلت مياه المحاجر
واستحجر
الطين وتحجر: صلب كالحجر. وتحجر ما وسعه الله: ضيقه على نفسه. وحجر حول أرضه.
ومن
المجاز: رمي فلان بحجره إذا قرن بمثله.
ح
ج ز
حجز
بين المتقاتلين، وبينهما حاجز وحجاز، وجعل الله بيني وبينك حجاباً وحجازاً.
وحجازئك بوزن حنانيك أي احجز بين القوم. والمحاجزة قبل المناجزة. يقال حاجزوا عدوهم: كافوه، وتراموا ثم
تحاجزوا، وكانت بينهم رمياً ثم صارت إلى حجيزي وهي التحاجز. واحترز من كذا واحتجز.
واحتجز بإزاره على وسطه:
لاقى
بين طرفيه وشده، ورأيته محتجزاً بإزاره. وفي الحديث " رأى رجلاً محتجزاص بحبل
أبرق " واحتجز الشيء واحتضنه: احتمله في حجزته وحضنه.
ومن
المجاز: رجل طيب الحجزة. قال الذبياني:
رقاق
النعال طيب حجزاتهم ... يحيون بالريحان يوم السباسب
أي
أعفاء. وأخذ بحجزة فلان: استظهر به. وروى عليٌّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال له: " إذا كان يوم القيامة، أخذت بحجزة الله، وأخذت أنت
بحجزتي، وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذت شيعة ولدك بحجزتهم، فترى أين يؤمر بنا " وهذا كلام آخذ بعضه
بحجزة بعض أي متناظم متسق. وفي مثل " ما يحجز فلان في العكم " أي لا
يقدر على إخفاء أمره.
ح
ج فإتقاه بحجفة وهي ترس من جلد مطارق، وجاءوا بالحراب والحجف. وأقبلوا محاجفين
مجاحفين.
ح
ج لفي ساقها حجل أي خلخال، وخرج يجر رجليه، ويطابق في حجليه؛ وهما حلقتا القيد.
وتقول: الحجول حجول الرجال، والحجول لربات الحجال؛ أي القيود خلاخيل الرجال،
والخلاخيل للنساء. وحجل بعيره: قيده. وأحجله: أزال قيده. وحجل الغراب حجلاناً.
وحجل العقير على ثلاث. وفرس محجل، وفي قوائمه حجول. والمرأة في حجلتها، والنساء في حجالهن، وامرأة
محجبة محجلة. ورأيت بيضة الحجلة، تمشي مشي الحجلة؛ وهي القبحة، ورأيت بيضة الحجلة
تأكل أختها أي تأكل بيضة القبجة.
ومن
المجاز: بنو فلان يحجلون قدورهم، أي يسترونها كما تستر العرائس. ويوم أغر محجل،
وأمر أغر محجل: مشهور. قال الجعدي:
فقد
ركبت أمراً أغر محجلاً
وحجل
أمره: شهره. وحجلت المرأة بنانها، وقصبته إذا ضمدت برجمة بعجين وأخرى بحناء، فخرج
بعضه أحمر وبعضه أبيض. ويقال للشيخ: طابق في الحجلين إذا حوقل. قال عدي:
أعاذل
قد لاقيت ما يزع الفتى ... وطابقت في الحجلين مشي المقيد
ومر
يحجل في مشيته إذا تبختر.
ح
ج مأحجم عن القتال وغيره إذا نكص عنه، وأردته على كذا فأحجم عنه، وفيه إحجام.
وحسبته مقدماً فوجدته محجماً. وحجم البعير: شد فمه بالحجامة. واحتجم، وحجمه الحجام، وأعضه المحاجم. وكتاب ضخم
الحجم. وقد حجم الثدي وأحجم: تفلك ونهد. قال الأعشى:
قد
حجم الثدي على نحرها ... في مشرق ذي بهجة نائر
وثدي
حاجم: منير، ومعنى أحجم صار ذا حجم، وقيل: أمكن أن يحجمه الرضيع. ولبعضهم:
رمانتا
نحرها لم يبد حجمهما ... بلى بدا لهما حجم كلابادي
ومن
المجاز: حجم طرفه عنه: صرفه. وحجمته الحية: نهشته. وحجمت الفحول البعير: عضته. وما
حجم الصبي ثدي أمه.
ح
ج نعود أحجن، وعصا حجناء بينة الحجن. قال يصف قوساً:
وفي
شمالي قضبة من تألب ... في سيتيها حجن كالعقرب
وله
حجنة كحجنة المغزل وهي عقافته والطرف المعوج بعينه، وأما الحجن فالعوج، وعصاً
محجنة. وجذبه بالمحجن وهو الصولجان. واحتجنت الشيء: اجتذبته بالمحجن.
ومن
المجاز: إحتجن فلان مالي. وحجنته عن كذا: صرفته. وفلان يغزو الغزوة الحجون وهي
المورّى عنها بغيرها، يظهر أنه يغزو جهة، ثم يخالف عنها إلى أخرى. وفلان محجن مال: حسن القيام بالإبل ضام
لقواصيها المنتشرة. قال:
محجن
مال أينما تصفا
وفي
وصية قيس بن عاصم: عليكم بالال واحتجانه أي استصلاحه. وشعر أحجن: جعودته في
أطرافه، وفي ذؤابته حجنة.
ح
ج يهو من أهل الرأي والحجى، وهو حر بكذا وحري، وحج وحجيٌّ، والصبر أحرى بك وأحجى،
وإنه لمحراة أن يفعل كذا ومحجاة. وحاجيتك بكذا محاجاة، وأحاجيك ما في يدي، وحجياك
ما في كمي، وحاجيته فحجوته، وألقيت عليه أحجية وأحاجي فبعل بها. وما أنت إلا حصاة
من جبل، وحجاة من سبل؛ وهي النفاخة.
هو
أخطف من الحدأة، وفي مثل " حدأ حدأ وراءك بندقة " لمن يخوف بشر قد أظله.
ح
د بحدب ظهره واحدودب، وفي ظهره حدبة.
ومن
المجاز: نزلوا في حدب من الأرض، وحدبة وهو النشز وما أشرف منها. " وهم من كل
حدب ينسلون " ونزلوا في الحداب. وحدب عليه وتحدب: تعطف، وه حدب على أخيه،
وفيه ما شئت من العطف والحدب، على حفدة العلم والأدب. وناقة حدباء حدبار: بدت
حراقفها من الهزال، ونوق حدب حدابير، ضم إلى حروف الحدب حرف رابع، فركب منها
رباعيّ. وقال الأخطل:
ولولا
يزيد بان الملوك وسيبه ... تجللت حدباراً من الشر أنكدا
وفي
كلام علي رضي الله عنه: إعتكرت علينا حدابير السنين. وحملوه على الآلة الحدباء وهي
النعش. قال كعب بن زهير:
كل
ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوماً على آلة حدباء محمول
وجاء
حدب السيل بالغثاء وهو ارتفاعه وكثرته. قال العجاج:
نسج
الشمال حدب الغدير
ويقال
سنام الغدير وعرفه: لأعلاه. وانظر إلى حدب الرمل وهو ما جاءت به الريح فارتفع.
وأمر أحدب: شاق المركب، وخطة حدباء، وأمور حدب. قال الراعي:
مروان
أحزمها إذا نزلت به ... حدب الأمور وخيرها مسئولا
وسنة
حدباء: شديدة باردة، وأصابنا حدب الشتاء.
ح
د ثهو حدث من الأحداث، وحديث السن. ونزلت به حوادث الدهر وأحداثه، ومن ينجو من
الحدثان؟. وكان ذلك في حدثان أمره. قال البعيث:
أتى
أبد من دون حدثان عهدها ... وجرت عليها كل نافجة شمل
وأحدث
الشيء واستحدثه. قال الطرماح:
ظعائن
يستحدثن في كل موقف ... رهيناً وما يحسن فك الرهائن
واستحدث
الأمير قرية وقناة. واستحدثوا منه خبراً أي استفادوا منه خبراً حديثاً جديداً. قال
ذو الرمة:
أستحدث
الركب من أشياعهم خبراً ... أم عاود القلب من أطرابه طرب
وأخذه
ما قدم وحدث. وحدثه بكذا، وتحدثوا به، وهو يتحدث إلى فلانة، وحادث صاحبه، وهو
حديثه كقولك سميره. وهو حدث ملوك، وحدث نساء: يتحدّث إليهم، ورجل حدث وحدث: حسن
الحديث، وحديث: كثير الحديث، وسمعت منه أحدوثة مليحة، وله أحاديث ملاح. وهذه
حديثي: حسنة مثل خطيبي. وهو من حداثة. قال قيس:
أتيت
مع الحداث ليلى فلم أبن ... فأخليت فاستعجمت عند خلائيا
ومن
المجاز: صاروا أحاديث. وكان عمر رضي الله عنه محدثاً أي صادق الحدس، كأنما حدث بما
ظن.
ح
د جتراموا بالحدج وهو صغار الحنظل. ومن المجاز: حدجه بالسهم: رماه به، أصله الرمي
بالحدج، ثم استعير للرمي بغيره، كما استعاروا الإحلاب وهو الإعانة على الحلب
للإعانة على غيره، واتسعوا فقالوا: حدجه ببصره. قال ابن مقبل:
ما
للغواني إذا ما جئت تحدجني ... بالطرف تحسب شيبي زادني ضعفا
وحدجني
بذنب غيري، وحدجته ببيع سوء، وبمتاع سوء، وحدجته بمهر ثقيل إذا ألزمته ذلك بخدع
وغبن. قال:
يضج
ابن خرباق من البيع بعدما ... حدجت ابن خرباق بجرباء نازع
ومنه
حدج البعير إذا شدّ عليه الحدج، وألزمه ظهره وهو مركب للنساء، ويسمى الحداجة. وقد
مرت الحدوج والأحداج والحدائج، ورأيتهم من بين حاد وحادج.
ح
د دحده: منعه، واللهم احدده. وإذا طلع عليهم من كرهوه قالوا: حداد حديه. ولفلان
حداد كالح وهو البواب، ودون ذلك حدد. قال:
لا
تعبدن إلهاً دون خالقكم ... وإن دعيتم فقولوا دونه حدد
وحدداً
أن يكون كذا، كما تقول معاذ الله. قال الكميت:
حدداً
أن يكون سيبك فينا ... زرماً أو يجيئنا ممصورا
ومالي
عنه حدد أي بد. وامرأة محد، وقد أحدت، ولبست الحداد. وحاده محادة، وداري محادة
لداره، وفلان حديدي في الدار أي محادي.
ومن
المجاز: احتدّ عليه: غضب، وفيه حدة، وهو حديد، وهو من أحداء الرجال. ولفلان جد وحد أي بأس. وأقام به حد الربيع
أي فصل الربيع. قال الراعي:
أقامت
به حد الربيع وجارها ... أخو سلوة مسى به الليل أملح
يريد
الندى. وأتيته حد الظهيرة. قال الشماخ:
ولقد
قطعت الخرق تحمل نمرقي ... حد الظهيرة عيهل في سبسب
ح
د رحدرته من علو إلى سفل فانحدر، ونظرت إليه وإن دموعه لتتحادر على لحيته. وهبطنا في حدور صعبة، وحدروا السفينة من
أعلى واد أو نهر إلى أسفله، وحدر الحجر من الجبل: دحرجه وكأنه الحيدرة أي الأسد.
ومن
المجاز: غلام حادر: قصير لحيم، كما قيل له حطائط، وفيه حدارة، وقد حدر. وحدرت
الثوب: فتلت أطراف هدبه،
لأن تقصره بالفتل، وتحط من مقدار طوله. وضربه حتى أحدر جلده أي ورّمه، وجعله
حادراً غليظاً. وقد حدر الجلد بنفسه حدوراً. قال عمر بن أبي ربيعة:
لو
دب ذر فوق ضاحي جلدها ... لأبان من آثارهنّ حدور
وحدر
القراءة: أسرع فيها فحطها عن حال التمطيط. والعين تجدر الدمع، والدمع يحدر الكحل،
وحدرتهم السنة: حطتهم إلى الأمصار. وحدر الدواء بطنه: أمشاه. وشرب الحادور وهو
خلاف العاقول ورماه الله بالحيدرة أي بالداهية الشديدة، كأنها الأسد في شدّتها.
وحدرج السوط فتله، وهو من حدر الثوب بضم الجيم إليه، وسوط محدرج. وقنعه المحدرجة
السمر.
ح
د سقال ذلك بالحدس وهو الفراسة، وحدس في نفسه وحدس الشيء: حزره. ورجل حداس، وفلان
ما حدس إلا حسد، وأصله من حدسته بكذا إذا رميته وهو نحو الرجم بالظن. وفلان بعيد
المحدس، وتحدست عن الأخبار: تبحثت عنها لأعلم ما لا يعلمه غيري. وتقول: مازال
يتحسس ويتحدس حتى خبر. وسروا في حندس ا لليل، وفي حنادس الظلم، وهو من الحدس الذي
هو نظر خاف.
ح
د قهم في مثل حدقة البعير أي في خصب وماء كثير، وهي موصوفة بكثرة الماء. وهم رماة
الحدق: للمهرة في النضال. وتقول: الرامي إذا حذق، لم يخطيء الحدق. وتكلمت على حدق
القوم أي وهم ينظرون إليّ. قال أبو النجم:
وكلمة
حزم تغص الخطيب ... على حدق القوم أمضيتها
وحدق
إليّ ونظر إليّ بتحذيق، وحدقه بعينه: نظر إليه فهو حاذق. ورأيت المريض يحدق يمنة
ويسرة. ورأيت الذبيحة حادقة. وقد أحدقوا به إذا أحاطوا.
ومن
المجاز: ورد عليّ كتابك، فتنزهت في أنق رياضه، وبهجة حدائقه. وفلان قد أحدقت به
المنية.
ح
د لهو أحدب أحدل أي مائل الشق قد ارتفع أحد منكبيه على الآخر، أو ذو خصية واحدة،
وبه حدب وحدل. وإنه لحدل غير عدل.
ح
د ماحتدم الحر، واحتدم النهار: اشتد حره، وخرجت في نهار من القيظ محتدم. وسمعت حدمة النار وهي صوت التهابها. وقدر
حدمة بوزن حطمة: سريعة الغلي، وضدها الصلود.
ومن
المجاز: إحتدم صدر فلان غيظاً، وهو يتحدم عليّ: يتغيظ. ودم محتدم: شديد الحمرة. وشراب محتدم: شديد
السورة، وقد احتدم الشراب. وسمعت حدمة السنور وهي صوت حلقه، شبه بصوت اللهب، وكذلك
حطمته وهزمته.
ح
د وحدا الإبل حدواً، وهو حادي الإبل وهم حداتها، وحدا بها حداء إذا غنى لها، وما
أملح حداءه، وبينهم أحدية يحدون بها أي أغنية. وحدا الحمار أتنه. قال:
حادي
ثلاث من الحقب السماحيج
ومن
المجاز: يقال للسهم إذا مر، حداه ريشه وهداه نصله. وحدوته على كذا: بعثته. والشمال
تحدو السحاب، وهي حدواء. قال العجاج:
حدواء
جاءت من جبال الطور
وطلع
حادي النجم أي الدبران. وتحدي أقرانه إذا باراهم ونازعهم الغلبة، وتحدى رسول الله
صلى الله عليه وسلم العرب بالقرآن، وتحدى صاحبه القراءة والصراع، لينظر أيهما أقرأ
وأصرع، وأصله في الحداء، يتبارى فيه الحاديان ويتعارضان، فيتحدى كل واحد منهما
صاحبه، أي يطلب حداءه كما تقول توفاه بمعنى استوفاه. وأنا حدياك أي معارضك. قال:
أنا
حديّا كل من ... يمشي بظهر العفر
ح
ذ ذحذ الشيء وهذه: أسرع قطعه، وأعطاه حذة من لحم وحزة. وفرس أحذ: خفيف هلب الذنب
أو مقطوعه. وقطاة حذاء: قليلة ريش الذنب، أو سريعة الطيران. وسيف أحذ: سريع القطع.
وناقة حذاء: سريعة السير. وقرب حذحاذ وحثحاث: سريع.
ومن
المجاز: قصيدة حذاء: سيارة، أو منقحة لا يتعلق بها عيب. وحاجة حذاء: سريعة النفاذ
والنجح. وعزيمة حذاء: ماضية لا يلوي صاحبها على شيء. قال الراعي:
وطوى
الفؤاد على قضاء عزيمة ... حذاء واتخذ الزماع خليلا
وحلف
بيمين حذاء وهي المنكرة التي يقطع بها الحق. وولت الدنيا حذاء مدبرة: سريعة لم يتعلق أهلها منها بشيء. وأمر
أحذ: منكر شديد منقطع الأشباه، أو كأنه ينفلت من كل أحد، لا يقدرون على تداركه
وكفايته. قال الطرماح:
يقري
الأمور الحذ ذا إربة ... في ليها شزراً وإمرارها
وسير
أحذ: شديد السرعة منكر. قال:
فهاتي
لنا سيراً أحذ عشنزرا
وقال
الفرزدق:
بعثت
على العراق ووافديه ... فزار يا أحذ يد القميص
أي
خفيف الكم، وصف الكم بالخفة، والمراد خفة ما يشتمل عليه وهو اليد، وأراد بخفة اليد
السرقة، وقيل سرقة فقطعت يده، فكمه قصير خفيف. وقال طرفة:
وأروع
نباض أحذ ململم ... كمرداة صخر في صفيح منضد
أراد
القلب، وحذذه: خفته وذكاؤه وسرعة إدراكه. وقال حسان:
لا
تعدمن رجلاً أحلك بغضه ... نجران في عيش أحذ لئيم
فأراد
خفة الحال والفقر، من قولهم: رجل أحذ: للخفيف ذات اليد، أو أراد أنه منقطع عن
الخير، لا يتعلق به منه شيء.
ح
ذ رحذرته، وحاذرته، وفر حذر الموت، وحذا الموت. ووقاك الله كل مكروه ومحذور.
وتقول: ذر لا تحذر. وقال:
حذار
من أرماحنا حذار
أي
احذر. وصبحتهم المحذورة، وهي الخيل المغيرة أو الصيحة. قال الأعشى:
قوم
بيوتهم أمن لجارهم ... يوماً إذا ضمت المحذورة الفزعا
أي
جمعت الفزع كله. ورجل حذريانٌ: شديد الحذر.
ومن
الكناية: رجل حذر وحذر: متيقظ محترز. وحاذر: مستعد. قال:
فلا
غرو إلا يوم جاءت محارب ... إلينا بألف حاذر قد تكتبا
لأن
الفزع متيقظ ومتأهب.
ح
ذ فحذف ذنب فرسه إذا قطع طرفه وفرس محذوف الذنب. وزق محذوف: مقطوع القوائم. وحذف
رأسه بالسيف: ضربه فقطع منه قطعة. وحذف الأرنب بالعصا: رماها بها. يقال: الحذف
بالعصا، والخذف بالحصى.
ومن
المجاز: حذفه بجائزة:
وصله
بها. وما في رحله حذافة أي شيء يسير من طعام وغيره، وهي ما حذف من وشائظ الأديم
وما أشبهه. وتقول: أكل فما أبقى حذافه، وشرب فما ترك شفافه. وحذف الصانع الشيء: سواه تسوية حسنة، كأنه حذف كل
ما يحب حذفه، حتى خلا من كل عيب وتهذب، ومنه فلان محذف الكلام، وقيل بنت الخس: أي
الصبيان شر؟ فقالت المحذفة الكلام، الذي يطيع أمه، ويعصي عمه؛ والتاء للمبالغة.
وقال امرؤ القيس:
لها
حبهة كسراة المجن ... حذفه الصانع المقتدر
ح
ذ قحذق السكين الشيء: قطعه، وسكين حاذق وحذاقي. قال ابو ذؤيب:
يرى
ناصحاً فيما بدا وإذا خلا ... فذلك سكين على الحلق حاذق
وحبل
أحذاق: مقطع ومن المجاز: حذق القرآن: أتم قراءته وقطعها. وحذق في صناعته، وهو حاذق
فيها بين الحذق، والحذاقة. وخل حاذق، وحذاقي، وحذق الخل واللبن: أحرق اللسان: حديده بينه وإنه ليتحذلق
علينا إذا أظهر الحذق، وادعى أكثر مما عنده، وفيه حذلقة، وتحذلق؛ وهو من
المتحذلقين، والللام مزيدة.
ح
ذ محذم الشيء: أسرع قطعه. وحذم في مشيته وقراءته: أسرع، ومر يحذم. وقال عمر رضي
الله عنه لمؤذن بيت المقدس: " إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحذم " .
ح
ذ وجلست حذاءه وبحذائه، وحاذيته وحذوته: صرت بحذائه. وداري حذاء داره، وحذوها،
وحذتها. وحذا لي النعال نعلاً: قطعها على مثال، وحذوت النعل بالنعل: قطعتها مماثلة
لها. واشتريت من الحذاء حذاء حسناً. وأحذاني فلان وحذاني: حملني على حذاء. وحذا لي
حذوة وحذية من لجم، أي حزة. وبنو فلان يتحاذون الماء: يتصافنونه ويقتسمونه على
السوية.
ومن
المجاز: أحذيته حذياً، وحذية، وحذية، أي أعطيته عطية، وهل أخذت حذياك؟ أي جائزتك.
وفي مثل
" بين الحذيا والخلسة " . وأحذيته طعنة إذا طعنته. قال ابن مقبل:
فقد
كنت أحذي الناب بالسيف ضربة ... فأبقي ثلاثاً والوظيف المكعبرا
أي
المقطوع. وقال أيضاً:
كأن
خصيف الجمر في عرصاتها ... مزاحف قينات تحاذين إثمدا
الخصيف
رماد فيه سواد وبياض. وهذا لبن قارص يحذي اللسان: يفعل به شبه القطع من الإحراق.
ح
ر بهو محروب، وحريب، وقد حرب ماله أي سلبه. وفي الحديث: " المحروب من حرب دينه
" وخربته فحرب حرباً، ومنه: واويلاه وواحرباه. وأخذت حريبته وحرائبه. وفلان منغمس في الحروب، وهو محرب،
وحاربته، وهو من أهل الحراب، وأخذوا الحراب للحراب، وتحاربوا واحتربوا.
ومن
المجاز: حرب الرجل حرباً: غضب فهو حرب، وحربته أنا. وأسد حرب ومحرب، شبه بمن أصابه
الحرب في شدة غضبه. ومنه قول الراعي:
وحارب
مرفقها دفها ... وسامى به عنق مسعر
أي
باعده كأن بينهما عداوة وحرباً. ومنه قول الطائي:
لا
تنكري عطل الكريم من الغني ... فالسيل حرب للمكان العالي
ح
ر ثحرث الأرض: أثارها للزراعة وذللها لها، وبلد محروث، ولفلان ألف جريب محروث.
ومن
المجاز: حرثت الخيل الأرض: داستها حتى صارت كالمحروثة. كما قال:
وبلد
تحسبه محروثاً ... لا يجد الداعي به مغيثاً
يعني
وطئته الخيل حتى صار كذلك. وحرث والناقة وأحرثها: هزلها بالسير. وحرث النار
بالمحراث: حرّكها. وحرث عنقه بالسكين: قطعها. واحرث لآخرتك: اعمل لها. وحرثت
القرآن: أطلت دراسته وتدبره. وكيف حرثك أي امرأتك. قال:
إذا
أكل الجراد حروث قوم ... فحرثي همّه أكل الجراد
ح
ر جحرج صدره حرجاً، وصدر حرج وحرج. وأحرجني إلى كذا: ألجأني فحرجت إليه، وأحرج
السبع إلى مضيق حتى أخذه. وأحرج كلبك فإنه أدعى له إلى الصيد أي أسهم له من الصيد،
وأطعمه حرجه منه أي نصيبه. قال الطرماح:
يبتدرن
الأحراج كالثول والحر ... ج لرب الضراء يصطفده
يدخره: من الصفد، أي يطعمها أحراجها ويأخذ حرج
نفسه. والثول النحل. وكلاب محرجة في أناقها الأحراج، وهي الودع، الواحد حرج. وريح
حرجف: باردة.
ومن
المجاز: وقع في الحرج وهو ضيق المأثم. وحدث عن بني إسرائيل ولا حرج. وأحرجني فلان: أوقعني في الحرج. وحرجت
الصلاة على الحائض، والسحور على الصائم لما أصبح أي حرماً وضاق أمرهما. وظلمك عليّ
حرج أي حرام مضيقز وتحرج من كذا: تأثم. وحلف فلان بالمحرجات وهي الأيمان التي تضيق
مجال الحلاف، وكسعها بالمحرجات، أي بالطلقات الثلاث وحرجت العين: غارت فضاقت عليها
منافذ البصر. قال ذو الرمة:
وتحرج
العين فيها حين تنتقب
وناقة
حرج وحرجوج: ضامرة. ودخلوا في الحرج وهو مجتمع الشجر ومتضايقه، وهم في حرجة ملتفة
وحرجات وحراج. قال:
أبا
حرجات الحيّ حين تحملوا ... بذي سلم لا جادكن ربيع
ودونه
حراج من الظلام. قال ابن ميادة:
ألا
طرقتنا أم أوس ودونها ... حراج من الظلماء يعشى غرابها
واحرنجمت
الإبل: اجتمعت وتضامت. قال بعضهم:
عاين
حياً كالحراج نعمه ... يكون أقصى شله محر نجمه
ح
ر دحرد عليه: غضب، وهو حرد عليه وحارد. وأسد حارد، وأسود حوارد. قال الفرزدق:
لعلك
يوماً أن تريني كأنّما ... بني حوالي الأسود الحوارد
وفلان
فريد حريد، وحل حريداً: متنحياً عن القوم، وكوكب حريد. ولأحردن حردك أي قصدك. وبيت
محرد: مسنم كالكوخ. وحاردت الناقة: قل لبنها وناقة محارد وحرود. قال قيس ابن عيزارة:
فحبسن
في هزم الضريع فكلها ... حدباء دامية اليدين حرود
ومن
المجاز: حاردت السنة: قل مطرها. وحاردت حالي: تنكدت. وحارد فلان: كان يعطي ثم
أمسك. قال:
وأنت
إذ يبس كل جامد ... جارد أقوام ولم تحارد
والبخل
في أيديهم الأجاعد
ح
ر رحر يومنا يحر، وحررت يا يوم، ويوم حار: شديد الحر، وطعام حار: شديد الحرارة.
وزجل حران: شديد العطش، وبه حرة. ورماه الله بالحرة تحت القرة. وكبد حرى. وهبت الحرور، وهبت السمائم
والحرائر. وحر المملوك يحر بالفتح، وحرره مولاه، وعليه تحرير رقبة، وهو حر بين
الحرار والحرية. قال:
فما
رد تزويج عليه شهادة ... وما رد من بعد الحرار عتيق
واستحررت
فلانة فحررت لي وحرت: طلبت منها حريرة فعملتها لي. وفي الحديث " ذري وأنا أحر
لك " بالضم. ومررت بحرة بني فلان، وبحرارهم.
ومن
المجاز: في فلان كرم وحرية، وحرورية. وتقول: ليس من الحرورية، أن تكون من الحرورية؛
وهم قوم من الخوارج نسبوا إلى حرورا بالقصر والمد. وأرض حرة: لا سبخة فيها، وطين
حر: لا رم فيه، ورملة حرة: طيبة النبات. ونزل في حر الدار، أي في وسطها. قال بشر:
وتسعة
آلاف بحر بلاده ... نسف الندى مليونة وتضمر
وليس
هذا منك بحر أي بحسن. قال طرفة:
لا
يكن حبك داء قاتلاً ... ليس هذا منك ماويّ بحر
ووجه
حر، وكلام حر، وضرب حر وجهه. وقال ذو الرمة:
والقرط
في حرة الذفري معلقة
أي
في أذن حرة ذفراها. وقال كعب بن زهير:
تمارى
بها رأد الضحى ثم ردّها ... إلى حرتيه حافظ السمع مقفر
أي
حافظ، سمعه يعي كل مسموع، وحرّتاه أذناه. وتقول: حفظ الله كريمتيك وحرّتيك. وحرر
الكتاب: حسنه وخلصه بإقامة حروفه وإصلاح سقطه. وهو من أحرار البقول، وحرية البقول
وهي ما يؤكل غير مطبوخ. قال الأخطل: يصف ثوراً:
حتى
شتا وهو مغبوط بغائطه ... يرعى ذكوراً أطاعت بعد أحرار
وهو
من حرية قومه أي من أشرافهم، وما في حرية العرب والعجم مثله. قال ذو الرمة:
فصار
حياً وطبق بعد خوف ... على حرية العرب الهزالا
وسحابة
حرة: كريمة المطر. وباتت فلانة بليلة حرة: لم تمكن زوجها من قضتها، وباتت بليلة
شيباء إذا اقتضت. قال النابغة:
شمس
موانع كل ليلة حرة ... يخلفن ظن الفاحش المغيار
واستحر
القتل في بني فلان. قال:
واستحر
القتل في عبد الأشل
ح
ر زأحرز الشيء في وعائه، وأحرز فلان نصيبه. ومكان حريز: حصين. وهتك السارق الحرز.
واستحرز: حصل في الحرز. قال الطرماح يخاطب الذئب:
ولا
تعو واستحرز وإن تعو عيةً ... تصادف قرى الظلماء وهو شنيع
أراد
بالقرى السهم القاتل. وقال ابن مقبل:
مستحرز
الرحل منها مفرع سند ... وشمرت عن فياف واجهت خلفا
أي
سنامها رفيع، وأراد بالفيافي والخلف وهي الطرق بين الجبال، ما بين إبطيها من
السعة. واحترز من العدوّ وتحرز: تحفظ. وحرزوا أنفسكم: احفظوها. وعنده إبل حرائز:
لا تباع نفاسة بها. قال الشماخ:
تباع
إذا بيع التلاد الحرائز
وفلان
حريز من هذا الأمر: نزيه، وفيه حرازة. " ولا حريز من بيع " أي إن
أعطيتني ثمناً أرضاه بعتك.
ومن
المجاز: عملت له حرزاً من الأحراز وهو العوذة. وأحرز قصبة السبق إذا سبق. وقال
الأعشى:
في
ظلال الكناس من وهج القي ... ظ إذا الظل أحرزته الساق
أي
صار تحت ساق الشجرة عند استواء النهار. وأخذ فلان حرزه أي نصيبه، وأخذ القوم
أحرازهم قال أبو العميثل:
أحرزت
من رأيه فيّ الجميل على ... رغم العدا حرزاً حسبي به حرزاً
وهو
في الأصل اسم للخطر. قال:
إذا
أخذت حرزي فلا لوم ... قد كنت أخّاذاً لأحراز القوم
وفي
الثل " واحرزا وأبتغي النّوافلا " .
ح
ر سحرسه من البلاء، وأدام الله حراستك، وبات فلان في الحرس، وهو من الحراس
والأحراس. قال امرؤ القيس:
تجاوزت
أحراساً إليها ومعشراً ... عليّ حراصاً لو يسرون مقتلي
واحترس
منه وتحرس.
ومن
المجاز: فلان حارس من الحراس أي سارق، وهو مما جاء على طريق التهكم والتعكيس،
ولأنهم وجدوا الحرّاس فيهم السرقة. كما قال:
ومحترس
من مثله وهو حارس ... فواعجباً من حارس هو محترس
ونحوه
كل الناس عدول إلا العدول، فقالوا للسارق: حارس، وقد رأيته سائراً على ألسنة العرب
من الحجازيين وغيرهم، يتكلم به كل أحد، يقول الرجل لصاحبه: يا حارس، وما أنت إلا
حارس، وحسبناه أميناً فإذا هو حارس. ومنه: لا قطع في حريسة الجبل، وحرسني شاة من
غنمي واحترسني، وفلان يأكل الحرسات أي السرقات. ومضى عليه حرس من الدهر، ومضت عليه أحراس.
ح
ر شحرشت بين القوم، وفلان من عادته التحريش والتضريب. وحرش الضب واحترشه، وهو حارش
من حرشة الضباب، وفي مثل " هذا أجل من الحرش " والضب أحرش أي خشن الجلد.
ودينار أحرش، فيه خشونة الجدة، كقولهم: درع قضاء، وأعطاني فلان دنانير حرشاً.
ونقبة حرشاء:
لم
تطل بالهناء. قال:
وحتى
كأني يتقى بي معبد ... به نقبة حرشاء لم تلق طاليا
ح
ر صحرص على الشيء، وهو حريص من قوم حراص، وما أحرصك على الدنيا! والحرص شؤم، ولا
حرس الله من حرص. وحرص القصّار الثوب: شقه، وبثوبك حرصة. وأصابته حارصة، وهي من
الشجاج التي شقت الجلد. وحمار محرص: مكدح. وانهلت الحارصة والحريصة، وهي السحابة
الشديدة وقع المطر، تحرص وجه الأرض. قال الحويدرة:
ظلم
البطاح بها انهلال حريصة ... فصفا النطاف بها بعيد المقلع
ورأيت
العرب حريصه، على قع الحريصه.
ح
ر ضنهك فلان مرضاً، حتى أصبح حرضاً، وهو المشفي على الهلاك. وأحرضه المرض، ولا
تأكل كذا فإنه يمرضك ويحرضك. وحرضه على الأمر، وفيه تحريض على الخير وتحضيض. وغسل
يده بالحرض وهو الأشنان. قال زهير:
كأن
بريقه برقان سحل ... جلا عن متنه حرض وماء
وناوله
المحرضة وهي الأشناندانة. وأعدوا الأباريق والمحارض. وبالكوفة الحراضة، مضموم وهي
سوق الحرض. وصبغ ثوبه بالإحريض وهو العصفر. قال يصف البرق:
ملتهب
كلهب الإحريض ... يزجي خراطيم الغمام البيض
ومن
المجاز: فلان حرض من الأحراض: للذي لا خير عنده. قال:
يا
رب بيضاء لها زوج حرض
ومنه
الحرضة: الذي يفيض القداح للأيسار، ليأكل من لحمهم، وهو مذموم كالبرم. وتقول: خبت يا باغي الكرم، بين الحرضة
والبرم. وأحرض الشيء وحرضه: أفسده.
ح
ر فإنحرف عنه وتحرف. وحرف القلم، وقلم محرف. وحرف الكلام. وكتب بحرف القلم. وقعد
على حرف السفينة، وقعدوا على حروفها. ومالي عنه محرف أي معدل. ورجل محارف: محدود. قال:
محارف
في الشاء والأباعر ... مبارك بالقلعي الباتر
وحورف
فلان. وأدركته حرفة الأدب. وتقول: ما من حرف، إلا وهو مقرون بحرف. قال:
ما
ازددت من أدبي حرفاً أسر به ... إلا تزيدت حرفاً تحته شوم
وفلان
حرفته الوراقة، وهو يحترف بكذا. وهو يحرف لعياله: يكسب من ههنا وههنا، أي من كل
حرف، وفلان حريفك. وفيه حرافة: جدة، وأحد من الحرف، وهو الخردل، الواحدة حرفة،
وبصل حريف: شديد الحرافة. وحارف الجرح بالمحراف: قايسه بالمسبار، حتى عرف حد غوره.
قال القطامي:
إذا
الطبيب بمحرافيه عالجها ... زادت على النغر أو تحريكها ضجما
ومن
المجاز: هو على حرف من أمره، أي على طرف، كالذي في طرف العسكر، إن رأى غلبة
استقرّ، وإن رأى ميلة فتر. وناقة حرف: شبيهة بحرف السيف في هزالها، أو مضائها في
السير. وحارفت فلاناً بفعله: كافأته، ولا تحارف أخاك بالسوء: لا تكافئه واصفح عنه،
ومنه الحديث " إن المؤمن تبقى عليه الخطايا فيحارف بها عند الموت " .
ح
ر قأحرقه بالنار وحرقه، فاحترق وتحرق ووقع الحريق في داره، و " أعوذ بالله من
الحرق والغرق " . وفي الثوب حرق وهو أثر دق القصار، وقد حرق الثوب يحرقه
حرقاً. ووقع السفط، في الحراق. وحرق الحديد: برده: وقىء لنحرقنه. وأكلوا الحريقة وهي حريرة
فيها غلظ تطبخ طبخاً محرقاً.
ومن
المجاز: حرق المرعى الإبل: عطشها. قال:
حرقها
حمض بلاد فل
وأحرقني
الناس: برحوا بي وآذوني. وحرقني باللوم. وماء حراق زعاق: شديد الملوحة، كأنما يحرق
حلق الشارب. وفرس حراق العدو: يكاد يحترق لشدة عدوه، ومنه ركبوا في الحراقة وهي
سفينة خفيفة المرورأس حرق المفارق، وطائر حرق الجناح، إذا نسل الشعر والريش، كأنه
يحترق فيسقط. قال أبو كبير الهذلي:
ذهبت
بشاشته وأبدل واضحاً ... حرق المفارق كالبراء الأعقر
وقال
يصف الغراب:
حرق
الجناح كأن لحيي رأسه ... جلمان بالخبار هش مولع
وإنه
ليحرق عليك الأرم، أي يسحق بعضها ببعض فعل الحارق بالمبرد. قال:
نبئت
أحماء سليمى أنما ... باتوا غضاباً يحرقون الأرما
أي
الأضراس. وعليكم من النساء بالحارقة، وهي التي تضم الشيء لضيقها وتغمزه فعل من
يحرق أسنانه، وهي الرصوف والعضوض. وحارق المرأة: جامعها، وجامعها الحريقاء، وهي
المجامعة على الجنب.
ح
ر ق صوتقول: أخذته الحراقيص، فأخذته الأراقيص، وهي أطراف السياط: شبهت بدويبات لها
حمات كحمات الزنابير تلدغ، الواحد حرقوص.
ح
ر كركب حارك البعير، وهو أعلى كاهله: وحركت البعير: أصبت حاركه. وتقول: ظللت اليوم
أحرك هذا البعير، أي أسيره فلا يكاد يسير.
ح
ر مهتك رحمته. وفلان يحمي البيضة ويحوط الحريم. وهي له محرم إذا لم يحل له نكاحها،
وهو لها محرم. قال:
وجارة
البيت أرها محرما
والحاجة
لابدّ لها من محرم، وهو ذو رحم محرم، وهي من ذوات المحارم. وتقول: إنّ من أعظم
المكارم، اتقاء المحارم. وهو حرام محرم، وحرام الله لا أفعل. وأحرم الحاج فهو حرام
وهم حرم. ولبس المحرم وهو لباس الإحرام. وأحرمنا: دخلنا في الشهر الحرام أو البلد
الحرام. قال الراعي:
قتلوا
ابن عفان الخليفة محرماً ... ومضى فلم أر مثله مخذولاً
ولافن
محرم: له ذمة وحرمة. وتحرم فلان بفلان إذا عاشره ومالحه، وتأكدت الحرمة بينهما.
وتحرمت بطعامك ومجالستك، أي حرم عليك مني بسببهما ما كان لك أخذه. وحرمني معروفه حرماً، وحرماناً وفلان
محروم: غير مرزوق. وحرمت الشاة والبقرة، واستحرمت، وشاة وبقرة مستحرمة وحرمى، وبها
حرمة شديدة مثل الضبعة.
ومن
المجاز: جلد محرم: لم يدبغ. وسوط محرم: لم يمرن. قال الأعشى:
ترى
عينها صغواء في جنب ماقها ... تحاذر كفي والقطيع المحرما
وأعرابي
محرم: حاف لم يخالط الحضر، وسرى في محارم الليل، وهي مخاوفه التي يحرم السرى معها.
وأنشد ثعلب:
والله
للوم وبيض دمج ... أهون من ليل قلاص تمعج
محارم
الليل لهن بهرج ... حين ينام الورع المزلج
ح
ر نحرنت الدابة تحرن، ودابة حرون، وبها حران.
ومن
المجاز: حرن بالمكان فلا يبرح. وقيل لحبيب بن المهلب: الحرون، لأنه كان يحرن في
مواقف القتال، لا يريم من مكانه. وما أحرنك ههنا. وتقول: ضرب الحران، وأحب الحران.
وحرن فلان في البيع: لا يزيد ولا ينقص. وبنو فلان جارون في الكرم ولا تخاف
حراناتهم. وقد حرن العسل في الخلية: لزق فعسر نزعه على المشتار.
ح
ر وفيه حرافة وحراوة، أي حدة. وأنت حرًى أن تفعل، وكذلك الاثنان والجمع والأنثى.
قال:
وهن
حرًى لا يثبن عطيّةً ... وهنّ حرًى بالنار حين تثيب
وبالحرى
أن يفعل، وإن فعلت كذا فبالحري، وهو حر به وحريٌّ، وما أحراه به، وهو أحرى به من
غيره، وهم أحرياء، وهو محراة لكذا. ولا تطر حراناً، ونزلت بحراه وبعراه: أي
بعقوته. وتحرّاه: قصد حراه. وأفعى حارية: مسنة قد صغر جسمها من كبرها، من حرى
الشيء إذا نقص. قال:
حارية
قد صغرت من الكبر
وتقول
بليت بأفعال جاريه، كأفعى حارية.
ومن
المجاز: تحريت في ذلك مسرتك، وهو يتحرى الصواب، وأصله قصد الحرى.
ح
ز بهؤلاء حزبي، وهم أحزابي، ودخلت عليه وعنده الأحزاب، وحزب قومه فتحزبوا أي صاروا
طوائف. وفلان يحازب فلاناً: ينصره ويعاضده. قال المرار الفقعسيّ:
ولو
قد بلغنا منتهى الحق بيننا ... لقل غناء الصلت عمن يحازبه
وحزبه
أمر، وأصابته الحوازب.
ومن
المجاز: قرأ حزبه من القرآن، وكم حزبك، وهو الطائفة التي وظفها على نفسه يقرؤها، وحزب
القرآن: جعله أحزاباً.
ح
ز رحزر النخل: خرصه. وحزر اللبن فهو حازر، وفي مثل " عدا القارص فحزر "
وغلام حزور، وحزور: بلغ القوة. قال الفرزدق:
سيوفاً
بها كانت حنيفة تبتني ... مكارم أيام أشب الحزورا
وغلمان
حزاور وحزاورة. وهذا جزرة ما عندي من المال أي خياره لأنه يعدده ويقدّره، ولا تأخذ
من حزرات أموال الناس. قال:
إن
السراة روقة الرجال ... وحزرة النفس خيار المال
ومن
المجاز: حزرت قدومه يوم كذا: قدّرته، وحزرت قراءته عشري آية. واحزر نفسك هل تقدر
عليه.
ح
ز زحز رأسه واحتزه. وحز في رأس القوس: فرض فيه، ورد الوتر إلى حزها وفرضها. وقطع
فأصاب المحز. وفي صدره حزازة وحزازات. قال:
وتبقى
حزازات النفوس كما هيا
والخطميّ
يذهب بحزاز الرأس. وكيف جئت في هذه الحزة، ولقيته على حزة منكرة، وهذه حزة مجيء
فلان وهي الساعة والحال. وفي أسنانه تحزيز، وهو نحو تحزيز أسنان المنجل.
ومن
المجاز: تكلم أو أشار فأصاب المحز.
والإثم
ما حز في قلبك، والإثم حزاز القلوب. وبه حزاز من الوجع. قال الشماخ يصف قوساً:
فلمّا
شراها فاضت العين عبرة ... وفي الصدر حزاز من اللوم حامز
ح
ز قلا رأي لحازق، وهو الذي حزق الخف قدميه لضيقه، أي ضغطه. وحزق القوس: شدها بالوتر. وإبريق محزوق العنق: ضيقها.
ورجل متحزق متشدد بخيل. ومررت بحدائق، رأيت فيها حزائق. وشهدت عند فلان حلقاً
وحزقاً. وبين يديه حزقة وحزيقة وحزيق أي جماعة. ويقال: تتابعوا كأنهم حزق الجراد.
قال لبيد: ورقاق عصب ظلمانه كحزيق الحبشيين الزجل وتقول: اقبل منهم حزيق، كأنّهم
حريق.
ح
ز لإحزألّ السراب بالظعن: زهاها. واحزألت الإبل في السير: ارتفعت. قال:
إذا
احزألت زمر بعد زمر
واحزأل
الغمام. ارتفع في أعلى الجو.
ح
ز م
حزم
الدابة بالحزام، وفرس غليظ المحزم، وقد استرخى حزامه ومحزمه. وحزم المتاع، وحزم
الحطب: شده حزماً. وحزمت وسطي بالحبل، واحتزمت، وتحزمت. ورجل حازم بين الحزم، وهو
ضبط الأمر والأخذ فيه بالثقة، وقد حزم حزامة. وتقول: ربما كان من الحزامة، أن تجعل
أنفك في الخزامة.
ومن
المجاز: شددت لهذا الأمر حزيمي وحيزومي وحيازيمي. قال لبيد:
وكم
لاقيت بعدك من أمور ... وأهوال أشد لها حزيمي
وقال
آخر:
حيازيمك
للموت ... فإن الموت لاقيك
ولا
بدّ من الموت ... إذا حل بواديك
وتحزم
للأمر وتلبب، وشد له الحزام: استعد له وتشمر. قال امرؤ القيس:
أقصر
إليك من الوعيد فإنني ... مما ألاقي لا أشد حزامي
أي
لا أبالي به فأتشزن له وأتهيأ. وآخذ حزام الطريق أي وسطه ومحجته.
ح
ز نأحزنه فراقك، وهو مما يحزنه، وله قلب حزين ومحزون وحزن، وقد حزن واحتزن. قال
العجاج:
بكيت
والمحتزن البكي
وما
أشد حزنه وحزنه. وأرض حزنة. وقد حزنت واستحزنت. وأحسن من روضة الحزن، والروض في
الحزونة احسن منه في السهولة، وهذه أرض فيها حزونة وخشونة، وكم أسهلنا وأحزنا.
وهؤلاء حزانتك، أي أهلك الذي تتحزن لهم، وتهتم بأمورهم. وفلان لا يبالي إذا شبعت خزانته، أن تجوع حزانته.
ومن
المجاز: صوت حزين: رخيم. وقولهم للدابة إذا لم يكن وطيئاً: إنه لحزن المشي، وفيه
حزونة. ورجل حزن إذا لم يكن سهل الخلق. قال:
شيخ
إذا ما لبس الدرع حرن ... سهل لمن ساهل حزن للحزن
حرك
ما قبل حرف الإعراب بنحو حركته للوقف، كقولهم: مررت بالنفر.
ح
ز وحزوت النخل وحزيته: حزرته. وحزوت الطير، وحزيته: زجرته. وياقل: كم تحزو هذا
النخل. وفلان يحزو الطير، وهو حاز، وهم حزاة، وهي حازية، وهنّ حوازٍ: للطوارق. وحزاهم السراب: رفعهم: وطريق
محزو: يحزوه الآل.
ح
س بحسب المال. ورفع العامل حسابه وحسبانه. ومن يقدر على عد الرمل وحسب الحصى؟ وهو من
الكتبة الحسبة. والأجر على حسب المصيبة أي على قدرها. وفلان لا حسب له ولا نسب،
وهو ما يحسبه ويعده من مفاخر آبائه. وألق هذا في الحسب أي فيما حسبت. وهو حسيب
نسيب، وهم حسباء. وفلان لا يحتسب به أي لا يعتد به. واحتسبت عليه بالمال. واحتسب
عند الله خيراً إذا قدمه، ومعناه اعتده فيما يدخر. واحتسب ولده إذا مات كبيراً، وافترطه إذا مات
صغيراً قبل البلوغ. واحتسبت بكذا: اكتفيت به. وأحسبني: كفاني، وحسبي كذا وبحسبي.
وفلان حسن الحسبة في الأمور أي الكفاية والتدبير. وفعل كذا حسبةً أي احتساباً، وله
فيه حسبة وحسب. قال الكميت:
إلى
مزورين في زيارتهم ... نيل التقى واستتمت الحسب
ومن
المجاز: خرجا يتحسبان الأخبار: يتعرفانها، كما يوضع الظن موضع العلم، واحتسبت ما
عند فلان: اختبرته وسبرته. قال:
تقول
نساء يحتسبن مودتي ... ليعلمن ما أخفي ويعلمن ما أبدي
وفي
بعض الحديث " عند الله أحتسب عنائي " وأتاني حساب من الناس أي كثير، كما
تقول جاءني عدد منهم وعديد. قال ساعدة بن جؤية:
فلم
ينتبه حتى أحاط بظهره ... حساب وسرب كالجراد يسوم
واستعطاني
فلان فأحسبته أي أكثرت له.
ح
س دحسده على نعمة الله، وحسده نعمة الله، وكل ذي نعمة محسودها. وتقول: إن الحسد
يأكل الجسد، والمحسدة مفسدة. وقوم حسدة وحساد وحسد، وهما يتحاسدان. وصحبته فأحسدته أي وجدته حاسداً. والأكابر
محسدون. قال:
إنّ
العرانين تلقاها محسدة ... ولا ترى للئام الناس حسادا
ح
س رحسر عن ذراعيه كشف، وحسر عمامته عن رأسه، وحسر كمّه عن ذراعه، وحسرت المرأة
درعها عن جسدها، وكذلك كل شيء كشف فقد حسر. وامرأة حسنة المحاسر. وانحسر عنه الظلام وتحسر. وتحسر الوبر عن
الإبل، والريش عن الطير، وحسرت الطير: أسقطت ريشها. ورجل حاسر: مكشوف الرأس. وحسرت
على كذا، وتحسرت عليه، ويا حسرتا عليه، وحسرني فلان. وحسرت الدابة فهي حسير، ودواب
حسرى، وحسرت الدابة بنفسها حسوراً، وحسرت بالكسر.
ومن
المجاز: فلان كريم المحسر أي المخبر. وحسر البصر من طول النظر فهو محسور وحسير،
وحسر النظر بصري، وحسر البصر بالكسر فهو حسير، نحو علم فهو عليم، وهو من باب فعلته
ففعل. وأرض عارية
المحاسر: لا نبات فيها.
قال
الراعي:
وعارية
المحاسر أم وحش ... ترى قطع السمام بها غريناً
وأنشد
الكسائي:
خوت
النجوم فأرضنا مجرودة ... غبراء ليس لنا بها متعلق
صرماء
عارية المحاسر لم تدع ... في النيب نقياً باقياً يتعرق
وحسرت
الريح السحاب. وحسر الماء: نضب. وحسر قناع الهم عنّى.
ح
س سأحسست منه مكراً، وأحسست منه بمكر. وما أحسسنا منه خبراً، وهل تحس من فلان
بخبر. وتعالى الله أن يدرك بحاسّة من الحواس. ومن أين حسست هذا الخبر. واخرج فتحسس لنا. وضرب فما قال حس. وجيء
به من حسك وبسك. وأنشد يصف امرأة ويشكوها:
تركت
بيتي من الأشيا ... ء قفراً مثل أمسِ
كلّ
شيء كنت قد جم ... عت من حسي وبسي
وصبحوهم
فحسوهم: قتلوهم قتلاً ذريعاً " إذ تحسونهم بإذنه " . والنفساء تشتكي
حساً في رحمها أي وجعاً.
ومن
المجاز: حس البرد الزرع، والبرد محسة للنبات، وأصابتهم حاسة من البرد. وانحس شعره: تساقط، وانحست أسنانه: تحاتت.
وحس الدابة بالمحسة: أزال عنها الغبار.
ح
س ففلان ما يعطي من البر إلا نسافته، ومن التمر إلا حسافته.
ح
س ككأن جنبه على حسك السعدان.
ومن
المجاز: في صدره عليّ حسكة أي عداوة، وقد حسك عليّ حسكاً، وهو حسك الصدر على أخيه،
وأضمر له حسيكة، وبينهم حسائك. قال:
ولا
خير في أمر يكون حسيكة ... ولا في يمين ليس فيها مخارم
أي
مخارج وطرق يتفصّى بها الحالف. وحسك رأسه حسكاً وهو أشد الجعودة. وإنه لحسك مرس
إذا كان باسلاً لا يرام.
ح
س ل" لا آتيك سنّ الحسل " مثل في التأبيد، لأنّ الضبّ لا تسقط له سن.
واشترى بقة بحسيلها. وتقول: كم بين الحسيل والحسيّل.
ح
س نأنظر إلى محاسن وجهه. وما أبدع تحاسين الطاوس وتزايينه. وحسن الله خلقه. وحسن
الحلاق رأسه: زينه، وما رأيت محسناً مثله، ودخل الحمام فتحسن أي احتلق، وهو يتحسن
ويتجمل بكذا. وإنّي لأحاسن بك الناس أي أباهيهم بحسن. وجمع الله فيك الحسن والحسنى. وفيك حسنات جمة.
وأحسن إلى أخيه. وأحسن به! ورجل حسان، وامرأة حسانة. قال الشماخ:
يا
ظبية عطلاً حسانة الجيد
واستحسن
فعله. وصرف هند استحسان، والمنع قياس.
ومن
المجاز: اجلس حسناً. وهذا لحم أبيض: لم ينضج حسناً. وفلان لا يحسن شيئاً، وقيمة
المرء ما يحسن.
ح
س وحسا المرقة واحتساها وتحساها، وحساها صاحبه. ويوم، ونوم كحسو الطائر، والعيادة
كحسوة الطائر. وسقاني مثل حسوة الطائر. وأتينا بحساء طيب. وشيخ حسو فسو، وهو قريب
المحسى من المفسى: للقصير. وشربنا من حسيٍ بارد. ونزلنا به فجمع لنا حرّ الحساء،
وبرد الأحساء.
ومن
المجاز: إحتسوا أنفاس النوم. قال تأبط شراً:
فاحتسوا
أنفاس نوم فلما ... ثملوا رعتهم فاشمعلوا
وتحاسوا
كروس المنايا، وبينهم حسى الموت، وحاسيته كأساً مرة. وفي مثل " لمثلها كنت
أحسيك الحسى " ، أي كنت أحسن إليك لمثل هذه الحال.
ح
ش دحشد القوم حشوداً: اجتمعوا، وخفوا في التعاون، واحتشدوا، وتحشدوا، وتحاشدوا على
الأمر: اجتمعوا عليه متعاونين. وحشدتهم أحشدهم وأحشدهم حشداً، وعنده حشد من الناس.
ورجل محشود محفود: مجتمع عليه مخدوم. واحتشدت لفلان في كذا: أعددت له. واحتشد لنا
في الضيافة إذا اجتهد وبذل وسعه، واحتشد للضيافة: احتفل لها. وفلان حافد حاشد:
مجتهد في خدمته وضيافته وسعيه. قال:
والحاشدون
على قرى الأضياف
وإذا
كان للإبل من يقوم بحلها لا يفتر عنه، قالوا: لها حالب حاشد.
ومن
المجاز: بت في ليلة تحشد عليّ الهموم.
ح
ش ريساق الناس إلى المحشر. ورأيت منهم حشراً. والناس منشورون محشورون. وأنبئت
الحشرات.
ومن
المجاز: حشرت السنة الناس: أهبطتهم إلى الأمصار. وحشر فلان في رأسه إذا كان عظيم
الرأس، وكذلك حشر في بطنه، وفي كل شيء من جسده. وأذن حشر وحشرة: لطيفة مجتمعة. وقدة حشر، وسنان حشر إذا
لطف، وحشرت السنان فهو محشور: لطفته ودققته. وشرب من الحشرج، وهو كوز لطيف يبرد
فيه الماء، الجيم مضمومة إلى حروف الحشر، فركب منها رباعي، وقيل الحشرج ماء في
نقرة في الجبل. وحشرجة المريض صوت بردده في حلقه، يقال: حشرج المريض. قال حاتم:
إذا
حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
سميت
لضيق مجراها.
ح
ش شحشت يده: يبست. وحش الولد في البطن، ومنه الحشيش. وفي مثل: " أحشك وتروثني
" أي أطعمك الحشيش. وإنك بمحش صدق فلا تبرح وهو الموضع الذي يحش فيه. واحتش
لدابته. وما بقي منه إلا حشاشة. قال ذو الرمة:
فلما
رأين الليل والشمس حية ... حياة التي تقضي حشاشة نازع
ومن
المجاز: حشّ النار: أثقبها وأطعمها الحطب، كما تحش الدابة. وحش السهم: راشه. وحش فلاناً: أصلح من حاله. وحش ماله
من مال غيره: كثره به. ويقال للشجاع: نعم محش الكتيبة وهم محاش الحروب ومساعرها.
وقعد فلان في الحش وهو البستان، فكني به عن المتوضإ. وما بقي من المروءة إلا حشاشة
تتردد في أحشاء محتضر. وجئت وما بقي من الشمس إلا حشاشة نازع.
ح
ش فتمرهم حشف، وغنمهم حذف، واستحشف التمر، وأحشفت النخلة. وتقول: أخلف زرعهم،
وأحشف نخلهم.
ح
ش مأنا أحتشمك، وأحتشم منك أي أستحي، وما يمنعني إلا الحشمة أي الحياء. وأحشمني: أخجلني وأغضبني. وهم حشمه أي
الذين يغضبون له أو يستحيون منه.
ح
ش وحشوت الوسادة، وغيرها حشواً. وطرح له حشية، ولهم حشايا. وهي الفرش المحشوة. وأخرج
القصاب حشوة الشاة وهي ما في بطنها. وضربه فانتثرت حشوته. واحتشى من الطعام. واحتشت المستحاضة بالكرسف.
وطعنة كحاشية البرد. وضم حاشيتي الرداء. وأنا في حشا فلان أي في كنفه وذراه، وفلان
خيرهم حشاً. قال الكميت:
لتزور
خير العالمي ... ن حشاً لمختبط وزائر
وامرأة
ضامرة الحشا، ونساء ضوامر الأحشاء.
وأساءوا
حاشي فلان، وحاشى فلاناً. وأنا أحاشيك من كذا. قال:
وما
أحاشي من الأقوام من أحد
ومن
المجاز: عيش رقيق الحواشي، وكلام رقيق الحواشي. وأعطاه من حشو الإبل وحاشيتها
وحواشيها. وأرسل بنو فلان رائداً فانتهى إلى أرض قد شبعت حاشيتاها، وهما ابن
المخاض وابن اللبون. وهو من حشو بني فلان، وحشوتهم. قال الراعي:
أتت
دونها الأحلاف أحلاف مذقحج ... وأفناء كعب حشوها وصميمها
وهو
من العامة والحشوة. واحتشت الرمانة بالحب، وعن بعض العرب: رأيت أززاً كأزز الرمانة
المحتشية. قال أبو النجم:
إلى
ابن مروان حشوت الأرجلا ... من الغريريات عيساً بزلا
وصدنا
محشية الكلاب، وهي الأرنب تتعب كلاب الصائد، حتى يأخذها الحشا وهو الربو. قال:
ألا
قبح الإله طليق سلمى ... وصاحبه محشية الكلاب
ح
ص بحصبت الريح بالحصباء، وريح حاصب، وحصبوه. وفي الحديث " هل أحصبه لكم " وتحاصبوا، وفي فتنة
عثمان رضي الله عنه: " تحاصبوا حتى ما أبصروا أديم السماء " . وحصبوا
المسجد: بسطوا فيه الحصباء. وأرض محصبة: ذات حصى. وتقول: هذا حاصب، وليس بصاحب. " وهم حصب جهنم "
. وحصبت النار: طرحته فيها. وبتنا بالمحصب وهو موضع الجمار. وأحصب الفرس في عدوه:
أثار الحصى، وفرس ملهب محصب. وحصب: ثارت به الحصبة، ورجل محصوب. وأرض محصبة
ومجدرة: من الحصبة والجدري.
ومن
المجاز: حصبوا عنه: أسرعوا في الهرب، كأنهم ريح حاصب.
ح
ص دحصد الزرع: جره فهو حصيد وجمعه حصائد، وهذا زمان الحصاد، " وآتوا حقه يوم
حصاده " وأخذوا حصاد الشجر أي ثمره. وأحصد الزرع واستحصد. وأحصد الحبل وأحصفه،
وحبل محصد محصف، وقد استحصد الحبل إذا استحكم فتله.
ومن
المجاز: حصدهم بالسيف: قتلهم " وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد
ألسنتهم " ومن زرع الشر حصد الندامة.
ح
ص ر
حصرتهم
حصراً: حبستهم. والله حاصر الأرواح في الأجسام. وأحصر الحاج إذا حبسوا عن المضيّ
بمرض أو خوف أو غيرهما " فإن أحصرتم " . وحصر الرجل وأحصر: اعتقل بطنه،
وبه حصر. وأعوذ بالله من الحصر والأسر. وحاصرهم العدو حصاراً. وبقينا في الحصار
أياماً، أي في المحاصرة أو في مكانها. وحوصروا محاصراً شديداً. وحصر صدره، وحصر لسانه. وحصر في كلامه وفي
خطبته: عيّ. ونعوذ بالله من العجب والبطر، ومن العيّ والحصر. ورجل حصور: لا يرغب
في النساء. وهو بخيل حصور وحصر. وقد حصر على قومه. وفي قلبه، ولسانه، ويديه حصر أي
ضيق، وعيٌّ، وبخل. وهو حصر بالأسرار: لا يفشيها. قال جرير:
ولقد
تسقطني الوشاة فصادفوا ... حصراً بسرك يا أميم ضنينا
وغضب
الحصير على فلان أي الملك، سمّي لاحتجابه. وخلده الحصير في الحصير أي في المحبس.
" وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً " . ودابة عريض الحصيرين أي الجنبين.
وأوجع الله حصيريه إذا ضرب ضرباً شديداً. قال الطرماح:
تقلقل
شهراً دائماً كلّ ليلة ... تضم حصيريه عرّي ونسوع
وإذا
استحيا الرجل من شيء فتركه، أو دخل بامرأة فعجز عنها، أو تعذر عليه الوصول إلى
مراده، قيل: قد حصر عنه، وحصر دونه. قال لبيد:
أسهلت
وانتصبت كجذع منيفة ... جرداء يحصر دونها جرامها
وامرأة
حصراء: رتقاء.
ح
ص صأخذ حصته، وأخذوا حصصهم. ويحصني من المال كذا. وأحصصت القوم: أعطيتهم حصصهم.
وحصت البيضة رأسه فانحص. وانحص شعره، وانحص ريش الطائر. ورأس أحص، ورءوس حص. وطائر
أحص الجناح. وألقى الله في رأسه الحاصة.
ومن
المجاز: رجل أحص: مشؤوم نكد
لا خير فيه، ومنه قيل للعبد والعير الأحصان. وسنة حصاء. وبينهم رحم حصاء: قطعاء لا توصل. وقيل لبعض العرب:
أي الأيام أقر، فقال:
الأحص
الورد، والأزب الهلوف أي المصحى والمغيم الذي تهب نكباؤه. وقوله:
مشعشعة
كأن الحص فيها
قيل
هي الدر لملاستها.
ح
ص ففي وجهها كلف، وفي جلدها حصف؛ وهو بثر صغار. وقد حصف جلده فهو حصف، وأحصفه
الحر. وأحصف حبله فاستحصف، وحبل محصف ومستحصف، وقد أحصف الحائك نسجه.
ومن
المجاز: فيه حصافة وهي ثخانة العقل والرأي، ورجل حصيف، وقد حصف رأيه واستحصف، ورأى
وأمر محصف ومستحصف. قال العجاج:
بات
يصادي أمر حزم محصفاً
وقال:
بمستحصف
باقٍ من الرأي مبرم
واستحصف
عليه الزمان: اشتد. وفرج مستحصف: ضيق. وأحصف الفرس: اشتد عدوه، وفرس محصف محصب.
وبينهما حبل محصف أي إخاء ثابت.
ح
ص لحصل له كذا حصولاً. وحصل عليه من حقي كذا أي بقي. وما حصل في يدي شيء منه أي ما
رجع. وما حصلت منه على شيء. ومضى الكرام، فحصلت بعدهم على ناس لئام. وهذا حاصل
المال أي باقيه بعد الحساب، وهذا محصول كلامه، ومحصول مراده، وفيه وجهان: أحدهما
أن يكون مصدراً كالمعقول والمجلود، وضع موضع الفاعل كما وضع صوم وفطر موضع صائم
ومفطر. والثاني أن يقال: حصله بمعنى حصله، من قول العباس بن مرداس:
يا
جسر إن الحق بعد حصله ... له فضول يهتدى بفضله
يبينه
الجاهل بعد جهله
وما
لفلان محصول ولا معقول أي رأي وتمييز. وحصل المال في يده، وحصل العلم. واجتهد فما تحصل له شيء. وحصل تراب
المعدن: ميز الذهب منه وخلصه. وحصل الدقيق بالمحصل وهو المنخل. وحصلوا الناس في
الديوان: ميزوا بين شاهدهم وغائبهم، وحيّهم وميتهم. قال ذو الرمة:
ندى
وتكرما ولباب لب ... إذا الأشياء حصلت الرجالا
أي
ميزت خيارها من شرارها. وحصل كلامه رده إلى محصوله. وما حصيلتك وما حصائلك أي ما
حصلته. وسمى كتاب الحصائل، لأن صابحه زعم أنه حصل فيه ما فت الخليل. قال الأعشى:
فآبوا
موجعين بشرّ طير ... وأبنا بالعقائل والحصيل
وهو
ما حصل لهم من الأموال.
ح
ص نحصن نفسه وماله، وتحصن، ومدينة حصينة. وامرأة حصان وحاصن، بينة الحصانة والحصن،
ونساء حواصن، وقد حصنت المرأة، وتحصنت، وأحصنها زوجها فهي محصنة، وأحصنت فرجها فهي
محصنة. وفرس حصان: بين التحصن والتحصين. وتقول: ركب الحضان، وأردف الحصان.
ومن
المجاز: جاء يحمل حصناً أي سلاحاً. وقال رجل لعبيد الله بين الحسن: إن أبي أوصى
بثلث ماله للحصون، فقال: اذهب فاشتر به خيلاً، فقال الرجل: إنما قال الحصون. قال:
أما سمعت قول الأسعر الجعفيّ:
ولقد
علمت على توقّيّ الردى ... أن الحصون الخيل لا مدر القرى
ح
ص يهم أكثر من الحصي. ورمى بسبع حصيات. ووقعت الحصاة في مثانته. وحصي فهو محصي.
وأرض محصاة: كثيرة الحصى. وحسناتك لا تحصى. وهذا أمر لا أحصيه: لا أطيقه ولا أضبطه.
ومن
المجاز: لم أر أكثر منهم حصىً أي عدداً. قال الأعشى:
فلست
بالأكثر منهم حصّي ... وإنما العزة للكاثر
وفلان
ذو حصاة: وقور. وما له حصاة ولا أصاة أي رزانة. قال طرفة:
وإن
لسان المرء ما لم تكن له ... حصاة على عوراته لدليل
وعنده
حصاة من المسك أي قطعة.
ح
ض رحضرني فلان، وأحضرته، واستحضرته. وطلبته فأحضرنيه صاحبه. وهو من حاضري البلد،
ومن الحضور. وفعلت كذا وفلان حاضر، وفعلته بحضرته، وبمحضره. وحضار بمعنى أحضر.
وحاضرته: شاهدته. وهو من أهل الحضر، والحاضرة، والحواضر. وهو حضري بين الحضارة،
وبدويّ بين البداوة. وهو بدوي يتحضر، وحضري يتبدى. وأحضر الفرس، وما أشد حضره!
وفرس محضير، وخيل محاضير. ونقول: ما السبق في المضامير. إلا للجرد المحاضير. وهو
منّي حضر الفرس. وحاضرته: عاديته من الحضر. وحضرم في كلامه: لم يعربه. وفي أهل
الحضر الحضرمة كان كلامه يشبه كلام أهل حضرموت، لأن كلامهم ليس بذاك، أو يشبه كلام
أهل الحضر، والميم زائدة.
ومن
المجاز: حضرت الصلاة. وأحضر ذهنك. وجاءنا ونحن بحضرة الدار، وحضرة الماء: بقربهما.
وقال أبو دؤاد:
ومنهل
لا يبيت القوم حضرته ... من المخافة أجنٍ ماؤه طامي
وكنت
حضرة الأمر إذا كنت حاضره. قال عمر بن أبي ربيعة:
ولقد
قلت حضرة البين إذ جد ... رحيل وخفت أن أستطارا
وحضرت
الأمر بخير إذا رأيت فيه رأياً صواباً وكفيته. وفلان حسن الحضرة إذا كان كذلك.
وإنه لحضر لا يزال يحضر الأمور بخير: وجمع الحضرة يريد بناء دار، وهي عدة البناء
من الآجر والجص وغيرهما. واللبن محضور ومحتضر، فقط إناءك أن يحصره الذباب والهوام.
وهو حاضر الجواب. وحاضر بالنوادر. وحضر المريض واحتضر: حضره الموت. قال الشماخ:
فأوردها
معاً ماءً رواءً ... عليه الموت يحتضر احتضاراً
وحضره
الهم واحتضره وتحضره. قال الأسود ابن يعفر:
نام
الخل وما أحس رقادي ... والهم محتضر لدي وسادي
وقال
الطرماح:
وأخو
الهموم إذا الهموم تحضرت ... جنح الظلام وساده لا يرقد
ح
ض ضحضه على الخير. وتركه في الحضيض.
ح
ض نإحتضن الصبيّ: أخذه في حضنه وهو ما دون الإبط إلى الكشح. وحضنت المرأة ولدها.
والحمامة بيضها. وله حاضن وحاضنة يرفعانه ويربيانه. وهي حاضنة حسنة الحضانة.
وحمامة حاضن، وحمام حواضن: جواثم على البيض، والحمامة في محضنتها وهي شبه قصعة
روحاء تعمل من الطين. وامرأة دقيقة المحتضن. قال الأعشى:
عريضة
بوص إذا أدبرت ... هضيم الحشا شختة المحتضن
ومن
المجاز: إعتشّ الطائر في حشن الجبل. ومازال يقطع أحضان الأرض، وأحضان الليل. قال
حميد بن ثور:
قطعت
إليك الليل حضنيه إنني ... لذاك إذا هاب الجبان فعول
وقال
زميل بن أم دينار الفزاري:
وحضنين
من ظلماء ليل طعنته ... بناجية قد ضمها اليسر محنق
وأعطاه
حضناً من الزرع أي قدر ما احتمله في حضنه. وهو من حضنة العلم. واحتضنه عن حاجته
وحضنه: نحاه عنها.
ح
ط بحطب الحطاب واحتطب. وإماء حواطب. وفلان يحطب رفقاءه ويسقيهم. قال الجليح:
خبّ
جزوع وإذا جاع بكى ... لا حطب القوم ولا القوم سقى
ومن
المجاز: هو حاطب ليل: للمخلط في كلامه. وفلان يحمل الحطب بين القوم إذا مشى
بالنمائم، وحطب فلان بصاحبه: سعى به. وحطب في حبله: نصره وأعانه، وإنّك لتحطب في
حبله وتميل إلى هواه. وحطبت علينا بخير. وماله حطب: هزل. وقد أحطب عنبكم. وأستحطب
إذا حان أن يقنب، ويقطع ما يجب قطعه، وقد حطبوا كرمهم حطباً، وقطعوا حطبه وحطابه.
ح
ط ط
حطوا
الأحمال عن ظهور الدواب، يقال: حطوا عنها. وحط ل شيء حدره. وأخذوا في الحطوط أي في
الحدور.
ومن
المجاز: حط الله أوزارهم، وحطّ الله وزرك. " وقولوا حطة " واستحطوا أوزاركم.
وناقة حطوط: سريعة السير، وحطت في سيرها وانحطت. وحط في عرض فلان إذا اندفع في
شتمه. وحط في هواه، وانحط فيه. ويقال: أكل من حلوائهم، فانحط في أهوائهم. قال
الكميت:
حطوطاً
في مسرته ومولى ... إلى مرضاة خالقه سريعاً
وانحط
السعر، وحط حطوطاً، والأسعار حاطة ومنحطة. وأتانا بطعام فحططنا فيه أي أكثرنا منه.
وأحططنا فيه أي أقللنا منه. وجارية محطوطة المتنين، كأنما حطّا بالمحط، وهو ما يحط
به الأديم أي يدلك ويصقل، يكون مع الأساكفة والمجلدين. قال:
تثير
وتبدي عن عروق كأنها ... أعنة خراز تحط وتبشر
وقال
النابغة:
محطوطة
المتنين غير مفاضة ... ريّا الروادف بضة المتجرد
وسيف
محطوط: مرهف. وكعب حطيط: أدرم. قال مليح الهذلي:
وكل
حطيط الكعب درم حجوله ... ترى الحجل فيه غاماَ غير مقلق
واشترى
سلعة فاستحط من الثمن مائة. وطلب منه الحطيطة فأبى. وحط رحله: أقام.
ح
ط محطم متنه فانحطم وتحطم. وأدس حطوم، وما أشد حطمته! وحطم الوادي. وذهبت بهم حطمة
السيل. وطارت الريح بحطام التبن. وهذا حطام البيض: لكساره. وجمع حطام الدنيا، شبه
بالكسار تخسيساً له. وعن بعض العرب: قد تحطمت الأرض يبساً، فأنشبوا فيها المخالب
وهي المناجل أي تكسرت زروع الأرض وتفتتت لفرط يبسها فجزوها. وتحطم البيض عن
الفراخ. قال كعب بن زهير:
روايا
فراخ بالفلاة توائم ... تحطم عنها البيض حمر الحواصل
ومن
المجاز: أصابتهم حطمة أي أزمة. قال:
إنا
إذا حطمة حتت لنا ورقاً ... نمارس العود حتى ينبت الورق
وراع
حطم وحطمة، كأنه يحطم المال لعنفه في السوق. قال:
قد
لفها الليل بسواق حطم
و
" شر الرعاء الحطمة
" . وحطمته السن العالية. وحطمت فلانة زوجها إذا أسن وهي تحته، وحطم فلاناً
قومه إذا أسن بين أظهرهم. ومنه الحديث: " وذلك بعد ما حطمتموه " . ورجل
حطمة: أكول. ونعم حاطوم الطعام البطيخ! ولا تحطم علينا أي لا ترع عندنا فتفسد
علينا المرعى.
ح
ظ رحظر عليه كذا: حيل بينه وبينه. " وما كان عطاء ربك محظوراً " وهذا
محظور: غير مباح. والغنم في الحظيرة وفي المحتظر، واحتظر لغنمه: اتخذ حظيرة،
وحظاره ما يحظر به من السعف والقصب وهو حائط الحظيرة.
ومن
المجاز: هو نكد الحظيرة: لبخيل. وفلان يمشي بالحظر، وجاء بالحظر الرطب، يقال
للنمام والكذاب، لأنه يستوقد بنمائمه نار العداوة ويشبها، ألا ترى إلى قولهم:
" سمعته من العرب
" :
تشببي
تشبب النميمه ... جاءت بها زهراً إلى تميمه
يخاطب
النويرة إذا أراحد إحياءها. وأنشد يعقوب:
من
البيض لم تصطد على خيل لامةٍ ... ولم تمش بين الحيّ بالحظر الرطب
والحظر
الشجر الذي يحظر به.
ح
ظ ظإنه لذو حظ عظيم من المال، وذو حظ من العلم. ولهم حظوظ وأحاظ، وأصله أحاظ، جمع أحظ.
قال:
ولكن
أحاظ قسمت وجدود
وقد
حظظت يا رجل وحظظت مثل مسست وأنت محظوظ وحظيظ، وهو أحظ من غيره.
ح
ظ يحظي فلان عند السلطان. وحظي بالمال. وتقول: ما حلي بطائل، ولا حظي بنائل. وحظيت
فلانة عند زوجها. ورجل حظيّ: بيّن الحظوة بثلاث لغات، وبيّن الحظة. وفي مثل:
" إلا حظيّة فلا أليّةً " . ولفلان كثير من الحظايا. وأحظاه الله بالمال والبنين. وتهللت في
وجهه وأحظيته. وفي مثل للضعيف: " إنما نبلك من حظاء " جمع حظوة وهي سهم صغير بلا نصل.
ح
ف ثيقال لمن انتفخت أوداجه غضباً: " قد احرنفش حفاثه " . وتقول منيت
بالصل النفاث، فتمنيت نفخ الحفاث.
ح
ف دحفد البعير حفداً، وحفوداً، وحفداناً: أسرع في سيره ودارك الخطو. قال حميد بن
ثور:
فدته
المطايا الحافدات وقطعت ... نعالاً له دون الإكام جلودها
وأحفد
بعيره.
ومن
المجاز: حفد فلان في الأمر واحتفد: أسرع فيه، وخف في القيام به. وحدفت فلاناً: خدمته
وخففت إلى طاعته. ورجل محفود: مخدوم مطاع. وهو حافد فلان، وهم حفدته أي خدنه
وأعوانه، ومنه قيل لأولاد الابن: الحفدة " بنين وحدفة " وهو من حفدة الأدب.
ح
ف رحفر النهر بالمحفار، واحتفره. وكثر الحفر على الشط أي تراب الحفر. ودلوه في
الحفرة والحفيرة والحفير وهو القبر. وحفر عن الضب واليربوع ليستخرجه، ويتسع فيه
فيقال: حفرت الضب واحتفرته. وحافر اليربوع إذا أمعن في حفره. وفلان أروغ من يربوع
محافر، وهو نص مكشوف، وبرهان جليّ ينادي على صحة ما ذكرت في يخادعون الله، وحاشى
الله. وهذا البلد ممر العساكر، ومدق الحوافر. وفلان يملك الخف والحافر.
ومن
المجاز: وطئه كل خف وحافر.
ورجع إلى حافرته أي إلى حالته الأولى. ورجع فلان على حافرته إذا شاخ وهرم. والتقوا
فاقتتلوا عند الحافرة. والنقد عند الحافرة والحافر، وقد ذكرت حقيقة الكلمة في
الكشاف عن حقائق التنزيل. وحفر فوه وحفر إذا تأكلت أسنانه، وفي أسنانه حفر، وحفر.
وفم فلان محفور أي حفره الأكال. وحفرت رواضع المهر إذا تحركت للسقوط، لأنها إذا
سقطت بقيت منابتها حفراً، فكأنها إذا نغضت أخذت في الحفر، وأحفر المهر إذا حفرت
رواضعه. وحفر الفصيل أمه حفراً، وهو استلاله طرقها، حتى يسترخي لحمها بامتصاصه
إياها. وما من حامل إلا والحمل يحفرها إلاّ الناقة أي يهزلها. وحكى أبو زيد: لو
كانت العنز غزيرة، لحفرها ذلك، لأنهم يلحون عليها في الحلب لغزارتها فتهزل. وحفرت ثرى فلان إذا فتشت عن أمره. قال أبو
طالب:
أفيقوا
أفيقوا قبل أن يحفر الثرى ... ويصبح من لم يجن ذنباً كذي الذنب
وتحفر
السيل: اتخذ حفراً في الأرض. قال أوس:
إذا
مس وعثاء الكثيب كأنما ... تحفر فيه وابل متبعق
ح
ف طهو من الحفاظ، وهم الكرام الحفظة. واستحفظه مالاً أو سراً " بما استحفظوا
من كتاب الله " وحافظ على الشيء. وهو محافظ على سبحة الضحى: مواظب عليها
" حافظوا على الصلوات " واحتفظ بالشيء، وتحفظ به: عني بحفظه، واحتفظ بما
أعطيتك فإن له شأناً. وعليك بالتحفظ من الناس وهو التوقي. وحفظه القرآن. وهو حفيظ
عليه: رقيب. وتقلدت بحفيظ الدر أي بمحفوظه ومكنونه لنفاسته. وهو من أهل الحفيظة
والحفظة، وهم أهل الحفائظ والمحفظات وهي الحمية والغضب عند حفظ الحرمة. وفي المثل:
" المقدرة تذهب الحفيظة " يضرب في وجوب العفو عند المقدرة. وقال الحطيئة:
يسوسون
أحلاماً بعيداً أناتها ... وإن غضبوا جاء الحفيظة والجد
وقال
العجاج:
وحفظة
أكنها ضميري
وقال
القطامي:
أخوك
الذي لا تملك الحس نفسه ... وترفض عند المحفظات الكتائف
ويقولون:
ألك محفظة أي حرمة تحفظك أي تغضبك، يقال أحفظه كذا أي أغضبه. واذهب في حفيظة: في
تقية وتحفظ. قال عمر بن أبي ربيعة:
وقالت
لأختيها اذهبا في حفيظة ... فزورا أبا الخطاب سراً فسلما
ومن
المجاز: طريق حافظ: واضح. قال النضر: هو البين، يستقيم لك ما استقمت له مثل محز
العنق، فأما الطريق الذي يقود اليومين، ثم ينقطع، فليس بحافظ.
ح
ف فحفوا به واحتفوا: أطافوا، وهم حافون به. وحففته بالناس: جعلتهم حافين به. و
" حفت الجنة بالمكاره " " وحففناهما بنخل " . ودخلت عليه وهو
محفوف بخدمه. وهودج محفف بالديباج. قال امرؤ القيس:
رفعن
حوايا واقتعدن قعائداً ... وحففن من حوك العراق المنمق
وجلسوا
حفافيه، وحفافي سريره وهما جانباه. وركبت في محفتها. وهو رجل محفوف بثوب. وما بقي من شعره إلا خفاف وهو طرة حول
رأسه. وحفت المرأة وجهها واحتفته: أخذت شعره. وحف الفرس والريح والطائر والسهم
حفيفاً وهو صوت مروره. ولأغصان الشجرة حفيف. وحف النبات حفوفاً: يبس. وحفت أرضنا
وقفت، وأرض حافة. وعن بعض العرب: أتونا بعصيدة قد حفت، فكأنها عقب فيه شقاق. وسويق
حاف: غير ملتوت.
ومن
المجاز: فلان يحفنا ويرفنا أي يضمنا ويؤوينا. وهو في حفوف من العيش وحففٍ. وحف
رأسه: بعد عهده بالدهن. وقوم محفوفون، وقد حفتهم الحاجة.
ح
ف ل
حفل
القوم واحتفلوا: اجتمعوا. ولا تنكر على أحد في الحفل. وهذا محفل القوم ومحتفلهم.
وشاع الحديث في المحافل. وحفل الماء في الوادي، وحفل الوادي إذا كثر ماؤه. وضرع
حافل، وضروع حفل وحوافل. وحفل الشاة: جمع اللبن في ضرعها ليرى حافلاً. ونهى عن بيع
المحفّلة.
ومن
المجاز: إحتفل في الأمر إذا احتشد واجتهد. واحتفل الفرس في حضره: جد فيه كما يقال:
جمع نفسه. قال امرؤ القيس:
كأنها
حين فاض الماء واحتفلت ... صقعاء لاح لها بالصرحة الذيب
وحفلت
السماء: حدّ وقعها. وطريق محتفل: عظيم مستبين. وهذا ثوب يحفل الوجه أي يظهر حسنه
ويجمعه. قال بشر:
رأى
درّة بيضاء يحفل لونها ... صخام كغربان البرير مقصب
وقال
ابن مقبل:
بتني
بعيني جؤذر حفلتهما ... رعاث وبراق من اللون واضح
واحتفل
وتحفل: تزين، ولبس ثياب الحفلة أي الزينة.
ح
ف نأعطاه حفنة من الدقيق وهي ملء الكفين. وحفنت له حفنتين، وثلاث حفناتٍ.
واحتفنته: أخذته لنفسي.
ومن
المجاز: في الحديث: " إنما نحن حفنة من حفنات ربنا " . واحتفنت الرجل:
اقتلعته من مكانه. واحتفن من كذا: استكثر منه.
ح
ف وهو حاف بين الحفوة والحفاء، وهم حفاة. وهو أفضل من كل حاف وناعل. وهو حف بين
الحفا. وقد حفي من كثرة المشي. وحفي الفرس: انسحج حافره. وأحفى الراكب: حفي دابته.
وأحفى شاربه: ألزق حزّه. واحتفى القوم المرعى: لم يتركوا منه شيئاً.
ومن
المجاز: أحفى في السؤال: ألحف، وسائل محف مجحف: ملح ملحف. وأحفيت إليه في الوصية: بالغت. وهو
حفيٌّ عن الأمر: بليغ في السوال عنه " كأنك حفيٌّ عنها " وقال الأعشى:
فإن
تسألي عني فيا رب سائل ... حفي عن الأعشى به حيث أصعدا
واستحفيته
عن كذا: استخبرته على وجه المبالغة. وتحفي بي فلان، وحفي بي حفاوة إذا تطلف بك، وبالغ
في إكرامك، وهو حسن التحفي بقومه، وحفي بهم. وأنشد الأصمعي:
فتحفّى
به ووحّى قراه ... فأتاه به غريضاً نضيجاً
وفلان
وفيٌّ حفيٌّ، خيره جليٌّ خفيٌّ.
ح
ق بكأن رحلي على أحقب، وهو الذي في مكان الحقب منه بياض، وهو حبل يلي الحقو.
والأتان حقباء، والجمع حقب. قال ذو الرمة:
حقب
سماحيج في أحشائها قبب
وشد
الرحل بالحقب. وحقب البعير فهو حقب: وقع حقبه على ثيله، فتعسر بوله لذلك، وربما
قتله. وحقبت الناقة: أصاب الحقب ضرعها، فامتنع درها. وملأ حقيبته وحقائبه. واحتقب
الشيء واستحقبه: احتمله خلفه. قال النابغة:
مستحقبو
حلق الماذيّ يقدمهم ... شم العرانين ضرّابون للهام
وكل
ما حمل وراء الرحل فهو حقيبة. قال حاتم:
وما
أنا بالطاوي حقيبة رحلها ... لأبعثها خفاً وأترك صاحبي
ومضى
عليه حقب وحقبة وأحقاب وحقب.
ومن
المجاز: امرأة نفج الحقيبة: للعجزاء واحتقب خيراً أو شراً، واستحقبه: احتمله وادّخره، واسم المحتقب الحقيبة،
تقول: احتقب فلان حقيبة سوء. وقال امرؤ القيس:
والله
أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرحل
وقال
الحارث بن حرجة الفزاريّ:
ولّوا
وأرماحنا حقائبهم ... نكرهها فيهم فتنأطر
وأحقبت
غلامي: أردفته. وحقب العام: احتبس مطره، ومنه الحديث " لا رأي لحاقن ولا حاقب " .
ح
ق دحقد عليه يحقد إذا أمسك العداوة في قلبه، يتربص فرصة الإيقاع به، من حقد المعدن
وأحقد إذا لم يخرج منه شيء. وفي قلبه حقد، وفي قلوبهم أحقاد وحقود، وقلبه حاقد على
أخيه ومحتقد. وتقول: رئيس القوم محسود أو حاسد، ومحقود عليه أو حاقد. وفلان حقود
وحسود. وتحاقدوا، وهم متحاقدون.
ح
ق رهو حقير نقير. وقد حقر في عيني حقارة. وحقره وحقّره واحتقره واستحقره. وهو حاقر
ناقر. وفي مثل: " من حقر حرم " وفلان موقر غير محقر، وخطير غير حقير. وحقراً له وعقراً. وتحاقرت إليه نفسه.
وحقر الاسم: صغّره، وهو باب التحقير.
ح
ق فنزلنا بين قفاف وأحقاف. وفلان مأواه الحقوف، لا تظله السقوف. والحقف نقاً يعوج
ويدق. واحقوقف الرمل. واحقوقف ظهر البعير من الهزال. واحقوقف الهلال. قال العجاج:
سماوة
الهلال حتى احقوقفا
ومررت
بظبي حاقف وهو المنعطف في منامه. قال الحطيئة:
تطير
الحصى بعرى المنسمين ... إذا الحاقفات ألفن الظلالا
ح
ق ققال أبو زيد: حق الله الأمر حقاً: أثبته وأوجبه. وحق الأمر بنفسه حقاً وحقوقاً.
وقال الكسائي: حققت ظنه مثل حققته. وأنشد:
فبذلت
مالك لي وجدت به ... وحققت ظني ثم لم تخب
وحققت
الأمر وأحققته: كنت على يقين منه. وحققت الخبر فأنا أحقه: وقفت على حقيقته. ويقول
الرجل لأصحابه إذا بلغهم خبر فلم يستيقنوه: أنا أحق لكم هذا الخبر، أي أعلمه لكم
وأعرف حقيقته. فإن قلت: فما وجه قولهم: أنت حقيق بأن تفعل، وأنت محقوق به، وإنك
لمحقوقة بأن تفعلي، وحقيقة به، وحققت بأن تفعل، وحق لك أن تفعل، قلت: أما حقيق،
فهو من حقق في التقدير، كما قال سيبويه في فقير: إنّه من فقر مقدراً، وفي شديد من
شدد، ونظره خليق وجدير، من خلق بكذا وجذر به، ولا يكون فعيلاً بمعنى مفعول. وهو
محقوق لقولهم: أنت حقيقة بكذا، وهذه امرأة حقيقة بالحضانة. وأما حققت بأن تفعل،
وأنت محقوق به، فبمعنى جعلت حقيقاً به وهو من باب فعلته ففعل، كقولك: قبح وقبحه
الله. قال:
ألا
قبح الإله بني زياد ... وحيّ أبيهم قبح الحمار
وبرد
الماء وبردته، وحقر وحقرته، ورفع صوته ورفعه. ويجوز أن يكون من حققت الخبر أب عرفت
بذلك. وتحقق منك أنك تفعله لشهادة أحوالك به. وأما حق لك أن نفعل، من حق الله
الأمر أي جعفل حقاً لك أن تفعل، وأثبت لك ذلك. وهذا قول حق. والله هو الحق. وحقاً لا آتيك، ولحق لأفعل، وهو
مشبه بالغايات، وأصله لحق الله، فحذف المضاف إليه وقدر، ودعل كالغاية. وأحقاً أن
أظلم، وأفي الحق أن أغصب حقي. ولما رأيت الحاقة مني هربت، وروي الحقة. قال رؤبة:
وحقة
ليست بقول الترة
ويوم
القيامة تكون حواق الأمور. وأحق الرجل إذا قال حقاً وادعاه، وهو محق غير مبطل.
وأحق الله الحق: أظهره وأثبته " ويحق الله الحق بكلماته وحقق قوله. وتحققت الأمر، وعرفت حقيقته، ووقفت على
حقائق الأمور. وأحققت عليه القضاء: أوجبته. وأحققت حذره وحققته إذا فعلت ما كان يحذر.
وإنه لحق عالم. وحاققت صاحبي فحققته أحقه: خاصمته وادعى كل منا الحق فغلبته. وكانت
بينهما محاقة ومداقة. واحتقوا في الدين: اختصموا فيه. وفلان يسبأ الزق بالحق،
والزقاق بالحقاق.
ومن
المجاز: طعنة محتقة: لا زيع فيها، وقد احتقت طعنتك أي لم تخطيء المقتل. وثوب محقق
النسج: محكمه. وكلام محقق. محكم النظم. ورمى فأحق الرمية إذا قتله على المكان.
وحققت العقدة أحقها إذا أحكمت شدها. وكان ذلك عند حق لقاحها أي حين ثبت أنها لاقح.
وأتت الناقة على حقها أي على وقت ضرابها، ومعناه دارت السّنة وتمت مدة حملها.
وحقتني الشمس بلغتني. ولقيته عند حاق باب المسجد، وعند حق بابه أي بقربه. وسقط على
حاق القفا وهو وسطه.
وفلان
حامي الحقيقة، وهو من حماة الحقائق أي يحمي ما لزمه الدفاع عنه من أهل بيته. قال
لبيد:
أتيت
أبا هند بهند ومالكاً ... بأسماء إنّي من حماة الحقائق
وإن
فلاناً لنزق الحقاق: لمن يخاصم في صغار الأشياء.
ح
ق للا تنبت البقلة إلا الحقلة وهي القاح الطيب، وجمعها الحقل، وبه سمي الزرع إذا
تشعبت أغصانه حقلاً. وأحقل الزرع. وفي أرضه محاقل أي مزارع. وفي الحديث: " ما
تصنعون بمحاقلكم " أي مزارعكم. واحتقل الرجل: اتخذ لنفسه زرعاً، نحو ازدرع.
ونهي عن المحاقلة وهي بيع الزرع في سنبله بالحب. وأصابت الدابة حقلة وهي داء يأخذ
من أكل التراب، وقد حقلت دابته. وحوقل الشيخ: اعتمد بيديه على خصره. ومر بي شيخ يحوقل ويحولق.
ح
ق نحقن اللبن في السقاء: جمعه، وهو المحقن. وبارك الله في محاقلكم ومحاقنكم أي في
حرثكم ورسلكم. وسقاه الحقين وهو اللبن المحقون. وفي مثل: " أبي الحقين العذرة " . وحقن بوله، ورجل
حاقن. وحقن المريض: داواه بالحقنة، واحتقن المريض. واحتقن الدم في جوفه.
ومن
المجاز: حقنت دمه إذا حلّ به القتل فأنقذته، وحقنت ماء وجهه. ويقولون: هلال أدفق
خير من هلال حاقن وهو الذي يستلقي ويرتفع طرفاه.
ح
ق و
شد
إزاره على حقوه أي على خصره. ورمى بحقوه أي بإزاره، سمي باسم مشده. وأصابته حقوة وهي وجع البطن من أكل اللحم،
وقد حقي فهو محقو. وتقول: بلاه الله في وجهه باللقوه، وفي بطنه بالحقوه، وصب عليه
الشقوه.
ومن
المجاز: لاذ بحقويه إذا فزع إليه. وسهم دقيق الحقو وهو مستدقه تحت الريش. ونزلوا
بحقو الجبل وهو سفحه.
ح
ك رفلان حصر حكر وهو المحتجن للشيء المستبد به. وفيه حكر أي عسر والتواء وسوء
معاشرة. وفيه مناكرة ومحاكرة أي مماراة. واحتكر الطعام: احتبسه للغلاء. وفلان
حرفته الحكرة وهي الاحتكار.
ح
ك ك" ما حك جلدك مثل ظفرك " وأحكني رأسي فحككته. وبي بثرة تحكني. وبه
حكة شديدة، وبه حكاك أي داء يحك منه كالجرب ونحوه. واحتك الجرب بالخشببة وتحكك.
وتحاكت الدابتان واحتكتا.
واكتحل
بحكاكة الإثمد. وكعب حكيك: محكوك. وحافر حكيك: نحيت. وما فيه حاكة أي سن، وجمعها
حواك، لأن الأسنان يحك بعضها بعضاً. وقال جرير بن الخطفي: ما رأيت نابين احتكا،
فسقط أحدهما إلا تبعه الآخر. وما أملح هذه الحكيكة وهي الأحجية. وجاءنا فلان
بالحكيكات. وسمعت العرب يقولون في المحاجاة: تحكيتك، وهو نحو تقضى البازي، أو من
الحكاية.
ومن
المجاز: حك في صدري كذا واحتك فيه، وما حك في صدري شيء منه أي ما تخالج. "
والإثم ما حك في صدرك " و " إياكم والحكاكات فإنها المآثم "
وفلانيتحكك بي أي يتمرس ويتعرض لشري. وحاك فلان فلاناً: باراه، وقد تحاك الرجلان.
وإنه لجذل حكاك: لمن يستشفى برأيه " وأنا جذيلها المحكك " أي المملس،
لكثرة ما احتك به. وهذا أمر تحاكت فيه الركب واحتكت، وتصاكت واصطكت.
ح
ك لفي لسانه حكلة أي عجمة. وتكلم كلام الحكل وأصب، وهو ما لا يسمع له صوت، كالذر
ونحوه. قال العثماني:
ويفهم
قول الحكل لو أن ذرة ... تساود أخرى لم يفته سوادها
وأشكل
عليّ وأحكل.
ح
ك مأحكم الشيء فاستحكم. وحكم الفرس وأحكمه: وضع عليه الحكمة، وفرس محكومة ومحكمة.
قال زهير:
قد
أحكمت حكمات القد والأبقا
وحكموه: جعلوه حكماً. وحكمة في ماله، فاحتكم
وتحكم. ولا تحتكم عليّ. وفي الحديث: " إن الجنة للمحكمين " وهم الذين حكموا
في القتل والإسلام، فاختاروا الثبات على الإسلام. ورجل محكم: مجرب منسوب إلى
الحكمة. وحاكمته إلى القاضي: رافعته. وتحاكمنا إليه واحتكمنا. وهو يتولّى الحكومات، ويفصل الخصومات. والصمت حكم أي حكمة. وحكم الرجل مثل حلم،
أي صار حكيماً. ومنه قول النابغة:
واحكم
كحكم فتاة الحي إذ نظرت ... إلى حمام سراع وارد انثمد
وأحكمته
التجارب: جعلته حكيماً.
ومن
المجاز: حكمت السفيه تحكيماً، وأحكمته إحكاماً إذا أخذت على يده أو بصرته ما هو
عليه. قال جرير:
أبني
حنيفة أحكموا سفهاءكم ... إني أخاف عليكم أن أغضبا
وعن
النخعي: " حكم اليتيم كما تحكم ولدك " وفي الحديث: " إذا تواضع
العبد لله رفع الله حكمته " ويقال: لا يقدر على الله من هو أعظم حكمةً منك.
وقصيدة حكيمة: ذات حكمة. قال:
وقصيدة
تأتي الملوك حكيمة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها
وحاكمه
إلى الله، وإلى القرآن إذا دعاه إلى حكمه. واستحكم عليه كلامه: التبس.
ح
ك يحكى لي عنه كذا. وهو يحكي فلاناً ويحاكيه، وهو حكاء. وتقول العرب: هذه حكايتنا
أي لغتنا. وامرأة حكيٌّ: حاكية لكلام الناس مهذار.
ومن
المجاز: وجهه يحكي الشمس ويحاكيها.
ح
ل أحلأت الإبل عن الماء. وتقول ذاك جنابٌ لا يجد رائد فيه كلأً، ولايزال وارده
محلأً.
ح
ل بحلب ناقته حلباً واحتلبها، وهم حلبة الإبل. وفي مثل: " شتّى تؤوب الحلبة " .
واستحلب
اللبن: استدره. وشربت حليباً وحلباً. وهذه الحلوبة تملأ محلباً ومحلبين وثلاثة
محالب، وتملأ الحلاب. وأجد من هذا المحلب، ريح المحلب؛ بفتح الميم، وهو شجر عظيم
عطر الحب. وبعثت إلى أهلي بالإحلابة وهي اللبن يحلبه في المرعى ويوجهه إليهم.
وناقة حلوب وهذه حلوبة القوم وحلائبهم. وناقة حلبانة ركبانة: تحلب وتركب. وفلان
محلب مجلب: نتجت إبله إناثاً يحلبها وذكوراً يجلبها للبيع. ويدعى للرجل فيقال:
أحلبت ولا أجلبت. وتجاروا في الحلبة وهي مجال الخيل للسباق، ويقال للخيل التي تأتي
من كل أوب: حلبة. ووردنا آجناً كأنه ماء الحلبة.
ومن
المجاز: أحلبته على كذا: أعنته وأصله الإعانة على الحلب، فاتسع فيه. وفلان يركض في
كل حلبة من حلبات المجد. وتقول: أحلب فكل أي ابرك على الركبتين، لأنّها هيئة
الحالب. وتحلب الماء: سال. قال:
ثرى
الماء من أعطافه يتحلب
وتحلبت
أشداقه، وتحلب فوه. والسلطان يقسم الحلبة على الرعية أي الجباية، ويأخذ الأحلاب.
وهذا فيء المسلمين وحلب أسيافهم. وذاقوا حلب أمرهم أي وباله. ودر حالباه إذا انتشر
ذكره وهما عرقان يسقيانه. ومدت الضرع حوالبه، والعين الناظرة والفوارة حوالبهما،
ومواد كل شيء حوالبه. قال الكميت:
تدفق
جوداً إذا ما البحا ... ر غاضت حوالبها الحفل
واستحلبت
الريح السحاب. وقال ذو الرمة:
أما
استحلبت عينيك إلا محلة ... بجمهور حزوي أو بجرعاء مالك
ح
ل جحلج القطن على المحلجة بالمحلاج.
ومن
المجاز: حلج الخبزة بالمحلاج: دورها بالمرقاق. وبات القوم يحلجون ليلتهم أي
يسيرونها. وبيننا وبينهم حلجة صالحة. وحلج الغيم: مطر. وحلجه بالعصى: ضربه. وحلج التلبينة أو الهريسة: سوطها.
وما تحلج في صدري منه شيء وما تخلج، أي ما شككت فيه. وكأنما ينفخ في الحملاج وهو
المنفاخ، كأنه يحلج النار. وتقول: لا يستوي صاحب الحملاج، وصاحب المحلاج، ويستعار
لقرن الثور. قال الأعشى:
ينفض
المرد والكباث بحملا ... ج لطيف في جانبيه انفراق
وحملج
الحبل: فتله.
ح
ل سرأيته قاعداً على حلس وهو مسح يبسط في البيت وثجلل به الدابة.
ومن
المجاز: كن حلس بيتك أي الزمه. ونحن أحلاس الخيل، ولست من أحلاسها وهم الآلفون
لركوبها. ورفضت كذا ونفضت أحلاسه إذا تركته. وحلس بكذا: لزمه فهو حلس به. وقد حلس
في هذا الأمر. وفلان يجالس بني فلان ويحالسهم أي يلازمهم. واستحلسنا الخوف: لزمناه. واستحلس النبت: غطى
الأرض بكثرته وطوله، وفي أرض بني فلان عشب مستحلس. واستحلس الليل بالظلام: تراكم.
واستحلس السنام: ركبته روادف الشحم ورواكبه. وأحلست السماء: مطرت مطراً رقيقاً
دائماً. وأحلست فلاناً يميناً: أمررتها عليه.
ح
ل طتقول: أول العي الاحتلاط، وأوسط الرأي الاحتياط.
ح
ل فقال: حلف بالله على كذا حلفاً، وهو حلاف وحلافة. وحلف حلفة فاجر، وأحلوفة
كاذبة. وحالفه على كذان وتحالفوا عليه واحتلفوا. وحلف خصمه وأحلفه واستحلفه
القاضي. ووقع الحريق في الحلفاء وكأنه أخو الحلفاء أي الأسد.
ومن
المجاز: بينهم حلف أي عهد. وهم حلفاء بني فلان وأحلافهم. وهذا حليفي، وهو حليف
الندى، وحليف السهر. وقال جرير:
محالفهم
جوع قديم وذلة ... وبئس الحليفان المذلّة والفقر
وفلان
محالف لفلان: لازم له. وسنان حليف. ورجل حليف اللسان: يوافق صاحبه على ما يريد
لحدته، كأنه حليفه. قال ساعدة بن العجلان الهذليّ:
ولحفته
منها حليفاً نصله ... خذم كحد الرمح ليس بمنزع
وسمع
الأصمعي بعض العرب: إن فلاناً لحسن الوجه، حليف اللسان، طويل الإمة. وهذا شيء محلف
ومحنث: للذي يختلف فيه فيحتلف عليه. يقال: ناقة محلفة السنام: مشكوك في سمنه. وحضار والوزن محلفان، وهما كوكبان
يطلعان قبل سهيل، فيظن بكل واحد منهما أنه سهيل، فيقع التحالف. وكميت محلفة: بين
الأحوى والأحم، وكميت غير محلفة: للصافية الكمشة. قال خالد بن الصقعب:
كميت
غير محلفة ولكن ... كلون الصرف علَّ به الأديم
وأحلف
الغلام: جاوز رهاق الحلم، فشك في بلوغه.
ح
ل ق
" هم كالحلقة المفرغة " وحلق حلقة إذا أدار دائرة. وحلق الحلاق رأسه.
واحتلق الرجل. وهم حلقة الحمام. ورمى بالحلاقة. وإذا تجشأ الصبي قالوا: حلقة وكبره،
وشحمة في السره؛ أي بقيت حتى يحلق رأسك وتكبر. وأخذ بحلقه. و " بلغت الحلقوم
" ولأمك الحلق أي حلق الرأس، بوزن الثكل والعبر.
ومن
المجاز: كساء محلق: خشن، واكسية محالق. واحتلقت النورة الشعر. قال يصف قحطاً:
مثل
احتلاق النورة الجموش
واحتلقت
السنة المال، وحلقتهم حلاق أي السنة الحالقة. وسقوا بكأس حلاق وهو الموت. قال:
ما
أرجّي بالعيش بعد أناس ... قد أراهم سقوا بكأس حلاق
وكنت
في حلقة القوم. وقعدوا حلقاً. ولهم الحلقة والكراع، والحلقة. قال:
نقسم
بالله نسلم الحلقة ... ولا حريقاً وأخته حرقه
وهي
اسم للسلاح كله. ووقعت النطفة في حلقة الرحم وهي بابها. وضع رجليك في حلقته أي
استأسر مكانه. وحلق على اسم فلان أي أبطل رزقه. وأعطى الحلق أي أمر. قال المخبل:
وأعطي
منا الحلق أبيض ماجد ... رديف ملوك ما تغب نوافله
وهو
خاتم الملك وكان حلقة من فضة بلا فص. وأخذوا في حلوق الطرق وهي مضايقها. قال
الفرزدق:
فما
تم ظمء الركب حتى تضمنت ... سوابقها من شمطتين حلوق
وحلق
الطائر في الهواء. وحلق الإناء: دنا من الامتلاء وهو أن يمتليء إلى حلقه، يقال
مكوك واف ومحلق. قال عبدة بن الطبيب:
شآمية
تجزي الجنوب بقرضها ... مرارا فواف كيلها ومحلق
يعني
أن الجنوب والشمال تختلفان على الدار، تتقارضان سفى التراب عليها، فإذا جاءت نوبة
الشمال، ملأتها تارة، ونقصت من الملء أخرى. وحلق الحوض، وفي الحوض حلقة من ماء.
ويقولون: حلق ماء الحوض وعرد أي تراد عن تمام الملء إلى ما دونه. وضرع حالق:
ممتليء. وهوى من حالق أي هلك، والحالق الجبل المنيف، وهو من تحليق الطائر، أو من
البلوغ إلى حلق الجو.
ح
ل كأسود مثل حلك الغراب وهو سواده، وأسود حالك وحلكوك وحلكوك ومحلولك. وقد احلولك
الشيء: اشتد سواده. وفيه حلك وحلكة بوزن حمرة.
ح
ل لحل له كذا، فهو حل وحلال. وحل المحرم وأحل، فهو حل وحلال ومحل. وأحله الله
وحلله: ضد حرمه. واستحل الحرام. وحللت الدار، وحللت بالقوم. وهي محلة القوم
وحلتهم. وفلان في حلة صدق. ودار فلان في حلل العرب. وحي حلة وحلال: حالون في مكان. قال:
لقد
كان في شيبان لو كنت عالما ... قباب وحي حلة ودراهم
وحلل
يمينه، وتحلل في يمينه، ومن يمينه: استثنى، يقال: تحلل. وحلا أبا فلان. وأدخل السابقان بين فرسيهما محللاً ودخيلاً.
ونزلوا ومعهم المحلات. وهي الأشياء التي لا بدّ للنازل منها: من رحًى وفأسٍ وقدرٍ
ودلوٍ، ونحوها. قال:
لا
تعدلن أتاويين تضربهم ... نكباء صر بأصحاب المحلات
وذهب
حلة الغور أي قصده. وأنشد سيبويه:
سرى
بعد ما غاب الثريا وبعد ما ... كأن الثريا حلة الغور منخل
ومكان
محلال: يحل كثيراً. وتحلحل عن المكان. ورجل حلاحل: سيد. وشاة ضيقة الإحليل وهو
مخرج اللبن. وحل الدين يحل: وجب. وحان محل الدين. وبلغ الهدي محله.
ومن
المجاز: رجل محل: لا عهد له، ومحرم: له عهد. وفلان حلال للعقد، كاف للمهمات.
والكرم في حلته. وكساه حلل الثناء. ولبس المحارب حلته، وبزته أي سلاحه.
ح
ل محلم الغلام واحتلم، وغلام حالم ومحتلم، وبلغ الحلم. ورأى في حلمه كذا. وهو من
أضغاث الأحلام. وحلمت بفلانة، وحلمتها. قال الأخطل:
فحلمتها
وبنو رفيدة دونها ... لايبعدن خيالها المحلوم
وتحلم
فلان ما لم يحتلم إذا قال: حلمت بكذا وهو كاذب. وحلم فلان، فهو حليم، وفيه حلم أي
أناة وعقل. وهو من ذوي الأحلام، ولهم أحلام عاد. وتحلم: تكلف الحلم. قال حاتم:
تحلم
عن الأدنين واستبق ودهم ... ولن تستطيع الحلم حتى تحلما
وحلم
عن السفيه. والله حليم عن العصاة: لا يعاجلهم بالعقاب. وقد حلم الأديم: وقع فيه الحلم. وحلمت بعيري وقردته: ومن
المجاز: اسودت حلمتا ثدييه، وقرادا ثدييه. وحلم الأديم أي فسد الأمر. وهذه أحلام
نائم: للأمانيّ الكاذبة.
ولأهل
المدينة ثياب غلاظ مخططة تسمى أحلام نائم. قال:
تبدلت
بعد الخيزران جريدة ... وبعد ثياب الخزّ أحلام نائم
يقول
كبرت فاستبدلت بقد في لين الخيزران قداً في يبس الجريدة، وبجلد في لين الخز جلداً
في خشونة هذه الثياب.
ح
ل وحلا الشيء والحلولي، واستحلاه، واحلولاه. قال:
فلو
كنت تعطي حين تسأل سامحت ... لك النفس واحلولاك كل خليل
وحلوت
الفاكهة: نضجت. وحلّى السويق. وهو يحب الحلاويّ. وحلوته العطاء. و " نهي عن
حلوان الكاهن " وأخذ حلوان بنته أي مهرها. وحليت المرأة، وهي حال. ولها حليٌ
وحليٌّ وحلية وحلّي. وهذه حلية السيف وحلية المصحف. وعرفته بحليته أي بهيئته،
وعرفتهم بحلاهم. وحليت الرجل: بينت حليته.
ومن
المجاز: حلي فلان في صدري وفي عيني. قال:
فلم
يحل في العينين بعدك منظر
وحليت
الشيء في عين صاحبه، وهو حلو اللقاء، وحلو الكلام. واستحليت هذه الجارية، واحلولت
لي، وجارية حلوة المنظر، وحلوة العينين. وتحالى الرجل، وتحالت المرأة: أظهرت
حلاوتها، وتحلّى فلان بما ليس فيه.
ح
م أعين حمئة: كثيرة الحمأة، وقد حمئت. وحمأت البئر: نزعت حمأها. وأحمأتها: ألقيته
فيها، ونظيره قذيت العين وأقذيتها، ونظير الحمأة والحمإ الحلقة والحلق.
ح
م دأحمد الله تعالى بجميع محامده. قال النابغة:
وألقيت
في العبسيّ فضلاً ونعمةً ... ومحمدةً من باقيات المحامد
وأحمد
إليك الله. وأحمدت فلاناً: وجدته محموداً. وأحمد الرجل: جاء بما يحمد عليه، ضد
أذم. والله محمود وحميد. ورجل حمدة: كثير الحمد. وحمدت الله ومجدته. وهو أهل
التحميد والتحاميد. وتحمد فلان: تكلف الحمد. تقول: وجدته متحمداً متشكراً. "
ومن أنفق ماله على نفسه، فلا يتحمد به على الناس " . واستحمد الله إلى خلقه بإحسانه إليهم
وإنعامه عليهم.
ومن
المجاز: أحمدت صنيعه. وأحمدت الأرض: رضيت سكناها. والرعاة يتحامدون الكلأ. قال
قراد بن حنش:
لهفي
عليك إذا الرعاة تحامدوا ... بحزيز أرضهم الدرين الأسودا
وجاورته
فأحمدت جواره. وأفعاله حميدة. وهذا طعام ليست عنده محمدة أي لا يحمده آكله.
ح
م رركب محمراً أي فرساً هجيناً، وركبوا محامر. وهو أشقى من أشقر ثمود، وأحمر ثمود.
وأتاني منهم كل أسود وأحمر. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الأسود
والأحمر. وليس في الحمراء مثله أي في العجم. ونحن من أهل الأسودين، لا من أهل
الأحمرين أي من أهل التمر والماء، لا من أهل اللحم والخمر. وأنشد أبو عبيد للأعشى:
إن
الأحامرة الثلاثة أهلكت ... مالي وكنت بها قديماً مولعاً
اللحم
والراح العتيق وأطلي ... بالزعفران فلن أزال مردعاً
ومن
المجاز: جاء بغنم حمر الكلى، وسود البطون أي مهازيل. وموت أحمر. واحمر البأس:
اشتد. وسنة حمراء. ومنه خرجوا في حمارة القيظ أي في شدته. ووطأة حمراء ودهماء أي
جديدة واضحة بيضاء، ودارسة غير بينة. ورجل أحمر: لا سلاح معه، ورجال حمر.
ح
م زشراب يحمز اللسان، وشراب حامز: لاذع. ولبن حامز: قارص، وفيه حمزة. وتغدّى أعرابي مع قوم فاعتمد على
الخردل، فقيل له: ما يعجبك منه، فقال: حرارته وحمزته. ورقانة حامزة: مزة.
ومن
المجاز: كلمته بكلمة فحمزت فؤاده أي قبضته. وحمزت نصالي: حددتها. و " أفضل
الأعمال أحمزها " : أي أمضها.
ح
م سرجل أحمس من رجال حمس، وحمس: بين الحماسة، وقد حمس. وهم أهل السماحة والحماسة.
وهو رجل من الحمس. وهم قريش لتحمسهم في دينهم وهو تصلبهم.
ومن
المجاز: حس الوغى وحمى. وعام أحمس. وأرض أحامس: جدبة، صفة بالجمع. ومكان أحمس:
غليظ شديد. قال العجاج:
كم
قد قطعنا من قفاف حمس
ووقعوا
في هند الأحامس إذا وقعوا في شدّة وبلية. ولقي فلان هند الأحامس إذا مات. وبنو هند قوم من العرب فيهم حماسة. ومعنى
إضافتهم إلى الأحامس إضافتهم إلى شجعانهم، أو إلى جنس الشجعان وإنهم منهم. وأنشد
الأصمعي:
طمعت
بنا حتى إذا ما لقيتنا ... لقيت بنا يا عمرو هند الأحامسا
فجعل
الأحامس صفة لهم، ويحتمل أن يكون قد ابتلي رجل بامرأة يقال لها: هند الأحامس
لحماسة قومها، ولقي منها شراً فسار ذلك مثلاً في لقاء الشدائد، أو كان رجل يقال له
هند الأحامس، لشجاعته وشجاعة قومه يبلو الناس بالشر، فقيل. فيه ذلك وسير مثلاً.
ح
م شإمرأة حمشة الساقين، وقد حمشت ساقها حموشة دقت، وحمشت حمشاً. قال:
شوهاء
خلقتها في وجهها نمش ... في عينها عمش في ساقها حمش
وأوترا
حمشة. وأحمشت القدر: أحميتها بدقاق الحطب حتى غلت غلياناً شديداً، هذا أصله، ثم
كثر حتى استعمل في إشباع الوقود. قال القرزدق:
وقدر
كحيزوم النعامة أحمشت ... بأجذال مرخٍ زال عنها هشيمها
وسمع
به ميسرة، فقال: وما حيزوم النعامة! والله ما يشبع الفرزدق، ولكنّي أقول:
وقدر
كجوف الليل أحمشت عليها ... ترى الفيل فيها طافياً لم يفصل
ومن
المجاز: أحمشته: أغضبته. واستحمش عليه: اتقد غضباً. واحتمش الديكان: اقتتلا.
ح
م صانحمص الجرح: سكن ورمه وقل، وحمصه الدواء.
ح
م ضحمض الشيء وحمش. وحمضت الإبل وأحمضت: رعت الحمض وهو نبت فيه ملوحة تتفكه به
وتشرب عليه. ويقولون: الخلة خبز الإبل، والحمض فاكهتها. وكأنه حماض الأترج وهو ما
في جوفه، الواحدة حماضة. وأنا أستلذ حماضة الأترجة.
ومن
المجاز: أحمض القوم: أفاضوا فيما يؤنسهم من الحديث: وكان ابن عباس رضي الله تعالى
عنهما يقول لأصحابه: أحمضوا فيأخذون في الأشعار وأيام العرب. ويقال للتهدد: أنت مختل فتحمض.
ح
م طالطائف بلد النبق والحماط وهو تين صغار مستديرة، ورأيت شجره هناك دوحاً عظاماً.
وكأين من حماطة قد استظللت بها، وقلت تحتها، وأكلت من ثمارها.
ومن
المجاز: أصبت حماطة قلبه أي حبته، ووجدت الحماقة جاثمة في حماطة قلبه. قال:
ليت
الغراب رمى حماطة قلبه ... عمرو بأسهمه التي لم تلغب
ح
م قحمق الرجل وحمق، وفيه حمق. وتحمق في بلد الحمقى. وكان هبنقة يحمق. واستحمقت فلاناً، وأنا أستحمقه. وأحمقت
المرأة، وهي محمق ومحمقة ومحماق. وفلان حميقة مثل زميلة. وحمق الرجل، وهو محموق:
أصابه الحماق وهو الجدري والحميقاء.
ومن
المجاز: البقلة الحمقاء سيدة البقل وهي الرجلة، استحمقت لأنّها تنبت في المسائل.
والنحمقت السوق. وحمقت تجارته: بارت كما يقال: ماتت ونامت. وانحمق الثوب: بلي. وغرني غرور
المحمقات وهي الليالي البيض ذوات الغيم، تظن فيها أنك قد أصبحت وعليك ليل. وقال
أكثم بن صيفيّ لبنيه لا تجالسوا السفهاء على الحمق أي على الخمر. وحمق: شربها، قيل
لها ذلك لأنها سبب الحمق، كما سميت إثماً لأنها سببه.
ح
م لامرأة وشجرة ذات حمل. وعلى ظهره حمل. وامرأة حامل. وحملت الشيء، وحملنيه غيري
فاحتملته وتحملته، وهذه حمال محملة. وحامله الشيء. تقول: حاملني هذا العكم، وقد
تحاملاه. وأحملني يا فلان: أعني على الحمل. وحمل على قرنه حملة صادقة. ومرت الحمولة
وهي الإبل التي يحمل عليها " ومن الأنعام حمولة وفرشاً " . ومرت وعليها
حمول وحمولة أي أحمال، والتاء كالتي في الحزونة والسهولة. ومرت الحمول أي الهوادج،
كانت فيها نساء أو لم تكن. واحتمل الحي وتحملوا: ارتحلوا. وحمل حمالة، وتحملها وهي
الدية، وعليهم حمالات يؤدونها بالفتح. وتقلد يحمل السيف وحمالته بالكسر، وعليهم
المحامل والحمالات. وركب في المحمل، وهم في المحامل. وفي حداء المكارين:
يا
رب سلمني وسلم جملي ... وسلم الشيخ الذي في محملي
وتقول: هذا محمل، ما عليه محمل. وحمل به حمالة
نحو كفل به كفالة، وهو حميل، وهم حملاء. والشيخ يتحامل في مشيه. وتحاملت الشيء:
احتملته على مشقة. وتحامل عليّ فلان: لم يعدل. وهو جميل السيل: لغثائه. وفلان
حميل: دعي. وأجازه بخلعة وحملان وهو الفرس يحمل عليه. وأعط الحمال حمالته أي جعله،
وقلب حملاقيه وحماليقه وهو باطن الجفنين، وقيل ما يغطّي الجفن من بياض المقلة. قال:
قالب
حملاقيه قد كاد يجن
وحملق
إليّ إذا فتح عينيه بنظر شديد. تقول: كلمته فحملق وحولق، وأظهر الأولق.
ومن
المجاز: حملت إدلاله عليّ واحتملته. قال:
أدلت
فلم أحمل وقالت فلم أجب ... لعمر أبيها إنني لظلوم
واحتمل
ما كان منه ولا تعاتبه. وفلان حليم حمول. وأنا أحمله على أمر فلا يتهحمل عليه.
وهذه الآية تحتمل وجهين. والقرآن حمال ذو وجوه. واستحمله الرسالة، وحمله إياها،
وتحملها مغلغلة. وحملت فلاناً على صاحبه إذا أرشته عليه. وحمل على نفسه في السير
وفي غيره. وحملت الحقد عليه إذا أضمرته. قال:
ولا
أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
وفلان
حمل على أهله إذا كان ثقيل المرض. قال:
ألا
هل أتى أمّ الصبيين أنني ... على نأيها حمل على الحي مقعد
وما
عليه محمل أي معتمد ومعول. قال كثير:
يزرن
أمير المؤمنين وعنده ... لذي المدح شكر والصنيعة محمل
واستحملت
فلاناً نفسي، أي حملته حوائجي. وتحملت بفلان على فلان في الشفاعة. وقلت له كلمة
فاحتمل منها أي استفز وغضب. وفلان محتمل وليس بمحتمل. ويقولون للرجل عند كلمة
تسوءه: محتملاً لها لا محتملاً منها أي احتملها ولا تستخفنك. واحتمل لونه: تغير.
ح
م مأسود أحم ويحموم. وهو أحم المقلتين. وحمم وجه الزاني: سخم. وفي الحديث "
الزاني يحمم ويجبه ويجلد " وحمم الفرخ: طلع زغبه. وحمم وجه فلان إذا خرج وجهه
والتحى. قال كثير:
وهم
بناتي أن يبنّ وحمّمت ... وجوه رجال من بني الأصاغر
وحمم
رأس المحلوق: نبت شعره بعد الحلق، وهو من الحمم وهو الفحم. وطلق امرأته وحممها أي
منعها. وتوضأ بالحميم وهو الماء الحار. واستحم الرجل: اغتسل. واستحم: دخل الحمام. وبضّ حميمه أي عرقه. ويقال
للمستحم: طابت حمتك وحميمك، وإنما يطيب العرق على المعافى، ويخبث على المبتلى،
فمعناه أصح الله جسمك، وهو من باب الكناية. وسخن الماء بالمحم وهو القمقم أو
المرجل. " ومثل العالم كمثل الحمة " وهي العين الحارة. وذابوا ذوب الحم
وهو ما اصطهرت إهالته من الألية. وحم الرجل حمّى شديدة، وهو محموم. وخيبر أرض
محمة. وهو حميمي، وهي حميمتي أي وديدي ووديدتي، وهم أحمائي. وتقول المرأة: هم
أحمائي وليسوا بأحمائي. وعرف ذ العامة والحامة أي الخاصة. وهو مولاي الأحم أي الأخص
والأحب. قال:
وكفيت
مولاي الأحم جريرتي ... وحبست سائمتي على ذي الخلة
وحم
الأمر: قضيَ. وحم حمامه. ونزل به القدر المحموم، والقضاء المحتوم. وتركت أرض بني
فلان وكأن عضاهها سوق الحمام، يريد حمرة أغصانها.
ومن
المجاز: أخذ المصدق حمائم أموالهم أي كرائمها، الواحدة حميمة.
ح
م يحماه حماية، وحامى عليه، وهو يحمي أنفه وعرضه محمية ومحمية. قال الفرزدق:
شاهد
إذا ما كنت ذا محمية ... برجل مشل أبي مكية
وقال
أيضاً:
بنو
السيد الأشاثم للأعادي ... نموني للعلى وبنو ضرار
وناجية
الذي كانت تميم ... تقدمه لمحمية الذمار
وفعل
ذ محمية لعرضه. وهو حميُّ الأنف، وله أنف حميٌّ. وحميت المكان: منعته أن يقرب،
فإذا امتنع وعزّ، قلت أحميته أي صيرته حمًى: فلا يكون الإحماء إلا بعد الحماية،
ولفلان حمًى لا يقرب. واحتمى الرجل من كذا: اتقاه. قال:
يذب
عن حريمه بنبله ... ورمحه وسيفه ويحتمى
وقال
حسان:
حمت
كل واد من تهامة واحتمت ... بصم القنا والمرهفات البواتر
يقال:
احتميت منه وتحاميته، وهو يتحامى كما يتحامى الأجرب، وحميت المريض الطعام حمية.
قال:
تقول
ابنتي لما رأتني شاحباً ... كأنك يحميك الشراب طبيب
واحتمى
المريض فهو حميٌّ ومحتم. وحميت القدر. وحميَ النهار حمّى شديداً وحمياً. وحميَ بدن المحموم، وبه حميٌ. وكأنه حمي
مرجل. وأتاني في حمي الظهيرة. وأحميت الميسم. وفيه حمية وأنفة، وقد حمي من الأمر، وفي بني فلان حمايا. وقرعته حميّا الكأس أي سورته. وفلان يرى
في النصح حمة العقرب وهي فوعة السم وسورته.
ومن
المجاز: حميته أن يفعل كذا إذا منعته، وحميَ عليه إذا غضب، ولا تكلمه في حميّا
غضبه، وإنه لشديد الحميّا إذا كان عزيز النفس أبياً. قال الفرزدق:
شديد
الحميا لا يخاتل قرنه ... ولكنه بالصحصحان ينازله
ح
ن أحنأ رأسه: خضبه بالحناء.
ح
ن ثحنث في يمينه حنثاً: وقع في الحنث.
ومن
المجاز: بلغ الغلام الحنث " وكانوا يصرون على الحنث العظيم " وهو الذنب،
استعير من حنث الحانث الذي هو نقيض بره. وهو يتحنث من القبيح: يتحرج ويتأثم " وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يتحنث بحراء " أي يتعبد ويتأثم. وقالوا: تحنث بصلتك وبرك ويجوز أن تعاقب الثاء
الفاء من التحنف.
ح
ن ذحنذ اللحم إذا شواه على الحجارة المحماة، وشواء حنيذ.
ومن
المجاز: حنذتنا الشمس كما يقال: شوتنا وطبختنا، واستحندت في الشمس: استعرقت بأن ألقي فيها عليّ الثياب حتى
أعرق. وحندت الفرس حناداً إذا جلّلته بعد أن تستحضره ليعرق، والفرس في حناذه، وفرس
محنوذ وحنيذ. قال:
قودن
بالليل ولم يعنين ... وقد تحففن وقد تطوين
وبالحناذ
بعد ذاك يعلين
سمي
ما يحتذ به من الجلال المظاهرة حناذاً. ويقال: إذا سقيته فاحنذ له أي اسقه صرفاً
قليل المزاج، يحنذ جوفه.
ح
ن شأرض كثيرة الأحناش وهي الهوام، وقيل: كل ما يصاد من طائر أو هامة فهو حنش.
وحنشه الصائد: صاده. وأكله الحنش أي الحية، وما رأيتهم يستعملون غيره، ويجمعونه
الحنشان. وحنشته الحية: ضربته.
ح
ن طرجل حانط: كثر الحنطة وقدم علينا حانط. وهو حناط، وحرفته الحناطة. وحنط الميت
بالحنوط، وتحنط فلان وتكفن، وتحنط زماناً ثم تحنط: من الحنطة والحنوط.
ح
ن فرجل أحنف:
يمشي
على ظهر قدميه، وبه حنف، وقد حنفت رجله،وهي حنفاء. وقال الكسائي: الحنف من كل حيوان في اليدين، ومن الإنسان
في الرجلين، وأنت ابن أمة حنفاء اليدين، وقد جعله في يديه من قال:
وأنت
لحنفاء اليدين لو أنها ... تنفق ما جاءت بزند ولا سهم
وقد
تحنف إلى الشيء إذا مال إليه، ومنه قيل لمن مال عن كل دين أعوج: هو حنيف، وله دين
حنيف، وتحنف فلان إذا أسلم. قال جران العود:
وأدركن
أعجازاً من الليل بعدما ... أقام الصلاة العابد المتحنف
ولفلان
حسب حنيف أي إسلامي حديث لا قديم له. قال البعيث:
وماذا
غير أنك ذو سبال ... تمسحها وذو حسب حنيف
ح
ن قحنق على أخيه حنقاً وأحنقته عليه فهو حنق وحنيق ومحنق، ومالك مغيظاً محنقاً.
وأحنق الفرس وغيره إذا التصق بطنه بصلبه ضمراً. قال لبيد:
بطليح
أسفار تركن بقية ... منها فأحنق صلبها وسنامها
وقال
أبو النجم:
قد
قالت الأنساع للبطن الحقي ... قدماً فآضت كالفنيق المحنق
وخيل
محانق ومحانيق. وعن ابن الأعرابي: قنبع الزرع، ثم أحنق، ثم مد الحب أعناقه، ثم حمل
الدقيق، أي صار السنبل كهيئة الدحاريج في رأسه مجتمعاً، ثم بدت أطراف سفاه، ثم بدت
أنابيبه العلى، ثم أخذ ينمي ويصير كرءوس الطير.
ح
ن كقرع الفأس حنك الفرس، وهو سقف أعلى الفم. وحنكت الصبي وحنكته، وهو محنك ومحنوك
إذا دلكت تمرة ممضوغة على حنكه. وحنكت الدابة: غرزت عوداً في حنكه، واسم العودج
الحناك، وحنك الدابة يحنكها: جعل الرسن في فيها. واحتنك الطعام: أكله كله. واستحنك
الرجل: اشتد أكله بعد قلته. وهذه الشاة أحنك الشاتين أي آكلهما، وشاة حنيكة.
ومن
المجاز: حنكته السن، وحنكته الأمور: فعلت ما يفعل بالفرس إذا حنك حتى عاد مجرباً
مذللاً، فاحتنك. ورجل محتنك ومحنك وحنيك. قال:
حنيك
مليّ بالأمور إذا عرت ... طوى مائة عاماً وقد كاد أو رمى
وأنشد
الجاحظ لامرأة:
وهبته
من سلفع أفوك ... ومن هبل قد عسا حنيك
أشهب
ذي رأس كرأس الديك
أي
مختضب بالحمرة. وفلان ذو حنكة. واحتنك الجراد ما على الأرض: أتى عليه. واحتنك مالي: أخذه كله " لأحتنكن
ذريته " وما ترك الأحناك في أرضنا شيأ وهم المنتجعة. قال أبو نخيلة:
إنا
وكنا حنكاً نجدياً ... لما انتجعنا الورق المرعيا
ولم
نجد رطباً ولا لوياً ... أصبح وجه الأرض إرمينياً
مدح
مروان وكان بإرمينية. واحتنك على الناقة الجرب: غلب عليها. وهو مر على حنك العدو.
ح
ن نحن إلى وطنه، وحن عليه حناناً: ترحم عليه، وحنانيك. وماله حانة ولا آنة أي ناقة
ولا شاة. وهذه حنتي أي امرأتي. قال حبيب الأعلم:
يدمي
وجه حنته إذا ما ... تقول له تمحل للعيال
ورجل
مجنون محنون: من الحن وهم حي من الجن.
ومن
المجاز: قوس حنانة. قال:
وفي
منكبي حنانة عود نبعة ... تخيرها سوق المدينة بائع
وعود
حنان. وخمس حنان: تحن فيه الإبل من الجهد. قال:
واستقبلوا
ليلة خمس حنان ... يميل ساريها كميل السكران
وطريق
حنان ونهام: للأبل فيه حنين ونهيم. قال الشماخ:
في
ظهر حنانة النيرين مغوال
واستحنه
الشوق: استطربه. وجرحه جرحاً لا يحن على عظم. قال:
ولا
بد من قتلى فعلك منهم ... وإلا فجرح لا يحن على عظم
ح
ن يحتى العود يحنيه. وانحنى ظهره وتحنى. ونزلوا في محنية الوادي، وحنو الوادي،
ومنحناه ومنعطفه، وفي محانيه وأحنائه. وأصلح أحناء سرجك. وخرجوا بالحنايا، يتبعون
الرماا؛ وهي القسي الواحدة حنية. وفي أيديهم الحني المعطف، واللدن المثقف.
ومن
المجاز: هو يحنو عليّ حنو الأب البرّ، ويتحنى علي، وحنت المرأة على ولدها حنواً
إذا لم تتزوج بعد أبيه، وهذه أم حانية. وطوى عليه أحناء صدره. وهو أعرف بأثناء
الأمور وأحنائها. وهو يتقلب بين أحناء الحق، ويتحرّى أنحاء الصدق. قال الكميت:
وآلو
الأمور وأحناءها ... فلم يبهلوها ولم يهملوا من الإيالة. وضربت حنو عينه أي حجاجها.
ح
و بفيه حوب كبير، واللهم اغفر لي حوبتي. وهو يتحوب من القبيح: يتحرج منه. وحرس الله حوباك. وفعلت كذا لحوبة فلان أي
لحرمته وحقه وما يأثم الرجل إن لم يراعه. قال الفرزدق:
فهب
لي خنيساً واتخذ فيه منة ... لحوبة أم ما يسوغ شرابها
ح
و تآكل من حوت، وهو حوتي الالتقام، وتقول: التقمه الحوت وأكله الحيوت؛ وهو ذكر
الحيات.
ومن
المجاز: حاوتني فلان عن ذا إذا خادعك عنه وراوغك. وظل فلان حاوتني بخدعه، ومعناه
يداورني فعل الحوت في الماء. قال:
ظلت
تحاوتني ربداء داهية ... يوم الثوية عن أهلي وعن مالي
ح
و جليس لي عنده حوجاء ولا لوجاء وهذه حاجتي أي ما أحتاج إليه وأطلبه، وخذ حاجتك من
الطعام. وفي نفسي حاجات، وإن كانت لك في نفسك حاجة فاقضها، وانج إلى منجاك من
الأرض. وأحوجت إلى كذا، وأحوجني إليكم زمان السوء، ولا أحوجني الله إلى فلان. وخرج
فلان يتحوج: يتطلب ما يحتاج إليه من معيشته.
ح
و ذحاذ الإبل إلى الماء يحوذها: ساقها، وحاد أحوذي. وبعير ضخم الحاذين وهما موقعا
الذنب من الفخذين. وزل عن حال الفرس وحاذه وهو موضع اللبد. واستحوذ عليه: غلبه.
ومن
المجاز: رجل خفيف الحاذ، كما يقال: خفيف الظهر، استعير من حاذ الفرس. وكذلك خفيف
الحال ستعار من حاله. قال:
خفيف
الحاذ نسأل الفيافي ... وعبد للصحابة غير عبد
ورجل
أحوذي: يسوق الأمور أحسن مساق لعلمه بها.
ح
و رفي عينها حور، واحورت عينها. وقال ذو الرمة:
إذا
شف عن أجيادها كل ملجممن القز واحورت إليك المحاجر أي ابيضت، وجفنة محورة مبيضة
بالسديف قال:
يا
ورد إني سأموت مره ... فمن حليف الجفنة المحورة
ودقيق
وخبز حواري قال النمر:
لها
ما تشتهي عسل مصفى ... وإن شاءت فحواري بسمن
وامرأة
حوارية، ونساء حواريات: بيض. قال الأخطل:
حوارية
لا يدخل الذم بيتها ... مظهرة يأوي إليها مطهر
وقال
آخر:
فق
للحواريات يبين غيرنا ... ولا يبكنا إلا الكلاب النوابح
و
" أعوذ بالله من
الحور بعد الكور " . والباطل في حور، وهما النقصان، كالهون والهون، والضعف
والضعف. وحاورته: راجعته الكلام، وهو حسن الحوار، وكلمته فما رد عليّ محورة، وما
أحار جواباً أي ما رجع. قال الأخطل:
هلا
ربعت فتسأل الأطلالا ... ولقد سألت فما أحرن سؤالا
وأحار
البعير بحرته. قال:
وهن
بزوك لا يحرن بجرة ... لهن بمبيض اللغام صريف
وحور
القرص: دوره بالمحور. ونزلنا في حارة بني فلان وهي مستدار من فضاء، وبالطائف
حارات: منها حارة بني عوف، وحارة الصقلة. وهو:
مسيخ
مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلو ولا أنت مر
ومن
المجاز: قلقت محاوره إذا اضطربت أحواله استعير من حال محور البكرة إذا املاس واتسع
الخرق ففلق واضطرب. قال:
يا
هيء مالي قلقت محاوري ... وصار أمثال الفغا ضرائري
مقدمات
أيدي المواخر ... فصرت فيما بينها كالساحر
وما
يعيش فلان بأحور أي بعقل صاف، كالطرف الأحور الناسع البياض والسواد. قال ابن هرمة:
جلبن
عليك الشوق من كل مجلب ... بعيد ولم يتركن للمرء أحورا
وقال
عروة بن الورد:
وما
أنس من شيء فلا أنس قولها ... لجارتها ما إن يعيش بأحورا
ح
و زحاز المال، واحتازه لنفسه، وعليك بحيازة المال. وحاز الأبل: ساقها إلى الماء،
وحوزها. وهذه ليلة الحوز. وانحاز عن القوم: اعتزلهم. وانحاز إليهم وتحيز: انضم
" أو متحيزاً إلى فئة " وتحوزت الحية. وتحوز الرجل للقيام. ودخل عليه فما تحوز له عن فراشه.
ومن
المجاز: فلان يحمي حوزة الإسلام. وأنا في حيز فلان وكنفه. وقال لمن نكح المرأة: قد
حازها. ورجل أحوزي: يسوق ما وكل إليه أحسن مساق.
ح
و سحاسوا البلد: عاثوا فيه وانتشروا للغارة.
ومن
المجاز: حاستهم السنة، وأصابتهم سنة تحوسهم وتدوسهم، وحاسني خطب كريه، وخطبتهم
الخطوب الحوس. وحاست المرأة ذيلها: وطئته وسحبته، وهم يحوسون ثيابهم: يفسدونها
بالابتذال. وحاس الجزار الإهاب: دفعه بيده أولاً فأولا حتى ينكشط. وأنشد الجاحظ:
ولا
يلبث الدحس الإهاب تحوسه ... بجمعك أو تنهاه كعبرة الرأس
والبيت
غاية في الإحكام والتمام. وحاس الرجل الطعام إذا لم يترك. ورجل أحوس: أكول.
ح
و شحشت الصيد على الصائد. وهو يحوش الطعام: يأكله من جوانبه حتى ينهكه. وحاوشته على الأمر: داورته وحرضته عليه.
تقول: ظللت أحاوشه وأحاوته حتى فعل. واحتوشوه: أحاطوا به. ولا ينحاش من شيء: لا يكترث
له.
ومن
المجاز: ليل حوشي: مظلم
هائل. ورجل حوشي: وحشي لا يكاد يخالط الناس. وكلام حوشي: وحشي، وكان زهير لا يتتبع حوشي الكلام. ورجل حوشي
الفؤاد، وحوش الفؤاد: ذكي كيس، وأصله من الإبل الحوشية وهي التي يزعمون أن فحول
نعم الجن قد ضربت فيها، ويسمونها الحوش. قال رؤبة:
جرت
رحانا من بلاد الحوش
ح
و صحاص عين الصقر. وحاص الثوب حياصة. وحص عين صقرك. وحوصت عينه: ضاق مؤخرها، كأنما
حيص جانب منها، وعين حوصاء، ورجل أحوص أخوص: ضيق العين غائرها كعين التركي المجهود.
ومن
المجاز: بئر حوصاء ضيقة. ويقال: لأطعنن في حوصهم أي لأفسدن ما أصلحوا. وما طعنت في
حوصها أي لم تصب في جوابها. وطعنت في حوص أمر لست منه في شيء إذا تكلم فيما لا
يعنيه. وكنت قبل أن أدخل في حوص الناس، أطمع في خيرهم أي قبل أن أبطن أمورهم
وأخبرهم.
ح
و ضسقاك الله بحوض الرسول، ومن حوض الرسول. وحاض الرجل حوضاً: عمله، وحوض لإبله،
وتحوضوا حياضاً. وحضت الماء: جمعته.
ومن
المجاز: أنا أحوض حول ذلك الأمر فما تم بعد أي أدور، وفلان يحوض حول فلانة: دار
حلوها يجمشها. وملأ حوض أذنه بكثرة الكلام وهو محارتها وصدفتها. وانصب عليهم حوض الغمام وحياض الغمام.
وليته بحوض الثعلب وهو مكان خلف عمان: فيمن يتمنّى بعده.
ح
و طحاطك الله حياطة. ولازلت في حياطة الله ووقايته. ورجل حيط: يحوط أهله وإخوانه.
وفلان يتحوط أخاه حيطة حسنة: يتعاهده ويهتم بأموره. والحمار يحوط عانته: يحفظها ويجمعها. وحوطت حائطاً. وأحاط بهم العدو. وقد احتاط في الأمر
واستحاط، سمعتهم يقولون: فلان يستحيط في أمره وفي تجارته أي يبالغ في الاحتياط ولا
يترك.
ومن
المجاز: أحاط به علماً: أتى على أقصى معرفته، كقولك قتله علماً، وعلمه علم إحاطة
إذا علمه من جميع وجوهه لم يفته شيء منها وأحيط بفلان: أتي عليه، وفلان محاط به
إذا كان مقتولاً مأتياً عليه " وأحيط بثمره " " والله محيط
بالكافرين " وأنا أحوط حول ذلك الأمر وأدور، وحاوطه فإنه سيلين لك أي داوره،
كأنك تحوطه وهو يحوطك. قال ابن مقبل:
وحاوطته
حتى ثنيت عنانه ... على مدبر العلباء ريان كاهله
ووقعوا
في تحيط أي في سنة تحيط بالناس تهلكهم، وفي تحوط: من حاط به بمعنى أحاط، أو على
سبيل التفاؤل، وتحيط بكسر التاء للإتباع. قال أوس بن حجر:
الحافظ
الناس في تحيط إذا ... لم يرسلوا خلف عائذ ربعاً
وإذا
نزل بك خطب، فلم يحطك أخوك، وترك معونتك قيل: حاطك القصا، وهو تهكم أي حاطك في
الجانب القصا وهو البعيد، يقال: نسب قصا، وبلد قصا، ومعناه لم يحطك لأن من يحوط
أخاه، يدنو منه ويسانده: لا أن يحل منه في نجوة، ومثله: فأعتبوا بالصيلم، ووصله بطول الهجران، ثم كثر حتى
قيل: حطني القصا وإلا نكلت بك أي تباعد عني. وقال بشر:
فحاطونا
القصا ولقد رأونا ... قريباً حيث يستمع السرار
ح
و قحقت البيت بالمحوقة، وبيت محوق. ورمى بالحواقة. وتقول: إذا غاب الحوق، وجبت
الحقوق.
ومن
المجاز: اجتاحوا ماله واحتاقوه من ورائه إذا أتوا عليه. وسمع غلام من العرب يقول
لآخر تركتها حوقة أي محوقة، كأنه جافها حين لم يبق لها كرنافة. وحوق فلان على فلان إذا عرقل عليه كلامه، أي
عوجه وخلطه عليه، ومعناه جعله مثل الحواقة في اختلاطه.
ح
و كما رأيت عنده إلا الحاكة والحوكة، وأتيته في محاكته.
ومن
المجاز: الشاعر يحوك الشعر حوكاً، والمطر يحول الرياض. وهذا على حوك هذا إذا كان
مثله في السن أو الهيئة. وهم ناس ليست عليهم حوكة قريش أي لا يشبهونهم.
ح
و لحال عليه الحول. وحالت الدار وأحالت وأحولت، ورسم حولي ومحيل ومحول وحائل.
وحالت الناقة، وهي حائل: غير حامل. وهذه امرأة لا تضع إلا تحاويل، ولا تلد إلا
نحاويل، أي تلد سنة وسنة لا، ومنه تحاويل الأرض وتحويلاتها، أي تزرع سنة وسنة لا،
للتقوية. وحال الرجل يحول حولاً إذا احتال، ومنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وعن
النضر: أنه فسره بالتحرك، من حال الشخص يحول إذا تحرك، واستحل هذا الشخص أي انظر
هل يتحرك ورجل حول وحولة وحوالي، وما أحول فلاناً: وحال بين الشيئين حيلولة،
وبينهما حائل، وحال الشيء واستحال: تغير، وحال لونه، وعظم حائل. ويقولون: والله لا
يحور ولا يحول. وحالت القوس: انقلبت عن حالها التي غمزت عليها. وأحاله غيره فهو حائل
ومحال ومستحيل، وشيء مستقيم ومحال، وأحال في كلامه، وقد أحلت فيما قلت. وتقول: هو
قوي المحال، شديد المحال، كثير المحال. وحال عن مكانه: تحول. وحال في متن فرسه: وثب عليه، وحال عنه: سقط،
واستوى على حال متنه.
وحاولته:
طلبته بحيلة. وتحولت كسائي: جعلت فيه شيأ وحملته. وجاءنا يحمل حالاً على ظهره أي
كارة. وأحلته عليه بكذا فاحتال. وفي عينه حول وقد حولت وأحولت واحوالت. وأحال عليه
بالسوط يضربه. قال طرفة:
أحلت
عليها بالقطيع فأجذمت ... وقد خب آل الأمعز المتوقد
وقال:
وكنت
كذئب السوء لما رأى دما ... بصاحبه يوماً أ؛ال على الدم
أي
أقبل عليه يلغ فيه " لا يبغون عنها حولاً " أي تحولا. وامرأة محول:
معقاب تحمل مرة ذكراً ومرة أنثى، وقد حولت. وقعدوا حوله وحوليه، وحواله وحواليه، وأحواله.
وضربه فكسر محاله أي فقاره. وتقول: سحماء عقاقه، كأنها حولاء ناقة.
ومن
المجاز: لقحت الحرب عن حيال. قال:
قرّبوا
مربط النعامة مني ... لقحت حرب وائل عن حيال
ح
و مخاض حومة القتال، ولم يزل خوّاضاً حومات الحروب. وحام حول الماء.
ومن
المجاز: هو يحوم حول غرض له. ورجل حائم: عطشان.
ح
و يحويت المال حواية، واحتويته لنفسي. وتحوّى الشيء: تجمع. وتحوت الحية: ترحت. ونحن في أرض محواة: كثيرة الحيات.
وركبت الحوية، وركبن الحوايا وهي كساء يحوي حول السنام تركبه المرأة. وتقول: يوماً
على الحشايا، ويوماً على الحوايا. وحوى الكساء حول السنام. وحوّى التراب حول الماء
ليحبسه. وقد شحمت حوايا الجزور، جمع حوية وهي المعي. وفلان عظيم الحاوية. ورمى به
في حاويائه أي أكله. وقعدوا في الحواء، وهم أهل حواء وهي أخبية متدانية، وكنا في
أحوية بني فلان. وشعر أحوى: أسود، ورجل أحوى: شاب أسود الشعر. وشفة ولثة حواء،
ونساء حو اللثات.
ومن
المجاز: احتوى على الشيء: استولى عليه. واحتوى القوم: تجاوروا، وهذا محتوى بني
فلان ومحواهم أي متجاورهم. قال يصف قدراً:
ودهماء
تستوفي الجزور كأنها ... بأفنية المحوى حصان مقيد
وهذه
محاويهم.
ح
ي دحاد عنه وحايده: مال عنه حياداً. قال رؤبة:
واخشى
سهام القدر المصايدا ... والموت قرن يغلب المحايدا
وتقول: ما عليه مزيد، وما عنه محيد. وحيدى حياد:
أمر بالحيدودة والروغان. وما نظر إليّ إلا الحيدة وهي نظر سوء فيه حيدودة. وقعد
تحت حيد الجبل، وهو نادر كالجناح. وفي قرن الظبي حيود وهي عقده. وضربه على حيدة
رأسه اليمنى، وعلى حيدتي رأسه وهما العجرتان في جانبيه. واعلوا بنا ذل الطريق، ولا
تعلوا بنا حيدة الطريق؛ وهي غلظة.
ح
ي رحار الرجل في أمره فهو حائر وحيران، وامرأة حيرى، وهم وهن حيارى، وحيرته فتحير.
وحار بصره.
ومن
المجاز: حار الماء في المكان وتحيّر واستحار إذا اجتمع ووقف، كأنه لا يدري كيف
يجري. وجفنة مستحيرة: ممتلئة. وأتانا بمرقة مستحيرة: كثيرة الإهالة. واستقينا من الحائر والحيران، وهو شبه حوض
يتحيّر فيه ماء المطر. واستحار شباب المرأة إذا تم وامتلأ. قال أبو ذؤيب:
ثلاثة
أحوال فلما تجرمت ... علينا بهون واستحار شبابها
ولا
أفعل ذلك حيريّ دهر، وحيري دهر بالتخفيف أي ما وقف الدهر ودام، ويجوز أن يراد ماكر
ورجع من حار يحور. ونشأ الحير وهو سحاب ماطر يتحير في الجو ويدوم.
ح
ي سفلان يشبه التيس، ليس يظهر الكيس، ولا يطعم الحيس. وفلان محيوس: أحدقت به
الإماء من كل وجه، وأصل الحيس الخلط.
ح
ي صحاص عن القتال، وهو حائص بائص، ووقع في حيص بيص.
ح
ي ضحاضت المرأة حيضة واحدة، وحيضة طويلة، وثلاث حيض. واستحيضت وتحيضت: فعلت ما
تفعل الحائض. وفي الحديث " تلجمي وتحيضي " .
ومن
المجاز: حاضت السمرة إذا خرج منها شبه الدم، ويعرف بالدودم، ويضمد به رأس المولد
لينفر عنه الجان. والعزل حيض الرجال. وتقول: فلان ديدنه أن يحيص ويحيض، ويوشك أن
يحيض.
ح
ي فقعدت على حافة البركة. وتحيفت الشيء: أخذت من حافاته وتنقصته، وتحيفتهم السنة.
قال ابن مقبل:
متى
تأتهم من حافة تلق سيداً ... غلاماً مبيناً عنده السرو أو كهلا
أي
من أجل حاجة وتحيف سنة، أو من شق وعرض، أو من أي ناحية أتيتهم، لم تعدم سيداً لأن
كلهم سادات. ويقال: أعطيته من حافة المتاع: أي من شقه وعرضه. وحاف عليه حيفاً. وتقول من كان فيه الجنف والحيف،
حق له الشنف والسيف.
ح
ي قحاق به المكر السيء حيقاً، والمكر حائق بأهله، وتقول: الماكر لوبال أمره ذائق،
ومكره به حائق، وهو أحمق مائق.
ح
ي كحاك الثوب يحيكه ويحوكه.
ومن
المجاز: حاك في مشيته إذا حرك منكبيه، مشية الأفحج، وهو عيب فيه ومدح في المرأة،
لدلالته على اللفف. يقال: امرأة حياكة. قال:
حيّاكة
تمشي بعلطتين
وضربه
بالسيف فما حاك فيه وما أحاك إذا لم يعمل فيه، وكلمه فما حاك فيه كلامه، وفلان لا
يحيك فيه النصح ولا يحيك، وما حاك في صدري منه شيء وما حك.
ح
ي لله من الضأن ثلة، ومن المعز حيله، وهي الجماعة الكثيرة.
ح
ي نحان حينه: جاء وقته، وحان لك أن تقوم، وهو يتحين طعام الناس، ويأكل الحينة
والحينة والحين أي الأكلة في وقت مخصوص، وقد حيّنوا ضيوفهم وأحانوهم. قال:
ولا
عيب فيكم غير أن ضيوفكم ... تحان وحين الضيف إحدى العظائم
وحان
فلان، وهو حائن، والخائن حائن، والدين حين أي هلاك، ونزلت به كائنة حائنة أي فيها
حينه.
ح
ي يأحياه الله فحي وحي، وحيوا بخير وحيوا، وهو حي من الأحياء. ولا حي علي ينفعني
أي لا أحد، وما بالدار حيّ. وناقة محي ومحيية: لا يموت لها ولد، خلاف مميت ومميتة.
واستحييت أسيري: تركته حياً. وفي الحديث: " اقتلوا المشركين واستحيوا شرخهم
" . ومررت بحي من أحياء العرب. وحياء الله، وأكرمك الله بتحيته وبتحاياه. وبي
شوق إلى محياك. وتحايا القوم، وحايا بعضهم بعضاً. وحكم المكاتبة حكم المحاياة.
وحييت منه أحيا حياء، واستحييته، واستحييت منه، واستحيت، وأنا أستحي منه، وهو رجل
حيي، وهو أحيى من مخدرة.
قالت
ليلى:
وأحيى
حياء من فتاة حيية ... وأشجع من ليث بخفان خادر
وحيّ
على الغداء: أقبل وعجل. قال ابن أحمر:
أنشأت
أسله ما بال رفقته ... فقال حيّ فإن الركب قد ذهبا
وأرض
محياة ومحواة: كثرة الحيات.
ومن
المجاز: أتيت الأرض فأحييتها أي وجدتها حية النبات مخصبة. ووقع في الأرض الحيا وهو
المطر، وأحيا القوم: أخصبوا، وحييت أرضهم، وأحيا أرضاً ميتة. وأحييت النار وحاييتها: نفخت فيها حتى تحيا، وطلبت
حياة النار بالنفخ. قال:
حياة
النار للمتنور
ويقول
الرجل لصاحبه: كيف الحي، كما يقول كيف الهل، يريد امرأته. وسترت حياءها. وهو حيّة الوادي: للحامي حوزته، وهم حيات
الأرض: لدواهيها وفرسانها، وهو حية ذكر: للشهم. ورأسه رأس حية: للذكي المتوقد،
وأكلت حياتنا حياتكم إذا قتلت فرسانهم فرسانهم. وسقاك الله دم الحيات أي أهلكك.
وقال أبو النجم يصف نهراً:
إذا
أرادوا رفعهن انفجرا ... بذي حباب يستحي أن يسكرا
أي
لا يقدر على سكره بالحجارة يمتنع من ذلك.
كتاب
الخاء
خ
ب أله خبيئة خبأها ليوم حاجته، وله خبايا. " لا مخبأ لعطر بعد عروس " ولفلان مخابيء
ومخازن " والله يخرج الخبء " وأخرج خبء السماء خبء الأرض أي المطر
النبات. وخبأت الجارية، وجارية مخبأة، ونساء مخبآت ومخبآت، وامرأة خبأة تخنس بعد
الاطلاع. واختبأت من فلان: استترت منه، واختبأت له خبيأ إذا عميت له شيأ، ثم سألته
عنه، وخابأتك أي حاجبتك. قال حميد:
ألا
من أخو ظن أخابيء ظنه ... بحيث تناهوا أم بصير أباصره
وله
خابية من خل وخواب، والأصل الهمز.
خ
ب باعصب يدك بالخبة والخبيبة وهي شبه طية من الثوب مستطيلة، وثوب خبائب مثل شبارق.
ورجل خب بين الخب وهو الجربزة، وامرأة خبة، وقد خب يخب. وفي حديث عمر رضي الله
عنه: ما تكلم أحد بالفارسية إلا خب، وما خب إلا ذهبت مروءته. وخبب عليه عبده وأمته
وامرأته: أفسد. وخب الفرس خبباً وخبيباً، وجاؤا تخب بهم الدواب، وأخب فرسه. ومروا
مخبتين.
ومن
المجاز: خب البحر.
وأصابهم
الخب إذا التوت عليهم الرياح واضطربت الأمواج، فلجؤوا إلى الشط، وألقوا الأنجر.
وخب النبات: طال وارتفع. واعترضتنا خبة من الرمل وخبيبة أي طريقة. وقطع لي خبة من
اللحم وخبيبة.
خ
ب تنزلوا في خبت من الأرض وخبوت وهي البطون الواسعة المطمئنة، وأخبت القوم: صاروا
في الخبت مثل أصحروا.
ومن
المجاز: " أخبتوا إلى ربهم " : اطمأنوا إليه، وهو يصلي بخشوع وإخبات،
وخضوع وإنصات؛ وقلبه مخبت.
خ
ب ثخبث فلان، وهو خبيث، وهم خبثاء وخباث، وفيه خبث وخباثة، وهو من الأخابث، وهو
خبيث مخبث، وفيه مخابث جمة. ونز به الأخبثان: الرجيع والبول، " ولا تدافعوا
الأخبثين في الصلاة " . " وأعوذ بالله من الخبث والخبائث " . ويا خبث ويا خباث،
وهو يتخبث ويتخابث.
ومن
المجاز: هذا مما يخبث النفس. وليس الإبريز كالخبث أي ليس الجيد كالرديء. وخبثت رائحته، وخبث طعمه.
وخبث بفلانة: فجر بها. وخبثت نفسه: غثت، وفلان خب خبيث، وهو ولد الخبثة. قال:
فإنك
ضبي ولدت لخبثة ... متى تستطع غدرا بجارك تغدر
وهذا
العبد لا خبثة به من إباق ولا سرقة. وهذا سبي خبثة، وسبي طيبة. وهذا كلام خبيث.
وهي أخبث اللغتين، يراد الرداءة والفساد، وأنا أستخبث هذه اللغة.
خ
ب رخبرت الجرل واختبرته خبراً وخبرة، " ووجدت الناس اخبر تقله " . ومالي
به خبر أي علم، ومن أين خبرت هذا بالكسر، وأنا به خبير. واستخبرته عن كذا فأخبرني
به وخبرني. وخرج يتخبر الأخبار: يتتبعها. وأعطاه خبرته أي نصيبه. " ونهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن المخابرة " وهي المزارعة. ومشوا في الخبار والخبراء وهي
أرض رخوة فيها جحرة. وفي مثل " من تجنب الخبار أمن العثار " .
ومن
المجاز: تخبر عن مجهوله مرآته.
خ
ب زخبزت القوم وتمرتهم: أطعمتهم الخبز والتمر، وأطعمني خبزة وخبزة ملة أي طلمة.
ومن
المجاز: خبطني برحله وخبزني، وتخبطني وتخبّزني. والخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها.
خ
ب صاقلب الخبيص بالمخبصة، واختبصوا: أكلوه. واختبص ضيفهم: طلبه.
خ
ب طخبط البعير بيده الأرض: ضربها ضرباً شديداً وتخبطها. وتخبطت الشيء: توطأته. وخبط الورق، وعلف دابته الخبط.
وحوض خبيط: خبطته الإبل فهدمته. قال ذو الرمة:
ومستقوس
قد ثلم السيل جرده ... شبيه بأعضاد الخبيط المهدم
ومن
المجاز: خبط القوم بسيفه. وبات يخبط الظلماء. وما أدري أيّ خابط الليل هو. وهو خابط عشوة للجاهل. وخبطه الشيطان
وتخبطه: مسه فخبله، وبه خبطة من مس وخباط. ورجل مخبوط: مزكوم. وبه خبطة وخبطت
فلاناً واختبطته: سألته بغير وسيلة. قال زهير:
وليس
مانع ذي قربي ولا رحم ... يوماً ولا معدماً من خابط ورقاً
أي
ولا معدماً خابطاً ورقاً فأدخل من لتأكيد النفي.
وخبط
في قومه بخير إذا نفعهم. قال عمرو بن شأس يخاطب الملك:
وفي
كل حي قد خبطت بنعمة ... فحق لشأس من نداك دنوب
وتخبطت
البلاد واختبطت إذا وقعت فيها الفتن والغارات. وماله خابط ولا ناطح أي بعير ولا
ثور، لمن لا شيء له.
خ
ب لخبله خبلاً وخبله واختبله: أفسده فخبل خبلاً وخبالاً. قال:
أرى
المال أفياء الظلال فتارة ... يؤوب وأخرى يخبل المال خابله
وبه
خبل وخبل وخبول: جنون وفساد في عقله. وخبلته الجن وخبلته، ومسه الخابل أي الجنى.
ورجل مخبول ومخبل، وخبله الحب، واختبلته فلانة، وعاشق مختبل. وبه خبل: فساد عضو من
داء أو قطع. وفلان خبال على أهله. وبلاه الله بطينة الخبال، وردغة الخبال، وهي ما يخوضونه
من صديد أهل النار. وخبلت يده إذا أشللتها. قال أوس:
أبني
لبلبيني لستم بيد ... إلا يداً مخبولة العضد
وهم
يطلبون بني فلان بدماء وخبل وهو قطع الأيدي والأرجل. وأصاب الناس خبل أي فتنة من
قتل وجراح. ودهر خبل: ملتو على أهله فاسد. قال أبو النجم:
لما
رأيت الدهر جماً خبله ... أخطل والدهر كثير خطله
خ
ب نخبنت الثوب إذا رفعت ذلذله فخطته. ورفع الشيء في خبنته وهي الذلذل المرفوع. وكل
ولا تتخذ خبتة وهي ما عزلته في الإبط والكم.
خ
ب وخبت النار خبواً، وهم من أهل الخباء، ونشأت في أخبيتهم، وتربيت بين أحويتهم؛
وتخبيت خباء واستخبيته: نصبته واتخذته.
ومن
المجاز: خبت حدة الناقة، وخبا لهبه إذا سكن فور غضبه. والحب في خبائه وهو غشاؤه من
السنبلة.
خ
ت رهو ختار، وهو من أهل الختر وهو أقبح الغدر. وعن بعضهم: لن تمد لنا شبراً من
غدر، إلا مددنا لك باعاً من ختر. وقال السموأل الوفيّ للحارث بن ظالم حين قال له:
إني قاتل ابنك: أ،ت وذاك، فأما الختر فلن أتلبس به.
خ
ت عدليل خوتع ماهر. قال ذو الرمة:
بها
يضل الخوتع المشهر
وتقول
أخذ الرامي الختيعة، أمن الراعي الخديعة، وهي ما يجعله الرامي في إبهامه.
خ
ت لختله عن كذا واختتله وخاتله، وتخاتلوا. وكلب ختال. والدنيا غرارة غدارة، ختالة
ختارة.
خ
ت موضع الخاتم على الطعام والخاتم وهو الطابع، وما ختامك طينة أم شمعة؟ وختم
الكتاب وعلى الكتاب.
ومن
المجاز: ليس الخاتم والخاتم، وتختم بالعقيق، وختم صاحبه، سمى باسم الطابع لأنه
يختم به، وختم القرآن وكل عمل إذا أثمه وفرغ منه. والتحميد مفتتح القرآن،
والاستعاذة مختتمه. وقد افتتح عمل كذا واختتمه، وختم الله على سمعه وقلبه. ويقال
للنحل إذا ملأ شورته عسلاً: قد ختم و " ختامه مسك " أي عاقبته ريح
المسك. وهذه خاتمة السورة وكل أمر. والأمور بخواتيمها. وبلغوا ختامه. وإذا أثاروا
الأرض بعد البذر، ثم سقوها، قالوا اختموا عليه، وقد ختموا على زرعهم، وختمنا
زرعنا. قالوا: لأنه إذا سقى، فقد ختم عليه بالرجاء. وفلان ختم عليك بابه إذا أعرض
عنك. وختم لك بابه إذا آثرك على غيرك. وتختم بعمامته: تنقب بها، وجاءنا متختماً
متعمماً. وتختم بأمره:
كتمه.
واحتجم في خاتم القفا وهو نقرته. وما في قوائمه إلا خاتم وهو شيء من الوضح يقال له
الزرق شعيرات بيض. وزفت إليه بخاتم ربها وخاتمها وختامها. وسيقت هديهم إليه بخيتامها. وقال بعض ولد سان في
عمر بن عبد العزيز:
كما
أهديت قبل فتق الصباح ... عروس تزف بخيتامها
خ
ت ن
ختن
الصبي واختتن، وصبي مختون ومختتن، واختتن إبراهيم عليه السلام بقدوم من بلاد
الشام، وهو خاتن القوم وحرفته الختانة، وكنا في ختان فلان وفي عذاره، وقد بريء
ختانه وهو موضع القطع، ومنه " إذا التقى الختانان " . وهذا ختن فلان
لصهره وهو المتزوج إليه بنته أو أخته، أو أبوا الصهر ختناه، وأقرباؤه أختانه
وقالوا: الأختان من قبل المرأة، والأحماء من قبل الزوج. وخاتنه: صاهره.
ومن
المجاز: عام مختون: للمجدب، كما قيل: عام أغرزل وأقلف: للمخصب.
خ
ث رلبن وطلاء خاثر، وفيه خثورة، وقد خَثَرَ وخَثِرَ وخَثُرَ، وأخثره وخثره، وذهب
صفوه وبقيت خثارته أي عكارته ووسخه.
ومن
المجاز: خثرت نفسه: غثت، وهو خاثر النفس إذا لم تكن طيبة. وفي الحديث. " فاستيقظ وهو خاثر
وأخبر صلى الله عليه وسلم بموت الحسين " وأجدني خاثراً: متكسراً فاتراً، وإنه لخاثر العظام. وخثر فلان في
الحيّ: أقام فلم يبرح.
ورأيت
خاثرة من الناس أي جماعة كثيفة. وسأل معاوية يزيد من كان يؤنسك البارحة قال: خاثر.
قال: فأخثر له العطاء.
خ
ث لفي خثلتي ألم كالغشي وهي ما بين السرة والعانة، وطعنه في خثلة بطنه.
خ
ث مرجل أخثم وامرأة خثماء، وبه خثم وهو غلظ الأنف وعرضه، ولذلك قيل للثور الأخثم.
قال الأعشى:
كأني
ورحلي والفتان ونمرقي ... على ظهر طاو أسفع الخد أخثما
ومن
المجاز: ركب أخثم. قال النابغة:
وإذا
لمست لمست أخثم جاثماً ... متحيزاً بمكانه ملء اليد
وسيف
أخثم، قال العجاج:
دارت
رحاهم ورحانا ترتمي ... بالموت من حد الصفيح الأخثم
ونصال
خثم: عراض، ونعل مخثمة: معترضة، وخثم النعال صدر النعل تخثيماً، واحذ لي نعلاً
فلسن أعلاها وخثم صدرها وخصر وسطها.
خ
ث يعز عليهم الحطب فلا يستوقدون إلا بالغثاء والأخثاء: جمع خثي وهو رجيع البقر،
وقد خثت البقرة تخثي خثياً.
خ
ج لكأني بك وقد جاء أجلك، واجتمع عليك خجلك ووجلك؛ وهو التحير والاضطراب من
الحياء، وأخجله كذا وخجله.
ومن
المجاز: خجل فلان بأمره إذا بعل به لا يدري كيف يصنع. وخجل البعير بحمله. وخجل
الجمل في الطين والوعث: ارتطم وتحير. قال:
قلت
بلى إني إذا الليل شمل ... ولزم الفتيان أثباج الإبل
قد
يهتدي بصوتي الحادي الخجل
أي
المتحير. وثوب خجل: طويل مضطرب، وأخجل ثوبه. قال:
عليه
ثوب خجل خبيث ... مدرعة كساؤها مثلوث
وجلل
فرسه جلاً خجلاً: واسعاً يضطرب عليه ويدنو من الأرض. وفي الحديث " إذا جعتن
دقعتن وإذا شبعتن خجلتن " أي فعلتن ما يوجب الخجل والحياء. وخجل النبات: كثر
والتف، وواد خجل: مخصب معشب. وفي الحديث " أنه أتى على واد خجل مغن " .
خ
د برجل وجمل خدب: كامل الخلق شديد.
خ
د جناقة خادج: ألقت ولدها قبل الوقت وإن تم خلقه، ومخدج جاءت به ناقص الخلق وإن
كان لوقته، ومخداج ذلك عادتها، وهي ذات خداج، وولد مخدج وخديج.
ومن
المجاز: خدج الرجل فهو خادج إذا نقص عضو منه، وأخدجه الله فهو مخدج، وكان ذو
الثدية مخدج اليد. وأخدج صلاته: نقص بعض أركانها، وصلاته مخدجة وخادجة وخداج وصفاً
بالمصدر. وأخد أمره لم يحكمه، وأنضجه أحكمه، مستعار من إخداج الناقة وإنضاجها
ولدها. تقول: أنضج رأيك إنضاجاً، ولا تخدجه إخداجاً؛ وأخدجت الصيفة: قل مطرها،
وكان نقصان في شيء يستعار له الخداج.
خ
د ددخل عليه فأظهر له المودة، وألقى له المخدة، وطرحوا لهم النمارق والمخاد. وبعير
مخدود: موسوم في خده، وبه خداد. وخد في الأرض. وفيها خدود وأخاديد وخد وأخدود.
ومن
المجاز: ضربة أخدود: وتخدد لحمه من الهزال. وخدده سوء الحال. قال:
أحرى
قلائدها وخدد لحمها ... أن لا يذقن مع الشكائم عوداً
وأصلح
خدود الهوادج وهي صفائح الخشب في جوانب الدفتين عن يمين وشمال. قال الراعي:
له
ذئب جوف كأن خدودها ... خدود جياد أشرفت فوق مريد
ومضى
خد من الناس وجبهة، وقتلنا خدّاً فخدا أي طبقة وطائفة وناحية من الناس. قال الجعدي:
وهبنا
لكم فيها المئين وغادرت ... مغارتنا خداً من الناس عبلاً
وعارضه
خد من القف: جانب منه. قال الراعي:
غدا
ومن عالج خد يعارضه ... عن الشمال وعن شرقيه كند
وخاده
عارضه. وتخاد الرجلان في الخصومة وغيرها.
خ
د رجارية مخدرة، وقد خدرها أهلها وأخدروها، وتخدرت؛ وهي من ربات الخدور. وهو من الأخدريات وهي الحمر نسبت إل أخدر
حصان كان لأردشير بن بابك توحش فضرب فيها. تقول في الأحمق: هو من بنات أخدر، أو من
بنات أكدر؛ وهو فحل من حمر الوحش. وخدرت رجله، وبها خدر، ورجل خدرة. وخدرته
المقاعد إذا قعد طويلاً حتى خدرت رجلاه. قال الهذلي يصف صائداً:
فجاء
وقد أوجت من الموت نفسه ... به شغف قد خدرته المقاعد
أوجت:
ارتعدت.
ومن
المجاز: ليث خادر ومخدر. قال الفرزدق:
بقي
الشامتين الصخر إن كان هدني ... رزية شبلي مخدر في الضراغم
وقد
خدر الأسد في عرينه وأخدر. وليل مخدر وخداري: مظلم. وشعر خداري وجارية خدارية
الشعر. وهودج مخدور. مستور. وإنه ليساترني ويخادرني. وخدر النهار إذا لم تتحرك فيه
ريح ولم يوجد فيه روح. قال طرفة:
ومكان
زعل ظلمانه ... كالمخاض الجرب في اليوم الخدر
ويعفور
خدر: كأنه ناعس من سجو طرفه وضعفه. وخدرت عظامه: فترت. وخدرت عينه: ثقلت من حكة
وقدى.
خ
د شأصابه خدش في جلده، وبه خدوش، وخدشوه تخديشاً. وشد الرحل على مخدش بعيرك وهو
كاهله، روي بالفتح، وقيل: سمي بذلك لقلة لحمه، وبالكسر، وقيل: لأنه يخدش الفم. ويقال لطرفي كتفيه ابنا مخدش.
ومن
المجاز: وقع في الأرض تخديش وهو القليل من المطر. وبقلبه خدشة وهي الشيء من الأذى.
خ
د عخدعه وخادعه واختدعه وخدع وتخدعه وتخادعوا، وهو لا ينخدع، وفلان خداع وخدعة
وخيدع، وهذه خدعة منه وخديعة وخدع وخدائع، وتخادع لي فلان إذا قبل منك الخديعة وهو
يعلمها. وخبأ الشيء في المخدع وهو المخزن من الإخداع بمعنى الإخفاء.
ومن
المجاز: طريق خادع: مخالف المقصد حائد عن وجهه لا يفطن له. وغرهم الخيدع أي السراب
أو الغول، وذئب خيدع. وسوقهم خادعة: متلونة تقوم تارة وتكسد أخرى. وخدع الدهر:
تلون. وفلان خادع الرأي والخلق. وخدع المطر: قل. وفي الحديث " يكون قبل
الدجال سنون خداعة " وخدعت عين الشمس: غارت من خدع الضب إذا أمعن في جحره وجعل في ذنابته
عقرباً يمتنع بها من الحارش وهي خديعة منه، وضب خادع وخدع. وخدع خير فلان. ورجل
خادع: نكد. وخدع الريق في الفم: قل وجف.
وما
خدعت في عيني نعسة. قال راشد بن شهاب:
أرقت
فلم تخدع بعيني نعسة ... ووالله ما دهري بعشق ولا سقم
ولوى
فلان أخدعه: أعرض وتكبر. وسوّى أخدعه: ترك الكبر. قال جرير:
وكنا
إذا الجبار صعر خده ... ضربناه حتى تستقيم الأخادع
خ
د لامرأة خدلة: ممتلئة الأعضاء من اللحم مع دقة العظام، ونساء خدلات، وسوق خدال.
قال ذو الرمة:
رخيمات
الكلام مبتلات ... جواعل في البرى قصباً خدالا
وقد
خدلت خدالة وخدلت خدلاً. وتقول: لها قوام عدل، وقصب خدل.
خ
د مهي ريّا المخدم وهو المخلخل. وفي مثل " كالممهورة إحدى خدمتيها " وفي
سوقهن الخدم والخدام. وخدمها زوجها، وامرأة مخدمة مخدمة: من الخدمة والخدمة. وخدمه
خدمة. وهو مؤدب الخدام والخدم، وهو من المقدمين المخدمين. قال:
مخدمون
ثقال في مجالسهم ... وفي الرحال إذا وافيتهم خدم
واستخدمته،
وتخدّمت خادماً: اتخذته، ولا بد لمن ليس له خادم أن يختدم أي يخدم نفسه، وهذا
خادمنا، وهذه خادمنا، للغلام والجارية.
ومن
المجاز: فض الله خدمتكم. وأبدت الحرب عن خدام المخدرات إذا اشتدت. ومخدم سراويله
يتذبذب، وكذلك خدمة سراويله، وخدمة إزاره وهي أسفله عند الكعب. وفرس مخدم: تحجيله فوق أرساغه. وطاحت خدام
الإبل وهي سيور فوق أرساغها تشد إليها الشرائج، الواحدة خدمة. وشاة خدماء: بينة
الخدمة بوزن اعلحمرة وهي بياض في الأوظفة. وسقى أعرابي ماء المزمل فقال: هو ماء
مخدوم. وسمعتهم يقولون: هذا القميص يخدم سنة، وهذا ثوب سخيف لا يخدم.
خ
د ن
خادنته: صاحبته، وهو خدني وخديني، وهم إخواني
وأخداني: وهو خدنها أي حدثها، وهي خدنه " ولا متخذات أخدان " " ولا
متخذي أخدان " وهو يخادن أخدان سوء، وأخدان صدق، وبينهما مخادنة ومخاضنة وهي
المغاضة والمكاسرة بالعينين.
خ
د يخدي البعير يخدي براكبه.
خ
ذقال: حذف بالحصى: رمى بها من بين أصبعيه. قال امرؤ القيس:
كأن
الحصى من خلفها وأمامها ... إذا نجلته رجلها حذف أعسرا
ورمى
بالمخذفة وهي المقلاع.
ومن
المجاز: دابة خذوف: سريعة تخذف بالحصى من شدة سيرها، وأتان خذوف: بلغ من سمنها أنك
لو خذفتها بحصاة لساخت في شحمها كقوله:
فهي
تسوخ فيها الإصبع
وسمعتهم
يقولون: عيناه تخاذفتا بالدمع.
خ
ذ قخذق الطائر. رمى بذرقه، وطائر خذاق.
خ
ذ لأعوذ بالله من خذلانه. وهو خذال لأصحابه، وخذول: غير نصور، وعذلة خذلة. وتقول: لا يستوي من بذل نصرته لقومه
بذلاً، ومن يخذلهم إذا استنصروه خذلاً.
ومن
المجاز: خذلت الوحشية عن القطيع: تخلفت عنها على ولدها. قال النمر:
وكأنها
عيناء أم خويدر ... خذلت له بالرمل خلف صوارها
وهي
خذول وخاذل، وهن خواذل وخذل، كأنها حين لم توافق صواحبها خذلتها، وأخذلها ولدها.
وخذل عني أصحابي: ثبطهم، ولذلك سمي الأحنف المخذل، لتخذيله الناس عن عائشة رضي
الله عنها يوم الجمل. وخذل عني أصحابي: تأخروا. وهو خذول الرجل: لمن لا تتبعه رجله إذا مشى لضعفه. قال
الأعشى يصف السكارى:
بين
مغلوب كريم جده ... وخذول الرجل من غير كسح
وتخاذلت
رجلاه. وتقول: فلان نوءه متخاذل، ونهضه متواكل. وشخص متخاذل: مختلف الخلقة.
خ
ذ مخذمه: قطعه بسرعة. وسيف مخذم وخذم. وخذمت الدلو والنمل خذماً وهو انقطاع العري
والشوع. وعنز خذماء: مشقوقة الأذن عرضاً.
ومن
المجاز: مر يخذم: يسرع في سيره. وفرس خذم. ورجل خذم بالعطاء: سمح سهل ببذله.
خ
ذ وأذن خذواء: مسترخية من أصلها على الخدين، وقد خذيت أذنه، وهو أخذى الأذن. وفرس
أخذى. وتقول: في عينه قذى، وفي أذنه خذي، وحل به كذا فلم تقد له عينه، ولم تخذله
أذنه. ويقال للحمار خذي لخدي أذنيه، ومنه استخذى له: إذا خضع.
ومن
المجاز: ينمة خذواء: لينة وهي بقلة.
خ
ر أهو أعرف بالخراءة منه بالفراءة.
خ
ر بأخربوا البلاد وخربوها، وقد خربت خرباً، وبلد خراب. وهو صاحب خربة أي فساد
وريبة. قال قيس بن النعمان:
لحى
الله أدنانا إلى كل خربة ... وأبطأنا في ساحة المجد أقدحا
وما
رأينا من فلان خربة في دينه. ووقعوا في وادي خربات. قود خرب الإبل يخربها خرابة،
مثل يطلبها طلابة. وهو خارب من خرّاب. وفي أذنه وسقائه وأديمه خربة وهي الثقبة
الواسعة المستديرة. واجعل هذا الحبل في خربة المزادة وهي عروتها. وطعنه في خربة
وركه. واستخرب السقاء: تثقب.
ومن
المجاز: فلان خرب أي جبان، استعير من الخرب واحد الخربان. قال تأبط شراً ينفي هذه
الأوصاف الذميمة:
ولا
خرب هلباجة ذو غوائل ... هيام كجفر الأبطح المتهيل
وهو
خرب العظام إذا لم يكن فيها مخ. قال كعب:
ينجو
بها خرب المشاش كأنه ... بخزامة في أنفه مشنوق
أي
مرفوع الرأس. وهو خرب الأمانة.
وعنده
تخرب الأمانات. قال عمر بن أبي ربيعة:
ثم
لا تخرب الأمانة عندي ... أغدر الناس من يخون الأمينا
خ
ر تدليل خريت. وأضيق من خرت الإبرة، ووقعوا في مضايق مثل أخرات الإبر، واجعل العود
في خرت الفأس. والخيط في خرت القرط، وجمل مخروت الأنف، وقد خرته الخشاش.
ومن
المجاز: قلق خرت فلان إذا فسد عليه أمره. قال الأعشى:
فإني
وجدّك لو لم تجيء ... لقد قلق الخرت إلا قليلاً
وراد
خرت القوم، ورأدت أخراتهم إذا كانوا غرضين بمنزلتهم لا يقرون.
خ
ر ثنقلوا خرثي متاعهم وهو سقطه.
ومن
المجاز: فلان يسمع خرثيّ الكلام وهو ما لا خير فيه. وتقول: ألفى فلان خراشي صدره،
وخراثيّ قوله.
خ
ر جما خرج إلا خرجة واحدة، وما أكثر خرجاتك، وتارات خروجك، وكنت خارج الدار، وخارج
البلد، وهذا يوم الخروج أي يوم العيد. قال ذو الرمة:
وعيطاً
كأسراب الخروج تشوفت ... معاصرها والعاتقات العوانس
وكم
خراج أرضك، وخراج غلامك أي ما يخرج لك من غلتهما. ومنه " الخراج بالضمان " ثم سمى ما يأخذه
السلطان خراجاً باسم الخارج. ويقال: للجزية: الخراج فيقال: أدى خراج أرضه، وأدّى
أهل الذمة خراج رؤسهم. وتخارج القوم: تناهدوا. وظليم أخرج، ونعامة خرجاء، والخرج: بياض وسواد.
وقارة خرجاء.
ومن
المجاز: خرج فلان في العلم والصناعة خروجاً إذا نبغ، وخرّجه فلان فتخرج وهو خريجه.
قال زهير يصف الخيل:
وخرجها
صوارخ كل يوم ... فقد جعلت عرائكها تلين
أراد
وأدّبها كما يخرّج المتعلم. وناقة مخترجة: خرجت على خلقة الجمل، من اخترجه بمعنى
استخرجه. وخرجت السماء خروجاً. أصحت وانقشع عنها الغيم. قال هميان يصف حمرا:
فصبحت
جابية صهارجا ... تحسبه لون السماء خارجا
أي
مصحياً. ويقال للسحابة إذا نشأت من الأفق أول ما تنشأ: ما أحسن خروجها. وفرس خروج:
يغتال بطول عنقه كل عنان جعل عليه. قال:
كل
قباء كالهراوة عجلى ... وخروج يغتال كل عنان
وعام
مخرج، وفيه تخريج: فيه خصب وجدب. وخرجت الراعية المرتع: أكلت بعضاً وتركت بعضاً.
وخرج الغلام لوحة: ترك بعضه غير مكتوب. وإذا كتبت الكتاب، فتركت مواضع الفصول
والأبواب، فهو كتاب مخرج. وخرج عمله: جعله ضروباً مختلفة. وفلان خراج ولاج: للمتصرف. وهو يعرف موالج الأمور
ومخارجها، ومواردها ومصادرها.
خ
ر درأيت خريدة وخرائد وخرداً: عذارى، وجارية خرود، ونساء خرد: خفرات، وفيهن خرد
وتخرد. قال أوس:
ولم
تلهها تلك التكاليف إنها ... كما شئت من أكرومة وتخرد
ويقال
أخرد الرجل: سكت حياء، وأقرد: سكت ذلاً.
ومن
المجاز: لؤلؤة خريدة: عذراء.
خ
ر رخرّ من السقف، " فكأنما خرّ من السماء " " وخرّ ساجداً "
وخروا لأذقاهم خروراً. وخر الماء خريراً وخرخر، وكذلك الريح والقصب. وقال العجاج:
لوذ
العصافير ولوذ الدخل ... تحت العضاه من خرير الأجدل
من
حفيفه، وله عير خرارة، في أرض خوارة. ولعب الصبيان بالخرارة وهي الدوامة والخذروف.
ومن
المجاز: عصفت ريح فخرت الأشجار للأذقان. والأعراب يخرون من البوادي إلى القرى أي
يسقطون إليها ويطرءون. وجاءنا خرار من الناس وفرار.
خ
ر زعمله الخرازة. وكلام فلان كخرز الإماء أي متفاوت، درة وودعة. ووال بين الخرز.
وطائر مخرز: على جناحيه نمنمة تشبه بالخرز.
ومن
المجاز: أوتي خرزات الملك إذا ملك. قال لبيد:
رعى
خرزات الملك ستين حجة ... وعشرين حتى فاد والشيب شامل
وقال:
لن
تدركا خرزات أر ... بد فابكيا حتى تفودا
وضربه
على خرز ظهره وهي فقاره: وفي مثل " سيرين في خرزة " لمن طلب حاجتين في
حاجة.
خ
ر سأخرسه الله. وإذا شهدت من لا يفهم عنك فتخارس، وهو من خرس المجلس إذا لم يتكلم.
ودعوا إلى الخرس، وهو طعام الولادة وأطعموا النفساء خرستها، وهو طعامها خاصة، وقد
خرست فتخرست. قال:
فلله
عينا من رأى مثل مقبس ... إذا النفساء أصبحت لم تخرس
وفي
مثل " تخرسي لا مخرسة لك " .
ومن
المجاز: كتيبة خرساء: ليس لها جلبة، ورماه الله بخرساء وهي الداهية. قال الأخطل:
وكم
أنقذتني من جرور حبالكم ... وخرساء لو يرمى بها الفيل بلداً
وأصلها
الأفعى. قال عنترة:
عليهم
كل محكمة دلاص ... كأن قتيرها أعيان خرس
وعلم
أخرس: لا يسمع منه صدى. وسحابة خرساء: لا ترعد. ولبن أخرس: خائر لا يتخضخض في
إنائه. ونزلنا ببني أخنس، فسقثونا لبناً أخرس.
خ
ر شرأيت عليه قميصاً مثل خرشاء الحية رقة وصفاء، وهو سلخها. وأكل خرشاء اللبن وهو
ما ارتفع على رأسه من النفاخات. قال جبيهاء الأشجعي:
إذا
مس خرشاء الثمالة أنفه ... ثنى مشفريه للصريح فأقنعا
واقشر
خرشاء البيضة وهي القشرة البيضاء الداخلة. وخرش السنور جلده، وتخارشت السنانير
والكلاب، وخرشه الذباب: عضه.
ومن
المجاز: طلعت الشمس في خرشاء أي في غبرة. وهو يلقي من صدره خراشيّ منكرة وهي
النخامة والبلغم. وتقول: ألقى إليّ فلان خراشيّ صدره، تريد ما أضمره من الأغمار
والإحن وأنواع البث. وفلان يخرش من فلان الشيء بعد الشيء، ويخترشه أي يأخذه. وعن
بعضهم: رب ثدي، افترشته، ونهب اخترشته، وضب احترشته.
خ
ر صخرج الخراصون يخرصون النخل، وكم خرص، ولا في بيتها قرص؛ وهو الحلقة بحبسة واحدة.
واجتمع عليّ الخرص وهو الجوع والقر. ورجل خرص. وإبل خرصات.
ومن
المجاز: " قتل الخراصون " أي الكذابون. وقد خرص يخرص، واخترص القول
وتخرصه: افتعله. وقد تكذّب
عليّ فلان وتخرّص، وقال ذلك تخرصاً. وما تملك فلانة خرصاً اي لا شيء لها.
خ
ر طخرط الورق: قشره عن الشجرة اجتذاباً له. وخرط العود: قشر لحيه. وحيات مخاريط،
جمع مخراط وهي التي خرطت سلخها. قال المتلمس:
إني
كساني أبو قابوس مرفلة ... كأنها سلخ أبكار المخاريط
واخروط
بهم السير: امتد.
ومن
المجاز: فرس خروط: يجتذب رسنه من يد ممسكه، وقد خرط خراطاً. وبرئت إليك من الخراط.
ورجل خروط: متهور يركب رأسه. وفي حديث علي رضي الله عنه " إنك لخروط أتؤمّ
قوماً وهم لك كارهون " وخرط الفحل في الشول: أرسله. ورجل مخروط الوجه، ومخروط
اللحية: طويلهما من غير عرض، وله لحية مخروطة. وبئر مخروطة: ضيقة. وخرط القصب: أمرّ يده عليه.، وخرجت خراطته.
وخرطه الدواء: أمشاه، وأخذه الخراط، وسمعتهم يقولون: خرطني بطني، وخرط البقل
الماشية تخريطاً.
واخترط
سيفه. وخرط علينا غلامه فآذانا. وفي الحديث " خرط علينا الاحتلام " وبينا نحن قعود، إذ انخرط علينا فلان بالشر والمكروه. ودونه خرط القتاد. ووسمه على الخرطوم: أذله. وهم خراطيم
القوم: لسادتهم. وشرب الخرطوم: السلافة لأنها أول ما ينعصر. وقال الأخطل:
جادت
بها من ذوات القار مترعة ... كلفاء ينحت عن خرطومها المدر
أراد
فم الخباية.
خ
ر عفي العود خرجع أي لين ورخاوة، وعود خرع، وشيء خريع: لين متثن، ومنه قيل
للفاجرة، الخريع. قال:
يزين
جمال الدلّ منها رزانة ... وحلم إذا خف النساء الخرائع
وتقول: هو خلع: بين الخلاعة، وامرأته خريع: بيّنة
الخراعة، وهو رخو كالخروع. واخترع باطلاً: اخترصه. واخترع الله الأشياء: ابتدعها من غير سبب.
ومن
المجاز: في فلان خرع أي جبن وخور. وعيش خروع، وشباب خروع: ناعم. قال:
فظل
أصحابي بعيش خروع ... بين النشيل الرخص والمشعشع
وقال
أبو النجم:
فهي
تمطّى في شباب خروع
وغصن
خرعوب: متثن. وامرأة خرعوبة.
خ
ر فخرف الثمار واخترفها: اجتناها. واخرفي لنا يا جارية. وخرجوا إلى المخارف
بالمخارف، جمع مخرف ومخرف أي إلى البساتين بالزبل. وأتحفه بخرافة نخلته وخرفتها،
وهي ما اخترف منها. وخرفت الأرض وربعت: مطرت. وأخرفنا بها: أقمنا في الخريف. وعندنا خروف وخرفان. وفي مثل:
" كالخروف أينما اتكأ اتكأ على صوف " يضرب لذي الرفاهية.
خ
ر قخرق الثوب وخرقه: وسع شقه، وانخرق وتخرق، وهو منخرق السربال، وثوبه خرق ومزق،
وفيه خرق واسع، وخروق، واتسع الخرق على الراقع. وشاة خرقاء: مثقوبة الأذن. وهم
يلعبون بالمخاريق، وكأن سيفه مخراق لاعب. ومررنا بخريق من الأرض، وهي الواسعة
الكثيرة النبات. وقد خرق في عمله، وفيه خرق، وهو أخرق، وهي خرقاء. وفي مثل "
لا تعدم خرقاء علة
" . وأصابه برق وخرق، وهو الدهش، من خرق الغزال خرقاً إذا أطيف به، فلزق بالأرض.
ومن
المجاز: خرقت المفازة: قطعتها حتى بلغت أقصاها. والثور مخراق المفازة. ووقعت في
الأرض خرقة من جراد. قال:
قد
نزلت بساحة ابن واصل ... خرقة رجل من جراد نازل
واخترقت
الأرض: مررت فيها عرضاً على غير طريق. ولا تخترق المسجد: لا تجعله طريقاً لحاجتك.
والريح تخترق البلد. وبلد بعيد المخترق. والخيل تخترق ما بين القرى والشجر.
واخترقت القوم: مضيت وسطهم. وخرق الكذب وخرقه واخترقه وتخرقه: اشتقه. وانخرقت الريح: اشتد هبوبها. قال:
يكل
وفد الريح م حيث انخرق
وكأنه
خريق في خريق أي ريح شديدة في متسع من الأرض. وفلان خرق يتخرق في السخاء: يتسع فيه. وهو منخرق الكف بالنوال، ومخروق
الكف: لا يليق شيئاً. قال الشماخ:
معي
كل حرق في الغزاة سميدع ... وفي الحي داري العشيات ذيال
الداري: المتطيب. وناقة خرقاء: لا تتعاهد مواضع
قوائمها من الأرض. وريح خرقاء: لا تدوم على جهة في هبوبها، وصفت بالخرق، كما وصفت
بالهوج. واستعار الخراق للسيف من قال:
أنا
ابن تو ومعي مخراق ... أطن كل ساعد وساق
كما
شبهه الآخر به في قوله:
كأن
سيوفنا منا ومنهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا
خ
ر مخرم الشيء: خرقه. وخرم الخرز: أثآه. هو مخروم الشفة والأنف. ورجل أخرم: مخروم وترة الأنف. واخترمهم الدهر
وتخرمهم. قال أبو ذؤيب:
سبقوا
هوى وأعنقوا لهواهم ... فتخرموا ولكل جنب مصرع
وطلع
مخرم الجبل وهو أنفه. وهو طلاع المخارم. وعيش خرم: ناعم. وعن بعض العرب: كان أخي معها بعيش خرم، فقيل له ما الخرم،
فقال العيش الرغد. وقال:
فخص
بها أوطان خود غريرة ... منعمة لاقت من العيش خرماً
لها
قدم مخصورة غير شثنة ... وكعب تراه وارى الحجم أدرما
سنام
وار: سمين. وتخرم فلان: ذهب مذهب الخرمية.
ومن
المجاز: تخرم أنف فلان: سكن غضبه. وذهب فلان دليلاً فما خرم عن الطريق، إذا لم
يعدل عنه. وخرمته الخوارم، إذا مات. وهذ السورة هذاً ما خرم منها حرفاً. ورجل أخرم
الرأي: ضعيفه. ويمين ذات مخارم، ولا خير في يمين لا مخارم لها وهي المخارج، وهذه
يمين طلعت في المخارم إذا كانت لها مخارج. قال:
ولا
خير في مال بغير رزية ... ولا في يمين غير ذات مخارم
خ
ز ررجل أخزر: ينظر بمؤخر عينه، وقيل هو الذي ضاقت عينه وصغرت، وارمأة خزراء، وقوم
خزر، وبعينه خزر، وهم إلينا خزر العيون. قال الأخطل:
خزر
العيون إلى رماح بعدما ... جعلت لضبة بالرماح ظلالا
وهو
نظر العداوة. قال:
وإنني
أرى عيوناً خزراً ... وإنهم ليطلبون وترا
وبه
سمي الخزر جبل من الترك. وكل خنزير أخزر. قال جرير:
لا
تفخرن فإن الله أنزلكم ... يا خزر تغلب دار الذل والعار
أراد
يا خنازير تغلب. وخنزر الرجل: إذا نظر بمؤخر عينه، وإذا قبض جفنيه ليحدّد النظر،
قيل: قد تخازر. قال العجاج:
لقد
تخازرت وما بي من خزر
وهي
تمشي الخيزري والخوزري أي المشية التي فيها تفكك أي اضطراب واسترخاء، كأنما تتحلل
أعضاؤها، وينفك بعضها من بعض في تبخترها. قال:
والناشئات
الماشيات الخوزري
ويصدّقه
الخيزلي والخوزلي، كأنها تنخزل أي تنقطع كقوله:
تمشي
رويداً تكاد تنغرف
وأنشد
يعقوب يصفها بالكسل:
ثقال
الضحى في بيتها مر حجنّة ... وتمشي العشي الخيزلي رخوة اليد
وأكل
الخزيرة والخزير. وتقول: قرب إليهم قصعة من الخزير، ثم قعد ينظر إليهم نظر الخنزير؛
وكأن قدها غصن بان، أو قضيب خيزران؛ وأشار الخليفة بخيزرانته أي بقضيبه.
خ
ز زما مسست حريرة ولا خزة ألين من كفه. ومسه مس الخزز وهو الذكر من الأرانب، وجمعه
خزان وخزاز. قال:
كما
انقضت خوافي أم لوح ... ملوع أبصرت مشوي خزاز
وخززته
بسهم واختززته: أصبته وأنفذته، وطعنته فاخترزته. قال بعض السعديين:
فاختزه
بسليب مدريّ ... عاري الكعوب غير ذي شظي
كأنما
اختز بزاعبي
وقال
ابن أحمر:
حتى
اختززت فؤاده بالمطرد
ومن
المجاز: خز الحائط بالشوك لئلا يتسلق إذا غرزه في أعلاه. وخززته ببصري واختززته
إذا أخذته عينك.
خ
ز عخزع الحبل فانخزع. ولحم مخزع: مقطع وما ذقت خزاعة من لحم أي قطاعة. وخزع عن
أصحابه وتخزع: تخلف. قال حسان:
فلما
هبطنا بطن مر تخزعت ... خزاعة عننا بالجموع الكراكر
وتخزعوه
بينهم: توزعوه. واختزع عوداً من الشجرة. واختزع شيئاً من مال فلان. واختزع من
جوالقك تمراً واجعله في الآخر حتى يتعادلا.
خ
ز قخزقه بالمرح: طعنه به فأنفذه. وخزق السهم الهدف وخسقه. وأنفذ من خازق وهو النصل
أو السنان.
ومن
المجاز: خزق الطائر: رمى بذرقه. وخزقته ببصري: حدجته.
خ
ز لضربه فخزله نصفين. وقال الأعشى:
ملء
الشعار وصفر الدرع بهكنة ... إذا تقوم يكاد الخصر ينخزل
ورجل
أخزل ومخزول الظهر: مكسوره.
ومن
المجاز: كلمته فخجل وانخزل، وانخزل في مشيته: استرخى كأن الشوك شاك قدمه. وهي تنخزل في مشيتها: تنقطع إذا رفلت.
وأقدم على الأمر ثم انخزل عنه أي ارتد وضعف. وانخزل عن جواب ما قلت له. والسحاب
إذا رأيته متثاقلاً كأنه يتراجع، قالوا: تراه ينخزل. وخزله إذا عابه. واختزل شيئاً
من المال.
خ
ز مخزم البعير: ثقب وترة أنفه، وجعل فيها حلقة من شعر وهي الخزامة، والجمع
الخزائم. قال يصف النساء:
ألا
لا تبالي العيسُ من شد كورها ... عليها ولا من راعها بالخزائم
أي
عطفها. وتقول: ما رأيت منك ولا من أبيك أحرم. وتلك شيشنة ورثتها من أخزم وأطيب من
نفس النعامى، بين ورق الخزامى.
ومن
المجاز: خزمت أنف فلان، وجعلت في أنفه الخزامة، وفي أنوفهم الخزائم إذا أذللته
وتسخرته. وما هم إلا كالنعام المخزم أي حمقى، ومعنى التخزيم أن مناقيرها مثقوبة
كما تثقب أنوف الإبل. قال:
سينهى
ذوي الأحلام عني حلومهم ... وأرفع صوتي للنعام المخزم
أي
أزجر الحمقى وأهتف بهم حتى يكفوا عني، وأما العقلاء فتكفينيهم عقولهم. وخزمت شراك نعلي: ثقبته وشددته، وشراك
مخزوم. وخزمت الكتاب وكتاب مخزوم إذا ثبته للسحاة. وخازمته: خاصرته. وتخازم
الجيشان: تعارضا. ولقيته خزاماً: وجاهاً. قال ابن فسوة يصف ناقته:
إذا
هو نحّاها عن الفصد خازمت ... به الجور حتى تستقيم ضحى الغد
أي
ذهبت به خلاف الجور، كأنها تباري الجور حتى تغلبه، فتأخذ على القصد. وأعطوا القرآن خزائمه أي انقادوا له،
وتقول: أطيعوا الله وعزائمه، وأعطوا القرآن خزائمه.
خ
ز نخزن المال في الخزانة: أحرزه. واختزنه لنفسه، واستخزنه المآل، وله مخزن حريز،
وهو صاحب مخزن الأمير.
ومن
المجاز: اطلب من خزائن رحمة الله تعالى، واخزن لسانك وسرك. قال امرؤ القيس:
إذا
المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شيء سواه بخزان
وقال
السمهريّ بن أسد العكليّ:
وبادر
بليلي أوبة الركب إنهم ... متى يرجعوا يخزن عليك كلامها
واجعله
في خزانتك أي في قلبك إذا لقنته علماً، أو أودعته سراً. وفي حكمة لقمان " إذا كان خازنك
حفيظاً وخزانتك أمينة رشدت في دنياك وآخرتك " . وقولهم: خزن اللحم إذا تغير،
معناه خزنه فخزن أي ادخره فإيف بسبب الادخار. ألا ترى إلى قوله:
ثم
لا يخزن فينا لحمها ... إنما يخزن لحم المدخر
خ
ز يخزي خزياً ومخزاة: ذل، وأخزاه الله وهو من أهل المخازي والمخزيات. ورجل خز،
وامرأة خزية. وخزوته: قهرته. قال ذو الأصبع:
لاه
ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني ولا أنت ديّاني فتخزوني
وقال
لبيد:
غير
أن لا تكذبنها في التقى ... واخزها بالبر لله الأجل
وتقول: اخزها بالبر، ولا تخزها بالشر؛ وخزي منه
وخزيه، مثل استحيا منه واستحياه خزاية وهي شدّة الحياء. ورجل خزيان، وامرة خزيا.
قال تأبط شراً:
فخالط
سهل الأرض لم يكدح الصفا ... به كدحة والموت خزيان ينظر
ويقال:
خزيان وخزايا كسكران وسكارى. وفي الدعاء: " اللهم احشرنا غير خزايا ولا
نادمين " وأصابتنا خزية: خصلة يستحيا منها. قال:
فإني
بحمد الله لا ثوب فاجر ... لبست ولا من خزية أتقنع
وقلت
له كذا فأخزيته أي أخجلته.
خ
س أخسأ الكلب: طرده فخسأ خسوءاً، وكلب خاسيء.
ومن
المجاز: اخسأ إليك، واخسأ عني " اخسؤا فيها " وخسأ البصر: كل وأعيا
" ينقلب إليك البصر خاسئاً " وتخاسؤا بالحجارة: تراموا بها.
خ
س رخسر التاجر في بيعه خسراناً وخسراً، وتاجر خاسر. وأخسر الميزان وخسره وخسره:
نقصه، وميزان مخسور. وأخسر فلان وأكسد: وقع في الخسران والكساد. وأخسرت الرجل: نقيض أربحته. وقيل لسلم
الخاسر لأنه باع مصحفاً ورثه واشترى بثمنه عوداً يضرب به. وثوب خسرواني وخسروي،
منسوب إلى خسرو شاه من الأكاسرة.
ومن
المجاز: خسرت تجارته وربحت، وتجارة خاسرة ورابحة. ومن لم يطع الله فهو خاسر. وقد
خسر خسارا وخسارة. وخسره سوء عمله: أهلكه. وتقول: لا يكون الراسخ ساخراً، ولا الساخر إلا
خاسراً. والمساخر مخاسر.
خ
س سخسست يا رجل تخس، مثل مسست تمس، خسة وخساسة، ورجل خسيس، وقم أخسة، وما رأيت أخس
منه. والخس ترياق. ويقال: أين بنت الخس، من فصاحة قسّ؛ وكلاهما من إياد، ولكن أين
الأخامص من الأجياد.
ومن
المجاز: خس فعله وقوله ورأيه وأخس: أتى بما خس من ذلك. يقال: مازلت تخس منذ اليوم.
وخس حظه من كذا وخس، فهو خسيس ومخسوس: دون لا يعبأ به. واستخس حظه. ومالك خسست حظ
فلان؟ وهو لا يدخل في خساس الأمور. وجذبت بضبعه ورفعت خسيسته أي حويلته.
خ
س فخسف القمر. وخسفت الأرض وانخسفت: ساخت بما عليها، وخسف الله بهم الأرض.
ومن
المجاز: سامه خسفاً: ذلاً وهواناً، ورضى بالخسف. وبات على الخسف: على الجوع.
وشربوا على الخسف: على غير ثفل. وعين خاسفة: فقئت حتى غابت حدقتها في الرأس، وخسفت
عينه وانخسفت. وخسف بدنه: هزل، وفلان بدنه خاسف، ولونه كاسف. قال يصف صائداً:
أخو
قترات قد تبين أنه ... إذا لم يصب لحماً من الوحش خاسف
وخسفت
إبلك وغنمك، وأصابتها الخسفة وهي تولية الطرق. وإن للمال خسفتين: خسفة في الحر
وخسفة في البرد.
خ
س لهو مخسول ومخسل: مرذول، وقد خسله وخسله. قال:
ونحن
الثريا وجوزاؤها ... ونحن الذراعان والمرزم
وأنتم
كواكب مخسولة ... تُرى في السماء ولا تعلم
خ
س يأخساً أم زكاً: أوتر أم شفع. وتخاسى الصبيان: تلاعبوا بذلك. وقال الممزق:
تخاسى
يداها بالحصى وترضه ... بأسمر صراف إذا جم مطرق
مطابق
يريد الخف، وجمومه اجتماع جريه، يحتمل أن يكون مخففاً، من تخاسؤا بالحجارة.
خ
ش ب" كأنهم خشب مسندة " ، وخرجت إليهم الخشابة يدقونهم وهم الذين
يقاتلون بالعصيّ. ورجل خشب: في جسده صلابة وشدة عصب. وسيف خشيب ومخشوب، وسهم خشيب ومخشوب:
لما يحكم عمله. وهو من الخشب. وقد خشبته. وجاد ما فتق الصيقل خشيبة السيف أي
حديدته التي خشبها و " مكة لا تزول حتى يزول أخشباها " وكأنهم أخاشب
مكة. وقال رؤبة:
تحسب
فوق الول منه أخشبا
وهو
الجبل العظيم.
ومن
المجاز: مال خشب وحطب هزلي. وخشبت الشعر واختشبته: قلته كما جاء غير متنوق فيه.
وهم يخشبون الكلام والعمل. وشعر خشيب ومخشوب. ويقال: جاء بالمخشوب، غير المحسبو؛
وكان الفرزدق ينقح الشعر، وكان جرير يخشب، وكان خشب جرير خيراً من تنقيح الفرزدق.
وقال جندل:
قد
علم الراسخ في العلم الأرب ... والشعراء أنني لا أختشب
حسري
رذاياهم ولكن أقتضب
أي
أبتدع. وهم خشب بالليل أي لا يتهجدون.
خ
ش رما بقي على المائدة إلا خشارة وهي ما لا خير فيه. وهذه خشارة الشعير وهي ما لا
لب فيه، وخشارة التمر وهي رديئه والشيص منه. قال الحطيئة:
وباع
بنيه بعضهم بخشارة ... وبعت لذبيان العلاء بمالكا
أي
اشتريت.
ومن
المجاز: هو من ا لخشارة أي من الدون. وفي الحديث " ذهب الخيار وبقيت خشارة
كخشارة الشعير
" .
خ
ش شفي أنفه الخشاش، وفي أنوفهم الأخشة. وبعير مخشوش. وصدت من خشاش الطير، وخشاش
الأرض وهي صغار الطير والدواب. ورجل خشاش: صغير الرأس. وضربه على خششاويه وهما
العظمان وراء الأذنين. وهو مخش ليل: دخال في ظلمته. وانخش في القوم وفي الشجر.
وسمعت خشخشة السلاح.
ومن
المجاز: جعل الخشاش في أنفه، وقاده إلى الطاعة بعنفه.
خ
ش عخشع له وتخشع: ذل وتطامن.
ومن
المجاز: أرض خاشعة: متطامنة. وخشعت الجبال. وقف خاشع: لاطيء بالأرض. وخشعت دونه
الأبصار، وخشع ببصره: غضه. وأرض خاشعة: غير ممطورة. وحشيشة خاشعة: يابسة ساقطة على الأرض. وخشع الورق: ذبل.
وسنام خاشع. قال ذو الرمة:
بالصهب
ناصبة الأعناق قد خشعت ... من طول ما وجفت أشرافها الكوم
خ
ش فعزتني نائبة فعطف عليّ في كشفها، عطف أم الغزال على خشفها. ودليل مخشف: جريء
على الليل.
خ
ش مإن ريحه تسور في الخياشيم. ورجل أخشم، وبه خشم وهو الذي لا يجد الروائح لسدة في
خياشيمه.
ومن
المجاز: أشرفت خياشيم الجبال وهي أنوفها.
خ
ش نخشن الشيء واخشوشن، وهو خشن وخشين. واخشوشنوا: كونوا خشنين في ملابسكم.
ومن
المجاز: خشن على صاحبه، وتخشن عليه، وخاشنه مخاشنة، وتخاشن القوم، وفي أخلافه
خشونة. ورجل أخشن: شكس. وخشن صدره وبصدره. قال:
وخشنت
صدرا جيبه لك ناصح
وخشّن
كلامه معه. واستخشن مسه فأعرض عنه. وفلان خشن في دينه إذا كان متشدّداً فيه. وسنة
خشناء: قحطة. وأرض خشناء: فيها رمل وحجارة. يقال: أنبط بئره في خشناء من الأرض.
ولفلان سياسة خشناء. وكتيبة خشناء: كثيرة السلاح.
خ
ش يبالخشية ينال الأمن. وخشي الله. وخشي منه. " ولا يخشون أحداً إلا الله " ورجل خاش وخش
وخشيان. تقول: فلان خشيان. كأنه من خشيته خشيان. ومكان مخشي، وهذا المكان أخشى من
ذاك.
خ
ص بأخصب المكان وخصب: وقع فيه الخصب. ومكان مخصب وخصيب وخصب. وأخصب القوم.
ومن
المجاز: فلان خصيب الرجل: كثير خير المنزل، وعن الحسن " كانوا في الرحال مخاصيب
وفي الأثاث والثياب مقارب " . وفي الحديث " إن الله ليحب البيت الخصيب " .
خ
ص ردق خصره وخاصرته ومخصره، ودقت خصورهم وخواصرهم. ورجل مخصر ومخصور البطن. وخاصر
المرأة في البضع: قبض على خاصرتيها. وخاصره في الطريق. قال عبد الرحمن بن حسان:
ثم
خاصرتها إلى القبة الخض ... راء تمشي في مرمرٍ مسنون
وخرجوا
متخاصرين. واختصر الرجل وتخاصر: وضع يده على خصره. واختصر الكلام واختصر الطريق:
أخذ في أقربه. وهذا أخصر من ذاك وأقصر. واختصر الجزّ إذا لم يستأصل. واختصر
بالعصا: اعتمد عليها في مشيه. ونكت الأرض بالمخصرة وهي قضيب كان الملك يأخذه بيده،
يشير به ويصل به كلامه. قال حسان:
يصيبون
فصل القول في كل خطبة ... إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر
وتخصر
الملك به. قال سهم بن حنظلة:
خذها
أبا عبد المليك بحها ... وارفع يمينك بالعصا فتخصر
وخصر
يومنا، ويوم خصر. وثغر خصر: بارد المقبل. وخصرت أنامله من البرد، وأخصرها القر.
ومن
المجاز: هو تحت خصر قدمه وهو أخمصها. ودقق خصر نعلك، وقدم ونعل مخصرة. وأخذوا خصر
الرمل ومخصره: أسفله وما رق منه. قال الراعي:
إذا
الرمل لم يعرض له بخصوره ... تعسفن منه كل كبداء عاقر
وقال
زهير:
أخدن
خصور الرمل ثم جرعنه ... على كل قيني قشيب ومفأم
ولطف
خصر السهم وهو ما تحت الفوق.
خ
ص صخصّه بكذا واختصه وخصصه وأخصه، فاختص به وتخصص. وله بي خصوص وخصوصية. وهذا خاصتي، وهم خاصتي، وقد اختصصته
لنفسي. وعليك بخويصة نفسك. وهو يستخص فلاناً ويستخلصه. ونظرن من خصاص البيوت. وبدا
القمر من خصاصة الغيم. قال ذو الرمة:
أصاب
خصاصة فبدا كليلاً ... كلا وانغسل سائره انغلالا
وقال
أيضاً:
وجرت
بها الدقعاء هيف كأنما ... تسح التراب من خصاصات منخل
ومن
المجاز: أصابته خصاصة: خلة، واختص الرجل: اختل أي افتقر، وشددت خصاصة فلان: جبرت
فقره. وسمعت أهل السراة يقولون: رفع الله خصتك.
خ
ص فخصف النعل: أطبق عليها مثلها وخرزها بالمخصف. قال:
حتى
دفعت إلى فراخ عريزة ... فتحاء روثة أنفها كالمخصف
وحبل
خصيف، وأخصف: أبرق. قال العجاج:
أبدى
الصباح عن بريم أخصفا
وكتيبة
خصيف: لبياض الحديد وسواد الصدأ.
ومن
المجاز: خصف خرقة أو يده على عورته، واختصف بها: استتر. وهم يخصفون أقدام القوم
بأقدامهم، أي يتبعونهم فيطبقونها عليها. والخيل تخصف أخفاف الإبل بحوافرها. وعن
بعض العرب: احتثوا كل جمالية عيرانة، فمازالوا يخصفون أخفاف المطي بحوافر الخيل
حتى أدركوهم، أي ركبوا الإبل وجنبوا الخيل وراءهم. وقال مقاس العائذي:
أولى
فأولى بامريء القيس بعدما ... خصفنا بآثار المطيّ الحوافرا
وخصفت
فلاناً: أرببت عليه في الشتم. وخصف الشيب لمته: جعلها خصيفاً. قال:
دنت
حفظتي وخصف الشيب لمتى ... وخليت بالي للأمور الأباطيل
خ
ص ل
أخذ
من خصل الشعر، ومن خصل الشجر. وهي ما تدلى من أطرافه. وارتعدت فرائصه واضطربت
خصائله جمع خصيلة، وهي كل لحمة فيها عصب. وتخاصل القوم: تراهنوا في النضال. وإذا
وقع السهم بلزق القرطاس، سموا ذلك خصلة، فإذا غلب وتراهنوا حسبوا خصلتين بقرطة.
وأحرز فلان خصله إذا غلب.
ومن
المجاز: فيه خصلة حسنة وخصال وخصلات كرام.
خ
ص ماختصموا وتخاصموا، وهذا يوم التخاصم. وخاصمته فخصمته أخصمه. وكنا في خصومة
" وهو ألد الخصام " ورجل خصم " بل هم قوم خصمون " وهو خصمه
وخصيمه، وهم خصومه وخصماؤه. وأخصم صاحبه: لقنه حجته حتى خصم، وخاصمه مخاصمة. وضعه في
خصم الفراش وهو جانبه. وخذوا بأخصام الغرارة وهي جوانبها التي فيها العرى. وقال
الأخطل:
إذا
طعنت فيها الجنوب تحاملت ... بأعجاز جرّار تداعى خصومها
وأخذ
بخصم الراوية وعصمها فرفعها أي بطرفها الأسفل وطفرها الأعلى.
ومن
المجاز: قولهم في الأمر إذا اضطرب: لا يسد منه خصم إلا انفتح خصم آخر.
خ
ص يقال النابغة في الخنساء: إن لها أربع خصي. و " برئت إليك من الخصاء "
. وجاء كخاصي العير أي مستحياً لم يقض حاجته.
خ
ض بخضب شعره ويده بالخضاب، وكف خضيب، وبنان مخضب. وطلعت الكف الخضيب وهي نجم.
واختضب الرجل وتخضّب. وامرأة خضبة: كثيرة الاختضاب، وقد خضبت تخضب. وأعطني من مخاضب حنائك وهي خرق الخضاب.
وغسلت ثيابها في المخضب وهي الإجانة.
ومن
المجاز: ظليم خاضب: أكل الربيع فاحمرت ساقاه وقوادمه: وخضبت العضاه: اخضرت وتفطرت. وخضبت الأرض وأخضبت
وتخضبت: ظهر نبتها. وتقول: رأيت الأرض مخضبة، ويوشك أن تكون مخصبه.
خ
ض دخضد الشجر وخضّده: قطع شوكه. وسدر مخضود ومخضد وخضيد. واحتظر بالخضد وهو ما خضد
أي قطع من العيدان، وخضد العود فانخضد وتخضد: أي ثناه. وفي الحديث " في شجر
المدينة حرمتها أن تعضد أو تخضد " . وانخضدت الفواكه وتخضدت: حملت من موضع
إلى موضع فتكسرت، وقد خضدها الحمل. وقيل لأعرابي كان يعجبه القثّاء: ما يعجبك منه؟
قال: خضده أي تكسره. ومنه قول صبيان مكة في ندائهم على القثاء: العثري العثري، عثر
فتكسر.
ومن
المجاز: خضد البعير عنق البعير إذا قاتله. وهو يخضد خضداً إذا اشتد الأكل. قال
امرؤ القيس:
ويخضد
في الآري حتى كأنما ... به عرة أو طائف غير معقب
ورجل
مخضد. ورأى معاوية مسلمة بن عبد الملك بن مروان يأكل، فقال لعمرو بن العاص: إن ابن
عمك هذا لمخضد. وخضد الله شوكته.
خ
ض رأرض كثيرة الخضرة والخضر والخضراوات، وأنبتت خضراً أي نباتاً حسناً أخضر.
واختضر النبات: أكل أخضر، واختضرت الفاكهة: أكلت قبل إدراكها. وخضرت الشجر
واختضرته: قطعته أخضر. ونهى عن المخاضرة وهي بيع الثمر قبل بدو صلاحه.
ومن
المجاز: ما تحت الخضراء أكرم منه. وكتيبة خضراء لخضرة الحديد. وأباد الله خضراءهم:
شجرتهم التي منها تفرعوا. وشاب أخضر. وفلان أخضر: كثير الخير. وأخضر القفا: ابن
سوداء أو صفعان. وأخضر البطن: حائك. وأخضر النواجذ: حراث لأكله البقول. " وإياكم
وخضراء الدّمن " أي المرأة الحسناء في منبت سوء. والأمر بيننا أخضر: جديد لم
يخلق. والودة بيننا خضراء. قال ذو الرمة:
وقد
يرى فيها لعين منظر ... أتراب مي والوصال أخضر
وكنت
وراء الأخضر، ووراء خضير وخضارة وهو البحر. واستقى بالخضراء الفري وهي الدلو. وجن
عليه أخضر الجناحين، وطار عنا أخضر الجناحين وهو الليل. قال ساعدة بن عليّ بن طفيل:
وقلت
له إني أخاف مفازة ... عليك وملتجاً من الليل أخضرا
واخضرت
الظلمة: اشتد سوادها. قوال الفضل:
وأنا
الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة من بيت العرب
خ
ض ر موبحر خضرم: كثير الماء، وبئر خضرم. ورجل خضرم: كثير العطاء. ورجل مخضرم:
دعيّ. وناقة مخضرمة: جدع نصف أذنها، ومنه المخضرم: الذي أدرك الجاهلية والإسلام،
كأنما قطع نصفه حيث كان في الجاهلية.
خ
ض ضيقال للعاطل: ما عليها خضاض وخضض: وهو خرز للإماء أبيض. قال:
ولو
أشرفت من كفة الستر عاطلاً ... لقلت غزال ما عليه خضاض
وما
في الدواة خضاض: شيء من مداد. وخضخض الخنجر في بطنه. وخضخض السويق. "
والخضخضة خير من الزنا
" .
خ
ض عخضع لله خضوعاً واختضع. ورجل خضعة: يخضع لكل أحد. وظليم أخضع: أجنأ. وفي عنق الرجل والبعير خضع: تطامن. وقوم
خضع: ناكسو الرءوس. قال الفرزدق:
وإذا
الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار
وقال
خطار بن مزاحم:
ولسنا
بعيابين والعيب دقة ... ولا خضع الأبصار وسط المجالس
ورجل
أخضع: راض بالذل. قال العجاج:
وصرت
عبداً للبعوض أخضعا ... يمضي مص الصبيّ المرضعا
وقد
خضع من الذل. واختضع الصقر: طأمن رأسه للانقضاض. واختضع الفحل الناقة بكلكله إذا
أراد الضراب. وسمعت للسياط خضعه، وللسيوف بضعة؛ أي صوت وقع وصوت قطع. وسمعت خضيعة
بطن الفرس.
ومن
الكناية والمجاز: خضعت الإبل في سيرها: جدّت، وهن خواضع، لأنها إذا جدت طأمنت
أعناقها. قال جرير:
ولقد
ذكرتك والمطيّ خواضع ... وكأنهنّ قطا فلاة مجهل
وخضعت
الشمس والنجوم: مالت للمغيب، كما قيل ضرعت وضجعت. والنجوم خواضع وضوارع وضواجع.
خ
ض فقال: خضف الجمل.
ومن
المجاز: قولهم للرجل: قد خضف بها. وأنشد الرياشيّ:
إنا
وجدنا خلفاً بئس الخلف ... أغلق عنا بابه ثم حلف
لا
يدخل البواب إلا من عرف ... عبداً إذا ما ناء بالحمل خضف
خ
ض لخضل الشيء: ندي حتى ترشرش نداه، فهو خضل، واخضل فهو مخضل، وأخضله وخضّله:
ندّاه. وأخضلتنا السماء. واخضلّت لحيته بالدموع. وسنان خضل: ند من الدم. قال أبو
النجم:
ومجرب
خضل السنان إذا التقى ... رهج بخاطره الصدور ظماء
وبأرضهم
خضيلة وهي الروضة الغمقة. ونبات خضل: ناعم. ويومنا يوم خضلة وهي النعيم. قال مرداس
الدبيري:
إذا
قلت هذا اليوم يوم خضلة ... ولا شرز لاقيت الأمور البجاريا
وطلعت
الخضلة وهي قوس قزح.
ومن
المجاز: درة خضلة: صافية كأنها قطرة ماء. وخضلة الرجل: امرأته، كما يقال طلّته.
خ
ض ميخضمون ونقضم، أي يأكلون بأقصى الأضراس، ونحن بمقدّمها. وبحر خضم: كثير الماء.
ومن
المجاز: رجل خضم: جواد، ورجال خضمون. وفرس خضم: ذو أجاري. وسيف خضم: كثير الماء.
ومسن خضم: ذو جوهر وماء. قال أبو وجزة يصف نصلاً:
حري
موقعة ماج البنان بها ... على خضم يسقى الماء عجاج
واختضموا
الطريق: قطعوه. واختضم السيف العظام: مر فيها وقطعها. قال:
إن
القساسيّ الذي يعصى به ... يختضم الدارع في أثوابه
فيما
يشتمل عليه من كم الدرع، وهو السيف المنسوب إلى قساس: جبل فيه معدن حديد.
خ
ض نبات يخاضنها: يغازلها.
خ
ط أأخطأ في المسئلة وفي الرأي. وخطيء خطأ عظيماً إذا تعمد الذنب " وما كنا خاطئين
" ويقال: لأن تخطيء في العلم خير من أن تخطيء في الدين، وقيل هما واحد. وفي
مثل: " مع الخواطيء سهم صائب " وقال امرؤ القيس:
يا
لهف هند إذ خطئن كاهلاً ... القاتلين الملك الحلا حلا
خير
معد حسباً ونائلاً
والغالب
في الاستعمال الأول. وتقول: إن أخطأت فخطّئني، وإن أسأت فسوّيء عليّ وسوّئني؛
وتخطّأت له بالمسئلة وفي المسئلة أي تصدّيت له طالباً لخطئه.
ومن
المجاز: لن يخطئك ما كتب لك. وما أخطاك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك.
وأخطأ المطر الأرض: لم يصبها. ويوم خاطيء النوء. وخطّأ الله نوءك أي لا ظفرت
بحاجتك. قال:
وإذا
السنون الدبس خطّيء نوءها ... وترومق النمر الغرور الكاذب
أي
ترامقت العيون السحاب النمر. وتخاطأته النبل: تجاوزته. قال القطاميّ:
أهل
المدينة لا يحزنك شأنهم ... إذا تخاطأ عبد الواحد الأجل
وتخطأته. وناقتك هذه من المتخطّئات الجيف، أي تمضي
لقوتها وتخلف وراءها التي سقطت من الحسري. واستخطأت الناقة: لم تحمل سنتها. وخطأت
القدر بزبدها عند الغليان: قذفت به.
خ
ط ب
خاطبه
أحسن الخطاب، وهو المواجهة بالكلام. وخطب الخطيب خطبة حسنة. وخطب الخاطب خطبة
جميلة. وكثر خطّابها.
وهذا
خطبها، وهذه خطبه وخطبته. وكان يقوم الرجل في النادي في الجاهلية فيقول: خِطْب،
فمن أراد إنكاحه قال: نكحٌ. واختطب القوم فلاناً: دعوه إلى أن يخطب إليهم، يقال:
اختطبوه فما خطب إليهم. وحمار أخطب: بين الخطبة، وهي غبرة ترهقها خضرة. وتقول له:
أنت الأخطب البين الخطبة، فتخيّل إليه أنه ذو البيان في خطبته، وأنت تثبت له
الحمارية. وناقة خطباء. وحمامة خطباء القميص. وامرأة خطباء الشفتين. وحنظلة خطباء.
وأمر من الخطبان، وهو جمع الأخطب، كأسود وسودان. والمرض والحاجة خطبان، أمرّ من
نقيع الخطبان.
ومن
المجاز: فلان يخطب عمل كذا: يطلبه. وقد أخطبك الصيد فارمه، أي أكثبك وأمكنك وأخطبك
الأمر، وهو أمر مخطب، ومعناه أطلبك من طلبت إليه حاجة فأطلبني. وما خطبك: ما شأنك
الذي تخطبه، ومنه هذا خطب يسير، وخطب جليل. وهو يقاسي خطوب الدهر.
خ
ط رهو على خطر عظيم، وهو الإشراف على شفا هلكة. وقد ركبوا الأخطار. وخاطر بنفسه وبقومه، وأخطر
بهم. وقد خطر الفحل بذنبه عند الصيال، كأنه يتهدّد، وتخاطرت الفحول بأذنابها
للتصاول. وناقة خطّارة:
تحرك
ذنبها إذا نشطت في السير.
ومن
المجاز: خاطره على كذا: راهنه، وتخاطروا عليه. ووضعوا لهم خطرا. وقد أحرز فلان
الخطر. وأخطر ماله: جعله خطرا. ورجل خطير، وقوم خطيرون، وله خطر، ولهم أخطار. وقد
خطر الرجل، وأخطره الله. وخطر الرجل برمحه إذا مشى به بين الصفين كما يخطر الفحل.
قال:
عليّ
من الأعداء درع حصينة ... إذا خطرت حولي تميم وعامر
ورجل
خطار بالرمح، وقوم خطّارون بالرماح. قال:
مصاليت
خطارون بالسمر في الوغى
ورجل
خطّار: مهتز. قال الطرماح:
وهم
تركوا مسعود نشبة مسنداً ... ينوء بخطّار من الخط مارن
نشبة
حيّ من بني مرة. وهو يخطر بيده في مشيه. ومسك خطّار: نفّاح. قال الراعي:
أتتنا
خزامى ذات نشر وحنوة ... وراح وخطّار من المسك ينفح
وروي
خطّام. ورأيته يخطر بأصبعه إلى السماء إذا حركها في الدعاء. وخطر الدهر من خطرانه،
كما تقول ضرب الدهر من ضربانه. وخطر ذاك ببالي وعلى بالي. وله خطرات وخواطر، وهو
ما يتحرك في القلب من رأي أو معنى. وما لقيته إلا خطرة، وما ذكرته إلا خطرة بعد
خطرة تريد الأحيان. والإبل ترعى خطرات الوسمي، وهي المطرة بعد المطرة.
خ
ط طخطّ الكتاب يخطه. " ولا تخطه بيمينك " وكتاب مخطوط. واختط لنفسه داراً
إذا ضرب لها حدوداً ليعلم أنها له. وهذه خطّه بني فلان وخططهم. وجاء فلان وفي رأسه
خطة. وإن فلاناً ليكلفني خطة من الخسف. وتلك خطة ليست من بالي. وعلى ظهر الحمار خطتان أي
جدّتان. والخطة من الخط، كالنقطة من النقط. وطعنه بالخطية. وتطاعنوا برماح الخط.
والقنا الخطي.
ومن
المجاز: فلان يبني خطط المكارم. وخططت بالسيف وسطه. وخط المرأة: جامعها. وخط وجهه واختط، إذا امتدّ شعر لحيته على
جانبيه. وغلام مختط. وأتانا بطعام فخططنا فيه خطاً، إذا أكلوا شيأ يسيراً. وجاراه
فما خطّ غباره. قال النابغة:
أرأيت
يوم عكاظ حين لقيتني ... تحت العجاج فما خططت غباري
وخط
له مضجعاً إذا حفر له ضريحاً. قال:
وخطّا
بأطراف الأسنة مضجعي ... وردّا على عينيّ فضل ردائيا
والزم
الخطّ أي الطريق. وفي الأرض خطوط من كلأ وشرك، أي طرائق، جمع شراك. ويقولون: إن الإبل لترعى خطوط الأنواء.
وخطط عليه ذنوبه وسطرها.
خ
ط فخطف الشيء واختطفه وتخطفه. ولص خطّاف. وباز مخطف. وأخطفه المرض: خف عليه فلم
يضطجع له. قال:
وما
الدهر إلا صرف يوم وليلة ... فمخطفة تنمي ومقصعة تصمي
واختطفت
عنه الحمى: أقلعت. وما من مرض إلا وله خطفة أي خفة. وأخطف الرامي: أخفق. وأخطف
السهم: أشوى. وسهام خواطف: خواطيء. قال:
وريطة
فتيان كخاطف ظله ... جعلت لهم منها خباء ممدّدا
وهو
طائر يحسب ظله صيداً فينقض عليه يريد اختطافه. واختطف لي فلان من حديثه شيأ ثم
سكت، إذا أخذ يحدّثك ثم بدا له فسكت.
ومن
المجاز: البرق يخطف البصر. والشيطان يخطف السمع. وعلقته خطاطيفه أي مخالبه. قال:
إذا
علقت قرناً خطاطيف كفه ... رأى الموت في عينيه أسود أحمرا
وهذا
سيف يخطف الرأس.
خ
ط لأذن خطلاء: طويلة مسترخية. وثلة خطل.
ومن
المجاز: رمح خطل: مضطرب. وسهم خطل: يذهب يميناً وشمالاً لا يقصد قصد الهدف. ورجل
خطل اليدين: خضل بالمعروف. وثوب خطل: طويل ينسحب بالأرض، وقيل هو الجافي الغليظ.
وخرج الصائد في أخطال له وأسمال. وفي خطوه خطل: بعد وطول. قال القطامي:
حتى
ترى الحرة الوجناء لاغبةً ... والأرحبي الذي في خطوه خطل
ورجل
خطل وأخطل: أحمق. ومنطق خطل: مضطرب. وفي كلامه خطل، وخطل في كلامه وأخطل. ودهر أخطل. وامرأة خطلاء الثديين، ونسوة
خطل. وأرى في مشيته خطلاً: ضعفاً واختلافاً. وامرأة خطالة: ذات ريبة.
خ
ط موضع على البعير خطامه، وعلى الإبل خطمها. وخطم البعير، وخطم الإبل. وضرب خطم
البعير ومخطمه.
ومن
المجاز: ضرب الرجل على خطمه ومخطمه. وعفّروا مخاطمهم. وطير عقف المخاطم، وهي
المناقير. وخطم قوسه بخطامها: وترها بوترها، وأخذ قوساً فخطمها بوتر. وخطم أنفه: ألزق به عاراً ظاهراً. قال أوس:
يجود
ويعطي المال من غير ضنة ... ويخطم أنف الأبلخ المتغشم
وخطمه
باللوم وعذّره. قال الجعدي:
إذا
أدلج السعدي أدلج سارقاً ... وأصبح مخطوماً بلوم معذرا
ومسك
خطام: حديد الريح، كأنه يخطم الأنوف. وخطم أنف الرمل: استقبله جازعاً. قال ذو
الرمة:
إذا
حبا من أنف رمل منخر ... خطمته خطماً وهنّ عسر
وخطم
بلحية إذا صارت في خديه، وخطمته لحيته. قال النمر بن تولب:
ألست
بشيخ قد خطمت بلحية ... فتقصر عن جهل الغرانقة المرد
وفلان
خاطم أمر بني فلان: قائدهم ومدبر أمرهم. وأقبل خطم الليل وأنفه. قال مزاحم:
على
خطم جون قد بدا من ظلامه ... غطاء يكف الناظرات بهيم
خ
ط وخطا خطوة واحدة، وخطوة واسعة، وهو فسيح الخطا، وبعيد الخطا.
ومن
المجاز: تخطاه المكروه، وتخطيت إليه بالمكروه. وبين القولين خطًى يسيرة، إذا كانا
متقاربين. وقرب الله عليك الخطوة، فانصرف إلى أهلك، أي المسافة.
خ
ف تخفت صوته خفوتاً، وصوته خافت وخفيت. وخفت الرجل: سكت فلم يتكلم. وأخذه السكات
والخفات: السكوت. ومنطقه خفات. وخافت بقراءته، " وهم يتخافتون " ويقال للميت: قد
خفت إذا انقطع كلامه.
ومن
المجاز: زرع خافت: ميت. وفي الحديث: " مثل المؤمن الضعيف مثل خافت الزرع
" ومات خفاتاً: فجأة. وامرأة خفوت لفوت: تأخذها العين مادامت وحدها، فإذا
صارت بين النساء غمرنها، واللفوت النمامة.
خ
ف رخفرت فلاناً وخفرت به وخفرته: أجرته. قال:
يخفرني
سيفي إذا لم أخفر
وخفر
بعهده: وفى به. وأخفرته: نقضت عهده. وأخفرته: جعلت معه خفيراً. وتخفرت به: استجرته. وأنا خفيره، ونحن خفراؤه. وكان
فلان لي خفيراً، فضعت في خفرته وخفارته. ويقول المخفور لخفيره: وفت خفرتك وخفارتك
إذا لم يسلمه. ويقال هذا خفرتي أي خفيري: بمعنى ذو. وهو خفير بين الخفارة. وأعط
الخفير خفارته وهو ما جعل له، كالعمالة والبشارة. وخفرت على بني فلان فأدّوا
خفارتي إذا حميت رجلاً، فلم ينقضوا حمايتك ولم يتعرضوا له. قال ابن مقبل:
خفرت
على قيس فأدوا خفارتي ... فوارس منهم غير ميل ولا عسر
خ
ف شرجل أخفش، وبه خفش وهو صغر العينين وضعف البصر، وقد خفشت عينه.
خ
قال: ض خفض الشيء ورفعه فانخفض. وهو في حال رفعة وحال خفضة. وختن الغلام، وخفضت
الجارية. وفلانة خافضة. ونعمت الخافضة! وخفض رأس البعير إلى الأرض. قال:
يكاد
يستعصي على مخفضه
ومن
المجاز: خفض صوته ورفعه. وكلام مخفوض وخفيض. وخفض له جناحه: تواضع له. ولفلان جناح
مخفوض وخفيض. وهو منقاد لك خافض الجناح. وهو خافض الطير، وواقع الطير، وساكن
الطير: وقور. وخفضت الإبل: نقيض رفعت إذا لان سيرها، ولها خفض ورفع، ومخفوض
ومرفوع. وخفض عليك:
هون
الأمر على نفسك وسهله. قال:
وخفض
عليك القول واعلم بأنني ... من الأنس الطاحي عليك العرمرم
وأرض
خافضة السقيا، ورافعة السقيا أي سهلة السقي وصعبته، ومنه خفض عيشه سهل ووطؤ يخفض
خفضاً: وهو في خفض من العيش ومخفوض وخفيض: بارد. قال:
قليلة
لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد
وقولهم:
عيش خافض، كعيشة راضية. ومازالت تخفضني أرض وترفعني أرض حتى وصلت إليكم.
خ
ف فخف الشيء خفة، فهو خفيف وخفاف وخف. وخف الميزان: شال. وشيء خف: خفيف المحمل.
وخففه، وخفف عنه. واستخفه: استفزه. و " خفوا على الأرض " يعني في السجود
حتى لا يؤثر الاعتماد بالجبهة. " وإذا سجدت فتخاف " وتخففوا تلحقوا. وكأنهم ليوث خفان، وهي أجمة في سواد
الكوفة. وسمعت خفخفة الكلاب وهي صوت أكلها.
ومن
المجاز: خفت حاله ورقت. وأخف فلان: صار خفيف الحال. وأقبل فلان مخفاً. وفاز
المخفون. وفي الحديث: " إن بين أيدينا عقبة كؤداص لا يجوزها إلا المخف "
وخف القوم عن أوطانهم خفوفاً. وهو خفيفالعارضين. وهو خفيف، وفيه خفة وطيش. وخفيف
الروح: طريف. وخفيف القلب: ذكيّ. وخف فلان على الملك إذا قبله واستأنس به. وغلام
خف: جلد. وخف فلان في عمله وفي خدمته. وخف فلان لفلان: أطاعه. وخفت الأتن للفحل: ذلت له
وانقادت. واستخفه الهم والفزع، واستخف به: استهان به. وماله خف ولا حافر ولا ظلف.
وجاءت الإبل على خف واحد، وعلى وظيف واحد إذا نبع بعضها بعضاً كالقطار. ووقعن في
خف من الأرض وهو أطول من النعل.
خ
ف قخفق فؤاده خفوقاً وخفقاناً. وخفق العلم. وأعلامهم تخفق وتختفق. وخفق الطائر بجناحيه: صفق
بهما. وخفق البرق، وخفقت الريح، وخفق السراب. وخفق الأرض بنعله، وخفق نعله
تخفيقاً. وخفقه بالدرة خفقة وخفقات وهي المخفقة. وضربه بالمخفق وهو السيف العريض.
وفلان يقيم المخفق مقام المخفقة. وأخفق بثوبه: لمع به. وأخفق الغازي والصائد: لم يظفرا.
قال يصف فرساً:
فيخفق
تارة ويفيد أخرى ... ويفجأ ذا الضغائن بالأريب
ولقي
خفقاً. قال الطرماح:
أو
يصادف خفقاً
يصفهم
بعتيق الخثل دون الطعام.
وفرس
خفيق: سريعة. وامرأة خفاقة الحشا: خميصة. ورجل خفاق القدم: عريضها. وخفق النجم:
غاب. وخفق خفقة ثم انتبه أي نعس نعسة. وما بين الخافقين مثله.
خ
ف يخفا البرق: لمع بضعف خفواً وخفواً. وأخفيت الشيء، وخفي الشيء واختفى واستخفى
وتخفى: استتر. وهو يخفي صوته. وأمر خاف وخفي. والله عالم الخفيات والخفايا. ولا
يخفى عليه خافية. وبرح الخفاء: زالت الخفية فظهر الأمر. وفعل ذلك في خفية. وهو أخف
من الخافية. وليس القوادم كالخوافي. وعرف ذلك البشر والخافي وهم الجن. وأصابته ريح
من الخوافي. وهو من أسود خفية. وإذا حسن من المرأة خفياها حسن سائرها وهما صوتها
وأثر وطئها، لأن رخامة صوتها تدل على خفرها، وتمكن وطئها يدل على ثقل أوراكها
وأردافها. وخفي الشيء الخفيّ واختفاه: أخرجه. يقال: خفيت الخرزة من تحت التراب.
واختفى النباش الكفن.
خ
ل بخلبه بمنطقه خلابة، واختلبه اختلاباً. وامرأة خلاّبة وخلوب. وفلانة قلبت قلبي،
وخلبت خلبي؛ وهو حجاب الكبد. وهو خلب نساء.
ومن
المجاز: برق خلب: لا غيث معه. قال:
لم
يكُ معروفك برقاً خلباً ... إن خير البرق ما الغيث معه
وأنشب
فيه خالبه إذا تعلق به.
خ
ل جخلج الشيء من يده: نزعه. وأخذت بيده فخلجته من بين أصحابه. وخلج الطاعن رمحه من
المطعون. قال:
ينوء
بصدره والرمح فيه ... ويخلجه خدب كالبعير
ومر
برمحه مركوزاً فاختلجه أي انتزعه. وخالجته الشيء: نازعته إياه. وإذا عزل الفحل عن
الشول قبل أن يفدر، قيل: خلج، وإذا عزل بعد ما يفدر، قيل: عدل. وتقول: ما البحار كالخلجان، ولا اللؤلؤ
كالمرجان.
ومن
المجاز: خلجت المرأة ولدها: فطمته، كما يقال: جذبته. ويقال: لا تخلج الفصيل عن
أمه، فإن الذئب عالم بمكان الفصيل اليتيم، أي لا تفرده عنها فإنه إذا رآه وحده
أكله. ويقال للميت: اختلج
من بينهم فذهب به. ورجل مختلج: نقل عن ديوان قومه إلى ديوان آخرين فنسب إليهم.
وأردت أن أزورك فخلجني بعض الأشغال. وخلجتني الخوالج. وخالجني هم. واحتضره الهم
وتخالجه الشوق. قال عمر بن أبي ربيعة:
إن
المحب إذا تخالجه ... شوق كذاك الهم يحتضره
وتخالجته
الهموم: تجاذبته، هم في ناحية وهم في أخرى. وتخالج في صدره شيء. وخلج حاجبيه
وعينيه: حركهما. قال أبو عبيدة:
يكلمني
ويخلج حاجبيه ... لأحسب عنده علماً قديماً
وخلجت
عينه وحاجبه واختلجا. وفي مثل: " أبشر بما سرك عيني تختلج " وخلجتني
فلانة بعينها: غمزتني لميعاد تضربه أو أمر تحاوله. والمجنون يتخلج في مشيته: يتفكك ويتمايل، كأنه يجتذب شيئاً. وجاء
فلان بمخلوجة أي ببزلاء خلجت من بين الآراء لصحتها وإحكامها. قال الحطيئة:
وكنت
إذا دارت رحى الحرب رعته ... بمخلوجة فيها عن العجز مصرف
خ
ل دخلد بالمكان وأخلد: أطال به الإقامة. وما بالدار إلا صم خوالد وهي الأثافي.
وخلد في السجن، وخلد في النعيم: بقي فيه أبداً خلوداً. وخلداً. وخلده الله وأخلده.
ومن
المجاز: فلان مخلد: للذي أبطأ عنه الشيب، والذي لا تسقط له سن، لإخلاده على حالته
الأولى وثباته عليها. وقيل: هو بفتح اللام، كأن الله أخلده عليها. وأخلد إلى
الأرض: اطمأن إليها وسكن.
خ
ل سخلس الشيء من يده واختلسه، وأسرع من قبلة الخلس، وطعنة خلس، ولا قطع في الخلسة،
وأخذها بين الحذيّا والخلسة، وهذه خلسة فانتهزها أي فرصة. وخالسته الشيء وتخالساه،
والقرنان يتخالسان نفسيهما. قال أبو ذؤيب:
فتخالسا
نفسيهما بنوافذ ... كنوافذ العبط التي لا ترقع
وشعر
خليس ومخلس، وقد خلس وأخلس: اختلط شمطه وسواده.
ومن
المجاز: نبات خليس ومخلس: اختلط يابسه وأخضره، ومنه الدجاج الخلاسي الذي بين
الهندي والفارسي، والولد الخلاسي الذي بين أبوين أسود وأبيض.
خ
ل صخلص الشيء خلوصاً فهو خالص، وخلصته: صفّيته. واستخلص الشيء لنفسه. وياقوت
متخلص: متنقي. وهذه خلاصة السمن أي ما خلص منه.
ومن
المجاز: أخلص له المودة، وأخلص لله دينه، وخلّص لله دينه، وهو عبد مخلص ومخلص.
وخالصته. الود وخالص الله دينه. ويقال: خالص المؤمن وخالق الكافر. وتخالصوا. وهو خالصتي وخلصاني، وهؤلاء
خلصاني، وهذا الشيء خالصة لك. ونطق بشهادة الإخلاص وهي كلمة الشهادة. وهذا ثوب
خالص إذا كان صافي البياض. وعليه قباء أزرق خالص البطانة: أبيضها. قال الذبياني:
يصونون
أجساماً قديماً نعيمها ... بخالصة الأردان خضر المناكب
وخلص
من الورطة خلاصاً: سلم منها سلامة الشيء الذي يصفو من كدره، وتخلّص منها. وتخلّص الظبي والطائر من الحبالة. وخلّصه
الله. وخلّص الغزل الملتبس. وخلص بنفسه. والزبد خلاص اللبن أي منه يستخلص، بمعنى
يستخرج. وخلص من القوم:
اعتزلهم.
وخلص إليهم: وصل. وخلص إليه الحزن والسرور.
خ
ل طخلط الماء بالشراب، وخالطه الماء وخلّطه واختلط به. وجمع أخلاط الدواء، الواحد
خلط. وعلفته الخليط وهو
تبن وقتٌّ مختلطان. وهو يبيع مخلط خراسان.
ومن
المجاز: خالطت فلاناً، وهو خليطي، وهم الخليط المجاور. قال الطّرماح:
بان
الخليط بسحرة فتبدّدوا ... والدار تسعف بالخليط وتبعد
وهو
خليطه في التجارة وفي الغنم أي شريكه. وبينهما خلطة. وهم خلطاؤه. ورجل مخلط مزيل.
واختلط القوم في الحرب وتخالطوا: تشابكوا. وخالط الذئب الغنم. وهو في تخليط من أمره. وجمع ماله من تخاليط. وخالط
المرأة خلاطاً، وخالط الفحل الناقة، واستخلط الفحل، وأخلطه صاحبه: أدخل قضيبه في
الحياء. وخالط الدواء جوفه. وخالطه السهم. وخولط في عقله واختلط. ورجل خلط: يتحبب
إلى الناس ويختلط بهم، وقد خالطهم وخالفهم. قال طرفة:
خالط
الناس بخلق واسع ... لا تكن كلباً على الناس تهرّ
خ
ل عخلع الرجل ثوبه ونعله. وخلع الفرس عذاره. وخلع عليه إذا نزع ثوبه وطرحه عليه.
وكساه الخلعة والخلع. وشواء مخلع: خلعت عظامه. وتزوّدوا الخلع وهو اللحم تخلع
عظامه ثم يطبخ ويبزّر.
ومن
المجاز: خلع فلان رسنه وعذاره فعدا على الناس بشرّ: وخلع دابته في الجشر: أرسله.
وخلع الوالي العامل، وخلع الخليفة، وقيل للأمين المخلوع. وخالعت فلانة بعلها،
واختلعت منه، وهي خالع ومختلعة، وخلعها زوجها. وفي الحديث " المختلعات هنّ
المنافقات " وهن اللواتي يخالعن أزواجهن من غير مضارة منهم، ونساء خوالع. قال
ذو الرمة:
إذا
الصبح عن ناب تبسم شمنه ... بأمثال أبصار النساء الخوالع
وكان
الرجل في الجاهلية إذا غلبه ابنه أو من هو منه بسبيل جاء به إلى الموسم ثم نادى
" يا أيها الناس هذا ابني فلان وقد خلعته فإن جرّ لم أضمن، وإن جرّ عليه لم
أطلب " يريد قد تبرأت منه. ثم قيل لكل شاطر خليع. وقد خلع خلاعة، وهي خليعة.
" ونخلع ونترك من يفجرك " أي نتبرأ منه. واختلعوا ماله: أخذوه. وتخالعوا: تناكثوا العهود بينهم. وخالعه:
قامره لأن المقامر يخلع مال صاحبه. وفلان مخلع: مجنون وبه خولع مثل أولق. والمجنون
يتخلع في مشيته:
يتفكك.
قال:
ثم
انتحى يحضر في العراء ... تخلع المجنون في الكساء
خ
ل فخلفه: جاء بعده خلافة، وخلفه على أهله فأحسن الخلافة. ومات عنها زوجها فخلف
عليها فلان إذا تزوجها بعده. وخلفه بخير أو شرّ: ذكره به من غير حضرته. وخلفه:
أخذه من خلفه. وخلف له بالسيف: جاءه من خلفه فضرب عنقه به. وهو خلف صدق من أبيه وخلف سوء. وأخلف الله عليك:
عوضك مما ذهب منك خلفاً.
وخلف
الله عليك: كان خليفة من كافلك. وفلان مخلف متلف ومخلاف متلاف. وجلست خلاف فلان
وخلفه أي بعده. وخالف عن أمره " فليحذر الذين يخالفون عن أمره " وخالفه إلى كذا
" أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه " قال زهير:
طباها
ضحاءً أو خلاءً فخالفت ... إليه السباع في كناس ومرقد
أي
إلى ولد المسبوعة. وقال أيضاً:
غفلت
فخالفها السباع فلم تجد ... إلا الإهاب تركنه بالمرقد
ولما
رأى العدو أخلف بيده إلى السيف أي ضرب بها إليه فاستله. ومن أين خلفتكم. ومن أين تخلفون أو تستخلفون أي تستقون.
وغزوهم والحيّ خلوف أي رجالهم غيب ليس منهم إلا من يستقي الماء. وفلان يلبس الخليف
وهو الثوب يبلي وسطه فيخرج ويلفق طرفاه، وخلفت الثوب، وأخلف ثوبك و " الليل
والنهار خلفةً " يخلف أحدهما الآخر. وأثبت الله الخلفة وهي النبات بعد النبات
والثمر بعد الثمر.
وأخلف
الشجر. وأخلف الطائر: نبت له ريش بعد الريش. وبقيت في الحوض خلفةٌ من ماء: بقية
بعد ذهاب معظمه. وعلينا خلفة من النهار. بقية منه. ونتاج فلان خلفة: عاماً ذكرو
وعاماً إناث. وولده خلفة: ذكور وإناث. وأخذته خلفة: اختلاف إلى المتوضّأ. ورجل مخلوف. وأخلفني موعده،
وأخلفت موعده: وجدته مخلفاً. وله خلفة وخلفات: نوق حوامل، وبعير مخلف: بعد البازل.
ومن
المجاز: ناقة مخلفة: ظن بها حمل ثم لم يكن: ونوق مخاليف. وأخلفت النجوم والشجر: لم
تمطر ولم تثمر. وخلف اللبن: تغيّر ومعناه خلف طيبه تغيره. وخلف فوه خلوفاً. وخلف
فلان عن خلق أبيه. وخلف عن كل خير: تحول وفسد. وهو خالفه أهل بيته أي فاسدهم
وشرّهم، وما أدري أي خالفة هو. ودرّت لفلان أخلاف الدّنيا.
خ
ل قخلق الخرّاز الأديم، والخيّاط الثوب: قدّره قبل القطع، واخلق لي هذا الثوب.
وصخرة خلقاء: ملساء. وخلق الثوب خلوقة، واخلولق، وأخلق. وأخلقت الثوب: لبسته حتى
بلي، وثوب خلق وملاءة خلق، وجاء في أخلاق الثياب وخلقانها. وخلّق القدح: ملسه،
يكون نضباً أولاً فإذا بريَ وملّس فهو مخلّق. وهذا رجل ليس له خلاق أي حظ من
الخير. وخلقه بالخلوق فتخلق.
ومن
المجاز: خلق الله الخلق: أوجده على تقدير أوجبته الحكمة، وهو رب الخليقة والخلائق.
وامرأة خليقة: ذات خلق وجسم. ورجل مختلق: حسن الخلقة، وامرأة مختلقة. ويقال للفرس
ربما أجاد الأحذّ من الحضر وليس بمختلق. وله خلق حسن وخليقة وهي ما خلق عليه من
طبيعته وتخلّق بكذا. وخالق الناس ولا تخالفهم. وهو خليق لكذا: كأنما خلق له وطبع عليه، وهم خلقاء
لذلك، وقد خلق خلافة.
وخلق
الإفك واختلقه. ويقال للسائل: أخلقت وجهك. وأخلق شبابه: ولَّى. وضربه على خلفاء
جبهته أي على مستواها وسحبوا على خلقاوات جباههم.
خ
ل ل
هو
خليلي وخِلّي وخلّتي وهم أخلائي وخلاني، وبيننا خلة قديمة. وتقول: إذا جاءت الخلة
ذهبت الخلة. وخاللته مخالّة وخلالاً. وفيه خلل. وقد اختل المكان. والودق يخرج من
خلل السحاب ومن خلاله. وهذه خلة صالحة. وفيه خلال حسنة. ورعت الإبل الخلة، واختلّت
وسلّوا السيوف من الخلل وهي الجفون. وخلل أسنانه، وتخلل، وأكل خلالته. وخلل
أصابعه. ودعا فخلّل أي خص. وخلّلت الخمر: صارت خلاً. وخلّ الثوب: شكّه بالخلال وهو ما يخلّ
به من عود أو حديدة:
وأخلّ
بمركزه: تركه. وأخلّ بقومه: غاب عنهم. وتخلّلَ الثوب: بلي ورقّ.
ومن
المجاز: اختلّ: افتقر. ونزلت به خلّة. واختللت إليه: احتجت. واقسم هذا المال في
الأخلّ فالأخلّ وهو الأفقر. واختل أمره. وبدا فيه خلل. وما فلان بخلّ ولا خمر أي
ليس بشيء. وخمر خلة: حامضة.
خ
ل وخلا المكان خلاءً، وخلا من أهله، وعن أهله، وخلوت بفلان وإليه ومعه خلوة، وخلا
بنفسه: انفرد.
واستخليت
الملك فأخلاني أي خلا معي، وأخلي لي مجلسه. وخلا لك الجوّ. ومكان خلاء، وبات في
البلد الخلاء، والأرض الفضاء، وهو خلوٌ من هذا الأمر، وهي خلوة، وهم أخلاء، وهو
خليٌّ من الهم، وهي خليّة منه، وهم خليّون، وهن خليات. وخلوت على اللبن وعلى اللحم
إذا أكلته وحده ليس معه غيره من تمر أو خبز. وخليته وخلّيت عنه: أرسلته. وخليت
فلاناً وصاحبه. وخلّيت بينهما. وخاليته مخالاة: وادعته. وتخلّى من الدنيا وخالاها مخالاة، وما أحسن مخالاتك
الدنيا! وخلا شبابك: مضى. وهو من القرون الخالية. وتقول: كان ذلك في القرون
الأوالى، والأمم الخوالى؛ وافعل ذلك وخلاك ذمّ. وما أردت مساءتك خلا أني وعظتك.
والعسل في الخلية وفي الخلايا. وعلفته الخلى وهو الحشيش. واختليته: اجتززته. وخليت دابتي: حششت له وملأت له
المخلاة، وعلقوا على دوابهم المخالي. والمخلاء في المخلاة وهو ما يقطع به الخلى:
وأخليت الدابة:
علفته
الخَلَى.
ومن
المجاز: خَلّى فلان مكانه: مات. ولا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء. وخلّى سبيله:
تركه. وخلا به: سخر منه وخدعه لأن الساحر والخادع يخلوان به يريانه النصح
والخصوصية. وأخلى الفرس اللجام: ألقمه إياه إلقام الخلى. قال ابن مقبل:
تمّطيت
أخليه اللجام وبذّني ... وشخصي يسامى شخصه وهو طائله
وفلان
حلو الخلى إذا كان حسن الكلام. قال كثير:
ومحترش
ضب العداوة منهم ... بحلو الخلى حرش الضباب الخوادع
وأخلى
القدر: أوقد تحتها بالبعر كأنه جعله خلًى لها. قال الراعي:
إذا
أخليت عود الهشيمة أرزمت ... حناجرها حتى نبيت نذودها
وما
كنت خلاةً لموعد. قال الأعشى:
وحوليَ
بكر وأشياعها ... فلست خلاة لمن أوعدن
وهذا
سيف يختلي الأيدي والأرجل. قال:
كأن
اختلاء المشرفيّ رءوسهم ... هويّ جنوب في يبيس محرق
خ
م دنار خامدة وقد خمدت خموداً: سكن لهبها وذهب حسيسها، وللنار وقدة، ثم خمدة.
ومن
المجاز: خمدت الحمّى: سكنت. وخمد فلان: مات أو أغمي عليه " فإذا هم خامدون " .
خ
م رخامر الماء اللبن: خالطه. وخمرّتها: ألبستها الخمار فتخمرت واختمرت، وهي حسنة
الخمرة: وخمرت العجين والنبيذ فاختمر. وجعل فيه الخمرة والخمير والخميرة. ووجدت
خمرة الطيب: رائحته. وسارّه فخمر أنفه. وصلّى على الخمرة وهي سجّادة صغيرة.
ومن
المجاز: خامرت فلاناً: خالطته. وخامرت المكان: لم أبرحه. وخمر شهادته: كتمها. وشاة
مخمرة: بيضاء الرأس. واجعل هذا السر في سر خميرك أي استره.
خ
م سغزاهم الخميس. والخمس شر الأظماء. وخمست القوم: أخذت خمس أموالهم وكنت لهم خامساً، وخمست ما لهم:
أخذت خمسه. وثوب مخموس وخميس. ورمح مخموس: طوله خمسة أذرع. وحبل مخموس: فتل من خمس
قوًى.
خ
م شخمش وجهه. وبوجهه خموش، ولا يستعمل إلا في الوجه. قال:
هاشم
جدّنا فان كنت غضبي ... فاملئي وجهك الجميل خموشاً
وأسهرني
الخموش أي البعوض. وبينهم خماشات وهي الجراحات التي لا أرش فيها.
ومن
المجاز: عند فلان خماشات ذحل أي بقاياه قال ذو الرمة:
رباع
لها مد أورق العود عنده ... خماشات ذحل ما يراد امتثالها
خ
م ص
خمص
بطنه بثلاث لغات خمصاً، وهو خميص البطن، وهي خميصة البطن، وهو خمصان، وهي خمصانة،
وهو خميص البطن من الجوع، وهم خماص وهنّ خمائص. وأصابتهم مخمصة وخمص وخمصة. قال
حاتم:
يرى
الخمص تعذيباً وإن نال شبعة ... يبت قلبه من قلة الهم مبهماً
وليس
للبطنة خير من خمصة تتبعها. ولبس خميصة وهي كساء أسود معلم. وكأن أخمصها منتعل
بالشوك.
ومن
المجاز: زمن خميص: ذو مجاعة. قال:
كلوا
في بعض بطنكمو تعفّوا ... فإن زمانكم زمن خميص
وهو
خميص البطن من أموال الناس: عفيف عنها. وفي الحديث " خماص البطون من أموال الناس
خفاف الظهور من دمائهم " وكل شيء كرهت الدنو منه فقد تخامصت عنه. تقول. مسسته بيدي وهي باردة فتخامص عن برد
يدي. قال الشماخ:
تخامص
عن برد الوشاح إذا مشت ... تخامص جافي الخيل في الأمعز الوجى
وتخامص
لفلان عن حقه، وتجاف له عن حقه أي أعطه. وقد تخامص الليل إذا رقت ظلمته عند وقت
السحر. قال الفرزدق:
فمازلت
حتى صعّدتني حبالها ... إليها وليلي قد تخامص آخره
خ
م طخمر خمطة: حامضة. ولبن خامط: قارص متغير. وتخمط الفحل: هدر.
ومن
المجاز: تخمط الرجل: تغضب وثار وأجلب. وتخمط البحر: زخر، وإنه لخمط الأمواج. وتخمط
ناب البعير: ظهر وارتفع. قال أوس:
وإن
مقرم منا ذرا حدّ نابه ... تخمط فينا ناب آخر مقرم
خ
م عأكلته الخوامع أي الضباع لأنها تخمع أي تعرج في مشيها.
خ
م لخمل ذكره، وأخمله الله. وقطيفة ذات خمل، وثوب مخمل، وكساه خملةً: كساء له خمل.
ونزلوا في خميلة وهي الروضة ذات الشجر وإلا فهي الجلحاء، وسقى الله الخمائل
بالمخائل.
ومن
المجاز: ألين من خمل النعام وهو ريشه. وفلان خبيث الخملة أي البطانة والسريرة. وسل
عن خملات فلان أي عن مخازيه.
خ
م مخم اللحم وأخم: تغير، وفيه خموم. وخم البيت والبئر: كنس. وهو من خمان الناس: من
خثارتهم من الخمامة.
ومن
المجاز: فلان مخموم القلب: نقيّه من كل دغل. وفلان لا يخم أي لا يتغير عن كرمه
وجودته. هوهذا السمن لا يخم. وهو يخم ثياب فلان اي يثنى عليه.
خ
م نقل فيه بالتخمين أي بالوهم والتقدير، وخمّن كذا إذا حزره، وخمنه يخنه خمناً.
خ
ن ثرجل مخنث، وفيه تخنيث وانخناث وخنث: تكسر وتثن، وقد خنث وتخنث. وتقول: وثقت به فتخبث وتخنث، وما تخنث؛ والخناثي،
خباثي؛ وخنّث كلامه: لينه. وخنث فم السقاء وفم الجوالق وقمعه: ثناه إلى خارج،
وقبعه: ثناه إلى داخل. واختنث القربة فشرب، " ونهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن اختناث الأسقية
" . وخنث له بأنفه: كأنه يهزأ به.
خ
ن ذكيف يقوم خنذيذ طيّىءبفحل مضر. قاله الفرزدق في الطرماح وأراد نفسه وجريراً،
وهو الخصيّ من الخيل.
خ
ن زفيه خنزوانة وهي الكبر، ونزت في أنفه خنزوانة. قال أبو الربيس:
لئيم
نزت في أنفه خنزوانة ... على الرحم الأدنى أحذ أباتر
خ
ن سخنس الرجل من بين القوم خنوساً إذا تأخر واختفى، وخنّسته أنا وأخنسته. وأشار بأربع وخنس إبهامه، ومنه الخناس.
وفي الحديث " الشيطان يوسوس إلى العبد فإذا ذكر الله خنس " وفي أنفه خنس
وهو انخفاض القصبة وعرض الأرنبة. والبقر خنس.
ومن
المجاز: خنس الكوكب: رجع " فلا أقسم بالخنس " وخنس عني حقّي وأخنسه:
أخّره وغيّبه. وخنس الطريق عنا إذا جازوه وخلّفوه وراءهم. قال البعيث:
وصهباء
من طول الكلال زجرتها ... وقد جعلت عنها الأحزة تخنس
وأخنسوا
أوعار الطريق: جازوها.
خ
ن قخنقه يخنقه خنقاً فانخنق، وخنّقه إذا عصر حلقه، واختنق إذا فعل الخنق بنفسه،
وألقى الخناق في عنقه وهو ما يخنق به من حبل أو غيره. وأصابه الخناق وهو داء يأخذه
في حلقه. ورجل خنيق: مخنوق. " ولعن الخنّاقون " وهم قوم يسرقون الناس
ويخنقونهم. وفي جيدها المخنقة وفي أجيادهن المخانق، وهذه مخنقة الكلب.
ومن
المجاز: خنّقت الحوض: ملأته، وحوض مخنق. قال أبو النجم يصف حمراً:
ثم
طباها ذو حباب مترع ... مخنق بمائه مدعدع
وفرس
مختنق: أخذت غرته لحييه إلى أصول أذنيه، فإذا أخذت وجهه وأذنيه فهو مبرنس. وأخذ السبع بالخناقة وهي حبالة تأخذ
بحلقه. وأخذ منه بالمخنق إذا لزّه وضيّق عليه. وأخذنا في الخانق وهو شعب ضيّق بين
جبلين. ويقال: للزقاق الضيّق: الخانق.
خ
ن نخنّ فخنّ أي بكى في أنفه خنيناً. وبالبعير خنان، وهو نحو الزكام. والبطيخ لي
مخنة أي آكله الساعة بعد الساعة. قال:
يا
من لعاذلةٍ لومي مخنتها ... ولو أردت سداداً لاتقت عذلي
وخنخن
في كلامه إذا لم يبينه كأنه يرجع إلى خياشيمه. قال:
خنخن
لي في قوله ساعة ... فقال لي شيأً فلم أسمع
خ
ن يكلّمه بالخني وهو الفحش، وقد خني عليه خنًى. وأخنى عليه في كلامه: أفحش عليه.
ومن
المجاز: أخنى عليهم الدهر: بلغ منهم بشدائده وأهلكهم، وأصابهم خنى الدهر. قال لبيد:
قلت
هجّدنا فقد طال السري ... وقدرنا إن خنى الدهر غفل
خ
و بنزلت به خيبة؛ وأصابته خوبة، وهي الجوع. قال:
خميص
الحشا يطوى على السغب بطنه ... طرود لخويات النفوس الكوانع
النوازل.
خ
و تكأنه عقاب خائنه، لا تفوته فائته؛ خاتت العقاب على الشيء واختاتت: انقضّت.
خ
و خخرج من الخوخة وهي الباب الصغير على الباب الكبير. قال عمر بن أبي ربيعة:
بيضاء
آنسة للخدر آلفة ...
ولم
تكن تألف الخوخات والسّددا
خ
و دعندهخود فتق: شابة ناعمة. وتخود الغصن: تميل. وخوّدت الإبل في السير: اهتزت من
النشاط، وسيرها تخويد، وخودت تخويد النعام.
خ
و رله صوت كخوار الثور، وتخاورت الثيران. قال جرير:
هون
عليك إذا رأيت مجاشعا ... يتخاورون تخاور الأثوار
وقصبة
خوّارة. وسهم خوار: فيه رخاوة، وقد خار يخور، وخور يخور، وفيه خور. قال الأفوه:
فما
غمزته الحرب إذ شمرت له ... ولا خار إذ جرت عليه الجرائر
ومن
المجاز: رجل خوار: جبان؛ وفرس خوار العنان: لين العطف. وأرض خوّارة: سهلة. وناقة وشاة خوارة: غزيرة سهلة الدر. ونخلة
خوارة: كثيرة الحمل. واستخار الرجل صاحبه: استعطفه فخار عليه، وأصله من أن يثغو
الغزال أو الجؤذر إلى أمه يستخيرها أي يطلب خوارها ثم كثر حتى استعمل في كل
استعطاف واسترحام.
وقال:
لعلك
إما أم عمرو تبدّلت ... سواك خليلاً شاتمي تستخيرها
وخا
ر عنّا البرد: سكن.
خ
و صأخوصت النخلة وخوصت: أورقت. ورجل خواص: ينسج الخوص، وعمله الخياصة. وتاج مخوص: فيه صفائح من ذهب كالخوص.
وتخوص منه ما أعطاك أي خذه منه وإن كان في قلة الخوصة. وهو يخوص في بني فلان: يقسم
فيهم شيأً يسيرا. وخوصه الشيب وخوص فيه إذا بدت روائعه. وخوص اليوم بكلام إذا جاء
بذروٍ منه. وعين خوصاء: صغيرة غائرة، وفيها خوص، وإبل خوص العيون. وإنه ليخاوص
فلاناً، ويتخاوص له إذا غضّ من بصره محدقاً، كأنه يقوم سهماً، وكذلك الناظر إلى
عين الشمس. قال:
يوماً
ترى حرباءه مخاوصا ... يطلب في الجندل ظلاً قالصا
ومن
المجاز: تخاوصت النجوم إذا صغت للغروب. قال ذو الرمة:
ولا
تحسبي شجّي بك البيد كلما ... تخاوص في الغور النجوم الطوامس
مراعاتك
الآجال ما بين شارع ... إلى حيث حادت عن عناق الأواعس
وخرجوا
في الظهيرة الخوصاء. وضربتهم الريح الخوصاء وهي الشديدة الحر، لا تنظر فيها إلا
متخاوصاً. قالوا: إذا طلعت الجوزاء، خرجت الريح الخوصاء. وهضّبة خوصاء: مرتفعة.
وبئر خوصاء: بعيدة القعر لأن الناظر يتخاوص لهما.
خ
و ضخاض الماء خوضاً وخياضاً وخوضة. واقتحم المخاضة. وأخضته دابتي، وأخاضوا الماء
إذا خاضوه بدوابهم، وخاوضته في الماء. وخضت السويق بالمخوض: جدحته، وخوّضته.
ومن
المجاز: خاضوا في الحديث وتخاوضوا فيه. وهو يخوض مع الخائضين أي يبطل مع المبطلين
" وهم في خوض يلعبون " وخضته بالسيف إذا وضعته في أسفل بطنه ثم رفعته
إلى فوق، وخضت بقدحي في القداح: ألقيته فيها. وخاوضه في البيع: عارضه. وخاوضوا السرى. قال أبو
النجم:
إليك
خاوضنا السرى على السرى ... بالعيس يخضبن الحصى عبد الحضى
وخاض
إليه الرماح حتى أخذه. وخاض البرق الظلام. وخاضت الإبل لج السراب.
خ
و طقد كالخوط وهو الغصن الناعم. وتقول: كم وراء هذه اعلحيطان، من قدود كالخيطان.
خ
و فخفته على مالي خوفاً وخيفة، وتخوفته عليه، وما أخوفني عليك، وهذا أمر مخوف،
" وأخوف ما أخاف عليكم ضعف الإيمان " وهرب مخافة الشر، وأدركته المخاوف،
والقوم خوف، وأخافه وخوفه وتخوفه: جعله مخوفاً. تقول: ما كنت خائفاً فخوفني فلان.
وما كان الطريق مخوفاً فجوّفه السبع أو العدوّ، وأخاف الطريق والثغر، وطريق وثغر
مخيف.
ومن
المجاز: طريق خائف. قال عبيد:
فربّ
ماء وردت أجن ... سبيله خائف جديب
وتخوفه:
تنقصه وأخذ من أطرافه. قال زهير:
تخوف
السير منها تامكاً قرداً ... كما تخوف عود النبعة السفن
معناه
نقصه قليلاً قليلاً على مهل كأنما يخافه. ويقال: تخوفتنا السنة. وتخوفني حقي إذا
تهضمك " أو يأخذهم على تخوف " أي يصابون في أطراف قراهم بالشر حتى يأتي
ذلك عليهم.
خ
و لخوله الله مالاً. قال أبو النجم:
كوم
الذرى من خول المخول
ولفلان
خيل وخول أي حشم، جمع خائل. يقال: فلان خائل مال أي راعيه ومصلحه، وقد خال المال
يخوله خولاً. وهو يخول على أهله: يرعى عليهم أغنامهم ويكفيهم. قال:
ولا
تحسبن أني لأمك خائل
ويقال
للفهارمة: الخوّال. " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة
" يتعهدهم بها. وفلان تخدم بني فلان واستخولهم أي اتخذهم خولاً. وأدلى بالخؤلة والعمومة، وهو معم مخول،
وتعممت عمّا، وتخولت خالاً واستخولته، يقال: استخول خالاً غير خالك.
ومن
المجاز: جاؤا الأول فالأول، ثم تفرقوا أخول أخول؛ وكان أصله في الرعاة يتفرقون في
الكلأ فيأخذ هذا في شق وهذا في شق وكلهم يقول: أنا أخول من الآخرين أي أحسن رعية
وتعهدا للمال. قال البعيث:
ودافعت
عن ذود الخصاف بن ضمضم ... وقد قسمت في الجيش أخول أخولا
خ
و نخانه في العهد، وخانه العهد. " لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
" . قال أوس:
خانتك
منه ما علمت كما ... خان الإخاء خليله لبد
وهو
شديد الخون والخيانة والمخانة. وتقول: استبدل بالنصح المخانة، وبالستر المجانة،
واختان المال، واختان نفسه، وهو خوان، وقوم خونة، وكفاك من الخيانة أن تكون أميناً
للخونة، وخوّنه نسبه للخيانة، وكان فلان أميناً فتخوّن.
ومن
المجاز: خانه سيفه: نبا عن الضريبة. وقيل في الرمح: أخوك وربما خانك. وخانته رجلاه
إذا لم يقدر على المشي. وقال زهير:
غرب
على بكرة أو لؤلؤ قلق ... في السلك خان به رباته النظم
وخان
الدلو الرشاء إذا انقطع. قال ذو الرمة:
كأنها
دلو بئر جدّ ماتحها ... حتى إذا ما رآها خانها الكرب
وإنّ
في ظهره لخوناً أي ضعفاً وهو من خانه ظهره. وتخون فلان حقى إذا تنقصه كأنه خانه
شيأ فشيأ، وكل ما غيّرك عن حالك فقد تخونك. قال لبيد:
تخونها
نزولي وارتحالي
وأما
تخونته: تعهدته فمعناه تجنبت أن أخونه. " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتخونهم بالموعظة " . والحمّى تتخونه: تتعهده وتأتيه في وقتها. و " يعلم خائنة الأعين
" وهي النظرة المسارقة إلى ما لا يحلّ. وفرسه الخوّان أي الأسد. وأعوذ بالله
من الخوّان وهو يوم نفاد الميرة.
خ
و يخوي المنزل:
خلا
خواءً، ودار خاوية، وخوى البطن خوى: خلا من الطعام، وأصابه الخوى أي الجوع. وخوى
رأسه من الدم لكثرة الرعاف. وخوّى البعير: تجافى في بروكه. وخوّى الرجل في سجوده. وخوّى عند جلوسه على المجمر
وهو أن يبقى بينه وبين الأرض خواء. يقال: هذا مخوّى بعيرك. ودخل في خواء فرسه وهو
ما بين يديه ورجليه. قال أبو النجم يصف الظليم:
هاوٍ
تضلّ الريح في خوائه
وخوّى
الطائر: بسط جناحيه ومدّ رجليه عند الوقوع.
ومن
المجاز: خوى النوء. وخوت النجوم: خلت من المطر وأخلفت. ويقال: أخوت وخوّت. قال:
وأخوت
نجوم الأخذ إلا أنضّةً ... أنضّة محل ليس قاطرها يثرى
خ
ي بخاب الرجل. وخيّبه الله ، وخاب سعيه وأمله، " والهيبة خيبة " ومن هاب
خاب، ومن جسر أسر.
ومن
المجاز: " وقعوا في وادي تخيب " . وسعى فلان في خبّاب بن هيّاب. وقدح
خيّاب: لا يورِي.
خ
ي ركان ذلك خيرة من الله، ورسول الله خيرته من خلقه. واخترت الشيء وتخيرته واستخرته.
واستخرت الله في ذلك فخار لي أي طلبت منه خير الأمرين فاختاره لي. قال أبو زبيد:
نعم
الكرام على ما كان من خلق ... رهط امريء خاره للدّين مختار
ويقال:
أنت على المتخير أي تخير ما شئت، ولست على المتخير. قال الفرزدق:
فلو
أن حريّ بن ضمرة فيكمو ... لقال لكم لستم على المتخير
وهو
من أهل الخير والخير وهو الكرم. وهو كريم الخير والخيم وهو الطبيعة. وما أخير
فلاناً وهو رجل خير، وهو من خيار الناس وأخيارهم وأخايرهم. وخيّره بين الأمرين
فتخير. وخايره في الخط مخايرة، وتجخايروا في الخط وغيره إلى حكم. وخايرته فخرته أي كنت خيراً منه. قال
العباس بن مرداس:
وجدناه
نبياً مثل موسى ... فكلّ فتى يخايره مخير
وإن
فلاناً لذو مخيورة وشرف وهي الخير والفضل وأنشد الجاحظ للنمر:
ولاقيت
الخيور واخطأتني ... شرور جمة وعلوت قرني
خ
ي سخاس اللحم: تغير، ولحم خائس. وجوزة خائسة. وإبل مخيسة: محببسة للنحر أو للقسم
لا تسرح. قال النابغة:
والأدم
قد خيست فتلاً مرافقها ... مشدودة برحال الحيرة الجدد
وخيّس
فلان في السجن، وهو المخيّس. وكأنه أسامة في خيسه أي في أجمته، وكأنه جمع أخيس من
قولهم: عيص أخيس: ملتف. قال جندل:
وإن
عيصى عيص عزّ أخيس ... ألف تحميه صفاة عريس
ومن
المجاز: خاس بوعده وبعهده إذا نكث وأخلف، وخاس بما كان عليه. قال ابن الدمينة:
فيا
رب إن خاست بما كان بيننا ... من الود فابعث لي بما فعلت صبراً
خ
ي طخاط الثوب وخيّطه، وسلك الخيط في الخِياط والمخيط.
ومن
المجاز: أخذ الليل في طيّ الريط، وتبين الخيط من الخيط؛ وهو أدق من خيط باطل وهو
الهباء المنبث في الشمس، وقيل لعاب الشمس، وقيل الخيط الخارج من فم العنكبوت الذي
يقال له مخاط الشيطان. وقال شيخ من دوس لعبد الله ابن الزبير:
أتطمع
أن تحوي الخلافة ساءماً ... غررت لقد أصبحت في خيط باطل
وجاحش
فلان عن خيط رقبته وهو النخاع. ورأيت خيطاً من النعام وخيطاً بالكسر وهو جمع
خيطاء. وخيط النعامة: طول قصبها وعنقها، كأنها خيوط ممدودة، وقيل هو ما فيها من
بياض في سواد. وخيّط الشيب في رأسه ولحيته: جعل فيهما شبه الخيوط، وخيط شعره
بالبياض. قال بدر بن عامر الهذلي:
أقسمت
لا أنسى منيحة واحد ... حتى تخيط بالبياض قروني
وخيط
رأسه، كقولك: نور الشجر وورد. وخاط فلان خيطة: امتد في السير لا يلوي على شيء.
وخاط إلى مقصده. وهذا مخيط الحيّة: لمزحفها. وقد خاطت الحية. قال ذو الرمة:
وبينهما
ملقى زمام كأنه ... محيط شجاع آخر الليل ثائر
وخاط
فلان بعيراً ببعير إذا قرن بينهما. تقول: خطّ هذا بذاك. قال الركاض الدبيري:
بليد
لم يخط حرفاً بعنس ... ولكن كان يختاط الخفاء
خ
ي ففرس أخف: إحدى عينيه زرقاء والأخرى كحلاء. ونزلوا بالخيف وهو المكان المرتفع
وأافوا وأخيفوا: نزلوا بخيف مني. قال الذبياني:
من
صوت حرميّة قالت لجارتهاهل في مخيفكم من يشتري أدماًومن المجاز: هؤء أخياف أي
مختلفون. وخيفت بأولادها: جاءت بهم أخيافاً، وهم بنو الأخياف. وأشياء مخيفة إذا
كانت ضروباً مختلفة. وخيف المال بينهم: وزع. وخيفت العمور بين الأسنان: فرقت.
وأركب
في الروع خيفانة
أي
جرادة، أراد فرسه.
خ
ي لفيه خيلاء ومخيلة. وهو يمشي الخيلاء. وإياك والمخيلة وإسبال الإزار. واختال في
مشيته وتخيّل. قال بشر:
بصادقة
الهواجر ذات لوث ... مضبّرة تخيل في سراها
وخايله:
فاخره. وتخايلوا: تفاخروا. قال الطرماعح:
إذا
ذهب التخايل والتّباهي ... لقيت سيوفنا جنن الجناة
وخلته
كريماً مخيلة. وأخطأت في فلان مخيلتي أي ظنّي. ورأيت في السماء مخيلة وهي السحابة
تخالها ماطرة لرعدها وبرقها، ورأيت فيها مخايل. والسماء مخيلة للمطر: متهيئة له،
وقد أخالت السماء وخيّلت وتخيّلت وخايلت. وسحابة مخايلة: إذا رأيتها خلتها ماطرة: وأخال فيه الخير، وتخيل
فيه الخير: رأى مخيلته.
وأخال
عليه الشيء: اشتبه وأشكل. يقال: لا يخيل ذاك على أحد. قال:
الحق
أبلج لا يخيل سبيله ... والحق يعرفه ذوو الألباب
وخيل
إليه أنه دابة فإذا هو إنسان. وتخيل إليه. وافعل ذلك على ما خيّلت أي على ما أرتك
نفسك وشبهت وأوهمت. قال:
إنا
ذممنا على ما خيلت ... سعد بن زيد وعمرو بن تميم
وفلان
يمضي على المخيل أي على ما خيلت. وتخيل الشيء: تلون. قال:
كأبي
براقش كل لو ... ن لونه يتخيل
وتخيل
الخرق بالسفر وهو ما يريهم من تلونه بالآل. قال ابن مقبل:
فكلّف
حزاز النفس ذات براية ... إذا الخرق بالعيس العتاق تخيّلا
وخيل
علينا فلان: أدخل علينا التهمة. وتخيل علينا: تفرّس فيا الخير. تقول: تخيل على
أخيك ولا تخيل عليه. وخيّلت فلانة في المنام، وتخيل لي خيالها. قال ذو الرمة:
ألا
خيّلت ميّ وقد نام ذو الكرى ... فما نفّر التهويم إلا سلامها
وظهر
خياله في المرآة. ونصب خيالاً في مزرعته وهو الفزاعة. وعن الشعبيّ " وجدت رجال
هذا الزمان خيالات " وهؤلاء خيالة أي أصحاب خيل. وكم عنده من خيّالة ورجّالة.
ومن
المجاز: قول القطامي:
ألمحةً
من سنا برق رأى بصري ... أم وجه عالية اختالت به الكلل
أي
تزينت به وافتخرت. وقال رؤبة:
يقطعن
خيلان الفلا تبوعاً
أي
علاماته.
خ
ي مخيم بمكان كذا. وتخيم. قال زهير:
فلما
وردن الماء زرقاً جمامه ... وضعن عصيَّ الحاضر المتخيم
وضربوا
الخيام والخيم والخيم. وهو كريم الخيم. وخام عن الحرب.
ومن
المجاز: خيمت البقر: أقامت في مرابضها لا تبرح. وتخيمت الريح في الثوب والبيت:
بقيت فيه. وخيمتها أنا إذا غطّيت الطيب بالثوب حتى تعبق فيه ريحه.
كتاب
الدال
د
أ بدأب الرجل في عمله: اجتهد فيه. ودأبت الدابة في سيرها دأباً ودأباً ودءوباً.
وعن عاصم " تزرعون سبع سنين دأباً " . ودابة دائبة. وأدأب نفسه وأجيره
ودابته. وفعل ذلك دائباً.
ومن
المجاز: هذا دأبك أي شأنك وعملك. " كدأب آل فرعون " والليل والنهار
يدأبان في اعتقابهما " وسخر الشمس والقمر دائبين " ويقال للملوين:
الدائبان. وتقول: قلبك شاب وفوداك شائبان، وأنت لاعب وقد جدّ بك الدائبان.
د
أ ديا ابن آدم أنت في الدّوادي، وما بقي من عمرك إلا الدّآدي؛ وهي ليالي المحاق،
والدوادي: الأراجيح، يريد أنت في اللعب وقد بلغ عمرك آخره.
د
أ لدأل الذئب يدأل ويذأل أي يعجل في عدوه ويخف. وخرجت أدأل وأسأل حتى وصلت إليكم.
والثّآليل دآليل أي دواهٍ، واحدها دؤلول.
د
أينعب ابن دأية أي الغراب، نسب إلى دأية البعير وهي فقارته لوقوعه عليها إذا دبرت،
أو إلى أبيه. وهي دأيته أي حاضنته دون أمه. ويقال للخبر الذي لا يعرف له أصل: جاؤا
به غريب ابن دأية. وأنشد ابن الأعرابي:
ولما
رأيت النسر عزّ ابن دأيةٍ ... وعشش في وكريه جاشت له نفسي
وتقول:
نذر ابن دايه؛ أن لا يترك آيه.
د
ب أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الدباء وهو القرع. قال امرؤ القيس يصف
فرساً.
وإن
أقبلت قلت دبّاءة ... من الخضر مغمورة في الغدر
والّلام
إما همزة من دبأ، بمعنى هدأ. يقال: دبأت بالمكان، كما قيل له: اليقطين، من قطن،
جعل انسداحه قطوناً وهدوءاً، وإما ياء من تركيب الدبى وهو الجراد، ويحتمل أن يكون
كالمزاء من الدبيب، جعل انبساطه دبيباً. وفي مثل " أغر من الدباء "
" ولا يغرنك الدبّاء وإن كان في الماء " يضرب للرجل الساكن اللّين الكثير
الغائلة، وذلك أنه يدب حتى يعلو الشجرة السحوق.
د
ب بيقال في السيف له أثر: كأنه مدب النمل، ومداب الذر. وزحفوا إلى الحصن بالدبابات. وما أكثر دببة هذا البلد، وأرض مدبّة.
ولهم دبدبة أي جلبة، وقد أجلبوا ودبدبوا.
ومن
المجاز: دب الشراب في عروقه. وقال ذو الرمة:
كأنه
في الضحى ترمي الصعيد به ... دبابة في عظام الرأس خرطوم
وما
بالدار دبّي. وهو يدب بين القوم بالنمائم. ودبت عقار به علينا. وهو يدب علينا
عقاربه، ويحرّش علينا أقاربه؛ وركب دبّ فلان ودبّة فلان إذا أخذ طريقته. قال:
إن
يحيى وهذيل ... ركبا دب طفيل
ودب
الجدول، وأدب إلى أرضه جدولاً. قال الكميت:
حتى
طرقن خليجاً دب جدوله ... من المعين عليه البتر تصطخب
وقال
الأخطل:
إذا
خاف من نجم عليها ظماءة ... أدبّ إليها جدولاً يتسلسل
وإنه
ليدب دبيب الجدول.
د
ب جفلان يلبس الديباج، ويركب الهملاج.
ومن
المجاز: دبج المطر الأرض يدبجها بالضم دبجاً. ودبجها: زينها بالرياض، وأصبحت الأرض
مدبجة. وما في الدار دبيج، فعيل من دبج، كسكيت من سكت، أي إنسان، لأن الإنس
يزيّنون الديار. وفلان يصون ديباجتيه، ويبذل ديباجتيه وهما خداه. ولهذه القصيدة
ديباجة حسنة إذا كانت محبرة. والحواميم ديباج القرآن. وما أحسن ديباجات البحتريّ!
د
ب رأدبر النهار ودبر دبوراً. وصاروا كأمس الدابر. قال:
وأبي
الذي ترك الملوك وجمعها ... بصهاب هامدة كأمس الدابر
وقبح
الله ما قبل منه وما دبر. والدلو بين قابل ودابر: بين من يقبل بها إلى البئر وبين
من يدبر بها إلى الحوض. وما بقي في الكنانة إلا الدابر وهو آخر السهام. وقطع الله
دابره وغابره أي آخره وما بقي منه. وصكّ دابرته أي عرقوبه. وضربه الجارح بدابرته،
والجوارح بدوابرها وهي الأصبع في مؤخر رجله. وأفنى دوابر الخيل الركض وهي مآخير الحوافر. وما
لهم من مقبل ولا مدبر أي من مذهب في إقبال ولا إدبار. ودبرني فلان وخلفني. جاء
بعدي وعلى أثري.
" وقدت قميصه من دبر " والمريض إلى الإقبال أو إلى الإدبار. وأمر فلان
إلى الإقبال أو إلى الإدبار. وجاء دبرياً: في آخر القوم. وتدبّر الأمر: نظر في عواقبه.
واستدبره فرماه. واستدبر من أمره ما لم يكن استقبل أي عرف في آخره ما لم يعرف في
أوله. وتدابر القوم: اختلفوا وتعادوا. ودابرني فلان. ودابر رحمه: قطعها. ودبر
السهم الهدف: جازه وسقط وراءه. ودبرت الريح: هبت دبوراً. وأنا أدعو لك في أدبار الصلوات.
ومن
المجاز: " ما يعرف قبيلاً من دبير " وجعله دبر أذنه: أعرض عنه. ورجل مقابل
مدابر: كريم الطرفين. وليس لهذا الأمر قبلة ولا دبرة: إذا لم يعرف وجهه. ودبر
فلان: شاخ. وولّى دبره:
انهزم.
وكانت الدبرة له إذا انهزم قرنه، وكانت الدبرة عليه إذا انهزم هو. وجعل الله الدابرة عليهم بمعنى الدبرة.
وولّوا دبرة: منهزمين. " وشر الرأي الدبري " . وفلان لا يصلي إلا
دبرياً: في آخر وقتها. ونزلو في دابرة الرملة، وفي دوابر الرمال. ودبرت له الريح
بعد ما قبلت إذا أدبر بعد الإقبال. وتقول: عصفت دبوره، وسقطت عبوره؛ أي غاب نجمه.
د
ب سفرس أدبس: بين الدبسة وهي حمرة مشربة سواداً من خيل دبس. وتيس أدبس، وعنز
دبساء. وائتدموا بالدّبس وهو عصارة الرطب.
ومن
المجاز: داهية دبساء، ودواهٍ دبس. وجئت بأمور دبس.
د
ب غدبغ الأديم دبغاً ودباغاً ودباغة يدبغه ويدبغه، وأديم مدبوغ، وأدم مدبغة،
والأديم في دباغه وفي دبغه وهو اسم ما يصلح به ويلين من قرظ ونحوه، وحرفته الدباغة.
ومن
المجاز: كلام غير مدبوغ: لم يرو فيه. وجلد الخنزير لا يندبغ: في من لا يحيك فيه
النصح. وهذا البلد مدبغة للرجال. وقال:
دع
الشر وانزل بالنجاة تحرّزاً ... إذا أنت لم يصبغك في الشر صابغ
ولكن
إذا ما الشر أرخى قناعه ... عليك فجوّد دبغ ما أنت دابغ
د
ب قأخذته فتدبق أي تلزج من الدبق وهو حمل شجرة في جوفه كالغراء يلزق بجناح الطائر
فيصاد، يقال: دبقت الطائر تدبيقاً ودبقته دبقاً، ومنه دبق به إذا ضريَ به. وقيل
للعذرة الدبوقاء.
د
ب لدبّل اللقم إذا جمعها بأصابعه وعظّمها. قال مزرّد:
ودبلت
أمثال الأثافي كأنها ... رءوس نقادٍ يوم نهبٍ تجمّع
ودبّل
الحيس وغيره جعله دبلاً كتلاً. وتقول: رماك الله بالدبيله، ونزع منك هذه الدويله.
د
ب ي
جاؤا
كالدّبي وهو الجراد قبل نبات أجنحته. وأرض مدبيّة: مجرودة، وقد دبيت. وتقول: أقبلت
الخيل كالدّبي، فبلغ السيل الزّبى.
د
ث رلبس الدثار فوق الشعار، وهو متدثر بالكساء ومدّثّر به، ودثره صاحبه، وفلان دثور
الضحى: يتدثر فينام. قال الكميت:
ولم
ألقه بدثور الضحى ... أمال السبات عليه الدّثارا
ودثر
المنزل، وهو دراس داثر. وتقول: فلان جدّه عاثر، ورسمه داثر.
ومن
المجاز: تدثر الفحل الناقة: تسنّمها. وتدثّر الرجل فرسه وتجلّله إذا وثب عليه
فركبه. وقال ابن مقبل:
أصاخت
له فدر اليمامة بعدما ... تدثّرها من وبله ما تدثّرا
أي
ركبها المطر وعلاها والفدر الأوعال. ورجل دثور: خامل. وفلان دثاري: كسلان ساكن لا
يتصرف. وهو يتدثر بالمال: للمتموّل. وماله دثر. وذهب أهل الدثور بالأجور. وسيف
داثر. بعيد عهد بالصقال، وقد دثر دثورا. ومنه حديث الحسن " حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور
" ورجل داثر: لا يعبأ بالزينة وصبغة النفس بالأدهان وغيرها.
د
ج جهو من الداج، وليس من الحاج؛ وهم الذين يمشون معهم من أجير أو حمال أو نحوهم من
دج دجيجاً، بمعنى دبّ دبيباً، ومنه الدجاج. وليل دجوجي: مظلم. ودججت السماء:
تغيمت. وفارس مدجج: شاك. وقد تدجج في شكته: تغطّى بها.
د
ج رخضت إليك ديجوراً، كأني خضت بحراً مسجوراً؛ وأقبل الليل بدياجيه ودياجيره.
وأسود ديجوري.
د
ج لعندي رجل ورجيل، أنهما دجلة ودجيل، وهو نهر صغير يأخذ من دجلة.
ومن
المجاز: رجل دجال: كذاب شبه بالدجال. ودجل فلان إذا لبّس وموّه وفعل فعل الدجّال،
كما يقال طفّل إذا فعل فعل طفيل، ومنه: سيف مدجل: مموه بالذهب. وبعير مدجل: مموّه بالذهب. وبعير مدجّل:
مطليّ بالقطران. ورفقة دجالة: عظيمة كثيرة الزحمة، شبهت بالدجّال ومن معه وكثرتهم.
د
ج نتقول: جعل الدجنة جنة وهي الظلمة. قال رحمه الله:
جعلوا
الدجنة جنةً فتطايروا ... هوناً فلا خبب ولا إعناق
ونحن
في دجن منذ أيام. وهو إظلال الغيم والدى، وهذا يوم دجن وداجنة وهي السحابة ذات
الدجن، ودجنت السماء وأدجنت، وأدجن المطر: دام أياماً.
ومن
المجاز: دجن بالمكان: أقام
فلم يرم، ومنه دواجن البيوت، وهي ما ألف من كلب أو شاة أو طائر. ودجن في فسقه،
ودجنوا في لؤمهم: ألقوه فما يتركونه.
د
ج يليلة ذات دجًى وهي الظلم، وهو أحسن من شمس الضحى، وبدر الدجى، وليل داج. قال:
والليل
داج كنفاً جلبابه
وقد
دجا الليل وأدجى.
ومن
المجاز: ثوب داج: سابغ غطى جسده كلّه. ودجا عليه ثوبه: سبغ. ودجا عليه شعره. وقيل
لأعرابي: بم تعرف حمل شاتك. قال: إذا استفاضت خاصرتها ودجت شعرتها أي وفت فسترتها.
وما كان ذلك مذ دجا الإسلام. وكان ذلك وثوب الإسلام داج. ودجا عليهم الأمن والخصب.
وإنه لفي عيش داج. وأدجيت البيت: سدلت ستره. وفلان يداجيك: يساترك العداوة.
د
ح ردحره: طرده دحوراً " ويقذفون من كل جانب دحوراً " والشيطان مدحور من
رحمة الله.
د
ح سما بي داحس وهو تشعث الإصبع وسقوط الظفر. قال مزرد:
تشاخت
إبهاماك إن كنت كاذباً ... ولا برئا من داحس وكناع
وتشنج. وخرج الحجاج في بعض الليالي فسمع صوتاً
هائلاً. فقال: إن كان هذا صاحب عائرٍ أو قادح أو داحس، فلا تحدث شيأ وإلا فأخرج
لسانه من قفاه أي صاحب رمد أو وجع ضرس.
د
ح صيقال للرجل والدابة إذا أصابه الجرح فارتكض للموت: تركته يدحض ويفحص برجله.
د
ح ضدحضت رجله: زلقت دحضاً ودحوضاً. وأدحض فلان قدمه. ومزلقة مدحاض. ووقعوا على
المداحض والأدحاض. وهذه مدحضة القدم. ومكان دحض. قال:
رديت
ونجّى اليشكري حذاره ... وحادكما حاد البعير عن الدحض
ومن
المجاز: دحضت حجته، وحجتهم داحضة. ودحضت الشمس عن بطن السماء: زالت.
د
ح قدحقت الرحم بماء الفحل: رمت به فلم تقبله. ودحقت الحامل بولدها: أجهضته. وولد دحيق. وقيل: دحقت به: ولدته.
وأصابها دحاق وهو أن تخرج رحمها بعد الولادة وهي دحوق وداحق. وأدحقه الله: باعده
من الخير وهو دحيق. تقول:
أسحقه
الله وأدحقه، وهو سحيق دحيق.
د
ح ل
توارى
في دحل وهو حفرة غامضة ضيّقة الأعلى واسعة الأسفل. تقول: طلبوا بالذحول، فتواروا
في الدحول؛ ونصب الصائد الدواحيل وهي مصائد للحمر، الواحد داحول. وبئر دحول: ذات
تلجف وهو تكسر جوانبها مما أكلها الماء.
د
ح وخلق الله الأرض مجتمعة ثم دحاها أي بسطها ومدّها ووسّعها، كما يأخذ الخبّاز
الفرزدقة فيدحوها. قال ابن الروميّ:
يدحو
الرقاقة مثل اللمح بالبصر
ويقال
للاعب بالجوز: ابعد وادحه أي ارمه وأزله عن مكانه. ودحا المطر الحصى عن الأرض:
كشفه. وكأنهن البيض في الأداحيّ. وباضت النعامة في أدحيّها وهو مفرخها لأنها تدحوه
أي تبسطه وتوسّعه.
د
خ ردخر فلان دخوراً ودخر دخراً: ذل. ومر صاغراً داخراً. وأدخره الله. وتقول: الأول
فاخر، والآخر داخر.
د
خ سلحم دخيس: مكتنز.
د
خ لهو دخيل فلان. وهو الذي يداخله في أموره كلها. وهو دخيل في بني فلان إذا انتسب
معهم وليس منهم، وهم دخلاء فيهم ومفاصله مداخلة. وحلق الدرع مداخل وهو المدمج
المحكم، ودوخل بعضه في بعض. وسقى إبله دخالا وهو أن يدخل بعيراً قد شرب بين بعيرين
ناهلين. واغسل داخلة إزارك وهو مايلي جسده. وإنه لخبيث الدخلة، وعفيف الدخلة وهي
باطن أمره، وأنا عالم بدخلة أمرك، وفيه دخل ودخل: عيب. وشيء مدخول، وطعام مدخول
ومسروف. ونخلة مدخولة: عفنة الجوف. وقد دخلت سلعتك: عيبت.
د
خ سفيه جربزة ودخمسة أي خبّ.
د
خ نسطع الدخان والدواخن. ودخن الدخان: ارتفع. ودخنت النار: سطع دخانها تدخن، ودخنت
تدخن: فسدت لكثرة دخانها. ودخن الطبيخ دخناً: غلب الدخان على طعمه. ودخن ثيابه: من
الدخان، والدخنة وهي بخور. وتدخّن الرجل وادّخن منهما. وهذا حطب يدخن: يأتي
بالدخان.
ومن
المجاز: " هدنة على دخن " . استعير من دخن النار والطبيخ. وهو دخن
الخلق: فاسده. ودخن الغبار: سطع. قال:
واستلحم
الوحش على أكسائها ... أهوج محضير إذا النقع دخن
وفي
متن السيف دخن وهو ما يتراءى في متنه من شدّة الصفاء من سواد. وليلة سخنانة
دخنانة: حارة رمدة كأنما يغشاها دخان.
د
د دهو في الدد والددن والددا وهو اللعب والضرب بالأصابع. ورجل دددٌ. قال الطرماح:
واستطربت
ظعنهم لما احزأل بهم ... آل الضحى ناشطاً من داعب دَدِدِ
ودأدد
فلان.
د
د بقال:
أقاموا
الديدبان على يفاع ... وقالوا لا تنم للدّيدبان
وهو
الربيئة. ياقل: ديدب، وديدبان.
د
د مهو كالدّودم أو كلون الدم وهو صمغ يخرج من السّمر أحمر
د
د نديدنه أن يفعل كذا أي عادته. وسيف ددان: كهام.
د
ر أدرأ عنه البلاء ودرأ العدوّ: دفعه. ودرأ الزمام لناقته. وفلان ذو تدرإٍ: قويّ
على دفع أعدائه. ودخل عر رضي الله عنه المسجد فدرأ الحصى درأة ثم ألقى عليه رداءه
أي دفعه مسوّياً له. ودارأه: دافعه. وتدارؤا: تدافعوا. وتدارؤا في الخصومة وادّارؤا. واتخذ دريئة للصيد
وهي الذريعة. واتخذوا دريئة للطّعن وهي حلقة يتعلمون عليها الطعن.
ومن
المجاز: درأ الكوكب:
طلع
كأنه يدرأ الظلام. ودرأت النار: أضاءت. ودرؤا علينا: هجموا. ودرأ السيل عليهم.
وردّوا درء السيل ودرء العدوّ.
د
ر بدرب بالأمر دربة وتدرّب وهو درب به: عالم. ومازال يعفو عنك حتى اتخذته دربة.
قال:
وفي
الحلم إدّهان وفي العفو دربة ... وفي الصدق ممنجاة من الشر فاصدق
ودرب
البازي على الصيد ودرّبته عليه وهو مجرب مدرب. ودخلوا دروب الروم. وسدّوا درب
السكر وهو بابه إذا كان واسعاً.
د
ر جدرج قرن بعد قرن. وهذه آثار قوم درجوا: انقرضوا. ودرج فلان: مات وما ترك نسلاً.
ودرج الشيخ والصبيّ درجاناً وهو مشيهماً. وفلان درّاج: يدرج بين القوم بالنمائم.
ورقي في الدرجة والدرج. وأدرج الكتاب: طواه. وأدرج الكتيّب في الكتاب: جعله في
درجه أي في طيه وثنيه. وأدرجت المرأة صبيها في معاوزها. واستدرجه: رقّاه من درجة
إلى درجة، وقيل استدعى هلكته من درج إذا مات. واتخذوا داره مدرجة ومدرجاً: ممتراً.
قال العجاج:
أمسى
لعافي الرامسات مدرجاً
======================
ج3. كتاب : أساس البلاغة
المؤلف
: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري
ومن
المجاز: لفلان درجة رفيعة. وامش في مدارج الحق. وعليك بالنحو فإنه مدرجة البيان. و
" خلّه درج الضب " واستمر أدراجه. و " ذهب دمه أدراج الرياح " ودرج الرياح. قال:
ذهبت
دماء القوم بع ... د مغلس درج الرياح
وهم
درج السيول. قال ابن هرمة:
أنصب
للمنية تعتريهم ... رجالي أم هم درج السيول
رُويَ
بالرفع والنصب. ويقال: " قد علم السيل الدرج " و " من يردّ الفرات
عن أدراجه " وأنا درج يديك، ونحن درج يديك لا نعصيك، ودرّجه إلى هذا الأمر: عوّده إياه، كأنما رقاه من منزلة إلى
منزلة، وتدرّج إليه.
د
ر درجل أدرد ورجال درد، وبه دردٌ وهو تحات الأسنان إلى الأسناخ. وهو أسفل من
الدرديّ وهو عكر النبيذ لأنه يسفل وتعلو الصفوة. ولاك الشيخ البسرة بدردره ودرادره. ووقع فلان في الدردور وهو موضع في البحر
يجيش ماؤه قلما تسلم سفينة وقعت فيه. وداهية دردبيس وعجوز دردبيس.
د
ر ردر اللبن، ودرّت الحلوبة درّاً ودروراً، وناقة درور، وغزر درها أي لبنها.
وسحابة مدرار ولها درة ودرر. وسماء درر. وعلاه بالدرة وتقول: حرمتني دررك، فاحمني دِررك؛ وكوكب دري، وطلعت
الدراري نسبت إلى الدر وهو كبار اللؤلؤ.
ومن
المجاز: أدرّ الله لك أخلاف الرزق، واستدرّ نعمة الله بالشكر. وفي بعض الحديث
" استدرّوا الهدايا بردّ الظروف " ولله درّك، ولا درّ درّك. وفرس درير:
كثير الجري. وفلان مستدرّ في
عدوه. وأدررت عليه الضرب: تابعته. ودرّت العروق: امتلأت دماً. وعلى جبينه عرق يدره
الغضب. ودرت الدنيا على أهلها إذا كثر خيرها. ودر بما عنده: أخرجه. ودرت حلوبة المسلمين: كثر
فيؤهم وخراجهم. وأدرت المرأة المغزل: فتلته فتلاً شديداً.
د
ر زدقّق الخياط الدروز، وفلان منعم يؤذيه ثقل الدروز. وهم أولاد درزة: للسفلة
والخياطين. قال حبيب بن جدرة الهلاليّ:
يا
با حسين والجديد إلى بلى ... أولاد درزة أسلموك وطاروا
يريد
زيد بن عليّ رضي الله تعالى عنهما.
د
ر سربع دارس، ومدروس، وقد درس دروساً، ودرسته الرياح درساً: تكررت عليه فعفّته.
ومن
المجاز: درس الحنطة دراساً: داسها. قال ابن ميّادة:
يكفيك
من بعض ازديار الآفاق ... سمراء مما درس ابن مخراق
وهجمة
صهب طوال الأعناق ... تباكر العضاه قبل الإشراق
بمقنعات
كقعاب الأوراق
ودرس
الناقة: راضها. ورجل مدرّس: مجرّب. ودرس الكتاب للحفظ: كرر قراءته درساً ودراسة،
ودرس غيره، ودارسته الكتاب مدارسة، وتدارسوه حتى حفظوه. واجتمعت اليهود في
مدراسهم، وهو بيت تدرس فيه التوراة. ودرس المرأة: نكحها. ودرست: حاضت. ويكنى العوف: أبا إدريس، والفلهم:
أبا أدراس. ودرس الثوب: أخلق فهو درس ودريس. وتدرّست أدراساً، وتسمّلت أسمالاً،
ولبس دريساً، وبسط دريساً أي ثوباً وبساطاً خلقاً. وقتل رجل في مجلس النعمان رجلاً
فأمر بقتله، فقال الرجل: أيقتل الملك جاره، ويضيّع ذماره؛ قال: نعم إذا قتل جليسه،
وخضب دريسه؛ أي بساطه. وطريق مدروس: كثر مشي الناس فيه حتى ذلّلوه. وهذه مدرسة النعم:
طريقها. ودارس الذنوب: قارفها.
د
ر ص" ضلّ الدريص نفقه " لمن أخطأ حجته. " ووقعوا في أم أدراص
" : في مهلكة وأصله جحرة الفأر. قال:
وما
أم أدراص بأرض مضلة ... بأغدر من قيس إذا الليل أظلما
د
ر عله درع سابغة، ولها درع واسع، ورجل دارع، وتدرّع وادّرع، ودرّعه غيره، ولبس
مدرعةً ومدرعاً. وشاة درعاء: سوداء المقدّم، وشاء درعٌ. واندرع في اليسر: تقدم.
ومن
المجاز: ادّرع الليل، وادّرع الخوف.
د
ر قاتقاه بدرقته، وأقبلت الرجالة بالدرق: وهو ضرب من الترسة. وجاء بدورق ودرادق،
وهم الأطفال. قال:
تالله
لولا صبية صغار ... كأنما وجوههم أقمار
درادق
ليس لهم دثار ... بالليل إلا أن تشبّ نار
لما
رآني ملكٌ جبّار ... ببابه ما وضح النهار
د
ر كطلبه حتى أدركه أي لحق به وأدرك منه حاجته. وأدرك الثمر. وأدركت القدر: بلغت إناها. وتدارك القوم: لحق آخرهم
بأوّلهم. وتدارك الثريان: أدرك الثري الثاني الثري الأول. ورج درّاك: مدرك لما
يرومه. قالت الخنساء:
اذهب
فلا يبعدنك الله من رجل ... درّاك ضيم وطلاّب بأوتار
ودراك: بمعنى ادرك. و " اللهم أعنّي على درك
الحاجة " أي على إدراكها. وما أدركه من درك فعليّ خلاصه وهو اللحق من التبعة
أي ما يلحقه منها. وتداركه الله برحته، وتدارك ما فرط منه بالتوبة. وتدارك خطأ
الرأي بالصواب واستدركه.
واستدرك
عليه قوله. وفرس درك الطريدة. وتقول: فرس قيد الأوابد، ودرك الطرائد؛ وبلغ الغوّاص
درك البحر وهو قعره، ونه درك النار. وتداركت الأخبار وتلاحقت وتقاطرت. ودارك
الطعن: تابعه. وطعن دراك.
د
ر مجاء بخريطة يدرم تحتها من ثقلها أي يقارب الخطو. وقد درم الصبي والشيخ درماناً
وهو مشية الأرنب والقنفذ ونحوهما. ويقال للأرنب: الدرامة. ودرمت أسنانه: تحاتت.
ورجل أدرد: أدرم. وكعب أدرم: لا حجم له لغيبوبته في اللحم، وامرأة درماء المرافق،
وهنّ درم الكعوب. وذكر خالد بن صفوان الدره فقال: يطعم الدرمق، ويكسو الترمق؛ أي
الخبز الحوّاري؛ والثوب اللين، والدرمك مثله.
ومن
المجاز: درع درمة: ملساء قد ذهبت خشونتها وقضض جدّتها وانسحقت. قال:
يا
خير من أوقد للأ ... ضياف ناراً جحمه
يا
فارس الخيل ومج ... تاب الدلاص الدرمه
زهمة:
كثيرة ودك ما يطبخ بها. ومكان أدرم: مستو أملس.
د
ر ندرن جلده، وثوبه درن، والحمام ينقّي الدرن. وتقول: هو درن الأردان. ويقال للدنيا: أم درن، كما قيل: أم دفر.
ويسمّى أهل الوفة الأحمق: درينة، وأهل البصرة: دغينة، وتقول: لو كنت رمحاً يا
درينه، لم تثقفك ردينة؛ وفي داره الزاربيّ والدرانيك: جمع درنوك وهو ما له خملٌ من
بساط أو ثوب ويشبه به وبر البعير.
د
ر يدريت الشيء دراية ودرية. وما أدراك بكذا وما يدريك، ودريته وادّريته: ختلته،
وداريته: خاتلته، وعليك بالمداراة وهي الملاطفة، كأنك تخاتله. وادّريت غفلته:
بمعنى تحينتها. قال:
أما
تراني أذّري وأدّري ... غرات جمل وتدرّى غرري
وهو
يعقص شعره بالمدري وهو السرخارة. قال امرؤ القيس:
تضل
المداري في مثنى ومرسل
ومن
المجاز: نطحه الثور بالمدري وهو القرن شبه بمدري الشعر في حدة طرفه. ويقال: نطحه بالمدراة وبالمدرية وهي التي
حددت حتى صارت كالمدري.
د
س تأعجبه قوله فزحف له عن دسته، وفلان حسن الدست: أي شطرنجي حاذق.
د
س ردسره ودفره: دفعه. وفي الحديث " ليس في العنبر زكاة إنما هو شيء دسره البحر
" وركبوا في ذات الألواح والدسر: جمع دسار وهو المسمار. وقيل خيط من الليف
تشدّ به الألواح ودسره بالرمح: طعنه بشدّة، ورجل مدسر.
ومن
المجاز: دسر المرأة: بضعها.
د
سدسّ الشيء في التراب، وكل شيء أخفيته تحت شيء فقد دسسته، ومنه سميت الدسّاسة وهي
دويبة شبه العظاية بصّاصة لا ترى شمساً إنما هي مندسّة تحت التراب أبداً. وهذا
دسيس قومه: لمن يبعثونه سراً ليأتيهم بالأخبار. ودسّى نفسه: نقيض زكّاها، أصله
دسس، كتقضّى البازي.
د
س عدسع البعير حرته: أخرجها إلى فيه بمرّة واحدة.
ومن
المجاز: دسع الرجل دسعة ودسعتين ودسعات: قاء ملء الفم. وفلان يدسع أي يجزل العطاء.
وفي الحديث: " ابن آدم ألم أحملك على الخيل والإبل وزوجتك النساء وجعلتك تربع
وتدسع فأين شكر ذلك " يقال: للملك هو يربع ويدسع أي يأخذ المرباع ويجزل
العطاء، ومنه فلان ضخم الدسيعة، وإنه لمعطاء الدسائع وهي العطية الجزيلة. قال:
في
العيص عيص بني أميّ ... ة ذي الدسائع والمآثر
ويقال
للجفنة الواسعة والمائدة الكريمة: الدسيعة.
د
س قحوض ديسق: ملآن يفيض من جوانبه. وترقرق على الأرض الديسق، وهو السّراب إذا اشتد
جريه. وتقول: صحراء فيهق، وسراب ديسق؛ وقال رؤبة:
وإن
علوا من خرق فيف فيهقا ... ألقى به الآل غديرا ديسقاً
وجاءوا
بديسق من فالوذ وهو الطشتخان.
د
س مطعام كثير الدسم وهو ودك اللحم والشحم. وقد دسم الطعام دسماً، ومرقة دسمة، وجوز
دسم، وتدسموا: أكلوا الدسم. قال:
وقدر
ككفّ القرد لا مستعيرها ... يعار ولا من يأتها يتدسم
ودسم
ثيابه، فتدسمت، وهو أدسم الثياب: وسخها، وقوم دسم الثياب. ودسم الخرق: سدّه بالدّسام وهو السّداد. وقارورة
مدسومة الفم. ودسم الجرح: جعل فيه فتيلة. ويقال للمستحاضة: أدسمي وصلّى.
ومن
المجاز: ما في ديسم دسم: لمن لا فائدة فيه. ودسموا سبالهم: أطعموهم. وفلان أدسم
الثوبين ودنس الثوبين وأطلس الثوبين: للذي يعاب في دينه أو مروءته. قال:
لا
هم إن عامر بن جهم ... أوذم جحاً في ثياب دسم
وما
أنت إلا دسمة أي لا خير فيك، وهي مصدر الأدسم كالحمرة ونحوها. ودسم المرأة: جامعها.
د
ع بفيه دعابة، وقد دعب ودعب بالفتح والكسر يدعب بالفتح فيهما. ورجل داعب ودعب إذا
مزح وتكلم بما يستملح. ويقال: المؤمن دعب لعب، والمنافق عبس قطب؛ وداعبه مداعبة،
وتداعبوا.
ومن
المجاز: ماء داعب: يستن في جريه، ومياه دواعب. قال أبو صخر الهذلي:
ولكن
تقر العين والنفس أن ترى ... بعقدته فضلات زرق دواعب
وريح
داعبة: تذهب بكل شيء، ورياح دواعب، كما تقول: لعبت بها الرياح.
د
ع جعين دعجاء: بينة الدعج وهو شدّة السواد مع شدة البياض.
ومن
المجاز: ليل أدعج. قال العجاج:
حتى
بدت أعناق صبح أبلجا ... تسور في أعجاز ليل أدعجا
أراد
سواد الليل وبياض الصبح. وبلغنا دعجاء الشهر ودهماءه وهما الثامنة والعشرون والتي
بعدها. ويقال: ثور أدعج القرنين والرأس والقوائم: يراد شدة سوادها. قال ذو الرمة:
جرى
أدعج القرنين والعين واضح ال ... قرا أسفع الخدّين بالبين بارح
جعل
الثور الوحشي أدعج. وليس في عينيه بياض.
د
ع ررجل داعر: خبيث فاجر، وفيه دعارة. وتقول: فلان داعر، في كل فتنة ناعر؛ وعود
دعر: كثير الدخان. قال:
أقبلن
من بطن قلاب بسحر ... يحملن فحماً جيّداً غير دعر
أسود
صلاّلاً كأعيان البقر
د
ع سبينهم مداعسة: مطاعنة بالرماح، ورجل مدعس، ورمح مدعس، ورماح مداعس.
د
ع صلها كفل كدعص النقا، ونزلوا بالأدعاص وهي قيران من الرمل مجتمعة.
د
ع عدعّ اليتيم: دفعه بجفوة. ودعدع المكيال وغيره: حركه حتى يكتنز. وجفنة مدعدعة:
مملوءة. وارأة مدعدعة الخلخال.
د
ع ممال حائطه فدعمه بدعامة ودعائم ودعمة ودعم، وبيت مدعوم ومعمود، فالمدعوم الذي
يميل فيريد أن يقع فتسند إليه ما يستمسك به، والمعمود الذي يتحامل ثقله كالسقف
فتمسكه بالأساطين، وادّعم الحائط على الدعامة: اتكأ عليها.
ومن
المجاز: هو دعامة قومه: لسيدهم وسندهم قال الأعشى:
كلا
أبوينا كان فرعا دعامة
وهم
دعائم قومهم. وأقام فلان دعائم الإسلام. ودعمت فلاناً: أعنته وقويته. وهذا من
دعائم الأمور: مما يتماسك به الأمور. وأنا أدعم عليك في أموري. وفلان ذو دعم، ولا
دعم بي أي لا قوة ولا تماسك. قال:
لا
دعم بي لكن بليلي دعم ... جارية في وركيها شحم
د
ع ودعوت فلاناً وبفلان: ناديته وصحت به. وما بالدار داع ولا مجيب. والنادبة تدعو الميت: ندبه. تقول:
وازيداه. ودعاه إلى الوليمة، ودعاه إلى القتال. ودعا الله له وعليه، ودعا الله
بالعافية والمغفرة. والنبي داعي الله. وهم دعاة الحق، ودعاة الباطل والضلالة.
وتداعوا للرحيل. وما بالدار دعويٌ أي أحد يدعو. وأجيبوا داعية الخيل وهي صريخهم.
وتداعوا في الحرب:
اعتزوا.
وبينهم دعوى، وادّعى فلان دعوى باطلة. وشهدنا دعوة فلان. وهو دعيٌّ بين الدعوة.
ومن
المجاز: دعاه الله بما يكره: أنزله به. قال:
دعاك
الله من رجل بأفعى ... إذا نام العيون سرت عليكا
ودعوته
زيداً: سمّيته. وما تدعون هذا الشيء بينكم؟. ودع داعيَ اللبن وداعية اللبن: ما
يترك في الضرع ليدعو ما بعده. والداعية تدعو المادّة. وأصابتهم دواعي الدهر:
صروفه. وأنا أداعيك: أحاجيك. وبينهم أدعيةً يتداعون بها. ودعا بالكتاب: استحضره
" يدعون فيها بفاكهة " وما دعاك إلى أن فعلت كذا. ودعا أنفه الطّيب إذا
وجد رائحته فطلبه. قال ذو الرمة:
أمسى
بوهبين مجتازالأ لمرتعه ... من ذي الفوارس تدعو أنفه الربب
وتداعت
عليهم القبائل من كل جانب: اجتمعت عليه وتألبت بالعداوة. وفلان يدعي بكرم فعاله:
يخبر عن نفسه بذلك. قال:
فلم
يبق إلا كلّ خوصاء تدعى ... بذي شرفات كالفنيق المخاطر
أي
بهاديها وما أشرف منها إذا رؤيت عرفت بذلك فكأنها تخبر عن نفسها به. وما يدعو فلان
باسم فلان أي ما يذكره باسمه من بغضه له ولكن يلقبه بلقب. قال أوس:
لعمرك
ما تدعو ربيعة باسمنا ... جميعاً ولم تنبيء بإحساننا مضر
وإنه
لذو مساعٍ ومداع وهي المناقب في الحرب خاصة. قال أبو وجزة:
وهم
الحواريون قد قسمت لهم ... إن المداعي والمساعي تقسم
وتداعت
عليهم الحيطان، وتداعينا عليهم الحيطان من جوانبها: هدمناها عليهم.
ومن
مجاز المجاز: تداعت إبل بني فلان: هزلت أو هلكت. قال ذو الرمة:
تباعد
مني أن رأيت حمولتي ... تداعت وأن أحيا عليك قطيع
د
غ رلا قطع في الدغرة وهي الخلسة. وفلان من الدعار والدغّار. " ودغري لا صفّي
" أي ادغروا عليهم ولا تصافوهم: بمعنى اقتحموا عليهم بغتة ولا تلبثوهم وأصل
الدغر الدفع.
د
غ صسمن حتى كأنه داغصة، وهي العظم الذي يموج في الركبة.
د
غ د غدغدغ الصبي دغدغة.
ومن
المجاز: دغدغه بكلمةٍ: طعن بها في عرضه.
د
غ ف لتقول: رب صغير في فطنة دغفل، وكبير في غفلة دغفل؛ الأول: النسابة البكريّ،
والثاني ولد الفيل.
د
غ لدخل في الدّغل: وهو نحو الغيل والشجر الملتف الذي يتوارى فيه للختل والغيلة.
قال الكميت يصف حاله:
لا
عين نارك عن سار مغمضة ... ولا محلتك الطيطاء والدغل
المكان
الذي طوطيء أي خفض. وقال:
إنّا
إذا ما أعيت القوم الحبل ... تنسلّ في ظلمة ليل ودغل
ومنه
قولهم: اندسوا في مداغل وهي بطون الأودية إذا كثر شجرها والتف. ودغلت الأرض دغلاً:
صارت ذات دغل. ودغل القانص: دخل في مكان خفيّ لختل الصيد.
ومن
المجاز: اتخذوا الباطل دغلاً، ومنه دغل فلان، وفيه دغل أي فساد وريبة. وهو دغل
نغل، وإذا دخل مدخل مريب قيل: دغل فيه، تشبيهاً بالقانص الذي يدغل لختل القنص.
وأدغل في الأمر: أدخل فيه ما يفسده. وعاد فلان لدغاوله وهي غوائله.
د
غ مهو أدغم، وفيه دغمة وهي سواد الخطم. وفي مثل لمن يغبط بما لم ينل " الذئب
أدغم " أي ترى دغمته فيظن أنه قد ولغ وهو جائع. وأدغم اللجام في فم الفرس:
أدخله.
ومن
المجاز: أدغم الحرف في الحرف. وأرغمك الله وأدغمك.
د
ف أدفيء من البرد دفأ ودفاءة وتدفّأ وادّفأ واستدفأ. ودفؤ يومنا، ودفؤت ليلتنا،
وأدفأه من البرد، ومكان دفيء، وما عليه دفء أي ثوب يدفئه و " لكم فيها دفء
" وهو ما استدفيء به من الوبر والصوف والشعر لأنه يتخذ منها الأكسية والأخبية
وغيرها. ورجل دفآن، وامرأة دفأى. ومن المجاز: إبل مدفئة ومدفّئة: كثيرة لأن بعضها
يدفيء بعضاً ومن تخللها أدفأته وقيل تبنى البيوت بأوبارها. قال الشماخ:
وكيف
يضيع صاحب مدفئات ... على أثباجهنّ من الصقيع
وروي
بفتح الفاء أي يدفئها شحومها وأوبارها. وأدفأت فلاناً ودفأته: أجزلت عطاءه،
وأعطيته دفأً كثيراً. قال:
فدفءُ
ابن مروان ودفء ابن أمه ... يعيش به شرق البلاد وغربها
د
ف رلحم فيه دفر وهو النتن ووقوع الدود فيه. والدنيا دفرة، ولعن الله أم دفر وهي كنيتها.
وقد دفر الشيء دفرا ودفراً وهو أدفر، وهي دفراء، وهو دفر، وهي دفرة. وكتيبة دفراء:
يراد رائحة الحديد. وشممت دفره ودفره. ويقال للأمة: يا دفار. ودفرته عنّي: دفعته.
ودفر في صدره. وإذا دنا منك فادفره.
د
ف عدفعته عني. ودفعت في صدره. ودفع الله عنك المكروه. ودافع الله عنك أحسن الدفاع.
واستدفع الله تعالى الأسواء. ودفع إليه مالاً. ودفعته فاندفع. ورجل دفوع ودفّاع ومدفع، وهو مدفع عن المكارم.
ودفعته فتدفع. وجاؤا دفعة. وأعطاه ألفاً دفعةً أي بمرة. وانصبت دفعة من مطر. ورأيت عليه دماً دفعاً. وجاء الوادي بدفاع وهو السيل العظيم.
ومن
المجاز: فلان مدقع مدفع: وهو الفقير الذي يدفعه كل أحد عن نفسه. وبعير مدفّع: كريم
على أهله إذا قرّب للحمل رد ضناً به. قال ذو الرمة:
وقربن
للأظعان كلّ مدفّع ... من البزل يوفى بالحوية غاربه
وهذا
طريق يدفع إلى مكان كذا أي ينتهي إليه. ودفع فلان إلى فلان: انتهى إليه. ودفعت إلى أمر كذا. وأنا مدفوع إليه:
مضطر. وغشيتنا سحابة فدفعناها إلى بني فلان إذا انصرفت عنا إليهم. وجاءني دفاع من
الناس: للكثير. قال ابن أحمر:
حتى
صليت بدفاع له زجل ... يواضخ الشدّ والتقريب والخببا
واندفع
في الأمر: مضى فيه. واندفع الفرس: أسرع في سيره. ودفعت الناقة على رأس ولدها إذا
عظم ضرعها وهي حامل. وناقة دافع، فإذا كان ذلك بعد التاج فهي حافل. وتدافع السيل.
وقال زهير:
إليك
من الغور اليماني تدافعت ... يداها ونسعا غرضها قلقان
وقال
زيان بن سيار:
وأعجبني
بمدفع ذي طلوح ... تدافع مشيها واليوم حام وهذا قول متدافع.
د
ف فنقر الدف بالضم والفتح. ورجل دفّاف يعمل الدفوف. وبات يتقلب على دفيه وعلى
دفتيه وهما جنباه. قال زهير:
له
عنق تلوى بما وصلت به ... ودفّان يستفان كل ظعان
وقال
آخر:
ووانية
زجرت على حفاها ... قريح الدفتين من الظعان
ورماك
الله بذات الدف وهي ذات الجنب. قال:
ويحك
هل أخبر أني أشفى ... من أولق الجنّ وذات الدف
ودفت
عليهم دافّة من الأعراب: قدمت عليهم جماعة يدفّون للنجعة وطلب الرزق. والدفيف: السير اللّين. ودفّ الطائر
دفيفاً: حرك جناحيه وجلاه على الأرض. واستدفّ له الأمر: تهيأ.
ومن
المجاز: حفظ ما بين الدفتين وهما ضماما المصحف من جانبيه. وقرع دفّتي الطبل وهما
جلداه. وقطعنا دفوف الأودية وأسنادها وهي ما ارتفع من جوانبها.
د
ف قدفق الماء يدفقه، وماء مدفوق، واندفق الماء وتدفق. واندفق الكوز. ويقال في
الطّيرة عند انصباب الكوز ونحوه: دافق خيرٍ. واندفق دمعه. قال:
صبا
فؤادك من طيف ألم به ... حتى ترقرق ماء العين فاندفقا
ومن
المجاز: ماء دافق: بمعنى ذو دفق، كعيشة راضية. وجاء القوم دفقة واحدة: جاؤا بمرّة. ودفق الله روحه. وناقة دفاق:
مندفقة في سيرها. وفلان يمشي الدفقي وهي أقصى العنق. وتدفق حلمه: ذهب. قال الأعشى:
فما
أنا عما تصنعون بغافل ... ولا بسفيه حلمه يتدفق
د
ف لكيف يقال الأعلى لمن هو بالمنزلة السفلى، أم كيف يقال الأحلى لمن هو أمرّ من
الدّفلي؛ وهو شجر مرّ وقيل هو الحنظل.
د
قال: ن دفن الشيء في التراب. ودفن الميت. وشيء دفين. ولفلان دفائن. وهل معك دفينة
ودفائن وهي النوى يدفن إذا وضع للغرس، كما يفعل بعجم الفرسك. وركية دفن. ومنهل دفن ودفان: سفت الريح فيه التراب
حتى اندفن. وهذا العبد فيه دفان وليس فيه إباق باتٌّ، وهو أن يتوارى في مصره اليوم
واليومين ثم يظهر وقد ادّفن.
ومن
المجاز: دفن سره. وفلان يثير الدفائن ويكشف عن الغوامض: للنحرير. وفيه داء دفين
وهو الذي لا يعلم به حتى يظهر شره. وسمعت من العرب من يقول في رائية ذي الرمة:
أبياتها كلها دفن أي غامضة معمّاة. ويقال للخامل: دفنت نفسك في حياتك، وما أنت إلا
دفون. وناقة دافنة الجذم وهي التي انسحقت أضراسها من الهرم.
د
ق رموائدكم دقرى، ولكن دعوتكم نقرى؛ هي روضة بعينها. وقيل الدفرى: الروضة اللفاء
الوارفة، والدقاري جمعها، من دقر دقراً إذا امتلأ حتى يفيض. قال النمر:
وكأنها
دقرى تخيل نبتها ... أنف يغم الضال نبت بحارها
والبحرة:
الأرض الواسعة. وتقول: جئت بالأقارير، ثم بعدها بالدقارير؛ وهي الأباطيل والأكاذيب
المستشنعة. قال:
تلجمت
بكلام كنت أرفعها ... عنه وجاءت سليمى بالدقارير
د
ق عفقير مدقع ومدقع. وقد أدقع فلان وأدقع ودقع: لصق بالدقعاء وهي التراب من شدّة
الفقر. وأدقعه الفقر. وفقر مدقع.
د
ق قدق الشيء بالمدق والمدقة والمدق فاندق. قال:
يتبعن
جأباً كمدق المعطير
ودقّ
الشيء دقّة. واستدق الهلال. وأدقّ القلم ودقّقه. ولا بد مع اللحم من الدقة وهي
الملح المبزر. ورأيت العرب يسمون الكزبرة الدقة، وينشدون:
باتت
لهن ليلة دعسقه ... طعم السري فيها كطعم الدقهْ
من
غائر العين بعيد الشقّه
وسمعت
باعة مكة ينادون عليها بهذا الاسم. وأصابته حمّى الدق. والإبل ترعى دق الشجر وهو
ما دق منه وخس. ودقدقت بهم الهماليج دقدقة، وهي أصوات الحوافر في سرعة تردّدها.
ومن
المجاز: رجل دقيق: قليل الخير. وأتيته فما أدقني وما أجلني أي ما أعطاني شيئاً.
وما أثابه دقاً ولا جلاً. " وما له دقيقة ولا جليلة " . ويقولون: كم
دقيقتك أي غنمك. وأعطاه من دقائق المال. وهو راعي الدقائق: يريدو الغنم. وفي مثل
" غزلتني منذ اليوم دقاً " أي سمتني خسفاً. وداقّني في الحساب مداقّة. وما لفلان دقّة. وإنها
لقليلة الدقة إذا لم تكن مليحة. وجاء بكلام دقيق. ودقق في كلامه. ويقال للذين
يمنعون الخير ويشحّون:
لقد
أدقّت بكم أخلاقكم، من أدق الرجل إذا اتبع الدقيق من الأمور الخسيس. ولهم همم دقاق، ويتبعون مداقّ الأمور، وهم
قوم أدقة وأدقاء. قال الفرزدق:
أشبهت
أمك إذ تعارض دارماً ... بأدقّةٍ متقاعسين لئام
د
ق ليقال للمجبوب: زورق بلا دقل وهو سهم السفينة. وما أطعمونا إلا الدقل وهو الرديء
من التمر. وتقول: أراط أطول قدّاً من الدّقل، وأنت تنثر كلامك نثر الدقل؛ وأدقلت
النخلة، نحو أرطبت وأثمرت.
د
ق مرجل أدقم: مكسور الفم، وقد دقم دقماً، ودقمته أنا. ولعن الله هذه الدقمة. ودقم
أنفه.
د
ق ندقن في حليه إذا لكزه لكزة بجمع كفّه، ثم قالوا للمحروم دقن في لحيه. ويقول أهل
بغداد: في دقنك أي في لحيتك.
د
ك كدككته: دققته. ودكّ الركيّة: كبسها. وجمل أدك، وناقة دكاء: لا سنام لهما.
واندكّ السنام: افترش على الظهر. ونزلنا بدكداك رمل متلبد بالأرض.
ومن
المجاز: دكّه المرض. ورجل مدك: شديد الوطء. وأمة مدكة: قوية على العمل. ودكّ الدابة: جهدها بالسير. ودك المرأة:
جهدها بالجماع. وتداكّت عليهم الخيل.
د
ك لهو من الدكلة، وهم الذين لا يجيبون السلطان من عزهم. وهم يتدكّلون على السلطان.
ولشدّ ما تهدكّلت يا فلان بعدنا. وكم تدلّلت علينا وتدكّلت.
د
ك نخز أدكن. وجبة دكناء، وهي بينة الدكنة والدكن وهو لون بين سواد وحمرة. ودكّنه
الصابغ. وثريدة دكناء بالفلفل: طرح عليها منه ما دكنها.
ومن
المجاز: على الجوّ مطارف دكن وهي السحاب. ودكن المتاع: نضّده وصيّره كالدكان.
د
ل بهو من أهل الدربه، بمعالجة الدلبه؛ واحدة الدلب وهو شجر الصنار، منه تتخذ
النواقيس أي هو نصراني. وسقى أرضه بالدولاب بفتح الدال، وهم يسقون بالدواليب.
د
ل جكفت عيناه وكيف غربي دالج، وهو الذي يختلف بالدلو من البئر إلى الحوض. وبات
ليلته يدلج دلوجاً، ومنه دلج الليل وهو سيره كله. قال:
كأنها
وقد براها الإخماس ... ودلج الليل وهاد قياس
شرائح
النبع براها القوّاس
وتقول: من أراد الفلج، فعليه بالدلج؛ وأدلج
القوم: ساروا الليلة كلها وهي الدلجة بالفتح. وادلجوا بالتشديد: ساروا في آخر الليل
وهي الدلجة بالضم. وتقول:
الدلجه،
قبل البلجة؛ ومن الإدلاج قيل للقنفذ: أبو مدلج. " وبات يجول بين المدلجة
والمنحاة " فالمدلجة والمدلج ما بين البئر والحوض والمنحاة من البئر إلى
منتهى السانية.
د
ل حدلح البعير دلوحاً وهو تثاقله في مشيه، وبعير دالح، ومرّ يدلح بحمله. واشتريا
لحماً فتدالحاه، على عود تحاملاه؛ وتدالح الرجلان العكم: أدخلا عوداً في عرى
الجوالق، وأخذا بطرفي العود.
ومن
المجاز: سحابة دلوح، وسحائب دلح ودوالح. قال:
بينما
نحن مرتعون بفلج ... قالت الدلح الرواء إنيه
والسحابة
تدلح من كثرة مائها. كأنها تنخزل انخزالاً.
د
ل سأتانا دلس الظلام. وخرج في الدلس والغلس، ودلّس فلان لفلان في البيع، ودلّس
عليه إذا كتم عيب السلعة، وهذا من تدليس فلان. ودلّس عليّ كذا: أخفى عليّ عيبه.
وفلان: لا يدالس، ولا يؤالس؛ لا يعامل بالتدليس والألس وهو الخيانة.
ومن
المجاز: دلّس المحدّث. والمدلس لا يقبل حديثه وهو الذي لا يذكر في حديثه من سمعه
منه، ويذكر من هو أعلى ممن حدّثه يوهم أنه سمعه منه.
د
ل صدرع دلاص ودلامص ودروع دلاص، ودلص: ملساء براقة. وصخرة مدلّصة. وقد دلّصتها
السيول: ملّستها. قال ذو الرمة:
إلى
صهوة تحدو محالاً كأنه ... صفا دلّصته طحمة السيل أخلق
وشيء
دليص: برّاق. ودلصته ودلّصته: هذبته فصار له بريق. واندلص الشيء من يدي: انملص وسقط. ودلص فلان ولم يوعب إذا جامع
فيما دون الفرج أي حواليه ولم يولج وهو التزليق والتدحيض.
د
ل عأدلع لسانه ودلعه، ولدع بنفسه واندلع: خرج واسترخى من كرب أو عطش، كما يدلع الكلب. وفي
حديث بلعم " إن الله لعنه فأدلع لسانه فسقطت أسلته على صدره " .
ومن
المجاز: اندلع السيف من غمده واندلق.
د
ل فدلف الشيخ والمقيد دليفاً ودلوفاً، وهو فوق الدبيب، وشيخ دالف، وعجائز دوالف.
قال طرفة:
لا
كبير دالف من هرم ... أرهب الناس ولا كلّ الظفر
وجاء
يدلف بحمله لثقله.
ومن
المجاز: جمل دلوف: سمين يدلف من سمنه. ونخلة دلوف: كثيرة الحمل كمن يدلف بحمله.
وسهم دالف.
د
ل قدلق السيف دلوقاً: خرج من غمده من غير أن يسل، واندلق، وسيف دالق. قال:
أبيض
خرّاج من المآزق ... كالسيف من جفن السلاح الدالق
وقال
ابن مقبل:
دلوق
السري ينضو الهماليج مشيها ... كما دلق الغمد الحسام المهنّدا
أخرجه
بسرعة حين أكله. وبينما هم آمنون إذ دلق عليهم السيل. ودلقت عليهم الخيل واندلقت.
وخيل دوالق ودلق. قال طرفة:
دلق
في غارة مسفوحة ... كرعال الخيل أسراباً تمرّ
ودلقوا
عليها الغارة: شنّوها. ودلق البعير شقشقته: أخرجها. وضربه فاندلقت أقتاب بطنه.
د
ل ككلّ شيء مرسته فقد دلكته. ودلك السنبل حتى انفرك: قشره من حبه. ودلكت المرأة
العجين. ودلّك الثوب: ماصه ليغسله. ودلك العود مرنه. ودلك الخفّ على الأرض. ودلكه
الدلاك في الحمام. وأطعمنا من التمر الدليك وهو المريس. ويقال للحيس: الدليكة. وفلان يأكل دليكاً من نحي
أهله. وتدلك بدلوك من نورة أو طيب أو غيره.
ومن
المجاز: بعير مدلوك: قد عاود السفر ومرن عليه. وقد دلكته الأسفار. قال:
علّ
علاواك على مدلوك ... على رجيع سفر منهوك
جمع
علاوة، كهراوى في هراوة. وفرس مدلوك اعلحجبة إذا لم يكن بها إشارف، كأنما دلكت
دلكاً. ودلكت الشمس دلوكاً: زالت أو غابت لأن الناظر إليها يدلك عينه، فكأنها هي
الدالكة. ودالك غريمه: ماطله. مثل داعكه. تقول: ما هذه المداعكة والمدالكة.
د
ل لدلّه على الطريق، وهو دليل المفازة وهم أدلاؤها، وأدللت الطريق: اهتديت إليه.
وتدللت
المرأة على زوجها، ودلت تدل، وهي حسنة الدلّ والدلال. وذلك أن تريه جرأة عليه في
تغنّج وتشكّل، كأنها تخالفه وليس بها خلاف. وأدلّ على قريبه وعلى من له عنده
منزلة، وأدل على قرنه، وهو مدلّ بفضله وشجاعته، ومنه أسد مدلّ. ولفلان عليّ دلال ودالة، وأنا أحتمل
دلاله. قال:
لعمرك
إني بالخليل الذي له ... عليّ دلال واجب لمفجع
ومن
المجاز: " الدالّ عىل الخير كفاعله " . ودلّه على الصراط المستقيم. ولي على
هذا دلائل. وتناصرت أدلّة العقل، وأدلة السمع. واستدل به عليه. واقبلوا هدى الله
ودلّيلاه.
د
ل مهم أجور من الترك والديلم، وجوارهم من الإد الصنيلم؛ ورجل أدلم: أسود طويل،
ورجال دلم. والدلمة: لون الفيل.
ومن
المجاز: فلان من الديلم، وهو ديلميّ من الديالمة أي عدوّ من الأعداء، لشهرة هذا
الجيل بالشرارة والعداوة. قال رؤبة يصف جيشاً:
في
ذي قدامى مرجحنّ ديلمه ... إذا تدانى لم تفرّج أجمه
وبه
فسر قول عنترة:
شربت
بماء الدحرضين فأصبحت ... زوراء تنفر عن حياض الديلم
ومن
ثم قالوا للنمل والقردان: الديلم. لأنها أعداء الإبل. ويقال: ليل أدلم. وقال عنترة:
ولقد
هممت بغارة في ليلة ... سوداء حالكة كلون الأدلم
فهذا
تشبيه وذاك استعارة.
د
ل هدله فلان دلهاً: تحير وذهب فؤاده من هم أو عشق، وتدلّه، ودلّهني حب الدنيا.
ودلهت فلانة على ولدها ودلهت، وفلان مدله: لا يحفظ ما فعل ولا ما فُعل به.
د
ل ي
أدليت
دلوي: أرسلتها في البئر، ودلوتها: نزعتها. وسقى أرضه بالدالية وبالدوالي وهي النواعير. ودلّى
شيئاً في مهواة وتدلّى بنفسه، ودلّى رجليه من السرير، ودلاّه بحبل من سطح أو بجل.
وتدلّت الثمرة من الشجرةن.
ومن
المجاز: دلا فلان ركابه لدواً إذا رفق بسوقها. قال:
لا
تعجلا بالسوق وادلواها ... فإنها ما سلمت قواها
بعيدة
المصبح من ممساها
وقال:
يا
ميّ قد أدلو الركاب دلواً ... وأمنع العين الرقاد الحلوا
ودلوت
حاجتي: طلبتها. قال:
فقد
جلعت إذا ما حاجتي نزلت ... بباب دارك أدلوها بأقوام
ودلوت
بفلان إلى فلان: متت به وتشفعت به إليه. ومنه الحديث: " دلونا به إليك مستشفعين
" وأدلى بحقه وحجته: أحضرها. وأدلى بمال فلان إلى الحكّام: رفعه. وتدلّى علينا فلان من أرض كذا: أتانا.
يقال: من أين تدليت علينا. قال لبيد:
فتدلّيت
عليه قافلاً ... وعلى الأرض غيابات الطفل
وفلان
يتدلّى على الشر وينحط عليه. وتدلى من الجبل: نزل. قال محمد بن ذؤيب:
وحوض
الحجيج المستغاث بمائه ... إذا الركب من نجد تدلّوا فتهموا
وداريت
فلاناً وداليته: صانعته ورفقت به.
قال
كثير:
بصاحب
لك ما داليته غلظت ... منه النواحي وإن عاتبته جحدا
وأدلى
الفرس: رؤل. وفي مثل: " ألق دلوك في الدلاء " حث على الاكتساب. قال:
وليس
الرزق يأتي بالتمنّي ... ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئك
بملئها يوماً ويوماً ... تجئك بحمأة وقليل ماء
" فدلاهما بغرور
" .
د
م ثدمث المكان فهو دمث ودميث. ومال إلى دمثٍ من الأرض فبال. ودمّث الشيء بيده:
مرسه حتى يلين. ودمّث لخبزتك: وطيء مكانها. ونزلنا بأرض ميثاء دمثاء.
ومن
المجاز: رجل دمث الأخلاق: وطيئها. وفي خلقه دمث ودماثة. وقال:
لنا
جانب منه دميث وجانب ... إذا رامه الأعداء ممتنع صعب
وفي
مثل: " دمّث لنفسك قبل النوم مضطجعاً " أي استعد للأمر قبل وقوعه. ويقال: دمث لي ذلك الحديث حتى أطعن في حوصه أي
اذكر لي أوله حتى أعرف وجهه فأعلم كيف آخذ فيه.
د
م جدمج الوحشي في الكناس واندمج: دخل. قال الراعي:
غداة
تراءت لابن ستين حجة ... سقية غيل في الحجال دموج
ودمج
الشيء دموجاً واندمج اندماجاً إذا استحكم والتأم. قال يصف فرساً طويلاً:
شرجب
سلهب كأن رماحاً ... حلمته وفي السراة دموج
يقال: اندمج الثعلب في الجبة والسيلان في النصاب.
وأدمجت الماشطة ضفائر المرأة: أدرجتها وملستها. وله أعضاء مدمجة. وأدرج هذا الطومار وأدمجه أي شدّ أدراجه.
ومن
المجاز: دمج أمرهم: صلح والتأم. وصلح دِماج ودُماج: محكم. وقال ذو الرمة:
وإذا
نحن أسباب المودة بيننا ... دماج قواها لم يخنها وصولها
أي
مدمجة. ودامجتك على هذا الأمر: وافقتك عليه. وتدامجوا عليه: توافقوا. وتدامج القوم عليّ: تألبوا. ووجد البرد
فتدمج في ثيابه: تلفف. وليل دامج دامس: ملتفّ الظلام، قد دمج بعضه في بعض. وأدمج
كلامه: أتى به متراصف النظم. واندمج الفرس: انطوى بطنه وضمر. قال النابغة يصف إبل
الحاجّ:
قود
براها قياد الشعث فاندمجت ... تنكي دوابرها محذوة خدما
د
م رحل بهم الدمار، وقد دمروا يدمرون، وهو خاسر دامر. ودمرهم الله ودمر عليهم وهو
إهلاك مستأصل. ودمرت على القوم: هجمت عليهم بغير استئذان دموراً. تقول: إذا دخلت الدور، فإيّاك والدمور؛
وما بالدار تدمريّ أي أحد من الدمور.
ومن
المجاز: هو يدامر الليل كله: يكابده، ومعناه يفنيه بالسهر. وفلان مدمر: للصائد
الماهر لأنه يدمر على الصيود. قال أوس:
فلافى
عليها من صباح مدمرا ... لناموسه من الصفيح سقائف
وقيل
هو الذي يدخّن بالوبر لئلا يجد الوحش ريحه لأنه يهجم عليه من غير أن يحس به من
الدمور.
د
م سليل دامس، ونهار شامس؛ وقد دمس الليل دموساً وأدمس، وأتيته دمس الظلام. ودمست الشيء في الأرض ودمّسته: دفنته.
ووقع في الديماس وهو السجن أو القبر، بالفتح والكسر. ودمسه ورمسه: قبره. وكان بان
المهلب في ديماس الحجاج.
ومن
المجاز: دمس الأمر ودمسه، وأمرهم مدمس: مستور. وأمور دمس: مظلمة. ولما وارى دمس
دمساً اتخذ الليل جملاً أي سواد سوادا.
د
م عأصفى من الدمعة. وله عين دامعة ودموع ودمّاعة، ولهم عيون دوامع، وسالت على
خدودهم الدموع والأدمع. واغرورقت مدامعه وهي مآقيه، وأطراف عينه المقدمان والمؤخران،
الواحد مدمع. وامرأة دمعة: سريعة الدمع بكاءة. وعينه دمعة. وما أكثر دمعتها، وقد
دمعت عينه دمعاً، ودمعاً، كقولك حلبْاً وحلَبَاً. وبوجهه دماع وهو أثر الدمع. قال:
يا
من لعين لا تني تهماعا ... قد ترك الدمع بها دماعا
وتقول:
ذرفت عيناه وجعل يستدمع.
ومن
المجاز: بكت السماء ودمع السحاب. وثرى دامع: ند. ومكان دامع الثرى. وأدمع إناءه:
ملأه حتى يفيض. ودمع إناؤه. وقدح دمعان، وجفنة دامعة: ملأى. وقد دمعت الجفنة. وقال
لبيد:
ولكن
مالي غاله كلّ جفنة ... إذا جاء ورد أسبلت بدموع
وشجّة
دامعة: تسيل دماً قليلاً. ودمع الجرح، وشرب دمعة الكرم وهي الخمر. وسال دماع الكرم
وهو ما يسيل منه أيام الربيع.
د
م غدمغ رأسه: ضربه حتى وصلت الضربة إلى دماغه. وشجة دامغة. ودمغته الشمس: آلمت
دماغه.
ومن
المجاز: دمغ الحق الباطل إذا علاه وقهره " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه
" ويقال: دمغهم بمطفئة الرضف إذا ذبح لهم ذبيحة سمينة. ودمغ الثريد بالدسم:
لبقه.
د
م ق سشحم كالدمقس وهو الحريرة البيضاء.
د
م ككان إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام يبنيان البيت فيرفعان كل يوم مدماكاً
وهو الصفّ من الحجارة أو اللبن عند أهل الحجاز وعند أهل العراق الساف. ودمكت الأرنب
دموكاً: أسرعت. وبكرة دموك: سريعة.
د
م لدمل الجرح فاندمل. ودمل الدواء المريض فاندمل. وامرأة ذات دملج ودملوج، ودمالج
ودماليج.
ومن
المجاز: دمل الأرض بالدمال: أصلحها بما تستصلح به من القوة، وهذا دمال هذا أي
صلاحه. دمل السقاء. ودمل بين الرجلين. وداملت فلاناً: داريته لأصلح ما بيني وبينه.
قال أبو الأسود:
شنئت
من الإخوان من لست زائلاً ... أدامله دمل السقاء المخرّق
وما
قدّم إلينا إلا دمالاً وهو التمر العفن. وألقى عليه دماليجه أي ثقله.
د
م مدممت ودممت دمامة، وهو دميم الخلق، ذميم الخُلُق؛ وقد أدمت فلانة وأذمت: جاءت
به كذلك. ودمّ الشيء: طلاه بما رسخ فيه كما يدمّ الرجل البرمة بالدما. وتدم المرأة
شفتيها بالدمام وهو النؤور. ويدمّ الرمد محاجره بالدمام وهو الحضض. ودم البيت:
طينه.
ومن
المجاز: قولهم للسمين: كأنما دم بالشحم دماً. ودممت ظهره بآجرّة ورأسه بعصا أو
حجر: ضربته. ودمّت فلانة بغلام ولدته: وبم دمت عيناها: يعنون أذكراً ولدت أم أنثى.
د
م نوقفوا على دمنة الدار وهي البقعة التي سوّدها أهلها وبالت فيها وبعرت مواشيهم. ودمّنوا المكان، وهو مدمّنهم، وفي دمنتهم
دمن كثير وهو السرقين نفسه. ودمن الماء: وقع فيه الدمن. ودمن أرضه. وأرض مدمونة:
مسرقته.
ومن
المجاز: في قلبه دمنة وهو الحقد الثابت اللابد، وقد دمن قلبه عليه. ودمن فناء فلان
غشيه ولزمه. ولا أدمن بابك: لا أغشاه. قال كعب بن زهير:
أرعى
الأمانة لا أخون ولا أرى ... أبداً أدمّن عرصة الإخوان
وفلان
مدمن خمر: لا يقلع عن شربها وهو يدمن شربها. وأدمن الأمر وأدمن عليه: واظب.
د
م يدميت يده، وأدميتها ودمّيتها. وشجة دامية. وإذا ترشّش على الرجل دم قالوا: دامي
خير إن شاء الله تعالى. واستدمى الرجل: طأطأ رأسه يقطر منه الدم. وجارية كدمية
القصر، وجوارٍ كالدمى وهي الصورة المنقشة وفيها حمرة كالدم.
ومن
المجاز: لا يلائم دمي دمك. وكميت مدمى: شديد الحمرة كأنما دمّي. قال طفيل:
وكمتاً
مدماة كان متونها ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب
وسهم
مدمًّى، وسهم أسود مبارك: رميَ به الصيد مراراً حتى اسودّ من الدم. ومنه تركتهم في
الدّامياء أي في البركة والنعمة. واستدم من غريمك ما دمّى لك أي خذ منه ما طفّ لك.
وفلان دامي الشفة: حريص على الطلب. ودميَ فوه من الحرص، كما يقال: ضبّ فوه، وضبت
لثاته.
د
ن أ
هو
دنيء من الأدنياء وهو الرقيق الخلق الحقير. وأتى بالدنية وبالدنايا، وقد دنؤ
دناءة. وتقول: أهل الدناءة، هم أهل الشناءة.
د
ن جفلان داناج: كيّس تعريب دانا. ومنه عبد الله الداناج من المحدّثين.
د
ن روجه كأنه الدينار الهرقليّ. قال:
كأن
دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء
وذهب
مدنر: مضروب.
ومن
المجاز: ثوب مدنر: وشيه كالدينار، نحو مسهم ومرحل. قال ابن المفرغ:
وبرود
مدنرات وقز ... وملاء من أعتق الكتان
وبرذون
مدنر اللون: أشهب مفلس بسواد. وكلمته فدنر وجهه إذا أشرق.
د
ن سدنس الثوب دنساً، وتدنّس، ودنسته.
ومن
المجاز: تدنس عرضه. ودنسه سوء خلقه. وهو دنس المروءة، ودنس الثياب، ودنس الجيب
والأردان. وهو يتصون من الأدناس والمدانس.
د
ن فدنف الرجل دنفاً: ثقل من المرض ودنا من الموت كالحرض. ورجل دنف، ودنف. ورجلان ورجال دنف، وكذلك الأنثى. وأدنفه
المرض: أثقله. وأدنف بنفسه فهو مدنف ومدنف، نحو سكت وأسكت.
ومن
المجاز: أدنفت الشمس: دنت للغروب. قال العجاج:
والشمس
قد كادت تكون دنفاً
ودنف
الأمر: دنا مضيّه. وأدنفه صاحبه.
د
ن قالحسن " لا تدنقوا فيدنق عليكم " وكان رحمه الله تعالى يقول: "
لعن الله الدانق وأول من أحدث الدانق " وأراد الحجاج أي لا تضيقوا في النفقة. والمدنق: المستقصي. وتقول: المروءة في ذرى
نيق، من أهل الدوانيق.
ومن
المجاز: دنق فلان يدنق ويدنق دنوقاً إذا أسف لدقائق الأمور. ورجل دانق، وهو من أهل
الدانق. ودنقت الشمس: قلّ ما بينها وبين الغروب. ودنق للموت: دنا منه. ودنقت عينه:
غارت.
د
ن ودنا منه وإليه وله، ودنا دنوة، وأدناه. ودخلت على الأمير فحب بي وأدنى مجلسي. وأدنت
المرأة ثوبها. ودنّته " يدنين عليهن من جلابيبهن " وقال عمر بن أبي
ربيعة:
كأن
ثوباً لما التقى الركب تد ... نيه عليها يشف عن قمر
واستدناه
وداناه، وتدانوا، وبينهم تقارب وتدان، ودانيت بين الشيئين: قاربت بينهما، وهو
يتدنّى: يدنو قليلاً قليلاً. وأدنت الفرس فهي مدن: دنا نتاجها. وهو ابن عمي دنياً
ولحاً. وبعيد يدني خير من قريب يبتعد. وهم أدانيه، وعشيرته الأدنون. " وإذا
أكلتم فدنّوا
" .
ومن
المجاز: دانى له القيد ساقيه. قال ذو الرمة يصف جملاً:
دانى
له القيد في ديمومة قذف ... قينيه وانحسرت عنه الأناعيم
وفلان
في دنيا دانية ناعمة: يأخذ ما يريد من قرب.
د
ه د يدهديت الحجر فتدهدى. وكأنه دهديّة الجعل ودحروجته.
د
ه رمضت عليه أدهر ودهور، وكان ذلك دهر النجم حين خلق الله النجوم: تريد في أول
الزمان وفي القديم. ورأيت شيخاً دهرياً دهرياً: مسنا ملحداً يقول بقدم الدهر.
ودهرهم أمر: أصابهم به الدهر. ومضت دهور دهارير: طوال. ورأيته يدهور اللقم: يعظمها
ويتلقمها. ووقع في الدهاريس وهي الدواهي.
ومن
المجاز: ما ذاك بدهري، جعلوا دهره الفعل كونهفيه.
د
ه سمشينا في دهاس وهو رمل لا تغيب فيه القوائم. وعنز دهساء: بينة الدهسة وهي لون
الرمل يعلوه أدنى سواد.
د
ه شدهش، ودهش، فهو دهش، ومدهوش، وأصابه دهش ودهشة، وأدهشه الحياء.
د
ه قأدهق الكأس، وكأس دهاق. وغمز ساقه بالدهق. وتقول: عنقه في وهق، ورجله في دهق.
د
ه مجاء في عدد دهم كغمام دهم. ودهمتهم الخيل: غشيتهم. " وأشأم من الدهيم " .
ومن
المجاز: ادهامّت الروضة. وأصابتهم الدهيماء وهي الداهية لظلمتها. ونصبوا الدهماء
وهي القدر. وأصفقت على ذلك الدهماء. كما قيل: السواد الأعظم. قال:
فقدناك
فقدان الربيع وليتنا ... فديناك من دهمائنا بألوف
د
ه ندهن رأسه، ودهنه، وادهن وتدهن. وكأنها مداهن الفضة، جمع مدهن وهو الذي يجعل فيه
الدهن. وبتنا في ميثاء دهناوية. والدهناء: أرض ذات رمال.
ومن
المجاز: أدهن في الأمر، وداهن: صانع ولاين. ودهن المطر الأرض: بلها بلاً يسيراً.
وناقة دهين: قليلة اللبن. وما وردنا إلا المداهن وهي نقر الماء. وفي الحديث " نشف المدهن ويبس الجعثن
" . ودهن الأرض: دملها. ودهنه بالعصا، كما تقول: مسحه بالعصا. ومسحه بالسيف:
ضربه. وما أدهنت إلا على نفسك أي ما أبقيت إلا عليك.
د
ه يما دهاك؟ وفلان مدهيٌّ. وكثرت دواهي الدهر. وداهية دهياء.
ومن
المجاز: هو داهية من الدواهي إذا كان بصيراً بالأمور منكراً. ورجل داه ودهيّ ودهٍ
بوزن شيج. وقوم دهاة وأدهياء. ودها ودهو ودهيَ. وفيه دهاء ودهيٌ.
د
و أبه داء وأدواء. وداء الرجل يداء. وأداء جوفك. ورجل داء وامرأة داء وداءة.
وأي
داء أدوأ من البخل.
د
و حقلنا تحت ظلال الدوح وهي الشجر العظام، الواحدة دوحة. وياقل: سمرة دوحة، ومظلة
دوحة: عظيمة. وداحت الشجرة. وأراكة دائحة، وأراك دوائح، وانداح بطنه: انتفخ وتدلّى
من سمن أو علة، وتدوّح مثله. وفلان يلبس الداح وهو الوشي والنقش. قال:
يا
لابس الوشي على شيبه ... ما أقبح الداح على الشيخ
وجاءنا
وعليه داحة. وقال أبو حمزة الصوفيّ:
لولا
حبتي داحه ... لكان الموت لي راحه
فقيل
له وما داحة؟ قال: الدنيا.
ومن
المجاز: فلان من دوحة الكرم.
د
و خداخ لنا فلان: ذل وخضع، ودوّخناهم فداخوا. قال:
حتى
يدوخ لنا من كان عادانا
ومن
المجاز: دوخ الأرض: أكثر وطأها. ودوخني الحر: أضعفني.
د
و ددود الطعام وأداد وديد: وقع فيه الدود. وطعام مدود، ومديد، ومدود. وفي عزيمة
العرب: أعزم عليك أيها الجرح أن لا تزيد ولا تديد.
د
و رداروا حوله واستداروا. واستدار القمر، وقمر مستدير: مستير. وأداره ودوّره.
وأدار العمامة على رأسه. وانفسخ دور عمامته وأدوارها. ودارت به دوائر الزمان وهي
صروفه. ويتربص بكم الدوائر. وسوّى الدائرة بالدّوارة وهي الفرجار. والفلك دوّار.
والدهر بالناس دوّاريٌّ: يدور بأحواله المختلفة. ودار الفلك في مداره. ودير به. وأدير أصابه
الدوار، وهو مدور به، ومدار به. ولا تخرج من دائرة الإسلام حتى يخرج القمر من
دارته وهي هالته. وتديرت المكان: اتخذته داراً. وما بالدار ديّار. ورجل داريّ: لا
يبرح داره. قال:
لبث
قليلاً يلحق الداريّون
وبعير
داريّ، وشاة دارية: لازمان للدار لا يرعيان مع المواشي. ومثل الجليس الصالح كمثل
الداريذ وهو العطار، نسب إلى دارين. ونزلنا في دارة من دارات العرب وهي أرض سهلة
تحيط بها جبال. وكل موضع يدار به شيء يحجزه فهو دارة.
ومن
المجاز: أدرته على هذا الأمر أي حاولت منه أن يفعله. وأدرته عنه: حاولت منه أن يتركه. قال عبد الله بن
عمر رضي الله تعالى عنهما:
يديرونني
عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم
وداورت
الرجل على الأمر. وداورت الأمور: طلبت وجوه مأتاها. قال سحيم:
أخو
خمسين مجتمع أشدّي ... ونجذني مداورة الشؤون
وهو
شر ما أدارت يمين في شمال وأحارت أي جعلت. وفلان ما تقشعر دائرته، وما تقشعر شواته
إذا لم يجبن، وهي الشعر الذي يستدير على الرأس. واستدار فلان بما في قلبي: أحاط
به. وفلان يدور على أربع نسوة ويطوف عليهن أي يسوسهن ويرعاهن. قال:
واحدة
أعضلكم أمرها ... فكيف لو درت على أربع
هو
عبد سأل مواليه أن يزوجوه، أي غلبكم أمر واحدة فكيف لو سألتكم أن تزوجوني أربعاً.
وما في بني فلان دار أفضل من دور قومك وهي القبائل، كما قيل البيوت. ومرت بنا دار
بني فلان.
د
و سداسوه بأقدامهم. والخيل تدوس القتلى بالحوافر دوساً. وطريق مدوس وهو شدة الوطء.
وداس الطعام دياسة.
وداسوهم
دوس الحصيد. وألقوا في بيدرهم الدائسة والدوائس وهي البقر. وهم في دياسة كدسهم.
ومن
المجاز: داس الصيقل السيف دياساً، وسنه بالمدوس. قال:
وأبيض
كالصقيع ثوى عليه ... عبيد بالمداوس نصف شهر
وأخذنا
في الدوس وهو تسوية الحلية وتزيينها، كما يصقل السيف ويجلى بالدياس. وداس المرأة
وداكها: نكحها.
د
و شرجل أدوش. وامرأة دوشاء: بينة الدوش وهو ضعف البصر وضيق العين.
د
و ف
داف
المسك بالعنبر: خلطه به وداف الزعفران والدواء: خلطه بالماء ليبتل.
د
و كداك البعير الشيء بكلكله. وداكوهم دوكاً: داسوهم وطحنوهم. وداك الطّيب على
المداك. وتداوكوا في الحرب. ووقعوا في دوكة: في شر يدوكهم وتقول: كان في شوكة،
فوقع في دوكة.
د
و لدالت له الدولة. ودالت الأيام بكذا. وأدال الله بني فلان من عدوّهم: جعل الكرّة
لهم عليه. وعن الحجاج: إن الأرض ستدال منا كما أدلنا منها. وفي مثل " يدال من
البقاع كما يدال من الرجال " وأديل المؤمنون على المشركين يوم بدر، وأديل
المشركون على المسلمين يوم أحد. واستدلت من فلان لأدال منه. واستدل الأيام:
استعطفها. قال:
إستدل
الأيام فالدهر دول
والله
يداول الأيام بين الناس مرة لهم ومرة عليهم. والدهر دول وعقب ونوب. وتداولوا الشيء بينهم. والماشي يداول بين
قدميه: يراوح بينهما. وتقول دواليك أي دالت لك الدولة كرة بعد كرّة. وفعلنا ذلك
دواليك أي كرات بعضها في إثر بعض. قال سحيم:
إذا
شق برد شق بالبرد برقع ... دواليك حتى كلنا غير لابس
د
و مدام الشيء دوماً ودواماً، ولا أفعله مادام كذا. وأدام الله عزك. وأنا أستديم
الله نعمتك. ودام على الأمر وداوم عليه. وظل دوم: دائم. قال حاجب بن زرارة في يوم
جبلة:
شتان
هذا والعناق والنوم ... والمشرب البارد في الظل الدوم
ودام
المطرأياماً. ومطرتهم السماء بديمة وديم، وديمت وأدامت. وشرب المدامة والمدام:
سميت لأن شربها يدام أياماً دون سائر الأشربة. وقطعوا ديمومة ودياميم وهي الأرض
التي يدوم بعدها، والأصل ديمومة فيعلولة من الدوام، كالكينونة من الكون.
ومن
المجاز: ماء دائم: ساكن لا يجري. وأدمت القدر ودوّمتها: سكنت غليها، ودوم قدرك
وأدمها. واستدمت الأمر: تأنيت فيه. قال قيس بن زهير:
فلا
تعجل بأمرك واستدمه ... فما صلّى عصاك كمستديم
والطائر
يدوم حول الماء ويحوم، ومنه الدوامة. ودوم الطائر في الهواء وتداوم، وطيور متداومات:
حلق، ومنه دومت الشمس في كبد السماء. قال ذو الرمة:
والشمس
حيرى لها في الجو تدويم
ودوّم
الزعفران في الماء: دافه وأداره فيه. وديم بفلان وأديم به واستدام. وأخذه الدوام
وهو الدوار. ودومت الخمر شاربها.
د
و نهذا دون ذاك أي هو أخس منه، وأدنى منزلة. ودونه خرط القتاد أي أمامه. وجلس دونه أي تحته. وشيء دون: هين. ودونك
هذا الشيء: خذه. ودوّن الكتب: جمعها. وهو ديوان الحساب، وهي دواوينه.
د
و يخرجوا من الدوّ والدويّة والداوية وهي المفازة. وما بالدار دوي: أحد. قال:
دوية
ليس بها دوي ... للجن في حافاتها دوي
للنحل
والفحل الهادر والريح والموج وغيرها دوي. وقد دوى تدوية. ودوّى الطائر: دار في الجو ولم يحرك جناحيه. وداء دوي:
شديد. وقد دويَ الرجل دوى فهو دوٍ، وامرأة دوية. وداويته بالدواء والأدوية. واستمد
من الدواة، وجمعها الدوي والدويّ. وتقول: إن في بعض الدوي، كل داء دوي؛ وما على
لبنك دواية وهي جلدة تعلوه وتعلو المرق والماء الراكد. ودوي اللبن مثل رغى. وادويت
إذا أكلتها.
ومن
المجاز: داويت الفرس: سقيته اللبن وصنعته. قال:
وداويتها
حتى شبتت حبشية ... كأن عليها سندساً وسدوساً
ورجل
دوي: أحمق، سمي بمصدر دويَ وحق له.
د
ي ثديث بالضغار: ذلل، وهو مديث. وفلان ديوث: طزع لا غيرة له.
ومن
المجاز: طريق مديث: موطّأ. وبعير مديث: ذلل بعض الذل ولم يستحكم ذله.
د
ي رهذا دير الراهب أي صومعته. ومررت بديراني وديّار وهو الذي يسكن الدير ويعمره.
ومن
المجاز: قولهم لرئيس القوم ومقدّمهم: هو رأس الدير. قال:
أذننا
شرابث رأس الدير ... شيخاً وصبياناً كنغران الطير
إن
الذي يسقيك يسقينا جير ... والله نفّاح اليدين بالخير
د
ي صداصت السلعة تحت الجلد: جاءت وذهبت. وداصت السمكة في الماء، وأخرجت السمكة من
مداصها. قال عيد بن الأبرص:
بنات
الماء ليس لها حياة ... إذا أخرجتهن من المداص
وامرأة
دياصة: ضخمة مترجرجة.
د
ي كسمعت صياح الديوك والديكة وتقول: لفلان ديك، ودجاجة وديك؛ ذات ودك.
د
ي ندان فلان بدين الخرمية. ورجل دين ومتدين. وديّنته: وكلته إلى دينه. وتقول: أبعت بدين، أم بعين، وهي النقد.
ودنت وادّنت وتديّنت واستدنت: استقرضت. ودنته وأدنته وديّنته: أقرضته. وداينت فلاناً: عاملته بالدين. وتداينوا. وفلان دائن ومديون. ودنته بما
صنع: جزيته. " كما تدين تدان " . ومنه يوم الدين. والله الديان، وقيل: هو
القهار، من دان القوم إذا ساسهم وقهرهم فدانوا له. ودانوه: انقادوا له. وقد دين
الملك، وملك مدين. " والكيس من دان نفسه " وهم دائنون لفلان، ودينٌ له.
وأنشد المفضل:
ويوم
الحزن إذا حشدت معدّ ... وكان الناس إلا نحن دينا
أنشد
لعبد المطّلب:
إنا
أنسا لا ندين بأرضنا ... عض الرسول ببظر أمّ المرسل
ولفلان
مدين ومدينة أي عبد وأمة. ويقال: يا ابن المدينة. وديّنته أمرك: ملكته إياه
وسوسته. قال الحطيئة يهجو أمّه:
لقد
دُيّنت أمر بنيك حتى ... تركتهم أدق من الطحين
وداينته:
حاكمته. وكان عليّ ديّان هذه الأمة بعد نبيّها أي قاضيها.
كتاب
الذال
ذ
أ برجل مذءوب: فزعته الذئاب أو وقع في غنمه الذئب، وقد ذئب فلان، وارض مذأبة،
وأدأبت الأرض. وسرج واسع الذئبة، وسروج واسعة الذئب وهي ما بين الجديتين من
الفرجة. قال العجاج:
لولا
الأبازيم وأن المنسجا ... ناهيَ من الذئبة أن تفرّجا
لأقحم
الفارس عنه زعجا
ولها
ذؤابة وذوائب وهي الشعر المنسدل من وسط الرأس إلى الظهر. وغلام مذأب: له ذؤابة.
ومن
المجاز: هو ذئب في ثلة. وهم أذؤب وذئاب، وهم من ذؤبان العرب: من صعاليكهم وشطارهم.
وقد ذؤب فلان ذآبة: خبث كالذئب. وأكلتهم الضبع، وأكلهم الذئب أي السنة. وأصابتهم
سنة ضبع، وسنة ذئب على الوصف. وأنشد النضر:
وقد
ساق قبلي من معدّ وطيىءٍ ... إلى الشام جوحات السنين وذئبها
وذأبته
مثل سبعته. وتذأبته الجن: فزعته. وتذأبته الريح: أتته من كل جانب فعل الذئب إذا
حذر من وجه جاء من وجه آخر. ويقال: تذائبته نحو تكأدته وتكاءدته. وهم ذؤابة قومهم وذوائبهم. قال طفيل:
فأقلت
الأيام عنا ذؤابة ... بموقعنا في محرب بعد محرب
أي
أقلعت ونحن ذؤابة بسبب وقوعنا في محاربة بعد محاربة وما عرف من بلائنا فيها. وفلان
من الذنائب، لا من الذوائب؛ ونار ساطعة الذوائب. وقال الجعديّ:
أعجلها
أقدحي الضحاء ضحًى ... وهي تناصي ذوائب السلم
أغصانها
العلا. وعلوت ذؤابة الجبل أو ذؤاب الجبل. قال أبو ذؤيب:
بأرى
التي تأرى اليعاسيب أصبحت ... إلى قلة دون السماء ذؤابها
ويقال
في التهديد: لأقرعن مروتك، ولأفتلن في ذؤابتك؛ وجاء فلان وقد فتلت ذؤابته إذا أزيل
عن رأيه. وأقرّ لي بحقي حتى نفث فلان في ذؤابته فأفسده. وفي قائم سيفه ذؤابة تذبذب
وهي علاقته سير فيه. ولشراك نعله ذؤابة وهي ما أصاب الأرض من المرسل على القدم.
ولكوره ذؤابة وهي عذبته: جلدة معلقة خلف الأخرة من أعلاها. قال:
قالا
صدقت ورفّعوا لمطيهم ... سيرا يطير ذوائب الأكوار
ذ
أ فموت ذؤاف وذعاف: وحيٌّ.
ذ
أ ل" خشّ ذؤالة بالبالة " وهو علم للذئب من ذأل ذألانا إذا عدا.
ذ
ب بذبّ عن حريمه وذيّبَ عنه. قال الطرماح:
أذبب
عن أحساب قحطان إنني ... أنا ابن بني بطحائها حيث حلّت
وذبّت
شفتاه من العطش. قال:
هم
سقوني عللا بعد نهل ... من بعد ما ذب السان وذبل
وإنه
لأزهى من الذباب. وهو أهون عليّ من ونيم الذباب. وأبخر من أبي الذبان وهو عبد
الملك بن مروان. وفرس مذبوب: دخل الذباب في منخره. وتذبذب الشيء: ناس في الهواء.
والمنافق مذبذب. وناست ذباذب الهودج وهي أشياء تعلّق منه.
ومن
المجاز: هو أعزّ عليّ من ذباب العين وهو إنسانها. وبه ذباب سلال وذبابة. وعلى فلان ذبابة من دين وذبابات أي بقايا.
وبه ذبابة من جوع، وصدرت وبها ذبابة من عطش. وتقول: ما تركت في الإناء صبابه، وفيّ
من العطش ذبابه؛ وضربه بذباب سيفه وهو حدّ طرفه. يقال: ثمرة السوط يتبعها ذباب
السيف. وانظر إلى ذنابي أذنيه وفرعي أذنيه وهما ما حدّ من أطراف أذني الفرس والأصل
الذباب الطائر وهو مثل في القلة. وأصابني ذباب أي شر وأذًى. وذبب النهار: مضى لم يبق
منه إلا ذبابة. وذبّب في السير: جدّ حتى لم يترك ذبابة منه. وجاءنا راكب مذيّب.
وهذا قرب مذبب. وطعن ورمى غير تذبيب. ورجل ذب الرّياد: قلق لا يقر به مكان زوّارٌ
للنساء. قال:
قد
كنت مفتاح أبواب مغلّقة ... ذب الرياد إذا ما خولس النظر
وأصله
الوحشيّ يرود ههنا وههنا. قال الطرماح يصف ثوراً:
كأعين
ذبّ رياد العشيّ ... إذا ورّكت شمسه جانحه
مالت
للغروب. ويوم ذباب ومد: يكثر فيه البق على الوحش فتذبها بأذنابها فجعل فعلها
لليوم. ويقال: أذنابها مذابّها. وأتاهم خاطب فذبّوه أي ردوه.
ذ
ب ح" وفديناه بذبح عظيم " وهو ما يهيأ للذبح. ونُهي عن ذبائح الجن وهي
ما ذبح للطيرة: نحو أن تشتري داراً فتذبح لتستخرج العين ولئلا يصيبك مكروه من جنها،
ولا تأكل ذبيحة مجوسي. وأصابته الذبحة وهي داء في حلقه.
ومن
المجاز: ذبح العطار الفأرة: فتقها. قال رؤبة:
كأن
بين فكّها والفكّ ... فأرة مسك ذبحت في سك
وقال
أبو ذؤيب:
كأن
عينيّ فيها الصاب مذبوح
ومسك
ذبيح. وقد ذبحه العطش: جهده. وذبح الدن: ببذله. وهذا مذج السيل، وهذه مذابح السيل
وهي خدود يخدّها. وذبحته العبرة: خنغته وأخذت بحلقه. وذبحت فلاناً لحيته إذا سالت
عن الذقن. قال الراعي:
من
كل أشمط مذبوح بلحيته ... بادي الأذاة على مركوّه الطحل
على
حوضه الكدر: منعه ماءه فهجاه. ويقال: ستصيب ذلك وليس دونه نكبة ولا ذباح وهو شقاق
في الرجل أي تصيبه عفواً. والطمع ذباح وهو داء في الحلق وقيل نبات هو سم. قال
النابغة:
واليأس
مما فات يعقب راحة ... ولرب مطمعة تكون ذباحاً
ومررت
بمذبح النصارى، وبمذابحهم وهي محاريبهم ومواضع كتبهم، ونحوها المناسك للمتعبدات
وهي في الأصل المذابح. والتقى بنو فلان فأجلوا عن ذبيح أي قتيل.
ذ
ب رذبر الكتاب وزبره: كتبه أو قرأه بخفّة، وما أحسن ما يذبر الكتاب أي يقرأه لا
يتمكث فيه، وكتاب ذبر: سهل القراءة. قال ذو الرمة:
أقول
لنفسي واقفاً عند مشرف ... على عرصات كالذبار النواطق
ذ
ب لذبل البقل ذبولاً. وروي الذبال بالسليط، ولا تكن كالذابةل تضيء للناس وهي تحترق.
ومن
المجاز: ذبلت شفتاه ولسانه من عطش أو كرب. وقناً ذابل ورماح ذوابل. وفرس جيّاش على
ذبله أي على ضموره وهزاله. وماله ذبل ذبله أي ذبل ما هو غضّ من شبابه. وقيل له:
ذبل لأنه إذا استوى شارف الذبول. ويقال للصبي: ما أكيسه ذبل ذبله. ومر يتذبل في
مشيه: يتفتر فيه ويتبختر.
ذ
ح لطلبت عند فلان ذحلاً، ولي عندهم ذحول. قال عبد قيس بن خفاف البرجميّ:
ولا
سابقي كاشح نازح ... بذحل إذا ما طلبت الذحولا
ذ
خ رذخر الشيء واذّخره: خبأه لوقت حاجته.
ومن
المجاز: ذخر لنفسه حديثاً حسناً. وفلان ما يذخر منك نصحاً. وجعل ماله ذخراً عند
الله وذخيرة، وأعمال المؤمن ذخائر عند الله. وملأت الدابة مذاخرها وهي المواضع
التي تدّخر فيها العلف والماء من جوفها. قال الراعي:
حتى
إذا قتلت أدنى الغليل ولم ... تملأ مذاخرها للرّيّ والصدر
وتملأت
مذاخر فلان إذا شبع. وجمعت لنا في مذاخرك عداوة. قال ابن مقبل:
حتى
إذا ما قرى لي في مذاخره ... جهد العداوة في كفر وإدبار
وفرس
مدخر ومذخرة إذا استبقت حضرها.
ذ
ر أذرأنا الأرض وذروناها: بذرناها.
وذرأ
الله الخلق وبرأ، ومن الذاريء الباريء سواه، واللهم لك الذرأ والبرء ومنك السقم
والبرء؛ وقد علته ذرأة وهي بياض الشيب أول ما يبدو في الفودرين وقد ذرىء رأسه
ذرأً، ورجل أذرأ، وامرأة ذرءاء. وشاة ذرءاء: بيضاء الرأس أو بيضاء الوجه. قال:
فمر
ولما تسخن الشمس غدوة ... بذرءاء تدري كيف تمشي المنائح
أي
منحت كثيراً فاعتادت ذلك فهي تسامحبالمشي لا تأبى. وملح ذرآني: أبيض كأنه نسب إلى
الذرإ بزيادة الألف والنون.
ذ
ر بسيف وسنان ذرب ومذرب ومذروب، وذربه وذرّبه، وفيه ذرب وذرابة: حدة. وقيل هو أن
يسقى السم. قال جهم بن خلف المازنيّ:
يفتر
عن عوج ديدات رهف ... مذرّبات تقلس السم نطف
والذراب:
السم.
ومن
المجاز: لسان ذرب، وفي لسانه ذرب وذرابة: حدة وبذاء. قال:
أرحني
واسترح مني فإني ... ثقيل محملي ذرب لساني
وامرأة
ذربة: سليطة صخّابة. وسمّ ذرب. وذرب الجرح: لم يقبل الدواء. وذربت معدته وعربت:
فسدت. وفي الحديث " إن في ألبان الإبل وأبوالها شفاء من الذرب " وفلان ذرب الخلق:
فاسده، وفيهم أذراب: مفاسد. وذربت فلاناً إذا اهتجته، وفلان يضرب بيننا ويذرب.
ذ
ر حطعام مذرح، جعل فيه اذراريح وهي سم. وتقول: طولا قلبه على التباريح، وسقاه دم
الذراريح؛ وذرح الزعفران في الماء جعل فيه شيأ يسيرا منه، وأحمر ذريحي: قانيء.
ذ
ر رذر الملح على اللحم، والفلفل على الثريد. والدواء في العين، وهو الذرور. وذر
الحب في الأرض:
بذره.
وطيّبه بالذريرة وهي فتات قصب الطيب وهو قصب يجاء به من الهند كقصب النشاب. وهذه
ذرارة الطيب وغيره وهي ما تناثر منه إذا ررته، ومنه قيل لصغار النمل وللمنبث في
الهواء من الهباء: الذر. كأنها طاقات الشيء المذرور، وكذلك ذرات الذهب. ومنه قيل:
ذرّ القرن والبقل إذا طلع أدنى شيء منه.
ومن
المجاز: ذر قرن الشمس. وتقول: أنتم ولاة الدولة بكم ذرّ قرناها، وصرّت أذناها،
وقرّت عيناها؛وذرّ الله عباده في الأرض: نشرهم. وما أبين ذرّيّ سيفه وهو فرنده،
لأنه يشبه آثار الذر. قال كثير:
لقد
أبرزت منك الحوادث للعدا ... على رغمهم ذريّ عضب مصمم
وقيل
هو بضم الذال كدهري، وقيل هو صفة للسيف بكثرة الماء.
ذ
ر عذرعت الثوب بذراعي وهي من طرف المرفق إلى طرف الوسطى ثم سمي بها العود المقيس
بها. وذرع في سيره وباع فيه إذا مد ذراعه وباعه. وناقة ذارعة بائعة. وتقول: عندي ناقة تاجرة بائعة، وذارعة
بائعة؛ وذرعت البعير: وطئت على ذراعه ليركب صاحبي. وبعير قوي المذارع وهي قوائمه.
وفرس ذريع: واسع الخطو، وقد ذرع ذراعة. وقوائم ذريعات. وتحتي فرس ذريعة العنق.
وفلان ذريع المشية.
وامرأة
ذارع وذراع: سريعة اليدين بالغزل. ونخلة ذرع رجل أي قامته. وتذرعت الإبل الماء:
خاضته بأذرعها. قال أبو النجم:
تذرعت
في الصفو من غديرها ... تذرّع العذراء في ظهورها
وذرع
الرجل في سعيه تذريعاً: استعان بيده. ويقال للبشير إذا أومأ بيده: قد ذرع البشير.
قال:
تؤمل
أنفال الخميس وقد رأت ... سوابق خيل لم يذرّع بشيرها
وذرّع
في سباحته.
ومن
المجاز: ضاق بالأمر ذرعا وذراعاً إذا لم يطقه. وأبطرت ناقتك ذرعها: كلفّتها ما لم تطق. واقصد بذرعك، واربع
على ظلعك: ارفق بنفسك ومالك عليّ ذراع أي طاقة. وطفت في مذارع الوادي وهي أضواجه
ونواحيه. وقد أذرع في كلامه وهو يذرع فيه إذراعاً وهو الإكثار. وفلان ذريعتي إلى
فلان. وقد تذرعت به إليه أي توسلت. وسألته عن أمره فذرع لي منه شيئاً أي وطش.
وذرعت لفلان عند الأمير: شفعت له. وأنا ذريع له عنده. وناقة تذرع المفازة
وتذارعها: تقطعها بسرعة كأنها تقيسها. قال الراعي:
قودا
تذارع غول كل تنوفة ... ذرع النواسج مبرماً ويحيلا
وتذارعت
افبل المفازة. ووقع فيهم موت ذريع: سريع فاش وذلك إذا لم يتدافنوا. واستوى كذراع
العامل وهو صدر القناة. وهو لك مني على حبل الذراع أي حاضر قريب. وجعلت أمرك على ذراعك أي اصنع ما شئت.
ذ
ر فدمع ذارف ومذروف وذريف. ودموع وعيون ذوارف. وقد ذرف دمعه ذروفاً، وذرفت عينه الدمع ذرفاً. وسالت مذارف
عينه أي مدامعها. وسمعت من يقول: رأيت دمعه يتذارف: وذرفت على الستين زدت عليها.
ومن
المجاز: مطر وسحاب ذارف. ورأيت في يده قدحاً يتذارف.
ذ
ر قذرق الحبارى بسلحه. وسمعت من يقول لكلام استهجنه: هذا كلام يذرق عليه.
ومن
المجاز: إلى متى تذرق على الناس أي تبذأ عليهم. وفي الوعيد: لأذرقنك إن لم تربع.
ذ
ر يذرّي الطعام بالمذراة. وله مذر ومنق. وذرت الريح التراب " تذروه الرياح " . وأذرت العين دمعها،
وعيناه تذريان الدموع. وطعنته فأذريته عن فرسه. وأذراه الفرس عن ظهره: رمى به. وضربته فأذريت
رأسه. وذرا فوه. وذرا حدّ نابه إذا انسحقت أسنانه وسقطت أعاليها. وبلغني عنه ذرو
نم قول: طرف منه.
وأخذ
في ذرو من الحديث إذا عرّض ولم يصرح. قال صخر بن حبناء:
أتاني
عن مغيرة ذرو قول ... وعن عيسى فقلت له كذاكا
واتخذت
الحائط ذراً لي: أويت إليه. وتذريت من برد الشمال بصخرة ونحوها. والشّول إذا أحست
بالبرد تذرت بالعضاه.
ومن
المجاز: هو في ذروة النسب. وعلا ذروة الشرف. وبلغ الذرى. وأقبلت ذرى الليل:
أوائله. قال زهير:
على
عجل مني غشاشا وقد دنا ... ذرى الليل واحمرّ النهار وأدبرا
وفلان
يُذري فلاناً: يمدحه ويرفع شأنه. وذرّيته وسنيّته. وقد تذرى السام وتفرّعه: إذا
شرف وعلا وارتفع أمره. قال حميد:
أنا
سيف العشيرة فاعرفوني ... حميداً قد تذريت السناما
وطالت
ذروة فلان. وتذرّيت بني فلان. وتنصّيتهم وتفرّعتهم إذا تزوّجت في أشرافهم وعليتهم.
وجاء ينفض مذرويه: يختال، وهما فرعا الأليتين. ووقوس هنافة المذروين وهما موقعا
الوتر من أعلا وأسفل. وأنا في ذرى فلان وفي أذرائه. واستذريت به وتذريت. وإنه لكريم الذرى، منيع الذرى.
ذ
ع رذعر فلان وهو مذعور وذعر. وفي الحديث " لايزال الشيطان ذعراً من المؤمن "
. وامرأة ذعور: تذعر من الريبة. قال:
تنول
بمعروف الحديث وإن ترد ... سوى ذاك تذعر منك وهي ذعور
وناقة
دعور إذا مس ضرعها غارت. وسنة ذعرية: شديدة. قال الأفوه:
أبناء
حرب يجتدى سيبها ... في السنة الذعرية الماحل
ذ
ع ذ عأكلت ماله الحقوق وذعذعته النوائب. وذعذع السر: أذاعه. ورجل ذعذاع: نمام.
وتمرّط شعره وتذعذع.
ذ
ع فيقال لسم الساعة: سم ذعاف. قال:
وصالك
عندي الشهد المصفّى ... وهجرك عندي السم الذعاف
ذ
ع نأذعن له إذا سلس وانقاد، وهوله مذعن. وتقول: هو في الإساءة إليك ممعن، وأنت
منقاد له مذعن. وأذعن فلان بحقي: أقر به. وناقة مذعان: سلسة القياد. قال زهير:
تقرى
الهموم إذا ضافت مذكرة ... حفاً منكّرة بالسير مذعاناً
أي
نكّرها السير غيّرها. ويقال: رجل مذعان مطواع.
ذ
ف رفيه ذفر. وهو حدة الرائحة أيما كانت. وله ذفرة شديدة. وروضة ذفرة. ومسك أذفر.
وفأرة ذفراء. وكتيبة ذفراء: لرائحة سهكها. وإبط ذفراء. ورجل ذفر: به صنان. قال:
ومؤولق
أنضجت كية رأسه ... فتركته ذفراً كريح الجورب
وقالت
أعرابية في شيخ: أدبر ذفره، وأقبل بخره.
ذ
ف فخادم خفيف ذفيف. وفيه خفة وذفافة. وقد خف في خدمته ودفف على راحلتك جهازها:
خففه.
ذ
ق نخرّ على ذقنه. وذقنته ضربت ذقنه. وناقة ذقون: تمدّ خطامها وتحرّك رأسها قوة
ونشاطاً في السير. ونوق ذقن. ولألحقن حواقنك بذواقنك أي أطويك طياً تجتمع له
الحاقنة والذاقنة. وفي الحديث " توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري
ونحري وحاقنتي وذاقنتي " قيل: هما أسفل الحلقوم وأعلاه لأن أسفله يلي ما يحقن
الطعام وأعلاه يلي الذقن.
ومن
المجاز: قولهم للحجر إذا قلبه السيل: كبّه السيل لذقنه. وهبّت الريح فكبّت الشجر
على أذقانه. قال امرؤ القيس:
يكبّ
على الأذقان دوح الكنهبل
ذ
ك رذكرته ذكراً وذكرى. وذكرته تذكرة وذكرى " وذكر فإن الذكرى " وذكرت الشيء
وتذكرته. واجعله مني على ذكرٍ أي لا أنساه. وعقد رتيمة ليستذكر بها الحاجة.
واستذكر بدراسته، طلب بها الحفظ. قال الحارث ابن حرجة الفزاريّ:
فأبلغ
دريداً وأنت امرؤ ... متى ما تذكره يستذكر
وولد
ذكر وذكور وذكران. والحصن ذكورة الخيل وذكارتها. وامرأة مذكار، وقد أذكرت وفي الدعاء
للمطلوقة " أيسرت وأذكرت " أي يسر عليها وولدت ذكرا.
ومن
المجاز: له ذكر في الناس أي صبت وشرف " وإنه لذكر لك ولقومك " ورجل
مذكور. وأرض مذكار: تنبت
ذكور البقل وهي خلاف الأحرار التي تؤكل. قال:
فودّعن
أقواع الشماليل بعدما ... ذوي بقلها أحرارها وذكورها
وذكور
الطيب: ما لا ردع له. وفلاة مذكار: ذات هول. وطريق مذكر: مخوف. ويوم مذكر: قد اشتدّ فيه القتال. وداهية مذكر: شديدة،
وذلك أن العرب كانت تكره أن تنتج الناقة ذكراً فضربوا الإذكار مثلاً لكل مكروه.
وقال كعب بن زهير:
وعرفت
أني مصبح بمضيعة ... غبراء تعزف جنها مذكار
وقال
الأصمعي: لا يقطعها إلا الذكر من الرجال. وقال أبو دؤاد:
مذكر
تهلك المقانب فيه ... ينم البوم فيه كالمحزون
وقال
أيضاً:
أوف
فارقب لنا الأوابد واربأ ... وانفض الأرض إنها مذكار
وقال
لبيد:
فإن
كنت تبغين الكرام فأعولي ... أبا حازم في كل يوم مذكر
وقال
الجعدي:
لداهية
عمياء صماء مذكر ... تدر بسم في دم يتحلب
ومطر
ذكر: شديد. وأصابت الأرض ذكور الأسمية وهي التي تجيء بالبرد الشديد وبالسيل. قال:
بقدرة
الله سماكيّ ذكر ... حيا لمن عاش وقتلاه هدر
وقول
ذكر: صلب متين. وشعر ذكر كما يقال: شعر فحل. وسيف ذكر ومذكر وذو ذكرة. ورجل ذكر. وذهبت ذكرته. وما ولدت النساء
أذكر منك. ولا يفعل مثل هذا إلا ذكورة الرجال. ويوم ذكر. قال الأغلب:
قد
علموا يوم خنا بزينا ... وكان يوماً ذكراً مبيناً
هو
قائد كسرى وجهه إلى بكر بن وائل يوم ذي قار في خيله فهزمته بكر بن وائل، وفيه يقول
أبو النجم:
واسأل
جيوش خنابزين ليخبروا ... أنّا الحماة عشية البطحاء
ولي
على هذا الأمر ذكر حق أي صك، ولي عليه ذكور حق أي صكوك.
ذ
ك يأذكيت النار وذكّيتها. وذكت النار تذكو ذكاء. وأصابه ذكاء النار. وذكّ النار
بالذكوة وهي ا تذكّى به. ودخلت والمصابيح تذكو. قال ذو الرمة:
وقد
جرّد الأبطال بيضاً كأنها ... مصابيح تذكو في الذبال المفتل
وفرس
مذكّ: أتت على قروحه سنة. وخيل مذكيات ومذاك. وقد ذكّى الفرس وبلغ الذكاء. قال
زهير:
يفضله
إذا اجتهدا عليه ... تمام السن منه والذكاء
وذكيت
الذبيحة. وشاة ذكيّ. وبلغت ذكاتها.
ومن
المجاز: ذكت الشمس ذكاء، ومنه قيل لها: ذكاء، وللصبح ابن ذكاء لأنه من ضوئها. وذكت
الحرب، وأذكيتها. قال القطامي:
حتى
إذا ذكت النيران بينهم ... للحرب يوقدن لا يوقدن للزاد
وفيه
ذكاء: فطنة وتوقد. وقد ذكا يذكو، وذكي يذكى، وذكو فلان بعد البلادة، ورجل ذكيٌّ،
وقلب ذكي، وقوم أذكياء. وذكا المسك ذكاء، ومسك ذكيٌّ: أذفر. وفي الحديث "
ذكاة الأرض يبسها " وسحابة مذكية: مطرت مراراً. وسحاب مذاك. قال الراعي:
وترعى
القرار الحوّ حيث تجاوبت ... مذاك وأبكار من المزن دلح
واستذكى
الفحل على العانة: اشتدّ عليها وتوقّد. قال الشماخ:
تفادي
إذا استذكى عليها وتتقي ... كما تتقي الفحل المخاض الجوامز
وله:
إذا
ما جدّ واستذكى عليها ... أثرن عليه من رهج عصارا
ذ
ل فامرأة ذلفاء. وفي أنفها ذلف وهو قصره وصغر الأرنبة وهو مستملح.
ذ
ل قكأنه ذلق سنان، وذولق سنان وهو طرفه. وذلقته حدّدته. وسنان مذلق.
ومن
المجاز: في لسانه ذلاقة وذلق. وقد ذلق لسانه، وهو ذليق اللسان، وتكلم بلسان طلق
ذلق وطلق ذلق وطلق ذلق. وحروف ذلق، وذولقية: خارجة من دلق اللسان. وعدوّ ذليق:
شديد. قال الهذلي:
أوائل
بالشدّ الذليق وحشّني ... لدى المتن مشبوح الذراعين خلجم
طويل.
وذلقت الفرس: ضمرته حتى ألقى فضول لحمه. قال عديّ:
فذلّقته
حتى ترفع لحمه ... أداويه مكنوناً وأركب وادعاً
ذ
ل لهو ذليل بيّن الذل والذلة والمذلة، وقوم أذلة وذلة كجلة وأذلاء، وقد ذل له
وتذلل، وأذلّه الله وذلله. واستذله العدو. وهو مستذل بينهم: مستهان. وهو ذليل مذل: أصحابه أذلاء. ودابة ذلول:
بينة الذل، وذللها صاحبها. وقميص طويل الذلاذل، وارفع ذلال قميصك.
ومن
المجاز: ركبوا كل صعب وذلول في أمرهم إذا بذلوا فيه الطاقة. وفلان ذلول لأصحابه
ومتذلل لهم. وقوم ذلل لمن أدل عليهم. وذلت له القوافي إذا سهل عليه تقوال الشعر.
وأجر الأمور على أدلالها. وأمور الله جارية على أذلالها، وإن قضاء الله ماض على
أذلاله، ودعه على أذلاله أي كما هو. وفي حديث ابن مسعود " ما من شيء من كتاب
الله إلا وقد جاء على أذلاله " ركبوا ذل الطريق، والزم ذل الطريق وملكه وهو
ما ذلل منه بكثرة الوطء، وطريق مذلل ومعبد: مسلوك وذلل الكرم: دليت عناقيده. وشجرة مذللة: ينالها كل أحد. قال:
لنا
جنة بالطّفّ ذات حدائق ... مذللة الأغصان جار سعيدها
وشمر
دلاذلك لهذا الأمر: تجلّد لكفايته. قال ذو الرمة:
قطعت
بنهاض إلى صعدائه ... إذا شمرت عن ساق حمس ذلاذله
وفرس
خفيف الذلاذل وهي الذنب. ولحقنا ذلاذل من الناس وذليذلات: أواخر منهم.
ذ
م رذمره على الأمر: حضّه مع لوم ليجدّ فيه. يقال: القائد يذمر أصحابه في الحرب:
يسمعهم المكروه ليشحذهم، ورأيتهم يتذامرون في الحرب. وأقبل يتذمر: يلوم نفسه على التفريط في فعله وهو ينشطها
لئلا تفرط ثانية، وفلان يتذمم ويتذمر، ويرفع أذياله ويتشمر. وهو ذمر من الأذمار:
شجاع. وذمر الراعي السليل: مسّ فهقته وهي مغرز الرأس في العنق. وتسمى المذمر ليعلم
أذكر هو أم أنثى. قال أحيحة:
وما
تدري إذا ذمرت سقباً ... لغيرك أم يكون لك الفصيل
والمذمر
للإبل كالقابلة للناس. وهو حامي الذمار إذا حمي ما لو لم يحمه ليم وعنف من حماه
وحريمه كقولهم: حامي الحقيقة.
ومن
المجاز: بلغ الأمر المذمر. كقولهم: بلغ المخنق. قال الجعديّ:
وحيّ
أبي بكر ولا حيّ مثلهم ... إذا بلغ الأمر العماس المذمرا
ذ
م لناقة ذمول، وقد ذملت تذمل ذميلا وذملانا وهو سير متوسط، وفي ذملان العيس خير
كثير، وذملت ناقتي: حملتها على الذميل.
ذ
م مذم صاحبه ذمّاً ومذمة وذممه. ورجل ذامّ وذمام لأصحابه، وذميم وذم كحب ومذمم.
وإياك والمذام والملاوم. وأذم فلان وألام: أتى بما يذم عليه ويلام. وهو مذم: مليم. وبلوت فلاناً فأذممته:
خلاف أحمدته.وأردت ضربه ثم تذممت من أجل حق أو حرمة أي ذممت نفسي وانتهيت. ويقال:
تذمم منه: استنكف واستحيا، وإني أتذمم من القوم أن أتحول من عندهم إلى غيرهم، ولم
أر منهم إلا ما أحب.
واستذم
إلى فلان: فعل ما يذمه عليه. ولفلان ذمة وذمام ومذمة: عهد يلزم الذم مضيعه. وهو في
ذمتي وذمامي. وأذهب مذمتهم بشيء أي أعطهم ما تقضى به حق ذمامهم. وفي الحديث "
ما يذهب عني مذمة الرضاع " وهي ذمام المرضعة وحقها. ووفي فلان بما أذم أي بما أعطى من الذمّة. قال
المسيّب:
أنت
الوفيّ بما تذم وبعضهم ... تودي بذمته عقاب ملاع
وأذم
لي على فلان. واستذممت به، وتذممت به فأذم لي. وللجار عندك مستذم ومتذمم. قال فائد
بن الحبيب الأسديّ:
فنعشت
قومك والذين تذمموا ... بك غير مختشع ولا متضائل
وهذا
مكان مذمم. محرم له ذمة وحرمة.
ومن
المجاز: أذمت ركاب القوم: تأخرت كلالا. قال بن ميّادة:
وحتى
حملنا رحل كل مذمة ... وكل مذم بالفلاة وزاحف
كأنها
أتت بما تذم عليه، أو قلّت قوتها على السير من الركية الذمّة والركايا الذّمام وهي
القيلة الماء. وأذم المكان: أجدب وقلّ خيره. وفلان يذام عيشه: يزجّيه متبلغاً به. وذاممته أذامّه وهو من معنى
القلة. ورجل ذم وحمد، وأتينا منزلاً ذماً وحمداً وصف بالمصدر.
ذ
م ينجا فلان بذمائه، وما بقي منه إلا ذماء يتردد في خيال، وأبقى ذماءً من الضب وهو
الحشاشة. قال أبو ذؤيب يصف الثور والكلاب:
فأبدّهن
حتوفهن فهارب ... بذمائه أو بارك متجعجع
ذ
ن بفرس طويل الذنب والذنابي، وأخذت بذنابي الطائي. وفرس ذنوب: وافر هلب الذنب.
وذنب الإبل واستذنبها: اتبعها. قال:
شل
الأجير استذنب الرواحلا
وذنّب
الجراد تذنيباً: غرّز ليبض. وذنب الضب: أخرج ذنبه عند الحرش. وذنبه الحارش: قبض
على ذنبه. وأذنب العبد واستغفر الله تعالى من الذنوب. وتذنب على فلان: مثل تجنى
وتجرم. واصبب لي من ذنوبك وذنابك وهو ملء الدلو من الماء. وغرف له بالمذنب وهي
المغرفة. وسالت المذانب جمع مذنب وهو المسيل في الحضيض إذا لم يكن واسعاً والتلعة
في سفح أو سند.
ومن
المجاز: هو من الأذناب والذنابي والنذائب. ونظر إليه بذنب عينه وذنابها وذنابتها
وذنابتها بالكسر والضم أي بمؤخرها. وبلغ الماء ذنب الوادي والنهر وذنابته وذنابته. واتبعت ذنابة القوم، وذنابة الإبل. وركب
ذنب الريح: سبق فلم يدرك. وركب ذنب البعير: رضي بحظٍ مبخوس. وأرمى على الخمسين
وولته ذنبها. وأقام بأرضنا وغرز ذنبه: لا يبرح وأصله في الجراد. واتبع ذنب الأمر
إذا تلهف على أمر قد مضى. وبيني وبين فلان ذنب الضب إذا تعاديا. ويقال للشيخ:
استرخى ذنبه إذا فتر شيئه. وأنشد أبو عبيدة:
وأغلقت
بابها في القصر واحتجبت ... عند اليآسة من مالي ومن ذنبي
وذنبت
القوم والطريق والأمر. والسحاب يذنب بعضه بعضاً. وهو متذانب قال:
تنصب
بالغور ذات العشا ... يذنب منه صبير صبيرا
ومر
يذنبه ويدبره. وفلان مذنوب: متبوع. وتذنبت الوادي: جئته من نح ذنبه. قال ابن مقبل:
يا
من يرى ظعناً كبيشة وسطها ... متذنبات الخل من أورال
وتذنب
المعتم: أفضل من عمامته ذنباً أرخاه. وذنب البسر: أرطب من قبل ذنبه، وبسر مذنب وهو
التذنوب. وذنبت كلامه: تعلقت بأذنابه وأطرافه. ولهم ذنوب من كذا أي نصيب. قال عمرو
ابن شأس:
وفي
كل حيّ قد خبطت بنعمة ... فحق لشأس من نداك ذنوب
فقال
الملك: نعم وأذنبة. وقال الأفوه الأوديّ:
عافوا
الإتاوة فاستقت أسلامهم ... حتى ارتووا عللاً بأذنبة الردى
جمع
سلم وهو الدلو لها عروة واحدة. وضربه على ذنوب متنه وهو لحمه الذي يقال له: يرابيع
المتن. قال ذو الرمة يصف شعراً:
وذو
عذر فوق الذنوبين مسبل ... على البان يطوى بالمداري ويسرح
ذ
ن نذن أنف الفحل والإنسان إذا سال بماء خاثر يذن ذنينا. وذن الرجل يذن ذنناً. ورجل
أذن. وامرأة ذناء. وبه ذنان. وإن منخريه ليذنّان.
ومن
المجاز: ذن أنف البرد. وامرأة ذناء: لا ينقطع طمثها. وقرحة ذناء: لا ترقأ. وفلان يذن في مشيته إذا مشى بضعف. ومازال
يذن في هذه الحاجة: يتردد بتؤدة ورفق.
ذ
ه بذهب من داره إلى المسجد ذهاباً ومذهباً. وذهب مذهباً بعيداً. وأذهبه: جعله ذاهباً. وذهب به: مرّ به مع
نفسه. وكثر عنده الذهب وكثرت عند أهل الحجاز. ويقولون: أعطني ذهيبتي. وعندي ذهبة:
قطعة من الذهب. ولفلان ذهبان وأذهاب كثيرة. ورجل ذهب: يرى الذهب فيدهش ويبرق بصره
من عظمه في عينه. ولوح مذهب ومذهب. واطلب لي المذاهب وهي السيور المموهة بالذهب.
وكميت مذهب: تعلو حمرته صفرة. ووقعت الذهاب في أرضنا جمع ذهبة وهي أمطار غزار.
ومن
المجاز والكناية: ذهب فلان مذهباً حسناً. وذهب عليّ كذا: نسبته. وذهب الرجل في
القوم والماء في اللبن: ضل. وفلان يذهب إلى قول أبي حنيفة أي يأخذ به. وذهبت به
الخيلاء. وخرج إلى المذهب وهو المتوضأ عند أهل الحجاز. وتقول: مثل مذهبكم وقدره، مثل مذهبكم وقذره؛ وذهب
في الأرض: كناية عن الإبداء. وأبعد فلان المذهب وأبعد الأثر. تنحى للإبداء.
ذ
ه لذهل عن الأمر ذهولاً وهو ذاهل عنه إذا تناساه عمداً أو شغل عنه. وأذهلني عنه
كذا. وما أذهلك عن
حاجتي! ولي مشاغل ومذاهل. ورجل وفرس ذهلول. قال:
أتته
على الجرد الذهاليل فوقها ... دروع سليمان لها ومغافره
ذ
ه نما رأينا بإبلك ذهنا يقيها السنة أي طرقاً وشحماً يقويها. وما برجلي ذهن: قوة
على المشي. قال:
أنوء
برجل بها ذهنها ... وأعيت بها أختها العاثره
واستذهنت
السنة القصب: ذهبت بذهنها وهو نقيها.
ومن
المجاز: هو من أهل الذهن والأذهان. وهو القوة في العقل والمسكة. واجعل ذهنك إلى ما
أقول، وألق ذهنك. وقد ذهن ذهناً. وهو ذهن فطن زكن. وما يذهن فلان شيئاً: ما يعقله.
قال الطرماح يصف واعظاً:
وأدلّ
في عظة على ما لم يكن ... أبداً ليذهنه ذوو الأبصار
وفلان
يذاهن الناس ويفاطنهم: يباريهم بفطنته، وقد ذاهنني فذهنته وهو مذهون. وقد ذهن: ذهب
بذهنه. تقول: لقد غبنت وذهنت. واستذهنك حب الدنيا: ذهب بذهنك.
ذ
و بذاب الشحم والثلج وغيرهما ذوباً وذوباناً. وأذبته أنا وذوّبته. وشحم مذاب ومذوب.
ومن
المجاز: ذاب دمعه، وله دموع ذوائب. ونحن لا نجمد في الحق ولا نذوب في الباطل. وهذا
الكلام ذوب الروح. وذابت الشمس: اشتد حرّها. قال ذو الرمة:
إذا
ذابت الشمس اتقى صفراتها ... بأفنان مربوع الصريمة معبل
وهاجرة
ذوّابة. قال:
وظلماء
من جرّي نوار سريتها ... وهاجرة ذؤابة لا أقيلها
وقال
الطرماح:
فيها
ابن بجدتها يكاد يذيبه ... وقد النهار إذا استذاب الصيخد
وذاب
لي عليه حق: ثبت ووجب. ويقال لمن أنضج حاجته وأتمها: قد أذاب حاجته واستذابها.
وأذاب عليهم العدو: أغار وانتهب. ويقال للثقيل: إنه لذائب النفس. وهو أحلى من
الذوب بالإذوابة أي من العسل الذي أذيب حتى خلص من الشمع بالزبدة التي أذيبت وخلص
منها السمن. وذاب جسم الرجل: هزل. يقال: ثاب بعد ما ذاب. وناقة ذءوب: سمينة لأنه
يجمع منها ما يذاب. يقال: إن كانت جزوركم لذءوباً. وذابت حدقته: همعت. قال الجعدي:
يرمين
بالحدق الذواب أميالاً
وأذابه
الهم. والهم يشيب ويذيب.
ذ
و دذاد الإبل عن الماء ذوداً وذياداً، وأداده غيره: أعانه على ذيادها. قال:
ناديت
في الحيّ ألا مذيدا ... فأقبلت فتيانهم تخويدا
ويقال:
أذدني، كما يقال: أخطني في الاستعانة على الخياطة. وله ذود من الإبل وأذواد وهو
القطيع من الثلاثة إلى العشرة.
ومن
المجاز: فلان يزود عن حسبه. وذاد عني الهم. وقال:
أذود
القوافي عني ذيادا
والثور
يذود عن نفسه بمذوده وهو قرنه.
والفارس
بمذوده وهو مطرده. والمتكلم بمذوده وهو لسانه. قال زهير:
نجاء
مجد ليس فيه وتيرة ... وتذبيبها عنها بأسحم مذود وقال حسان:
لساني
وسيفي صارمان كلاهما ... ويبلغ ما لا يبلغ السيف مذودي
ورجال
مذاود ومذاويد. قال ابن مقبل:
مذاويد
بالبيض الحديث صقالها ... عن الركب أحياناً إذا الركب أوجفوا
ذ
و قذقت الطعام، وتذوقته شيئاً بعد شيء. وهو مر المذاق. وما دفت اليوم ذواقاً
" ولا تفرّقوا إلا عن ذواق " .
ومن
المجاز: ذقت فلاناً، وذقت ما عنده. وتقول: ذقت الناس وأكلتهم، ووزنتهم وكلتهم، فما
استطبت طعومهم، ولا استرجحت حلومهم. وهو حسن الذوق للشعر إذا كان مطبوعاً عليه.
وما ذقت عماضاً. وما ذقت اليوم في عيني نوماً. وذاق القوس: تعرّفها ينظر ما مقدار
إعطائها. وذق قوسي لتعرف لينها من شدّتها. قال الشماخ:
فذاق
فأعطته من اللين جانباً ... لها ولها إن يغرق السهم حاجر
وقد
ذاقتها يدي. وتذاوق التجار السلعة. وقال ابن مقبل:
أو
كاهتزاز رديني تذاوقه ... أيدي الكماة فزادوا متنه ليناً
وذاقت
كفّي فلانة إذا مستها. قال أبو النجم
ترتج
منها بعد كف الذائق ... مآكم أشربن بالمناطق
وفي
الحديث " إن الله يبغض الذوّاقين والذوّاقات " كلما تزوّج أو تزوّجت مدّ
عينه أو مدّت عينها إلى أخرى أو آخر. وفلان مستذاق: مجرب. قال جرير:
وعهد
الغانيات كعهد قينٍ ... ونت عنه الجعائل مستذاق
أي
ذيق كذبه وخبرت حاله. استذاق الأمر لفلان: انقاد له وطاوع. ولا يستذيق لي الشعر
إلا في فلان. ودعني أتذوق طعم فلان. وتذوقت طعم فراقه.
ذ
و يعود ذاو، وعيدان ذاوية، وقد ذوي العود والبقل: يبس. وطعنه فخرج ذو بطنه وذات بطنه
وبنات بطنه أي أمعاؤه. وذو بطن فلانة جارية أي جنينها. ووضعت ذا بطنها. وأحال الضب
والكلب على ذي بطنه إذا رجع على قيئه فأكله. قال خداش:
كما
أكب على ذي بطنه الهرم
يعني
الضب لطول عمره. وهو من الأذواء والذوين وهم ملوك اليمن الذين أسماؤهم ذو رعين وذو
كلاع وذو يزن. وسمعت ذا فيه أي كلامه، وذات فيه أي كلمته وجاؤا من ذي أنفسهم وذات
أنفسهم: طائعين، وجاءت من ذي نفسها وذات نفسها: طائعة. ولقيته ذا صباح وذات يوم وذات ليلة. وأتانا ذات
العويم وذات الزمين. وأصلح الله ذات بينهم. وهو قليل ذات اليد. وقال ذلك من ذات
نفسه. قال ذو الرمة:
وإن
هوى صيداء في ذات نفسه ... بسائر أسباب الصبابة راجح
ولقيته
أوّل ذات يدين. وجلس ذات اليمين وذات الشمال. وأتينا ذا يمن وهو اليمن. ولا بذي تسلم ما كان كذا، واذهب بذي تسلم
واذهبا بذي تسلمان، واذهبوا بذي تسلمون، وكذلك المؤنث.
ومن
المجاز: قولك للشيخ: ذوي عوده، وخوى عموده. ويقال: كان ذلك كذا وكلا أي قليلاً مثل
هذه الكليمة. قال الطّرماح:
كذا
وكلا إذا حبست قليلاً ... تعللها بمسود الدرين
ذ
ي خما هم شيخة، إنما هم ذيخة؛ جمع ذيخ وهو الضبعان.
ذ
ي عذاع سره ذيوعاً. وأذاع الخبر والسر، وأذاع به، وهو مذيع ومذياع. تقول: فلان للأسرار مذياع، وللأسباب مضياع. وفي
الحديث " ليسوا بالمذاييع البذر " .
ومن
المجاز: تركت متاعي بمكان كذا فأذاع به الناس: ذهبوا به. وأذاعوا بما في الحوض من
الماء: شربوه كله. وذاع الجور: انتشر. وذاع في جلده الجرب.
ذ
ي ل" شمر ذيلاً، وادّرع ليلاً " وجر ذيله وأذياله وذيوله. وقد ذال الثوب
يذيل. وقميص ذائل. ودرع ذائلة. وأذال ثيابه وذيلها. وملاء مذيل. وذالت الجارية وتذيلت: تبخترت ساحبة
ذيلها. قال طرفة
فذالت
كما ذالت وليدة مجلس ... تري ربها أذيال سحل ممدد
وقال
الطرماح:
إن
الفؤاد هفا للبائن الغرد ... لما تذيل خلف العنس الخرد
وأذاله: أهانه. وذال بنفسه ذيلاً. وهو في ذيل
ذائل: في هون شديد. وأذال فرسه وغلامه: لم يحسن القيام عليهما فهزلا وفسدا. و
" إنه لأخيل من مذالة " وهي الأمة.
ومن
المجاز: جرت بها الرياح ذيولها وأذيالها. وجاءنا أذيال من الناس وذيول أي أواخر
منهم. وثور ذيال، وفرس ذيال: طويل الذنب شبه ذنبه بالذيل. ويقال: فرس طويل الذيل.
قال ابن مقبل:
وكل
علندي قصّ أسفل ذيله ... فشمر عن ساق وأوظفة عجر
وقد
تذيل في استنانه: حرك ذنبه نشاطاً. وذيل كلامه تذييلاً، وتذيل في كلامه وتسرح:
تبسط فيه غير محتشم. وفلان طويل الذيل: غنيّ. وذالت حاله وتذايلت: تواضعت. وذالت الحمامة: سحبت ذنبها.
وأذالت المرأة قناعها: أرسلته. وأذال ماله: ابتذله بالإنفاق، ولم يصنه. يقال: أذل
مالك، يصن عرضك.
ذ
ي مذامه وذأمه: عابه. وهو مذيم ومذءوم. وهو يتقي الذيم والذام. وفي مثل " لا
تعدم الحسناء ذاماً " . وتقول: لايزال مذيماً، من لا يزال مضيماً؛ ومن احتمل الضيم،
استحق الذيم.
كتاب
الراء
ر
أ برأب الشعاب الصدع.
ورجل
مرأب صنع: يحسن رأب الأشياء. وقوم مرائيب وهات رؤبة أرأب بها قدحي. قال ذو الرمة:
تدهدي
فطاحت رؤبة من صميمه ... فبدل أخرى بالغراء وبالشعب
ومن
المجاز: فلان يرأب أمور الناس، وهو رئاب أمور ومرآب أمور: مصلحها. وهو رءّاب بني
فلان. وهو مرآب من مرائيب الثأي: قال الطرماح:
نصر
للذليل في ندوة الحي ... مرائيب للثأي المنهاض
وفي
بني فلان ثلاثون رأباً أي سادات يرأبون أمورهم. وأنشد الأصمعي:
ثلاثون
رأباً أو تزيد ثلاثة ... يقابلنا بالقرن ألف مقنع
وقال
الكميت:
وفي
حسن كانت مصاديق لاسمه ... ورأب لصدعيها المهمّين مرأب
وكفى
بفلان رأباً لأمرك بمعنى رائباً وهو وصف بالمصدر. وتقول: هو أربة عقد الإخاء،
ورؤبة صدع الصفاء؛ والأربة العقدة المحكمة من التأريب. ورأب الله بينهم: أصلح ذات
بينهم. واللهم ارأب بينهم. وتقول: إن رأي أن يرأ بينهم الثأي فعل.
ر
أ دترأد الغصن: تميّل، وغصن رؤد: ناعم أرخص ما يكون وأنعمه في سنته الأولى.
ومن
المجاز: جارية رؤد ورأدة: ناعمة. وأنشد الأصمعي:
تساهم
ثوباها ففي الدرع رأدة ... وفي المرط لفّاوان ردفهما ثقل
وتقول: امرأة راده، غير راده؛ ناعمة غير طوّافة،
التخفيف الأول جائز والثاني واجب. وترأدت من النعمة. والجارية الممشوقة ترأد في
مشيها. وترأدت الحية في انسيابها. ولقيته رأد الضحى وهو وقت ارتفاع الشمس عند
الخمس الأول من النهار وانبساط ضوئها وذلك شباب النهار. وقد رأد الضحى رأداً.
وترأد ترؤداً. وضربه في رأده وهو أصل اللحى وأوله. قال حميد:
جامع
كفيه إلى أرآده ... قد بلغ الجهد نسيس آده
وترأد
الشيخ في قيامه ترؤدا شديداً إذا أخذته رعدة وتميل حتى يقوم. وهذا رئدي: قرني في
السن.
ر
أ سأهل مكة يسمون يوم القرّ: يوم الرءوس، لأنهم يأكلون فيه رءوس الأضاحي. ورجل أرأس ورؤاسي: عظيم الرأس. وشاة
رأساء: سوداء الرأس. ورئس الرجل وهو مرءوس ورئيس: رأسه البرسام وغيره: أخذ رأسه.
ورأسته بالعصا: ضربت رأسه. وخرج الضب مرئساً، كما تقول: خرج مذنباً. وخذ برئاس سيفك ورئاسته: بقائمه.
ومن
المجاز: عندي رأس من غنم، وعدة أرؤس، ومالي رأس مال. ورأس الدّين الخشية. وهو رأس قومه ورئيسهم. ورائس الكلاب.
ورأست القوم رآسة. قال النمر بن تولب:
ويوم
الكلاب رأسنا الجموع ... ضراراً وجمع بني منقر
وترأس
عليهم. ورأسوه على أنفسهم، نحو تأمر وأمروه. وما أريده رأساً. وهم رأس عظيم أي جيش
على حياله لا يحتاجون إلى إحلاب. قال عمرو بن كلثوم:
برأس
من بني جشم بن بكر ... ندق به السهولة والحزونا
وأعطني
رأساً من ثوم وسناً منه. وكم في رأسك من سن. وكن على رياس أمرك. وتقول لمن يحدّثك:
خذه من رأس.
ر
أ فالله تعالى رءوف بعباده ورؤف. وقد رؤف بهم ورأف، وهو ذو رأفة ورحمة. وترأف الوالد بولده. وما كان رءوفاً. وقد
رأفته واسترأفته: استعطفته. وتراءف القوم. وما لبني لا يتراءفون: لا يتراحمون.
ر
أ لنعامة ذات رئال ورئلان وهي أولادها، ولها رأل ورألة. واسترألت فراخ النعام:
قويت واشتدت.
ومن
المجاز: زف رأله وخود رأله إذا فزع. قال:
أقول
لنفسي حين خوّد رألها ... رويدك لما تشفقي حين مشفقي
وروى
بعد ما خف رألها. وزف رأل القوم وشالت نعامتهم: هلكوا. واسترأل النبات واسترسل:
طال. ونبات مسترسل مسترئل.
ر
أ مرئمت الناقة الولد أو البوّ رأما ورئماناً، وناقة رائمة ورائم ورءوم، ونوق
روائم. وأما لناقتكم رأم أي شيء ترأمه من بوّ أو ولد ناقة أخرى. وأرأمنا الناقة ولدها: عطفناها عليه،
وترأمت عليه: أرزمت وحنت. وكأنها رئم، وكأنهن أرآم الصريم. قال النابغة:
عليهن
شعث عامدون لبرهم ... فهن كأرآم الصريم خواضع
ومن
المجاز: رئمت ما أنا عليه إذا ألفته وأحببته. وفلان رءوم للضيم: ذليل راض بالخسف.
قال:
رئمت
لسلمى بوّ ضيم وإنني ... قديماً لآبى الضيم وابن أباة
ورئم
الجرح رئماناً حسناً إذا التأم. وأرأمه الطبيب: داواه حتى لأمه. والأثافي روائم
الأورق وهو الرماد. ومرت بنا الآرام: تريد النساء الملاح. ومرّ بي ريم، في خصره
بريم.
ر
أ يرأيته بعيني رؤية، ورأيته في المنام رؤيا، ورأيته رأي العين. وأرأيته غيري
إراءة. ورأيت الهلال. وتراءينا الهلال. وتراءى الجمعان. وتراءت لنا فلانة: تصدّت لنا
لنراها. وهو يتراءى في المرآة وفي السيف: ينظر فيهما. وفي الحديث " لا يتراءى
أحدكم في الماء وهو يرائي الناس " مراآة ورياء، وفعل الخير رئاء الناس. وهو
حسن المرأى والمرآة. ونظر في المرآة. وله مراءٍ مجلوةٌ: ورأى رؤيا حسنة، ورؤى
حساناً. ورأت المرأة ترئيةً بوزن تربعة، وتريّةً وهي ما تراه من صفرة أو بياض.
ورأيت الرجل ترئيةً: أمسكت له المرآة لينظر فيها. واسترأيت بالمرآة. وله رواء حسن.
وهذه امرأة لها رواء، والواو تخفيف للهمزة. وعلى وجهه رأوة الحمق وهي ما يرى عليه
من آيته البينة التي لا تخفى على الناظر كأنها تتكلم به وتنادي عليه، وهذا نحو
جبيت الخراج جباوة. وأرأت الشاة: تربد ضرعها فعلم أنها أقربت وهي مرء. وأرى القرن
وأبدى وهو أول ما يتبين. وأرت الأرض وأبدت: أول ما يلوح شيء من النبات. وجاء حين
أجنّ رؤيٌ رؤياً أي شخص شخصاً، وهو فعل بمعنى مفعول كخبز. ورأيته أصبت رئته.
ورأرأت بعينها: دارت بالحدقتين للمغازلة والمهازلة. قال:
ولما
رأتني رأرأت ثم أقبلت ... تهازلني والهزل داعية العهر
ورجل
وامرأة رأراء العين. قال الأصمعي: الذي تدور حدقته كأنها في فلكة. ولهم أثاث ورئيٌ
وهو ما رُؤا عليه من حسن زي وحال متزينة.
ومن
المجاز: فلان يرى لفلان إذا اعتقد فيه. وأراه وجه الصواب. وأرني برأيك. قال نهار
بن توسعة:
فلمن
أقول إذا تلمّ ملمة ... أرني برأيك أو إلى من أفزع
وما
أضل رأيهم وآراءهم. وارتأى في الأمر. وارتأيت رأيا في كذا أرتئيه. والرأي ما ارتآه
فلان. قال:
ألا
أيها المرتئي في الأمور ... سيجلو العمى عنك تبيانها
وفلان
يتراءى برأي فلان أي يميل إلى رأيه ويأخذ به. واسترأيته واستريته: طلبت رأيه ومع
فلان رئيٌّ ورئي: جني يريه كهانة وطباً ويلقي على لسانه شعراً. وفلان رئي قومه ورأيهم: لصاحب رأيهم
ووجههم. وما أراه يفعل كذا: ما أظنه. وتراءى له الأمر. ويتراءى لي أن الأمر كيت وكيت.
وداراهما تتناظران وتتراءيان. وداري ترى داره. والجبل ينظر إليك والحائط يراك.
وداري مما رأت دار فلان. قال ابن مقبل:
للمازنية
مصطاف ومرتبع ... مما رأت أود فالمقراة فالجرع
وقال
آخر:
أيا
برقتي أعشاش لازال مدجن ... يجود كما والنخل مما يراكما
ودورهم
رئاء: مترائية. وحي رئاء ونظر: متجاورون. وهو يرأى هذا الأمر: يخيل إليه. قال
الأعشى:
كلانا
يرأى أنه غير ظالم ... فأعزبت حلمي اليوم أو هو أعزبا
وتقول
العرب: أرى الله بفلان: نكل به، ومعناه أرى عدوّه فيه ما يشمت به. قال الأعشى:
وعلمت
أن الله عم ... داً خسّها وأرى بها
وارتفعت
رئتاي إلى حلقي من هيبة فلان.
ر
ب أربأ للقوم وربأهم: كان لهم ربيئة أي عيناً يرقب لهم. قال كعب الغنويّ:
كأن
أبا المغوار لم يوف مرقبا ... إذا ربأ القوم الغزاة رقيب
وبثوا
رباياهم. وأشرف على مربإٍ ومربأة.
ومن
المجاز: ربأ فلان فوق رابية وارتبأ: أشرف عليها. يقال: ارتبأ اليفاع. ووقع البازي
على مربأة. وفلان يرتبيء مخافة العدو: يرتقب ويحترس. ورابأت فلاناً: اتقيته
واتقاني. وارتبأ الشمس متى تغرب إذا ارتقب غروبها. قال يصف حرباء:
فظل
مرتبئاً للشمس تصهره ... حتى إذا الشمس مالت جانباً عدلا
وإني
لأربأ بك عن هذا الأمر: أرفعك عنه ولا أرضاه لك. وربأت بنفسي عن عمل كذا. وفعل بي ما لم أكن أربأ ربأه: ما لم أكن
أرتقبه وأتوقعه. وما عبأت بكذا ولا ربأت به ربأة. ولا يعبأ بهذا الأمر ولا يربأ
به. وفلان يربأ ماله: يحفظه ويصلحه. قال:
وما
أربأ المال من حبه ... ولا للفخار ولا للبخل
ولكن
لحق إذا نابني ... وإكرام ضيف إذا ما نزل
وربأ
في الأمر: نظر فيه وفكر وفعل في تأمله فعل الربيئة. قال:
فلبت
عن العلى وربأت فيها ... فلم أر كالصنائع في الكرام
ر
ب بالله عز وعلا رب الأرباب. وله الربوبية. وهو رب الدار والعبد وغير ذلك. ويقال:
رب بيّن الربابة. قال:
يا
جمل أسقيت بلا حسابه ... سقيا مليك حسن الربابه
وفلان
مربوب، والعباد مربوبون. وقد رب فلان: ملك. ورأيت فلاناً يتربب أرضكم: يقول أنا ربها. ورجل ربّيّ وربانيّ:
متأله. وفيه ربانية. ورب ولده ورببه وترببه ورباه، ورببته. قال النابغة:
فبدت
ترائب شادن متربب ... أحوى أحم المقلتين مقلد
وهو
ربيبه، وهي ربيبته، وهن ربائبه. وأظلتهم الرباب والربابة. وأرب الرجل بمكان كذا
وألب: أقام. والطير مربة بالوكور. ونعجة رغوث وعنز ربّي: حديثتا النتاج. وهذا
مربٌّ القوم لمجمعهم. قال ذو الرمة:
بأجرع
مرباع مربّ محلل
وقعد
على ربّان السفينة وهو سّانها: ذنبها. والعيش بربّانه: بحداثته.
ومن
المجاز: ربّ معروفه. قال:
كلف
برب الحمد يزعم أنه ... لا يبتدا عرف إذا لم يتمم
وفرس
مربوب: مصنوع. والجرة تربب فتضرى. ودهن مربوب ومريب ومرببٌ ومربّى: مطيّب بالرياحين
من البنفسج والياسمين والورد ونحوها. وأربت السحابة بأرضهم.
ر
ب تالمرأة تربّت صبيها وهو أن تضرب بيدها على جنبه قليلاً قليلاً حتى ينام. قال:
ألا
ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بحرة ليلى حيث ربتني أهلي
ر
ب ثربثة عن كذا وربّثه: ثبطه. وفيه ربيثة عن الخير. وأخذ الشيطان عليهم بالربائث
أي بالحوائج المثبطات عن العبادة. وفلان يتثبط عن كذا ويتربث، ويتباطأ ويتلبث. ويقال:
جريه كريث، وأمره ربيث؛ من قولهم: فلان كريث عن الأمر: ناكص عنه. واربثّت الغنم
وانبثت: انتشرت. ولاتزال غنمهم مبثة مربثة. واربث القوم في منازلهم ورأيهم: تفرّقوا.
ومن
المجاز: اربث أمرهم: انتشر ولم يلتئم. قال أبو ذؤيب:
رميناهم
حتى إذا اربث أمرهم ... وعاد الرصيع نهي ة للحمائل
ر
ب حربح في تجارته. واشترى سلعة يطلب فيها الرّبح والرّبح والرّباح. وهو يتربح
ويترقّح أي يطلب الأرباح ويتكسب. ورابحته على سلعته. وامرأة ربحلة: لحيمة عظيمة الخلق. ورجل ربحل وهو من
الربح: الزيادة، واللام مزيدة. وأملح من رباحٍ بالتخفيف والتثقيل. وهو القرد. وأكل
فلان زب رباح وهو ضرب من التمر.
ومن
المجاز: تجارة رابحة. وقد ربحت تجارتك، وربحت دارك إذا بعتها بربح. والبر خير
تجارة رباحاً، والباز أضوأ الناس مصباحاً.
ر
ب خامرأة ربوخ: يغشى عليها عند الجماع وهو من الرخاوة. يقال: مشى حتى تربخ. وتقول:
سوط عذاب إلى سوط، ربوخ تحت عذيوط.
ر
ب دنعامة ربداء ونعام ربد وظليم أربد ونمر أربد. وفيه ربدة وهي نحو الرمدة وهي لون
الرماد. وتربّدت السماء، والسماء متربدة: متغيمة. وربدت الشاة: أضرعت فرؤيَ في ضرعها لمع سواد. وقد تربد
ضرعها. قال:
إذا
والد منها تربّد ضرعها ... جعلت لها السكين إحدى القلائد
أراد
ذات ولد هو في بطنها. وتربد وجهه من الغضب. واربدّ وارمدّ. وأبيض في متنه ربد وهي
فرنده. وربدت الإبل: ربطتها، والإبل في المربد وهو الموضع الذي تربد فيه، جعل
حابساً حيث بني على مفعل. وقيل: مربد البصرة، ومربد المدينة وهو متسع كانت الإبل
تربد فيه للبيع وهو مجتمع العرب ومتحدّثهم. والتمر في المربد وهو البيدر لأن
التعمر يربد فيه فيشمس. يقال: ربدت تمرك بداً حسناً.
ومن
المجاز: داهية ربداء: منكرة. وعام أربد: مقحط. قال الركّاض:
إني
إذا ما كان عام أربد ... وابتعد السعر وخف المرفد
عندي
مواساة لها لا تنفد
أي
للفرس. والمرفد القدح الكبير.
ر
ب ذربذت يداه بالقداح: خفّتا. وإنه لربذ الأصابع في عمله. وفرس ربذ القوائم، وله
قوائم ربذات. وعلّق في أعناقها الربذ وهي العهون المعلقة في أعناق الإبل الواحدة
ربذة. وجلا الصائغ الحليّ بالربذة والربذة. وكأن عرضه ربذة الهانيء وربذة الحائض.
قال:
يا
عقيد اللؤم لولا نعمتي ... كنت كالربذة ملقًى بالفناء
وهي
الصوفة والخرقة. وسمعت من يقول: لما أسمعهم الحقّ نبذوه بالربذة كما ينبذ الهانيء
الربذة.
ومن
المجاز: إن فلاناً لذو ربذات إذا كان كثير السقط في كلامه.
ر
ب سداهية دنساء ربساء، ودواه دبس ربس، والربسة مثل الدبسة. وجاء فلان بأم الربيس:
بالداهية وأصلها الأفعى.
ر
ب صتربص بسلعته الغلاء " نتربص به ريب المنون " ولي بالبصرة ربصة، ولي
في متاعي ربصة وهي التربص.
ر
ب ضربض الظبي والشاة والكلب، وكل ما لا يبرك على أربع ربوضاً. وفي مثل " كلب عسٍ خير من كلب
ربضٍ " وهذه ربيض فلان: شاؤه يرعاها مجتمعة في مربضها، والغنم في ربضها: في
مأواها، وفي أرباضها. وأتانا بثريد كأنه ربضة أرنب، وربضة خروف، كما يقال: مثل
بركة البعير أي مثل جثته وهو رابض أو بارك.
ومن
المجاز: ربض الليل. قال:
والليل
بين قنوين رابض
وشربوا
حتى أربضهم الشراب: أثقلهم من الرّي حتى ربضوا. وإناء مربض. وفي حديث أم معبد
" دعا بإناء يربض الرهط " وأربضت الشمس: اشتدّ حرها حتى تركت الوحش روابض.
ويقال للأفطس: أرنبته رابضة على وجهه. وفي الحديث " فانبعث له واحد من
الرابضة " وهم ملائكة أهبطوا مع آدم عليه وعليهم السلام يهدون الضلال تسمى
إقامتهم في الأرض لذلك ربوضاً. وفي الحديث " وأن ينطق الرويبضة " وهو التافه
من الرجال القاعد عن المساعي الكريمة. وربض الكبش عن الغنم: ترك ضرابها. ويقال
للنعجة إذا حملت: قد ربض عنها. وأقامت امرأة العنّين عنده ربضتها بالضم أي قدر ما
عليها أن تربض عنده وهي سنة. وإنه لربض عن الحاجات والأسفار بوزن جنب لا ينهض
فيها. وقربة ربوض: كبيرة لا تكاد تقلّ فهي رابضة أو يربض من يريد إقلالها، ثم
قالوا: قرية ربوض، وشجرة ربوض. قال يصف ثوراً:
تجوّف
بين أرطاة ربوض ... من الدّهنا تفرّعت الحبالا
وقال
يصف رجلاً مسجوناً:
تراه
ربوض ضخمة في جرانه ... وأسمر من جلد الذراعين مقفل
يريد
السلسلة. ويقال: صدت أرنبا ربوضاً: ضخمة ولبست درعاً ربوضاً: ضخمةً ولبست درعاً
ربوضاً. ولفلان ربض وربض يأوي إليه وهو كل ما سكن إليه من امرأة أو قرابة أو بيت.
قال:
جاء
الشتاء ولما اتخذ ربضاً ... يا وريح كفى من حفر القراميص
وفي
مثل " منك ربضك وإن كان سمارا " وماله ربض يرببضه. وما ربض امرأ مثل أخت
أي كان ربضاً له وسكنا، كما تقول: أبوته وأممته كنت له أباً وأماً. ورمى الجزار
بالحشوة والربض وهو ما تحوى من مصارينه. وشد الرحل بأرباضه وهي حباله الواحد ربض.
ونزلوا في ربض المدينة والقصر وهو ما حولهما من مساكن الجند وغيرهم. والزموا ربضكم
وهو مسكن القوم على حياله والجمع أرباض.
ر
ب طربط الدابة: شدّها بالرّباط والمربط وهو الحبل، وقطعت الدابة رباطها ومربطها،
والخيل ربطها ومرابطها. والفرس في مربطه، والخيل في مرابطها. وفرس ربيط: مربوط لا
يرود. وارتبط فلان فرساً. وفي مثل " استكرمت فارتبط " وفيهم رباط الخيل: حبسها واقتناؤها. قال:
فينا
رباط جياد الخيل معلمةً ... وفي كليب رباط اللؤم والعار
وأعدوا
رباط الخيل وهي ما يرتبط منها. ورابط الجيش: أقام في الثغر والأصل أن يربط هؤلاء
وهؤلاء خيلهم، ثم سمي الإقامة في الثغر مرابطةً ورباطاً. والغزاة في مرابطهم
ومرابطاتهم وهي مواضع المرابطة. ووقف ماله على المرابطة وهي الجماعة التي رابطت،
ومنه اللهم انصر جيوش المسلمين ومرابطاتهم.
ومن
المجاز: ربط الله على قلبه: صبره " لولا أن ربطنا على قلبها " ورجل رابط
الجأش وربيط الجأش. وقد ربط رباطة. ولولا رجاحة رأيه ورباطة جأشه، لما طمع الجدّ
العاثر في انتعاشه. وفرض فلان رباطه إذا مات وبلّ من مرضه. وأصبح قد ربط الله عنه
وجعه. وترابط الماء في مكان كذا إذا لم يخرج من مجتمعه وركد فيه، وماء مترابط. قال
يصف سحاباً:
ترى
الماء منه ملتقٍ مترابط ... ومنجرد ضاقت به الأرض سائح
منجرد:
جار ذاهب. وعنده ربيط طيب وهو تمر يجعل في الجرار ويبل بالماء فيعود كالرطب.
ر
ب عربع بالمكان: أقام به. وأقاموا في ربعهم وربوعهم ورباعهم، وهذا مربعهم ومرتبعهم.
وناقة مرباع، ونوق مرابيع: ينتجن في الربيع. وماله هبع ولا ربع: فصيل صيفيّ ولا ربعي والجمع رباع. قال:
وعليه
نازعتها رباعي ... وعلبة عند مقيل الرّاعي
وولد
في ربعية التاج. وربعت الأرض فهي مربوعة: مطرت في الربيع. وأخذ المرباع وهو ربع
المغنم. وحبل مربوع: مفتول على أربع قوًى ورجل ربعة، ومربوع ومرتبع: وسيط القامة.
وسقى إبله الربع. وأصابته حمّى الربع، وربع وأربع. ورجل مربوع ومربع. قال الهذلي:
من
المربعين ومن آزلٍ ... إذا جنّه الليل كالناحط
وفرس
رباع. وألقى رباعيته. وقد أربع الفرس. ومرّ بقوم يربعون حجراً ويرتبعون ويتربعون.
وهذه ربيعة الأشداء وهي الحجر المرتبع ورابعني فلان: حاملني وهو أن يتآخذا
بأيديهما حتى يرفعا الحمل على ظهر الجمل. يقال: من يرابعني يداً بيد. وفلان مستربع
للحمل وغيره: مطيق له. واستربع الأمر: أطاقه. قال الأخطل:
لعمري
لقد ناطت هوازن أمرها ... بمستربعين الحرب شمّ المناخر
وقال
أبو وجزة:
لاعٍ
يكاد خفيض النقر يفرطه ... مستربع لسرى الموماة هيّاج
اللاعي:
الفزع، يفرطه: يملؤه رعباً، هياج: يهيج في العنق. ويقال: إنه لجلد مستربع: مطيق
متصبّر. قال عمر بن أبي ربيعة:
استربعوا
ساعة فأزعجهم ... سيارة يسحق النوى قلق
أي
صبروا فحركهم رجل كثير السير. والقوم على رباعتهم أي على حالهم التي كانوا عليها
وعلى استقامتهم، وتركناهم على رباعتهم. وما في بني فلان من يضبط رباعته إلا فلان
أي أمره وشأنه. وكفى فلان قومه رباعتهم. قال الأخطل:
ما
في معدّ فتًى يغني رباعته ... إذا يهم بأمر صالح فعلاً
ويقال: أغن عني رباعتك. وفلان على رباعة قومه إذا
كان سيدهم. وتربع في جلوسه. وما هذه الرّوبعة وهي قعدة المتربع. وتقول: يا أيها
الزوبعة، ما هذه الروبعه.
وفتح
العطار ربعته وهي جوتة الطيب وبها سميت ربعة المصحف.
ومن
المجاز: ربع الفرس على
قوائمه إذا عرقت من ربع المطر الأرض. والخيل يربعن الشّوى. وربعه الله: نعشه. ويقال: اللهم اربعني من دين
عليّ أي انعشني وهو من الربع بمعنى الرفع. وقيل: هو من المطر. وغيث مربع مرتع:
يحمل الناس على أن يربعوا في ديارهم لا يرتادون. واربع على نفسك: تمكث وانتظر.
وربعت على فعل فلان: لم أتجاوزه واقتديت به فيه. وأكثر الله ربعك أي أهل بيتك. وهم
اليوم ربع إذا كثروا ونموا. وحيا الله ربعك أي قومك. وسمعت بمكة حرسها الله شيخاً من
الشرف ومعه بنيّ له مليح: دخل عليّ صبيحة بنائي على أم هذا الصبي صبيّ من أهل
السّراة ابن ثمان سنين فقال لي: ثبّت الله ربعك وأحدث ابنك؛ أراد: ثبت الله بيتك أي أهلك وامرأتك. وحمل فلان
حمالة كسر فيها رباعه أي بذل فيها كل ما ملكه حتى باع فيها منازله. وجاء فلان
وعيناه تدمعان بأربعة إذا جاء باكياَ أشدّ البكاء أي يسيلان بأربعة آماق. قال
المتنخل:
لا
تفتأ الليل من دمع بأربعة ... كأن انسانها بالصاب مكتحل
وأرسل
عينيه بأربع أي بأربع نواح. وفلان مربّع الجبهة أي عبد. قال الراعي:
مربّع
أعلى حاجب العين أمّه ... شقيقة عبد من قطين مولد
ومر
تنزو حرابي متنه ويرابيعه وهي لحمات المتن. قال الأخطل:
الواهب
المائة الجرجور سائقها ... تنزوا يرابيع متنيه إذا انتقلا
سميت
يرابيع استعارة، ألا ترى إلى قول ضبّة بن ثروان:
ألف
عراقي كأن بضيعه ... يرابيع تنزو تارة ثم تزحف
وولد
فلا ربعيون وصيفيون: مولودون في زمن الشباب والهرم. ولبني فلان ربعيّ من المجد
قديم. قال الفرزدق:
لنا
رأس ربعي من المجد لم يزل ... لدن أن أقامت في تهامة كبكب
وقال
الطّرماح:
لنا
سابقات العز والشعر والحصى ... وربعيّة المجد المقدّم والحمد
أي
أوّله من قولهم: نتج في ربعية النتاج.
ر
ب قفي عنقه ربقة، وفي أعناقها ربق وربق. وبهمة مربوقة، وقد ربقها يربقها، وربّق
البهم تربيقاً. وفي مثل: " رمدت الضأن فريق ربق " فهي الربق لأولادها.
ومن
المجاز: خلع ربقة الإسلام من عنقه. وقطعت ربقة فلان: فزجت عنه. ووقع في أم الربيق:
في الداهية وأصلها الأفعى لأنها قصيرة فإذا تثنت أشبهت الربق. وقد نكثوا الحبال
وأكلوا الرباق إذا نقضوا العهود. وربقت فلاناً في هذا الأمر فارتبق فيه أي أوقعته
فيه فارتبك. وربقت الكلام: لفقت بينه. وتربقت هذا الأمر: تقلدته. وارتبقت في
حبالته: نشبت في خديعته.
ر
ب كربك الثريد ولبكه: خلطه وأصلحه فارتبك. وصنعوا له الربيكة وهي طعام يعمل من تمر
وأقط وسمن إلا أنه رخو ليس كالحيس. ومنهال المثل: " غرثان فاربكوا له "
أي اعملوا له الربيكة.
ومن
المجاز: ارتبك في الوحل: نشب فيه. وارتبك في الأمر، وارتبك في كلامه: تتعتع فيه.
والصيد يرتبك في الحبالة.
ر
ب لجارية عبله، ضخمة الربله؛ وهي باطن الفخذ مما يلي القبل. وامرأة ربلة وربلاء
رفغاء أي ضيقة الأرفاغ، ولها أرداف وربلات. قال:
كأن
مجامع الربلات منها ... فئام ينظرون إلى فئام
وهي
متربّلة: كثيرة اللحم، وفيها ربالة. قال الأخطل:
بحرة
كأتان الضحل أضمرها ... بعد الربالة ترحالي وتسياري
ونحن
في ربيلة من العيش. في نعمة منه وخصب. قال أبو خراش:
ولم
يك مثلوج الفؤاد مهبجا ... أضاع الشباب في الربيلة والخفض
وتربل
الشجر: اخضر بعد ما يبسه القيظ. وبطش به بطشة الرئبال وهو الأسد لربالة جسمه.
ومن
المجاز: لص رئبال: جريء مترصد بالشر. وخرج فلان يترأبل ويتريبل: يتلصص. ومنه قيل لتأبط شراً وسليك المقانب والمنتشر
بن وهب وأمثالهم: ريابيل العرب: ورأبل علينا فلان: تشبه بالرئبال واجترأ.
ر
ب وربا المال يربو:
زاد.
وأرباه الله تعالى، " ويربي الصدقات " . وأربت الحنطة: أراعت. وأربى فلان
على فلان في السباب، وأرمى عليه: زاد. وأربى على الخمسين وأرمى. وهذا يربى على
ذاك. وربا الجرح: ورم. وزبد راب: منتفخ. وربا الرجل: أصابه الربو. وربوت في حجره وربيت. قال:
فمن
يك سائلاً عني فإني ... بمكة منزلي وبها ربيت
وسمعت
من يقول: أين ربيت يا صبيّ بوزن رضيت وتربّيت. وربّاني وترباني. ورقي ربوة، ورباوة
ورابية. وعلونا الربى والروابي. ونقصت أربيتاه وهما لحمتان في أصل الفخذين يتعقدان
من ألم بالرجل.
ومن
المجاز: ربّيت الأترج بالعسل والورد بالسكر. وقال الراعي:
كأنها
ناشط لاح البروق له ... من نحو أرض تربّته وأوطان
وفلان
في رباوة قومه: في أشرافهم. وهو في الروابي من قريش. ومرت بنا ربوة من الناس،
وربّي منهم وهي الجماعة العظيمة نحو عشرة آلاف. ومروا بنا أراعيل ربى. وفلان في
أربية صدق إذا كان في محتد مرضيّ. وجاء في أربية قومه وهم أهل بيته الأدنون. وربا
برأسه إذا قال نعم وأشار به. وكلمته فما ربا برأسه إذا لم يعبأ به، ولم أزل أسأله
حتى أرببته بالمسئلة أي أمللته. كأني أورثته الربو وضيقت عليه متنفسه. وربيت عنه:
نفست من خناقه.
ر
ت برتب الشيء: ثبت ودام. وله عز راتب وترتب. قال الكميت:
وعمّى
عمرو بن الخثارم قوله ... بني من يفاع المجد ما هو ترتب
كان
عمه نسابة فيقول: قوله يرفعني. والصبي يترب الكعب: يقيمه. وقد رتب الكعب رتوباً.
وتقول: رتب فلان رتوب الكعب، في المقام الصعب. ورتب في الصلاة: انتصب قائماً. ورتب في الأمر حتى كفاه.
ورقي في رُتب الدرج ومراتبها. ورتّب الأشياء ورتّب الطلائع في المراتب والمراقب
وهي مواضع الرقباء في الجبال. قال الشماخ:
ومرتبة
لا يستقال بها الردى ... تلافى بها حلمي عن الجهل حاجز
وما
في عيشه رتب: شدة. وما في أمره رتب ولا عتب إذا كان سهلاً مستقيماً.
ومن
المجاز: لفلان مرتبة عند السلطان ومنزلة. وهو من أهل المراتب، وهو في أعلى الرتب.
ر
ت تفي لسانه رتة: عجلة وحكلة. ورجل أرت. وقوم رتّ. قال:
هزئت
زنيبة أن رأت بي رتة ... وفماً به قضم وجلداً أسودا
وكأنهم
الرتوت وهي ذكورة الخنازير وفحولها التي فيها شدّة وجرأة.
ومن
المجاز: هو رت من الرتوت، وهو من رتوت الناس: من عليّهم وسادتهم.
ر
ت جأرتج الباب: أغلقه إغلاقاً وثيقاً، ورباب مرتج، وبيت مرتج.
ومن
المجاز: صعد المنبر فأرتج عليه إذا استغلق عليه الكلام، وفي كلامه رتج: تتعتع، وربح في منطقه رتجاً. وسكة رتج: لا
منفذ لها. ومال رتج: لا سبيل إليه. وأرتجت الناقة: حملت فأغلقت رحمها على الماء،
وناقة مرتج، ونوق مراتج ومراتيج. قال ذو الرمة:
كأنا
نشد الرحل فوق مراتج ... من الحقب أسفى حزنها وسهولها
أي
خرج سفا بهماها. وأرتجت الدّجاجة: امتلأ بطنها بيضاً. وزلّوا عن المناهج، فوقعوا
في المراتج؛ وهي الطرق الضيقة. وناقة رتاج الصّلا: موثقته كأنه رتاج: قال حميد بن
ثور:
رتاج
الصّلا معروشة الزّور أشرفت ... على عسب تعلو بها وتصوب
وقال
ذو الرمة:
رتاج
الصلا مكنوزة الحاذ يستوي ... على مثل خلقاء الصفاة شليلها
وجعل
ماله في رتاج الكعبة إذا جعله هدياً إليها. قال:
إذا
أحلفوني في عليّة أجنحت ... يميني إلى شطر الرتاج المضبب
أي
حلفت بالكعبة.
ر
ت ع
رتعت
الماشية رتعاً ورتوعاً، وإبل رتاع ورتع ورتوع وهو أن ترعى كيف شاءت في خصب وسعة،
وأرتعها أهلها وهم مرتعون في مرتع واسع.
ومن
المجاز: رتع القوم: أكلوا ما شاءوا في رغد، وقوم راتعون، ورتع فلان في مال فلان.
وقال الفرزدق:
راحت
بمسلمة البغال عشية ... فارعى فزارة لا هناك المرتع
وقال
الحجاج للغضبان حين خرج من ديماسه سمنت. قال: أسمنني القيد والرتعة بفتحتين
كالمنعة والأمنَة. وأرتعت الأرض: أشبعت الراعية. ورتع فلان في لحمي إذا اغتابك.
قال سويد:
ويحييني
إذا لاقيته ... وإذا يخلو له لحمي رتع
ر
ت قرتق الفتق حتى ارتتق وقرىء " كانتا رتقاً " ورتقاً. وعن ابن الكلبي كانتا
رتقاوين ففتق الله السماء بالماء وفتق الأرض بالنبات. وامرأة رتقاء: بينة الرّتق إذا لم يكن لها خرق إلا
المبال.
ومن
المجاز: رتقنا فتقهم إذا أصلحوا أحوالهم ونعشوهم، ورتق فلان فتق القوم إذا أصلح
ذات بينهم. وقال أمية:
إنّ
وجا ومايلي بطن وجّ ... دار قومي بربوة ورتوق
أراد
الحصون والمتمنعات.
ر
ت كرتك البعير والظليم رتكانا وهو عدو في مقاربة خطو، وإبل ونعام رواتك، وأرتكت
بعيري.
ر
ت لثغر مرتل ورتل ورتل: مفلج مستوى النبتة حسن التنضيد.
ومن
المجاز: رتل القرآن ترتيلاً إذا ترسل في تلاوته وأحسن تأليف حروفه. وهو يترسل في
كلامه ويترتل.
ر
ت مفلان ذكور لا يحتاج إلى عقد الرتيمة والرتمة وهي خيط يعقد على الإصبع أو الخاتم
لتستذكر بها الحاجة. ووعدني فلان عدة ورتم رتمة وقال لي كذا. وارتتم: شد الرتمة على إصبعه. ووعدت فلاناً
وارتتمت له. وتقول: المستذكر بالرتائم، مستهدف للشتائم. وكان الرجل إذا سافر عقد
غصني شجرة برتمة فإذا رجع فرآها منحلة قال: قد خانتني امرأتي. قال:
ما
يعدّي عنك إن همت بهم ... كثرة ما توصي وتعقاد الرتم
جمع
رتمة.
ر
ت والحساء يرتو فؤاد الحزين: يشدّه ويسكنه. وبيننا وبينهم رتوة: مسافة بعيدة قدر
مدّ البصر. ودنوت منه رتوة: خطوة. قال:
إن
تدن مني للوصال دنوه ... أدن إليك للوفاء رتوه
ر
ث أفي مثل " الرثيئة تفتأ الغضب " وهي اللبن الحامض يحلب عليه فيحثر،
ومنها: ارتثأ عليهم أمرهم إذا اختلط.
ر
ث ثثوب رث، وحبل رث، وقد رث وأرثّ وفيه رثاثة. ونقلوا رثّة البيت وهي اسقاطه.
واشترى رثّةً فربح فيها.
ومن
المجاز: أرتثّ فلان: حمل من المعركة مثخناً ضعيفاً، من قولهم هم رثة الناس لضعفائهم
شبهوا برثّة المتاع. ومر بيني فلان فارتثهم. قال:
يممت
ذا شرف يرتث نائله ... من البرية جيل بعده جيل
وقالت
الخنساء: أترونني تاركةً بني عمي كأنهم عوالي الرّماح ومرتثة شيخ بني جشم. ورجل رث الهيئة. وكلام غث رث: سخيف. وفي
هذا الخبر رثاثة وركاكة إذا لم يصح.
ر
ث درثدت المتاع: نضدته، ومتاع رثيد ورثد. والخبر عندهم رثيد. ورثدت القصعة بالثريد، والثريد فيها رثيد. وتركت
فلاناً مرتثداً قد نضّد متاعه.
ومن
المجاز: الخير عنده رثيد، والمال في بيته نضيد.
ر
ث عفلان راضع راثع: دنيء يرضي بالطفيف من العطية ويخادن أخدان السوء، وقد رثع
رثعاً وفيه رثع وجشع: دناءة وحرص.
ر
ث مفرس أرثم، والرثمة: بياض في الجحفلة العليا كاللمظة في السفلى. ورثمت المرأة
أنفها بالطيب: لطخته به. قال ذو الرمة:
تثنى
النّقاب على عرنين أرنبة ... شماء مارنها بالمسك مرثوم
ر
ث يرثيت الميّت بالشعر، وقلت فيه مرثية ومراثي. والنائحة تترثّى الميت: تترحم عليه
وتندبه. قال يصف ثوراً:
إذا
علا الأمعز صاح جندله ... ترثّى النوح تبكّى مثكله
ورثيت
لفلان: رققت له مرثاة. وأنا أرثي لك مما أنت فيه. وبه رعشة في الأنامل، ورثية في
المفاصل؛ وهي وجع فيها. قال:
وفي
الكبير رثيات أربع
ر
ج أأرجأت الأمر وأرجبته: أخرته، ومنه المرجئة. وتقول: عشّ ولا تغترّ بالرجاء، ولا
يغرر بك مذهب الإرجاء.
ر
ج ب
رجبه
ورهبه بمعنى رجباً ورهباً وبه سمي رجب لأنهم كانوا يهابونه ويعظّمونه، وقيل له:
رجب مضر. وإن فلاناً لمرجب وقد رجبته، وتقول: دخلت عليه فرحب بي ورجّبني. وأوقرت
نخلتهم فرجّبوها: دعموها. وبارك الله لك في الرّجبين وهما رجب وشعبان. ويقال:
أجلتك إلى سعة أرجاب. وتقول: يدك على محو خطوط الرواجب، أقدر منها على محو خطوط
المواجب؛ وهي مفاصل الأصابع.
ر
ج جرجّه: حرّكه فارتجّ، ورجرجه فترجرج. وارتج البحر والتج. وجارية رجراجة: يترجرج
كفلها. وأطعمنا رجراجة وهي الفالوذجة.
ومن
المجاز: ارتجّ عليه الكلام: اضطرب والتبس. وكتيبة رجراجة: تمخض لا تكاد تسير.
ر
ج حرجحت إحدى الكفّتين على الأخرى، وأرجح الميزان، وإذا وزنت فأرجح، ورجحت الشيء:
وزنته بيدي ونظرت ما ثقله.
ومن
المجاز: امرأة رجاح: رزان، ونساء رواجح الأكفال ورجّح الأكفال. وجفان رجحٌ. وكتائب
رجح. قال لبيد:
بكتائب
رجح تعوّد كبشها ... نطح الكباش كأنهن نجوم
ونخل
مراجيح ومواقير: ثقال الأحمال. ورجّح أحد قوليه على الآخر، وترجح في القول: تميّل
فيه. وترجّحت الأرجوحة بالغلامين. وللإبل أراجيح وهي هزّاتها في رتكانها. وبيننا
أراجيح أي مفاوز ترجحت بركبانها. قال ذو الرمة:
بلالٍ
أبي عمرو وقد كان بيننا ... أراجيح يحسرن القلاص النواجيا
ورجل
راجح العقل. وفلان في عقله رجاحه، وفي خلقه سجاحه. وقوم مراجيح الحلم. وارجحنّ: مال ووقع بمرّة. وفي مثل: "
إذا ارجحنّ شاصياً فارفع يدا " .
ومن
المجاز: هذه رحى مرجحنّة: للسحابة المستديرة الثقيلة. قال:
إذا
رجفت فيه رحى مرجحِنة ... تبعج ثجاجاً غزير الحوافل
وإن
عليك لليلاً مرجحناً: ثقيلاً لا يتحرك.
ر
ج زرجز الشاعر يرجز، وهو راجز ورجّاز ورجّازة، وارتجز بكذا فهو مرتجز، وراجز صاحبه
وتراجزا: تنازعا الرجز بينهما. وهذه أرجوزة العجاج وأراجيزه. وكشف الله عنكم الرجز.
ومن
المجاز: ارتجز الرعد إذا تدارك صوته كارتجاز الراجز. قال:
كثير
الماء مرتجز الرعود
وترجّز
السحاب. قال الراعي:
ترجّز
من تهامة فاستطارا
وسحابة
رجّازة. قال الفرزدق:
أناخت
به كل رجازة ... وساكبة الماء لم ترعد
أي
كل راعدة وغير راعدة. والبحر يرتجز بآذيّه ويترجز. قال:
وما
مترجّز الآذيّ جون ... له حبك يطمّ على الجبال
ر
ج سشيء رجس. وقد رجس ورجس رجاسة. ورجست السماء رجساً وارتجست: قصفت بالرعد. وسمعت
رجس الرعد، ورجس الهدير. وسحاب رجّاس وراجس ومرتجس. وعفت الديار الغمام الرواجس،
والرياح الروامس. والناس في مرجوسة أي في اختلاط قد ارتجس عليهم أمرهم.
ومن
المجاز: " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " . و " وقع عليكم من ربكم
رجس وغضب " أي عذاب لأنه جزاء ما استعير له اسم الرجس.
ر
ج عرجع إليّ رجوعاً ورجعى ومرجعاً. ورجعته أنا رجعاً. ورجعت الطير القواطع رجاعاً،
ولها قطاع ورجاع. وتفرقوا في أوّل النهار ثم تراجعوا مع الليل أي رجع كل واحد إلى
مكانه.
ومن
المجاز: خالفني ثم رجع إلى قولي. وصرمني ثم رجع يكلمني. وما رجع إليه في خطب إلاّ
كفيَ، وليس لهذا البيع مرجوع اي لا يرجع فيه. وهذا رجع رسالتك ومرجوعها ومرجوعتها
أي جوابها. قال:
سايلتها
عن ذاك فاستعجمت ... لم تدر ما مرجوعة السائل
وما
كان من مرجوع فلان عليك. ورجع الحوض إلى إزائه إذا كثر ماؤه. قال:
قد
رجع الحوض إلى إزائه ... كأنه مخايل بمائه
كرجعة
الشيخ إلى نسائه
كأنه
يختال بمائه من كثرته، والشيخ إلى ترضّى نسائه أحوج فهو أملأ لغرائره وأكثر ميرة
من الشاب. ورجع العلف في الدابة ونجع: تبين أثره فيها. ورجع كلامي في فلان ونجع.
وليس لي من فلان رجع أي منفعة وفائدة. وتقول: ما هو إلا سجع، ليس تحته رجع. ورزقنا
الله رجع السماء وهو المطر. وكواه عند رجع كتفه ومرجع مرفقه. قال أوس:
كأن
كحيلاً معقداً أو عنيّةً ... على رجع ذفراها من الليت واكف
ودسع
البعير رجيعه أي جرّته. قال الأعشى:
وفلاة
كأنها ظهر ترس ... ليس إلا الرجيع فيها علاق
وامتلأت
الطرق من رجيع الدواب وهو روثها. وإياك والرجيع من القول وهو المعاد. ودابة رجيع
أسفار. قال ذو الرمة:
رجيعة
أسفار كأن زمامها ... شجاع لدى يسرى الذراعين مطرق
واسترجع
المصاب ورجّع. وارتجع المحبة واسترجعها: ارتدّها. وارتج بإبله إبلاً: استبدلها يبيعها ويشتري بثمنها غيرها،
وتسمى الرجعة. وقيل لحيّ من العرب: بم كثرت أموالكم فقالوا: أوصانا أبونا بالنجع
والرجع. وتراجعت أحوال فلان. وراجعه في مهماته. وراجعه الكلام ورادّه. وراجع امرأته رجعة ورِجعة، وهو يملك
رجعة ارمأته. ورجع في صوته، وفي أذانه ترجيعاً. وفي يدهترجيع وشم وهو ترديد خطوطه.
ورجّعت الدابة يديها في السير. وانتفض الفرس ثم تراجع. وترجّع في صدري كذا.
ر
ج فرجف البحر: اضطربت أمواجه، ومن اسمائه الرجّاف. قال:
المطعمون
الشحم كل عشية ... حتى تغيب الشمس في الرجاف
ورجفت
الأرض. " فأخذتهم الرجفة " " يوم ترجف الأرض والجبال " ورجف
الشجر، وأرجفته الريح. ورجف البعير تحت الرحل. والمطيّ تحت رحالها رواجف ورجف. ورجفت الأسنان: نغضت أسناخها. وجاءنا شيخ
ترجف عظامه. وأرجفت الإبل، واسترجفت رءوسها في السير. قال ذو الرمة:
واسترجفت
هامها الهيم الشغاميم
ومن
المجاز: خرجوا يسترجفون الأرض نجدة. وارتجفت بهم دفتا الشرق والغرب. وأرجفوا في المدينة بكذا إذا أخبروا به
على أن يوقعوا في الناس الاضطراب من غير أن يصح عندهم. وهذا من أراجيف الغواة.
والإرجاف مقدّمة الكون. وتقول: إذا وقعت المخاويف، كثرت الأراجيف.
ر
ج لهذا رجل أي كامل في الرجال بين الرجولية والرجولية. وهذا أرجل الرجلين. وهو
راجل ورجلٌ بين الرجلة. وحملك الله عن الرجلة ومن الرجلة. وقوم رجّال ورجال
ورجّالة ورجل ورجلي ورجالي وأراجيل. ورجل الرجل يرجل. وترجلوا في القتال: نزلوا عن
دوابهم للمنازلة.
ورآه
فترجّل له. ورجل أرجل: عظيم الرجل، ورجل رجيل وذو رجلة: مشّاء. وبعير رجيل، وناقة
رجيلة. ورجل رجلي: عدّاء. وقوم رجليون. وترجّلت في البئر: نزلت فيها على رجلي لم
أدل فيها. وبئر صعبة الترجل والمترجل. وحرة رجلاء: يصعب المشي فيها. وفرس أرجل:
أبيض إحدى الرجلين. وهو من رِجالات قريش: من أشرافهم. ونبتت الرِّجْلَة في الرّجلة
أي البقلة الحمقاء في المسيل. ورجّل الشعر: سرّحه. وشعر رجل: بين السبوطة
والجعودة. وارتجل الكلام.
ومن
المجاز: كان ذلك على رجل فلان أي في عهده وحياته. وترجّلت الشمس: ارتفعت. وترجّل النهار. وفلان قائم على رجل إذا
جدّ في أمر حزبه. وفلان لا يعرف يد القوس من رجلها أي سيتها العليا من السفلى.
وبزّ عنه رجله أي سراويله. قال عمرو بن قميئة:
وقد
بز عنه الرجل ظلماً ورمّلوا ... علاوته يوم العروبة بالدم
ورايت
رجلاً من جراد: طائفة منه. وصر ناقته رجل الغراب وهو ضرب من الصر شديد. قال الكميت:
صرّ
رجل الغراب ملكك في النا ... س على من أراد فيه الفجورا
أي
منعهم من الفجور كما يمنع هذا الصر الفصيل من الرضاع.
ر
ج مرجمه: رماه بالرجام وهي الحجارة. وسمع أرعابي يقول: جاءت امرأة تسترجم النبي
صلى الله عليه وسلم: تسأل الرجم. وتراموا بالمراجم وهي القذافات الواحدة مرجمة.
وغيّب الميت في الرجم وهو القبر. قال كعب بن زهير:
أنا
ابن الذي لم يخزني في حياته ... ولم أخزه حتى تغيب في الرجم
وهذه
أرجام عاد. ورجموا القبر رجماً. ورجموه ترجيماً: جمعوا عليه الرجام.
ومن
المجاز: رجمه قذفه وشتمه. ورجم بالظن ورجّم به: رمي به، ثم كثر حتى وضعوا الرجم
والترجيم موضع الظن فقالوا: قال ذلك رجماً أي ظناً. وحديث مرجم: مظنون. قال زهير:
وما
الحرب إلا ما علمتم وذقتمو ... وما هو عنها بالحديث المرجم
وراجمت
عن قومي وراديت عنهم: ناضلت عنهم. وفرس مرجم: يرجم الأرض بحوافره. ورجل مرجم: يدفع
عن حسبه. قال:
وقد
كنت عن أعراض قومي مرجماً
ر
ج نرجن بالمكان رجوناً ودجن دجوناً: أقام فلم يبرح. ورجنت الدابة فرجنت وهو أن
تحبسها وتسيء علفها فتهزل. وتقول: نفسي بهذا البلد مسجونه، ودابتي مرجونة. وارتجن
الزبد إذا تفرّق في الممخض وفسد أو طبخ فلم يصف ولم يتخلّص السمن.
ومن
المجاز: شاة داجن راجن. وطير راجن: آلف. وقد رجن الطائر. وارتجن عليهم أمرهم:
اختلط وفسد.
ر
ج وأرجو من الله المغفرة. ورجوت في ولدي الرشد. وأتيته رجاء أن يحسن إليّ. ورجوت زيداً وارتجيته ورجّيته وترجّيته،
ورجّيتني حتى ترجّيت كقولك منّيتتي حتى تمنّيت. وأرجت الحامل فهي مرجية: أدنت
فرجيَ ولادها. وقطيفة أرجوان: شديدة الحمرة. قال الجعديّ:
ويوم
كحاشية الأرجوا ... ن من وقع أزرق كالكوبك
حدته
قناة ردينية ... مثقفة صدقة الأكعب
ومن
المجاز: استعمال الرجاء في معنى الخوف والاكتراث. يقال: لقيت هولاً ما رجوته وما
ارتجيته. قال:
تعسفتها
وحدي ولم أرج هولها ... بحرف كقوس البان باقٍ هبابها
وقال:
لا
ترتجي حين تلاقي الذائدا ... أسبعةً لاقت معاً أم واحداً
وفي
مثل " لا يرمى به الرّجوان " لمن لا يخدع فيزال ن وجه إلى وجه وأصله
الدلو يرمى بها رجوا البئر. قال زهير:
مطوت
به في الأرض حتى كأنه ... أخو سبب يرمى به الرجوان
مما
يميل به النعاس يريد صاحبه. وفلا وردنا منه أرجاء واد رحب. وتقول فناؤه فسيح
الأرجاء، مقصد لأهل الرجاء.
ر
ح بمكان رحب ورحيب، ورحبت بلادك. ومرحباً بك. وقال الجعدي:
ومستأذن
يبتغي نائلاً ... أذنت له ثم لم يحجب
فآب
بصالح ما يبتغي ... وقلت له ادخل ففي المرحب
ورحّب
به، ولقيته بالترحيب والترجيب. وضاقت عليّ الأرض برحبها وبما رحبت، وانظر في الرحب
والسعة. ولفلان جوف رحيب، وأكل رغيب؛ وأرحب الله جوفه. ويقال: للخيل ارحبي أي تنحي وأوسعي يقال ذلك في المأزق
المتضايق. وبين دورهم رخبة واسعة وهي فجوة بينها، وقعد فلان في رحبة داره ورحبة
داره والفتح أفصح وهي ساحتها. قال أبو عمرو يقال للصحراء من أفنية القوم: ربحة.
وقال: الرحبة محلة لها مناكب يحل عليها النسا. ورحاب فلان رحاب. وكان عليّ رضي
الله تعالى عنه يقضي في رحبة مسجد الكوفة وهي صحنه.
ومن
المجاز: فلان رحب الذراع بهذا الأمر إذا كان مطيقاً له، ورحب الباع والذراع
ورحيبهما: سخيّ.
وهذا
أمر إن تراحبت موارده فقد تضايقت مصادره. قال طفيل:
فهيّاك
والأمر الذي إن تراحبت ... موارده ضاقت عليك مصادره
ر
ح حفرس أرحّ وفي حافره رحح وهو انبساط ويوصف به الوعل والرجل العريض القدم، وقدم
رحاء: انتشر أخمصها وانبطح عرشها وهو حمارتها. وقدح رحرح ورحراح: واسع. قال الأغلب:
يغدو
بدلو ورشاء مصلح ... إلى إزاء كالمجن الرحرح
وترحرحت
الفرس: فحجت للبول.
ومن
المجاز: عيش رحرح ورحراح.
ر
ح ضثوب رحيض: غسيل، ورحض ثوبه في المرحاض وهو ما يرحض فيه من طست أو إجّانة. ويقال
للخشبة التي يضرب بها الغسال: مرحاض. وتوضأ بالمرحضة وهي الميضأة لأنه يرحض بها
أعضاءه، وتقول جاء بالمحرضة، مع المرحضة.
ومن
المجاز والكناية: هذه سوأة لا ترحضها عنك. ورحض المحموم: أخذته رحضاء الحمّى وهي
عرقها كأنها ترحضه، ألا ترى إلى قوله:
إذا
ما فارقتني غسّلتني
وتقول:
إذا سالت الرحضاء، زالت العرواء. وذهب إلى المرحاض وهي المخرج وفي الحديث "
وجدنا مراحيضهم قد استقبل بها القبلة " .
ر
ح قسقاه الرحيق وهو الخالص من الخمر. وتقول: يا شارب الرحيق، أبشر بعذاب الحريق.
ومن
المجاز: مسك رحيق: لا غش فيه. قال يصف شعراً:
يسقى
الدهان والرحيق والكتم ... حتى استوت نبتته وما ظلم
وما
نقص. وحسب رحيق: لا شوب فيه.
ر
ح لرحل عن البلد: ظعن عنه، وارتحل وترحّل، ورحّلته أنا. وغدا يوم الرحيل والرحلة،
ومكة رحلتي: وجهي الذي أريد أن أرتحل إليه. وأنتم رحلتي. وفلان عالم رحلة: يرتحل
إليه من الآفاق. ورحل بعيره. وشد رحله على راحلته، وشدّوا رحالهم وأرحلهم على
رواحلهم، وألقى رحالته على ظهره وهي السرج. قال خداش:
ولن
أكون كمن ألقى رحالته ... على الحمار وخلّى صهوة الفرس
والماء
في رحله: في منزله ومأواه. وصلّوا في رحالكم. وأرحله: أعطاه راحلة. وأرحلت بعيري:
جعلته راحلة، واسترحله طلب منه راحلة كقولك: استحمله. واسترحله: سأله أن يرحل له.
ومن
المجاز: رحلت الرجل رحلاً، وارتحلته ارتحالاً: ركبته. وعن النبي صلى الله عليه وسلم حين ركبه الحسين
فأبطأ في سجوده " إن ابني ارتحلني " ولأرحلنك بسيفي، ورحله بسيفه: إذا
علاه به. ورحل الأمر وارتحله: ركبه. وارتحل فلان أمراً ما يطيقه. ورحل فلان صاحبه
بما يكره. واسترحل الناس
نفسه: أذلها لهم فهم يركبونها بالأذى. قال زهير:
ومن
لا يزل يسترحل الناس نفسه ... ولا يغنها يوماً من الدهر يسأم
ومشت
رواحله إذا شاب وضعف. وأنشد ابن الأعرابي:
أصبحت
قد صالحني عواذليبعد الشقاق ومشت رواحلي وحطّ فلان رحله، وألقى رحله: أقام. وفي
القذف: يا ابن ملقى أرحل الركبان. وقال زهير:
فشد
ولم يفزع بيوتاً كثيرة ... لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم
وفرس
أرحل، ونعجة رحلاء: يراد ب في الرحم " هو الذي يصوركم في الأرحام " وهي منبت
الولد ووعاؤه في البطن. ورحمت المرأة رحامة ورحمت رحماً ورحمت رحماً إذا اشتكت
رحمها بعد الولادة ومن المجاز: رحمه الله ، وهو الرحمن الرحيم: الواسع الرحمة. وبينهما رحم ورُحم. قال
الهذلي:
ولم
يك فظًّا قاطعاً لقرابة ... ولكن وصولاً للقرابة ذا رحم
" وأقرب رحماً " وهي علاقة القرابة وسببها. وأنشدك بالله والرحم.
ووصلتك رحم، ووصلوا الأرحام وقطعوها.
ر
ح يله رحيان وأرح وأرحاء وأرحية ورحيٌّ. وله رحى ماء وأرحاء ماء. وقد رحيت الرحا:
أدرتها. ولنا مرح ماهر، وأمرته أن يرحى لنا رحى جيدة، وهو عامل الأرحاء.
ومن
المجاز: رحت الحية وترحت: استدارت. ودارت ورحى الحرب. وفي الحديث " أتيت
علياً حين فرغ من مرحى الجمل " وهو مدار رحى الحرب. قال الأخطل:
ركود
لم تكد عنا رحاها ... ولا مرحى حميّاها تزول
وطحنه
بأرحائه وهي أضراسه. وأرى في السماء رحىً مرجحنّةً وهي السحابة المستديرة. وهو رحى قومه: لسيدهم الذي يعصبون به
أمورهم. ونزلوا في رحى واسعة وهي أرض ناشزة على ما حولها مستديرة أكبر من الفلكة.
وهؤلاء رحى من أرحاء العرب وهي قبائل لا تنتجع ولا تبرح مكانها. ورأيت رحى من
الناس وثفالاً: قوماً كثيراً نازلين. وما أحسن أرحاء أظفاره، ورحى ظفره وهي ما
حوله، ويقال لها:
الإطار
والحتار. وطبخوا لنا الرحى وهي الإسفاناخ.
ر
خ خإن من حق الأشياخ، أن لا يجولوا حول الرّخاخ.
ر
خ دإنه لرخود العظام: لينها. قال الراعي:
كأدماء
هضماء الشراسيف غالها ... من الوحش رخود العظام نتيج
ولدها. وحضرنا منضحة عرفة بالطائف فأردنا أن نأخذ
شيئاً من قضبها فقال عرفة: خذوا من رخده أراد من ضعيفه وناعمه الذي هو قريب عهد
بالنجوم.
ر
خ صلحم رخص، وبنان رخص: لين ناعم. وجارة رخصة: بينة الرخاصة. وسعر رخيص. ولك في
هذا رخصة. " والله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه " . وترخص
في الأمر: أخذ فيه بالرخصة. ورخص له فيه. وترخص في حقه: أخذ كل ما طف له ولم يستقص.
ومن
المجاز: نزل به الموت الرخيص وهو الوجي الذريع. وهذه رخصتي من الماء أي شربي وقلدي.
ر
خ لهم من الرخال، وليسوا من الرجال؛ جمع رخل وهي أخت الحمل. وتقول: إن سئلت عن
الرخال، فهي إناث السخال؛ لأن السخلة تقع على الذكر والأنثى من أولاد الضّأن.
ر
خ مشاة رخماء: في رأسها بياض. وفرش داره بالرخام وهو حجر أبيض. وكأن رأسه رخمة وهي
طائر أبيض.
ومن
المجاز: ألقى عليه رحمته إذا أشفق عليه ولهج به لأن الرخمة بها نهم شديد وتولع
بالوقوع على الجيف فشبهت محبته الواقعة عليه وشفقته بالرخمة، ومن ذلك قالوا: رخمه
إذا رق له وأشفق عليه. وغزال مرخوم: مرقوق له مشفق عليه. قال ذو الرمة:
كأنها
أم ساجي الطرف أخدرها ... مستودع خمر الوعساء مرخوم
ورخمت
الدّجاجة بيضها: حضنته، وأرخمت الدجاجة من غير ذكر البيض، ورخمها أهلها ترخيماً،
ومنه ترخيم الاسم لأنها لا ترخم إلا عند قطع البيض. وكلام رخيم. ورخيم الحواشي: رقيق، وقد رخم رخامة. وفرس
ناتيء الرخمة وهي كالرّبلة من الإنسان. قال يصف فرساً:
مدمج
الخلق أسيل خده ... حسن الخطاف ناتي الرخمة
قيل
الخطاف: المركل.
ر
خ و
شيء
رخو، وقد رخو رحاوة واسترخى. وريح رخاء: لينة الهبوب. وفرس مرخاء من خيل مراخ، من
الإرخاء وهو الحضر الذي ليس بالملهب. وتراخى عن الأمر: تقاعس عنه. وتراخى ما بينهما: تباعد، وراخيته عنّي:
باعدته. وراخى العقدة: أرخاها. قال زهير:
وملعن
ذاق الهوان مدفع ... راخيت عقدة كبله فانحلت
وإنه
لقي عيش رخيّ، وفي رخاء من العيش. وهو رخيّ البال.
ومن
المجاز: فرس رخو ورخو العنان إذا كان سلس القياد. واسترخى به الأمر، واسترخت به
حاله: سهلت وحسنت بعد الضيق والشدة. وأرخى له الطول. خلاه وشأنه. وراخى خناقه
ورباقه بمعنى أرخاه إذا نفس عنه. قال ابن مقبل:
راخى
مزارك عنهم أن تلم بهم ... معج القلاص بفتيان وأكوار
وأرخى
الستر على معايبه، وتقول: ليس بأخي المؤمن من لا يرخي الستر على معايبه، ولا يرمي
عنه بالحصى في مغايبه.
ر
د أما كان رديئاً ولقد ردؤ رداءة وأردأه غيره. وهو ردء له: ينصره ويشد عضده،
وردأته وأردأته على عدوه وضيعته: أعنته. وترادءوا: تعاونوا. وتقول: ترادءوا ولا تدارءوا.
ومن
المجاز: الراعي يردأ الإبل إذا أحسن رعيتها فأقام حالها من ردأت الحائط وأردأته
إذا دعمته. وعدّلوا الردأين أي العدلين لأن كل واحد منهما يردأ الآخر، وعن بعض
العرب: اعتكمنا أرداءً لنا ثقالا.
ر
د حجفنة رداح، وجفان ردح. قال أميّة:
إلى
ردح من الشيزي ملاء ... لباب البر يلبك بالشهاد
وتوصف
به الكتيبة الململمة الكثيرة الفرسان والمرأة العظيمة الأوراك والمآكم والدوحة
والكبش الضخم لأليتين. ودفعنا إلى بيت رداح. وأردح بيته وردحه: وسعه بزيادة شقة في مؤخره وبيت مردح
ومردوح.
ومن
المجاز: فتنة رداح.
وهذه
أمور ردح. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه " إنّ من ورائكم أموراً متماحلة
ردحاً وبلاء مكلحاً مبلحاً " من بلح الجمل إذا أعيا وانقطع وأبلحه السير. وفي
حديث أبي موسى " هذه حيصة من حيصات الفتن وبقيت الرداح المظلمة " .
ر
د درد السائل، وردّه عن حاجته. ورد عليه الهبة. ورد عليه قوله. ورد إليه جواباً.
وهذا مردود قولك ورديده كقولك مرجوعه. وارتدّ عن سفره وعن دينه، وهو من أهل الردة.
وارتدّ هبته: ارتجعها، سمعته منهم سماعاً واسعاً، ومنه قوله:
فيا
بطحاء مكة خبّريني ... أما ترتدني تلك البقاع
وليس
لأمر الله مردود أي ردّ. قالت أم الحسين ترثي أخاها:
ضاقت
بي الأرض وانقضّت مخارمها ... حتى تخاشعت الأعلام والبيد
وقائلين
تعزّى عن تذكره ... والصبر ليس لأمر الله مردود
واسترده
الشيء: سأله أن يردّه عليه. وردد القول: كرّره، ولا خير في القول المردد. ورادّه القول راجعه إياه، وترادّا القول.
ورادّه البيع: قايله، وترادّا. وتراد الماء: ارتد عن مجراه الحاجز. وتردد في الجواب. وتعثر لسانه. وهو يتردد
بالغدوات إلى مجالس العلم ويختلف إليها.
ومن
المجاز: امرأة مردودة: مطلقة لأنه يردّها إلى بيت أبويها. وما يرد عليك هذا أي ما
ينفعك. قال عمرو:
ما
إ جزعت ولا هلم ... ت ولا يرد بكاي رندا
وهذا
أر لا رادة فيه: لا فائدة. وضيعة كثيرة الردّ والمرد وهو الريع. ورجل مردد: حائر
بائر شديد الحيرة. وطمّ شعره بالمردودة وهي الموسى لأنها ترد في نصابها. قال يزيد
من الطثرية:
أقول
لثور وهو يحلق لمتّى ... بعقفاء مردود عليها نصابها
وفي
ذقنه ردة: تقاعس. وهي جميلة ولكن في وجهها ردة وهي بعض القبح. ولا تعطني من ردود
الدراهم وهي التي لا تروج، وهذا درهم رد. وسمعت ردة الصدى وهي ما يرد عليك من
الصوت.
ر
د سردسه بالمرداس كقولك رداه بالمرداة: صكه بحجر ضخم دقه به.
ر
د عرأيت به ردعاً من الطيب، وردعاً من الحناء ومن الدم. وردعته بالطيب ردعاً
فارتدع به، وردعته ترديعاً فتردع به. وهو مردوع بالزعفران ومردع ومرتدع ومتردع.
وردعته عن كذا فارتدع. وأصاب السهم الهدف فارتدع إذا انفضخ عوده. وردع فلان فهو
مردوع إذا وجع جسده كله. وبه رداع. قال قيس بن ذريح:
فواحزني
وعاودني رداعي ... وكان فراق لبني كالخداع
وتقول:
من شكا الرداع، شكر الصداع.
ومن
المجاز: ردعته روادع الشيب. وطعنته فركب ردعه. قال الأصمعي: سال دمه فوقع عليه،
شبه الدم بردع الزعفران وهو أثره، وقيل هو أن يجرّ لوجهه ورأسه. يقال: وقع في البئر فركب ردعه، من ردعت
السهم ردعاً إذا ضربت به الأرض حتى ثبت في رعظه لأنك إذا فعلت به ذلك نكشته على
رأسه وهو نصله ومعناه ركب موضع ردعه، ويقال: ركب فلان ردعه إذا ردع فلم يرتدع أي
فعل ما ردع عنه، كما تقول: ركب النهى إذا فعل ما نهي عنه.
ر
د غارتطم في الردغة وا لردغة والرداغ. وأعوذ بالله من ردغة الخبال. ومكان ردغ، وقد
ارتدغ الرجل: وقع فيه.
ر
د فهو رديفه وردفه، وقد ردفه وأردفه وارتدفه وتردفه: ركب خلفه. واستردفه: سأله أن يردفه فأردفه. ويقال ارتدفت:
فلاناً جعلته رديفاً. وأتينا فلاناً فارتدفناه أي أخذناه واركبناه وراءنا. ووطأ له
على رداف دابته وهو مقعد الرديف من قطاتها. وهذه دابة لا تردف ولا ترادف: لا تقبل
الرديف. وجاؤوا ركباناً وردافى جمع رديف. وجاؤا ردافى: مترادفين ركب بعضهم خلف بعض
إذا لم يجدوا إبلاً يتفرقون عليها. ورأيت الجراد ردفافى أي عظالى. وردفته وردفت له
وتردفته وأردفته: تبعته. قال:
إذا
الجوزاء أردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا
وترادفوا:
تتابعوا. وبنو فلان مترادفون مترافدون. ولهن أرداف وروادف. وغابت أرداف النجوم وهي
تواليها وأواخرها. قال ذو الرمة:
وردت
وأرداف النجوم كأنها ... قناديل فيهن المصابيح تزهر
وهو
من الروادف وليس من الأرداف أي من الأتباع المؤخرين وليس من الوزراء. وفيهم الردافة. وجاؤا فرادى ردافى: واحداً
بعد واحد مترادفين. وأين الردافى وهم حداة الظعن. قال الراعي:
وخود
من اللائي يسمعن بالضحى ... قريض الردافى بالغناء المهود
ومن
المجاز: هذا أمر ليس له ردف أي تبعة. وردفتهم كتب السلطان بالعزل أي جاءت على
أثرهم. وكان نزل بهم أمر ثم ردف لهم أعظم منه. ولا أفعل ذلك ما تعاقب الردفان أي
الملوان.
ر
د مردم الثلمة: سدّها، ومنه ردم يأجوج. وردم الثوب وردمه: رقعه، وثوب رديم ومردوم
ومردم، وتردمه: رقعه لنفسه، ونظرير ردمه وتردمه أثل المال وتأثله.
ومن
المجاز: ردم كلامه وتردّمه. تتبعه حتى أصلحه وسدّ خلله. قال عنترة:
هل
غادر الشعراء من متردم
ر
د نكن طيب الأردان، وإن لم تلبس الأردان؛ جمع ردن وهو الخز وقيل الحرير. قال عديّ
بن زيد:
ولقد
ألهو ببكر رسل ... مسها ألين من مس الردن
وتقول.
لا تلبس الردن، ولا تلابس الدرن؛ وتقول العرب لغرس المولود: هذا مدرع الردن.
ر
د هأعذب من مويهه، في رديهه؛ تصغير الردهة وهي القلت يجتمع فيه ماء السماء والجمع
رداه.
رد
يأقيك من الردى، وقد رديَ الشيء فهو ردٍ. وأرداه الدهر. قال دريد:
تنادوا
فقالوا أردت الخيل فارساً ... فقلت أعبد الله ذلكم الردى
وأقبلوا
والخيل تردي بهم: تعدو ردياناً. وارتدى بالثوب وتردّى به. وجاء وعليه الرداء
والمردى، وجاؤا وعليهم الأرتدية والمرادي. قال عبد بني الحسحاس:
لعبن
ببدكداك خصيب جنابه ... وألقين عن أعطافهن المراديا
وهو
حسن الردية. ورديته أنا. ورديته بالحجارة، وترادوا بها. وتردّى في الهوة. وتردّى من الجبل. وتقول: إن فلاناً تردّى
لما تردى؛ أي للقضاء والتقدّم.
ومن
المجاز: فلان مردي حرب، وهم مرادي حروب. والخيل تضرب الأرض بمراديها. وهو يرادي عن
قومه: يناضل عنهم. وقنّعه رداءه أي سيفه. قال:
وداهية
جرّها جارم ... جعلت رداءك فيها خماراً
أي
قنعت سيفك رءوس القوم، يقال: عمّمه بسيفه، وخمّره بسيفه. وفلان خفيف الرداء: لا
دين عليه. ومنه قول العرب: من أراد البقاء ولا بقاء، فليباكر الغداء، وليخفف
الرداء، وليقلّ عشيان النساء؛ وهو غمر الرداء وهو المعروف والعطاء. ولبست المرأة
رداءها أي وشاحها. وتردّت وارتدت: توشحت. وهي هيفاء المردّى: ضامر الموشح. قال ابن
مقبل:
ضمر
المردى رداح في تأودها ... مخطوفة منتهى الأحشاء عطبول
وحلت
ا لشمس على وجهه ا مغذ؛ أراد سماع الحديث والعلم لا سماع الغناء.
ومن
المجاز: يوم مرذ. وأرذت العين بمائها. وأرذ السقاء، وسقاه مرذ مغذ. وأرذت الشجة.
ونحن نرضى برذاذ نيلك، ورشاش سيلك.
ر
ذ لرجل رذل ومرذولوهو الدون في منظره وحالاته، وقد رذلك رذولة ورذالة ورذل ورذل،
وقوم أرذال، وهو من أراذلهم، وامرأة رذلة. وهم رذال الناس. وهي رذال الغنم. وهذا
من رذال المتاع والتمر ورذالته: لخشارته ورديئه. ورجل رذل الثياب. وثوب رذل: وسخ.
ودرهم رذل: فسل. وأرذل الصيرفي من دراهمي كذا درهماً. وأرذل فلان من غنمي كذا شاة.
وأرذل من أصحابي كذا رجلاً: لم يرضهم. وردوا إلى أرذل العمر وهو الهرم والخرف. وفلان
مرذل: صاحبه أو دابته رذل.
ر
ذ مجفنة وصحفة رذوم: ملأى تصب من جوانبها، وجفان وصحاف رذم. وفي يده عظم رذوم:
يسيل مخاً وودكاً، وقذ رذم يرذم.
ر
ذ يجمل ذيّ: هالك هزالاً لا يطيق براحاً، وقد رذي رذاوة، وناقة رذية، وإبل رذايا.
قال أبو دؤاد:
رذايا
كالبلايا أو ... كعيدان من القضب
وهو
ما قضب من أغصان الشجر للقسيّ والسهام. قال رؤبة:
وفارج
من قضب ما تقضبا
ر
ز أما رزأته شيئاً مرزئة ورزأً: ما نقصته. وما رزأته زيالا: ما نلت من ماله شيئاً
ولا أصبت منه خيراً. وإن فلاناً لقليل الرزء من الطعام: قلما ينال منه. وفعل كذا
من غير مرزئة: من غير نقصان وضرر. ووقعت في ماله المرازيء. قال الأعشى:
كثير
النوافل تنزى هل ... مرازيء ليس بعدّادها
وإنه
لكريم مرزأ: يصيب الناس من ماله ونفعه، ونحن قوم مرزءون: نصاب بالرزايا في خيارنا
وأماثلنا: ورزيء فلان بولده، وأصابه رزء عظيم ورزيئة، وأصابتهم أرزاء ورزايا.
ر
ز بضربه بالإزبة والمرزبة وهي شبه عصيّة من حديد وقيل الميتدة، قال الكسائي: وربما
خففوا الباء من المرزبة وتقول: أعوذ بالله من المرازبة، وما بأيديهم من المرازبة؛
جمع مرزبان وهو كبيرهم وأميرهم.
ر
ز حبعير رازح: ألقى نفسه من الإعياء وقيل هو الشديد الهزال وبه حراك، وإبل رزح
وروازح ورزحى ورزاحي ومرازيح، وقد رزحت رزوحاً، وبعير مطلح مرزح، وقد رزّحته
الأسفار.
ومن
المجاز: رزحت حاله، وله حال رازحة، وترازحت أحواله، وتقول: من كانت أمواله
متنازحة، كانت أحواله مترازحة.
ر
ز زرزة رزة: طعنه. ورززت السكين في الحائط والسهم في القرطاس فارتز فيه: ثبت. ووقع السهم على الأرض فارتز ثم اهتز
فإذا هو في ظهر يربوع. ووجدت في بطني رزاً وهو طعن وقرقرة. وفي الحديث " من
وجد رزاً في بطنه في الصلاة فلينصرف وليتوضأ " وسمعت رز الأنيس: صوتهم من
بعيد. ورز هدير الفحل. ورز الرعد. وقد رزت السماء ترز. وبياض مرزز: معالج بالأرز.
ومن
المجاز: وطأت أمرك عند فلان ورززته: ثبته ومهدته.
ر
ز قرزقه الله الغنى، واسترزق الله يرزقك، وهو مرزوق من كذا، وأجري عليه رزقاً، وكم
رزقك في الشهر أي جرايتك، ورزق الأمير الجند، وارتزق الجند وأخذوا أرزاقهم
ورزقاتهم. وأخذت رزقة هذا العام. وكساه رازقية وهي ثياب من كتان. قال عوف بن الخرع:
كأن
الظباء بها والنعا ... ج جللن من رازقي شعارا
ر
ز معنده رزمة من الثياب وهي ما شد منها في ثوب واحد. وجاؤا بالسياط رزماً، وبالعصي
حزماً، وقال رافع بن هريم اليربوعيّ:
فينا
بقيات من الخيل صرم ... سبعة آلاف وأدراع رزم
ورزمت
ثيابي ترزيماً، وحزمتها تحزيماً؛ وهي من رزمت الشيء إذا جمعته رزماً. وفلان يرازم بين المطاعم: يخالط بينها
فيأكل خبزاً مع لحم وأقطاً مع تمر: وقيل هو أن يناوب بينها فيتناول مرة لحماً ومرة
لبناً ومرة حاراً ومرة بارداً. والإبل ترازم بن الحمض والخلة: تناوب بينهما. وقال
الراعي:
كلي
الحمض بعد المقحمين ورازمي ... إلى قابل ثم اعذري بعد قابل
بعد
الذين أقحمتهم السنة إلى الأمصار. و " لا أفعل ذلك ما أرزمت أم حائل " : ما حنت. ولها رزمة
شديدة. وفي مثل " رزمة ولا درة " لمن يمنّى ولا يفعل. وبعير رازم رازح: شديد الإعياء. وهبت أم
مرزم وهي الشمال لأنها تأتي بنوء المرزم ومعه المطر والبرد. قال صخر الغيّ:
كأني
أراه بالحلاءة شاتياً ... تقشّر أعلى أنفه أم مرزم
وقال
آخر:
أعددت
للمرزم والذراعين ... فرواً عكاظياً وأيّ خفّين
ومن
المجاز: أرزم الرعد، وأرزمت الريح، وسمعت رزمة الرعد والريح. وسماء رزمة ومرزمة،
وأتاك خير له رغاء وخير له رزمة أي خير كثير. وقال جرير:
واللؤم
قد خطم البعيث وأرزمت ... أم الفرزدق عند شرّ حوار
أراد
بالحوار الفرزدق. وفي الحيدث " إذا أكلتم فرازموا " أي ناوبوا بين الأكل
والحمد كما ترازمون بين الطعامين، كما جاء: أكل وحمد خير من أكل وصمت.
ر
ز ندينار وزين: رزين، ودنانير رزان. ورزن الشيء بيده: ثقله.
ومن
المجاز: رزن فلان في مجلسه وهو رزين: حليم وقور، وفيه رزانة وزكانة. وهو رزين
الرأي: وزينه. وامرأة رزان، ولا يقال: رزينة.
ر
س برأيتهم من بين طاف وراسب، وقد رسب في الماء: ذهب سفلاً رسوباً.
ومن
المجاز: سيف رسوب ومرسب: يغيب في الضريبة، وسمى خالد بن الوليد سيفاً له مرسباً،
وقال: ضربت بالمرسب رأس البطريق، بصارم ذي هبة فتيق؛ وهذا تسجيع ليس بشعر لاختلاف
ضربيه اختلافاً خارجياً أحدهما مقطوع مذال والآخر مكبول وهما سلبطريق وفتيقي.
ورسبت عيناه: غارتا. وجبل راسب: ثابت في الأرض راسخ.
ر
س حبه رسح وزلل: خفة عجز. وذئب وسمع أرسح وأزل، وامرأة رسحاء. وقيل لأعرابية: ما
بالكن رسحاً، فقالت: أرسحتنا نار الزحفتين.
ر
س خرسخ الشيء: ثبت في مكانه رسوخاً. وجبل راسخ، ودمنة راسخة. قال لبيد:
رسخ
الدمن على أعضاده ... ثلمته كل ريح وسبل
ومن
المجاز: رسخ الحبر في الصحيفة. والرق الدهين لا يرسخ فيه الحبر. ورسخ العلم في
قلبه، وفلان راسخ في العلم، وهو من الراسخين فيه. ورسخ حبه في قلب. ورسخ الغدير:
نضب ماؤه. ورسخ المطر في داخل الأرض حتى التقى منه الثريان.
ر
س سبه رس الحمّى ورسيسها: ابتداؤها قبل أن تشتدّ. وتقول: بدأت برسّها، وأخذت في مسها؛ وسمعت رساً من خبر.
ووقعت في الناس رسة من خبر وهي الذرو منه والطرف. ورسست خبر القوم: تعرّفته من
قبلهم. ورس بين القوم:
أصلح
بينهم. وفلان يرس الحديث في نفسه إذا حدث به نفسه. وريح رسيس: لينة المسّ. قال ابن
مقبل:
كأن
خزامى عالج ضربت بها ... شمال رسيس المسّ أو هو أطيب
ووقع
في الرسّ: في البئر التي لم تطو.
ر
س غبلغ الماء الأرساغ، جمع رسغ وهو موصل الكف إلى الساعد والقدم إلى الساق. وأصاب
الأرض مطر فرسغ: وصل إلى الأرساغ. ورسغت الدابة رسغاً، وبدابتك رسغ وهو استرخاء
أرساغها. وراوغه ساعة ثم راسغة ثم مارغه وذلك في الصريعين إذا أخذا أرساغهما.
ورأيت في أيديهن المراسغ والأرساغ وهي المسك الواحد مرسغة ورسغ.
ر
س فخرج يرسف في الحديد رسفاً ورسيفاً ورسفاناً. وأرسفت الإبل: أرسلتها مقيدة.
ومن
المجاز: لله فضل سابق حمد الحامد وراءه يقطف، وإن أعنق فما هو إلا مصفود يرسف.
وتقول: إذا قطعن البيد عواسف، تركن العواصف رواسف.
ر
س لراسله في كذا. وبينهما مكاتبات ومراسلات، وتراسلوا، وأرسلته برسالة وبرسول،
وأرسلت إليه أن افعل كذا. وأرسل الله في الأمم رسلاً. وأرسل الفحل في الإبل. وأرسل
كلبه وصقره على الصيد. وأرسل يده عن يده بعد المصافحة. ووجهت إليه رسلي أرسالاً متتابعة: رسلاً بعد رسل
جماعة بعد جماعة. وهو رسله في الغناء والنضال وغير ذلك. ورسله الغناء، وهذا رسيلك
الذي يراسلك الغناء أي يباريك في إرساله. واسترسل الشيء إذا تسلس. واسترسل الشعر،
ولا يجب غسل ما استرسل من شعر اللحية ومن الذؤابةى. وفي مشية هذه الدابة استرسال
إذا لم يكن فيها سرعة. وسار سيراً رسلاً. وجمل رسل، وناقة رسلة، ورجل رسل: فيه لين
واسترسال. ونوق مراسيل: رسلات القوائم، وناقة مرسال وشعر رسل: مسترسل: وهذه الطاحنة تطحن طحناً رسلاً. وعلى
رسلك: على هينتك أي أرود قليلاً. كما تقول: رويدك. وجاء فلان على رسله: على تؤدته.
وما بها رسل: لبن. وأرسل القوم: عاد لهم رسل. ورسلت فصلانيك سقيتها الرسل. وامرأة
مراسل: مات بعلها فبينها وبين الخطاب مراسلة. وفي عنقها مرسلة، وفي أعناقهن مراسل:
قلائد. وترسل في قراءته:
تمهل فيها وتوقر. و " إذا أذنت فترسل " ورسل قراءته: رتّلها.
ومن
المجاز: أرسل الله عليهم العذاب. وأرسله الله عن يده: خذله. وأنا أسترسل إلى فلان: أنبسط إليه. والسهام
رسل المنايا. وظلنا نتراسل بالألحاظ. وتقول: القيح سوء الذكر رسيله، وسوء العاقبة
زميله.
ر
س معفت رسوم الدار، وما بقي منها طلل ولا رسم. وترسمت الدار: نظرت إلى رسومها. قال
ذو الرمة:
أأن
ترسمت من خرقاء منزلةً ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم
وثوب
مرسم: مخطط. قال كثير:
كأن
الرياح الذاريات عشيةً ... بأطلالها ينسجن ريطاً مرسماً
وختم
الطعام بالروسم والروشم وهو لويح فيه كتاب منقور، وطعام مرسوم ومرشوم. وقد رسمه
ورشمه بفعله. ورسمت الإبل رسيماً وهو ضرب من العدو، وإبل رواسم.
ومن
المجاز: أدركتم من الدين رسماً دائراً. والمكارم عفت رسومها، وانمحت رقومها. ورسمت
له أن يفعل كذا فارتسمه. وأنا أرتسم مراسمك: لا أتخطاها، ومنه ارتسم إذا دعا، كأنه
أخذ بما رسم الله له من الالتجاء إليه. قال القطامي:
في
ذي جلول يقضى الموت صاحبه ... إذا الصراري من أهواله ارتسما
وترسم
الشيء: تبصره. وترسم القناقن الأرض: تبصر أين يحفر منها. وترسم هذه القصيدة:
تبصرها وتأمل كيف هي؟ وأنا أترسم من ذلك الأمر شيئاً أي أتذكره ولا أحققه.
ر
س نرسنت الدابة: شددتها بالرسن. وتقول: ضع الخطام على مرسنه ومخطمه وهو أنفه.
ومن
المجاز: ما أحسن مرسنها!. قال العجاج:
وفاحماً
ومرسناً مسرّجاً
وقال:
وترى
الذنين على مراسنهم ... يوم الهياج كمازن الجثل
النمل.
وتقول: أرغم الله مراسنهم، ومحا محاسنهم. وأرسن المهر إذا انقاد وأذعن وأعطى برأسه.
وأرسن فلان بعد الطماح. قال رؤبة:
ومن
تعلمه القياد أذعنا ... بالمد والتقحيم حتى يرسنا
وقال
ابن مقبل:
أراك
تجرى إلينا غير ذي رسن ... وقد تكون إذا نجريك تعنينا
ر
س وجبل راس، وجبال راسبات ورواس. وأرساها الله تعالى. ورسا وترسّى: ثبت. ورست السفينة: انتهت إلى قرار فبقيت لا
تسير، وأرسوها بالمرساة وهي الأنجر. ورست قدماه في الحرب. " وقدور راسيات "
لا يستطاع تحويلها لثقلها فهي في مكانها.
ومن
المجاز: ما أرسى ثبير ما أقام، وأصله من إرساء السفينة. وألقوا مراسيها. قال زهير:
وأين
الذين يحضرون جفانه ... إذا قدمت ألقوا لهنّ المراسيا
وقال
آخر:
إذا
قلت أكدى الودق ألقى المراسيا
ورسا
الفحل بالشول إذا تفرقت فصاح بها فاستقرّت.
ر
ش أعندي جارية من النشأ، أشبه شيء بالرشأ؛ وهو الغزال إذا تحرّك ومشى.
ر
ش حرشح جبينه، وبجبينه رشح. وتقول: لرشحة في الجبين، أحسن من شمم بالعرنين. وجلده
راشح بالعرق.
ومن
المجاز: هو مرشح للخلافة وأصله ترشيخ الظبية ولدها تعوّده المشي فترشّح. وغزال راشح، وقد رشح إذا مشى ونزا، وأمه
مرشح، وقد أرشحت، كما يقال: مشدن وأشدنت. ورشح فلان لأمر كذا وترشح له. ورشح الندى
النبات. ورشح ماله: أحسن القيام عليه. واسترشح البهمى: علا وارتفع. قال ذو الرمة:
يقلّب
أشباها كأن متونها ... بمسترشح البهمى ظهور المداوك
ورشحت
القربة بالماء. ورشح الكوز. و " كل إناء يرشح بما فيه " . وتقول: كم بين
الفرات الطافح، والوشل الراشح. قال الأخطل:
وإذا
عدلت به رجالاً لم تجد ... فيض الفرات كراشح الأوشال
وأصابني
بنفحة من عطائه، ورشحة من سمائه.
ر
ش درجل راشد ورشيد وفيه رشد ورشد ورشاد، وقد رشد يرشد، ورشد يرشد. واسترشدته فأرشدني. وأخذ في سبيل الرشاد.
وهو يمشي على الطريق الأسد الأرشد. وتقول للمسافر: راشداً مهدياً، ولمن يقول أريد
أن أفعل كذا: رشدت ورشد أمرك. ولا يعمى عليك الرشد إذا أصاب وجه الأمر. وهو يهدي
إلى المراشد.
ومن
المجاز: هو لرشدة إذا صح نسبه.
ر
ش شرشّ عليه الماء. ورش البيت، ومكان مرشوش. ورشت السماء وأرشّت. وأصابنا رش من
مطر. وترشش عليه الماء، وأصابه رشاش منه. ورش الحائك النسج بالمرشة. وأرشت الطعنة، وطعنة مرشة، ولها رشاش من
الدم. وشواء وشراش: يقطر ودكه. وقد ترشرش. وأرشّ فرسه إرشاشاً: عرّقه بالركض.
ومن
المجاز: من لم يدخل في الشر أصابه من رشاشه. وتقول: قد ألحّ بنا العطاش، ومالنا
منك إلا الرّشاش.
ر
ش فرشف الماء رشفاً ورشيفاً: مصّه بشفتيه. قال:
سقين
البشام المسك ثم رشفنه ... رشيف الغريريات ماء الوقائع
وارتشفه
وترشفه. وهو رشاف الفضال. قال ذو الرمة:
طردت
الكرى عنه وقد مال رأسه ... كما مال رشاف الفضال المرنح
وحوض
رشف: لا ماء فيه. وما بقي في الحوض إلا رشف: بقية يسيرة تترشّف. وفي مثل " لحسن ما أرضعت إن
لم ترشفي " أي لم تذهبي اللبن يضرب لمن يحسن ثم يسيء بآخرة. ورشف ربق المرأة،
وهي طيّبة المراشف. وامرأة رشوف: طيبة الفم يصلح لأن يرتشف.
ر
ش قرشقه بالسهم: رماه رشقاً، وخرجوا يتراشقون: يتناضلون. ورمينا رشقاً ورشقين وأرشاقاً وهو الوجه من الرمي،
يرمي المتناضلون بما معهم من السهام كله ثم يعودون فكل شوط رشق. وسمعت رشق قلمه
ورشقه وهو صوته.
وغلام
رشيق، وجارية رشيقة إذا كانا في اعتدال ودقة، وقد رشقا رشاقة.
ومن
المجاز: رشقتني بعينها. وأرشقت الظبية إلى مارابها: أحدّت النظر. قال ذو الرمة:
كما
أرشقت من تحت أرطى صريمة ... إلى نبأة الصوت الظباء الكوانس
ورشقه
بلسانه. وإياك ورشقات اللسان. وتراشقوا بألسنتهم. وتراشقوني بأعينهم. وراشقني
مقصدي: باراني في المسير إليه. قال كثير:
إذا
ما رمى قصد الملا لحقت به ... علاة كمرداة القذاف تراشقه
كأنها
ترامي راكبها فيقع سيرها حيث يقع قصده وإرادته. ورجل رشيق: ظريف. وخط رشيق. وقوس
رشيقة: سريعة النبل.
ر
ش نفلان أرشم راشن: متشمم للطعام متحين له. وقد رشن فلان يرشن إذا تطفل وتحين.
ورشن الكلب في الإناء: ولغ.
ر
ش وفلان يرتشي في حكمه ويأخذ الرشوة والرشى. والرشى رشاء النجاح. و " لعن الله
الراشي والمرتشي " . ورشوته أرشوه، وعن ثعلب هو من رشا الفرخ إذا مدّ رأسه
إلى أمه لتزقّه. واسترشى الفصيل: طلب الرضاع.
ومن
المجاز: امتدت أرشية الحنظل والبطيخ وسيورها وهي أغصانها. وقد أرشى الحنظل.
وترشّيت فلاناً: لا ينته كما يصانع الحاكم بالرشوة. ورشوت الدهر صبراً حتى قضى لي عليكم.
ولقد أبدع من قال:
ترشو
أجنتها المطيّ سرابها ... طمعاً بأن ينتاشهن من الصدى
ر
ص درصدته وارتصدته وترصّدته نحو رقبته وارتقبته وترقّبته: قعدت له على طريقه
أترقبه، وراصدته راقبته. وتراصد الرجلان. وقال ذو الرمة:
يراصدها
في جوف حدباء ضيق ... على المرء إلا ما تخرق حالها
وقعدت
له بالمرصد والمرصاد والمرتصد والرصد. وقوم رصد جمع راصد نحو حرس وخدم " فإنه يسلك من بين
يديه ومن خلفه رصداً " وفلان يخاف رصدا من قدّامه وطلباً من ورائه أي عدواً
يرصده " فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً " وسبع رصيد: يرصد ليثب.
وناقة رصود: ترصد شرب الإبل ثم تشرب.
ومن
المجاز: أنا لك بالمرصد والمرصاد أي لا تفوتني " إن ربك لبالمرصاد "
والمنايا للرجال بمرصد. وقد ارصدت هذا الجيش للقتال، وهذا الفرس للطراد، وهذا
المال لأداء الحقوق إذا أعددته لذلك وجعلته بسبيل منه. وأرصدت لك خيراً أو شراً،
وأرصدت لك العقوبة. وأنا لك مرصد بإحسانك إليّ حتى أكافئك. وفلان يرصد الزكاة في صلة
إخوانه أي يضعها فيها على أنه يعتدّ بصلتهم من الزكاة. ولا تخطئك مني رصدات خير أو
شرّ أي أكافئك بما يكون منك. وقال كثير:
سأجزيه
بها رصدات شكر ... على عدواء داري واجتنابي
وهي
المرّات من الرصد الذي هو مصدر رصده بالمكافأة ويجوز أن يكون جمع الرصدة وهي
المطرة.
ر
ص صبنيان مرصوص ومرصّص. وقد ارتصّت الجنادل وترصصت. وفي أسنانه رصص. ورجل أرص
وامرأة رصاء. وتراصوا في الصلاة وارتصّوا. ورصت الدجاجة والنعامة بيضها: سوّته
بمنقارها ورجليها لتقعد عليه. وبيض رصيص. قال امرؤ القيس:
على
نقنق هيق له ولعرسه ... بمنعرج الوعساء بيض رصيص
وامرأة
رصاء الفخذين: خلاف بدّاء. ورصت على القبر الرصائص: ركمت عليه الحجارة جمع رصاصة.
ومن
المجاز: إن فلاناً لرصاصة إذا كان بخيلاً يشبه بالحجر أو بهذا الجوهر كما قيل: رجل
فلز.
ر
ص ع
رصع
التاج: حلاه بكواكب الحلية. وما أملح حلية سيفك وسرجك ورصائعها وهي حلق الحلي
المستديرة، الواحدة رصيعة. ورصيعة اللجام: العقدة التي عند المعذر كأنها فلس.
ورصيعة المصحف: زرّه. ورصعت السير: عقدت فيه عقداً مثلثة. ورصع الطائر عشه
بالقضبان والريش: قارب بعضه من بعض ونسجه. وأسنانه مرتصعة مرتصة. وتراصع
العصفوران: تسافدا. وراصع الطائر أنثاه.
ر
ص فرصف الحجارة ورصفها ورجى الماء على الرصف والرصاف وهي الصخر المرصوف. قال
العجاج:
من
رصف نازع سيلاً رصفاً
وتراصفوا
في الصلاة وفي القتال. وتقول: تراصفوا ثم تقاصفوا. وشدّ فوق سهمه وأصل نصله
بالرصاف وهو ما يرصف به من العقب وهو الرصافة والرصفة. ورصف إحدى قدميه إلى
الأخرى: ضمها. وتراصفت أسنانه تراصفاً وهو تنضدها. اصطكت رصفتاهما وهما عينا
الركبتين.
ومن
المجاز: امرأة رصوف: ضيقة الهن. ورجل رصيف: محكم العمل، وقد رصف رصافة ويقال: أجاب
بجواب مترص حصيف، بين رصيف، ليس بسخيف ولا خفيف. وهذا أمر لا يرصف بك. وهو راصف
بفلان: لائق به.
ر
ص نرصن البناء وغيره رصانة فهو رصين، ورصن فهو مرصون، وأرصن فهو مرصن. وتقول: هذه
درع رصينة حصينة.
ومن
المجاز: له رأي رصين، وكلام متين رصين. وهو رصين الرأي. وسمعتهم يقولون: رصّن لي هذا الخبر بمعنى حققه. وإذا عملت
عملاً فأرصنه وأتقنه.
ر
ض بترضب المرأة: ترشف رضابها، وبات يرضب ريقها.
ر
ض حرضح رأس الحيّة ورضحه. ورضح النوى ورضخه. وهم يتراضحون ويتراضخون بالنشاب:
يترامون به. ورأيتهم يترضّحون الخبز ويترضّخونه: يكسرونه ويأكلونه. وأما رضخت لهم
من مالي رضخةً وأمر لهم برضخ، والمساكين يرضخ لهم، وعندي رضخ من خبز ووقعت رضحةٌ
من مطر ورضاخ منه فبالخاء، ومنه فلان يرتضخ لكنةً أعجميةً إذا لم يخل من شيء منها.
ر
ض ضضربه فرض عظامه: دقها. وكان في الكعبة رضاض الألواح. وطار فضاضاً ورضاضاً. وكثر
عنده الرض والرضيض وهو التمر اليابس يرض ويلقى في الحليب. قال:
جارية
شبت شباباً غضاً ... تغبق محضاً وتغدّى رضاً
وشرب
المرضة والمرضة وهي الرثيثة. قال ابن أحمر:
إذا
شرب المرضة قال أوكي ... على ما في سقائك قد روينا
من
أرض بالأرض: أرب بها فلم يبرح لأنها تثقل شاربها فتربضه، وصفت بفعل شاربها مجازاً،
وأما المرضّة بالكسر فلأنها ترضّه إلى الأرض أي تكسره إليها وتميله أو تفتر عظامه
وتكسرها. والماء يجري على الرضراض وهو الحصى الصغار. والحصى يترضرض عن أخفافهن. وامرأة رضراضة من
السمن. وكفل رضراض.
ومن
المجاز: سمعت بما نزل بك ففت كبدي ورض عظامي.
ر
ض عرضع الصبي الثدي وارتضعه رضعاً ورضعاً كخنقٍ وسرقٍ، ورضاعاً، ورضاعة. وصبيّ راضع، وصبيان رضع، وأرضعته أمه، وهي
مرضع ومرضعة، وهنّ مراضع " حرمنا عليه المراضع " وهو رضيعي، وراضعته
وتراضعنا. وراضع ولده رضاعاً: دفعه إلى الظئر، واسترضع ولده: طلب إرضاعه "
وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم " وارتضعت العنز: رضعت نفسها. قال:
إني
وجدت بني أعيا وحاملهم ... كالعنز تعطف روقيها فترتضع
ومن
المجاز: فلان يرضع الدنيا ويذمّها. قال عبد الله بن همام:
وذمّوا
لنا الدنيا وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدرّ لها ثعل
وفلان
رضيع اللؤم، وهم رضعاء اللؤم. وبينهما رضاع الكأس. وقال الأعشى:
تشب
لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندى والمحلق
رضيعي
لبان ثدي أم تقاسما ... بأسحم داجٍ عوض لا نتفرق
ولئيم
راضع ورضاع: مبالغ في اللؤم، وأصله أن يرضع شاته لئلا يسمع صوت حلبه. قالت لبابة
الأسدية:
هجمة
رضاع لئيم المنزدق ... لا يطعم الضيف إذا لم يفرق
ولما
نقلوه إلى معنى المبالغة في اللؤم بنوا فعله على فعل فقالوا: رضع رضاعة فهو رضيع.
ويقال للشحاذ: الراضع لأنه يرضع الناس بسؤاله. قال جرير:
ويرضع
من لاقى وإن يلق مقعدا ... يقود بأعمى فالفرزدق سائله
وما
حمله على ذلك إلا اللؤم والرضاعة وإلا اللؤم والرضع. وتقول: استعذ من الرضاعة، كما
تستعيذ من الضراعة: من الذل. وهبت الرضاعة وهي ريح بين الدبور والجنوب تسمى:
المصيرية لأنه يغرز عنها المال كأنها ترضع ألبانها فتذهب بها.
ر
ض فلبن رضيف: أوغر بالرضف، وهو الحجارة المحماة. قال المستوغر:
ينش
الماء في الربلات منها ... نشيش الرضف في اللبن الوغير
وشربت
الرضيفة. وجمل مرضوف: يلقى الرضف في جوفه حتى ينشوي.
ومن
المجاز: هو على الرضف إذا كان قلقاً مشخوصاً به أو مغتاظاً. ورضفته ترضيفاً:
أغضبته حتى حمي كأني جعلته على الرضف. وشاة مطفئة الرضف: للسمينة. وفلان ما يندّى الرضفة أي هو بخيل. و
" خذ من الرضفة ما عليها " مثل في اغتنام النزر من البخيل.
ر
ض مرأيت إبلاً كالرضام والرضم وهي صخور عظام الواجدة رضمة. وبني داره بالرضام. وبناء
رضيم: مبني بالصخر، وبنى بناء قد رضم فيه الحجارة: وضع بعضها فوق بعض.
ر
ض و فعل ذلك ابتغاء رضوان الله ورضاه ومرضاته، وطلب مراضي الله فيما فعل. ورضيته
ورضيت به صاحباً. وهذا شيء رضاً: مرضيٌّ. وما فعلته إلا عن رضوة فلان. قال رويشد
شاعر فزارة:
وقالت
بنو قحطان أنت تحوطنا ... على رضوة الراضين والسخطات
وأعطاه
حتى أرضاه ورضاه. واسترضيته: طلبت رضاه. وترضيته بمال إذا طلبت رضاه بجهد منك.
واسترضيته: طلبت إليه أن يرضيني. وارتضاه لصحبته ولخدمته. وتراضياه، ووقع به
التراضي.
ر
ط بشيء رطب ورطيب: مبتل بالماء أو رخص في الممضغة، وقد رطب رطوبة. ورطبت الثوب:
بللته. وجزأت الماشية بالرطب عن الماء وهو الكلأ الرطب. وأرض معشبة مرطبة. ووفرت
الرطبة في أرض فلان والرطاب وهي القت الرطب. ورطبت الفرس أرطبه رطباً: علفته
الرطبة، وفرس مرطوب. وأرطبت النخلة: جاءت بالرطب. وأرطب البسر: صار رطباً. وأرطبت
أرضهم: كثر رطبهها.
وأرض
بني فلان مرطبة. وأرطب فلان: كثر عنده الرطب. ورطب القوم: أطعمهم الرطب. وتقول: من
أرطب نخله ولم يرطب، خبث فعله ولم يطب.
ومن
المجاز: رطب لساني بذكرك
وترطّب، ومازلت أرطبه به وهو رطيب به. وما رطّب لساني بذكرك، إلا ما بللتني به من
برك. وعيش رطيب: ناعم. وجارية رطبة: رخصة ناعمة. ورجل رطب: فيه لين. وامرأة رطبة:
فاجرة، وفي شتائمهم: يا ابن الرطبة. وخذ ما رطبت يداك أي ما وجدته رطباً نافعاً.
ر
ط لالصاع ثمانية أرطال، والمدّ رطلان. وباع الحب مراطلة. وإن فلاناً يرطّل شعره:
وما به إلا تجديد الثوب وترطيل الشعر وهو تليينه بالأدهان وتمشيطه. وغلام رطل: فيه
رخاوة. قال:
إني
لجشام لها مر العمل ... إذا الغلام الرطل وافاه الكسل
وقيل:
هو الحدث لم تستحكم قوته والذي لا غناء عنده.
ر
ط مارتطم في الوحل: وقع فيه.
ومن
المجاز: ارتطم فلان في أمر: لا يجد منه مخلصاً وارتطم عليه أمره: سدّت عليه
مذاهبه. ووقع في مضيق ومرتطم. وفي حديث عليّ رضي الله تعالى عنه " فقد ارتطم
في الربا
" .
ر
ط نكلمه بالرطانة والرطانة، ورطن له يرطن: كلمه بالعجمية، ولا ترطن له. وراطنه
مراطنة. وتراطنت الفرس. ورأيت أعجميين يتراطنان. قال ذو الرمة:
دوية
ودجى ليل كأنهما ... يم تراطن في حافاته الروم
ويقولون:
ما رطيناك وما رطيناك بالخفة والثقل.
ر
ع بهو مرعوب، وقد رعبته رعباً. وفعل ذلك رعباً لا رغباً أي خوفاً لا رغبة. ورجل ترعابه: فروقة. وتقول: هو في السلم
تلعابه، وفي الحرب ترعابه. وامرأة رعبوبة: شطبة تارة، ونساء رعابيب.
ومن
المجاز: سيل راعب: يرعب بكثرته وسعته وملئه الوادي، ومنه رعبت الحوض. ملأته. وحسيٌ
متراعب ومتلقم: واسع يأخذ الماء الكثير الجم. وحمام راعبي: شديد الصوت قوية في
تطريبه يروع بصوته أو يملأ به مجاريه، وعندي حمام له ترعيب وتطريب. ورجل رعيب العين
ومرعوب العين: جبان ما يبصر شيئاً إلا نزع منه.
ر
ع ثفي أذنيه رعثان: قرطان، ولها رعث ورعاث، وما تذبذب من قرط أو قلادة فهو رعثة
ورعثة. وصبيّ مرعث مقرّط. قال رؤبة:
رقراقة
كالرشأ المرعّث
ومن
المجاز: صاح ذو الرعثات أي الديك، ورعثتاه النائستان تحت منقاره. قال الأخطل:
ماذا
يؤرّقني قدما ويسهرني ... من صوت ذي رعثات ساكن الدار
وزين
الهوادج بالرعث وهي الذباب من العهن. وتفتح رعث الرمان وهو زهره الذي يسمى
الجلنار. وشاة رعثاء: لها تحت أذنيها زنمتان.
ر
ع دأصابته رعدة من البرد والخوف. وارتعد وأرعد، وأرعده الخوف. ورجل رعديد ورعديدة:
جبان تصيبه رعدة من خوفه. ورعدت السماء وبرقت. وسحابة راعدة وسحاب رواعد.
ومن
المجاز: رعد لي فلان وبرق: أوعد. قال:
فإذا
جعلت بلاد فارس دونكم ... فارعد هنالك ما بدا لك وابرق
وفي
كتابه رعود وبروق: كلمات وعيد. ورعدت لي فلانة وبرقت: تحسنت وتعرّضت. ويقال للفزع: أرعدت فرائصه. وفي مثل
" رب صلف تحت الراعدة " لمن يتكلم كثيراً ولا خير عنده. وجاء بذات الرعد
والصليل: بالداهية، وبذوات الرواعد: بالدواهي. وأطعمنا الرعديد وهو الفالوذج. وقد
ترعدد: ترجرج. وكثيب رعديد ومرعد: منهال، وقد أرعد إرعاداً. قال العجاج:
فهي
كرعديد الكثيب الأهيم
وأنشد
ابن الأعرابيّ لمنظور الفقعسيّ:
وكفل
يرتجّ تحت المجسد ... كالدعص بين المهدات المرعد
وهي
الخفوض من الرمل وما تمهد منه الواحد مهدة بوزن العهدة. وجارية رعديدة: ناعمة
تارة. وجوار رعاديد. قال الأخطل:
فقد
يكون الصبا مني بمنزلة ... يوماً وتقتادني الهيف الرعاديد
ر
ع ششيخ رعش ومرعش وقد رعش رعشاً، وأرعشه الكبر ورعشه، وأرعشت يداه. وتقول: ارتعدت مفاصله، وارتعشت أنامله؛ وفلان
يرتعش رأسه من الكبر ويرجف، وبه رعشة ورعاش.
ومن
المجاز: فلان رعش اليدين: جبان. وإنه لرعش إلى القتال وإلى المعروف: سريع إليه.
وبه رعشة إلى لقاء العدوّ. وأرعشته الحرب: أعجلته. ودابة رعشاء: متنفضة من شهامتها ونشاطها.
ر
ع صبرق راعص: مضطرب في لمعانه. وارتعصت الشجرة: انتفضت، ورعصتها الريح. وتقول:
رعصه ثم صرعه. وارتعصت الحية: تلوّت.
ر
ع ظرعظت السهم: كسرت رعظه وهو الثقب الذي يدخل فيه أصل النصل. وسهم مرعوظ. وتقول: ما يدمج سنخ النصل في رعظه، كما
دمجت أنت في وعظه.
ومن
المجاز: إنك لتكسر عليّ أرعاظ النبل إذا اشتدّ عليه غضبه. قال قتادة بن معرب
اليشكريّ يحذر أهل العراق الحجاج بن يسوف الثقفيّ:
حذار
حذار الليث يحرق نابه ... ويكسر أرعاظاً عليكم من الحقد
ويقال:
ظلبت الحاجة فما قدرت عليها حتى ارتدّت عليّ أرعاظ النبل.
ر
ع عفلان رعاعة من الرعاع. وفي الحديث " إني أخاف عليكم رعاع الناس " وترعرع الصبي: شب
وتحرك. ويقال: إذا ترعرع الولد تزعزع الوالد. ورعرعه الله. وتقول: رعاه الله
ورعرعه، وأرساه على الرشد ولا زعزعه. وشبان رعارع. قال لبيد:
وتبكي
على إثر الشباب الذي مضى ... ألا إن أخدان الشباب الرعارع
جمع
رعرع وهو الحسن الاعتدال.
ر
ع ففرس راعف: سابق، وخيل رواعف، وقد رعف الفرس الخيل يرعفها. وفي الحديث " ارعفي "
تقدمي. ورعف فلان بين يدي القوم واسترعف: تقدّم. قال الأفوه الأودي:
كقوم
الشوكة واسترعفوا ... أمامهم يمشون أولي الخميس
ورعف
به صاحبه: قدمه. وتقول: من عرف القرآن، رعف الأقران.
ومن
المجاز: رعف أنفه: سبق دمه، والرعاف: الدم السابق. واسترعف فلان كقولك: استقاء. ولاثوا على مراعفهم: على أنوفهم،
ولوثي على مراعفك: تلثمي على أنفك وما حوله. قال ذو الرمة:
إذا
كافحتنا نفحة من وديقة ... ثنينا برود العصب فوق المراعف
وما
أملح راعف أنفها ورواعف أنوفهن وهو طرف الأرنبة. وظهر لنا راعف الجبل وهو مقدّمه
ورواعف الجبال. ورأيتهن رواعف بالجاديّ. قال:
وسرب
كعين الرمل عوج إلى الصبا ... رواعف بالجادي حور المدامع
شبّه
تردع أرانبهن به بأثر الرعاف ألا ترى إلى قول جميل:
تضمخن
بالجادي حتى كأنما ال ... أنوف إذا استعرضهن رواعف
وقتاً
رعاف، ورماح رواعف. وأرعف قربته، وملأها حتى رعفت. قال:
يرعف
أعلاها من امتلائها
وبينا
نحن نذكرك رعف بك الباب. وتقول: ما في بني فلان عيب يعرف، إلا أن جفانهم تقيء
وكؤوسهم ترعف. وفلان يرعف أنفه عليّ غضباً إذا اشتد غضبه. وما أحسن مراعف أقلامه
ومقاطرها.
ر
ع ل
رأيت
رعلة من الخيل ورعيلاً وهي الجماعة المتقدمة، وأقبلت الخيل رعالاً وأراعيل. وجئت
في الرعيل الأول.
واسترعل:
خرج في الرعيل الأول في الغزو. قال تأبط شراً:
متى
تبغني مادمت حياً مسلماً ... تهجدني مع المسترعل المتعبهل
وجاء
القوم مسترعلين أرسالاً.
ومن
المجاز: أقبلت أراعيل الرياح، ونشأت أراعيل السحاب. قال رؤبة:
تزجى
أراعيل الجهام الخور
وفلان
يجرّ أراعيله: ما تهدّل من ثيابه. وثوب أرعل: طويل مسترخ. وعشب أرعل: طال حتى
انثنى. قال:
أرعل
مجاج الندى مثاثاً
يمث
بالندى: يرشح. وضرب أرعل: يقطع اللحم فيدليه. قال الفرزدق:
يحمى
إذا اخترط السيوف نساءنا ... ضرب تطير له السواعد أرعل
وتركت
عيالاً رعلة: كثيراً.
ر
ع نبدا رعن الجبل ورعانه وهو أنف شاخص منه. وبتصغيره سمّى الحصن الذي قيل لملكه:
ذو رعين. وجبل أرعن: ذو رعان طوال.
ومن
المجاز: رجل أرعن: طويل الأنف. ولقوهم بأعرن: يجيش كالجبل الأرعن. ألا ترى إلى قول
عارق:
ومن
أجأ حولي رعان كأنها ... قنابل خيل من كميت ومن ورد
كيف
شبه الرعان بالجيوش. وفيه رعن ورعونة: طول في حمق، ورجل أرعن وامرأة رعناء وقوم
رعن. وقال الفرزدق:
لولا
ابن عتبة عمرو والرجاء له ... ما كانت البصرة الرعناء لي وطناً
أراد
رعن أهلها.
ر
ع يرعاك الله وأحسن رعايتك. وهو راعيهم وهم رعيته ورعاياه. وليس المرعيّ كالراعي.
ويقولون للمرأة: راعية البيت. واسترعى الله خليفته خليقته. ورعيت له عهده وحرمته.
وما أرعاك للعهود. وأرعى عليه: أبقى. وهو حسن الرعوى والرعيا، كالبقوي والبقيا.
وارعوى عن القبيح. ورعت الماشية الكلأ وارتعت، ورعاها صاحبها. وهو راعي الإبل وهم
رعاتها ورعاؤها ورعاؤها ورعيانها. ورجل ترعية وترعية: حسن الرعية للإبل. قال:
يسوقها
ترعي جاف فضل ... إن رتعت صلّى وإلا لم يصل
وأخرجها
إلى المرعى والرعي. وإبل راعية ورواع. والحمار يراعى الحمر: يرعى معها. وظلت الإبل تراعى. واسترعيت راعي سوء
ورويعي سوء. وفي مثل " من استرعى الذئب ظلم " وأرعت الأرض: كثر مرعاها.
وأرض مرعية. وأرعى الله البهائم: أنبت لها المراعي.
ومن
المجاز: رعيت النجوم وراعيتها، وطالت عليّ رعية النجوم. قالت الخنساء:
أرعى
النجوم وما كلفت رعيتها ... وتارة أتغشى فضل أطماري
وراعيت
الأمر: نظرت إلام يصير. وأنا أراعي فلاناً: أنظر ماذا يفعل. وأرعيته سمعي، وأرعني
سمعك وراعني سمعك. وما في رأسه راعية: فملة لأنها ترعى في الرأس وهو مرعاها.
ر
غ بهو راغب فيه وراغب عنه، ورغب فيه وارتغب، ورغب عنه، ورغب بنفسه عنه. وفي الحديث
" يا عثمان لا ترغب عن سنّتي فإن من رغب عن سنتي فمات قبل أن يتوب ضربت
الملائكة وجهه عن حوضي " ولي عنه مرغب. وخطب فلان فأصاب المرغب. قال العجاج:
إن
لنا فحلاً هجاناً مصعبا ... نجل مفداة التي تخطّبا
زيد
مناةٍ فأصاب المرغبا ... فأكثرا إذ ولدا وأطيبا
مفداة
أم سعد بن زيد مناة. ومالي فيه رغبة ورغبي ورغباء. واللهم إليك الرغباء، ومنك
النعماء. وقد فترت رغباتهم. وإلى الله أرغب، وإليه أرفع رغبتي أن يعصمني. ورغبته
في صحبته. وتراغبوا في الخير. وإنه لوهوب للرغائب وهي نفائس الأموال التي يرغب
فيها، الواحدة رغيبة. وتقول: فلان يفيد الغرائب، ويفيء الرغائب. ورجل رغيب: واسع
الجوف أكول. وقد رغب رغباً. و " الرغب شؤم " .
ومن
المجاز: واد رغيب: كثير الأخذ للماء، وواد زهيد: قليل الأخذ. وحوض وسقاء رغيب.
وفرس رغيب الشحوة: واسع الخطو كثير الأخذ من الأرض. وتراغب الوادي: اتسع. ورغب رأيه أحسن الرغب: إذا كان
سخياً واسع الرأي. وأرغب الله قدرك: وسّعه وأبعد خطوه. وأنشد الأصمعيّ:
ومدّ
بضبعيك يوم الرّها ... ن منجبة أرغبت قدركا
ر
غ ثرغث الجدي أمه: رضعها وهي رغوث كحلوب وركوب. وفي ثل " آكل من برذونة رغوث
" . وقال طرفة:
فليت
لنا مكان الملك عمرو ... رغوثاً حول قبتنا تخور
وتقول:
ليت لنا مكانك رغوثاً، بل ليت لنا مكانك برغوثاً.
ومن
المجاز: رجل مرغوث: كثر عليه السؤال حتى نفد ما عنده. وفلان أمواله مرغوثه، فما
لأحد عنده مغوثه.
ر
غ دعيش رغد ورغد وراغد ورغيد: طيب واسع، وهو في رغد من العيش، وقد رغد عيشه رغداً،
ورغد رغداً. وقومرغد ونساء رغد: ذوو رغد، وقد أرغد القوم: صاروا في رغد، وأرغد الله عيشهم. وانزل حيث تسترغد
العيش. وتقول: الأمن في العيشة الرغيدة، أطيب من البرنيّ بالرغيدة؛ وهي الزبدة.
قال ابن عنقاء الفزاري يصف قحطاً:
إذا
لم يكن للقوم إلا رغيدة ... يخص بها المفطوم دون الأكابر
وبنو
فلان في العيش الراغد، في الرطب والرغائد.
ر
غ فتقول: همته في رغيف وغريف وهو ما يغرف من البرمة. وقدم إليهم وغفاناً ورغفاً
وتراغيف. قال:
مالك
مهزولاً وأنت بالريف ... وأنت في خبز وفي تراغيف
ومن
المجاز: وجه مرغف: غليظ.
ر
غ مألقاه في الرغام: في التراب.
ومن
المجاز: ألصقه بالرغام إذا أذله وأهانه، ومنه رغم أنفه ورغم، ولأنفه الرغم والمرغم،
وهذا مرغمة للأنف. وتقول: فلان غرم ألفاً، ورغم أنفاً. وفعلت ذلك على رغم أنفه
وعلى الرغم منه. قال زهير:
فردّ
علينا العير من دون إلفه ... على رغمه يدمى نساه وفائله
على
رغم العير وإلفه الأتان. ولأطأن منك مراغمك: أنفك وما حوله. قال:
قضوا
أجل الدنيا وأعطيت بعدهم ... مراغم مقراد على الذل راتب
من
أقرد إذا سكت ذلاً. وقال الشماخ:
وإن
أبيت فإني واضع قدمي ... على مراغم نفاخ اللغاديد
وأرغمه
الله تعالى، وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في المرأة تتوضأ وعليها الخضاب
" أسلتيه وأرغميه " أي أهينيه وارمي به عنك. ويقولون: ما أرغم من ذلك
شيئاً أي ما أكرهه وما أنقمه. وما أرغم منه إلا الكرم. وما ترغم من فلا: ما تنقم
منه. قال أبو ذؤيب يصف ربرباً:
وكن
بالروض لا يرغمن واحدةً ... من عيشهن ولا يدرين كيف غد
ولي
عند فلان مرغم: طلبة. وترغمت فلاناً: فعلت ما كرهه. وراغم أباه: فارقه على رغم منه
وكراهة وذهب في الأرض مهاجراً، ومنه قيل للمهرب والمذهب: المراغم أي موضع المراغمة
والمترغم والمرغم. وما لي عنك مراغم " يجد في الأرض مراغماً كثيراً " .
قال:
وأندى
أكفاً والأكف جوامد ... إذا لم يجد باغي الندى مترغما
وقال:
إذا
الأرض لم تجهل عليّ فروجها ... وإذ لي عن دار المذلة مرغم
وفلان
لا يراغم شيئاً إذا لم يعوزه شيء.
ر
غ ورغا البعير زغاء ورغوة واحدة وأرغيته أنا. وأرغى الضيف ونبح إذا ضرب ناقته
لترغو فيسمع الحي رغاءها فيضيفوه. وأتيته فما أثغى ولا أرغى: ما أعطى شاةً ولا
بعيراً. وتراغت الركاب. وارتغيت الرغوة بالمرغاة وهي ما تتاع به. قال:
فأعطيتها
عوداً وتعت بتمرة ... وخير المراغي قد علمت قصارها
وأرغى
اللبن ورغّى: ظهرت رغوته.
ومن
المجاز: رغا الرعد وسمعت رغاء الرعد. وأتاك خير له رغاء إذا كان كثيراً. وفلان يرغينا الحدث: يقلّ منه كالرغوة.
وأنشد ابن الأعرابيّ:
من
البيض ترغينا سقاط حديثها ... وتنكدنا لهو الحديث الممنع
أي
تستخرج منا الحديث الذي نمنعه إلا منها. وكانت عليهم كراغية البكر أي اشتدّت عليهم
كرغاء سقب ناقة صالح. قال الأخطل:
لعمري
لقد لاقت سليم وعامر ... على جانب الثرثار راغية البكر
أي
الشؤم والشدّة.
ر
ف أهذا مرفأ السفن وقد أرفؤها إلى الشط.
ر
قال: ت رفت الشيء: فتّه بيده كما يرفت المدر والعظم البالي حتى يترفت. وعظم رفات. وفي ملاعبهن رفات المسك
وفتاته. وضربه فرفت عنقه. ويقال فيمن يتحمل ما يتعذر عليه التقصي منه: "
الضّبع ترفت العظام ولا تعرف قدر استها " : تأكل العظام ثم يعسر عليها خروجها. وارفتّ
الحبل: انقطع.
ومن
المجاز: هو الذي أعاد المكارم فأحيا رفاتها، وأنشر أمواتها.
ر
ف ثرفث في كلامه وأرفث وترفث: أفحش وأفصح بما يجب أن يكنى عنه من ذكر النكاح. وقد
ترافث الرجلان، ورافث صاحبه مرافثة. وتقول: ما هذه منافثة، إنما هي مرافثة. وإياك
والرفث، ومالك ترفث. قال العجاج:
ورب
أسراب حجيج كظم ... عن اللغا ورفث التكلم
ورفث
إلى امرأته: أفضى إليها " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " وقيل الرفث
بالفرج: الجماع، وباللسان: المواعدة للجماع، وبالعين الغمز للجماع.
ر
ف درفده وأرفده: أعانه بعطاء أو قول أو غير ذلك. وفلان نعم الرافد، إذا حلّ به
الوافد. ورافده وترافدوا. وهو كثير الأرفاد والمرافد. وعظيم الرفد والمرفد. قال:
رفدت
ذوي الأحساب منهم مرافدي ... وذا الذحل حتى عاد حراً سنيدها
دعيها.
واسترفدته فأرفدني، وارتفدت منه: أصبت من رفده، وارتفدت مالاً: اكتسبته. قال
الطرماح:
عجباً
ما عجبت للجامع الما ... ل يباهي به ويرتفده
ويضيع
الذي قد أوجبه الل ... ه عليه فليس يعتهده
يتعهده.
وملأ رفده ومرفده وهو قدح ضخم. وناقة رفود: تملؤه في حلبة.
ومن
المجاز: هذا النهر له رافدان: نهران يمدّانه. وقيل لدجلة والفرات: الرافدان لذلك. وفلان يمدّ البرية رافداه:
يداه. ورفد الجدار: دعمه. قال:
تفرّعت
من هاشم منزلاً ... جسيم العماد أمين الدّعم
روافده
أكرم الرافدات ... بخ لك بخ لبحر خضم
من
تفرع القوم إذا تزوّج سيدة منهم. وهو رفادة صدق لي ورفيدة صدق: عون. ومدّ فلان
بأرفادي: نصرني وأعانني. قال:
إذا
خطرت حولي سلامان بالقنا ... ومدّ بأرفادي عديّ الأراقم
وهريق
رفد فلان إذا قتل، كما يقال: صفرت وطابه، وكفئت جفنته. ورفّدوا فلاناً ورفلوه:
سوّدوه لأنه إذا ساد رفد ورفل.
ر
ف ضرفضني فلان فرفضته يرفضني ويرفضني. ورفض العمرة. ورفض إبله: تركها تبدد في
المرعى، ورفضت هي: تبدّدت، وإبل رافضة ورفض. ورأيت رفضاً من ناس ونعم ومتاع ونبات
وأرفاضاً. قال ذو الرمة:
بها
رفض من كل خرجاء صعلة ... وأخرج يمشي مثل مشي المخبّل
الذي
يبست يداه ورجلاه. وفي القربة رفض من ماء: قليل بالسكون، وما في السقاء إلا رفض من
لبن. وارفض الشيء وترفض: تفرق. قال:
والزاعبية
ينهلون صدورها ... حتى ترفّض في الأكف حطامها
ورجل
رفضة: يأخذ الشيء ثم لا يلبث أن يدعه وراع قبضة رفضة: يجمع الإبل فإذا وجد كلأ
رفضها. وجاء سيل تخرّ منه مرافض الأودية وهي مفاجرها.
ومن
المجاز: دهمني من ذلك ما
انفض منه صدري، وارفضّ منه صبري. وتقول: لشوقي إليك في قلبي ركضات، ولحبك في
مفاصلي رفضات؛ من رفضت الإبل إذا تفرّقت في المرعى. قال ذو الرمة:
أبت
ذكر عوّدن أحشاء قلبه ... خفوقاً ورفضات الهوى في المفاصل
ر
ف عرفعه فارتفع ورفّعه، ورفع فهو رفيع، وفيه رفعة. ورفعه على السرير. ورفع القيد
بالرفاعة وهي الخيط الذي يرفع به المقيد قيده إليه.
ومن
المجاز: رفع بعيره في السير ورفعه. قال لبيد:
رفعتها
طرد النعام وفوقد ... حتى إذا سخنت وخفّ عظامها
ورفع
البعير بنفسه. وإنه لحسن المرفوع والموضوع. قال طرفة:
موضوعها
زولٌ ومرفوعها ... كمرّ غيث لجبٍ وسط ريح
ويقولون: ارفع من دابتك. ورفعه إلى السطان رفعاناً،
ورافعته، وترافعا إليه. ورفع فلان على العامل: أذاع عليه خبره. ورفع في رفيعته كذا
أي في قصته التي رفعها. ولي عليه رفيعة ورفائع. وارفع هذا الشيء: خذه واحمله.
ورفعوا الزرع:
حملوه
بعد الحصاد إلى البيدر. وهذه أيام الرفاع. ورفعه على صاحبه في المجلس. ويقال
للداخل: ارتفع، وارتفع إليّ: تقدّم. ومنه قول النابغة:
خلت
سبيل أتيّ كان يحبسه ... ورفّعته إلى السّجفين فالنضد
أي
قدمته. ورفعت الرجل: نميته ونسبته، ومنه رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وبرق رافع: ساطع. قال الأحوص:
أصاح
ألم تحزنك ريح مريضة ... وبرق تلالا بالعقيقين رافع
ورجل
رفيع الحسب والقدر. ورفع قدره وخفضه. والله يرفع ويخفض. وله رفعة في المنزلة.
ورفعه في خزانته وفي صندوقه: خبأه. وثوب رفيع ومرتفع. وارتفع السعر وانحط. وترفع
الضحى. قال ابن مقبل:
سرح
العنيق إذا ترفعت الضحى ... هدج الثفال بحمله المتثاقل
شبّه
اضطراب الآل بهدجان هذا البعير واضطرابه في مشيه. وترفّع عن كذا. ورفعت الناقة
لبنها، وناقة رافع إذا لم تدر. ورفعوا في البلاد: أصعدوا. قال الراعي يصف ظعائن:
دعاهنّ
داعٍ للخريف ولم تكن ... لهن بلاداً فانتجعن روافعا
ورافعني
فلان وخافضني فلم أفعل أي داورني كل مداورة. وكلامٌ مرفوع: جهير. ويقال في وصف
المرأة: حديثها موضوع، وليس بمرفوع. قال الفرزدق:
وكلامهنّ
إذا التقين كأنما ... مرفوعه لحديثهن سرار
أي
جهره كالسر. وهو رفيع الصوت، ورفع صوته وخفضه. وفي صوته رفاعة ورفاعة بالفتح والضم
كالطّلاوة والطلاوة. ورفعته لأمر كذا: قدّمته إليه. ورفعت له غاية فسما إليها. قال
بشر:
إذا
ما المكرمات رفعن يوماً ... وقصّر مبتغوها عن مداها
وضاقت
أذرع المثرين عنها ... سما أوسٌ إليها فاحتواها
وفي
الحديث " رفع له علمٌ فشمّر إليه " ودخلت عليه فلم يرفع لي رأساً.
ورفعوا إليّ عيونهم.
ر
ف غامرأة رفغاء: واسعة الرفغ. " ولا يزال رفغ أحدكم بين ظفره وأنملته " . والأرفاغ مجامع
الأوساخ فتعهدوها وهي المغابن. وفلان في العيش الرافغ والرفيغ والأرفغ. قال:
تحت
دجنات النعيم الأرفغ
وإنه
لفي رفاغة من عيشة ورفاغية وهي السعة والخصب.
ومن
المجاز: نزلوا في أرفاغ الوادي وفي رفغ الوادي وهو ألأم موضع منه وشره تراباً. وهو
من أرفاغ قومه: سفلتهم وأراذلهم.
ر
ف فبات يرفّ شفتيها: يرشفهما. وفي حديث أبي هريرة " إني لأرفّ شفتيها وأنا
صائم " ورفّ البقل ونحوه: أكله. قال:
والله
لولا خشيتي أباك ... ورهبتي من جانب أخاك
إذاً
لرفّت شفتاي فاك ... رف الغزال ثمر الأراك
ورويَ
ورقَ. وذهب من كان يحفّه ويرفه أي يضمّه ويحبه ويشفق عليه شفقة من يرف ولده أو حبيبه.
وماله حاف ولا راف. ورفّ النبات يرف، وله وريف ورفيف وهو أن يهتز نضارة وتلألؤاً.
وروضة رفّافة، وشجر أحوى الظل رفّاف الورق. ورأيت الأقحوان يرف رفيفاً ويرتف
ارتفافاً. وثوب رفيف بيّن الرفف: رقيق. ورفرف الطائر: حرك جناحيه وهو لا يبرح
مكانه. وضربت الريح رفرف الفسطاط وهو أسفله وذيله ورفارفه. وهو يجرّ رفرف قميصه،
ورفرف درعه. قال أبو طالب:
تتابع
فيه كلّ صقر كأنه ... إذا ما مشى في رفرف الدّرع أحرد
من
حرد البعير وهو أن تنقطع عصبة في يده فينفضها إذا مشى. وثوب رفرف: رقيق. وفرشوا لنا رفرفاً وهو ضرب من البسط
الخضر. وأقعدني على رفرفة بين يديه.
ومن
المجاز: رفرف على ولده إذا تحنّى عليه. قال الطائي:
ورحمة
رفرفت منه على الرحم
وما
أملح رفرف الأيكة وهو ما تهدّل من الغصون وانعطف من النبات. وثغر رفاف: يرفّ كالأقحوان. وإن ثغرها ليرفّ رفيف
الأقاحي، وهي في بياضها كبيض الأداحي. قال:
وأنف
كحرف السيف زيذن وجهها ... وأشنب رفّاف الثنايا له ظلم
وقال
المسيب بن علس:
ومها
يرف كأنه بردٌ ... نزل السحابة ماؤه يدق
استعار
له المها وهو البلور ثم شبهه بالبرد وفيه تحقيق أنه مها على الحقيقة وجعل ما في
السحابة نزلاً لها. ولثغرها رفيف وترافيف. قال:
لها
ثنايا فهي غير لص ... ذات ترافيف وذات وبص
ويقال:
ثغر رفراف. قال عمر بن أبي ربيعة:
وعنبر
الهند والكافور يخلطه ... قرنفل فوق رفراف له أشر
ونظرت
إلى لونه يرف رفيفاً. ودخلت عليه فرفّ لي رفيفاً إذا هش لك واهتزّ. ورفّ فؤادي
لحديثه. قال ابن مطير:
يمنيننا
حتى ترف قلوبنا ... رفيف الخزامى بات طل يجودها
ورف
حاجبه: اختلج. ومازالت عيني ترف حتى أبصرتك. قال:
لم
أدر إلا الظن ظن الغائب ... أبك أم بالغيث رف حاجبي
وأرض
ذات رفيف: ذات خصب.
ر
ف ق
أرفق
به وترفق، ورفق به ورفق، وفيه رفق وهو لين الجانب ولطافة الفعل. واسترفقته فأرفقني
بكذا: نغمني، وارتفقت به: انتفعت. ومالي فيه مرفق ومرفق. وما فيها مرفق من مرافق
الدار نحو المتوضأ والمطبخ ونحوه. وسمعتهم يقولون: مالي في هذا رفق. وأخذ المكّاس
الرفق. ورافقته في السفر وارتفقنا وترافقنا، وهو رفيقي وهم رفيقي ورفقائي "
وحسن أولئك رفيقاً " وكنت في رفاقة فلان، وخرجت في رفقة من الرفاق، وجمعتني
وإياه رفقة واحدة. وفلان زاد الرفاق. وتوكأ على المرفقة، وارتفق عليها. وبت
مرتفقاً: متكئاً على مرفقي " وحسنت مرتفقاً " ويقال: نصبوا المرافق على المرافق. وقال
أبو النجم:
يكسرن
في الأظلال والمشارق ... مرافق السندس للمرافق
ومن
المجاز: هذا الأمر رافق بك وعليك ورفيق: نافع. وهذا أرفق بك. وأرفقني هذا الأمر،
ورفق بي: نفعني. وبتّ مرتفقاً، والرمل مرفقتي. وتقول بكرمك أثق، وعلى سؤددك أرتفق؛
أي أتوكأ.
ر
ف لرفل في ثيابه ورفل وأرفل وترفل، وله رفل ورفول وهو جر الذيل والركض بالرجل.
وأرفل ذيله ورفله: أسبله. قال ذو الرمة:
كستها
عجاج البرقتين وراوحت ... بذيل من الدهنا على الدار مرفل
وثوب
رفال. ورجل رفل. وامرأة رفلة ومرفال، وهي ترفل المرافل أي كل ضرب من الرفول كقولك
تمشي المماشي. وخرج إلينا في مرفلة: في حلة طويلة يرفل فيها. قال المتلمس:
إني
كساني أبو قابوس مرفلة ... كأنها سلخ أبكار المخاريط
الحيّات
التي خرطت خراشيها أي سلختها، جمع مخراط. وشمر رفله أي ذيله. وقميص سابغ الرفل
بوزن الطفل.
ومن
المجاز: عيش رفلة: واسعة سابغة. وفرس رفل: ذيّال. ورفّل الملك فلاناً: سوده وأمره.
قال ذو الرمة:
كما
ذببت عذراء غير مشيحة ... بعوض القرى عن فارسيّ مرفل
وحكمته
ورفلته: زدته على ما احتكم. ورفلت الركية: أجمعتها، وهذا رفل الركية: مكلتها بوزن
تفل.
ر
ف هالإبل ترد رفها متى شاءت، وإبل روافه وقد رفهت رفوها وقد أرفهتها. وبيننا ليلة رافهة، وليال روافه: لينة
السير. ورجل رافه ومترفه: مستريح متنعم. وهو في رفاهة ورفاهية، وعيش رافه. ورفه
نفسه. ورفه عني: نفس، ورفه عن أنفاسي.
ر
ف ورفوت الثوب ورفأته.
ومن
المجاز: فزع فلان فرفوته إذا أزلت فزعه وسكنته كما يزال الخرق بالرفو. قال أبو
خراش الهذلي:
رفوتي
وقالوا يا خويلد لا ترع ... قلت وأنكرت الوجوه هم هم
ورافيته
ورافأته: وافقته مرافأة ورفاء، ومنه بالرفاء والبنين. ورفّيت فلاناً ورفأته: قلت
له ذلك. وفي الحديث " كان إذا رفأ رجلاً قال له بارك الله عليك وبارك فيك وجمع
بينكما في خير " وتبدل من الهمزة الحاء فيقال: رفحته. ورافأني في البيع: سامحني وحاباني. وترافوا على
الأمر وترافؤا: توافقوا وتظاهروا. وخرق فلان ثوب المودة بالإساءة ثم رفأه بالإحسان.
ر
ق أرقأ دمعه ودمه، ورقأت عينه رقئاً ورقوءاً، ولا رقأت دمعة فلان، ولا أرقأ الله
دمعتك، ولا أرقأ عينك. قال جرير:
بكى
دوبل لا يرقىء الله دمعه ... ألا إنما يبكي من الذل دوبل
وأرقأت
دم فلان: حقنته، وسكّن دمه بالرّقوء وهو ما يرقأ به كالوضوء. وقال قيس بن عاصم
لولده: لا تسبوا الإبل فإ فيها رقوء الدم ومهر الكريمة. واليأس رقوء الدمع. قال
الكميت:
فكنت
هناك رقوء الدما ... ء للمتبعات الأنين الزفيرا وقال ذو الرمة:
لئن
قطع اليأس الحنين فإنه ... رقوء لتذراف الدموع السوافك
وتقول:
فلانة طويلة القروء، بطيئة الرقوء.
ر
ق بقعد يرقب صابحه رقبة ويرتقبه، وأنا أترقّب كذا: أنتظره وأتوقعه، وفلان يرقب موت
أبيه ليرثه. وأرقبته داري، وهذه الدار لك رقبى من المراقبة لأن كل واحد يرقب موت
صاحبه. وهو رقيب القوم وهم رقباؤهم. وأشرف على مرقب عال ومرقبة. وهو رقيب الجيش:
لطليعتهم. وأنا أرقب لكم هذه الليلة. ومالك لا ترقب ذمّة فلان. ورجل أرقب
ورقبانيّ: عظيم الرقبة.
ومن
المجاز: هذا الأمر في رقابكم وفي رقبتك. والموت في الرقاب. ومن أنتم يا رقاب
المزاود: يا عجم لحمرتهم. وأنشد الأصمعي:
يسموننا
الأعراب والعرب اسمنا ... وأسماؤهم فينا رقاب المزاود
وأعتق
الله رقبته. وأوصى بماله في الرقاب. ورقبه وراقبه: حاذره لأن الخائف يرقب العقاب
ويتوقعه، ومنه فلان لا يراقب الله في أموره: لا ينظر إلى عقابه فيركب رأسه في
المعصية. وبات يرقب النجوم ويراقبها كقولك: يرعاها ويراعيها. وامرأة رقوب: لا يعيش لها ولد فهي ترقب موت ولدها.
وطلع رقيب الثريا وهو الدبران لأنه يتبعها لا يفارقها أبداً فلايزال يرقب طلوعها،
ويقال: لا آتيك أو يلقى الثريا رقيبها. قال جميل:
أحقاً
عباد الله أن لست لاقيا ... بثينة أو يلقى الثريا رقيبها
وورث
المجد عن رقبة أي عن كلالة لأنه يخاف أن لا يسلم له لخفاء نسبه. وتقول: نعم الرقيب أنت لأبيك ولأسلافك أي نعم
الخلف لأنه كالدبران للثريا. ومنه قول عديّ يصف فرساً اتبع غبار الحمير
كأن
ريقه شؤبوب غادية ... لما تقفّى رقيب النقع مسطارا
أي
تبع آخر النقع.
ر
ق حرقح المال والعيش: قام عليه وأصلحه. قال الحارث بن حلزة اليشكري:
يترك
ما رقّح من عيشه ... بعيث فيه همج هامج
وهو
يترفح لعياله: يتكسب، وهو راقحة أهله: لكاسبهم كما يقال: جارحة أهله. وفي تلبية
الجاهلية جئناك للنّصاحه، لم نأت للرقاحه؛ ويقال للتاجر: رقاحيّ نسبة إليها، وهو
رقاحي مال: كاسبه ومصلحه.
ر
ق دهو رقاد ورقود، ولا يرقد بالليل، وما بي رقود ورقاد، وما أطيب رقدة السحر
ورقدات الضحى. وأرقدت المرأة ولدها: أنامته، وتراقد: تناوم، وبعثه من مرقده،
وأخذوا مراقدهم.
وسقاه
المرقد. واسترقدت فما أدركت الجماعة إذا غلبك الرقاد. وبين الدنيا والآخرة همدة
ورقدة. وارقد في سيره: أسرع. قال ذو الرمة:
يرقد
في ظل عرّاص ويطرده ... حفيف نافجة عثنونها حصب
وهذه
رحى رقدية منسوبة إلى جبل كما تنسب الأرحاء في خوارزم إلى بلد. قال ذو الرمة:
تفضّ
الحصا عن مجمرات وقيعة ... كأرحاء رقد زلّمتها المناقر
وعندي
راقود خل وهو نحو الإردبة يسيّع داخله بقار.
ومن
المجاز: امرأة نؤوم الضحى، ورقود الضحى: للمتنعمة. ورقد عن ضيفه إذا لم يتعهده.
قال:
شتوم
لشيخيه سروق لجاره ... وعن ضيفه سخن الفراش رقود
وأرقدت
بالبلد: أقمت فيه. وأصابتنا رقدة من حر وهي أن تدوم نصف شهر أو أقلّ. ورقد الثوب
مثل نام الثوب إذا لم يكن فيه مستمتع.
ر
ق شرقشه وترقّشه ونقّشه. قال المرقش:
والدار
قفر والرسوم كما ... رقّش في ظهر الأديم قلم
وحية
رقشاء، وحيات رقش. وهو يترقش للناس: يتزين لهم. والمرأة تترقش وتتقين إذا تنمصت
وتزينت. وهدرت رقشاء البعير: شقشقته. وانظر إليه كيف يرتقش: أي يظهر حسنه وزينته.
ومن
المجاز: رقش فلان إذا نمّ لأن النمام يزين كلامه ويزخرفه. قال رؤبة:
عاذل
قد أولعت بالترقيش
كما
قيل له: واش ونمام لأنه يشبه ويمنمه.
ر
ق صرقص المخنث والصوفي رقصاً، وهذه مرقصة الصوفية. وأرقصت المرأة ولدها ورقّصته،
وقالت في ترقيصه كذا.
ومن
المجاز: رقص البعير رقصاً ورقصاناً: خب، وأرقصه صاحبه، وأرقصوا في سيرهم. وترقصوا: ارتفعوا وانخفضوا. وقرأ ابن الزبير
" ولأرقصوا خلالكم " وأتيته حين رقص السراب: اضطرب. قال لبيد:
حتى
إذا رقص اللوامع بالضحى ... واجتاب أردية السراب إكامها
والنبيذ
إذا جاش رقص. قال حسان:
بزجاجة
رقصت بما في قعرها ... رقص القلوص براكب مستعجل
والحمار
يرقص إذا لاعب أتنه. وفلاة مرقصة: تحمل سالكيها على الإسراع. وفلان يرقص في كلامه:
يسرع. وله رقص في القول: عجلة. ولقد سمعت رقص الناس علينا أي سوء كلامهم. قال أبو
وجرة:
فما
أردنا بها من خلة بدلاً ... ولا بها رقص الواشين يستمع
وهو
يرقص فؤاده بين جناحيه من الفزع. ورقص الطعام وارتقص: غلا سعره وقد غلط راويه
بالقاف. وقيل: قد صحّ بالفاء من الرفصة وهي النوبة.
ر
ق طهو أرقط بيّن الرقطة والرقط وهو نقط صغار من سواد وبياض أو من حمرة وصفرة تكون
في الشاء والدجاج والحيّات. وقد رقط رقطاً وارقطّ.
ومن
المجاز: رقّطت على ثوبي ونقّطته إذا رشّش عليك فصارت فيه نقط من الماء. وكان عبيد الله بن زياد أرقط شديد الرقطة
فاحشها كانت في جسده لمع كالخيلان وأكبر منها. وبعير أرقط إذا أخذه عرّ كالقوباء.
ر
ق عالصاحب كالرقعة في الثوب فاطلبه مشاكلاً. وثوب فيه رقع ورقاع، وثوب مرفوع ومرقع
في مواضع، وارقع ثوبك، واسترقع: طلب أن يرقع.
ومن
المجاز: رقعه بسهم: أصابه به. قال الشماخ:
تزاور
عن ماء الأساود أن رأت ... به رامياً يعتام رقع الخواصر
وأصاب
رقعة الغرض وهي قرطاسه. ورقعته بقولي فهو مرقوع إذا رميته بلسانك وهجوته. ولأرقعنه رقعاً رصيناً. ورأى فيه مترقعاً:
موضعاً للشتم. قال:
وما
ترك الهاجون لي في أديمكم ... مصحاً ولكنّي أرى مترقعاً
ورقعت
خلّة الفارس إذا أدركته فطعنته وهي الفرجة بينك وبينه. قال عديّ:
أحال
عليه بالقناة غلامنا ... فأذرع به لخلة الشاة راقعاً
ومرّ
يرقع الأرض بقدميه. ورقع الشيخ: اعتمد على راحتيه عند القيام. وجمل مرقوع وبه رقاع
من جرب ورقعة من جرب وهي النقبة. ورقع الناقة بالهناء ترقيعاً: تتبع رقاعها أي نقبها به. وبقرة رقعاء:
مختلفة الألوان كأنها رقاع. وهذه رقعة من الكلأ، وما وجدنا غير رقاع من الغشب. وفي
مثل " فيه من كلّ زق رقع " أي فيه من كل شيء شيء. ولهم رقعة من الأرض: قطعة، ورقاع الأرض مختلفة. وتقول: الأرض مختلفة الرقاع، متفاوتة
البقاع؛ ولذلك اختلف شجرها ونباتها وتفاوت بنوها وبناتها. وهذا الثوب له رقعة
جيدة. قال:
كريط
اليماني قد تقادم عهده ... ورقعته ما شئت في العين واليد
ورقّع
حاله ومعيشته: أصلحها. قال:
نرقع
دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
وهو
رقاعي مال كرقاحي لأنه يرقع حاله، ورجل مرقع وموقع: مجرب. ورجل رقيع وهو الذي
يتمزق عليه رأيه وأمره، وقد رقع رقاعة. وأرقعت يا فلان: جئت برقاعة. وتقول: يا مرقعان ويا مرقعانة: للأحمقين،
وتزوّج مرقعان مرقعانه، فولدا ملكعاناً وملكعانه. وفي الحديث " لقد حكمت بحكم
الله فوق سبعة أرقعة " لأن كل طبق رقيع للآخر وعاقر الخمر وراقعها: لازمها.
وما ارتقعت بهذا الأمر: ما اكترثت له ولم أبال به. قال:
ناشدتنا
بكتاب الله حرمتنا ... ولم تكن بكتاب الله ترتقع
وما
ترتقع مني برقاع: ما تقبل نصيحتي. وما رقع فلان مرقعاً: ما صنع شيئاً.
ر
ق قرقّ الشيء رقّةً، وشيء رقيق. وعن بعض العرب لا يزداد إلا رقوقاً حتى يخلل.
وأرقه ورققه. وطعنه في مراق بطنه وهي ما رقّ منه في أسافله. وضرب مرقّ أنفه، ومراق
أنفه. وابتل رقيقاه: ناحيتا منخريه. وقال مزاحم:
أصاب
رقيقيه بمهوٍ كأنه ... شعاعة قرن الشمس ملتهب النصل
يريد
خاصرتيه. وحور القرص بالمرقاق وهو السهم الذي يرقق به. وخبز رقاق. وجاء بشواء في
رقاقةٍ. وأرض رقاق: لينة التراب رقيقة. وعبد رقيق من عبيد أرقاء، وأمة رقيقة من
إماء رقائق، وقد رق رقاً، وضرب الرق عليه، وعبد الشهوة أذل من عبد الرق، والعبد
المعتق بعضه يسعى فيما رق منه، وأعتق أحد العبدين وأرق الآخر، واسترق فلان، وتقول:
أقر له بالحق، وكتبه في الرق. وزرعوا في الرقة وهي الأرض إلى جنب الوادي ينبسط
عليها الماء أيام المدّ ثم يحسر عنها فتكون مكرمة للنبات وجمعها الرقاق وبها سميت
الرقة. وترقرق الماء: جرى جرياً سهلاً، ورقرقته أنا، وماء رقراق، وترقرق الدمع.
ومن
المجاز: في حاله رقة، وعجبت من قلة ماله، ورقة حاله. وهو رقيق الدين ورقيق الحال،
وأرق فلان: رقت حاله. وفي ماله رقق. وشاخ ورق عظمه، ورقت عظامه. ورققت له، ورق له
قلبي، وأرق الوعظ قلبه ورققه. وأرقت بكم أخلاقكم إذا شحوا ومنعوا خيرهم. وكلام رقيق الحواشي، ورقّق كلامه. ورقق عن
كذا: كنى عنه كناية يتوضح منها مغزاه للسامع. وفي المثل " أعن صبوح ترقق
" واسترق الليل: مضى أكثره. وقال ذو الرمة:
كأنني
بين شرخي رحل ساهمة ... حرفٍ إذا ما استرق الليل مأموم
ورقّق
مشيه إذا مشى مشياً سهلاً. ورقق ما بين القوم إذا أفسده. قال الأعشى:
ومازال
إهداء الهواجر بيننا ... وترقيق أقوام لحين ومأثم
وإنك
لا تدري علام يتراق هرمك أي على أي شيء يتناهى رأيك ويبلغ آخره. وماذا تختار من
استرقاق الليل. وترقرق السراب. قال ذو الرمة:
يدوّم
رقراق السراب. ورقرق الشراب: مزجه. ورقرق الطيب في الثوب. قال الأعشى:
وتبرد
برد رداء العرو ... س بالليل رقرقت فيه العبيرا
ورقرق
الثريد بالدسم. وماء السيف يترقرق في صفحتيه وماؤه في متنه رقراق.
ر
ق ل ناقة مرقال، ونوق مراقيل، وأرقلت في سيرها: أسرعت.
ومن
المجاز: أرقل القوم إلى الحرب. قال النابغة:
إذا
استنزلوا للطعن عنهن أرقلوا ... إلى الموت إرقال الجمال المصاعب
وفلان
يرقل في الأمور، وهو مرقال في النوازل، وقيل لهاشم بن عتبة: المرقال لإرقاله في
الحروب. وأرقلت إليهم الرماح. قال الهذلي:
أما
إنه لو كان غيرك أرقلت ... غليه القنا بالراعفات اللهاذم
وقال
الراعي:
بسمر
إذا هزت إلى الطعن أرقلت ... أنابيبها بين الكعوب اعلحوادر
وتقول:
ما هم رجال، إنما هم رقال؛ جمع رقلة وهي النخلة الطويلة.
ر
ق مفلان يلبس الرقم وهو الوشي. وفي الحديث " وما أنا والدنيا والرقم " ورقم الثوب وغيره:
وشاه. ورقم الكتاب: بين حروفه، ونقطه ورقمه، وكتاب مرقوم ومرقم. والتاجر يرقم
الثياب ويرقمها: يعلمها، وثياب مرقومة ومرقمة. وللحمار رقمتان في يديه: نقطتان سوداوان
كالدرهمين. وكأن عيونهم عيون الأراقم وهي الحيات الرقش، وكأنه أرقم يتلمظ. وتقلو:
فلان يهدي إلى اللقم بالرقيم والأرقم أي بالكتاب والقلم.
ومن
المجاز: " هو يرقم في الماء " ويرقم حيث لا يثبت الرقم، مثل في الذي
يعملما لا يعمله أحد لحذقه ورفقه. قال:
سأرقم
في الماء القراح إليكم ... على نأيكم إن كان في الماء راقم
وأرض
مرقومة: فيها نبذ من النبات. وما وجدت فيها إلا رقمة من كلأ. ورقم البعير: كواه.
قال حسان:
نسبي
أصيل في الكرام ومذودي ... تكوى مراقمه جنوب المصطلى
أي
مكاويه الواحد مرقم. ورقم الخبز بالمرقم.
وتقول:
هو سيد قرم، على غرته للسؤدد رقم.
ر
ق نرقن الكتاب: كتبه كتابة حسنة. والترقين: الترقيش. قال رؤبة:
دار
كخط الكاتب المرقن
وفي
نوابغ الكلم: العلم درس وتلقين، لا طرس وترقين. وثوب مرقن: مصبغ. ورقن رأسه
بالحناء. وترقنت وارتقنت واسترقنت: تضمخت بالرقون والرقان وهو الزعفران.
ر
ق يرقي في السلم وارتقى وترقّى، ورقي السطح والجبل وارتقاه وترقّاه، وهذا جبل لا
مرقي فيه ولا مرتقى، وهو صعب الرقي والرقي. قال:
أنت
الذي كلفتني رقي الدرج ... على الكلال والمشيب والعرج
وهو
راق من الرقاة، ورقاء نافع الرقي، ورقاني برقية كذا، ويقال: باسم الله أرقيك،
والله يشفيك؛ وقد رقي وسقى حتى شفي وعوفي، وسليم مرقيٌّ، ولدغته حية لا تقبل
الرُّقَى، واسترقاه لداء به.
ومن
المجاز: مازال فلان يترقى به الأمر حتى بلغ غايته. والجود مرقاة إلى الشرف. والمجد
صعب المراقي. ولقد ارتقيت يا فلان مرتقى صعباً، ورقاك الله أعلى الرتب. وقال:
وارق
إلى الخيرات زنأً في الجبل
ورقّى
عليه كلاماً: رفع، ورقيَ إلى سمعه كذا وترقّى في العلم والملك: رقي درجة درجة.
وتراقى أمرهم إلى الفساد وترامى. وارتقى بطن البعير: امتلأ شبعاً. وارتقى القراد في جنب البعير. ورقيت
فلاناً إذا تملّقت له وسللت حقده بالرفق كما ترقى الحية حتى تجيب، وقال كثير لعبد
الملك بن مروان:
ومازالت
رقاك تسل ضغني ... وتخرج من مكامنها ضبابي
ويرقيني
لك الحاوون حتى ... أجابك حيةٌ تحت الحجاب
ر
ك بركبه وركب عليه ركوباً ومركباً، وإنه لحسن الرّكبة، ونعم المركب الدابة، وأرفىء
مركب فلان فركب فيه، وجاءت مراكب اليمن: سفائنه. وأوضعوا ركابهم وركائبهم، وماله
ركوبة ولا حلوبة، وبعير ركوب، وإبل ركب، وهم ركبان الإبل، وركّاب السفن، وأركبني
خلفه، وأركبني مركباً فارهاً. وأركب المهر، ولي قلوص ما أركب. وفارس مركب: أعطاه
رجل فرساً يغزو عليه على أن له بعض غنمه. قال:
لا
يركب الخيل إلا أن يركبها
ووضع
رجله في الركاب، وقطعوا ركب سروجهم. وزيت ركابي: محمول من الشأم على الركاب. ومرّ
بي ركب وأركوب. ومروا بنا ركوباً. واستركبته فأركبني. وركب الفص في الخاتم والسنان
في القناة فتركّب فيه. وركبته: ضربت ركبتيه، وضربته بركبتي وهو أن تقبض على فوديه
ثم تضرب جبهته بركبتك. ورجل أركب: عظيم الركبة. وبين عينيه مثل ركبة العنز من أثر
السجود. ووسع ركيب كرمك ومبطختك وهو الظهر بين النهرين.
ومن
المجاز: ركب الشحم بعضه بعضاً وتراكب. وركبه الدين. وركب ذنباً وارتكبه. وإن جزورهم لذات رواكب وروادف، فالرواكب
طرائق الشحم في مقدّم السنام والروادف في مؤخره. والرياح ركاب السحاب. قال أمية:
تردد
والرياح لها ركاب
وركب
رأسه: مضى على وجهه بغير روية لا يطيع مرشداً. وهو يمشي الركبة، وهم يمشون الركبات.
وفي حديث حذيفة: " إنما تهلكون إذا صرتم تمشون الركبات كأنكم يعاقيب حجل لا
تعرفون معروفاً ولا تنكرون منكراً " وعلاه الركاب: الكابوس بوزن كبار. وطلعت
ركبان السنل: سوابقه وأوائله إذا خرجت به من القنبع. وهو كريم المنبت والمركب.
وهذا أمر قد اصطكت فيه الركب وحكت فيه الركبة الركبة.
ر
ك دريح راكدة: ساكنة، رياح رواكد. وماء راكد: لا يجري. وركدت السفينة. وللشمس ركود وهو أن تدوم حيال رأسك كأنها
لا تريد أن تبرح. وركد الميزان: استوى. وركد القوم في مكانهم هدؤوا، وهذه مراكدهم
ومراكزهم.
ومن
المجاز: ركدت ريحهم إذا
زالت دولتهم وأخذ أمرهم يتراجع، وطفقت ريحهم تتراكد. وجفنة ركود: ثقيلة. وتقول:
لبني فلان لقحة رفود، وجفنة ركود: تملأ الرفد وهو العسّ. وناقة مكود ركود: دائمة
اللبن.
ر
ك زأنزل الله بهم رجزاً، حتى لا تسمع لهم ركزاً؛ أي هما. وركز الرمح والعود ركزاً.
قال ذو الرمة:
عن
واضح لونه حوٍّ مراكزه ... كالأقحوان زهت أحقافه الزهرا
أي
لثاته. وركز الله المعادن في الجبال، وأصاب ركازاً: معدناً أو كنزاً. وقد أركز فلان.
ومن
المجاز: هذا مركز الجند، وأخلوا بمراكزهم. وعزّ بني فلان راكز: ثابت لا يزول. وإنه
لمركوز في العقول. ودخل علينا فلان فارتكز في مكانه لا يبرح. وارتكز على قوسه: جنح على سبتها معتمداً. وكلمته
فما رأيت له ركزة: مسكةً من عقل.
ر
ك سأركسه وركسه: قلبه على رأسه. وهو منكوس مركوس. وأركسه في الشرّ: ردّه فيه
" كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها " وأركش الله عدوك: قلبه على رأسه أو قلب حاله. وارتكس فلان
في أمر كان نجا منه. وفي الحديث " والفتن ترتكس بين جراثيم العرب "
يرتكس أهلها فيها أو ترتد هي بعد أن تذهب. وأركس الثوب في الصبغ: أعده فيه. وشعر متراكس:
متراكب. وشدّ دابته إلى الركاسة وهي الآخّية. وهذا ركس رجس. وبناء ركس: رم بعد
الانهدام.
ر
ك ضركل الدابة برجل وركضها برجلين: ضربها ليستحثها، واضرب مركضيها ومركليها، واضربوا
مراكضها ومراكلها. وراكضه الخيل، وخرجوا يتراكضون الخيل، وتراكضوا إليهم خيلهم حتى
أدركوهم، وارتكضوا في الحلبة.
ومن
المجاز: الطائر يركض بجناحيه: يحرّكهما ويردّهما على جسده. قال العجاج:
إذا
النهار كفّ ركض الأخيل
هو
طائر أخضر لا ينجحر وقت الهجير، كما يفعل سائر الطيور فوصف النهار بكفّه إياه عن
الطيران لشدّة حره. والمرأة تركض ذيولها وتركض خلخالها. قال النابغة:
والراكضات
ذيول الربط فنقها ... ظل الهوادج كالغزلان بالجرد
وقال
ابن مقبل:
صدحت
لنا جيداء تركض ساقها ... عند التجار مجامع الخلخال
وفي
الحديث " الله ركضة من الشيطان " وعن أبي الدقيش تزوّجت جارية فلم يكن عندي
شيء فركضت برجليها في صدري ثم قالت: يا شيخ! ما أرجو بك؟ وركضه البعير نحو رمحه
الفرس. وركض النار بالمركض: بالمسعر. قال البريق الهذليّ:
فأنت
الذي يتّقى شره ... كما تتقى النار بالمركض
وركضت
النجوم في السماء: سارت. وبت أرعى النجوم وهي رواكض. ورضت القوس السهم: حفزته،
وقوس ركوض. قال كعب بن زهير:
شرقات
بالسم من صلبي ... وركوضاً من السراء طحورا
وركضت
القوس: رميت فيها. قال البعيث:
ورشق
من النشاب يحدون ورده ... إذا ركضوا فيه الحنيّ المؤطرا
وقوس
طوع المركضين والمركضتين وهما الستان. قال الشماخ:
بحافته
رام أعد مذرباً ... بالكف طوع المركضين كتوم
وركض
الرجل: ضرب برجله الأرض " إذا هم منها يركضون " يعدون لشدة الوطء. وركضت
الخيل: ضربت الأرض بحوافرها، وجاءت الخيل ركضاً. وركض الجندب الرمضاء بكراعيه. قال
ذو الرمة يصف جندباً:
معرورياً
رمض الرضراض يركضه ... والشمس حيرى لها في الجو تدويم
وتركته
يركض بجله للموت، ويرتكض ليموت. وارتكض الولد في البطن: اضطرب. وأركضت الناقة:
ارتكض ولدها فهي مركض ومركضة. وارتكض الماء في البئر: اضطرب. وهذا مرتكض الماء:
لمجمه. وارتكض في أمره: تقلب فيه وحاوله. وقعدنا على مراكض الحوض وهي جوانبه التي
يضربها الماء.
ر
ك عشيخ راكع: منحن من الكبر، وشيوخ ركع، ومنه ركوع الصلاة، وصلى ركعة: قومة سميت
بالمرة من الركوع فيها، وكانت العرب تسمي من آمن بالله تعالى ولم يعبد الأوثان
راكعاً، ويقولون:
ركع
إلى الله أي اطمأن إليه خالصة. قال النابغة:
سيبلغ
عذراً أو نجاحاً من امريء ... إلى ربه رب السبرية راكع
ومن
المجاز: لغبت الإبل حتى ركعت، وهن رواكع إذا طأطأت رءوسها وكبت على وجوهها. قال:
وأفلت
حاجب فوت العوالي ... على شقّاء تركع في الظراب
وقال
ذو الرمة:
إذا
ما نضونا جوز رمل علت بنا ... طريقة قف مبرحٍ بالرواكع
وركع
الرجل: انحطت حاله وافتقر. قال:
لا
تهين الفقير علك أن ... تركع يوماً والدهر قد رفعه
حذف
النون الخفيفة من تهينن.
ر
ك كرجل ركيك: ضعيف النحيزة فسل. ورك يرك ركة وركاكة. واقطع الحبل من حيث ركّ أي
ضعف. واستركوه فاستجرءوا عليه. قال القطامي:
تراهم
يغمزون من استركّوا ... ويجتذبون من صدق المصاعا
ورجل
ركيك وركاكة: تستركه النساء فلا يهبنه ولا يغار عليهن، " ولعن الركاكة " وما أصابنا إلا رك
من مطر وركيك وركيكة، وما وقع إلا ركائك المطر، وأركت السماء وأرذت وارشت. وككت
هذا الأمر في عنقه أركه: ألزمته إياه. وركت الأغلال في أعناقهم.
ر
ك لفرس نهد الراكل. قال النابغة:
فيهم
بنات العسجديّ ولاحق ... ورق مراكلها من المضمار
وقال
زهير:
إذا
ما سمعنا صارخاً معجت بنا ... إلى صوته ورق المراكل ضمر
وكله
برجله: رفسه. وفلان نكال ركّال. وتقول: لأركلنك ركله، لا تأكل بعدها أكله. والصبان يتراكلون، وراكل الصبي صاحبه. وقال
زيان بن سيار يصف نساء وقحاً:
يراكلن
عرام الرجال بأسؤق ... دقاق وأفواه علاقمة بخر
وتركل
الحافر على مسحاته: ضربها برجله لتغيب في الأرض. قال الأخطل:
ربت
وربا في كرمها ابن مدينة ... يظل على مسحاته يتركل
ابن
أمة أو قروي. وركلت الخيل الأرض: كدتها بحوافرها وراكلت. قال أبو النجم:
وراكلت
القريان حتى تخدمت ... سفاً من قرارات التلاع الضوارج
أي
صار السفا لها كالخدم.
ر
ك مركم المتاع فارتكم وتراكم. وسحاب ورمل مركوم وركام ومرتكم ومتراكم.
ومن
المجاز: تراكم لحم الناقة إذا سمنت وناقة مركومة: سمينة. وتراكمت الأشغال وارتكمت.
وهذا مرتكم الطريق: مستواه جادّته، وتقول: أخذ فلان لقم الطريق وثكمه، وسلك جادّته
ومرتكمه.
ر
ك ناستلم أركان البيت. وكأنه ركن يذبل. وجبل ركين: عزيز ذو أركان. وشيء مركن: له أركان.
وركن إليه ركوناً، وهو راكن إلى فلان وساكن إليه.
ومن
المجاز: فلان يأوي من عز قومه إلى ركن شديد. وتمسحت بأركانه: تبركت به. وناقة
مركنة الضرع: منتفخته. ورجل ركين: رزين شبه بالجبل الركين، وقد ركن ركانة. وزرعوا
الرياحين في المراكن.
ر
ك وملأ الركوة من الركية والجمع الركاء والركايا.
ومن
المجاز: قول بشر:
بكل
قرارة من حيث جالت ... ركية سنبك فيها انثلام
أراد
محفر السنبك شبّهه بركية ثلم في شقّ منها.
ر
م ثحبل أرماث وأرمام: خلق. وركبوا الرمث في البحر وهو الطوف. وفي الحديث "
إنا نركب أرماثاً لنا في البحر " وقال جميل:
تمنيت
من حبي بثينة أننا ... على رمث في البحر ليس لنا وفر
ورعت
الإبل الرمث والأرماث وهو من الحمض. قال:
ألا
حنّت المرقال واشتاق ربها ... تذكر أرماثاً وأذكر معشري
ولو
علمت صرف البيوع لسرها ... بمكة أن تبتاع حمضاً بإذخر
أي
تبيع رمثاً بإذخر.
ر
م حرمحته: طعنته بالرمح، ورجل رامح نابل، وهذا رمّاح: حاذق في الرماحة، ورامحه
مرامحة، وترامحوا وتسايفوا، ولهم رماح وأرماح. ورمحته الدابة، ودابة رماحة:
عضّاضة، ورموح: عضوض.
ومن
المجاز: طلع السماك الرامح. وركض الجندب ورمح: ضرب الحصى برجله. وأخذت الإبل
رماحها: منعت بحسنها أن تنحر. قال النمر:
أيام
لم تأخذ إليّ رماحها ... إبلي بجلتها ولا أبكارها
وإبل
ذوات رماح، وناقة ذات رمح. قال الفرزدق:
فمكنت
سيفي من ذوات رماحها ... غشاشاً ولم أحفل بكاء رعائياً
وأخذت
البهمى رماحها: منعت بشوكها أن ترعى. وأصابته رماح الجن: الطاعون. قال زيد ابن
جندب الإياديّ:
ولولا
رماح الجن ما كان هزهم ... رماح الأعادي من فصيح وأعجم
وأنشد
الجاحظ:
لعمرك
ما خشيت على أبي ... رماح بني مقيدة الحمار
ولكني
خشيت على أبي ... رماح الجن أو إياك حار
الأنذال
أصحاب الحمر دون الخيل. ورمح البرق: لمع لمعاً خفيفاً متقارباً. ورأيت مهاة
ورامحاً أي ثوراً، سمّي لقرنيه. قال ذو الرمة:
وكائن
ذعرنا من مهاة ورامح ... بلاد الورى ليست له ببلاد
وكسروا
بينهم رمحاً: وقع بينهم شر. ومنينا بيوم كظل الرمح: طويل وضيق. قال ابن الطثرية:
ويوم
كظل الرمح قصر طوله ... دم الزق عنا واصطفاق المزاهر
وهم
على بني فلان رمج واحد: قال طفيل:
وألفيتنا
رمحاً على الناس واحداً ... فنظلم أو نأبى على من تظلّما
ر
م درمّد الشواء. وقدمنا هذا البلد فرمدنا فيه أي هلكنا وصرنا كالرماد، ومنه أصابهم
عام الرمادة وهي القحط. وأرمد القوم مثل أسنتوا. ونعامة رمداء وربداء، ونعام رمد
وربد. ومنه قيل: ارمدّ: عدا عدو الرمد. وعين رمداء، وعيون رمد، ورمدت عينه، وبه
رمد، وهو رمد وأرمد، وأرمد عينه البكاء. وارمدّ وجهه واربدّ. وماء رمد: آجن. وثوب
رمد وأرمد: وسخ. وتقول: إن طنين الرمد، من الدواهي الربد؛ وهي البعوض لرمدة لونه.
قال أبو وجزة:
تبهت
جارته الأفعى وسامره ... رمد به عاذر منهن كالجرب
ومن
المجاز: سقي الرماد في وجهه إذا تغير. وفي مثل " شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد
" أي أحسن ثم أفسد إحسانه. وبكت عليه المكارم حتى رمدت عيونها وقرحت جفونها.
ر
م زرمز إليه، وكلمه رمزاً: بشفتيه وحاجبيه. ويقال: جارية غمازة بيدها همازة بعينها
لمازة بفهمها رمازة بحاجبها. ودخلت عليهم فتغامزوا وترامزوا. وضربهس حتى خرّ يرتمز
للموت: يتحربّك حركة ضعيف وهي حركة الوقيذ. ونبهته فما ارتمز وما ترمّز. قال:
خررت
منها لقفاي أرتمز
وقال
مزرد:
إذا
شفتاه ذاقتا حرّ طعمه ... ترمزنا للجوع كالإسك الشعر
ما
قصر في التشبيه. وقال الطرماح:
إذا
ما رآه الكاشحون ترمزوا ... حذارا وأوموا كلهم بالأنامل
وضربته
فما اشمازّ ولا ارمازّ. ونهي عن كسب الرمازة وهي القحبة. وكتيبة رمازة: تموج من
نواحيها. قال ساعدة بن جؤية:
تحميهم
شهباء ذات قوانس ... رمّازة تأبى لهم أن يحربوا
وتقول:
شتان بين منازلة الرمازة، ومغازلة الرمّازة.
ر
م سغدا إلى الرمس، كأن لم يغن بالأمس؛ وهو القبر وما يحثى على الميت من التراب
وأصله الدفن وحثى التراب عليه، يقال: رمسه بالتراب.
ومن
المجاز: الريح ترمس الآثار بما تثيره، وعفتها الرامسات والروامس، ورمست علي الأمر:
كتمته، ورمس الخبر. قال لقيط بن زرارة:
يا
ليت شعري اليوم دختنوس ... إذا أتاها الخبر المرموس
أتحلق
القرون أم تميس ... لا بل تميس إنها عروس
ورمست
حبك في قلبي. قال:
إذا
ألحم الواشون للشرّ بيننا ... تبلغ رمس الحب غير المكذب
اشتد
واستحكم من تبلغ به المرض. ويقال: ألحم الحرب والشر واللام صله.
ر
م ص
من
ساءه الرمص، سره الغمص؛ لأن الغمص ما رطب وهو خير من اليابس.
ر
م ضمشى على الرمضاء وهي الحجارة التي اشتد عليها وقع الشمس فحميت وقد رمضت رمضاً.
وأرض رمضة. ورمض يومنا رمضاً. ورمض الرجل: أحرقت قدميه الرمضاء. وأرمض الحر القوم. ويقال: غوروا بنا فقد
أرمضتمونا. وخرج يترمض الظباء: يسوقها في الرمضاء حتى تنفسخ أظلافها فيأخذها. ولحم مرموض: مرضوف. وموسى رميض
ورميضة، وقد رمضها وأرمضها: دقّها بين حجرين لترقّ.
ومن
المجاز: تداخلني من هذا
الأمر رمض، وقد رمضت له ورمضت منه وارتمضت. وأرمضني حتى أمرضني. وأتيت فلاناً فلم
أجده فرمضته ترميضاً أي انتظرته ساعة ومعناه نسبته إلى الإرماض لأنه أرمضك بإبطائه
عليك.
ر
م عأنظر إلى رمّاعته كيف تضطرب وهي ما يرمغ من يأفوخ الصبي أي يتحرك في أوان
رضاعه. قال:
يظل
به الحرباء يرمع رأسه ... من الجرّ تزفان الوليد المتمّم
من
التميمة، ومنه: اليرمع الحصى الأبيض الذي يلمع.
ومن
المجاز: " كفاً مطلقة تفت اليرمعا " : يضرب للمغتاظ.
ر
م قمازلت أرمقه وارامقه حتى غاب عن عيني إذا أتبعته بصرك وأطلت النظر. وتقول: أنا أمقه، فلا أني أرمقه. وما به
إلا رمق، وما بقي إلا أرماقهم. وهذه نخلة لا ترامق إلا بعرق واحد. ويقال: " موت لا يجر إلى عار خير
من عيش في رماق " وما عيشه إلا رمقة ورماق. قال رؤبة:
ما
سجل معروفك بالرماق ... ولا مؤاخاتك بالمذاق
ورامق
الأمر: لم ينضجه ولم يتمه وأبقى من إصلاحه بقية. قال العجاج:
والأمر
ما رامقته ملهوجاً ... يضويك ما لم تحي منه منضجاً
ورمق
غنمه: سقاها ماء قليلاً، وهم يرمقونه بشيء قليل، وترمق الماء واللبن: تحساه حسوة حسوة. ورمق الكلام: لفقه شيئاً
فشيئاً. وارمق عيشه، وعيش مرمق. قال الكميت:
يعالج
مرمقاً من العيش فانياً ... له حارك لا يحمل العبء مثقل
ر
م كفلان يركب الرمك والرماك. وتعطر بالرامك وهو ضرب من الطيب في لونه رمكة وهي
ورقة في سواد من قولهم: جمل أرمك. وقال رؤبة:
وصبية
مثل الدخان رمكاً ... يخلط بالمسك فيجعل سكاً
وتقول:
لا تمنعني صحبتك وإكرامك، فقد يستصحب المسك الرامك.
ر
م لنزلوا بين رمال وجبال. وحبذا تلك الرمال العفر، والبلاد القفر. وهذه رملة حضنتني
أحشاؤها. ورمل الطعام: جعل فيه الرمل. وهذا حب مرمل، ورمله بالدم، وترمل به
وارتمل. قالت كبشة:
ولا
تردوا إلا فضول نسائكم ... إذا ارتملت أعقابهن من الدم
والرمل
في الطواف سنة، وقد رمل رملاً ورملانا إذا هرول. ورمل الحصير والسرير وأرمل: سف،
وحصير مرمول ومرمل، ونساء روامل: سواف.
ومن
المجاز: قول أبي النجم:
هيف
تضيق الأزر عن رمالها
وأرمل: افتقر وفني زاده وهو من الرمل كأدقع من
الدقعاء، ومنه الأرملة والأرامل، وفي كتاب العين: ولا يقال شيخ أرمل إلا أن يشاء
شاعر في تمليح كلامه كقول جرير:
هذي
الأرامل قد قضّيت حاجتهافمن لحاجة هذا الأرمل الذكر وأرملت المرأة ورملت من زوجها
ولا يكون إلا مع الحاجة. وعام أرمل، وسنة رملاء: جدبة وكلام مرسل: مزيف كالطعام المرمّل. قال:
وقافية
قد بتّ أعدل زيفها ... إذا أنشدت في مجلس لم ترمل
ر
م مالله يحي الرميم والرمم والرّم والرمام بوزن الرفات. قال:
ظلت
على مويسلٍ حياما ... ظلت عليه تعلك الرماما
أي
تتملح به. ونهي عن الاستنجاء بالروث والرمة. وفي رأس الوتد رمة: قطعة حبيل بال.
ورممت من البنيان ما استرم منه. ورم قوسه: أصلحها. ورم العظم والحبل، وحبل أرمام.
والشاة ترم الحشيش من وجه الأرض بمرمتها. وأرم الرجل: سكت، وكلمهم فأرموا كأن على
رءوسهم الطير، وتكلموا وهو مرم لا ينبس. وكان ساكتاً ثم ترمرم أي حرّك فاه. قال:
إذا
ترمرم أغضى كل جبار
ومن
المجاز: أحيا رميم المكارم. ودفعه إليه برمته أي كله وأصله أن رجلاً باع بعيراً
بحبل في عنقه فقيل ذلك. قال ذو الرمة:
جئنا
بأثآرهم أسرى مقرّنة ... حتى دفعنا إليهم رمّة القود
أي
تمامه، ومنه ارتم ما على الخوان واقتمه: اكتنسه. وترمم العظم: تعرقه أو تركه
كالرمة. وانتشر أمرهم فرمّه فلان. ولمّ الله شعثك، ورم نشرك. ورم سهمه بعينه: نظر
فيه حتى سوّاه. وأمر فلان مرموم. وقال ذو الرمة:
هل
حبل خرقاء بعد الهجر مرموم
وترمّمه:
تتبعه بالإصلاح. قال عنترة بن شدّاد:
هل
غادر الشعراء من مترمم
وله
الطم والرم: المال الجم.
ر
م نمن صدور المران يقتطف رمان الصدور. وقال النابغة:
يخططن
بالعيدان في كل مجلس ... ويخبأن رمان الثديّ النواهد
يعددن
مفاخر الآباء. وملأت الدابة رمانتها وهي موضع العلف م جوفها. وأكل حتى نتأت رمانته
وهي السرة وما حولها.
ر
م يرماه عن القوس بالمرماة وبالمرامي رمية صائبة ورميات صوائب، وهو جيد الرمي
والرماية. ورموت اليد يده. وهو من رماة الحدق. وهو رجل رماه. وتراموه وارتموه.
وخرجوا يرتمون ويترامون في الغرض. وراماه مراماة ورماء، وفي ثل " قبل الرماء تملأ
الكنائن " وخرجت أرتمي: أرمي القنص. وخرجت أرتمّى: أرمى في الأغراض. ورأيت
المتاع مرمى به في كل موضع. ونفذ سهمه في الرمية والرمايا.
ومن
المجاز: رمي في عينه بالقذى، ورماه بعينه. ورماه بالفاحشة. ورمى بحبله على غاربه:
تركه وخلاه. قال ذو الرمة:
أطاع
الهوى حتى رمته بحبله ... على ظهره بعد العتاب عواذله
وهو
مرام عن قومه: مناضل. وطعنه فرمى به، وأرماه عن ظهر فرسه. ورمى بالعدل عن ظهر
البعير وأرماه: ألقاه. وأكل التمر ورمى بالنوى. ورمت الأرمية بالأسمية أي السحب
بالأمطار. والرمي: السحاب الخريفيّ العظيم القطر. قال أبو جندب الهذليّ:
هنالك
لو دعوت أتاك منهم ... فوارس مثل أرمية الحميم
وهو
مطر الصيف. وقال آخر:
حنين
اليماني هاجه بعد سلوة ... وميض رميّ آخر الليل يبرق
وترامى
الجرح والأمر إلى الفساد. ورمى الله لك: نصرك. ورميت على الخمسين وأرميت: زدت، وهو
يرمي على صاحبه ويرمى. قال:
حنيك
مليّ بالأمور إذا عرت ... طوى مائة عاماً وقد كاد أو رمى
وفي
هذا رمية على ما قيل لي أي زيادة. وفيه رمي على ما سمعت أي فضل، وهو صاحب رمية أي
يزيد في الحديث. وارتمى المال ورمى وأرمى: زاد وكثر. ورأيت ناساً يرمون الطائف:
يقصدونه وهذا كلام بعيد المرامي. وله همة قصيّة المرمى، وما أبعد مرمى همته.
وتقول: هذه الموامي، بعيدة المرامي. وكيف تصنع إن رميت بك على العراقين أي إن
سلطتك عليهما ووليتك. وقال ذو الرمة:
درفس
رمى روض القذافين متنه ... بأعرف ينبو بالحنيين تامك
ر
ن بيقال للذليل: إنما هو أرنب لأنه لا دفع عندها، تقول العرب: إن القبرة تطمع في
الأرنب. قال الأعشى:
أراني
لدن أن غاب قومي كأنما ... يراني فيهم طالب الحق أرنباً
وقال
ابن أحمر:
لا
تفزع الأرنب أهوالها ... ولا ترى الضب بها ينجحر
يريد
ما بها أرنب حتى تفزع ولا ضب حتى ينجحر. وتقول: وجدتهم مجدّعي الأرانب، أشدّ فزعاً
من الأرانب. وجدع فلان أرنبة فلان إذا أهانه وهي طرف الأنف. وقوم شم الأرانب. وكساء أرنباني ومرنباني: أدكن
على لون الأرنب، والأكسية المرنبانيّة تصنع بالشأم ويقال لها: المرانب، وأما
الكساء المؤرنب فهو المخلوط بغزله وبر الأرانب. وأرض مرنبة.
ر
ن جسمعت صبيان مكة ينادون على المقل: ولد الرانح وهو الجوز الهنديّ.
ر
ن حرنح فلان وترنح إذا دير به وتمايل كالأسن والسكران، ورنحه الشراب. قال:
وكأس
شربت على لذة ... دهاق ترنح من ذاقها
وقال:
ضرب
إذا ما رنح الطرف اسمدر
ومن
المجاز: رنحت الريح الغصن فترنح. واستجمر بالمرنح وهو الألوة ترنح برائحتها
الذكية. ولقد ترنح عليّ فلان إذا مال عليك بالتطاول والترقّع. قال أبو الغريب
البصريّ:
ترنح
بالكلام عليّ جهلاً ... كأنك ماجد من آل بدر وهو يترجّح بين أمرين ويترنح.
ر
ن دأطيب نشراً من الرند، ومن عود الهند؛ وهو شجر شاك بالبادية أو الحنة أو الآس.
وقال الجعدي:
أرجات
يقضمن من قضب الرن ... د بثغر عذب كشوك السيال
ر
ن ف
قال
رجل لعبد الملك: خرجت بي قرحة، قال: في أيّ موضع من جسدك. قال: بين الرانفة والصفن
فأعجبه حسن ما كنى وهي ما سال من الألية على الفخذين وقيل فرعها الذي يلي الأرض
عند القعود. يقال للعجزاء: إنها لذات روانف. قال عنترة:
متى
ما تلقني فردين ترجف ... روانف أليتيك وتستطارا
وتقول:
لهنّ روادف رواحف، ترتجّ منهن الروانف.
ومن
المجاز: علوا روانف الإكام: رءوسها. قال:
وإن
علا من أكمها روانفا ... أشفى عليها طامعاً وخائفاً
ر
ن قله رونق أي حسن وبهاء، وذهب رونقه. ورنقه: كدّره كأن معناه ذهب برونقه الذي هو
صفاؤه. وماء رنق ورنق. ورنق الطائر: وقف صافاً جناحيه لا يمضي.
ومن
المجاز: ذهب رونق شبابه أي طراءته. أتيته في رونق الضحى، كما تقول: في وجه الضحى
وأنشد ابن الأعرابيّ:
وهل
أرفعن الطرف في رونق الضحى ... بهجل من الصلعاء وهو خصيب
والسيف
يزينه رونقه أي ماؤه وفرنده. وما في عيشه رنق. ورنق ولا تعجل أي توقف وانتظر
ويقال: " رمدت المعزى فرنق رنق " و " رمدت الضأن فربق ربق " .
ورنقت السفينة: دارت في مكان واحد لا تمضي. ورنقت الراية: ترفرفت فوق الرءوس. قال ذو الرمة:
إذا
ضربته الريح رنق فوقنا ... على حدّ قوسينا كما خفق النسر
ورنقت
منه المنية: دنا وقوعها. قال:
ورنقت
المنيّة فهي ظل ... على الأبطال دانية الجناح
وفيه
بيان جلي أن ترنيق المنية مستعار من ترنيق الطائر حيث جعل المنية كبعض الطير
المرنقة بأن وصفها بصفته من التظليل ودنو الجناح. ورنقت السنة في عينه: خالطتها
ولم ينم. ورنق الأسير: مدّ عنقه عند القتل كما يمد الطائر المرنق جناحه.
ر
ن مترنم المغني ورنّم ورنم رنماً: رجع صوته، وسمعت له رنيماً ورنمة حسنة وترنماً
وترنيماً. وترنم الطائر في هديره. وفي صوت المكاء ترنيم.
ومن
المجاز: ترنمت القوس. قال الشماخ:
إذا
أنبض الرامون عنها ترنمت ... ترنّم ثكلى أوجعتها الجنائز
وعود
رنم. قال علقمة:
قد
أشهد الشرب فيهم مزهر رنيم ... والقوم تصرعهم صهباء خرطوم
وتقول:
نقرته بعنمه، فأنطقته برنمه.
ر
ن نسمعت له رنة ورنيناً: صبحة حزينة، وقد رنّ وأرنّ.
ومن
المجاز: أرنت القوس والسحابة، وقوس وسحابة مرنان. وعود ذو رنة.
ر
ن ورنا إليه ورنا له رنواً: أدام إليه النظر وظل رانياً إليه. وكأس رنوناة: دائمة.
قال ابن أحمر:
مدت
عليه الملك أطنابه ... كأس رنوناة وطرف طمز
ومن
المجاز: حدّثني فرنوت إلى حديثه. ورنوت عنه: تغافلت. وأسأل الله أن يرنيكم إلى
الطاعة أي يصيّركم تسكنون إليها لا إلى غيرها. وله شرف يراني الكواكب، سمعته من
العرب.
ر
ه ي أترهيأت السحابة: تمخّضت بالمطر. ورهيأ الحمل: جعل أحد العدلين أثقل من الآخر.
ومن
المجاز: قوله:
فتلك
عنانة النقمات أضخت ... ترهيأ بالعقاب لمجرميها
وتقول:
إذا عزم على الغزو وتهيأ، نشأ غمام النصر وترهيأز
ر
ه برهبته وفي قلبي منه رهبة ورهب ورهبوت. وهو رجل مرهوب، عدوّه منه مرعوب. قالت
ليلى:
وقد
كان مرهوب السنان وبيّن ال ... لسان ومجذام السري غير فاتر
ويقال: الرهباء من الله والرغباء إلى الله
والنعماء بيد الله. وأرهبته ورهبته واسترهبته: أزعجت نفسه بالإخافة. وتقول: يقشعرّ
الإهاب، إذا وقع منه الإرهاب. وترهب فلان: تعبد في صومعته، وهو راهب بين الرهبانية،
وهؤلاء رهبان ورهبة ورهابين ورهابنة. قال رجل من الضباب:
قد
أدببر الليل وقضّى أربه ... وارتفعت في فلكيها الكوكبه
كأنها
مصباح دير الرهبة
ورماه
فأصاب رهابته وهي عظيم في الصدر مطل على البطن كأنه طرف لسان الكلب.
ومن
المجاز: أرهب الإبل عن الحوض: ذادها. وأرهب عنه الناس بأسه ونجدته. قال رجل من جرم:
إنا
إذا الحرب نساقيها المال ... وجعلت تلقح ثم تحتال
يرهب
عنا الناس طعن إبغال ... شزر كأفواه المزاد الشلشال
أي
ننفق عليها المال وهو من فصيح الكلام وإنما فصّحه ملح الاستعارة. ويقال: لم أرهب
بك: لم أسترب بك.
ر
ه ج
ثار
الرهج، وأرهج الغبار: أثاره. وأرهجت حوافر الخيل.
ومن
المجاز: أرهج فلان بين القوم: أثار الفتنة بينهم. وله بالشر لهج، وله فيه رهج.
وأرهجوا في الكلام والصخب. ونوء مرهج: كثير المطر. قال مليح الهذلي:
ففي
كل دار منك للقلب حسرة ... يكون لها نوء من العين مرهج
وأرهجت
السماء: همت بالمطر.
ر
ه زإرتهز لأمر كذا، ورأيته مرتهزاً له إذا تحرّك له واهتز ونشط من الرهز وهو
الحركة في الجماع وغيره. وتقول: فلان للطمع مرتهز، ولفرصه منتهز.
ر
ه صأصلح أصل الجدار المنسحق برهص محكم، وإذا بنيت جداراً فأحكم رهصه وهو عرقه
الأسفل. وفلان رهاص جيد. ورهصت الدابة: شدخ باطن حافرها حجر فأدواه، ودابة رهيص،
وأصابه راهص، وبه رهصة.
ومن
المجاز: أرهص الشيء: أثبته وأسسه. وكان ذلك إرهاصاً للنبوّة. وأرهص الله فلاناً
للخير: جعله معدناً له ومأتًى. وفضل فلان على فلان مراهص: مراتب. وكيف مرهصة فلان
عند الملك؟. قال الأعشى:
رمى
بك في أخراهم تركك العلى ... وفضل أقوام عليك مراهصاً
ورهصه:
لامه وهو من الرهصة. وتقول: فلان ما ذكر عنده أحد إلا غمصه، وقدح في ساقه ورهصه.
وفلان أسد رهيص: لا يبرح مكانه كأنما رهص.
ر
ه طهؤلاء رهطك وهم من الثلاثة إلى العشرة. قال الوليد بن عقبة أخو عثمان رضي الله
تعالى عنه حين قتل وبويع عليّ كرم الله تعالى وجهه وأمر بقبض ما في الدار من
السلاح وغيره:
بني
هاشم إنّا وما كان بيننا ... كصدع الصّفا لا يرأب الدهر شاعبه
ثلاثة
رهط قاتلان وسالب ... سواء علينا قاتلاه وسالبه
القاتلان
محمد بن أبي بكر والمصري.
ر
ه فسيف رهيف الحدّ ومرهف وقد رهف رهافة وأرهفه الصقل.
ومن
المجاز: رجل مرهف الجسم: دقيقه. وقد شحذت علينا لسانك وأرهفته علينا. وأرهف غرب
ذهنك لما أقول لك.
ر
ه قرهقه: دنا منه. " وإذا صلّى أحدكم إلى شيء فليرهقه " . ورهقت الكلاب الصيد.
وأرهقناهم الخيل. وصبيّ مراهق: مدان للحلم. ورجل مرهق: مضياف يرهقه الضيوف كثيراً،
ومرهق النار. قال زهير:
ومرهق
النيران يحمد في ال ... لأواء غير ملعّن القدر وقال ابن هرمة:
خير
الرجال المرهقون كما ... خير تلاع البلاد أكلؤها
ومن
المجاز: رهقه الدين، ورهقته الصلاة، وأرهقوا الصلاة: أخروها إلى آخر وقتها حتى
تكاد تفوت. وقد أتينا البلد في العصير المرهقة. وقد أرهقكم الليل فأسرعوا. وصلى
الظهر مراهقاً: مدانياً للفوات. وكان سعد إذا دخل مكة مراهقاً خرج إلى عرفة قبل أن
يطوف.
ر
ه لفيه رهل: رخاوة في انتفاخ. وأصبح فلان مهبجاً مرهلاً: قد انتفخت محاجره من كثرة
النوم، وقد رهله النوم.
ر
ه مأرهمت السماء: جاءت بالرهام والرهم، ووقعت رهمة: مطرة ليّنة صغيرة القطر. وروضة
مرهومة. قال ذو الرمة:
أو
نفحة من أعالي حنوة معجت ... فيها الصبا موهناً والروض مرهوم
وقد
رهمت الأرض. وتقول: مراهم الغوادي مراهم البوادي. ونزلنا بفلان فكنا في أرهم
جانبيه: في أخصبهما.
ر
ه نقبض الرهن والرهون والرهان والرهن، واسترهنني فرهنته ضيعتي، ورهنتها عنده،
ورهنتها إياه فارتهنها مني، وراهنته على كذا رهاناً ومراهنة، وتراهنا عليه إذا
تواضعا الرهون، وسبق يوم الرهان.
ومن
المجاز: جاءا فرسي رهان: متساويين. وإني لك رهن بكذا ورهينة به أي أنا ضامن له.
وأنشد أبو زيد:
إني
ودلويّ لها وصاحبي ... وحوضها الأفيح ذا النضائب
رهن
لها بالرّيّ غير الكاذب
وقال:
إن
كفّي لك رهن بالرضا
ورجله
رهينة أي مقيّدة. قال السمهريّ بن أسد العكليّ:
لقد
طرقت ليلي ورجلي رهينة ... فما راعني في السجن إلا سلامها
وفلان
رهن بكذا ورهين ورهينة، ومرتهن به: مأخوذ به " كل امريء بما كسب رهين " " كل نفس بما كسبت
رهينة " والإنسان رهن عمله. والخلق رهائن الموت. قال:
أبعد
الذي بالنعف نعف كويكب ... رهينة رمس ذي تراب وجندل
ورهن
يده المنية إذا استمات. قال الأخطل:
ولقد
رهنت يدي المنية معلما ... وحملت حين تواكل الحمال
ونعمة
الله راهنة: دائمة. وهذا الشيء راهن لك: معدّ. وطعام راهن، وكأس راهنة: دائمة لا تنقطع، وأرهن لضيفه الطعام
والشراب: أجامهما. ورهن بالمكان: ثبت وأقام. وأرهن الميت القبر ضمنه إياه وألزمه.
ر
ه و" واترك البحر رهواً " : ساكناً كما هو، وعيش راهٍ: ساكن. وقيل هجوبة بين ماءين قائمين. والرهو ما
اطمأن من الأرض وارتفع ما حوله. ومرّ بأعرابي فالج فقال: سبحان الله رهوٌ بين
سنامين، والرهوة مثله. ويقال: طلع رهواً ورهوة وهو نحو التل. قال ذو الرمة:
يجلّى
كما جلّى على رأس رهوة ... من الطير أقنى ينفض الطل أزرق
وجاءت
الخيل رهواً: متتابعة. وأناه بالشيء رهواً سهواً: أي عفواً سهلاً لا احتباس فيه.
قال:
يمشين
رهواً فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصدور على الأعجاز تتكل
ر
و أروّأت في الأمر فرأيت من الرأي كذا. والرويّة ثم العزيمة. وليس لفلان روية. ولا
يقف على الرّوايا، إلا أهل الرّوايا. ولهم بديهة ورويّه، وقلوب من العلم رويّه.
قال:
ولا
خير في رأي بغير روية ... ولا خير في جهل تعاب به غدا
ر
و بسقاه الرائب والرّوب والمروب وهو اللبن الذي تكبد وكثفت دوايته وأنّى مخضه وعن
الأصمعي إذا أدرك قيل له: رائب ثم يلزمه هذا الاسم وإن مخض. وأنشد:
سقاك
أبو ماعز رائباً ... ومن لك بالرائب الخائر
أي
سقاك مخيضاً ونحوه العشراء في لزومه الناقة بعد مضي الأشهر العشرة، وقد راب اللبن
يروب روباً ورءوباً. وطرح فيه الروبة ليروب وهي خميرته، وقد روّبوه وأرابوه في
المروب وهو وعاؤه الذي يخمر فيه. وفي مثل " أهون مظلوم سقاء مروب " وقال:
عجيز
من عامر بن جندب ... غليظة الوجه عقور الأكلب
تبغض
أن يظلم ما في المروب
وقال
آخر:
طوى
الجراد مروب ابن عثجل ... لا مرحبا بذا الجراد المقبل
أي
وقع على رعيه فأكله فجفّت ألبان إبله فطوي مروبه، وله موقع حسن في الإسناد المجازي.
ومن
المجاز: إنه لرائب إذا كان خاثر النفس من مخالطة النعاس وتبلغه فيه ترى ذاك في
وجهه وثقله. وقوم روبى وقيل: هو جمع أروب كنوكى في أنوك. قال بشر:
فأما
تميم تميم بن مر ... فألفاهم القوم روبى نياما
وأراب
الرجل ورابت نفسه. وراب فلان: اختلط عقله ورأيه. وأنا إذ ذاك غلام ليست لي روبة أي
عقل مجتمع. وأعرني روبة فرسك. وهي ما اجتمع من مائه في جمامه، وفرس باقي الروبة
وهي ما فيه من القوّة على الجري. وهرق عنا من روبة الليل أي اكسر عنا ساعة من
الليل وفيه ملاحظة للمستعار منه. وفلان لا يقوم بروبة أهله: بما أسندوا إليه من
حوائجهم. ورجل رائب: معي. ودع الرجل فقد راب دمه إذا تعرّض للقتل كما يقال: يغلي
دمه شبه باللبن الذي خثر وحان أن يمخض. وفي حديث أبي بكر رضي الله تعالى عنه
" وعليك بالرائب من الأمور ودع الرائب منها " يريد عليك بما فيه خير
كاللبن الذي فيه زبدة ودع ما لا خير فيه كالمخيض وقيل: الأول من الرءوب والثاني من
الريب.
ر
و ثراث الحافر يروث روثاً. وتقول: إن لان عن نصرتك ذو لوثه، فألصق بروثة أنفه
روثه؛ وهي طرف الأرنبة حيث يقطر الرعاف. ورجل مروث: ضخم الأنف.
ر
و جروّجت الدراهم والسلعة: جوّزتها، وراجت تروج رواجاً. ولا خير في أدب لا رواج له.
ر
و حالملائكة خلق الله روحاني. ووجدت روح الشمال وهو برد نسيمها. ويوم راح، وليلة
راحة. وتقول: هذه ليلة راحه، للمكروب فيها راحه. وريح الغدير: ضربته الريح. وغصن
مروح. وأنشد المبرد:
لعينك
يوم البين أسرع واكفاً ... من الفنن الممطور وهو مروح
وطعام
مرياح: نفاخ يكثر الرياح في البطن واستروح السبع واستراح: وجد الريح. وأروحني الصيد: وجد ريحي. وأروحت منه
طيباً. وأروح اللحم وغيره: تغير ريحه. وأراح القوم: دخلوا في الريح. وأراح الإنسان:
تنفس. قال امرؤ القيس يصف فرساً:
لها
منخر كوجار الضباع ... فمنه تريح إذا تنبهر
وأحيا
النار بروحه: بنفسه. قال ذو الرمة:
فقلت
لها ارفعها إليك وأحيها ... بروحك واقتته لها قيتة قدرا
وفي
الحديث " ل يرح رائحة الجنة " ولم يرح بوزن لم يرد ولم يخف. وروح عليه بالمروحة.
وتروح بنفسه. وقعد بالمروحة وهي مهب الريح. ودهن مروح: مطيب، وروح دهنك. ومن يروح
بالناس في مسجدكم: يصلي بهم التراويح، وقد روحت بهم ترويحاً. وأرحته من التعب
فاستراح. واستروحت إلى حديثه. وتقول: أراح فأراح أي مات فاستريح منه. وشرب الراح.
ودفعوه بالراح. وراوح بين عملين. والماشي يراوح بين رجليه. وتراوحته الأحقاب. قال
ابن الزبعري:
حيّ
الديار محا معارفها ... طول البلى وتراوح الحقب
وإن
يديه ليتراوحان بالمعروف. وراحوا إلى بيوتهم رواحاً، وتروّحوا إليها وتروّحوها.
وأنا أغاديه وأراوحه. وأراحوا نعمهم وروّحوها. ولقيته رائحة: عشية عن الأصمعي. قال ذو الرمة:
كأنني
نازع يثنيه ع وطن ... صرعان رائحة عقل وتقييد
أي
ضربان من الثواني ثم فسرهما. ورجل أروح بيّن الروح وهو دون الفحج. وقصعة روحاء:
قريبة القعر. وتروح الشجر وراح يراح من روح: تفطر بالورق. قال:
وأكرم
كريماً إن أتاك لحاجة ... لعاقبة إن العضاه تروح
ومن
المجاز: أتانا وما في وجهه رائحة دم إذا جاء فرقاً. وذهبت ريحهم: دولتهم. وإذا هبت رياحك فاغتنمها. ورجل ساكن
الريح: وقور. وخرجوا برياح من العشيّ وبأرواح من العشي إذا بقيت من العشيّ بقايا.
وأتى فلان وعليه من النهار رياح وأرواح. قال الأسدّي:
ولقد
رأيتك بالقوادم نظرة ... وعليّ من سدف العشيّ رياح
وافعل
ذلك في سراح ورواح: فس سهولة واستراحة. وتحابوا بذكر الله وروحه وهو القرآن و
" أوحينا إليك روحاً " وارتاح للمعروف، وراح له، وإن يديه لتراحان بالمعروف.
وارتاح الله تعالى لعباده بالرحمة وهو أن يهتش للمعروف كما يراح الشجر والنبات إذا
تفطر بالورق واهتز أو يسرع كما تسرع الريح في هبوبها كما تقول: فلان كالريح
المرسلة. وإن يديه لتراحان بالرمي: تخفّان. قال:
تراح
يداه بمحشورة ... خواظي القداح عجاف النصال
وقال
النابغة:
وأسمر
مارن يرتاح فيه ... سنان مثل مقباس الظلام
أي
يهتز. ورجل أريحي، وفيه أريحية. وأراح عليه حقه: أعطاه. وقال النابغة:
وصدر
أراح الليل عازب همه
ر
و ي درويد بعض وعيدك. قال:
رويد
نصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحّاك قد قام نادبه
وامش
رويداً. وأرود في مشيتك، وامش على رود. قال الهذلي:
تكاد
لا تثلم البطحاء خطوتها ... كأنها ثمل يمشي على رود
وقال:
ردّوا
الجمال وقامت كل بهكنة ... تكاد من روداء المشي تنبهر
وما
في أمره هويداء ولا رويداء، وريح رادة: سهلة الهبوب. وأردت منه كذا. وما أردت إلى
ما فعلت. وأراده على الأمر: حمله عليه. وراد روداناً: جاء وذهب. ومالي أراك ترود منذ اليوم. وراد النعم في
المرعى رياداً: تردّد. وهي في مرادها. وبعثنا رائداً يرود لنا الكلأ ويرتاد.
وتباشرت الرواد. وامرأة رادة، وقد رادت ترود: اختلفت إلى بيوت جاراتها. وكحلة
بالمرود. وأدار الرحى بالرائد وهو يدها. قال:
إذا
قبضت تيمية رائد الرحى ... تنفس قنباها فطار طحينها
أي
فست. ودار المهر والبازي في المرود وهو حديدة مشدودة بالرسن إذا دار دار معه. قال
عباس بن مرداس:
على
شخص الأبصار تسمع بينها ... إذا هي جالت في مراودها عزفا
أي
صهيلاً. والطير تستريد: تطلب الرزق تتردّد في طلبه. قال أبو قيس بن صرمة:
وله
الطير تستريد وتأوي ... في وكور من آمنات الجبال
وأردته
بكل ريدة جميلة فلم أقدر عليه.
ومن
المجاز: فلان رائد الوساد، وقد راد وساده إذا لم يستقر من مرض أو هم. قال:
تقول
له لما رأت خمع زجله ... أهذا رئيس القوم راد وسادها
وأنا
رائد حاجة ومرتادها، وأنا من روّاد الحاجات. وهذا مراد الريح. وإن فلاناً لمستراد
لمثله. قال النابغة:
ولكنني
كنت امرأ لي جانب ... من الأرض فيه مستراد ومذهب
وتقول: هو مستراد، ما عليه مستراد. وأرادتنا
حاجتنا إذا لبثتهم. وراوده عن نفسه: خادعه عنها وراوغه. والجدار يريد أن ينقض. وقال
ابن مقبل يصف الفرس:
من
المائحات بأعراضها ... إذا الحالبان أرادا اغتسالا
يريد
العرق.
ر
و زرزت فلاناً، ورزت ما عنده: جربته وقدّرته، وكم رزته روزاً، فلم أر عنده فوزاً.
وروّز رأيه وكلامه في نفسه إذا روّأ في تقديره وترتيبه. ورزت ضيعتي: قمت عليها
وأصلحتها. وهو راز البنائين: رأسهم، وكذلك راز أهل كل صناعة. وكان راز سفينة نوح
جبريل صلوات الله تعالى وسلامه عليهما لأنه يروز ما يصنعه ولأنه راز الصناعة حتى
أتقنها. كما يقال للعالم: خبير من الخبر، وأصله رائز كشاك في شائك ولذلك جمع على
رازة كسائس في ساسة. وراز الدينار: ورزنه حتى يعلم مقداره، وهذا دينار يرضي أكف
الرازة. وخرج وعليه رويزيّ وهو ضرب من الطيالسة تصغير رازي منسوب إلى الريّ. قال
ذو الرمة:
وليل
كأثناء الرويزي جبته ... بأربعة والشخص في العين واحد
أحم
علافي وأبيض صارم ... وأعيس مهريّ وأروع ماجد
ر
و ضبأرضه روضة وروضات ورياض وروضات ورياض، و " أحسن من بيضة في روضة " وروّض الغيث الأرض.
وأراض المكان واستراض: كثرت رياضه. وراض الدابة رياضة، وارتاضت دابته. ومهر ريض:
لم يقبل الرياضة ولم يمهر المشي. وناقة ريض: عسير. قال الراعي:
فكأن
ريضها إذا ياسرتها ... كانت معاودة الرحيل ذلولا
ومن
المجاز: أنا عندك في روضة وغدير، ومجلسك روضة من رياض الجنة. وأراض الوادي والحوض
واستراض إذا اجتمع فيه من الماء ما وارى أرضه، وفيه روضة من ماء. قال:
وروضة
سقيت منها نضوتي
شبهت
بالروضة في تحسينها الوادي وتزيينها. ورض نفسك بالتقوى. وراض الشاعر القوافي
الصعبة فارتاضت له. ورضت الدرّ رياضة إذا ثقته، وإنه لصعب الرياضة وسهل الرياضة أي
الثقب. قال لبيد:
يرضن
صعاب الدر في كل حجة ... وإن لم تكن أعناقهن عواطلا
وقصيدة
ريضة: لم تحكم. وأمر ريض: لم يحكم تدبيره. وراوضه على الأمر: داراه حتى يدخله فيه.
ر
و عرعته وروعته، وارتعت منه. وأصابته روعة الفراق وروعات البين. قال جرير:
ألا
حيّ أهل الجوف قبل العوائق ... ومن قبل روعات الحبيب المفارق
ووقع
ذلك في روعي: في خلدي. وثاب إليه روعه إذا ذهب إلى شيء ثم عاد إليه. ورجل أروع
وامرأة روعاء، وناقة روعاء. وهو ذكاء الروع. قال يصف ناقته:
رأتني
بجبليها فصدّت مخافة ... وفي الحبل روعاء الفؤاد فروق
وناقة
رواع الفؤاد حرة الوجه عطل وفرس ورجل رواع.
ومن
المجاز: شهد الروع أي الحرب. وفرس رائع: يروع الرائي بجماله. وكلام رائع: رائق. وامرأة رائعة، ونساء روائع وروع.
قال عمر بن أبي ربيعة:
فإن
يقو مغناه فقد كان حقبة ... تمشّى به حور المدامع روع
وما
راعني إلا مجيئك بمعنى ما شعرت إلا به.
ر
و غهو ثعلب روّاغ، وهم ثعالب روّاغة، وهو يروغ روغان الثعلب.
ومن
المجاز: فلان يروغ عن الحق. وطريق زائغ رائغ. ومالي أراك زائغاً عن المنهج، رائغاً
عن الحق الأبلج. ولا يقال: راغ عن كذا إلا إذا كان عدوله عنه في خفية. ومازلت
أراوغه على هذا الأمر فما راغ إليه أي أداوره. وأراغت العقاب الصيد إذا ذهب الصيد
هكذا وهكذا وهي تتبعه، وحقيقته حملته على الروغان ومنه: إراغة الأمر. يقال: مازلت
أريغ حاجة لي. وأرغتك في منزلك فلم أجدك وهو طلب شديد كطلب من يستفلت منه المطلوب
وهو لا يخلّيه. ورواغه:
صارعه،
وتراوغا، وهذه رواغتهم: مصطرعهم، كما تقول: مراغة الدواب: لمتمرغها. ويقال: تمرغ في التراب، وتروغ في الطين.
وروّغ اللقمة في الدسم: قلبها فيه حتى شربها إياه.
ر
و قطعنه بروقه.
ومن
المجاز: مضى روق الشباب وريقه وهو أوله. ولقيته في روق الضحى وريقه. وأصابه ريق
المطر. وفلان روق بني فلان: لسيدهم. وجاءنا روق من الناس كما تقول: رأس منهم.
وأنشد الأصمعي:
وأصعد
روق من تميم وساقه ... من الغيث صوب أسقيته مصايره
وقعدوا
في روق بيته ورواق بيته وهو مقدمه. وضرب فلان روقه ورواقه إذا نزل. وفي حديث عائشة
رضي الله تعالى عنها " ضرب الشيطان روقه ومدّ أطنابه " وروّق البيت: جعل
له رواق. وهو جاري مراوقي إذا تقابل الرواقان. وهي زجاء رواق العين وهو الحاجب.
قال:
تصيد
وحشيّ القلوب بمقلة ... كعيني مهاة الرمل جعد رواقها
وضرب
الليل أرواقه وألقى أروقته. وروق الليل: أظلم، وأتيته ورواق الليل مسدول. وألقت السحابة أرواقها بمكان كذا: دامت
بالمطر، وأخرت السماء أرواقها: مطرت. وأرخت العين أرواقها: دمعت. وألقى الرجل على الشيء أروافه: حرص
عليه. وألقى الماشي
أرواقه: اشتد عدوه. ورأيت رواقاً من السحاب وهو نادر منه كرواق البهت. قال الراعي:
في
ظل مرتجز تجلو بوارقه ... للناظرين رواقاً تحته نضد
وداهية
ذات روقين، وفتنة ذات روقين. ويروى لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:
فإن
هلكت فرهن ذمتي لكم ... بذات روقين لا يعفو لها أثر
وأكل
فلان روقه إذا تحاتت أسنانه من الكبر. وراق فلان على فلان: تقدمه وعلاه فضلاً. قال:
أبى
الله إلا أن سرحة مالك ... على كلّ أفنان العضاه تروق
وقال
ابن الرقيات:
راقت
على البيض الحسا ... ن بحسنها وبهائها
وراقني
الشيء: أعجبني وعلا في عيني. وهؤلاء شباب روقة جمع رائق كفاره وفرهة. ورجل أروق
بيّن الروق وهو إشراف ثناياه العلى على السفل مع طول. وسنة روقاء، وسنوات روق.
وعاث فيهم عام أروق، كأنه ذئب أورق. وروق الشراب: صيّره رائقاً بالتصفية، وقد راق
الشراب وتروق، وشراب رائق، ومسك رائق: خالص. ولافن مروق كأس الحب: بالغ في ترويقها
حتى لا قذاة في رحيقها، ولقد أحسن أبو الحسن في قوله:
ومكة
راووق الرحال فهاكه ... مصفى وخذ من شئت منهم مكدّرا
وروق
فلان لفلان في سلعته إذا رفع في سومها وهو لا يريدها.
ر
و لرول رأسه من الدهن: روّاه. وروّل الخبز بالسمن وبالأدم وروّل الفرس: أدلى ليبول. وتروّل في مخلاته: سال فيها
رواله وهو لعابه. وظهرت أسنانه بالرواويل. قال أبو حاتم: كل سنّ رديف لسن فهو
راوول. قال:
أسنانها
أضعفت في حلقها عدداً ... مظهرات جميعاً بالرواويل
ر
و مهو ثبت المقام، بعيد المرام. وقد رام الشيء روما، وهم روّم له غير نوم عنه. وما
كان يروم أن يفعل فروّمته: جعلته يرومه.
ر
و يهو ريان وهي ريا وهم رواء، وقد روي من الماء رياً وارتوى وتروى، وأروى إبله
وروّاها. وماء رواء وروي: للوارد فيه ري. وعنده راوية من ماء، وله راوية يستقى
عليه وهو بعير السقاء والجمع الروايا. وفي مثل " أروى من الثقافة، فمالي إلى
الماء فاقه " وهي الضفدع. وارتويت على أهلي ورويت لهم ورويتهم: استقيت لهم.
وارو لنا يا فلان. وشد الحمل بالرواء وهو الحبل الذي تشد به الأحمال. ورويت بعيري
وأرويته: شددت عليه حمله. ورويت على الناعس لئلا يسقط. قال:
وشد
فوق بعضهم بالأروية
وقال:
أقبلتها
الخل من شوران مصعدة ... إني لأروي عليها وهي تنطلق
وراويت
صاحبي: شددت معه الرواء. والقصيدتان على روي واحد.
ومن
المجاز: وجه ريان: كثير اللحم، وظمآن: معروق. وهو ريان من العلم، وهم رواء منه.
وشرب شرباً روياً. وسحاب روي: عظيم القطر. وكأس روية. وارتوى الحبل: كثرت قواه وغلظت مع شدة الفتل. وارتوت
مفاصله: غلظت واستوت. ومازال يعلفه حتى ارتوى واستوى. وله رياً طيبة وهي الريح
البالغة التي رويت من الطيب، صفة غالبة.
قال
المتلمس:
فلو
أن محموماً بخيبر مدنفاً ... تنشق ريّاها لأقلع صالبه
وشبعت
من هذا الأمر ورويت. ورويت من النوم إذا مللته وكرهته. وأرويت رأسي دهناً وروّيته.
وإن فلاناً لراوية الديات: حاملها، وينو فلان روايا الحمالات. قال الكميت:
وكنا
قديماً روايا المئين ... بنا يثق الجار المبسل وقال أبو شأس:
ولنا
روايا يحملون لنا ... أثقالنا إذ يكره الحمل
ومنه
قولهم: هو راوية للحديث، وروى الحديث: حمله من قولهم البعير يروي الماء أي يحمله،
وحديث مروي، وهم رواة الأحاديث وراووها: حاملوها كما يقال: رواة الماء. وروت
القطاة فراخها: صارت راوية لها. قال ابن أحمر:
تروى
لقًى ألقي في صفصف ... تصهره الشمس فما ينصهر
وروى
عليه الكذب: كذب عليه، وفلان لا يثروى عليه كذب. ورويته الحديث: حملته على روايته.
وتقول: التعلم عطشان ما يرويه، إلا من يرويه.
ر
ي ب" لا ريب فيه " . ورابني منك كذا وأرابني. وفلان مريب. وهذا أمر
مريب، وهو ذو ريبة وريب. وارتبت به واستربت وتريّبت. قال العجاج يصف ثوراً:
واستمع
الأصوات أو تريبا
وأصابه
ريب المنون. ولا تربه بشيء: لا تفعل به ما يشك له في الأمن والسلامة.
ر
ي ثراث عليّ خبرك، وفي مثل " رب عجلة تعقب ريثا " واسترثته: استبطأته.
قال:
فشمر
أروع لا عاجزا ... جباناً ولا مستراثاً خذولاً
وما
فلان بمستراث النصرة. وتقول: قد استغثته، فما استرثته. وهو رائث وريث، وما ريثك
وما بطأ بك. ورجل مريث العينين: بطيء النظر. وما قعدت لفلان إلا ريثما قال كذا.
وما يستمع لموعظتي إلا ريث أتكلم. قال الراعي:
فقلت
ما أنا ممن لا يواصلني ... وما ثوائي إلا ريث أرتحل
ر
ي دجبل ذو حيود وذو ريود وهي حروف ناتئة في أعراضه. وبدا ريدٌ من الجبل. وريح ريدة
ورادة وريدانة: لينة.
ر
ي شسهم مريش ومريش. وقد راشه يريشه، وريشت السهم ثلاث ريشات.
ومن
المجاز: رشت فلاناً: قويت جناحه بالإحسان إليه فارتاش وتريش. قال:
فرشني
بخير طال ما قد بريتني ... فخير الموالي من يريش ولا يبري
وقال:
إذا
كنت مختار الرجال لنفعهم ... فرش واصطنع عند الذين بهم ترمي
وقال
النابغة:
كم
قد أحل بدار الفقر بعد غنى ... قوماً وكم راش قوماً بعد إقتار
يريش
قوماً ويبري آخرين بهم ... لله من رائش عمرو ومن بار
وقال
القطامي:
وراشت
الريح بالبهمى أشاعره ... فآض كالمسد المفتول إحناقاً
أي
غرزت فيها السفا. وقال ذو الرمة:
ألا
هل ترى أظعان ميّ كأنها ... ذرى أثأب راش الغصون شكيرها
وقال
أيضاً:
أفانين
مكتوب لها دون حقها ... إذا حملها راش الحجاجين بالثكل
أي
مكتوب لها الثكل دون تمام الحمل، وجعل الله اللباس ريشاً: زينة وحمالاً " قد أنزلنا عليكم
لباساً يواري سوآتكم وريشاً " مستعار من الريش الذي هو كسوة وزينة للطائر.
قال جرير:
فريشي
منكم وهواي معكم ... وإن كانت زيارتكم لماما
" ولعن الله الراشي والمرتشي والرائش " وهو المتوسط الذي يريش هذا من
مال هذا. وفلان له رياش: لباس وحسن حال وشارة. واشترى عليّ كرم الله تعالى وجهه قميصاً
بثلاثة دراهم فقال: الحمد لله الذي هذا من رياشه. وأجاز النعمان النابغة بمائة من
عصافيره بريشها: برحالها. وقيل كانت الملوك يجعلون في أسنمتها ريشاً ليعلم أنها
حباء ملك. وبرد مريش كقولهم: مسهم. قال الأعشى:
يركض
كل عشية ... عصب المريش والمراجل
ويقال
للناقة: إنها لمريشة اللحم مرهفة السنام: يراد خفة اللحم وقلته من الهزال من
قولهم: أخف من ريشة وهو من المجاز اللطيف المسك. وقالوا: راشه السقم: أضعفه. ورمح راش: خوار وهو فعل أو فاعل
كشاك.
ر
ي طخرجت تسحب ريطتها وهي ملاءة ليست بذات لفقين وقيل كل ثوب رقيق لين: ريطة، وهن
يسحبن الريط والرياط وريطات الخز والقصب.
ومن
المجاز: خرج مشتملاً بريطة الظلماء. وهو يجر رياط الحمد. قال:
يجر
رياط الحمد في دار قومه
ر
ي عطعام كثير الريع. وأراعت الحنطة وراعت: زكت، وأراعها الله تعالى. وأراع الناس
هذا العام: زكت زروعهم. ونزلوا بريع رفيع وريعة رفيعة وهي المرتفع من الأرض.
وتقول: يبنون بكل ريعه، وملكهم كسراب بقيعه. وهربت الإبل فصاح بها الراعي فراعت
إليه: رجعت. ووعظته فأبى أن يريع. وفلان ما يريع لكلامك ولا يريع لصوتك. وقال لبيد:
لزجرت
قلباً لا يريع لزاجر ... إن الغويّ إذا نهي لم يعتب
وقال
آخر:
طمعت
بليلي أن تريع وإنّما ... تقطع أعناق الرجال المطامع
وراع
عليه القيء: رجع في حلقه. وتريع السراب: جاء وذهب. والإهالة تتريع في الجفنة. وقال:
كأن
ليلى حين قامت تظلع ... وهي حوالي بيتها تريع
ومن
المجاز: حذف ريع درعه وهو ما فضل من كميها وذيلها. قال:
مضاعفة
يغشى الأنامل ريعها ... كأن قتيرها عيون الجنادب
وأراعت
الإبل: كثرت أولادها، وناقة ريعانة: كثير ريعها وهو درها. قال:
ذاك
أبي يا كرما وجودا ... قد يمنح الريعانة الرفودا
إذا
المخاض لم تعش عودا
وناقة
لها ريع بوزن سيد: تأتي بسير بعد سير. وتريعت يداه بالجود: جادتا بسيب بعد سيب.
قال أبو وجزة:
وإن
لبسوا العصب اليماني وانتدوا ... فبالجود أيديهم سباط تريع
وذهب
ريعان الشباب وهو مقتبله وأفضله استعير من ريع الطعام. وخب ريعان السراب. وجاء
ريعان المطر.
ر
ي قمص ريقها وريقتها. وراق الماء يريق وأراقه وهراقه وأهراقه وهو يريقه ويهريقه
ويهريقه إراقة وهراقة وإهراقة، وماء مراق ومهراق ومهراق.
ومن
المجاز: راق الشراب. وكأن وعده ريق السراب، وبرق السحاب. وهو يريق بنفسه: يريقها كما يقال: دفق روحه. وهريقوا عنكم
من الظهيرة. وأهريقوا: أبردوا. وقال ذو الرمة:
إذا
حال شخص في الرهاء استحلنه ... بخوص هراقت ماءهن الهواجر
وأنا
على الريق لم أذق طعاماً، وشربت على الريق، وعلى ريق النفس وريقة النفس، ودخلت
عليه على ريق نفسي. وسمعت مرشداً الخفاجي. تريقت الماء وريقته الشراب: سقيته إياه
على غير ثفل. وماء رائق: مشروب على الريق. وفي يده صل ريقه ترياق. وفي نصحه ريق
الحية وضربه بذي الريقة وهو سيف كان لمرة بن ربيعة القريعي قيل له ذلك لكثرة مائه.
ر
ي ملا أريم مكاني حتى أفعل كذا، ولا أريم منه ولا ترمه، وما يريم يفعل ذلك كما
تقول: ما يبرح يفعل. ولأحد الرجلين على الآخر ريم: فضل وزيادة. وفي هذا العدل ريم
على الآخر إذا كان أثقل منه. وأخذ فلان الريم وهو العظم الفاضل عن قسمة الأبداء
العشرة من حزور الأيسار يسب به الياسر إن أخذه فيعطى الجازر فإن أباه أخذه الأوباد
الهلكى من الفاقة الواحد وبد. وتقول: من خاف الذيم، عاف الريم. وقال:
وةكنتم
كعظم الريم لم يدر جازر ... على أي بدأى مقسم اللحم يجعل
ر
ي نأعوذ بالله من الري والران وهو ما غطى على القلب وركبه من القسوة للذنب بعد
الذنب " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " من قولهم: ران عليه الشراب
والنعاس، وران به إذا غلب على عقله. ورين بفلان ونظيره الغين وقولك: إنه ليغان على قلبي.
كتاب
الزاي
ز
أ دهو مزءود مذعور. وقد زئد فلان وأصابه زؤد. وتقول: شعار الزهد استشعار الزؤد.
ومن
المجاز: بات في ليلة مزءودة. قال:
حملت
به في ليلة مزءودة ... كرهاً وعقد نطاقها لم يحلل
ز
أ رليث زائر وله زئير وزأر. قال النابغة:
نبئت
أن أبا قابوس أوعدني ... ولا قرار على زأر من الأسد
وتقول:
له زفير كأنه زئير. وزأر الأسد يزأر ويزئر، والأسد في زأرته: في أجمته. ويقال: له
مرزبان الزأرة.
ومن
المجاز: سمع زئير الحرب فطار إليها. قال:
فلا
من بغاة الخير في عينه فدى ... ولا من زئير الحرب في أذنه وقر
والفحل
يزأر في هديره إذا ردده في جوفه ثم مده. ولفلان زأرة عامرة. وهو في زأرته وهي
البستان. وأنشد اصمعي:
زأرة
جبار من النخل بسق
وتركته
في زأرة من الإبل وزأرة من الغنم: في جماعة كثيفة منها كالأحمة كما قال:
عاين
حياً كالحراج نعمه
ز
أ مسكت عني فما نأم بحرف نأمه، ولا كلمني بزأمه. يقال: زأم لي فلان زأمة إذا طرح
كلمة لا يدري أحق هي أم باطل. وما عصبته زأمة ولا وشمة.
ز
ب برجل أزب، وامرأة زباء: كثيرة شعر الحاجبين والذراعين والجسد، ورجال زب، وبعير
أزب: كثير الوبر. وفي مل " كل أزب نفور " لأن ذلك يكون في عينه فكلما رآه
ظنه شخصاً يطلبه فينفر منه. " وأسرق من زبابة " وهي فأرة برية صماء. وتقول: صموا عن الحق كأنهم زباب، وصمموا
على الحرص كأنهم ذباب.
ومن
المجاز: عام أزب: خصيب. وداهية زباء. وتزبب حصرما. وخرجت على يده زبيبة وهي قرحة.
وغضب فثارت له زبيبتان وهما زبدتان في شدقيه، وقد زبب شدقاه. وفي الحديث " كل
ذي كنز يجد كنزه في قبره شجاعاً أقرع ذا زبيبتين " وقيل هما: النكتتان فوق عينيه.
ز
ب د
بحر
مزبد، وأزبد البحر والقدر وفم البعير الهادر، ورمى بزبده وأزباده. وأطيب من الزبد
بالتمر، وعلى التمرة مثلها زبداً. وزبد اللبن تزبيداً علاه الزبد. وزبدت سقاءها
زبداً: مخضته حتى يخرج زبده. وزبدته أزبده بالضم: أطعمته الزبد. وزبدت السويق
أزبده بالكسر، وسويق مزبود.
ومن
المجاز: كأن لقاءك زبدة العمر. وتزبد اليمين: تسرطها كالزبدة كما يقال: " جذها جذ العير
الصليانة " وزبدته ضربة أو رمية: عجلتها له كأني أطعمته بها زبدة. وزبدته وزبدته
أزبده بالكسر: أرفدته.
ونهى
رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن زبد المشركين. وفلان يزابد فلاناً: يقارضه
الكلام ويوازره به. وأزبد السدر: طلعت له ثمرة بيضاء كالزبد على الماء. وأزبد
الشيء: اشتد بياضه. وأبيض مزبد نحو يقق. وزبدت القطن: نفشته. وسمعت خضيراً الهذلي يقول: الحداء زبد
الفؤاد أي يرمى به القلب كما يرمى الماء بزبده أراد سهولته عليه.
ز
ب رزبرت البئر: طويتها بالحجارة. وزبرت الكتاب بالمزبر: بالقلم. قال:
قد
قضي الأمر وجفّ المزبر
وكتاب
مزبور، وقد نطقت به الزبر، ورأيت في يده زبراً وزبوراً، وأنا أعرف بزبرتي أي
بكتبتي وعنده زبرة من حديد وزبر. وأسد ضخم الزبرة وهي الشعر المجتمع على كاهله
ومرفقيه، ومنها قولهم: ازبأر شعره إذا انتفش. وزابر الثوب، وجزّ شعره فزبره إذا لم
يسوه وكان بعضه أطول من بعض. وزبرته زجرته. وأخذ الشيء بزوبره: بأمعه. وغرته
الدنيا بزبرجها: بزخرفها.
ومن
المجاز: ماله زبر: عقل وتماسك. قال ابن أحمر:
ولهت
عليه كل معصفة ... هوجاء ليس للبها زبر
وذهبت
الأيام بطراءته ونفضت زئبره إذا تقادم عهده.
ز
ب لعنده زبل من التمر وزنابيل. وزبلت الأرض: سمدتها أزبلها بالكسر. واجتمع له زبل
كثير. والدنيا كالمزبلة، والذين اطمأنوا إلها كلاب المزابل.
ومن
المجاز: ما قطعت له قبالا، ولا رزأته زبالا أي أدنى شيء وأصله ما تحمله النملة
بفيها. قال ابن أحمر:
كريم
النجار حمى ظهره ... فلم يرتزيء بركوب زبالا
ز
ب نأراد حاجة فزبنه عنها فلان: دفعه. والناقة تزبن ولدها عن ضرعها، وتزبن حالبها
وناقة زبون. وزابنه: دافعة مزابنة وتزابنوا تدافعوا. ونهي عن المزابنة وهي بيع ما
في رأس النخلة بالتمر لأنها تؤدّي إلى المدارأة والخصام. ووقع في أيد الزبانية وهم
الشرط لزبنهم الناس وبهم سميت زبانية النار لدعهم أهلها إليها. ورجل ذو زبونة:
مانع جانبه بالدفع عنه، وذو زبونات. قال:
وجدتم
القوم ذوي زبونه ... وجئتم باللؤم تنقلونه
حرمتم
المجد فلا ترجونه ... وحال أقوام وكرام دونه
وقال
سوار بن مضرب:
بذبي
الذم عن حسبي بمالي ... وزبونات أشوس تيحان
وضربته
العقرب بزباناها وهي ما تزبن به من طرف ذنبها. قال مرار بن منقذ:
زباني
عقرب لم تعط سلما ... وأعيت أن تجيب رقي لراقي
وعن
الأصمعي زبانياها: قرناها.
ومن
المجاز: حرب زبون: صعبة كالناقة الزبون في صعوبتها. قال أوس:
ومستعجب
مما يرى من أناتنا
... ولو
زبنته الحرب لم يترمرم
وقال
النمر:
زبنتك
أركان العدوذ فأصبحت ... أجأ وجبة من قرار ديارها
الضمير
لحبيبته جمرة. وتحته جمل يزبن المطي بمنكبيه إذا تقدمها وسبقها. وزبنت عنا هديتك
ومعروفك إذا زواها وكفها. وأزبنوا بيوتكم عن ا لطريق: نحوها. وفلان زبون: لمن يزبن
كثيراً ويغبن وهو من باب ضبوث وحلوب في أن الفعل مسند إلى السبب مجازاً. كقوله:
إذا
ردّ عافي القدر من يستعيرها
واستزبنه،
وسمعتهم يقولون: تزبنه. وأراد فلان أن يتزبّنني فغلبته.
ز
ب يزبي زبية وتزباها: اتخذها وهي حفرة يصاد فيها السيبع. وكأن يديه الزابيان وهما
نهران في سافلة الفرات. ويقال: الزوابي لهما ولما حولهما وقد يقال للواحد: الزاب
بطرح الياء كما يقال للبازي: الباز.
ومن
المجاز: زبيت لفلان إذا عملت له منصوبة. وفي مثل " بلغ السيل الزبى "
إذا اشتد الأمر.
ز
ج جلا تقاس الصخور بالزجاج، ولا الخرصان بالزجاج. وزججت الرمح وأزججته: جعلت له
زجاً. وقيل: أزججته: نزعت زجه. وقال أوس:
أصم
ردينياً كأن كعوبهنوى القسب عراصاً مزجاً منصلاً وزججته زجاً: طعنته بالزج، وزججته
بالرمح: زرقته به. ورجل أزج وامرأة زجاء: بينة الزجج وهو دقة الحاجب واستقواسه.
وحاجب أزج، وزججت حاجبها. قال:
إذا
ما الغانيات برزن يوماً ... وزججن الحواجب والعيونا
ومن
المجاز: إتكأ على زجى مرفقيه واتكؤا على زجاج مرافقهم. قال ذو الرمة يصف حمراً:
وقد
أسهرت ذا أسهم بات جاذلا ... له فوق زجى مرفقيه وحاوح
ومن
الوحوحة وهي صوت في الحلق وترديد نفس، يقال: وحوح من شدة البرد. وعضه الفحل
لزجاجه: بأنيابه. وزج بالشيء: رمى به عن نفسه. ويقال للظليم إذا عدا: زج برجليه. ونزلنا بواد يزج النبات
وبالنبات: يخرجه وينميه كأنه يرمى به عن نفسه رمياً. قال:
في
عازب أزج يزج نباته ... خال تمعج دونه الرواد
تردد.
والأزج البعيد.
ز
ج رزجرته عن كذا وازدجرته فانزجر وازدجر. تقول: المرء عما لا يعنيه مزجور، وعلى ما
يعنيه مأجور. وتزاجروا عن المنكر. قال الحرث بن عباد:
لا
بجير أغنى فتيلا ولا ره ... ط كليب تزاجروا عن ضلال
ومن
المجاز: زجر الراعي النعم: صاح بها " فإنما هي زجرة واحدة " وهو يزجر الطير:
يعافها وأصله أن يرمي الطائر بحصاة أو يصيح به فإن ولاه في طيرانه ميامنه تفاءل به
وإن ولاه مياسره تطير منه. وناقة زجور: لا تدرّ حتى تزجر وهي من باب ركوب وحلوب
وقد يستعار لصفة الحرب كالزبون. قال الأخطل:
خوصاً
أضرّ بها ابن يوسف فانطوت ... والحر لاقحة لهن زجور
والريح
تزجر السحاب. وكررت على سمعه المواعظ والزواجر، وكفى بالقرآن زاجراً، وذكر الله
مزجرة ومدحرة للشيطان. وتركتنا بمزجر الكلب وأقبلت عليه.
ز
ج ل" للملائكة زجل
بالتسبيح " . وزجله بالحربة وزجه بها: رماه. وخرج الأمير وبين يديه الرجالة
والزجالة. ولعن الله أما زجلت به ونجلت. وزجل الحمام الهادي: أرسله زجلاً.
ز
ج يالراعي يزجي الماشية ويزجيها: يدفعها ويسوقها سوقاً رفيقاً. والبقرة تزجي ولدها
وتزجيه.
ومن
المجاز: الريح تزجي السحاب. وكيف تزجي الأيام؟ وهو يزجي أيامه بشيء يسير. وزجي
فلان حاجتي: سهل تحصيلها. وهو يتزجى ببلاغ. قال:
تزج
من دنياك بالبلاغ
وبضاعة
مزجاة: خسيسة يدفعها كل معروض عليه فلا تنفق. وزجا الخراج زجاء: تيسرت جبايته
وانسياقه إلى أهله، وخراج زاج.
ز
ح ز حتزحزح له عن مجلسه. ومالي عنك متزحزح " فمن زحزح عن النار " .
ز
ح ررجل مزحور: به زحير، وقد زحر وتزحر وهو إخراج النفس بأنين، وسمعت له زفيراً
وزحيراً وزفرة وزحرة. ويقال للمرأة إذا ولدت: زحرت به وتزحرت عنه. وتقول: تزحر فلان حتى تسحر، ثم قرع سنّه
وتحسر.
ومن
المجاز: فلان يزاحر فلاناً: يعاديه ويحبنطىء له.
ز
ح فزحف إليه وتزحفت. ومشيه زحف وزحوف وزحفان: فيه ثقل حركة. وقال أعشى همدان:
لمن
الظعائن سيرهن تزحف
وزحفت
الحية وكل ماش على بطنه، وهذه مزاحف الحيات. قال أبو العيال الهذلي:
كأن
مزاحف الحيات فيها ... قبيل الصبح آثار السياط
والصبي
يزحف على الأرض ويتزحف، وأطربه النشيد فزحف عن دسته. وزحف الدبا: مضى قدما. وأرسحتهن
نار الزحفتين وهي نار العرفج لأنها سريعة الوقدة والخمدة فلا يبرحن يتقدّمن
ويتأخرن زحفاً إليها وعنها. وزحف البعير وأزحف: أعيا حتى جر فرسنه، وناقة زحوف
ومزحاف وإبل زواحف وزحف ومزاحيف. وأزحف القوم: زحفت ركابهم. وزحف الشيء: جره جراً
ضعيفاً. وزحف العسكر إلى العدو: مشوا إليهم في ثقل لكثرتهم، ولقوهم زحفاً. ومشى
الزحف إلى الزحف والزحوف إلى الزحوف. وتزاحف القوم، وزاحفناهم. وأزحف لنا بنو فلان:
صاروا زحفاً لقتالنا. ومن أزحف لكم: من يقاتلكم. ورجل زحفة زحلة: رحال إلى قرب
وليس بسياح ولا طياح في البلاد. وزحلفه فتزحلف. ولعبوا بالزحلوفة وبالزحاليف.
ومن
المجاز: أزحفت الريح الشجر حتى زحف: حركته حركة لينة، وأخذت الأغصان تزحف. وسهم زاحف: يقع دون الغرض. وخرجوا يقرون
مزاحف السحاب: مصابه ومواقع قطره. وناقة فيها زحاف وهو أن تكون سريعة الحفا. وفي
البيت زحاف وهو نقص في الأسباب، وبيت مزاحف، وقد زوحف لأنه تنحية عن السلامة
وزحلفة عنها. وقال لبيد يصف حماراً:
وزال
النسيل عن زحاليف متنه ... فأصبح ممتد الطريقة قافلاً
ز
ح لمالي عنه مزحل: مبعد، وقد زحلت عنه. ودخل عليه فزحل له عن مكانه. وعقبة زحول:
بعيدة. ورجل زحل وزحلة: متنح عن الشيء.
ومن
المجاز: أزحلت إليه الأمر: ألجأته إليه.
ز
خ خللجمر زخيخ وهو شدة بريقه، وقد زخ الجمر، وانظر إليه كيف يزخ. وزخه في وهدة:
دفعه فيها. وفي الحديث " مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف
عنها غرق وزخ في النار " وزخ في قفاه.
ومن
الكناية: هذه مزخة فلان: لامرأته. ويروى لعليّ رضي الله تعالى عنه:
طوبى
لمن كانت له مزخة ... يزخها ثم ينام الفخة
وبات
يزخها: ينكحها.
ز
خ ربحر زاخر وزخار، وقد زخر زخيراً: طما مدّه، وتزخر تزخراً وهو تملؤه و " أخذت الأرض زخرفها
" وللماء زخارف: طرائق. وتقول: للأرض من وشي الرياض زخارف، وللماء من جري
الرياح زخارف.
ومن
المجاز: زخر القوم: جاشوا لحرب أو نقير، وزخرت الحرب. قال:
إذا
زخرت حرب ليوم عظيمة ... رأيت بحوراً من بحورهم تطمو
وزخر
النبات: طال. وأخذت الأرض زخاريها إذا زخر نباتها، وأخذ النبت زخارية. وكل أمر تم
واستحكم فقد أخذ زخارية، مثل عندهم. وتقول: النبت إذا أصاب ريّه، أخذ زخاريّه.
واكتهلت زواخر الوادي: أعشابه. قال زهير:
فاعتمّ
واكتهلت زواخره ... تتهاول كتهاول الرقم
قصر
التهاويل. وفخر فلان بما ليس عنده وزخر، وفاخرت فلاناً وزاخرته ففخرته وزخرته:
غلبته. ورجل زاخر: جدلان. وفلان بحر زاخر، وبدر زاهر؛ وهو من البحور أزخرها، ومن
البدور أزهرها؛ ورأيت البحار فلم أر أغلب منه زخره، والجبال فلم أر أصلب منه صخره.
ز
ر برأيته قاعداً على زريبة، وله الزرابي الحسان وهي القطوع الحيرية وما كان على
صنعتها. والغنم في زربها وزيبتها وزروبها وزرائبها. قال اعلحماسيّ:
ترى
رائدات الخيل حول بيوتنا ... كمعزى الحجاز أعوزتها الزرائب
وزربت
البهم في الزرب: أدخلته فيه فانزرب.
ومن
المجاز: الصائد في زربه وزريبته وهي قترته شبهت بزرب البهم، وانزرب فيها. قال رؤبة:
فبات
والنفس من الحرص الفشق ... في الزرب لو يمضغ شرياً ما بصق
المنتشر.
وقال ذو الرمة:
وبالشمائل
من جلاّن مقتنص ... رث الثياب خفي الشخص منزرب
ويقال:
حبال الإخاء بينهم مبتوتة، وزرابي البغضاء دونهم مبثوثة. قال الحماسي:
ونحن
بنو عم على ذاك بيننا ... زرابيّ فيها بغضة وتنافس
ز
ر دزرد اللقمة وازدردها وتزردها. وهذا دواء صعب المزدرد. وتقول: قد تبين فيه
الدرد، فأطعمه ما يزدرد؛ وزرّدته اللقمة. قال مزرد:
فقلت
تزردها عبيد فإنني ... لدرد الموالي في السنين مزرد
وزرد
حلقه: عصره. وهو زراد: خناق، ومنه قيل للهن الضيق: الزردان كأنه يخنق. وزرد الدرع:
سردها لأنها حلق فيه ضيق.
وهو
زراد جيد الزرادة. ولبسوا الزرد والزرد تسمية بالمصدر وفعل بمعنى مفعول.
ومن
المجاز: أخذ بمزدرد إذا ضيق عليه كما يقال: أخذ بمخنقه. وزرد فلان عينه على صاحبه
إذا غضب عليه وتجهمه ومعناه ضيقها عليه لا يفتحها حتى يملأها منه. وظن فلا أني
زردة له أي أكلة. وتقول للحالف: تزردها حصاء، وتزبدها حذاء.
ز
ر رحلّ زره وأزراره، وهو ألزم لي من زرّي لعروته. وزرّ قميصه: شدّ زره، وزرر قمصه: شد أزرارها، وأزر قميصه
وزرره: جعله ذا أزرار. وزرّ سنان الرمح يزر زريراً إذا وبص. قال أبو دؤاد:
أوجرت
عمراً فعالعموا ... خرصاً يزر له ويبص
وإن
عينيه لتزران في رأسه: تتوقدان.
ومن
المجاز: زر الشيء: جمعه جمعاً شديداً. وخرج يزر الكتائب بالسيف: يشلها. وزره: عضه، وزاره: عاضه. وحمار مزر. وضربه
فأصاب زره وهو عظيم كأنه نصف جوزة تدور فيه الوابلة وهي رأس العضد. ويقال لضارب
البيت: اجعل رأس العمود في الزر وهو الخشيبة التي في أعلاه. وأعطاني الشيء بزرّه
كما يقال: برمته.
وأتاني
القوم بزرّهم. وإنه لزر من أزرار الإبل: لا رم لها حسن الرعية. وفي كلام هجرس ابن
كليب: أما وسيفي وزرّيه، وفرسي وأذنيه، لإبدع الترجل قاتل أبيه وهو ينظر إليه؛ ثم
قتل جساساً، وهما حداه.
ز
ر عالعبد يحرث والله يزرع: ينبت وينمّى " أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم
نحن الزارعون
" .
ومن
المجاز: زرع الله ولدك للخير، وأستزرع الله ولدي للبر وأسترزقه له من الحل. وزرع
الحب لك في القلوب كرمك وحسن خلقك. وبئس الزرع زرع المذنب. وزرع الزارع الأرض من
إسناد الفعل إلى السبب مجازاً. وازدرع لنفسه: وهذه مزرعة فلان ومزارعه ومزدرعه
وزراعته وزراعتاته. وزارعه على الثل ونحوه مزارعة. وأعطني زرعة أزرع بها أرضي بذراً ومنها قيل لفرخ
القبجة: الزرعة. وفي أرضه زريع كثير وهو ما ينبت مما تناثر من الحب وقت الحصاد،
ويقال له: الكاث.
وكأنهم
أولاد زارع وهي الكلاب. وأنشد الجاحظ لابن فسوة:
ولولا
دواء ابن المحل وعلمه ... هررت إذا ما النّاس هرّ كليبها
وأخرج
بعد الله أولاد زارع ... مولعة أكتافها وجنوبها
هو
ابن الملح بن قدامة كان يداوى من الكلب. والكلب يهر كالكلب. ويقال: إن الكلب الكلب
إذا عض إنساناً ألقحه بأجر صغار فإذا دووي بال علقاً في صور الكلاب. وزرع لفلان
بعد شقاوة إذا استغنى بعد العقر.
ز
ر فزرفت على الستين: زدت. وفلان يزرف في الحديث. وأتتنا زرافة من بني فلان وجاءوا برزافهم.
وطاروا إليه زرافات ووحداناً. وفي كتاب سيبويه: خلق الله الزرافة يديها، أطول من
رجليها؛ وهي مسماة باسم الجماعة لأنها في صورة جماعة من الحيوان وجاء بها ابن دريد
مضمومة الزاي وشك في كونها عربية.
ز
ر قفي عينه زرق وزرقة، وزرقت عينه وازرقت وازراقت، وعين زرقاء وعيون زرق. وزرقة
بالمرراق.
ومن
المجاز: سنان أررق وأسنة زرق. وماء أزرق، ونطفة زرقاء، وجمام زرق. قال يصف خمراً:
شيبت
بزرقاء من قمراء تنسجها ... في رأس أعيط وهنا بعد إعتام
وقال
زهير:
ولما
وردنا الماء زرقاً جمامه ... وضعن عصيّ الحاضر المتخيم
وثريدة
زريقاء تشبه تفاريق الزيت فيها بالعيون الزرق. ولا يقاس الزرق بالأزرق وهو طائر بين
البازي والشاهين، والأزرق: البازي. وزرقه ببصره: حدجه. وزرق الطائر والسبع بسلحه:
رمى به. وخرجت عليهم الأزارقة: قوم من الخوارج.
ز
ر يأزريت به: قصرت به وحقرته، وزريت عليه فعله: عبته وعنفته. وازدرته عيني: احتقرته. وترك إكرامه إزراء به وازدراء له
وزيراية عليه. قال النابغة:
نبئت
نعماً على الهجران زرية ... سقبا ورعيا لذلك العاتل الزاري
ز
ع برمح راعبي ورماح راعبية. نسبت إلى رجل من الخزرج كان يعمل الأسنة عن المبرد،
وقيل: هي العسالة التي إذا هزت تدافعت كالسيل الزاعب يزعب بعضه بعضاً أي يدفعه
وياء النسبة للنسبة إلى الزاعب لمعنى التشبيه به أو للتأكيد كياء الأحمريّ.
ز
ع جأزعجه من بلاده: خلاف أقره. وانزعج من مكانه. وامرأة مزعاج: لا تقر في مكان.
ز
ع رفيه زعر: قلة شعر وريش وتفرّق حتى يبدو الجلد. قال ذو الرمة:
كأنها
خاضب زعر قوادمه ... أجنى له باللوى آءٌ وتنوم
وهو
أزعر وهي زعراء، وقد زعر وازعار.
ومن
المجاز: مكان أزعر: قليل النبات كقولهم: أكمة صلعاء. وزعر الرجل زعراً إذا ساء
خلقه وقل خيره، وخلق زعر معر، وفيه زعر وزعارة بالتخفيف والتشديد. وتقول: فلان تدعيه الدعارة، وتشهد له
الزعارة.
ز
ع ز عزعزعت الريح الشجر وهو التحريك بشدة، وأزعزع الشيء وتزعزع قالت:
فوالله
لولا الله لا شيء غيره ... لزعزع من هذا السرير وجوانبه
وريح
زعزع وزعزاع ورياح زعازع.
ومن
المجاز: جريٌ زعزع: شديد. قال:==
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق